-
-
-
- فهرس المواضيع [صحيح السيرة النبوية]
-
-
- المقدمة
-
- منهجي في الكتاب
-
- باب ذكر نسبه الشريف وطيب أصله المنيف
-
- باب مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم
-
- في منشئه عليه الصلاة والسلام ومرباه وكفاية الله له وحياطته
-
- شهوده عليه الصلاة والسلام حلف الفضول
-
- في تزويجه عليه الصلاة والسلام خديجة بنت خويلد
-
- في تجديد قريش بناء الكعبة قبل المبعث بخمس سنين
-
- مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم
-
- كيفية بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
-
- كيفية إتيان الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
-
- في ذكر من أسلم ثم ذكر متقدمي الإسلام
-
- أمر الله رسوله عليه الصلاة والسلام بإبلاغ الرسالة
-
- تأليب الملأ من قريش على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه
-
- مجادلة المشركين رسول الله صلى الله عليه وسلم
-
- هجرة من هاجر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
-
- إسلام عمر بن الخطاب
-
- ذكر مخالفة قبائل قريش بني هاشم وبني عبد المطلب في نصر رسول الله صلى الله عليه وسلم
-
- ذكر عزم الصديق على الهجرة إلى أرض الحبشة
-
- قصة مصارعة ركانة
-
- دعاء النبي صلى الله عليه وسلم على قريش
-
- قصة فارس والروم
-
- الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى بيت المقدس ثم عروجه من هناك إلى السماوات
الجمعة، 23 فبراير 2024
صحيح السيرة النبوية
ح3.الحج { شرح مناسك الحج والعمرة للألباني بصحيح الخبر والأثر والنظر}
شرح مناسك الحج والعمرة للألباني بصحيح
الخبر والأثر والنظر
عنوان الكتاب: شرح مناسك الحج والعمرة للألباني بصحيح
الخبر والأثر والنظر
النـاشــر: مكتبة دار المعارف - الرياض
الطبعة: الأولى
سـنة الطبع: 1434هـ
عدد الصفحات: 552
التعريف بموضوع الكتاب :
في هذه الأيام من كل
عام تهب أفئدة المؤمنين متجهة صوب بيت ربها, قاصدة حرمه, ملبية له, مجيبة لأذانه
الذي أمر به خليله إبراهيم عليه السلام حينما قال: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ
يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} [الحج: 27]. تتسابق الأرواح قبل
الأجساد, وتتسارع الأفئدة قبل الأبدان, يحدوهم إلى تلك البقاع المباركة حادي
الأشواق, ويقودهم إليها قائد الإيمان, فهنيئًا لهم تلك المسارعة, وهنيئًا لهم حين
حطوا رحالهم ضيوفًا في رحاب الرحمن وحرمه.
ونحن بدورنا في هذا
الأسبوع أردنا أن نختار لكم كتابًا يتناسب وهذه الشعيرة العظيمة, يحتاج إليه قاصدو
بيت الله الحرام ليعرفوا كل ما يحتاجون إليه من مسائل وأحكام لا ينبغي أن يجهلها
من يمم وجهه حاجًّا أو معتمرًا, فوقع اختيارنا على كتاب ((شرح مناسك الحج والعمرة
للألباني بصحيح الخبر والأثر والنظر)).
والكتاب كما هو واضح
من عنوانه هو شرح لكتاب ((مناسك الحج والعمرة)) للشيخ الألباني رحمه الله, وهو
الكتاب الذي اختصره الشخ من كتابه: ((حجة النبي صلى الله عليه وسلم كما رواها عنه
جابر رضي الله عنه)) قاصدًا بذلك تيسير العلم لعامة الناس وتبسيط مناسك الحج, فعمد
المؤلف إلى هذا المختصر وقام بشرحه والتعليق عليه.
أشار المؤلف في بداية
كتابه عن أهمية ما قام به في هذا العمل وأهم ما ذكر في ذلك أن كتاب الشيخ الألباني
رحمه الله يتميز بوضوح عبارته, وقوة حجته, وتحري السنة الصحيحة, وتعظيم الدليل,
ونبذ التعصب الوبيل, وذكر ما ينبني عليه العمل دون غيره وحسن التسلسل والترتيب مع
تجنب الاستطراد. ومن ذلك أيضًا أن المؤلف أراد بشرحه لهذا الكتاب تنبيه طلبة
العلم على ألا يقفوا عنده في اختيار مسائل الحج, بل عليهم أن يواصلوا المسيرة في
الاطلاع على المذاهب المختلفة والآراء المتنوعة, إذ لا ينبغي لطلاب العلم أن تقطع
صِلاتهم مع بقية الأئمة واجتهاداتهم, والنظر في طرائقهم واستنباطاتهم, وإلا
لاستوى طالب العلم مع غيره من عوام الناس الذين يلقنون الفتوى وإن شفعت بالدليل.
ومن الأسباب التي
ذكرها المؤلف والتي دعته إلى هذا الشرح سعيه لتحلية الكتاب بأقوال أهل العلم
وأدلتهم, وإرادته غرس تسويغ الخلاف الفقهي الاجتهادي في نفوس طلاب العلم, خاصة ما
كان مبنيًا على تنوع الأنظار تجاه المنقولات, وتفاوت المدركات, والاختلاف في حمل
الدلالات, حتى لا يضيقوا بالخلاف ذرعًا, ويعلموا أن الخلاف واقع بين خاصة هذه
الأمة من صحابة وتابعين ومن بعدهم.
وعن سبب اختياره
المختصر لشرحه وترك الأصل وهو كتاب ((حجة النبي صلى الله عليه وسلم كما رواها عنه
جابر رضي الله عنه)) يذكر المؤلف أسبابا من أهمها: أن هذا المختصر أشبه ما يكون
بالمتن العلمي بخلاف الأصل الذي يعد كتابًا حديثيًا, كما أن كتاب المناسك أكثر
ترتيبًا وتنسيقًا فيسهل تناوله, بالإضافة إلى ذلك أنه أوسع انتشارًا وأكثر
تداولًا, وأكثر استيعابًا للمسائل.
وقد اتبع الشارح
طريقة في شرحه حيث جعل كلام الشيخ مع حاشيته أصلاً مع التمييز بينهما, بحيث يذكر
القطعة من كلام الشيخ – رحمه الله- ومن ثم يتبعه بالشرح والبيان, وقسم الشرح إلى
مسائل مرتبة بحسب ورودها, وما لم يذكره الشيخ ذكره في مواضعه المناسبة له أثناء
الشرح, مع إبقائه للعناوين التي وضعها الشيخ, وإضافة بعض العناوين من إنشائه, وجعل
من شرح الكتاب شرحًا مقارنًا بذكر القائلين بالمسألة والمخالفين لها وأدلة جميع
الأقوال, ومناقشتها والترجيح بينها, إلا أنه لم يعتن كثيرًا بالنقولات
النصية عن العلماء وإنما يذكر في ذلك خلاصة اختيارهم مع عزوه.
كذلك لم يتعرض
للتحليلات اللغوية, ولم يثقل الحاشية بالتعليقات, مكتفيًا في الغالب بتخريج الشيخ
للأحاديث المذكورة في المتن, وقد يضيف تخريجاته المذكورة في الأصل ((حجة النبي صلى
الله عليه وسلم)), وقد يتوسع بذكر تخريجاته في كتبه الأخرى.
وقد خالف المؤلف
الشيخ الألباني رحمه في بعض المسائل ومن ذلك المسألة التي اشتهر بها الشيخ وهي
مسألة ما يترتب على تأخير طواف الإفاضة، وبين الراجح في المسألة وأفاض الحديث
فيها.
الكتاب جيد في بابه,
ومفيد.
ج2.حجة النبي صلي الله عليه وسلم {الي صفحة رقم -75-}
ج2.حجة النبي
صلي الله عليه وسلم
صفحة رقم -54- 14 - فأهل
بالتوحيد : لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا
شريك . 15 - وأهل الناس بهذا الذي يهلون به ( وفي رواية : ولبى الناس [ والناس يزيدون : جا حم ] : جا هق حم ) [ لبيك ذا
المعارج لبيك ذا الفواضل : د حم هق ] فلم يرد رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم
شيئا منه ( 18 ) . ______ ( 18 ) هذا يدل على جواز الزيادة على التلبية النبوية لإقراره صلى الله عليه
وسلم لهم لها وبه قال مالك والشافعي : وقد روى أحمد عن ابن عباس أنه قال : "
انته إليها فإنها تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم " . وصحح سنده بعض
المعاصرين وفيه من كان اختلط . وقد صح عن أبي هريرة أنه كان من تلبيته عليه السلام
: لبيك إله الحق . رواه النسائي وغيره . والتلبية هي إجابة دعوة الله تعالى لخلقه
حين دعاهم إلى حج بيته على لسان خليله والملبي هو المستسلم المنقاد لغيره كما
ينقاد الذي لبب وأخذ بلبته والمعنى : أنا مجيبك لدعوتك مستسلم لحكمك مطيع لأمرك
مرة بعد مرة لا أزال على ذلك . ذكره شيخ الإسلام رحمه الله تعالى . ص55.
صفحة رقم -55- 16 - ولزم رسول الله صلى الله عليه وسلم تلبيته . 17 - قال جابر [ ونحن نقول [ لبيك اللهم : خ ] لبيك بالحج : م مج ] [ نصرخ صراخا : م ] لسنا نعرف العمرة : جا ) ( 19 ) وفي أخرى : أهللنا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بالحج خالصا ليس معه غيره خالصا وحده : سع ) 18 - [ قال : وأقبلت عائشة بعمرة حتى إذا كانت ب ( سرف ) ( 20 ) عركت ( 21 ) : م نخ ] . دخول مكة والطواف 19 - حتى إذا أتينا البيت معه [ صبح رابعة مضت من ذي الحجة : م نخ د مج طح طي سع هق حم ] ( وفي رواية : دخلنا مكة عند ارتفاع الضحى ) : ______ ( 19 ) قلت : كان هذا في أول هذه الحجة وقبل أن يعلمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مشروعية العمرة في أشهر الحج وفي ذلك أحاديث منها حديث عائشة رضي الله عنها قالت : " خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ( عام حجة الوداع ) فقال : من أراد منكم أن يهل بحج وعمرة فليفعل ومن أراد أن يهل بعمرة فليهل قالت عائشة . . . وكنت فيمن أهل بالعمرة " . رواه البخاري ومسلم واللفظ له . ( 20 ) بكسر الراء موضع قرب التنعيم . قال في " النهاية " " وهو من مكة على عشرة أميال وقيل أقل وقيل أكثر " . ( 21 ) أي حاضت . www.alalbani.info صفحة رقم -56- 20 - أتى النبي صلى الله عليه وسلم باب المسجد فأناخ راحلته ثم دخل المسجد ف : خز حا هق ) . 21 - استلم الركن ( 22 ) ( وفي رواية : الحجر الأسود : حم جا ) ( 23 ) . 22 - [ ثم مضى عن يمينه : م ن جا هق ] . 23 - فرمل ( 24 ) [ حتى عاد إليه : حم ] ثلاثا ومشى أربعا [ على ______ ( 22 ) أي مسحه بيده وهو سنة في كل طواف قاله النووي في شرح مسلم . ( 23 ) واستلم الركن اليماني أيضا في هذا الطواف كما في حديث ابن عمر ولم يقبله وإنما قبل الحجر الأسود وذلك في كل طوفة . قلت : والسنة في الركن الأسود تقبيله فإن لم يتيسر استلمه بيده وقبلها وإلا استلمه بنحو عصا وقبلها وإلا أشار إليه . ولا يشرع شيء من هذا في الأركان الأخرى إلا الركن اليماني فإنه يحسن استلامه فقط . ويسن التكبير عند الركن الأسود في كل طوفة لحديث ابن عباس قال : " طاف النبي صلى الله عليه وسلم بالبيت على بعيره كلما أتى الركن أشار إليه بشيء كان عنده وكبر " . رواه البخاري . وأما التسمية فلم أرها في حديث مرفوع وإنما صح عن ابن عمر أنه كان إذا استلم الحجر قال : بسم الله الله أكبر . أخرجه البيهقي ( 5 / 79 ) وغيره بسند صحيح كما قال النووي والعسقلاني ووهم ابن القيم رحمه الله فذكره من رواية الطبراني مرفوعا . وإنما رواه موقوفا كالبيهقي كما ذكر الحافظ في " التلخيص " فوجب التنبيه عليه حتى لا يلصق بالسنة الصريحة ما ليس منها . ( 24 ) قال العلماء : الرمل هو أسرع المشي مع تقارب الخطى وهو الخبب . نووي . www.alalbani.info صفحة رقم -57- هينته : طح ] ( 25 ) . 24 - ثم نفذ إلى مقام إبراهيم عليه السلام فقرأ ( واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ) [ ورفع صوته يسمع الناس : ن ] . 25 - فجعل المقام بينه وبين البيت [ فصلى ركعتين : هق حم ] . 26 - [ قال : ن ت ] : فكان يقرأ في الركعتين : ( قل هو الله أحد ) و( قل يا أيها الكافرون ) ( وفي رواية : ( قل يا أيها الكافرون ) و( قل هو الله أحد ) . 27 - ثم ذهب إلى زمزم فشرب منها وصب على رأسه : حم ] . 28 - ثم رجع إلى الركن فاستلمه . الوقوف على الصفا والمروة 29 - ثم خرج من الباب ( وفي رواية : باب الصفا : طص ) إلى الصفا فلما دنا من الصفا قرأ : ( إن الصفا والمروة من شعائر الله ) ______ ( 25 ) وطاف صلى الله عليه وسلم مضطبعا كما في غير هذا الحديث والاضطباع أن يدخل الرداء من تحت إبطه الأيمن ويرد طرفه على يساره ويبدي منكبه الأيمن ويغطي الأيسر " قاموس " فإذا فرغ من الطواف سوى رداءه وقال الأثرم : يسويه إذا فرغ من الأشواط التي يرمل فيها . والأولى أولى بظاهر الحديث كما قال ابن قدامة في " المغني " . www.alalbani.info صفحة رقم -58- أبدأ ( وفي رواية : نبدأ : د ن ت مي ما جا هق حم طص ) ( 26 ) بما بدأ الله به فبدأ بالصفا فرقي عليه حتى رأى البيت . 30 - فاستقبل القبلة فوحد الله وكبره [ ثلاثا : ن هق حم ] و[ حمده : ن مج ] وقال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد [ يحيي ويميت : د ن مي مج هق ] وهو على كل شيء قدير لا إله إلا الله وحده [ لا شريك له : مج ] أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده ( 27 ) ثم دعا بين ذلك قال مثل هذا ثلاث مرات . 31 - ثم نزل [ ماشيا : ن ] ( 28 ) إلى المروة حتى إذا انصبت ______ ( 26 ) وأما الرواية الأخرى بلفظ : " ابدؤوا " بصيغة الأمر التي عند الدارقطني وغيره فهي شاذة ولذلك رغبت عنها قال العلامة ابن دقيق العيد في " الإلمام " ( ق 6 / 2 ) بعد أن ذكر الرواية الأولى : " أبدأ " والثانية : " نبدأ " : " والأكثرون في الرواية على هذا والمخرج للحديث واحد " ونقله عنه الحافظ ابن حجر في " التلخيص " ( 214 ) كما يأتي : " مخرج الحديث واحد وقد اجتمع مالك وسفيان ويحيى بن سعيد القطان على رواية " نبدأ " بالنون التي للجمع " قال الحافظ : " وهم أحفظ من الباقين " . ( 27 ) معناه : هزمهم بغير قتال من الآدميين ولا بسبب من جهتهم والمراد بالأحزاب الذين تحزبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق . نووي . ( 28 ) هذا الحديث صريح في أنه صلى الله عليه وسلم سعى ماشيا . وفي حديث آخر لجابر أنه صلى الله عليه وسلم طاف بين الصفا والمروة على بعير ليراه الناس وليشرف وليسألوه فإن الناس غشوه . رواه مسلم وغيره وسيأتي في الكتاب فقرة ( 105 ) أنه صلى الله عليه وسلم لم يطف بعد طواف الصدر بين الصفا والمروة وفي رواية عنه أنه لم يطف بينها إلا مرة واحدة فتعين أن طوافه بينهما راكبا كان بعد طواف القدوم فالجمع أنه طاف أولا ماشيا ثم طاف راكبا لما غشيه الناس وازدحموا عليه ويؤيده حديث لابن عباس صرح فيه بأنه مشى أولا فلما كثر عليه الناس ركب . أخرجه مسلم وغيره وذكر هذا ابن القيم في الزاد واستحسنه . www.alalbani.info صفحة رقم -59- قدماه في بطن الوادي سعى حتى إذا صعدتا [ يعني : مج ] [ قدمناه : مج ما ن ] [ الشق الآخر : حم ] مشى حتى أتى المروة [ فرقى عليها حتى نظر إلى البيت : ن حم ] . 32 - ففعل على المروة كما فعل على الصفا . الأمر بفسخ الحج إلى العمرة 33 - حتى إذا كان آخر طوافه ( وفي رواية : كان السابع : جا حم ) ( 29 ) على المروة فقال : [ يا أيها الناس : حم ] لو أني استقبلت من ______ ( 29 ) فيه رد صريح على من قال إنه صلى الله عليه وسلم سعى أربع عشرة مرة وكان يحتسب بذهابه ورجوعه مرة واحدة . قال ابن القيم في " زاد المعاد " : وهذا غلط عليه صلى الله عليه وسلم لم ينقله أحد عنه ولا قاله أحد من الأئمة الذين اشتهرت أقوالهم وإن ذهب إليه بعض المتأخرين من المنتسبين إلى الأئمة . ومما يبين بطلان هذا القول أنه صلى الله عليه وسلم لاختلاف عنه أنه ختم سعيه بالمروة ولو كان الذهاب والرجوع مرة واحدة لكان ختمه إنما يقع على الصفا " . قلت : والقول الصحيح عند الحنفية هو الموافق للسنة في هذه المسألة كما صرح بذلك السمرقندي في " تحفة الفقهاء " ( 1 / 2 / 866 ) فالقول الآخر ضعيف لا يجوز الالتفات إليه . www.alalbani.info صفحة رقم -60- أمري ما استدبرت لم أسق الهدي و[ ل : د جا هق حم ] جعلتها عمرة فمن كان منكم ليس معه هدي فليحل وليجعلها عمرة ( وفي رواية : فقال : أحلوا من إحرامكم فطوفوا بالبيت وبين الصفا والمروة وقصروا ( 30 ) وأقيموا حلالا . حتى إذا كان يوم التروية ( 31 ) فأهلوا بالحج واجعلوا التي قدمتم بها متعة : خ م ) ( 32 ) . 34 - فقام سراقة بن مالك بن جعشم ( وهو في أسفل المروة : جا حم ) فقال : يا رسول الله [ أرأيت عمرتنا ( وفي لفظ : متعتنا : ن مج هق ) هذه : ن طح ] [ أ : نخ مي مج جا هق حم ] لعامنا هذا أم لأبد [ الأبد : مج ] ؟ [ قال : مج ] فشبك رسول الله صلى الله عليه وسلم أصابعه واحدة في الأخرى وقال : دخلت العمرة في الحج [ إلى ______ ( 30 ) هذا هو السنة والأفضل بالنسبة للمتمتع أن يقصر من شعره ولا يحلقه وإنما يلحقه يوم النحر بعد فراغه من أعمال الحج كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره . فقوله صلى الله عليه وسلم " اللهم اغفر للمحلقين ثلاثا وللمقصرين مرة واحدة " محمول على غير المتمتع كالقارن والمعتمر مفردة . فالقول بأن الحلق للمتمتع أفضل - كما هو مذهب الحنفية - ليس بصواب . ( 31 ) هو اليوم الثامن من ذي الحجة سمي به لأنهم كانوا يرتوون من الماء لما بعده أي يسقون ويستقون . نهاية . ( 32 ) أي جعلوا الحجة المفردة التي أهللتم بها عمرة تحللوا منها فتصيروا متمتعين . فأطلق على العمرة متعة مجازا والعلاقة بينهما ظاهرة . فتح . www.alalbani.info صفحة رقم -61- يوم القيامة : جا حم ] ( 33 ) لا بل لأبد أبد [ لا بل لأبد أبد : د مي هق ] [ ثلاث مرات : جا ] . ______ ( 33 ) قال النووي : " معناه عند الجمهور : أن العمرة يجوز فعلها في أشهر الحج إبطالا لما كان عليه أهل الجاهلية وقيل معناه جواز القران أي دخلت أفعال العمرة في أفعال الحج وقيل : معناه : سقط وجوب العمرة وهذا ضعيف لأنه يقتضي النسخ بغير دليل وقيل معناه : جواز فسخ الحج إلى العمرة . قال : وهو ضعيف " . كذا قال ورد الحافظ في " الفتح " بقوله : " وتعقب بأن سياق السؤال يقوي هذا التأويل بالظاهر أن السؤال وقع عن الفسخ والجواب وقع عما هو أعم من ذلك حتى يتناول التأويلات المذكورة إلا الثالث . والله أعلم . قلت : وقد روى عنه صلى الله عليه وسلم الأمر بفسخ الحج إلى العمرة أربعة عشر من أصحابه وأحاديثهم كلها صحاح وقد ساقها ابن القيم في الزاد ( 1 : 282 - 286 ) وذكر أنه قول ابن عباس ومذهب أحمد وأهل الحديث . وهو الحق الذي لا ريب فيه عندنا . وقد أجاب ابن القيم عن شبهات المخالفين فراجعه ( 1 : 286 - 303 ) . واعلم أن حديث سراقة هذا فيه دليل قاطع على بطلان الحديث الذي رواه أبو داود وغيره عن الحارث بن بلال عن أبيه قال : " قلت يا رسول الله فسخ الحج لنا خاصة أم للناس عامة ؟ قال : بل لنا خاصة " . إذ كيف يمكن أن يصح هذا وهو صلى الله عليه وسلم يقول : " دخلت العمرة الحج إلى يوم القيامة لا بل لأبد أبد . . . " لا سيما وهو قد صدر جوابا عن سؤال مثل سؤال بلال المذكور : " متعتنا هذا أو لأبد الأبد ؟ " . على أن حديث الحارث هذا معلول من جهة إسناده أيضا وهي جهالة الحارث ولذلك ضعف حديثه جماعة من الأئمة كأحمد وابن حزم وابن القيم وقد فصلت القول في ذلك في " سلسلة الأحاديث الضعيفة " ( رقم بعد 1000 ) . وأما ما رواه مسلم وغيره عن أبي ذر أن المتعة في الحج كانت لهم خاصة . فهو مع كونه موقوفا معارض للحديث المرفوع فإن ظاهره مما لا يقول به أحد لاتفاق العلماء جميعا - فيما علمنا - على جواز التمتع في الحج كيف لا وهي في كتاب الله تعالى ( فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي ) . www.alalbani.info صفحة رقم -62- 35 - [ قال : يا رسول الله بين لنا ديننا كأنا خلقنا الآن فيما العمل ؟ أفيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير أو فيما نستقبل ؟ قال : لا بل فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير . قال : ففيم العمل [ إذن : حم ] ؟ قال : اعملوا فكل ميسر : طي حم ] ( لما خلق له : حم ] ( 34 ) . 36 ( قال جابر : فأمرنا إذا حللنا أن نهدي ( 35 ) ويجتمع ______ ( 34 ) زاد في حديث آخر : أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة ثم قرأ : ( فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب الحسنى فسنيسره للعسرى ) رواه البخاري وغيره . ( 35 ) من الهدي بالتشديد والتخفيف وهو ما يهدى إلى البيت الحرام منم النعم لتنحر . نهاية . www.alalbani.info صفحة رقم -63- النفر منا في الهدية : م طي حم ] [ كل سبعة منا في بدنة : طي حم ] [ فمن لم يكن معه هدي فليصم ثلاثة أيام وسبعة إذا رجع إلى أهله : ما هق ] . 37 - [ قال : فقلنا : حل ماذا ؟ قال : الحل كله : م نخ طح طي حم ] ( 36 ) . 38 - [ قال : فكبر ذلك علينا وضاقت به صدورنا : ن حم ] . النزول في البطحاء 39 - [ قال : فخرجنا إلى البطحاء ( 37 ) قال : فجعل الرجل يقول : عهدي بأهلي اليوم : حم ] ( 38 ) . 40 - [ قال : فتذاكرنا بيننا فقلنا : خرجنا حجاجا لا نريد إلا الحج ولا ننوي غيره حتى إذا لم يكن بيننا وبين عرفة إلا أربع : حم ] ______ ( 36 ) يعني الذي يحرم على المحرم . قال الحافظ : " كأنهم كانوا يعرفون أن للحج تحللين فأرادوا بيان ذلك فبين لهم أنهم يتحللون الحل كله لأن العمرة ليس لها إلا تحلل واحد " . ( 37 ) يعني بطحاء مكة . وهو الأبطح وهو مسيل واسع فيه دقاق الحصى كما في القاموس وغيره وموقعه شرقي مكة . ( 38 ) كأنهم يستنكرون ذلك وهذا يدل على أن بعضهم قد تحلل بعد أمره صلى الله عليه وسلم بذلك ولكن لم يزل في نفوسهم شيء من ذلك . وأما الآخرون فإنهم تأخروا حتى خطبهم صلى الله عليه وسلم الخطبة الآتية وأكد فيها الأمر بالفسخ فتحللوا رضي الله عنهم جميعا . www.alalbani.info صفحة رقم -64- ( وفي رواية : خمس [ ليال ] أمرن أن نفيض إلى نسائنا فنأتي عرفة تقطر مذاكيرنا المني ( 39 ) [ من النساء ] قال : يقول جابر بيده ( قال الراوي ) : كأني أنظر إلى قوله بيده يحركها [ قالوا : كيف نجعلها متعة وقد سمينا الحج ؟ : خ م ] . 41 - قال : [ فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فما ندري أشيء بلغه من السماء أم شيء بلغه من قبل الناس : م ] . خطبته صلى الله عليه وسلم بتأكيد الفسخ وإطاعة الصحابة له 42 - [ فقام : م نخ ن مج طح ] [ فخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه : طح سع حم ] فقال : [ أبالله تعلموني أيها الناس : خا ] قد علمتم أني أتقاكم لله وأصدقكم وأبركم [ افعلوا ما آمركم به فإني : م خ ] لو لا هديي لحللت كما تحلون [ ولكن لا يحل مني حرام ( 40 ) حتى يبلغ الهدي محله : خ ] ( 41 ) ولو استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي فحلوا : م نخ ن مج طح سع هق ] . ______ ( 39 ) هو إشارة إلى قرب العهد بوطء النساء . نووي . ( 40 ) أي شيء حرام والمعنى لا يحل مني حرام . فتح . ( 41 ) أي إذا نحر يوم منى . www.alalbani.info صفحة رقم -65- 43 - [ قال : فواقعنا النساء وتطيبنا بالطيب ولبسنا ثيابنا : م نخ ن حم ] [ وسمعنا وأطعنا : م نخ طح ] . 44 - [ فحل الناس كلهم وقصروا إلا النبي صلى الله عليه وسلم ومن كان معه هدي : مج طح هق ] . 45 - [ قال : وليس مع أحد منهم هدي غير النبي صلى الله عليه وسلم وطلحة : خ هق حم ] ( 42 ) . قدوم علي من اليمن مثلا بإهلال النبي صلى الله عليه وسلم . 46 - وقدم علي [ من سعته : م ن شا هق ] ( 43 ) من اليمن ببدن النبي صلى الله عليه وسلم . 47 - فوجد فاطمة رضي الله عنها ممن حل : [ ترجلت : جا ] ______ ( 42 ) هذا ما اطلع عليه جابر رضي الله عنه فلا يعارض قول عائشة : " فكان الهدي مع النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وذوي اليسارة " وقالت أختها أسماء : " وكان مع الزبير هدي فلم يحلل " أخرجهما مسلم ( 4 : 30 55 ) لأن من علم حجة على من لا يعلم والمثبت مقدم على النافي . وانظر " فتح الباري " ( 3 : 473 ) . ( 43 ) أي من عمله في السعي في الصدقات . لكن مع المقرر في الشريعة أن الصدقة لا تحل لمحمد ولا لآل محمد فيحتمل أن عليا ولي الصدقات وغيرها احتسابا أو أعطى عمالة عليها من غير الصدقة كما قال القاضي واستحسنه النووي إلا أنه ذهب إلى أن السعاية لا تختص بالصدقة بل تستعمل في مطلق الولاية وإن كان أكثر استعمالها في الولاية على الصدقة انظر شرحه على مسلم . www.alalbani.info صفحة رقم -66- ولبست ثيابا صبيغا واكتحلت فأنكر ذلك عليها [ وقال : من أمرك بهذا ؟ : د هق ] فقالت : إن أبي أمرني بهذا . 48 - قال : فكان علي يقول بالعراق : فذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم محرشا ( 44 ) على فاطمة للذي صنعت مستفتيا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ذكرت عنه فأخبرته أني أنكرت ذلك عليها [ فقالت : أبي أمرني بهذا : د هق ] فقال : صدقت صدقت [ صدقت : ن جا حم ] [ أنا أمرتها به : ن جا حم ] . 49 - قال جابر : وقال لعلي : ما قلت حين فرضت الحج ؟ قال : قلت : اللهم إني أهل بما أهل به رسول الله صلى الله عليه وسلم . 50 - قال : فإن معي الهدي فلا تحل [ وامكث حراما كما أنت : ن ] . 51 - قال : قال فكان جماعة الهدي الذي قدم به علي من اليمن والذي أتى به النبي صلى الله عليه وسلم [ من المدينة : د ن مج جا هق ] مائة [ بدنة : مي ] . ______ ( 44 ) التحريش : الإغراء والمراد هنا أن يذكر ما يقتضي عتابه . نووي . www.alalbani.info صفحة رقم -67- 52 - قال : فحل الناس كلهم ( 45 ) وقصروا إلا النبي صلى الله عليه وسلم ومن كان معه هدي ( 46 ) . التوجه إلى منى محرمين يوم الثامن 53 - فلما كان يوم التروية [ وجعلنا مكة يظهر : خ م نخ ن حم ] توجهوا إلى منى ( 47 ) فأهلوا بالحج [ من البطحاء : خ م طح هق حم ] . 54 - [ قال : ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على عائشة رضي الله عنها فوجدها تبكي فقال : ما شأنك ؟ قالت : شأني أني قد حضت وقد حل الناس ولم أحلل ولم أطف بالبيت والناس يذهبون إلى الحج الآن فقال : إن هذا أمر كتبه الله على بنات آدم ______ ( 45 ) قال النووي : " فيه إطلاق اللفظ العام وإرادة الخصوص لأن عائشة لم تحل ولم تكن ممن ساق الهدي . والمراد بقوله : حل الناس كلهم أي معظمهم " . قلت : أما أنها لم تحل فهو صريح في أحاديث منها حديث جابر هذا في الفقرة التالية . وأما أنها لم تسق الهدي فهو قول عائشة : " فحل من لم يكن ساق الهدي ونساؤه لم يسقن الهدي " أخرجه مسلم وغيره من حديثها . ( 46 ) سبق هذه الفقرة برقم ( 44 ) . وهي مكررة عند بعض من خرج الحديث . ( 47 ) قال النووي : " وفي هذا بيان أن السنة أن لا يتقدم أحد إلى منى قبل يوم التروية وقد كره مالك ذلك وقال بعض السلف لا بأس به ومذهبنا أنه خلاف السنة . www.alalbani.info صفحة رقم -68- فاغتسلي ثم أهلي بالحج [ ثم حجي واصنعي ما يصنع الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت ولا تصلي : حم د ] ( 48 ) ففعلت : م نخ د ن طح هق حم ] . ( وفي رواية : فنسكت المناسك كلها غير أنها لم تطف بالبيت : حم ) . 55 - وركب ( 49 ) رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بها ( يعني : منى وفي رواية : بنا : د ) الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر . 56 - ثم مكث قليلا حتى طلعت الشمس ( 50 ) . ______ ( 48 ) قلت : فيه دليل على جواز قراءة الحائض للقرآن لأنها بلا ريب من أفضل أعمال الحج وقد أباح لها أعمال الحاج كلها سوى الطواف والصلاة ولم كان يحرم عليها التلاوة أيضا لبين لها كما بين لها حكم الصلاة بل التلاوة أولى بالبيان لأنه لا نص على تحريمها عليها ولا إجماع بخلاف الصلاة فإذا نهاها عنها وسكت عن التلاوة دل ذلك على جوازها لها لأنه تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز كما هو مقرر في علم الأصول وهذا بين لا يخفى والحمد لله . وأما حديث " لا يقرأ القرآن جنب ولا حائض " فهو ضعيف قال الإمام أحمد فيه : باطل وقد فصلت القول عليه في " إرواء الغليل " ( رقم : 191 ) يسر الله إتمامه . ( 49 ) فيه أن الركوب في تلك المواطن أفضل من المشي كما أنه في جملة الطريق أفضل من المشي هذا هو الصحيح في الصورتين عند النووي . وانظر التعليق 16 . ( 50 ) فيه أن السنة البيان في منى وأن لا يخرجوا منها حتى تطلع الشمس . www.alalbani.info صفحة رقم -69- 57 - وأمر بقبة [ له : د جا هق ] من شعر عملا له بنمرة ( 51 ) . التوجه إلى عرفات والنزول بنمرة 58 - فسار رسول الله صلى الله عليه وسلم ( 52 ) ولا تشك قريش إلا أنه واقف عند المشعر الحرام [ بالمزدلفة : د جا هق ] [ ويكون منزله ثم : م ] كما كانت قريش تصنع في الجاهلية ( 53 ) - فأجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى عرفة فوجد القبة قد ضربت له بنمرة فنزل بها . ______ ( 51 ) بفتح النون وكسر الميم قال ابن الأثير : " هو الجبل الذي عليه أنصاب الحرم بعرفات " وليست نمرة من عرفات . ( 52 ) وكان أصحابه في مسيره هذا منهم الملبي ومنهم المكبر كما في حديث أنس في الصحيحين . ( 53 ) معنى هذا قريشا كانت في الجاهلية تقف بالمشعر الحرام وهو جبل في المزدلفة يقال له قزح وكان سائر العرب يتجاوزون المزدلفة ويقفون بعرفات فظنت قريش أن النبي صلى الله عليه وسلم يقف في المشعر الحرام على عادتهم . ولا يتجاوزه . فتجاوزه صلى الله عليه وسلم إلى عرفات لأن الله تعالى أمره بذلك في قوله تعالى : ( ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس ) أي سائر العرب غير قريش وإنما كانت قريش تقف بالمزدلفة لأنها من الحرم وكانوا يقولون نحن أهل حرم الله فلا نخرج منه . نووي . ( 54 ) قال النووي : هذا مجاز والمراد قارب عرفات لأنه فسره بقوله فوجد القبة ضربت بنمرة فنزل بها وقد سبق أن نمرة ليست من عرفات . www.alalbani.info صفحة رقم -70- 59 - حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء فرحلت له ف [ ركب حتى : د مج ] أتى بطن الوادي ( 55 ) . خطبة عرفات 60 - فخطب الناس وقال : ( إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ألا [ و: مج جا ] [ إن : د مي مج هق ] كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي [ هاتين : مج جا ] موضوع ودماء الجاهلية موضوعة وإن أول دم أضع من دمائنا دم بن ربيعة بن الحارث [ ابن عبد المطلب : د هق ] - كان مسترضعا في بني سعد فقتلته هذيل - وربا الجاهلية موضوع وأول ربا أضع ربانا : ربا عباس بن عبد المطلب فإنه موضوع كله ( 56 ) فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان [ ة : د شا مج هق ] الله ( 57 ) واستحللتم فروجهن بكلمة ______ ( 55 ) هو وادي عرنة بضم العين وفتح الراء . وليست من عرفات . نووي . ( 56 ) معناه الزائد على رأس المال كما قال تعالى : ( وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم ) والمراد بالوضع الرد والإبطال . ( 57 ) فيه الحث على مراعاة حق النساء والوصية بهن ومعاشرتهن بالمعروف وقد جاءت أحاديث كثيرة صحيحة في الوصية بهن وبيان حقوقهن والتحذير من التقصير في ذلك . فليراجعها من شاء في " الترغيب والترهيب ؟ ( 3 : 71 - 74 ) للمنذري و" رياض الصالحين " للنووي . www.alalbani.info صفحة رقم -71- الله ( 58 ) و[ إن : د مي مج هق ] لكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه ( 59 ) فإن فعلن ذلك فاضربوهن مبرح ( 60 ) ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف و[ إني : جا هق ] قد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به : كتاب الله ( 61 ) ______ ( 58 ) في معناه أربعة أقوال ذكرها في شرح مسلم وقال : إن الصحيح منها أن المراد قوله تعالى : ( فانكحوا ما طاب لكم من النساء ) . ( 59 ) المختار في معناه : أن لا يأذن لأحد تكرهونه في دخول بيوتكم والجلوس في منازلكم سواء كان المأذون له رجلا أجنبيا أو امرأة أو أحدا من محارم الزوجة فالنهي يتناول جميع ذلك كما ذكره النووي وراجع تمام كلامه في شرح مسلم . ( 60 ) الضرب المبرح هو الضرب الشديد الشاق ومعناه : اضربوهن ضربا ليس بشديد ولا شق . قلت : وهذا من قوامة الرجال على النساء كما قال تعالى : ( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم والصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا ) . ( 61 ) قلت : صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن المسلمين المتأخرين - إلا قليلا منهم - لما لم يعتصموا بكتاب الله تعالى ولم يتمسكوا بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ضلوا وذلوا وذلك حين أقاموا آراء الرجال ومذاهبهم أصلا يرجعون إليه عند اختلافهم فما وافقها من الكتاب والسنة قبلوه ومالا رفضوه حتى لقد قال قائلهم : كل آية أو كل حديث خالف المذهب يحمل على النسخ ورحم الله مالكا حيث قال : ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها فعلى المسلمين أن يعتصموا بكتاب ربهم ويجعلوه الحكم في جميع شؤونهم ولا يقدوا عليه شيئا من آراء الرجال شرقية كانت أو غريبة . www.alalbani.info صفحة رقم -72- وأنتم تسألون ( وفي لفظ : مسؤولون : د مي مج جا هق ) عني فما أنتم قائلون ؟ قالوا : نشهد أنك قد بلغت [ رسالات ربك : جا ] وأديت ونصحت [ لأمتك وقضيت الذي عليك : جا ] فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس : اللهم اشهد اللهم اشهد ) . الجمع بين الصلاتين والوقوف على عرفات 61 - ثم أذن [ بلال : مي مج جا هق ] [ بنداء واحد : مي ] 62 - ثم أقام فصلى الظهر ثم أقام فصلى العصر 63 - ولم يصل بينهما شيئا 64 - ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم [ القصواء : جا ] حتى أتى الموقف فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات ( 62 ) وجعل حبل المشاة ( 63 ) بين يديه واستقبل القبلة ( 64 ) . ______ ( 62 ) هي صرخات مفترشات في أسفل جبل الرحمة وهو الجبل الذي بوسط أرض عرفات . قال النووي : فهذا هو الموقف المستحب . وأما ما اشتهر بين العوام من الأغبياء بصعود الجبل وتوهمهم أنه لا يصح الوقوف إلا فيه فغلط . ( 63 ) أي مجتمعهم . ( 64 ) وجاء في غير حديث أنه صلى الله عليه وسلم وقف يدعو رافعا يديه . ومن السنة أيضا التلبية في موقفه على عرفة خلافا لما ذكره شيخ الإسلام في منسكه ( ص 383 ) فقد قال سعيد بن جبير : " كنا مع ابن عباس بعرفة لي : يا سعيد ما لي لا أسمع الناس يلبون ؟ فقلت : يخافون من معاوية قال فخرج ابن عباس من فسطاطه فقال : لبيك اللهم لبيك . فإنهم قد تركوا السنة من بغض علي رضي الله عنه " . أخرجه الحاكم ( 1 / 464 - 465 ) والبيهقي ( 5 / 113 ) من طريق ميسرة بن حبيب عن المنهال بن عمرو عنه . قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " ووافقه الذهبي . ثم روى الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 115 / 2 ) والحاكم من طريق أخرى عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف بعرفات فلما قال : لبيك اللهم لبيك قال : إنما الخير خير الآخرة . وسنده حسن وصححه الحاكم ووافقه الذهبي . وفي الباب عن ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم من فعلها . أخرجه البيهقي . www.alalbani.info صفحة رقم -74- الإفاضة من عرفات 68 - ودفع رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وفي رواية : أفاض وعليه السكينة : د ن مج ) ( 66 ) وقد شنق ( 67 ) للقصواء الزمام حتى إن رأسها ليصيب مورك ( 68 ) رحله ويقول بيده اليمني [ هكذا : وأشار بباطن كفه إلى السماء : ن ] أيها الناس السكينة السكينة . 69 - كلما أتى حبلا ( 69 ) من الحبال أرخى لها قليلا حتى تصعد ( 70 ) . الجمع بين الصلاتين في المزدلفة والبيات بها 70 - حتى أتى المزدلفة فصلى بها [ فجمع بين : د جا ] المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين ( 71 ) . ______ ( 66 ) هي الرفق والطمأنينة قال النووي : ففيه أن السكينة في الدفع من عرفات سنة فإذا وجد فرجة يسرع كما في الحديث الآخر . ( 67 ) أي ضم وضيق . ( 68 ) هو الموضع الذي يثني الراكب رجله عليه قدام واسطة الرحل إذا مل من الركوب . ( 69 ) في " النهاية " : " الحبل المستطيل من الرمل . وقيل : الضخم منه وجمعه حبال . وقيل : الحبال في الرمل كالجبال في غير الرمل " . ( 70 ) وكان في سيره هذا يلبي لا يقطع التلبية كما في حديث الفضل بن العباس في " الصحيحين " . ( 71 ) هذا هو الصحيح فما في بعض المذاهب أنه يقيم إقامة واحدة خلاف السنة وإن ورد ذلك في بعض الطرق فإنه شاذ كما أن الأذان لم يرد أصلا في بعض الأحاديث . انظر : " نصب الراية " ( 3 / 69 - 70 ) . www.alalbani.info صفحة رقم -75- 71 - ولم يسبح ( 72 ) بينهما شيئا . 72 - ثم اضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى طلع الفجر ( 73 ) . 73 - وصلى الفجر حين تبين له الفجر بأذان وإقامة . الوقوف على المشعر الحرام 74 - ثم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام ( 74 ) [ فرقى عليه : د مج جا هق ] . 75 - فاستقبل القبلة فدعاه ( وفي لفظ : فحمد الله : د مج جا هق ] وكبره وهلله ووحده . 76 - فلم يزل واقفا حتى أسفر جدا . 77 ( وقال : وقفت ههنا والمزدلفة كلها موقف : م د ن مج جا حم ) . ______ ( 72 ) أي لم يصل سبحة أي نفلا . ( 73 ) قال ابن القيم : ولم يحي تلك الليلة ولا صح عنه في إحياء ليلتي العيدين شيء . قلت : وهو كما قال وقد بينت حال تلك الأحاديث في " التعليق الغيب على الترغيب والترهيب " . ( 74 ) المراد به هنا قزح بضم القاف وفتح الزاي وبحاء مهملة وهو جبل معروف في المزدلفة وهذا الحديث حجة الفقهاء في أن المشعر الحرام هو قزح . وقال جماهير المفسرين وأهل السير والحديث : المشعر الحرام جميع المزدلفة . نووي .