السبت، 20 مايو 2023

من اسباب حب الله لعبده

من أسباب محبة الله تعالى عبدًا/المتصدقون سرًّا/فعن أبي ذر - رضى الله عنه - قال: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "ثَلاَثَةٌ يُحِبُّهُمُ الله وَثَلاَثَةٌ يَبْغَضُهُمُ الله؛ فَأَمَّا الَّذِينَ يُحِبُّهُمُ الله فَرَجُلٌ أَتَى قَوْمًا فَسَأَلَهُمْ بِالله وَلَمْ يَسْأَلْهُمْ بِقَرَابَةٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ، فَمَنَعُوهُ، فَتَخَلَّفَ رَجُلٌ بِأَعْقَابِهِمْ فَأَعْطَاهُ سِرًّا لاَ يَعْلَمُ بِعَطِيَّتِهِ إِلاَّ الله وَالَّذِي أَعْطَاهُ/وفي رواية: "ثلاثة يحبهم الله وثلاثة يشنؤهم الله"؛ أي يبغضها.. "ورجل تصدق صدقة بيمينه يخفيها"؛ أي يكاد يخفيها "عن شماله /﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴾ [المائدة: 54]. /وفي هذا السبب مناسبةٌ للذي قبلَه أي التوكل، وللذي بعدي أي الجهاد؛ إذ ينبغي على المؤمنين بذلُ النُّصرة للخائف، والدواء للمريض، والعلم للجاهل، والمال للفقير.. خاصةً إذا كان هذا الفقير أو الجاهل أو المريض أو الخائف أخًا لهم مؤمنًا. وكما أن على المؤمن أن يفعل ذلك بالمؤمن فإنَّه محظورٌ على هذا المؤمن الخائف أو الجاهل أو المريض أو الفقير أن يطلبَ شيئًا يحتاجه من كافر؛ إلا إذا كان بأجْر أو علم أن هذا الكافر لا يُذِلُّه ولا يتعزّز عليه وفي ظروف الاستضعاف؛ لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل مكة بعد عودته من الطائف في جوار المطعم بن عدِيّ وهو كافر.. هذا مقتضى الآية ومقتضى قوله - صلى الله عليه وسلم -: "فارجع فلن أستعين بمشرك"[1]. وقبل أن نسرد تفسير الآية في هذا السبب لتحصيل محبَّة الله تعالى عبدَه يجدُر بنا أن نفهم معنى الذلة والعزة..

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق