كتاب إيضاح الوقف والابتداء
المؤلف: محمد بن القاسم بن محمد بن بشار، أبو بكر
الأنباري (المتوفى: 328هـ)
المحقق: محيي الدين عبد الرحمن رمضان
الناشر: مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق
إيضاح الوقف والابتداء في كتاب الله عز وجل
تأليف
أبي بكر محمد بن القاسم بن بشار الأنباري النحوي
(270 - 328 هـ)
(1/1)
كتاب
إيضاح الوقف والابتداء في كتاب الله عز وجل
تأليف
أبي بكر محمد بن القاسم بن بشار الأنباري النحوي رحمه
الله
رواية أبي القاسم إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل
ابن محمد بن سويد عنه،
رواية الشيخ أبي جعفر محمد بن أحمد بن عمر بن الحسن
ابن المسلمة عنه،
سماع الشيخ أبي غالب محمد بن عبد الواحد بن الحسن
القزاز،
وابنه أبي منصور عبد الرحمن نفعهما الله بالعلم
(1/2)
بسم الله الرحمن الرحيم
أخبرنا الشيخ أبو جعفر محمد بن أحمد بن محمد بن عمر بن
الحسن بن المسلمة قراءة عليه، وأنا أسمع فأقر به، قيل له: أخبركم أبو القاسم
إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل بن محمد بن سويد الشاهد قراءة عليه، قال: أخبرنا أبو
بكر محمد بن القاسم الأنباري النحوي قال:
الحمد لله الأول بلا ابتداء، والآخر بلا انتهاء، والظاهر
الفائت نوافذ الأبصار، والباطن المدرك بوجود الآثار، والكائن من غير حدوث، والباقي
إلى غير مدى ولا وقت، والقديم السابق للأزمنة، والقائم الدائم قبل الأمكنة، والعلي
المتعالي عن كل
(1/3)
شيء عظمة، والقريب الشاهد لكل نجوى معرفة، والفرد المنزه
عن إلحاد الملحدين، والواحد المبرأ من إشراك المشركين بالحجج القوية القاهرة،
والشواهد الجلية الظاهرة، أحمده وأستعينه، وأومن به، وأتوكل عليه، وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده، لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
إن الله جل جلاله وتقدست أسماؤه، عظم القرآن وشرفه
وكرمه، أمر فيه ونهى، وضرب فيه الأمثال، وأوضح فيه الشرائع والأحكام، وفضله على كل
الكلام فقال عز وجل: {وإنه لكتاب عزيز. لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
تنزيل من حكيم حميد} [فصلت: 41، 42]. وقال تعالى جدّه في موضع آخر: {الله نزل أحسن
الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم} [الزمر: 23] وقال في موضع
آخر: {إنه لقرآن كريم * في كتاب مكنون * لا يمسه إلا المطهرون * تنزيل من رب
العالمين} [الواقعة: 77 – 80].
1 - وحدثنا بشر بن موسى قال: حدثنا حسين بن عبد الأول
(1/4)
قال: حدثنا محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني قال: حدثنا عمرو بن
قيس الملائي عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«يقول الله: من شغله قراءة القرآن عن دعائي ومسألتي أعطيته أفصل ثواب الشاكرين».
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن فضل كلام الله
تعالى على سائره من الكلام كفضل الله على خلقه».
ووعد جل ثناؤه على تلاوته والعمل بما فيه جزيل الثواب
وسنيه، من ذلك:
2 - ما حدثنا إدريس بن عبد الكريم قال: حدثنا خلف قال:
حدثنا منصور بن عطاء – رجل من أصحابنا – قال: سمعت
(1/5)
حمزة بن حبيب الزيات يحدثنا عن أبي المختار الطائي عن
ابن أخي الحارث عن الحارث قال: دخلت المسجد فإذا الناس قد وقعوا في الأحاديث فأتيت
عليا، رضي الله عنه، فقلت: يا أمير المؤمنين ألا ترى أن الناس قد وقعوا في
الأحاديث؟ فقال: أوقد فعلوها؟ فقلت: نعم. فقال: أما إني سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول: «إنها ستكون فتنة» قال: قلت: فما المخرج منها يا رسول الله؟
قال: «كتاب الله، فيه نبأ من قبلكم وخبر من بعدكم، وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل،
من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله
المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا
تلتبس به الألسن، ولا تشبع منه العلماء، ولا يخلق عن رد، ولا تنقضي عجائبه [و] هو
(1/6)
الذي لم تنته الجن إذا سمعته أن قالوا: {إنا سمعنا قرآنا
عجبا} [الجن: 1] من قال به صدق، ومن عمل به أجر، ومن حكم به عدل، ومن دعي إليه هدي
إلى صراط مستقيم، أو من استعصم به هدي إلى صراط مستقيم» قال: خذها إليك يا أعور.
3 - وحدثنا علي بن محمد بن أبي الشوارب القاضي قال:
حدثنا أبو الوليد قال: حدثنا زائدة عن أبي حصين عن سالم بن أبي الجعد عن معاذ بن جبل
قال: «من قرأ في ليلة ثلاثمائة آية لم يكتب من الغافلين، ومن قرأ خمسمائة آية كتب
من القانتين، ومن قرآ في ليلة ألف آية كتب له قنطار من الأجر، ووزن القنطار ألف
ومائتا أوقية، الأوقية خير مما بين السماء والأرض».
(1/7)
4 - وحدثنا الكديمي قال: حدثنا يونس بن عبيد الله العمري
قال: حدثنا داود أبو بحر الكرماني عن مسلم بن شداد عن عبيد بن عمير عن عبادة بن
الصامت قال: «إذا قم أحدكم من الليل فليجهر بقراءته فإنه يطرد بقراءته مردة الشياطين وفساق
الجن، ون الملائكة الذين في الهواء، وسكان الدار يصلون بصلاته ويستمعون لقراءته،
فإذا مضت هذه الليلة أوصت الليلة المستأنفة فقالت: تحفظي لساعاته، وكوني عليه
خفيفة، فإذا حضرته الوفاة جاء القرآن فوقف عند رأسه وهم يغسلونه، فإذا غسلوه
وكفنون جاء القرآن فدخل حتى صار بين صدره وكفنه فإذا دفن وجاء منكر ونكير خرج حتى
صار فيما بينه وبينهما فيقولان: إليك عنا، فإنا نريد
(1/8)
أن نسأله، فيقول: والله ما أنا بمفارقه أبدًا حتى أدخله
الجنة، فغن كنتما أمرتما فيه بشيء فشأنكما. قال: ثم ينظر إليه فيقول: هل تعرفني؟
فيقول: ما أعرفك. فيقول: أنا القرآن الذي كنت أسهر ليلك، وأظميء نهارك وأمنعك
شهوتك وسمعك وبصرك، فأبشر، فما عليك بعد مساءلة منكر ونكير من هم ولا حزن. قال: ثم
يعرج القرآن إلى الله عز وجل فيسأله له فراشًا ودثارًا وقنديلاً، فيأمر له بفراش
ودثار وقنديل من نور الجنة وياسمين من ياسمين الجنة، فيحمله ألف ملك من مقربي ملائكة
سماء الدنيا. قال: فيسبقهم إليه القرآن فيقول: هل استوحشت بعدي؟ فإني لم أزل حتى
أمر لك الله تعالى بفراش ودثار من الجنة وياسمين من الجنة، فيحملونه ثم
(1/9)
يفرشون ذلك الفراش، ويضعون الدثار عن رجله والياسمين عند
صدره، ثم يضجعونه على شقه الأيمن ثم يخرجون عنه فلا يزال ينظر إليهم حتى يلجوا في
السماء، ثم يدفع له القرآن في قبلة القبر فيوسع عليه مسيرة خمسمائة عام أو ما شاء
الله، ثم يحمل الياسمين فيضعه عند منخريه ثم يأتي أهل كل يوم مرة أو مرتين فيأتيه
بخبرهم ويدعو لهم بالخير والثواب، فإن تعلم أحد من ولده القرآن بشره بذلك، وإن كان
عقبه عقب سوء أتاهم كل يوم مرة أو مرتين فبكى عليهم حتى ينفخ في الصور».
(1/10)
5 - وحدثنا سليمان بن يحيى الضبي قال: حدثنا محمد، يعني
ابن سعدان، قال: وحدثنا عبد الوهاب عن بشر بن نمير عن القاسم، مولى خالد بن
يزيد، قال: أخبرني أبو أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من قرأ ثلث القرآن أعطي
ثلث النبوة، ومن قرأ ثلثي القرآن أعطي ثلثي النبوة، من قرأ القرآن كله أعطي النبوة
كلها، ويقال له يوم القيامة: اقرأه وارق بكل آية درجة، فيقرآ آية ويصعد درجة حتى
ينجز ما معه من القرآن ثم يقال له: اقبض فيقبض بيده ثم
(1/11)
يقال له: اقبض فيقبض بيده، ثم يقال له: هل تدري ما بيديك
فإذا في يده اليمنى الخلد، وفي الأخرى النعيم».
وأنزله [الله] تعالى بأفصح لغات العرب وأعربها وأبينها
فقال: {إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون} [الزخرف: 3] وقال: {ولو جعلناه قرآنا
أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء} [فصلت: 44].
(1/12)
6 - وحدثنا إدريس قال: أخبرنا خلف قال: حدثنا هشيم عن عبد
الله بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك أو عمن سمع عبد الله، الشك من خلف، عن أبيه عن
جده قال: «سمع عمر رجلاً يقرأ هذا الحرف (ليسجننه عتى حين) قال: فقال له عمر: من
أقرأك هذا؟ قال: ابن مسعود. فقال عمر: {ليسجننه حتى حين} [يوسف: 35] قال: ثم كتب
إلى ابن مسعود:
سلام عليك،
أما بعد، فإن الله أنزل القرآن فجعله قرآنا عربيا مبينا،
وأنزله بلغة هذا الحي من قريش، فإذا أتاك كتابي هذا فأقرئ الناس بلغة قريش ولا
تقرئهم بلغة هذيل».
(1/13)
7 - وحدثنا بشر بن موسى قال: حدثنا محمد بن مقاتل قال:
أخبرنا عمار بن عبد الملك قال: حدثني محمد بن عبد العزيز القرشي قاضي المدينة قال
حدثنا أبو الزناد عن خارجة بن زيد عن زيد بن ثابت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: «نزل القرآن بالتفخيم».
قال محمد بن مقاتل: سمعت عمارًا يقول: {عذرا أو نذرا}
[المرسلات: 6].
وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه وتابعيهم
رضي الله عنهم من تفضيل إعراب القرآن والحض على تعليمه وذم اللحن وكراهيته ما وجب
به على قراء القرآن أن يأخذوا أنفسهم بالاجتهاد في تعلمه، من ذلك:
(1/14)
8 - ما حدثنا سليمان بن يحيى الضبي قال: حدثنا محمد،
يعني بن سعدان، وحدثنا أبو معاوية عن عبد الله بن سعيد المقبري عن أبيه عن جده عن
أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه».
9 - حدثنا بشر بن موسى قال: حدثنا أبو بلال - من ولد أبي
موسى - قال: حدثنا قيس بن الربيع عن عاصم الأحول عن مورق العجلي قال: «كتب عمر بن
الخطاب، رضي الله عنه: أن تعلموا الفرائض والسنة واللحن كما تعلمون القرآن».
قال أبو بكر: وحدث يزيد بن هارون بهذا الحديث فقيل
(1/15)
له: ما اللحن؟ فقال: النحو.
10 - وحدثني أبي قال: حدثنا إبراهيم بن الهيثم قال:
حدثنا آدم -يعني ابن أبي إياس- قال: حدثنا أبو الطب المروزي قال: حدثنا عبد العزيز
بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه: من قرأ القرآن
فلم يعربه وكل به ملك يكتب له، كما أنزل، بكل حرف عشر حسنات فإن أعرب بعضه ولم يعرب
بعضه وكل به ملكان يكتبان له بكل حرف عشرين حسنة، فإن أعربه وكل به أربعة أملاك
يكتبون له بكل حرف سبعين حسنة).
11 - قال: وحدثنا سليمان قال: حدثنا محمد وحدثنا أبو
معاوية عن جويبر عن الضحاك قال: قال عبد الله بن مسعود: (جردوا القرآن وزينوه
بأحسن الأصوات وأعربوه فإنه عربي والله يحب أن يعرب).
(1/16)
12 - وحدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن بن واقد قال: حدثنا
علي بن حرب عن ابن فضيل عن ليث عن طلحة عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال:
(أعربوا القرآن).
13 - وحدثنا إدريس قال: حدثنا خلف قال: حدثنا محبوب عن
أبي هارون الغنوي عن مسلم بن شداد الليثي عن عبيد بن عمير عن أبي بن كعب قال:
(تعلموا اللحن في القرآن كما تتعلمونه).
14 - وحدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي قال: حدثنا نصر بن
علي قال: أخبرنا الأصمعي قال: حدثنا عيسى بن عمر أن معاوية قال للناس يوما (كيف
ابن زياد فيكم؟ قالوا: ظريف
(1/17)
على أنه يلحن. قال: فذاك أظرف له. يريد باللحن أفقه،
يقول ألحن بحجته.
قلت فاللحن في هذا الحديث من الصواب من قول الله تعالى:
{ولتعرفنهم في لحن القول} [محمد: 30] أي في مذهبه ووجهه وأنشد أبو عبيدة معمر بن
المثني التيمي في هذا:
ولقد لحنت لكم لكيما تفقهوا ... ووحيت وحيا ليس بالمرتاب
قال: وأنشدنا أبو العباس أحمد بن يحيى الشيباني:
(1/18)
وتلحن أحيا ... نًا وخير الحديث ما كان لحنًا
فمعناه: وتصيب أحيانًا لأن أول البيت:
منطق صائب وتلحن أحيا ... نا وخير الحديث ...
يقال: قد لحن الرجل يلحن فهو لحن إذا أصاب. ولحن يلحن
فهو لاحن إذا أفسد.
15 - أخبرنا محمد قال: حدثنا إدريس قال: أخبرنا خلف قال:
حدثنا حماد بن زيد عن يزيد بن حازم عن سليمان بن يسار أن عمر رضي الله عنه أتى على
قوم يقرئ بعضهم بعضًا فلما رأوه سكتوا فقال: ما كنتم تتراجعون؟ قالوا: كان
(1/19)
يقرئ بعضنا بعضًا. قال: اقرؤوا ولا تلحنوا.
16 - وحدثني أبي قال: حدثنا أحمد بن الضحاك الخشاب قال:
حدثنا إسحاق بن المنذر قال: حدثنا شريك عن جابر عن محمد بن عبد الرحمن عن زيد قال:
قال أبو بكر وعمر رضي الله عنهما: «لبعض إعراب القرآن أعجب إلينا من حفظ بعض حروفه».
17 - وحدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن بن واقد قال: حدثنا
أبي قال: حدثنا ضمرة عن إسماعيل بن عياش قال: حدثني عباد بن كثير عن زكريا بن حكيم
عن الشعبي قال: قال عمر رضي الله عنه: «من قرأ القرآن فأعرب كان له عند الله أجر
شهيد».
(1/20)
18 - وحدثنا إدريس قال: حدثنا خلف قال: حدثنا هشيم عن
الكوثر عن مكحول قال: بلغني: «أن من قرأ [القرآن] فأعرب به كان له من الأجر ضعفان
ممن قرأ بغير إعراب».
19 - وحدثنا أبو حصين الكوفي قال: حدثنا العلاء بن عمرو
الحنفي قال: حدثنا يحيى بن بريد الأشعري عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: «أحبوا العرب لثلاث – لأني عربي والقرآن عربي وكلام أهل الجنة
عربي».
20 - وحدثني أبي قال: حدثنا أبو منصور الصاغاني قال:
حدثنا يحيى بن هاشم الغساني قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن مصعب بن سعد قال:
مر عمر بن الخطاب رضي الله عنه
(1/21)
بقوم يرمون نبلاً فعاب عليهم [رميهم] فقالوا: يا أمير
المؤمنين إنا قوم متعلمين. فقال: لحنكم أشد على من سوء رميكم. سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول: «رحم الله أمرًا أصلح من لسانه».
21 - وحدثني أبي قال: حدثنا أبو منصور قال: حدثنا أبو عبيد
قال: حدثنا نعيم بن حماد عن بقية بن الوليد عن الوليد بن محمد بن زيد قال: سمعت
أبا جعفر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعربوا الكلام كي تعربوا
القرآن».
ثم قال أبو جعفر: لولا القرآن وإعرابه ما باليت ألا أعرف
منه شيئًا.
22 - حدثني أبي قال: حدثنا أبو منصور قال: حدثنا
(1/22)
أبو عبيد قال: حدثنا عبد الله بن صالح عن الليث بن سعد
قال: حدثني أبو الأزهر أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال: «لأن أعرب آية من
القرآن أحب إلي من أن أحفظ آية».
23 - حدثنا محمد بن سلميان قال: حدثنا ابن سعدان قال: وحدثنا الحسين بن
محمد عن حماد بن زيد عن واصل – مولى أبي عيينة – عن يحيى بن عقيل عن يحيى بن يعمر
أنا أبا ذر قال: «تعلموا العربية في القرآن كما تتعلمون حفظه».
24 - وحدثنا بشر بن موسى قال: حدثنا أبو عبد الرحمن عن يزيد
بن إبراهيم التستري عن أبي هارون الغنوي عن مسلم بن شداد عن عبيد بن عمير الليثي
قال: قال أبي بن كعب: «تعلموا
(1/23)
اللحن في القرآن كما تعلمونه».
25 - وحدثنا إدريس قال: حدثنا خلف قال حدثنا محبوب عن
أبي هارون الغنوي عن مسلم بن شداد الليثي عن عبيد بن عمير الليثي عن أبي بن كعب
قال: «تعلموا اللحن في القرآن كما تتعلمونه».
26 - وحدثنا سليمان بن يحيى الضبي قال: حدثنا محمد قال:
حدثنا أبو معاوية ومحمد بن عبيد وإسحاق الأزرق عن عبيد الله بن عمر عن نافع أن ابن
عمر كان يضرب ولده على اللحن في كتاب الله عز وجل.
27 - وحدثنا إدريس قال: حدثنا خلف قال: حدثنا أبو
(1/24)
أسامة حمادة بن أسامة وإسماعيل بن عياش الحمصي عن عبيد
الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أنه كان يضرب بنيه على اللحن.
28 - حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي قال: حدثنا سليمان،
يعني ابن حرب، قال: حدثنا أبو هلال قال: حدثني رجل من باهلة أن كاتب أبي موسى كتب
إلى عمر فكتب:
«من أبو موسى»
فكتب إليه عمر:
«إذا أتاك كتابي هذا فاجلده سوطًا واعزله عن عملك».
29 - حدثني أبي قال: حدثنا أبو منصور قال: حدثنا أبو
نعيم عن أبي خلدة عن أبي العالية قال: «كان ابن عباس
(1/25)
يعلمنا اللحن».
30 - وحدثنا سليمان بن يحيى قال: حدثنا محمد قال: حدثنا
أبو معاوية عن رجل عن مجاهد قال: «لأن أخطيء بالآية أحب إلي من أن ألحن في كتاب
الله تعالى».
31 - حدثنا إدريس قال: حدثنا خلف قال: حدثنا شريك عن
إبراهيم عن المهاجر عن مجاهد أنه كره اللحن في القرآن.
32 - وحدثني أبي قال: حدثنا أحمد بن موسى المعدل قال:
حدثنا بشر بن آدم قال: حدثنا حفص بن غياث قال: حدثنا يوسف بن صهيب عن عبد الله بن
بريدة عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لو أني أعلم أني إذا سافرت أربعين
ليلة أعربت آية من كتاب الله لفعلت».
33 - حدثنا إسماعيل بن إسحاق قال: حدثنا سلميان بن حرب
(1/26)
قال: حدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن عتيق قال: سألت الحسن قلت: يا
أبا سعيد الرجل يتعلم العربية يلتمس بها حسن المنطق، ويقيم بها قراءته، فقال: حسن يا
بني فتعلمها، فإن الرجل قد يقرأ الآية فيعيا بوجهها فيهلك فيها.
34 - حدثنا إدريس قال: حدثنا خلف قال: حدثنا حماد بن زيد
عن يحيى بن عتيق قال: سألت الحسن فقلت: أرأيت الرجل يتعلم العربية، يطلب بها حسن
المنطق ويلتمس أن يقيم قراءته؟ قال حسن فتعلمها يا أخي، فإن الرجل ليقرأ الآية
فيعيا بوجهها فيهلك فيها.
35 - وحدثنا إسماعيل بن إسحاق قال: حدثنا نصر بن علي
قال: حدثنا الأصمعي عن سليم بن أخضر عن ابن عون قال: كنت أشبه لهجة الحسن بلهجة
رؤبة بن العجاج.
36 - وحدثني أبي قال: حدثنا علي بن حرب قال: حدثنا
(1/27)
الحسين، يعني الجعفي، عن أبي موسى البصري قال: قال رجل
للحسن: يا أبا سعيد ما أراك تلحن. فقال: يا بن أخي إني سبقت اللحن.
37 - وحدثني أبي قال: حدثنا علي بن حرب قال: حدثنا حسين
عن محمد بن أبان قال: قال رجل لعبد الملك بن عمير: ما أراك تلحن. قال: إني سبقت
اللحن.
38 - وحدثني أبي قال: حدثنا أبو منصور قال: حدثنا أبو
بكر الكلواذاني قال حدثنا موسى بن داود قال: حدثنا الحكم بن المنذر عن عمرو بن بشر
الخثعمي عن أبي جعفر محمد بن علي أن العباس قال للنبي صلى الله عليه وسلم: «ما
الجمال في الرجل يا رسول الله؟ قال: اللسان».
39 - وحدثنا إدريس قال: حدثنا خلف قال: حدثنا خالد
(1/28)
الواسطي عن ليث عن مجاهد عن ابن عمر قال: «أعربوا القرآن».
40 - وحدثنا سليمان قال: حدثنا محمد بن سعدان قال: حدثنا
جرير بن عبد الحميد عن إدريس قال: قيل للحسن: «إن لنا إمامًا يلحن. قال: أخروه».
41 - حدثني أبي قال: حدثنا أبو منصور قال: حدثنا أبو
همام قال: حدثنا ضمرة بن ربيعة عن سفيان عن أبي حمزة قال: قيل للحسن في قوم
يتعلمون العربية فقال: أحسنوا، يتعلمون لغة نبيهم صلى الله عليه وسلم.
42 - وحدثنا إسماعيل بن إسحاق قال: حدثنا نصر قال:
(1/29)
حدثنا الأصمعي قال: حدثنا عيسى بن عمر قال: قال رجل
للحسن: (يوم يحشر) فقال: (المتقون) قال: فإنها (المتقين) قال: فهي: {نحشر المتقين}
[مريم: 85]
43 - حدثنا إسماعيل بن إسحاق قال: حدثنا نصر قال: حدثنا
عبد الملك بن قريب الأصمعي قال: حدثنا عيسى بن عمر قال: قال رجل للحسن: أنا أفصح
الناس. فقال: لا تفعل. قال: خذ علي كلمة واحدة. قال: هذه.
44 - وحدثني أبي قال: حدثنا عبد الله بن أبي سعد قال: حدثنا
إبراهيم بن المنذر الحزامي قال:
حدثنا عبد الله بن محمد بن قنفذ – من أهل وادي القرى –
عن ابن أخي ابن شهاب عن عمه:
(1/30)
«أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتب إلى أبي موسى
الأشعري: أن مر من قبلك بتعلم العربية فإنها تدل على صواب الكلام ومرهم برواية
الشعر، فإنه يدل على معالي الأخلاق».
45 - حدثني أبي قال: حدثنا أبو سعيد الغاضري قال: حدثنا
أحمد بن البختري قال: حدثنا حيان بن جبلة عن ليث عن مجاهد قال: قال عمر بن الخطاب
رضي الله عنه: «تعلموا العربية فإنها تثبت العقل وتزيد في المروءة».
46 - حدثنا إسماعيل بن إسحاق قال: حدثنا سليمان قال:
حدثنا أبو هلال عن قتادة قال: قال أبو الأسود:
(1/31)
«إني لأجد للحن غمرًا كغمر اللحم».
47 - حدثني أبي قال: حدثنا أبو منصور قال: حدثنا عثمان
بن زفر قال: حدثنا حيان بن علي عن ابن شبرمة قال: «ما لبس الرجال لبسًا أزين من
العربية، ولا لبس النساء لبسًا أزين من الشحم».
48 - حدثني أبي عن بعض أصحابه قال: قال المدائني أبو الحسن: «كان يقال:
إذا أردت أن تعظم في عين من كنت في عينه صغيرًا أو يصغر في عينك من كان عندك
كبيرًا فتعلم العربية».
49 - وحدثني أبي قال: حدثنا عبد الله بن عمرو الوراق
قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة المروزي قال:
(1/32)
حدثنا النضر بن شميل قال: حدثنا الخليل بن أحمد قال: لحن
أيوب السختياني في حرف فقال: «استغفر الله».
50 - وحدثنا ابن ناجية وأبو الحسن الأسدي قال: حدثنا
إسحاق بن أبي إسرائيل قال: حدثنا النضر بن شميل قال: حدثنا الخليل بن أحمد بمثله.
51 - وحدثنا إسماعيل بن إسحاق قال: حدثنا نصر قال:
أخبرنا الأصمعي قال: حدثنا عيسى بن عمر قال: قال ابن أبي إسحاق لبكر بن حبيب: ما
ألحن حرفصا واحدًا. فمرت به سنور فقال: اخسي. فقال: هذه، ألا قلت: اخسئي.
52 - وحدثني أبي قال: حدثنا أبو عبيد الله الوراق قال:
حدثنا أبو داود قال: حدثنا شريك عن جابر عن الشعبي
(1/33)
قال: قلت: فإني أسمع الحديث ليس بإعراب أفأعربه؟ قال:
نعم.
53 - وحدثني أبي قال: حدثنا عبد الله بن عمرو الوراق
قال: حدثنا إبراهيم، يعني ابن المنذر الحزامي، قال: حدثنا معن عن محمد بن عبد الله
بن أخي ابن شهاب قال: سمعت عمي ابن شهاب وهو يقول: «ما أحدث الناس مروءة أعجب إلي
من تعلم الفصاحة».
54 - وحدثنا محمد بن سليمان قال: أخبرنا المسعود قال: حدثنا أبو عبيد
قال: حدثنا عباد بن عباد المهلي عن واصل مولى أبي عيينة قال: قال عمر بن الخطاب
رضي
(1/34)
الله عنه: «تعلموا إعراب القرآن كما تتعلمون حفظه».
55 - وحدثنا محمد قال: أخبرنا المسعودي قال: حدثنا أبو
عبيد قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان بن سعيد عن عقبة الأسدي عن أبي
العلاء قال: قال عبد الله بن مسعود: «أعربوا القرآن فإنه عربي».
56 - وحدثني أبي قال: حدثنا الترقفي قال: حدثنا محمد –
يعني الفريابي – قال: حدثنا سفيان عن إسماعيل بن أبي خالد عن سيار أبي الحكم عن
ابن مسعود قال: «أعربوا القرآن فإنه عربي فإنه سيجيء قوم يثقفونه وليسوا بخياركم».
(1/35)
قال أبو بكر: معنى يثقفونه يقومون حروفه كما يقوم المثقف
الرمح، قال عمرو بن كلثوم التغلبي:
عشوزنة إذا انقلبت أرنت ... تدق قفا المثقف والجبينا
فالعشوزنة: الشديدة الصلبة، وقوله: إذا انقلبت أرنت
معناه: إذا انقلبت في ثقافها صوتت وشجت قفا مشقفها أي مقومها، وهذا مثل ضربه، أي
قناتنا لا تستقيم لمن أراد أن يقومها، ومعنى الحديث أنهم يقومون ألفاظه ولا يعملون
به.
57 - حدثنا سليمان بن يحيى الضبي قال: حدثنا صاحب لنا،
يقال له علي، عن عيسى بن يونس بن أبي إسحاق
(1/36)
بإسناد له قال: «وقف أعرابي على رجل وهو يعلم آخر القرآن
وهو يقول: {أن الله بريء من المشركين ورسوله} [التوبة: 3] قال: فقال له الأعرابي:
والله ما أنزل الله هذا على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، قال: فوثب إليه الرجل
فلبب الأعرابي ثم قال: بيني وبينك أمير المؤمنين عمر بن الخطاب. قال: فذهب به إلى
عمر فقال له: يا أمير المؤمنين إني كنت أعلم رجلاً فسمعني هذا وأنا أقول: {أن الله
بريء من الشركين ورسوله} قال: فقال: والله ما أنزل الله هذا على محمد. فقال عمر:
صدق الأعرابي، إنما هي و (رسوله)».
58 - وحدثني بعض أصحابنا قال: قال أبو عبد الله محمد
(1/37)
ابن يحيى القطعي قال: حدثني محمد بن عيسى عن يزيد قال:
حدثني أبو توبة الربيع بن نافع الحلبي قال: حدثنا عيسى بن يونس عن ابن جريج عن ابن
أبي مليكة قال: قديم أعرابي في زمان عمر فقال: من يقرئني مما أنزل الله على
محمد؟ قال: فأقرأه رجل «براءة» فقال: (أن الله بري من المشركين ورسوله) بالجر، فقال الأعرابي:
أو قد برى الله من رسوله، إن يكن الله بريء من رسوله فأنا أبرأ منه؟ فبلغ عمر
مقالة الأعرابي فدعاه فقال: يا أعرابي أتبرأ من رسول الله؟ فقال يا أميرا لمؤمنين
إني قدمت المدينة ولا علم لي بالقرآن فسألت: من يقرئني فأقرأني هذا سورة براءة،
فقال: (أن الله بريء من المشركين ورسوله)
(1/38)
فقلت:
أو قد برئ الله من رسوله، إن يكن الله بريء من رسوله
فأنا أبرأ منه. قال عمر: ليس هكذا يا أعرابي. قال: فكيف هي يا أمير المؤمنين فقال:
{أن الله بريء من المشركين ورسوله}.
فقال الأعرابي: وأنا والله أبرأ ممن بريء الله ورسوله
منه. فأمر عمر بن الخطاب ألا يقرئ القرآن إلا عالم باللغة، وأمر أبا الأسود فوضع
النحو.
59 - حدثني أبي قال: حدثنا أبو عكرمة قال: قال العتبي: كتب
معاوية إلى زياد يطلب عبيد الله ابنه، فلما قدم عليه كلمه فوجده يلحن فرده إلى
زياد، وكتب إليه كتابًا
(1/39)
يلومه فيه، ويقول: «أمثل عبيد الله يضيع».
فبعث زياد إلى أبي الأسود فقال له: يا أبا الأسود، إن
هذه الحمراء قد كثرت وأفسدت من ألسن العرب فلو وضعت شيئًا يصلح به الناس كلامهم
ويعربون به كتاب الله. فأبى ذلك أبو الأسود وكره إجابة زياد إلى ما سأل. فوجه زياد
رجلاً وقال له: اقعد في طريقي أبي الأسود فإذا مر بك فاقرأ شيئًا من القرآن وتعمد
اللحن فيه ففعل ذلك، فلما مر به أبو الأسود رفع الرجل صوته يقرأ: (أن الله بريء من
المشركين ورسوله) فاستعظم ذلك أبو الأسود وقال: عز وجه الله أن يبرأ من رسوله، ثم
رجع من فوره إلى زياد فقال له: يا هذا قد أجبتك
(1/40)
إلى ما سألت، ورأيت أن أبدأ بإعراب القرآن فابعث إلي
بثلاثين رجلاً. فأحضرهم زياد فاختار منهم أبو الأسود عشرة ثم لم يزل يختارهم حتى
اختار منهم رجلاً من عبد القيس فقال: خذ المصحف وصبغًا يخالف لون المداد، فإذا
فتحت شفتي فانقط واحدة فوق الحرف، وإذا ضممتها فاجعل النقطة إلى جانب الحرف، وإذا كسرتها
فاجعل النقطة في أسفله، فإن أتبعت شيئًا من هذه الحركات غنة فانقط نقطتين. فابتدأ
بالمصحف حتى أتى على آخره ثم وضع المختصر المنسوب إليه بعد ذلك.
60 - حدثنا يموت قال: حدثنا السجستاني أبو حاتم قال:
سمعت محمد بن عباد المهلي عن أبيه قال: سمع أبو
(1/41)
الأسود الدؤلي رجلاً قرأ: (أن الله بريء من المشركين
ورسوله) بالجر، فقال: لا أظنني يسعني إلا أن أضع شيئًا أصلح به لحن هذا، أو كلامًا
هذا معناه.
وقال أبو حاتم: وزعموا أن أبا الأسود ولد في الجاهلية
وأنه أخذ النحو عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
61 - وحدثني أبي قال: حدثنا عمر بن شبة قال: حدثنا حيان
بن بشر قال: حدثنا يحيى بن آدم عن أبي بكر بن عياش عن عاصم بن أبي النجود قال: «أول
من وضع النحو أبو الأسود الدؤلي، جاء إلى زياد بالبصرة فقال: إني أرى العرب قد خالطت
هذه الأعاجم وتغيرت ألسنتهم، أفتأذن لي أن أضع للعرب كلامًا
(1/42)
يعرفون أو يقيمون به [كلامهم قال: لا. فجاء رجل إلى زياد
فقال: أصلح الله الأمير، توفي أبانا وترك بنونًا. فقال زياد: توفي أبانا وترك
بنونا؟ ادع لي أبا الأسود. فقال: ضع للناس الذي نهيتك أن تضع لهم».
62 - وحدثني أبي قال: حدثنا عمر بن شبة قال: حدثني أبو سلمة
موسى بن إسماعيل قال: أخبرنا أبي قال: كان أبو الأسود الدؤلي أول من وضع العربية
بالبصرة.
63 - وحدثني أبي قال: حدثنا عمر بن شبة قال: وحدثني
(1/43)
التوزي قال: سمعت أبا عبيدة معمر بن المثنى يقول: أول من
وضع النحو أبو الأسود الدؤلي ثم ميمون الأقرن ثم عنبسة الفيل ثم عبد الله بن أبي
إسحاق قال: ووضع عيسى بن عمر في النحو كتابين سمي أحدهما الجامع والآخر المكمل،
فقال الخليل بن أحمد: بطل النحو جميعًا كله ... غير ما أحدث عيسى بن عمر
ذاك إكمال وهذا جامع ... فهما للناس شمس وقمر
64 - وحدثني أبي قال: قال علي بن عبد الله الطوسي حدثني
من أثق به في حديث رواه عن الزهري قال: أتاه رجل يسأله أن يحدثه فقال: ممن أنت؟
قال: من عاملة. قال: لا أحدثك. قال: ولمه؟ قال: لأنكم لا علم لكم بالعربية، أو قال
بالكلام. قال: إني لأعرف منها [شيئًا]. قال: فما معنى قول الشاعر:
(1/44)
صريع مدام يرفع الشرب رأسه ... فيحيا وقد ماتت عظام
ومفصل
ما يعني بالمفصل؟ قال: اللسان. قال: اغد علي لأحدثك.
65 - وحدثني أبي قال: حدثنا الغاضري قال: قال إسحاق ابن
أبي إسرائيل: سمع أبو عمرو بن العلاء رجلاً يلحن فقال: ألا أراك نذلاً بعد.
66 - وحدثني [أبي] قال: حدثنا عبد الله بن أبي سعد قال:
حدثنا الحسن بن مرثد قال: أخبرني سلمة بن عاصم قال: أخبرني الفراء قال: أخبرني
الكسائي عن أبي الدينار قال: «تعلم العربية فإنها هي المروءة الظاهرة وهي ترتب
الوضيع
(1/45)
وهذا السماع مهم لما يمكن أن يعننا على تعيين ناسخ هذه
النسخة. فأبو غالب القزاز مقرئ كبير وقد تلا الروايات على أبي علي الشرمقاني وأبي
الفتح ابن شيطا وعلي ابن محمد الحناط كما سمع من أبي محمد الجوهري وأبي إسحاق البرمكي،
وأسمع هو ابنه المذكور تاريخ بغداد للخطيب، وروى عنه يحيى بن موهوب وسعد الله
الدقاق وحفيده نصر الله القزاز قال الذهبي في توثيقه:
«وكان ثقة عالمًا جليلاً، نسخ الكثير» والذي يهمنا من
هذه الترجمة ذكر نسخه الكثير فضلاً على مقامه كقارئ وتوثيق الذهبي وغيره له. إذ
أرجح أن يكون هو ناسخ النسخة غير أن هناك سماعات وبلاغات أخرى لها من القيمة ما
يجعلنا نتريث في هذا الترجيح وسنأتي على ذلك بعد قليل.
وأما ابنه أبو المنصور فقد ذكر ابن الجوزي أنه: «من
(1/46)
أولاد المحدثين، سمع من ابن المهتدي وأبي جعفر ابن
المسلمة وأبي بكر الخياط وغيرهم، كان صحيح السماع، خيرًا» وقد توفي سنة 535 هـ.
وأدنى هذا السماع سماع آخر تاريخه يوم الخميس مستهل
شعبان سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة، وأما كاتبه فهو محمد بن الحسين بن علي بن جعفر
الأزدي.
وبوجه الورقة الأولى سماع منهم أنقل منه ما تبقى وهو
الذي يعنينا: «... عبد الواحد بن الحسن القزاز وأخوه أبو طالب عبد المحسن وأبو
محمد عبد الله بن .... محمد وأبو علي الحسن بن أسعد السبط الهمداني والمبارك بن
أحمد القصار بقراءة شجاع ابن فارس بن الحسين الذهلي وذلك في ذي القعدة من سة ثمان
وخمسين وأربعمائة».
والذي نتريث عنده في السماع هو القارئ شجاع بن فارس؛
يترجم له الذهبي فيقول: «الحافظ الإمام أبو غالب الذهلي».
(1/47)
70 - وحدثني أبي قال: حدثنا أبو عكرمة الضبي قال: قال
العتبي عن أبيه «استأذن رجل من جند الشام له فيهم قدر على عبد الملك بن مروان وهو
يعلب بالشطرنج فقال: يا غلام غطها بسبنيية، فهذا شيخ له جلاله ثم أذن له. فلما
كلمه وجده يلحن فقال: يا غلام اكشفها، ليس للاحن حرمة».
7 - حدثني أبي قال: حدثني عبد اله بن محمد بن رستم قال:
قال سلم بن رستم: «جئنا من خراسان، فجاء رجل متفصح فجل يقعر ويلحن. فقال له ابن
المبارك: أنت ممن لو رآه الخطيئة لبكى عليه»
(1/48)
72 - حدثني أبي قال: حدثنا أبو منصور قال: حدثنا أبو عبيد
قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن أبي رجاء محمد بن سيف قال: قلت للحسن: «ما تقول
فيمن يتعلم العربية، أتخاف أن يكون ذلك يزيد في الهجاء؟ فقال: ليس به بأس. قال عمر
بن الخطاب: عليكم بالتفقه في الدين والتفهم في العربية وحسن العبارة».
73 - حدثنا إسماعيل بن إسحاق قال: حدثنا نصر قال: حدثنا
وهب بن جرير قال: قرأ أبي على أبي عمرو بن العلاء فقال له: لأنت أفصح من معد بن
عدنان.
74 - وحدثنا إسماعيل بن إسحاق قال: حدثنا نصر قال:
أخبرنا الأصمعي قال: أخبرنا عيسى بن عمر عن ابن أبي إسحاق
(1/49)
قال: لقيت أبا الزناد فسألته عن الهمز فكأنما يقرؤه من
كتاب.
75 - حدثني أبي قال: حدثنا أحمد بن الحارث الخراز قال:
قال أبو عبد الله بن الأعرابي: قال رجل لبنيه: يا بني أصلحوا ألسنتكم فإن الرجل
تنوبه النائبة يحب أن يتجمل فيها فيستعير من أخيه دابته وثوبه ولا يجد من يعيره لسانه.
76 - حدثني أبي قال: قال أبو هفان: مر عمر بن الخطاب
بقوم وهم يرمون فقال: ما أسوأ رميكم. قالوا: نحن متعلمين. قال: لفظكم أسوأ من رميكم. فقال بعضهم: يا
أمير المؤمنين يضحى بالضبي: قال: وما عليك لو قلت: ظبي؟ قال إنها لغة. قال: رفع
العتاب لا يضحي بشيء من الوحش.
(1/50)
77 - وحدثني أبي قال: حدثنا أبو عكرمة قال: كان عمر بن
الخطاب إذا سمع رجلاً يخطئ قبح عليه وإذا أصابه يلحن ضربه بالدرة.
78 - حدثني أبي قال: حدثنا عمر بن شبة قال: قال عبد
الملك بن مروان: ما رأيت مثلنا ومثل هذه الأعاجم، كان الملك فيهم دهرًا طويلاً،
فوالله ما استعانوا منا إلا برجيل واحد، يعني النعمان بن المنذر، ثم عادوا عليه فقتلوه،
وإن الملك فينا مذ هذه المدة فقد اسعنا منهم برجال حتى في لساننا، هذا إسماعيل بن
عبيد الله بن أبي المهاجر يعلم ولد أمير المؤمنين العربية.
79 - حدثني أبي قال: حدثنا عمر بن شبة قال: ودخل الشعبي
مسجد الكوفة وعدة من الموالي يعلمون
(1/51)
العربية فقال: نعم أصلحوا لسانهم فإنكم أنتم أفسدتموه.
80 - حدثنا إسماعيل بن إسحاق قال: حدثنا نصر قال: حدثنا
الأصمعي قال: حدثنا قرة قال: قال رجل من بني مازن بن شيبان للضحاك: ما في الكتاب آية يخفى
على وجهها. قال: فما طه؟ قال: فأرتج على البدوي ثم أدركه جلد أهل البادية وقلة
خجلهم ثم قال: وما عسى أن تكون، هي مثل طسم وحم؟
81 - وحدثنا إسماعيل قال: حدثنا نصر قال: حدثنا الأصمعي
قال: قلت لأبي عمرو: إن عيسى بن عمر حدثنا
(1/52)
قال: قرأ ابن مروان: {هن أطهر لكم} [هود: 78] قال: احتبي
في لحنه.
82 - وحدثني أبي قال: حدثنا أبو زيد عمر بن شبة قال:
حدثنا أبو غسان المدني قال: أجرى عبد الله بن يزيد بن معاوية الخيل مع الوليد بن
عبد الملك فسبقه عبد الله، فدخل الوليد على خيل عبد الله فعقرها فجاء عبد الله خالدًا
أخاه فقال: ألم تر أني سابقت الوليد فسبقته فعقر خيلي، والله لهممت أن أقتله. قال:
فدخل خالد على عبد الملك فقال: يا أمير المؤمنين، أتاني عبد الله فحلف لهم بقتل
الوليد. فقال عبد الملك: ولم يقتله؟ قال: سابقه فسبقه، فدخل على خيله فعقرها. فقال
عبد الملك: {إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك
(1/53)
يفعلون}
[النمل: 34]. فقال خالد: يا أمير المؤمنين اقرأ الآية
الأخرى: {وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول
فدمرناها تدميرًا} [الإسراء: 16] فقال عبد الملك: أما والله لنعم المرء عبد الله
على لحن فيه. قال: أفعلى لحن ابنك تعول؟ قال: إن أخا الوليد سليمان. قال: وأخو عبد
الله خالد. قال: مدحت والله نفسك يا خالد. قال: وقبلي والله ما مدحت نفسك يا أمير
المؤمنين. قال: ومتى؟ قال: حين قلت: أنا قاتل عمرو بن سعيد. قال: حق والله لمن قتل عمرًا أن يفخر
بقتله. قال: أما والله لمروان كان أطولهما باعًا. قال: أما إني أرى ثأري في مروان
صباح مساء. ولو أشاء
(1/54)
أن أزيله لأزلته. قال: إذا شئت أن تطفيء نورك فافعل.
قال: ما جرأك علي يا خالد؟ خلني عنك. قال لا والله ما قال الشاعر:
ويجر اللسان من أسلات الـ ... حرب ما لا يجر منها البنان
قال: فاستحيا عبد الملك وقال: يا وليد أكرم أخاك وابن
عمك فقد رأيت أباه يكرم أباك وجده يكرم جدك.
83 - وحدثني أبي قال: حدثنا أبو عكرمة الضبي في حديث
ذكره: أن الوليد بن عبد الملك قرأ على المنبر: {يا ليتها
(1/55)
كانت القاضية} [الحاقة: 27] وتحت المنبر عمر بن عبد
العزيز وسليمان بن عبد الملك. فقال سليمان: ودذتها والله.
84 - وحدثنا إسماعيل بن إسحاق قال: حدثنا نصر قال: حدثنا
الأصمعي قال: حدثنا نافع بن أبي نعيم عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج أنه قرأ: {لأتخذت عليه
أجرا} [الكهف: 77] قال: لا تأخذها عنه فإنه لم يكن عالمًا بالنحو.
85 - حدثنا إسماعيل قال: حدثنا نصر قال: حدثنا الأصمعي
قال: حدثنا نافع قال: جلست إلى نافع مولى عبد الله بن عمر، ومالك من الصبيان، قال:
وقرأ نافع: (لاتخذت عليه أجرا).
86 - حدثنا محمد قال: وحدثنا إسماعيل قال: حدثنا
(1/56)
نصر قال: أخبرنا الأصمعي قال: قرأ أبو عمرو: (ولو شئت
لتخذت عليه أجرا).
87 - وحدثني أبي قال: حدثني الحسن بن عبد الرحمن الربعي
قال أخبرنا التوزي أبو محمد قال: حدثنا أبو معمر، صاحب عبد الوارث عن عبد الوارث
قال: كان شعبة يحقرني أبدًا إذا ذكرت شيئًا قال: فحدث يومًا عن ابن عون عن ابن
سيرين أن كعب بن مالك قال:
قضينا من تهامة كل ريب ... وخيبر ثم أجمعنا السيوفا
نخيرها ولو نطقت لقالت ... قواطعهن دوسا أو ثقيفا
وننتزع العروش عروش وج ... ونترك داركم منكم خلوفا
فلست لحاصن إن لم تزركم ... بساحة داركم منا ألوفا
(1/57)
قال: فقال شعبة: وننتزع العروس عروس وج. فقلت: يا أبا بسطام وأي
عروس ثمه؟ فقال: ويلك ما به؟ قلت: العروش. قال الله تعالى: {فهي خاوية على عروشها} [الحج: 45] فكان
بعد ذلك يهابني ويجلني.
81 - حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى قال: حدثنا محمد بن
موسى الوراق قال: حدثنا علي بن مسلم قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد وراث قال: حدثنا
حريث بن السائب قال: قال البتي للحسن:
وأبو سعيد. فقال الحسن: أكسب الدوانيق شغلك أن
(1/58)
تقول:
يا أبا سعيد؟ قال: ثم جعل يفهمه فلا يفهم ويفهمه فلا
يفهم. فقال: يا عبد الله خذ بيد هذا العلج فأفهمه عني فإنه يمنعه عيه أن يفهم ما
أقول.
89 - وحدثني أبي قال: حدثنا أحمد بن محمد التياخي قال
حدثنا محمد بن أبي رزمة قال: أخبرنا عبدان بن عثمان قال: أخبرنا عبد الله عن جرير
بن حازم عن يعلى بن حكيم قال: دخل فرقد على الحسن فقال: السلام عليك يا أبو سعيد.
فقال الحسن: من هذا؟ قالوا: هذا فرقد. قال: ومن فرقد؟ قالوا: إنسان يكون بالسبخة.
قال: فقال: يا فريقد، ما تقول فيمن يأكل الخبيص؟ قال: لا أحبه ولا أحب
(1/59)
من يحبه ولا أتولاه في الدنيا ولا في الآخرة. قال: فقال
الحسن: أترونه مجنونًا؟
90 - وحدثني أبي قال: حدثنا محمد بن الجهم عن الفراء
قال: وحدثني مندل بن علي الغنوي عن الأعمش قال: قلت عند إبراهيم النخعي وطلحة بن
مصرف: {قال لمن حوله ألا تستمعون} [الشعراء: 25] قال: فقال إبراهيم: ما تزال
تأتينا بحرف أشنع، إنما هو (قال لمن حوله) قلت: لا، إنما هو (لمن حوله) قال: فقال إبراهيم
لطلحة بن مصرف: كيف تقول؟ قال: كما قلت (لمن حوله) قال الأعمش: قلت: لحنتما لا
أجالسكما اليوم.
91 - وحدثني أبي قال: حدثنا أبو العباس بن الحسين
(1/60)
الأنماطي قال: حدثنا علي بن الجعد قال: سمعت شعبة يقول:
مثل صاحب الحديث الذي لا يعرف العربية مثل الحمار عليه مخلاة لا علف فيها.
92 - حدثني أبي قال: حدثنا أبو منصور قال: حدثنا محمد بن
حاتم المؤدب قال: حدثنا محمد بن سلام عن حماد بن سلمة قال: من طلب الحديث ولم
يتعلم النحو أو قال العربية فهو كمثل الحمار يعلق عليه مخلاة ليس فيها شعير.
قال أبو بكر: وجاء عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم وتابعيهم من الاحتجاج على غريب القرآن ومشكله باللغة والشعر ما بين صحة مذهب
النحويين في ذلك وأوضح فساد مذهب من أنكر ذلك عليهم. قال فمن ذلك:
93 - ما حدثنا عبيد بن عبد الواحد بن شريك البزاز قال:
(1/61)
حدثنا ابن أبي مريم قال: أخبرنا ابن فروخ قال: أخبرني
أسامة قال: أخبرني عكرمة أن ابن عباس قال: إذا سألتموني عن غريب القرآن فالتمسوه
في الشعر فإن الشعر ديوان العرب.
94 - قال وحدثنا إدريس بن عبد الكريم قال: حدثنا: خلف قال:
حدثنا حماد ابن زيد عن علي بن زيد بن جدعان قال: سمعت سعيد بن جبير ويوسف بن مهران
يقولان: سمعنا ابن عباس يسأل عن الشيء من القرآن فيقول فيه كذا وكذا، أما سمعتم
قول الشاعر يقول فيه كذا وكذا.
95 - وحدثنا علي بن محمد بن أبي الشوارب قال: حدثنا
إبراهيم، يعني ابن بشار الرمادي، قال: حدثنا سفيان قال:
(1/62)
حدثنا الأجلح عن عكرمة – قال سفيان: أراه عن ابن عباس –
في قوله تعالى: {وثيابك فطهر} [المدثر: 4] قال: لا تلبسها على غدر ولا إثم، البسها
وأنت طاهر البدن، قال سفيان: وقال الشاعر:
فإني بحمد الله لا ثوب غادر ... لبست ولا من خزية أتقنع
96 - وحدثني أبي قال: حدثنا علي بن حرب قال: حدثنا بن
فضيل قال: حدثنا الأجلح عن عكرمة عن ابن عباس: وسأله رجل عن قول الله تعالى:
{وثيابك فطهر} قال: لا تلبس ثيابك على غدرة، وتمثل بقول غيلان الثقفي:
فإني بحمد الله لا ثوب غادر ... لبست ولا من سوأة أتقنع
(1/63)
91 - وحدثنا محمد بن يونس قال: حدثنا يحيى بن يعمر الليث
أبو الكواء قال: حدثنا سلم بن قتيبة قال: حدثنا وهب بن حبيب عن أبي حمزة عمران
بن أبي عطاء عن ابن عباس في قوله تعالى: {فهم في أمر مريج} [ق: 5] قال: مختلط. ألم
تسمع إلى قول الشاعر:
فجعلت والتمست به حشاها ... فخر كأنه خوط مريج
98 - وحدثني أبي قال: حدثنا الترقفي قال: حدثنا محمد
قال: حدثنا عصام بن قدام الجدلي قال: سأل رجل عكرمة عن الزنيم فقال: هو ولد الزنى،
وتمثل ببيت شعر:
فراغت ليس يعرف من أبوه ... بغي الأم ذو حسب لئيم
99 - وحدثني أبي قال: حدثنا علي بن حرب قال: حدثنا
(1/64)
أسباط بن محمد قال: حدثنا هشام عن حسان عن عكرمة عن ابن
عباس قال: الزنيم الدعي الفاحش اللئيم ثم قال:
زنيم تداعاه الرجال زيادة ... كما زيد في عر الأديم
أكارعه
100 - حدثنا الكديمي قال: حدثنا يحيى بن يعمر الليثي
قال: حدثنا سلم بن تيبة عن عبد الله بن النعمان عن عكرمة في قوله تعالى: {ذواتا
أفنان} [الرحمن: 48] قال: ذواتا ظل وأغصان، ألم تسمع إلى قول الشاعر:
ما هاج شوقك من هديل حمامة ... تدعو على فنن الغضون
حماما
تدعو أبا فرخين صادف طائرا ... ذا مخلبين من الصقور
قطاما
(1/65)
101 - وحدثني أبي قال: حدثنا أبو زيد عمر بن شبة النميري
قال حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن أبي بشر عن مجاهد: {والليل وما وسق} [الانشقاق:
17] قال ما جمع، قال ابن عباس:
مستوسقات لو يجدن سائقًا
102 - وحدثني أبي قال: حدثنا الحسن بن عرفة قال: حدثنا هشيم
عن مغيرة عن عثمان بن يسار عن تميم بن حذلم أنه قال في قول الله تعالى: {مهطعين
إلى الداع} [القمر: 8] قال: هو التجميع. قال: والعرب تقول للرجل إذا قبض ما بين
(1/66)
عينيه: لقد جمح. قال: وقد قرأ على عبد الله بن مسعود
القرآن.
وفي حديث آخر سأل نافع بن الأزرق ابن عباس عن قوله عز
وجل: {مهطعين إلى الداع} قال: المهطع الناظر. وقال أبو عبيدة: المهطع المسرع،
واحتج بقول الشاعر:
بدجلة درهم ولقد أراهم ... بدجلة مهطعين إلى السماع
أي مسرعين.
103 - حدثني أبي قال: حدثنا أحمد قال: حدثنا الهيثم بن
عدي الطائي عن الكلبي عن أبي صالح وعبد الوهاب عن مجاهد في قوله تعالى في طسم
الشعراء في قصة صالح وشعيب
(1/67)
{إنما أنت من المسحرين} [153] قالا: من المخدوعين، قال
الكلبي: وهي من لغة العرب جميعًا وأنشدنا:
فإن تسألينا فيم نحن فإننا ... عصافير من هذا الأنام
المسحر
وقوله {فأنى تسحرون} [المؤمنون: 89] [من هذا] وأنشدنا
شعر امرئ القيس:
أرانا موضعين لوقت غيب ... ونسحر بالطعام وبالشراب
104 - وحدثني أبي قال: حدثنا أبو منصور قال: حدثنا أبو
عبيد قال: حدثنا هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير أو مجاهد عن ابن عباس في قوله عز
وجل: {والليل وما وسق}
(1/68)
[الانشقاق: 17] قال: ما جمع، وأنشد:
قد اتسقن لو وجدن سائقا
105 - وحدثني أبي قال: حدثنا أبو منصور قال: حدثنا أبو
عبيد قال: حدثنا هشيم قال: أخبرنا حصين عن عكرمة عن ابن عباس في قوله تعالى: {فإذا
هم بالساهرة} [النازعات: 14] قال: الأرض. وقال ابن عباس: قال أمية بن أبي الصلت:
عندهم لحم بحر ولحم ساهرة
قال أبو بكر: والرواة يروون هذا البيت:
وفيها لحم ساهرة وبحر ... وما فاهوا به لهم مقيم
106 - وحدثني أبي قال: حدثنا أبو منصور قال: حدثنا
(1/69)
أبو عبيد قال: حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان الثوري عن
أشعث بن أبي الشعثاء عن زيد بن معاوية العبسي عن علقمة في قوله عز وجل {ختامه مسك}
[المطففين: 26] قال: ليس بخاتم يختم ولكن ختامه خلطه، ألم تر إلى المرأة من
نساءكم تقول للطيب خلطه مسك، خلطه كذا وكذا.
107 - وحدثني أبي قال: حدثنا أبو منصور قال: حدثنا أبو
عبيد قال: حدثنا هشيم قال: حدثنا منصور عن الحسن قال: كنا لا ندري ما الأرائك حتى
لقينا رجل من أهل اليمن فأخبرنا أن الأريكة عندهم الحجلة فيها السرير.
108 - وحدثني أبي قال: أخبرنا أحمد بن عبيد عن الهيثم
(1/70)
ابن عيد عن مسعر بن كدام عن قتادة عن ابن عباس قال: ما
كنت أدري ما قوله: {فاتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين} [الأعراف: 89]
حتى سمعت بنت ذي يزن الحميري وهي تقول: هلم أفاتحك، تعني أقاضيك، وفي سورة السجدة: {متى هذا الفتح
إن كنتم صادقين} [28] يعني متى هذا القضاء. وهو قوله: {الفتاح العليم} [سبأ: 26] قال:
القضاء. وقوله: {إنا فتحنا لك فتحا مبينا} يعني إنا قضينا لك قضاء مبينًا.
109 - حدثني أبي قال: حدثنا أبو منصور قال: حدثنا أبو
عبيد قال: حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان الثوري عن إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد عن ابن
عباس قال: كنت لا أدري
(1/71)
ما {فاطر السماوات والأرض} [يوسف: 101] حتى أتاني
أعرابيان يختصمان في بئر فقال أحدهما: أنا فطرتها [أي] أنا ابتدأتها.
110 - حدثنا محمد قال: وحدثني أبي قال: حدثنا أحمد عن
الهيثم قال: فحدثني الكلبي عن حيان بن أبجر الكندي، وهو من حضرموت، وعبد الوهاب عن
مجاهد: أن ابن عباس استام بناقة رجل من حمير فقال له: أنت صاحبها؟ قال: أنا بعلها. فقال ابن عباس:
{أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين} [الصافات: 125] أتدعون ربًا، ممن أنت؟
(1/72)
قال: من حمير.
111 - حدثني أبي قال: أخبرنا أحمد عن الهيثم عن الكلبي
قال: حدثنا حيان بن أبجر قال: كنت عند ابن عباس فجاءه رجل من هذيل فقال له ابن
عباس: ما فعل فلان لرجل منهم؟ قال: مات وترك أربعة من الولد وثلاثة من الوراء،
فقال ابن عباس: {فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب} [هود: 71] قال: [الوراء]
ولد الولد.
112 - وحدثني أبي قال: حدثنا أبو منصور [قال]: حدثنا أبو
عبيد قال: وحدثنا ابن علية عن داود عن الشعبي في قوله عز وجل: {ومن وراء إسحاق يعقوب}
قال: الوراء ولد الولد.
(1/73)
113 - وحدثني أبي قال: حدثنا أبو منصور قال: حدثنا أبو
عبيد قال: حدثنا يزيد عن سفيان بن حسين عن الحسن في قوله تعالى: {قد جعل ربك تحتك
سريا} [مريم: 24] فقال: كان والله سريًا، يعني عيسى عليه السلام، فقال له خالد
بن صفوان: يا أبا سعيد إن العرب تسمي الجدول السري. فقال: صدقت.
114 - حدثني أبي قال: حدثنا أحمد عن الهيثم عن الكلبي عن
أبي صالح وعبد الوهاب وعن مجاهد في قوله: {اللؤلؤ والمرجان} [الرحمن: 22] قال
اللؤلؤ عظام اللؤلؤ، والمرجان اللؤلؤ الصغار. قال الكلبي: وهي بلغة أهل
(1/74)
اليمن. وأنشدني شعر جبلة بن عدي الكندي الذي يقال له
الذائد:
أذود القوافي عني ذيادا ... ذيام غلام تنقى جيادا
وأعزل مرجانها جانبًا ... وآخذ من درها المستجادا
115 - وحدثني أبي قال: أخبرنا أحمد بن عبيد عن الهيثم
قال: حدثنيه إسماعيل بن أبي خالد عن السدي في قوله تعالى: {لذي حجر} [الفجر: 5]
قال: لذي لب. قال الحارث بن منبه الجنبي من مذحج لابنه في الجاهلية:
وكيف رجائي أن تثوب وإنما ... يرجى من الفتيان من كان ذا
حجر
(1/75)
116 - وحدثنا بشر بن أنس قال: حدثنا محمد بن علي بن
الحسن بن شقيق قال: حدثنا أبو صالح هدية بن مجاهد قال: أخبرنا محمد بن شجاع قال:
أخبرنا محمد بن زياد اليشكري عن ميمون بن مهران قال:
دخل نافع بن الأزرق إلى المسجد الحرام فإذا هو بابن عباس
جالسًا على حوض من حياض السقاية قد دلى رجليه في الماء، وإذا الناس قيام عليه
يسألونه عن التفسير فإذا هو لا يحبسهم بتفسيره. فقال نافع: تالله ما رأيت رجلاً
أجرأ على ما تأتي به منك يا ابن عباس. فقال له ابن عباس: ثكلتك أمك، أو لا أدلك
على من هو أجرأ مني؟ قال: ومن هو؟ قال:
رجل تكلم بغير علم أو كتم علمًا عنده. فقال نافع: يا بن
عباس إني أريد أن أسألك عن أشياء فأخبرني بها. قال:
(1/76)
سل عما شئت. قال: أخبرني عن قول الله تعالى: {حتى يتبين
لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود} [البقرة: 187]، قال: الخيط الأبيض ضوء النهار،
والخيط الأسود سواد الليل. قال: فهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل القرآن؟ قال:
نعم، قال أمية بن أبي الصلت:
الخيط الأبيض ضوء الصبح منفلق ... والخيط الأسود لون
الليل مكموم
قال أبو بكر: النصب في منفلق أجود على الحال.
قال: فأخبرني عن قول الله تعالى: {لا تأخذه سنة ولا نوم}
[البقرة: 255] ما السنة؟ قال: النعاس. قال زهير ابن أبي سلمي:
(1/77)
لا سنة في طوال الدهر تأخذه ... ولا ينام ولا في أمره
فند
قال: فأخبرني عن قول الله تعالى: {قاتل معه ربيون كثير}
[آل عمران: 146] ما الربيون؟ قال: الجموع الكثيرة. قال فيه حسان بن ثابت:
وإذا معشر تجافوا عن الحقـ ... ق حملنا عليهم ربيا
قال: فأخبرني عن قول الله تعالى: {والكاظمين الغيظ} [آل
عمران: 134] ما الكاظمون؟ قال: الحابسون الغيظ.
قال عبد المطلب بن هاشم:
فحضضت قومي واحتسبت قتالهم ... والقوم من خوف قتالهم كظم
(1/78)
قال: فأخبرني عن قول الله تعالى: {إلا رمزا} [آل عمران:
41] ما الرمز؟ قال: الوحي بالحاجب قال فيه الشاعر:
ما في السماء من الرحمن من رمز ... إلا إليه وما في
الأرض من وزر
قال فأخبرني عن قوله عز وجل: {إنه كان جوبا كبيرا}
[النساء: 2] ما الحوب؟ قال: الإثم. قال فيه الأعشى:
فإني وما كلفتموني وربكم ... لأعلم من أمسى أعق وأحوبا
قال: فأخبرني عن قول الله تعالى: {ولا يظلمون فتيلا}
[النساء: 49] ما الفتيل؟ قال: ما في شق النواة، وما فتلت بين أصابعك من الوسخ. قال
فيه زيد الفوارس:
أعاذل بعض لومك لا تلجي ... فإن اللوم لا يغني فتيلا
(1/79)
قال: فأخبرني عن قول الله عز وجل: {فإذا لا يؤتون الناس
نقيرا} [النساء: 53] ما النقير؟ قال: ما في ظهر النواة. قال فيه الشاعر:
لقد رزحت كلاب بني زبيد ... فما يعطون سائلهم نقيرا
قال: فأخبرني عن قول الله تعالى: {على كل شيء مقيتا} [النساء:
85] ما المقيت؟ قال: المقتدر. وقال: فيه أحيحة بن الجلاح:
وذي ضغن كففت النفس عنه ... وكنت على مساءته مقيتا
قال: فأخبرني عن قول الله تعالى: {إن تكونوا تأملون
فإنهم يألمون} [النساء: 104] ما الألم؟ قال: الوجع. قال
(1/80)
فيه الأعشى:
لا نقيهم حد السلاح ولا نأ ... لم جرحا ولا نبالي
السهاما
قال: أخبرني عن قول الله تعالى {فمن أضطر في مخمصة}
[المائدة: 3] ما المخمصة؟ قال: الجوع. قال فيه الأعشى:
تبيتون في المشتى هلاء بطونكم ... وجاراتكم غرثى يبتن
خمائصا
قال: أخبرني عن قول الله تعالى: {وابتغوا إليه الوسيلة}
[المائدة: 35] ما الوسيلة؟ قال: القربة. قال فيها عنزة:
إن العدو لهم إليك وسيلة ... إن يأخذوك تكحلي وتخضبي
قال: فأخبرني عن قول الله تعالى: {عذاب الهون} [الأنعام:
93] ما الهون؟ قال: الهوان قال فيه الشاعر عبد الله بن الحارث:
(1/81)
إنا وجدنا بلاد الله واسعة ... تنجي من الذل والمخزاة
والهون
قال: فأخبرني عن قول الله تعالى: {وليقترفوا ما هم
مقترفون} [الأنعام: 113] قال: وليكتسبوا ما هم مكتسبون. قال فيه لبيد بن ربيعة:
إني لآتي ما أتيت وإنني ... لما اقترفت نفسي علي لراهب
قال: أخبرني عن قول الله تعالى: {ولتصغي إليه أفئدة
الذين لا يؤمنون بالآخرة} [الأنعام: 113] ما تصغى؟ قال: لتميل. قال فيه القطامي
التغلبي:
إذا سمعن هماهمًا من رفقة ... ومن النجوم غوابر لم تخفق
أصغت إليه هجائن بخدودها ... آذانهن إلى الحداة السوق
(1/82)
قال: أخبرني عن قول الله تعالى: {مذموما مدحورا} [الإسراء:
18] ما المذموم؟ قال: المعيب قال فيه الأعشى:
وقد قالت قتيلة إذ رأتني ... وإذ لا تعدم الحسناء ذاما
قال: فأخبرني عن قول الله عز وجل: {وقطعناهم في الأرض
أمما} [الأعراف: 168] ما الأمم؟ قال: الفرق. قال فيه بشر بن أبي خازم:
من قيس عيلان في ذؤابتها ... منهم وهم بعد قادة الأمم
قال فأخبرني عن قول الله تعالى: {كأن لم يغنوا فيها}
[الأعراف: 92] قال: لم يعمروا فيها. قال فيه المهلهل:
(1/83)
غنيت دارنا تهامة في الدهـ ... ـر وفيها بنو معد حلولا
وقال فيه لبيد:
وغنيت سبتا قبل مجرى داحس ... لو كان للنفس اللجوج خلود
قال: أخبرني عن قول الله تعالى: {لا يرقبون في مؤمن إلا
ولا ذمة} [التوبة: 10]
[ما الإل] قال: الرحم قال فيه حسان بن ثابت:
لعمرك إن إلك من قريش ... كإل السقب من رال النعام
قال: فأخبرني عن قول الله: {يوم عصيب} [هود: 77] ما
العصيب؟ قال: الشديد. قال فيه عدي بن زيد:
(1/84)
فكنت لزاز خمصك لم أعرذ ... وقد سلكوك في يوم عصيب
قال: أخبرني عن قول الله تعالى: {فأسر بأهلك بقطع من
الليل} [هود: 81] ما القطع؟ قال: آخر الليل سحر.
قال مالك بن كنانة:
ونائحة تقوم بقطع ليل ... على رجل أهانته شعوب
قال: فأخبرني عن قول الله تعالى: {بئس الرفد المرفود}
[هود: 99] قال: اللعنة بعد اللعنة. قال فيه نابغة بني ذبيان:
لا تقذفني بركن لا كفاء له ... إن تأثفك الأعداء بالرفد
(1/85)
قال: أخبرني عن قول الله تعالى: {هيت لك} [يوسف: 23]
قال: هلم لك. قال فيه أحيحة بن الجلاح:
به أ؛ مي المضاب إذا دعاني ... إذا ما قيل للأبطال هيتا
قال: أخبرني عن قول الله تعالى: {نفقد صواع الملك}
[يوسف: 72] ما الصواع؟ قال: الإناء. قال فيه الأعشى:
له درمك في رأسه ومشارب ... وشاء وطباخ وصاع وديسق
قال: أخبرني عن قول الله تعالى: {وأنا به زعيم} [يوسف: 72]
ما الزعيم؟ قال: الكفيل. قال فيه فروة بن مسيك.
أكون زعيمكم في كل عام ... بجيش جحفل لجب لهام
(1/86)
قال فأخبرني عن قول الله تعالى: {وابيضت عيناه من الحزن
فهو كظيم} [يوسف: 84] ما الكظيم؟ قال: المغموم. قال فيه قيس بن زهير:
فإن أك كاظمًا لمصاب شأس ... فإني اليوم منطلق لساني
قال: أخبرني عن قول الله تعالى: {حتى تكون حرضا} [يوسف:
85] وما الحرض؟ قال: الفاسد الدنف. قال فيه طرفة:
أمن ذكر سلمى أن نأت غربة بها ... كأنك حم للأطباء محرض
قال: أخبرني عن قول الله تعالى: {مهطعين إلى الداع}
[القمر: 8] ما المهطع؟ قال: الناظر، قال فيه الشاعر:
(1/87)
إذا دعانا فأهطعنا لدعوته ... داع سميع فلفونا وساقونا
قال: أخبرني عن قول الله تعالى: {مقنعي رؤوسهم}
[إبراهيم: 43] ما المقنع؟ قيل: الرافع رأسه. قال فيه كعب بن زهير:
هجان وحمر مقنعات رؤوسها ... وأصفر مثمول من الزهو فاقع
قال: أخبرني عن قول الله تعالى: {وله الدين واصاب}
[النحل: 52] ما الواصب؟ قال: الدائم. قال فيه أمية بن أبي الصلت:
وله الدين واصبا وله الملك ... وحمد له على كل حال
قال: أخبرني عن قول الله تعالى: {إلى غسق الليل}
(1/88)
[الإسراء: 78] ما الغسق؟ قال: دخول الليل بظلمة. قال فيه
زهير بن أبي سلمى:
ظلت تجوب يداها وهي لاهية ... حتى إذا جنح الإظلام
والغسق
قال: فأخبرني عن قول الله عز وجل {فلعلك باخع نفسك}
[الكهف: 6] ما الباخع؟ قال: يقول: قاتل نفسك. قال فيه لبيد:
لعلك يوما إن فقدت مزارها ... على بعده يوما لنفسك باخع
قال: أخبرني عن قول الله تعالى: {ولن تجد من دونه
(1/89)
ملتحدا} [الكهف: 27] قال: ما الملتحد؟ قال: المدخل في
الأرض. قال فيه خصيب الضمري:
يا لهف نفسي ولهف غير مجدية ... عني وما عن قضاء الله
ملتحد
قال: أخبرني عن قول الله تعالى: {من الكبر عتيا} [مريم:
8] ما العتي؟ قال اليئوس من الكبر. قال فيه الشاعر:
إنما يعذر الوليد ولا يعـ ... ـذر من كان في الزمان عتيا
قال: أخبرني عن قول الله تعالى: {قد جعل ربك تحتك سريا}
[مريم: 24] ما السري؟ قال: النهر الصغير. قال فيه الشاعر:
سهل الخليقة ماجد ذو نأثل ... مثل السري تمده الأنهار
(1/90)
قال: أخبرني عن قول الله تعالى: {واهجرني مليا} [مريم:
46] ما الملي؟ قال: طويلاً. قال فيه المهلهل:
وتصدعت صم الجبال لمسوته ... وبكت عليه المرملات مليا
وقال [فيه] الشاعر:
فعافت مشرب الشبثات يوما ... وقد شربت به بكر مليا
قال: أخبرني عن قول الله تعالى: {عليهم ضدا} [مريم: 82]
ما الضد؟ قال: ثقلا. قال فيه حمزة بن عبد المطلب:
وإن تكونوا لهم ضدا نكم لكم ... ضدا بعلباء مثل الليل
علكوم
(1/91)
قال: فأخبرني عن قول الله تعالى: {تؤزهم أزا} [مريم: 83]
ما أزا؟ قال: توقدهم وقودا. قال فيه الشاعر:
حليم أمين لا يبالي مخيلة ... إذا أزه الأقوام لم يترمرم
قال: أخبرني عن قول الله تعالى: {لا ترى فيها عوجا ولا
أمتا} [طه: 107] ما الأمت؟ قال: الشيء الشاخص من الأرض. قال فيه كعب بن زهير:
فأبصرت لمحة من رأس عكرشة ... في كافر ما به أمت ولا شرف
قال: أخبرني عن قول الله تعالى: {لهم فيها زفير وشهيق}
(1/92)
[هود: 106] ما الزفير؟ قال: زفير كزفير الحمار. قال فيه
أوس بن حجر:
فلا عذر إن لاقيت أسماء بعدها ... فتغشي علينا إن فعلت
فتعذر
فنخبرها أن رب يوم وقفته ... على هضبات السفح تبكي وتزفر
قال: أخبرني عن قول الله تعالى: {يصهر به ما في بطونهم والجلود}
[الحج: 20] ما الصهر؟ قال: الإذابة. قال فيه مياس المرادي.
فظللنا بعد ما امتد الضحى ... بين ذي قدر ومنا مصهر
(1/93)
وقال فيه الشاعر:
فتظل مرتئبا للشمس تصهره ... حتى إذا الشمس مالت جانبًا
عدلا
قال: أخبرني عن قول الله تعالى: {ومن يفعل ذلك يلق أثاما}
[الفرقان: 68] ما لأثام؟ قال: الجزاء. قال فيه عامر بن الطفيل.
وروينا الأسنة من صداء ... ولاقت حمير منا أثاما
قال: فأخبرني عن قول الله تعالى: {إن عذابها كان غراما}
[الفرقان: 65] ما الغرام؟ قال: المولع. قال فيه عبد الله بن عجلان:
وما أكلة إن نلتها بغنيمة ... ولا جوعة إن عفتها بغرام
(1/94)
قال: فأخبرني عن قول الله تعالى: {وإنا لجميع حاذرون}
[الشعراء: 56] ما الحاذرون؟ قال: التامون السلاح. قال فيه النجاشي:
لعمر أبي أثال حيث أمسى ... لقد ثأرت به أبناء بكر
حنيفة في كتائب حاذرات ... يقودهم أبو شبل هزبر
قال: أخبرني عن قول الله عز وجل: {يرسل عليكما شواظ من
نار} [الرحمن: 35] ما الشواظ؟ قال: لهب بغير دخان. قال فيه أمية بن خلف:
ألا من مبلغ حسان عني ... مغلغلة تدب إلى عكاظ
أليس أبوك قينا كان فينا ... لدي الغايات فشلا في الحفاظ
يظل يشب كيرا بعد كير ... وينفخ دائبا لهب الشواظ
(1/95)
قال: أخبرني عن قول الله تعالى: {والنجم والشجر يسجدان} [الرحمن: 6]
ما النجم؟ قال: ما أنجمت الأرض مما لا يقوم على ساقٍ، فإذا قام على ساقٍ فهي شجرة. قال صفوان بن أسد
التميمي:
لقد أنجم القاع الكثير عضاهه ... وتم به حيا تميم ووائل
وقال زهير بن أبي سلمى:
مكلل بأصول النجم تنسجه ... ريح الجنوب لضاحي مائة حبك
قال: أخبرني عن قول الله تعالى: {والقمر إذا اتسق}
[الانشقاق: 18] ما اتساقه؟ قال: اجتماعه قال فيه أبو طالب:
(1/96)
إن لنا قلائصا فوائقا ... قد اتسقن لو يجدن سائقا
قال: فأخبرني عن قول الله تعالى: {حتما مقضيا} [مريم:
71] ما الحتم؟ قال: الواجب. قال فيه أمية بن أبي الصلت:
عبادك يخطئون وأنت رب ... بكفيك المنايا والحتوم
قال: فأخبرني عن قول الله تعالى: {لنغرينك بهم}
[الأحزاب: 60] قال: لنولعنك. قال فيه الحارث بن حلزة:
لا تخلنا على غرائك أنا ... قبل ما قد وشى بنا الأعداء
قال: فأخبرني عن قول الله تعالى: {فالتقمه الحوت وهو
ملي} [الصافات: 142] ما المليم؟ قال: المذنب. قال فيه
(1/97)
أمية بن أبي الصلت:
من الآفات لها بأهل ... ولكن المسيء هو المليم
117 - وحدثني أبو عبد الله القارئ قال: حدثنا أبو بكر
الأنصاري قال: حدثنا أبو بشر هارون بن حاتم البزاز قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي
حماد عن أسباط بن نصر عن إسماعيل بن عبد الرحمن السدي عن أبي مالك عن ابن عباس
[قال]: {ريب} [البقرة: 2] شك، إلا مكانا واحدًا في الطور: {ريب المنون} [30] يعني حوادث
المور. قال: وقال ابن عباس:
(1/98)
تربص بها ريب المنون لعلها ... تطلق يوما أو يموت حليلها
118 - وحدثني أبي قال: أخبرنا أحمد عن الهيثم قال:
وأنبأنا أسامة بن زيد عن مكحول أنه سئل عن قول الله تعالى: {يوم يكشف عن ساق}
[القلم: 42] قال: أما سمعت قول الشاعر:
وقامت الحرب بنا على ساق
وقال عكرمة: على أمر شديد.
قال أبو بكر: وهذا كثير في الحديث عن الصحابة والتابعن
إلا أنا نتجزئ بما ذكرنا كراهية لتطويل الكتاب، وإنما دعانا إلى ذكر هذا أن جماعة
لا علم لهم بحديث رسول الله، صلى الله عليه وسلم
(1/99)
ولا معرفة لهم بلغة العرب أنكروا على النحويين احتجاجهم
على القرآن بالشعر، وقالوا: إذا فعلتم ذلك جعلتم الشعر أصلاً للقرآن. وقالوا
أيضًا: كيف يجوز أن يحتج بالشعر على القرآن. وقد قال الله تعالى: {والشعراء يتبعهم
الغاوون} [الشعراء: 224] وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا حتى
يريه خير له من أن يمتلئ شعرًا».
فأما ما ادعوه على النحويين من أنهم جعلوا الشعر أصلاً
للقرآن فليس كذلك إنما أرادوا أن يتبينوا الحرف الغريب من القرآن بالشعر لأن الله
تعالى قال: {إنا جعلناه قرآنا عربيا}
[الزخرف: 3] وقال: {بلسان عربي مبين} [الشعراء: 195]
وقال ابن عباس: «الشعر ديوان العرب، فإذا خفي عليهم الحرف من القرآن الذي أنزله
الله بلغة العرب
(1/100)
رجعوا إلى ديوانها فالتمسوا معرفة ذلك منه».
119 - ومما يدل على صحة هذا حديث حدثنيه أبي قال: حدثنا
الترقفي قال: حدثنا محمد، يعني الفريابي، قال: حدثنا سفيان عن ابن جابر عن ابن عباس قال: «تفسير القرآن
على أربعة وجوه: تفسير تعلمه العلماء، وتفسير تعرفه العرب، وتفسير لا يعذر أحد
بجهالته، وتفسير لا يعلمه إلا الله، فمن ادعى علمه فهو كاذب».
120 - وحدثني أبي قال: حدثنا الترقفي قال: حدثنا محمد
قال: حدثنا
سفيان عن أسامة بن زيد عن عكرمة عن ابن عباس قال: «إذا أعيتكم العربية في القرآن
فالتمسوها في الشعر فإنه ديوان العرب».
(1/101)
وأما ما احتجوا به من قول الله ومن حديث النبي صلى الله
عليه وسلم، فهو احتجاج فاسد لأن الآية نزلت في شعراء المشركين الذين يهجون رسول
الله صلى الله عليه وسلم، والمؤمنين، الدليل على ذلك أنه أخرج المؤمنين منهم فقال
{إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا} [الشعراء: 227].
وأما حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «لأنه يمتليء جوف
أحدكم قيحا حتى يريه خير له من أن يمتليء شعرًا» ففيه قولان:
121 - قال أبو عبيد: سمعت يزيد يحدث عن الشرقي بن
القطامي عن مجالد عن الشعبي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لأن يمتلئ جوف
أحدكم قيحًا حتى يريه خير له من أن يمتليء شعرًا»، يعني من الشعر الذي هجي به رسول
الله
(1/102)
صلى الله عليه وسلم قال أبو عبيد: والتأويل عندي في هذا
الحديث غير هذا لأن [الشعر] الذي هُجي به النبي صلى الله عليه وسلم لوكان شطر بيت
لكان كفرًا، فكأنه إذا حمل وجه الحديث على امتلاء القلب منه أنه قد رخص في القليل
منه قال: ولكن وجهه عندي أن يمتليء قلبه حتى يغلب عليه فيشغله عن القرآن وعن ذكر
الله فيكون الغالب عليه من أي الشعر كان، فأما إذا كان القرآن والعلم الغالب عليه
فليس جوفه ممتلئًا من الشعر وهو معنى قوله: «حتى يريه» حتى يأكل القيح جوفه، قال
عبد بني الحسحاس:
وراهن ربي مثلما قد ورينني ... وأحمى على أكبادهن
المكاويا
(1/103)
هذا من قول أبي عبيد وقال الأصمعي: «حتى يريه» معناه حتى
يذوي جوفه.
قال أبو بكر: وكيف يجوز أن يصح ما ذكر هؤلاء من ذم
الشعر، وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن أصحابه وتابعيهم تفضيله، من ذلك
قوله: «إن من الشعر حكمًا».
122 - وحدثني أبي قال: حدثنا الحسن بن عرفة ضال: حدثنا سفيان بن
عيينة عن الزهري عن سعيد بن المسيب قال: مر عمر بحسان بن ثابت الأنصاري، وهو ينشد
الشعر في المسجد، فلحظ إليه، فقال: قد كنت أنشد وفيه من هو خير منك،
(1/104)
ثم التفت إلي أبي هريرة فقال: أنشدك الله أسمعت النبي
صلى الله عليه وسلم يقول: «أجب عني اللهم أيده بروح القدس» قال: نعم.
123 - حدثنا أبو عمران موسى الخياط قال: حدثنا أحمد،
يعني الدورقي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدثنا عمر بن أبي زائدة عن عبد
الله بن أبي السفر عن الشعبي قال: كان أبو بكر شاعرًا، وكان عمر شاعرًا، وكان علي،
رضي الله عنه، أشعر الثلاثة.
124 - وحدثني الكديمي قال: حدثنا محمد بن عبيد الله قال:
حدثنا أبي عن المسيب عن عبد الوهاب بن عبيد الله بن أبي بكرة عن أبيه أبي بكرة
قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم
(1/105)
وعنده أعرابي ينشده، فقلت يا رسول الله أشعرًا أم قرآنا؟
قال: «في هذا مرة وفي هذا مرة».
125 - وحدثني أبي قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي
قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا شريك عن محمد بن عبد الله المرادي عن عمرو
بن مرة عن عبد الله بن سلمة قال: كنا عند عمار بصفين وعنده شاعر ينشد، فقال رجل:
أيقال الشعر عندكم وأنتم أصحاب محمد، صلى الله عليه وسلم، وأصحاب بدر؟ فقال: إن شئت
فاسمع وإن شئت فاذهب، إنه لما هجانا المشركون شكونا ذلك إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال: «قولوا لهم كما يقولون لكم فإن كنا لنعلمه الإماء بالمدينة».
(1/106)
126 - وحدثنا موسى قال: حدثنا أحمد بن الدورقي قال: حدثنا
يوسف بن يعقوب السدوس قال: حدثنا النهاس بن قهم عن عبد الله بن عمير الليثي قال:
كان الرجلان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتناشدان الشعر وهما يطوفان
حول البيت.
127 - حدثنا موسى قال: حدثنا أحمد قال: حدثنا أبو معاوية
عن الأعمش عن أبي خالد الوالي قال كنت أجلس في حلقة من أصحاب محمد صلى الله عليه
وسلم فلعلهم إلا يذكروا إلا الشعر حتى يتفرقوا.
128 - وحدثنا موسى قال: حدثنا أحمد وإبراهيم الهروي
(1/107)
قالا حدثنا إسماعيل بن علية قال: حدثنا أيوب عن محمد عن
كثير بن أفلح قال: كان آخر مجلس جالسنا فيه زيد بن ثابت مجلسًا تناشدنا فيه الشعر.
قال أبو بكر: وهذا كثير مفرط الكثرة نجتزيء منه بهذا.
ومن تمام معرفة إعراب القرآن ومعانيه وغريبه معرفة الوقف
والابتداء فيه، فينبغي للقارئ أن يعرف الوقف التام والوقف الكافي الذي ليس بتام
والوقف القبيح الذي ليس بتام ولا كاف. وينبغي له أيضًا أن يعرف ما يُوقف عليه بالياء
والواو والألف وما يحذف منه لعلة أوجبت ذلك فلا يجوز إثباتهن من أجلها. وما يُوقف
عليه بحذف الياء والواو والألف
(1/108)
اتباعًا للمصاحف ولو أثبتن لجاز. وما اتفق القراء
والنحويون على حذف الياء منه في الوصل والوقف، وما اتفقوا على حذف الياء منه في
الوصل، واختلفوا في الوقف، وما يوصل بالتنوين ويوقف عليه بالألف، وما تثبت فيه
الياء والواو والألف في الوقف ويحذفن من الوصل بلا خلاف بين القراء والنحويين، وما
لا يوقف عليه إذا نصب ما بعده، فإذا رفع ما بعده حسن للمضطر أن يقف عليه. وينبغي
له أيضًا أن يعرف ألف الأصل في الأسماء والأفعال وألف الوصل في الأسماء والأفعال
وألف القطع في الأسماء والأفعال، وهي عندنا مخالفة لألف الوصل وألف الاستفهام في
الأسماء والأفعال، وألف المخبر عن نفسه في الأفعال دون الأسماء، وألف ما لم يسم
(1/109)
فاعله أيضًا في الأفعال دون الأسماء، وغير ذلك من أبواب
الوقف والابتداء.
قال أبو بكر: وأنا مفسر ذلك كله بابًا بابًا وأصلاً
أصلاً، وذاكر اختلاف القراء والنحويين فيه ومبين ذلك بعد استقصاء هذا الوقف التام
والكافي في كل سورة من أول القرآن إلى آخره إن شاء الله.
(1/110)
[ذكر أسانيد ما في الكتاب من القراءات]
فما كان في كتابنا هذا عن نافع بن عبد الرحمن بن أبي
نعيم القارئ فحدثنا به إسماعيل بن إسحاق القاضي قال: حدثنا عيسى بن مينا، ويلقب
قالون، قال: قرأت على نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم القارئ هذه القراءة غير مرة وأخذتها
عنه.
حدثنا أيضًا بها سليمان بن يحيى بن الوليد التميمي،
المعروف بالضبي، عن أبي جعفر محمد بن سعدان عن المسيبي عن نافع.
وحدثنا بها أيضًا محمد بن سليمان عن ابن سعدان عن
المسيبي عن نافع.
(1/111)
وما كان فيه عن عبد الله بن عامر وأهل الشام فأخبرنا به
الحسن بن علي المعمري عن هشام بن عمار عن سويد بن عبد العزيز وأيوب بن تميم
القاريء عن يحيى بن الحارث الذماري أنه حدثهما عن عبد الله بن عامر.
وما كان فيه عن أبي جعفر وشيبة فحدثنا بها عبيد الله بن
عبد الرحمن بن واقد عن أبيه عن إسماعيل بن جعفر عن أبي جعفر وشيبة ونافع.
وما كان فيه من رواية أبي بكر عن عاصم فحدثنا ببعضها
إدريس عن خلف عن يحيى عن أبي بكر عن عاصم.
وحدثنا ببعضها محمد بن سليمان عن ابن سعدان عن المعلي عن
أبي بكر عن عاصم.
وحدثنا بها كلها من أول القرآن إلى آخره محمد بن سليمان
عن ابن سعدان عن محمد بن المنذر عن يحيى عن أبي بكر عن عاصم.
(1/112)
وما كان فيه من رواية أبي عمر البزاز عن عاصم فحدثني بها
أبي قال: أقرأني عمي أحمد بن بشار بن الحسن الأنباري عن الفضل عن يحيى الأنباري عن
أبي عمر عن عاصم. وقال أبي: قال لي عمي: كان الفضل قد أقام بمكة مجاورًا حتى أخذ القراءة
عن أبي عمر.
وما كان فيه عن الأعمش فحدثنا بها محمد بن سليمان عن ابن
سعدان عن الحجاج بن محمد عن حمزة عن الأعمش.
وما كان فيه عن أبي عمرو فحدثنا بها أبي عن أبي خلاد
سليمان بن خلاد عن اليزيدي عن أبي عمرو.
وما كان فيه عن حمزة فحدثنا به إدريس عن خلف عن سليم عن حمزة.
(1/113)
وحدثنا به أيضًا سليمان بن يحيى ومحمد بن سليمان عن ابن
سعدان عن سليم عن حمزة.
وما كان فيه عن الكسائي فحدثنا به إدريس عن خلف عن
الكسائ.
وما كان فيه عن يعقوب بن إسحاق الحضرمي فحدثني به أبو
بكر التمار المقريء قال: أقرأني أبو عبد الله محمد بن المتوكل اللأل، المعروف
برويس، عن يعقوب، وكان ممن قرأ على يعقوب.
وحدثني ببعضها أبي عن أبي الفتح النحوي عن يعقوب.
وما كان فيه عن خلف فحدثنا به إدريس عنه.
وما كان فيه عن ابن سعدان فحدثناه سليمان بن يحيى عنه.
وما كان فيه عن أبي العباس أحمد بن إبراهيم الوراق فحدثني
به عبيد الله بن عبد الرحمن عنه.
وما كان فيه عن أبي زكريا يحيى بن زياد الفراء فحدثني به
أبي
(1/114)
عن محمد بن الجهم عن الفراء.
وما كان فيه عن أبي عبيد القاسم بن سلام فحدثني به أبي
عن أبي منصور نصر بن داود بن طوق الصاغاني عنه.
وما كان فيه عن أبي العباس أحمد بن يحيى فهو مما سمعته
من لفظه في حروف كثيرة تأتي بغير هذه الأسانيد يطول الكتاب بتعديدها وإحصائها.
قال أبو بكر: وأنا مبتدئ في أول الأبواب بما لا خلاف فيه
بين القراء والنحويين، وعاقد أصول الباب في أوله ثم مفرعها بعد ذلك وذاكر الاختلاف
بعد الاتفاق ونسال الله المعونة على ذلك، والتوفيق للصواب والسداد والرشاد والعصمة
من الخطأ والزلل في القول والعمل، وعليه تكلاننا وإليه ننيب.
(1/115)
باب ذكر ما لا يتم الوقف عليه
اعلم أنه لا يتم الوقف على المضاف دون ما أُضيف إليه،
ولا على المنعوت دون النعت، ولا على الرافع دون المرفوع، ولا على المرفوع دون
الرافع، ولا على الناصب دون المنصوب ولا على المنصوب دون الناصب، ولا على المؤكد
دون التوكيد، ولا على المنسوق دون ما نسقته عليه، ولا على «إن» وأخواتها دون اسمها،
ولا على اسمها دون خبرها، ولا على «كان وليس وأصبح ولم يزل» وأخواتهن دون اسمها ولا على اسمها دون
خبرها، ولا على «ظننت» وأخواتها دون الاسم ولا على الاسم دون الخبر، ولا على
المقطوع منه دون القطع، ولا على المستثنى منه دون الاستثناء، ولا على المفسر عنه
دون
(1/116)
التفسير، ولا على المترجم عنه دون المترجم، ولا على «الذي
وما ومن» دون صلاتهن، ولا على صلاتهن دون معربهن، ولا على الفعل دون مصدره، ولا
على المصدر دون آلته، ولا على حروف الاستفهام دون ما استفهم بها عنه، ولا على حروف
الجزاء دون الفعل الذي يليها، ولا على الفعل الذي يليها دون جواب الجزاء، فإن كان جواب
الجزاء مقدمًا لم يتم الوقف عليه دون الجزاء ولا على الأمر دون جوابه.
والفاء تنصب في جواب ستة أشياء، في جواب الأمر والنهي
والاستفهام والجحود والتمني والشكوك، لا يتم الوقف على هذه
(1/117)
الستة دون الفاء.
ولا يتم الوقف على الأيمان دون جواباتها، ولا على «حيث»
دون ما بعدها ولا على بعض أسماء الإشارة دون بعض.
ولا يتم الوقف على المصروف عنه دون الصرف، ولا على الجحد
دون المجحود، ولا على «لا» في النهي دون المجزوم، ولا على «لا» إذا كانت بمعنى
«غير» دون الذي بعدها، ولا على «لا» إذا كانت تبرئة دون الذي بعدها، ولا على «لا»
إذا كانت توكيدًا للكلام غير جحد، ولا على «لا» إذا كان الحرف الذي قبلها عاملاً
في الذي بعدها، فإن كان غير عامل صلح للمضطر أن يقف عليه.
(1/118)
ولا يتم الكلام على الحكاية دون المحكي ولا على «قد وسوف
ولما وإلا وثم» لأنهن حروف معان تقع الفائدة فيما بعدهن.
ولا يتم الوقف على «أو ولا وبل ولكن» لأنهن حروف نسق
يعطفن ما بعدهن على ما قبلهن.
فأما المضاف دون ما أضيف إليه فقوله عز وجل: {صبغة الله
ومن أحسن من الله صبغة} [البقرة: 138] الوقف على الصبغة الأولى قبيح لأنها مضافة
إلى (الله). وكذلك: {وتمت كلمة ربك بالحسنى} [الأعراف: 137] الوقف على «الكلمة» قبيح. وكذلك: {إن هذا
لهو حق اليقين} [الواقعة: 95] {ولدار الآخرة خير} [يوسف: 109] الوقف على (الحق) وعلى «الدار»
قبيح لما ذكرنا.
وأما المنعوت دون النعت فقوله عز وجل: {الحمد لله رب
العالمين} [الفاتحة: 2] الوقف على (لله) غير تام، لأن (رب
(1/119)
العالمين)
نعته. وكذلك الوقف على قوله: {هدى للمتقين} [البقرة: 2]
غير تام لأن: {الذين يؤمنون بالغيب} [البقرة: 3] نعت للمتقين، فإن أردت أن
يكون الكلام تامًا على المتقين ابتدأت: (الذين) فرفعتهم بما عاد من قوله: {أولئك
على هدى من ربهم} [البقرة: 5] فينتقل على هذا المذهب من جهة النعت. ومثله قوله: {وما يضل به إلا
الفاسقين. الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه} [البقرة: 26،
27] إن
جعلت (الذين) نعتًا لـ (الفاسقين) لم يتم الكلام على (الفاسقين)، وإن ابتدأت (الذين) فرفعتهم
بما عاد من قوله: {أولئك هم الخاسرون} [البقرة: 27] تم الكلام على (الفاسقين).
ومثله قوله: {إلى صراط العزيز الحميد. الله} [إبراهيم: 1، 2] من خفضه على النعت لـ
(الحميد) لم يتم الكلام على (الحميد) ومن رفعه بـ (الذي) و (الذي) به فقال: {الله
الذي له ما في السماوات} [إبراهيم: 2] كان الكلام تامًا على
(1/120)
(الحميد).
وقد كان قوم من القراء يقولون: من خفض في الوصل فقال
{الله الذي} ثم وقف على الحميد ابتدأ بالرفع، وهذا غلط بين لأن الابتداء لو كان
يوجب له الرفع ويزيل عنه معنى النعت لوجب على من وقف على قوله: {الحمد لله} أن
يبتديء: {رب العالمين} بالرفع، ولزمه إذا وقف على (بسم الله) أن يبتديء: (الرحمن الرحيم)
بالرفع، وهذا فساد بين.
وأما الرافع دون المرفوع فقوله تعالى: {قال الله}
[المائدة: 115] الوقف على (قال) قبيح لأن الذي بعده مرفوع به. وكذلك: {وإذ ابتلى إبراهيم ربه}
[البقرة: 124] الوقف على (ابتلى) قبيح لأن «الرب» مرفوع به. وكذلك: {أعجب الكفار
نباته} [الحديد: 20] الوقف على (أعجب) قبيح لأن (أعجب) رافع للنبات.
(1/121)
وأما المرفوع دون الرافع فقوله جل وعز: {الحمد لله رب
العالمين} الوقف على (الحمد) قبيح لأنه مرفوع باللام الأولى من اسم «الله». وكذلك:
{الله خالق كل شيء} [الرعد: 16] الوقف على (الله) قبيح لأنه مرفوع بـ (خالق) و
(خالق) به. وكذلك: {والسماوات مطويات بيمينه} [الزمر: 67] الوقف على (السماوات) قبيح لأنها
مرفوعة بـ (مطويات) و (مطويات) مرفوعة بـ (السماوات).
وكذلك: {الله الذي رفع السماوات} [الرعد: 2] الوقف على
(الله) قبيح لأنه مرفوع بـ (الذي) و (الذي) به. وكذلك: {وبالآخرة هم يوقنون}
[البقرة: 4] الوقف على (هم) قبيح لأن (هم) مرفوعون بما عاد من (يوقنون). وكذلك ما أشبهه.
وقوله عز وجل: {جزاء من ربك عطاء حسابا. رب السماوات والأرض وما بينهما الرحمن}
[النبأ: 36، 37]، من رفع «الرب» و (الرحمن) كان الوقف على
(1/122)
قوله (عطاء حسابا) كأنه قال: «جزاء من ربك».
ثم يبتدئ بالرفع. ولا يتم الكلام على قوله: (والأرض) لأن
«الرب» عز وجل مرفوع بـ (الرحمن) (والرحمن) به. ومن قرأ: {رب السماوات والأرض وما
بينهما الرحمن} بالخفض كان الوقف على قوله {لا يملكون منه خطابا} ولا يتم الوقف على
قوله (حسابا) لأن (رب السماوات) نعت لقوله (جزاء من ربك)، كأنه قال: «جزاء من ربك رب
السماوات» ومن قرأ: (رب السماوات والأرض) بالخفض، وقرأ (الرحمن) بالرفع كان تمام الكلام على
قوله: (وما بينهما) ثم يبتديء (الرحمن) على معنى: هو الرحمن.
وأما الناصب دون المنصوب فقوله: {ونادى نوح ابنه} [هود:
42] الوقف على (نوح) غير تام لأن «الابن» منصوب بـ (نادى). وكذلك: {وإذ ابتلى إبراهيم ربه}
[البقرة: 124] الوقف على (ابتلى) غير تام لأن (إبراهيم) منصوب به. وكذلك الوقف على
قوله تعالى: {لا يسمعون} [الأنبياء: 102] والابتداء
(1/123)
بـ (حسيسها) قبيح. وكذلك: {يوم نطوي السماء} [الأنبياء:
104] الوقف على (نطوي) قبيح لما ذكرنا.
وأما المنصوب دون الناصب فقوله: {إياك نعبد وإياك
نستعين} [الفاتحة: 5] الوقف على (إياك) قبيح لأنه منصوب بـ (نعبد) والثاني منصوب بـ
(نسعين).
وأما المؤكد دون التوكيد فقوله تعالى {فسجد الملائكة
كلهم أجمعون} [ص: 73] الوقف على (الملائكة) غير تام لأن قوله تعالى: {كلهم أجمعون}
توكيد لـ (الملائكة).
وأما المنسوق دون ما نسقته عليه فقوله: {ألم تر أن الله يسجد
له من في السماوات ومن في الأرض} [الحج: 18] الوقف على (السماوات) غير تام لأن
(من) الثانية نسق على الأولى. والوقف على (الأرض) غير تام لأن (السماوات) نسق على
(من). وكذلك الوقف على (الشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب) غير تام إلى
قوله: {فما لكم من مكرم} [الحج: 18] وكذلك
(1/124)
قوله:
{وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر} [النحل: 12]
الوقف على (الليل) غير تام لأن (النهار) نسق عليه. وكذلك الوقف على (الشمس) غير
تام لهذا المعنى. وفي (القمر) وجهان: من قرأ: (والنجوم مسخرات) فرفع (النجوم) بـ (مسخرات) و
(مسخرات) بـ (النجوم) كان الوقف على (القمر) والابتداء بـ (النجوم). ومن قرأ: {والنجوم مسخرات} نسق
بـ (النجوم) على (الليل) ونصب (مسخرات) على الحال من (النجوم) وخفضت التاء لأنها غير أصلية،
الدليل على أنها غير أصلية أها لا تثبت في الواحد ولا في التصغير لأن الواحدة
مسخرة والتصغير مسيخرة، وتمام الكلام على هذه القراءة على قوله: {إن في ذلك لآيات لقوم
يعقلون} [النحل: 12].
وأما «إن» دون اسمها فقوله تعالى: {إن إبراهيم لحليم
أواه منيب} [هود: 75] الوقف على (إن) قبيح لأن (إبراهيم) اسمها. والوقف على (إبراهيم) قبيح لأن
«حليما» خبرها. والوقف على (حليم)
غير تام لأن «أواها» نعت له. وكذلك
(1/125)
الوقف على (أواه) غير تام لأن «منيبًا» نعت له. وكذلك:
{إن ربهم بهم يومئذ لخبير} [العاديات: 11] الوقف على (إن) غير تام وعلى (ربهم)
وعلى (يومئذ)، ولاوقف على «خبير» تام.
وأما «كان» دون اسمها فقوله: {وكان الله غفورا رحيما}
[الفرقان: 70] الوقف على (كان) قبيح لأن (الله) تعالى مرتفع بها، والوقف على
(الله) قبيح لأن (غفورًا) خبر (كان). والوقف على «غفور» غير تام لأن (رحيما) نعت
لـ «غفور». وكذلك: {كان أمر الله قدرا مقدورا} [الأحزاب: 28]. الوقف على (كان) قبيح لأن «الأمر»
اسمها والوقف على «الأمر» قبيح لأن «الأمر» مضاف إلى الله، والمضاف والمضاف إليه بمنزلة حرف واحد،
والوقف على الله قبيح لأن قدرًا خبر كان، والوقف على قدرًا غير تام لأن مقدورًا
نعت لـ «القدر». وكذلك قوله: {فأصبحوا
(1/126)
لا يرى إلا مساكنهم} [الأحقاف: 25] الوقف على فأصبحوا
غير تام لأن الخبر ما عاد من الهاء والميم المتصلتين بـ «المساكن»، واسم «أصبح»
مضمر فيها من قوم عاد، كني عنهم لما تقدم ذكرهم. وكذلك قوله: {ليسوا سواء من أهل
الكتاب أمة قائمة} [آل عمران: 113] الوقف على ليسوا قبيح لأن سواء خبرها واسمها
مضمر فيها من ذكر الفاسقين. وذلك أنهم قد تقدموا في قوله: {وأكثرهم الفاسقون لن يضروكم
إلا أذى} [آل عمران: 110، 111] والوقف على قوله: (ليسوا سواء) والابتداء: (من أهل الكتاب أمة قائمة)
هذا قول، وفيه قول آخر وهو أن ترفع الأمة بمعنى سواء وتجعل (من أهل الكتاب) من صلة
سواء كأنه قال: لا يستوي من أهل الكتاب أمة قائمة وأخرى غير قائمة، فاكتفى
بالقائمة من التي ليست بقائمة فحذفت كما قال الله تعالى في موضع آخر: {وجعل لكم
سرابيل تقيكم الحر} بالنحل: 81] فمعناه: تقيكم الحر والبرد، فاكتفى بالحر من
البرد، ومثله: {إن علينا للهدى} [الليل: 12] معناه: للهدى والإضلال، فاكتفى بـ «الهدى»
(1/127)
من الإضلال فحذف كما قال عز وجل: {والذي قدر فهدى}
[الأعلى: 3] معناه: فهدى وأضل، فاكتفى بـ «هدى» من «أضل» ومثله قوله الشاعر:
وما أدري إذا يممت وجها ... أريد الخير أيهما يليني
أللخير الذي أنا أبتغيه ... أم الشر الذي هو يبتغيني
وقال أبو ذؤيب:
عصاني إليها القلب إني لأمرها ... سميع فما أدري أرشد
طلابها
فمعناه: أرشد طلابها أم غير رشد، فاكتفى بـ «الرشد» من
الذي يخالفه، ومعنى البيت الأول: أريد الخير والشر، فاكتفى بالخير من الشر فحفه،
فعلى هذا المذهب الثاني يكون الكلام تامًا على قوله: {وهم يسجدون} [آل عمران: 113] ولا يتم الكلام
على سواء من هذا الوجه لأن الأمة مرتفعة بمعنى (سواء) والوقف على الرافع دون المرفوع قبيح.
(1/128)
وكذلك قوله: {ولا يزالون مختلفين} [هود: 118] الوقف على
يزالون قبيح لأن مختلفين خبر يزالون واسم يزالون مضمر فيها من الناس.
وأما «ظننت» وأخواتها دون اسمها فقوله تعالى: {ولا تحسبن
الله غافلا عما يعمل الظالمون} [إبراهيم: 42] الوقف على تحسبن قبيح لأن الله تعالى
هو الاسم. والوقف على الله غير تام لأن غافلاً هو الخبر. وكذلك: {الذين يظنون أنهم
ملاقوا الله} [البقرة: 249] الوقف على يظنون قبيح لأن «أن» كافية من الاسم والخبر،
وذلك أن «ظننت» وأخواتها إذا جاءت بعدها جوابات الأقسام كفت من الاسم والخبر.
وجوابات الأقسام أربعة: اللام وأن وما ولا. تقول: ظننت أن زيدًا قائم، فتكتفي بـ
(أن) من الاسم والخبر، وتقول: ظننت ليقومن زيد، فتكتفي
(1/129)
بلام اليمين من الاسم والخبر. وتقول: ظننت ما يقوم زيد،
فنكتفي بـ «ما» منهما، وتقول: ظننت لا يقوم زيد، فتكتفي بـ «لا» منهما. والوقف على
قوله: (الذين يظنون أنهم) قبيح لأن قوله: ملاقو خبر أن والوقف على قوله: (ملاقو)
قبيح لأنه مضاف إلى الله والمضاف والمضاف إليه بمنزلة حرف واحد.
وأما المقطوع منه دون القطع فقوله: {وله الدين واصبًا}
[النحل: 52] الوقف على (الدين) غير تام لأن (واصبًا) قطع منه. وكذلك قوله: {يا أيها
الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات} [الممتحنة: 10] الوقف على (المؤمنات)
قبيح لأن مهاجرات في موضع نصب على القطع من المؤمنات فانخفضت التاء لأنها غير
أصلية، الدليل على أنها غير أصلية أنها لا تثبت في الواحد ولا في التصغير لأن
الواحدة مهاجرة والتصغير مهيجرة.
وأما المستثنى منه دون الاستثناء فقوله: {إن الإنسان
(1/130)
لفي خسر. إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات} [العصر: 2،
3]. الوقف على (خسر) غير تام لأن (الذين آمنوا) منصوبون على الاستثناء من (الإنسان)
كأنه قال: إن الناس لفي خسر. وكذلك قوله: {لاتبعتم الشيطان إلا قليلا} [النساءك 83] الوقف على
الشيطان غير تام لأن قوله: إلا قليلا منصوب على الاستثناء من قوله: (أذاعوا به)
(إلا قليلاً). ويجوز أن يكون مستثنى من قوله: (لعلمه الذين يستنبطونه) (إلا
قليلاً)، ولا يجوز أن يكون مستثنى من قوله: (لاتبعتم الشيطان) لأن (فضل الله) شامل
كل من ترك اتباع الشيطان وغيره.
وأما المفسر عنه دون التفسير فقوله: {فلن يقبل من أحدهم
ملء الأرض ذهبا} [آل عمران: 91] الوقف على الأرض قبيح لأن الذهب مفسر. وكذلك: {إلا
من سفه نفسه} [البقرة: 130] الوقف على سفه قبيح لأن النفس تنتصب على التشبيه
بالتفسير. والوقف على قوله: {فإن طبن
(1/131)
لكم عن شيء منه نفسا} [النساء: 4] الوقف على (شيء منه)
قبيح لأن النفس تنتصب على التفسير.
وكذلك: {فكلي واشربي وقري عينا} [مريم: 26] الوقف على:
(وقري) قبيح لأن العين تنتصب على التفسير.
[وأما] المترحم عنه دون المترجم فقوله تعالى: {أتدعون
بعلا وتذرون أحسن الخالقين. الله ربكم ورب} [الصافات: 125، 126] الوقف على
الخالقين غير تام لأن الله مترجم عن أحسم. ومن قرأ: (الله ربكم) فرفعه على معنى:
«هو الله ربكم» لم يقف أيضًا على الخالقين لأن الله مترجم عن أحسن من الوجهين جميعًا.
العرب تقول: ضربت زيدًا أخاك، وضربت زيدًا أخوك، فينصبون الأخ على الترجمة عن زيد،
ويرفعونه بإضمار هو، وهو من الوجهين جميعًا مترجم عن زيد، وأنشد الفراء:
(1/132)
فإن لها جارين لن يغدرا بها ... ربيب النبي وابن خير
الخلائف
فرفع على معنى: هما ربي النبي وابن خير الخلائف، وقال
نصيب:
إن الذي كان يرجو أن يتم له ... حسن الصنيعة في الدنيا
ويحتسب
عبد العزيز أبا الأضياف فارقكم ... فهل إليه لباغي حاجة
سبب
فنصب «عبد العزيز» على الترجمة عن «الذي» ويجوز رفعه على
معنى: هو عبد العزيز. وكذلك الوقف على قوله: {اهدنا لصراط المستقيم} [الفاتحة: 6]
غير تام لأن قوله: {صراط الذين أنعمت عليهم} مترجم عن الصراط الأول.
والذي ما ومن دون صلاتهن قوله: {قال الذين يظنون}
[البقرة: 249] الوقف على (الذين) قبيح لأن (يظنون) صلتهم.
وكذلك: {أفرأيت الذي تولى} [النجم: 33] الوقف على
(1/133)
(الذي)
قبيح لأن (تولى) صلة (الذي) وكذلك {سبح لله ما في
السموات وما في الأرض} [الحشر: 1] الوقف على ما قبيح لأن (في السماوات) صلة (ما).
وكذلك قوله: {قالوا جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه} [يوسف: 75] الوقف على (من) قبيح لأن
(وجد في رحله) صلة (مَن). وكذلك: {والذي قال لوالديه أف لكما} [الأحقاف: 17] الوقف على (الذي) قبيح
لأن (قال) صلة (الذي) والوقف على قوله (أف لكما) غير تام لأن معرب (الذي) ما عاد من قوله: (فيقول ما
هذا)، ولا يتم الوقف على صلة «الذي» دون معربة. والفعل دون مصدره قوله: (وفتناك فتونا)
الوقف على (فتناك* غير تام لأن (فتونا) مصدر (فتناك).
والمصدر دون آلته قوله: {جعل الله الكعبة البيت الحرام
قياما للناس} [المائدة: 97] الوقف على «قيام» غير تام لأن
(1/134)
اللام آلة القيام، ومعنى قيام عصمة للناس، وفيه ثلاث
لغات: قوامًا، وقيامًا وقيما، قال لبيد:
أفتلك أم وحشية مسبوعة ... خذلت وهادية الصوار قوامها
وقال الأنصاري:
فنشهد أنك عبد المليـ ... ك أرسلت نورًا بدين قيم
وأما الاستفهام دون ما استفهم عنه فقوله: {كيف نكلم من
كان في المهد صبيا} [مريم: 29] الوقف على (كيف) قبيح. وكذلك: {هل تحس منهم من أحد}
[مريم: 98] الوقف على (هل) قبيح لما ذكرنا. وكذلك في جميع حروف الاستفهام.
وأما حروف الجزاء دون الفعل الذي يليها فقوله: {وإن
(1/135)
يأت الأحزاب} [الأحزاب: 20] والوقف على (إن) قبيح.
والوقف على (يأت) قبيح لأن (يودوا) جواب الجزاء. وكذلك قوله: {إنه من يتق ويصبر} [يوسف:
90] الوقف على (من) قبيح لأنها جازمة لـ (يتق) وهما بمنزلة حرف واحد والوقف
على (يصبر) غير تام لأن جواب الجزاء الفاء التي في قوله: {فإن الله لا يضيع أجر المحسنين}
وكذلك: {مهما تأتنا به من آية} [الأعراف: 132] الوقف على (مهما) قبيح. والوقف على
(تأتنا) وعلى قوله (لتسحرنا بها) غير تام لأن جواب الجزاء الفاء التي في قوله:
(فما نحن لك بمؤمنين).
وأما جواب الجزاء المتقدم فقوله: {واشكروا نعمة الله إن
كنتم إياه تعبدون} [النحل: 114] لا يتم الكلام على قوله: {واشكروا نعمة الله} لأن
قوله (إن كنتم) متعلق بالذي قبله.
(1/136)
وأما جواب الفاء فقوله: {لعلي أبلغ الأسباب. أسباب السماوات
فأطلع} [غافر: 36، 37] لا يتم الكلام على (السماوات) لأن قوله (فأطلع) جواب للشك،
ومن قرأ (فأطلع) بالرفع لم يتم الكلام أيضًا في قراءته على (السماوات) لأن قوله
(فأطلع) نسق على (أبلغ).
وكذلك قوله: {لو أن لي كرة فأكون من المحسنين} [الزمر:
58] لا يتم الوقف على (كرة) لأن قوله (فأكون) جواب التمني. وكذلك: {يا ليتني كنت
معهم فأفوز فوزًا عظيما} [النساء: 73] لا يتم الوقف على معهم لأن الفاء جواب
التمني.
وأما الأيمان دون جواباتها فقوله: {والليل إذا يغشى}
[الليل: 1] لا يتم الكلام دون قوله: {إن سعيكم لشتى}
(1/137)
[الليل:
4] لأنه هو الجواب وكذلك قوله: {والضحى والليل إذا سجى}
[الليل: 1، 2] لا يتم الوقف على (سجى) لأن قوله: (ما ودعك ربك) جواب القسم.
وأما حيث دون ما بعدها فقوله: {ومن حيث خرجت} [البقرة:
149] لا يتم الكلام على حيث لأنها متعلقة بالفعل الذي بعدها.
وأما بعض أسماء الإشارة دون بعض فقوله {وهذا كتاب مصدق}
[الأحقاف: 12] لا يتم الكلام ها والابتداء بـ «ذا» لأنهما بمنزلة حرف واحد، وذلك
أن الاسم من «هذا» الذال زيدت عليه الألف تكثيرًا له لأن الاسم لا يكون على حرف واحد، ودخلت
«ها» للتنبيه. وكذلك: {ها أنتم أولا} [آل عمران: 119] لا يتم الكلام على (أنتم)
لأن (أولاء) متعلق بـ «ها» وهو كثير في القرآن والكلام.
وأما المصروف عنه دون الصرف فقوله: {ولما يعلم الله
(1/138)
الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين} [آل عمران: 142] لا
يتم الكلام على (منكم) لأن (يعلم) الثاني منصوب على الصرف عن الأول. ومثله قوله: {أو
يوبقهن بما كسبوا ويعف عن كثير. ويعلم الذين} [الشورى: 34، 35] لا يتم الكلام على (كثير) لأن (يعلم)
منصوب على الصرف.
وأما الجحد دون المجحود فقوله: {ما قلت لهم إلا ما
أمرتين به} [المائدة: 117] والوقف على (ما) قبيح. لأنها جحد وما بعدها مجحود.
وكذلك: {ألم يأتكم نذير} [الملك: 8] الوقف على (ألم) قبيح والعرب تجحد بـ: «ما ولا وليس ولن
ولم وإن الخفيفة».
وأما «لا» في النهي دون المجزوم فقوله: {وإذا قيل لهم لا
تفسدوا في الأرض} [البقرة: 11] الوقف على (لا) قبيح لأنها مع المجزوم بمنزلة حرف واحد. وكذلك:
{لا تغلوا في
(1/139)
دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق} [النساء: 171]
الوقف على (لا) قبيح لأنها مع المجزوم بمنزلة حرف واحد.
وحدثنا أبو أيوب الضبي قال: حدثنا ابن سعدان قال: سمعت
رجلاً قرأ على سليم فوقف على (لا)، فنهاه سليم عن ذلك.
وأما «لا» إذا كانت بمعنى «غير» فقوله: {يوقد من شجرة
مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية} [النور: 35] لا يتم الكلام على «لا» لأن معناه
«غير شرقية وغير غربية».
وكذلك: {وظل من يحموم. لا بارد ولا كريم} [الواقعة: 43، 44] معناه: «غير
بارد وغير كريم». وكذلك قوله: {انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب لا ظليل} [المرسلات:
30، 31] معناه «غير ظليل». فـ «لا» وما بعدها بمنزلة حرف واحد.
(1/140)
وأما «لا» إذا كانت تبرئة فقوله: {الم. ذلك الكتاب لا
ريب فيه} [البقرة: 1، 2] الوقف على «لا»
قبيح لأنها مع المنصوب بمنزلة شيء واحد، ولا يتم الكلام
على «ريب» لأن «فيه» خبر التبرئة. وكذلك: {فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج}
[البقرة: 197] الوقف «على لا» قبيح لأنها مع ما بعدها بمنزلة حرف واحد. ومن
قرأ: «فلا رفث ولا فسوق» بالرفع صلح له أن يقف على «لا» إذا كان مضطرًا لا مختارًا،
لأن «الرفث» مرفوع بمضمر كأنه قال: «فلا ثم رفث ولا فسوق». وكذلك: {لا شية فيها}
[البقرة: 79] الوقف على «لا» قبيح لأنها مع المنصوب بمنزلة شيء واحد. والوقف على
(شية) قبيح لأن «فيها» خبر التبرئة.
وأما «لا»
إذا كانت توكيدًا فقوله: {قال ما منعك ألا تسجد}
[الأعراف: 12] لا يتم الوقف على «لا» لأن معناه: «ما منعك أن تسجد». وكذلك: {وحرام
على قرية
(1/141)
أهلكنا ما أنهم لا يرجعون} [الأنبياء: 95] معناه: «أنهم
يرجعون» و «لا» توكيد للكلام. وقوله {لا أقسم بيوم القيامة} [القيامة: 1] حكي عن
الكسائي أنه قال: «لا» صلة. والمعنى: أقسم بيوم القيامة. فعلى مذهبه لا يجوز الوقف
على «لا»
لأنها صلة لما بعدها وبهذا القول قال محمد بن سعدان. وأنكر الفراء هذا القول.
وقال: إنما تكون «لا» صلة إذا تقدم الجحد كقوله: {لا ينفعكم شيئا ولا يضركم}
[الأنبياء: 66] وكقول جرير:
ما كان يرضى رسول الله دينهم ... والطيبان أبو بكر ولا
عمر
(1/142)
معناه: والطيبان أبو بكر وعمر. و «لا» توكيد للكلام
لتقدم الجحد، فاحتج بعض من قال بالمذهب الأول بقول الشاعر:
في بئر لا حورٍ سرى وما شعر
قال فمعناه: في بئر حور أي في بئر هلاك، و «لا» صلة.
وأنكر الفراء أن تكون «لا» في هذا البيت صلة، وقال: هي جحد محض، كأنه قال: في بئر ما
لا تحير عليه شيئًا أي لا ترد عليه شيئًا. والغرب تقول: طحنت الطاحنة فما أحارت شيئًا
أي لم يتبين لها أثر عمل. وقال الفراء في قوله: {لا أقسم بيوم القيامة} «لا» رد
لكلام متقدم، كأنه قال: لا ليس
(1/143)
الأمر كما يقولون، ثم قال: أقسم بيوم القيامة، فعلى
مذهبه يحسن الوقف على «لا».
وأما «لا» إذا كان الحرف الذي قبلها عاملاً في الذي
بعدها فقوله: {إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما} [التوبة: 39] لا يحسن الوقف على
«لا» لأن «إن» عاملة فيما بعدها و «لا» مع الفعل بمنزلة شيء واحد. ولا يحسن
الوقف أيضًا على «إن» لأنها جازمة للفعل الذي بعدها والجازم والمجزوم بمنزلة شيء
واحد. وكذلك: {إلا تنصروه فقد نصره الله} [التوبة: 40] {إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض
وفساد كبير} [الأنفال: 72] لا تقف على (إلا) دون المجزوم، ولا على (إن) دون «لا».
وكذلك: {لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شيء من فضل الله} [الحديد: 29] الوقف
على (ألا) قبيح لأن لا مع الفعل بمنزلة شيء واحد. والوقف على «أن»
(1/144)
قبيح لأنها ناصبة للفعل، والناصب والمنصوب بمنزلة حرف
واحد. وكذلك: {حقيق علي أن لا أقول} [الأعراف: 105] لا تقف على (لا) لأنها مع
الفعل بمنزلة حرف واحد، ولا على (أن) دون (لا) لأنها ناصبة، والناصب والمنصوب
بمنزلة حرف واحد.
وكل ما في كتاب الله تعالى من ذكر «إلا» فهو في المصحف
حرف واحد إلا عشرة أحرف في سورة الأعراف: {حقيق علي أن لا أقول على الله إلا الحق}
[105] وفيها أيضًا: {أن لا يقولوا على الله إلا الحق} [169] وفي التوبة: {وظنوا أن
لا ملجأ من الله إلا إليه} [118] وفي هود: {وأن لا إله إلا هو} [14] وفيها {أن لا
تعبدوا إلا الله} [26] وفي الحج: {أن لا تشرك بي شيئا} [26] وفي يس: {أن لا تعبدوا الشيطان} [60]
وفي الدخان: {وأن
(1/145)
لا تغلوا على الله} [19] وفي الممتحنة: {أن لا يشركن بي
شيئا} [12] وفي ن: {أن لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين} [24] هؤلاء العشرة الأحرف
مقطوعة باسواها موصول، فالمواضع التي كتبت فيها مقطوعة تثبت على الأصل لأن الأصل فيه
«أن لا» والمواضع التي ليست فيها موصولة بني الخط فيها على الوصل لأن الأصل به:
«أن لا» فأدغمت النون في اللام لقرب مخرجها منها، .... أن من الفم أحد عشر مخرجًا،
المخرج الخامس منها للام والسادس للنون، فلما اندغمت النون في اللام صارتا ما
مشددة وبُني الخط على اللفظ. ولا ينبغي أن تقف على
(1/146)
«أن» قطعت في الخط أو وصلت لأنها ناصبة للذي بعدها.
والناصب والمنصوب بمنزلة حرف واحد. وقوله تعالى: {وحسبوا ألا تكون فتنة} [المائدة: 71]
يقرأ (ألا تكون) و (ألا تكون)، فمن قرأ بالنصب لم يقف على «لا» ولا على (أن). ومن
قرأه بالرفع صلح له إذا كان مضطرًا لا مختارًا أن يقف على «لا» لأن الذي قبلها غير
عامل في الذي بعدها، ويصلح له أيضًا أن يقف على «أن» لأنها غير عاملة في الفعل.
وكذلك: {لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر} [يس: 40]. يجوز للمضطر أن يقف على «لا» لأنها غير عاملة.
وأما الحكاية دون المحكي فقوله تعالى: {قال الله هذا
(1/147)
يوم ينفع الصادقين صدقهم} [المائدة: 119] لا يتم الوقف
في (قال الله) لأن قوله: {هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم} قوله: {ذلك الفوز العظيم}
هو الكلام المحكي. وكذلك: {يوم نقول لجهنم هل امتلأت} [ق: 30] لا يتم الوقف على
جهنم لأن قوله: (هل امتلأت) هو الكلامي المحكي.
وأما «قد وسف ولما وثم» فإنهن كثيرات في القرآن، من ذلك قوله:
{كلا سوف تعلمون، ثم كلا سوف تعلمون}
[التكاثر: 3، 4] لا يوقف على (سوف) لأنها تشهد على الذي
بما بالاستقبال، والفائدة فيما بعدها. وكذلك قوله: {فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ
منه} [التوبة: 114] لا يتم الكلام على (فلما) لأنها مع الفعل الذي بعدها بمنزلة شيء
واحد. وكذلك قوله: {ألا إنهم هم المفسدون} لا يتم الكلام على
(1/148)
(ألا)
لأنها افتتاح اللكلام. وإذا وصلت الفعل بصلة لم يتم
الكلام عليه دونها كقوله: {والسماوات مطويات بيمينه} [الزمر: 67] لا يتم الكلام
على (مطويات) لأن الباء من صلة (مطويات). وإن قدمت صلة الفعل عليه لم يتم الوقف عليها دونه
كقوله: {وبالآخرة هم يوقنون} [البقرة: 4] لا يتم الكلام على «الآخرة» لأن الباء من صلة
(يوقنون).
واعلم أن الوقف على ثلاثة أوجه: وقف تام، ووقف حسن ليس
بتام، ووقف قبيح ليس بحسن ولا تام. فالوقف التام هو الذي يحسن الوقف عليه
والابتداء بما بعده ولا يكون بعده ما يتعلق به كقول الله تعالى: {أولئك على هدى من
ربهم وأولئك هم المفلحون} [البقرة: 5] فهذا وقف تام لأنه يحسن أن تقف على
«المفلحين»، ويحسن
(1/149)
الابتداء بقوله: {إن الذين كفروا} [البقرة: 6] وكذلك:
{أم لم تنذرهم لا يؤمنون} [البقرة: 6] وقف تام.
والوقف الحسن هو الذي يحسن الوقف عليه ولا يحسن الابتداء
بما بعده كقوله (الحمد لله) الوقف على هاذ حسن لأنك إذا قلت: (الحمد لله)
عُقِلَ عنك ما أردت وليس بتام لأنك إذا ابتدأتك {رب العالمين} [الفاتحة: 2] قبح
الابتداء المفخوض. وكذلك الوقف على (بسم الله) حسن وليس بتام لأنك تبتدئ: (الرحمن الرحيم)
بالخفض.
والوقف القبيح الذي ليس بتام ولا حسن قوله: (بسم الله) الوقف على (بسم)
قبيح لأنه لا يعلم إلى أي شيء أضفته. وكذلك الوقف على: (مالك) والابتداء (يوم الدين) قبيح،
يُقاس على هذا كل ما يرد مما يشاكله.
(1/150)
باب ذكر الألفات اللاتي يكن في أوائل الأفعال
وإنما بدأنا بها من قبل ألفات الأسماء لأن الأصول فيها
أبين وأقرب على المتعلمين من ألفات الأسماء.
اعلم أن ألفات الأفعال تنقسم على ستة أقسام: ألف وصل
وألف أصل وألف قطع وألف المخبر عن نفسه وألف الاستفهام وألف ما لم يسم فاعله.
فأما ألف الأصل فإنها تبتدأ في الماضي بالفتح وتعرفها
بأن تجدها فاء من الفعل ثابتة في المستقبل.
وأما ألف الوصل فإنك تعرفها بسقوطها من الدرج وبفتح أول
المستقبل وهي مبنية على ثالث المستقبل إن كان الثالث مكسورًا كسرت، وإن كان
مضمومًا ضمت وإن كانت مفتوحًا كسرت [أيضًا].
(1/151)
وأما ألف القطع فإنك تعرفها بضم أول المستقبل.
وأما ألف المخبر عن نفسه فإنك تعرفها إذا حسُن بعد الفعل
الذي هي فيه «أنا» وكان مستقبلاً.
وأما ألف الاستفهام فإنك تعرفها بمحنتين إذا جاءت بعدها
«أم» أو حسن في موضعها «هل».
وأما ألف ما لم يسم فاعله فإنها تكون في أربعة أمثلة: في
«افعل واستفعل وافتعل وانفعل» وقد تكون في «فعل» كقولك: «أخذ وأمر وأكل» وليست
لازمة لجميع هذا البناء، تقول في ألف الأصل: {أتى أمر الله فلا تستعجلوه} [النحل: 1] فتبتدئها في
الماضي [بالفتح] وتجدها فاء من الفعل، وذلك أن وزن أتى من الفعل «فعل» فالألف
بحذاء الفاء. وتقول في المستقبل «يأتي» فتجدها ثابتة فيه. وكذلك «أكل وأمر وأبق»
الألف فيهن أصلية لأنها فاء من الفعل، وذلك أن «أكل» على وزن «فعل» فالألف بحذاء الفاء.
(1/152)
وتقول في المستقبل «يأكل ويأمر ويأبق» فتجد الألف ثابتة
في المستقبل.
وأما ألف الوصل فهي الألف في قوله: {اهدنا الصراط}
[الفاتحة: 6] تستدل على أنها ألف وصل بسقوطها في الدرج، وذلك أنك تقول في الدرج:
(نستعين اهدنا) فلا تجد ألفًا. فإن قال قائل: فما الضمة التي في النون في
(نستعين)؟ فقل: هي علامة الرفع، وذلك أن الفعل المستقبل مرفوع بالحرف الذي في
أوله في قول الكسائي فـ «نستعين» مرفوع بالنون التي في أوله، والضمة علامة الرفع.
وتقول في المستقبل «يهدي» فتجد أوله مفتوحًا، فهذا يدلك على أن الألف في «اهدنا» ألف وصل. فإن قال
قائل: لم أدخلتها في الابتداء وأسقطتها في الدرج فقل: وجدت الحرف الذي بعدها ساكنًا وهو
الهاء في «اهدنا» والضاد في «اضرب»
والعرب لا تبتدئ بساكن فأدخلت ألفًا
(1/153)
يقع بها الابتداء، وحذفتها في الدرج لأن الذي بعدها اتصل
لدي قبلها فلم تكن بي حاجة إلى إدخالها. وكذلك إن قال قائل: لم سميتها ألف وصل؟
فقل: لأني إذا وصلت الكلام قبل ما بعدها بما قبلها وسقطت من اللفظ. فإن قال: لم
أثبتها في الخط وأسقطتها من اللفظ؟ فقل أثبتها في الخط لأن الكتاب وضع على السكوت على
كل حرف، والابتداء بما بعده تثبت في الخط كما ثبتت إذا ابتدئ بها. فإن قال قائل:
أي شيء تلقب ألف الوصل، أتلقبها ألفا أم همزة؟ فقل: اختلف النحويون في هذا، فقال
الكسائي والفراء وسيبويه: في ألف وصل، والحجة لهم في هذا أن صورتها صورة الألف
(1/154)
فلقيت ألفًا لهذا المعنى، وقال الأخفش: هي ألف ساكنة لا
حركة لها كسرت في قوله: (اهدنا الصراط) وما أشبهه لسكونها وسكون الحرف الذي بعدها وقال:
ضموها في قوله: {اقتلوا يوسف} [يوسف: 9] وفي قوله: {ادخلوا عليهم الباب} [المائدة: 23] لأنهم كرهوا
أن يكسروها وبعدها التاء في قوله: (اقتلوا) مضمومة، والخاء في (ادخلوا) مضمومة
فينتقلوا من كسر إلى ضم، فضموها بضم الذي بعدها. قال أبو بكر: وهذا غلط لأنها إذا كانت
عنده ساكنة لا حركة لها فمحال أن يدخلها الابتداء لأن العرب لا تبتدئ بساكن، فلا
يجوز أن يدخل الابتداء حرفًا ينوي به السكون. وقال قطرب في ألف {اهدنا
(1/155)
الصراط}
و {اضرب بعصاك} [الأعراف: 160]. وما أشبهها هي همة كثرت
فتركت. قال أبو بكر: وهذا غلط أيضًا لأن الهمزة إذا كانت في أول حرف ثم وصلت بشيء
قبلها كان مهموزة في الوصل كما تهمز في الابتداء، من ذلك قوله تعالى: {وأخذتم على ذلكم
إصري} [آل عمران: 81] فالهمزة في (إصري) ثابتة في الابتداء والوصل، فيجب عليه أن
يهمز ألف (اهدنا) في الوصل والابتداء إن كانت عنده همزة، فإن قال قائل: لم كسرت
الألف في (اهدنا)؟ فقل: لأنها مبنية على ثالث المستقبل وهو الدال في «يهدي». فإن
قال: لم بنيتها على الثالث ولم تبنها على الأول ولا على الثاني ولا على الرابع؟
فقل: لأن الأول زائد، والزائد لا يبني عليه،
(1/156)
والثاني ساكن، والساكن لا يبتدأ به، والرابع لا يثبت على
إعراب واحد لأنه يكون في الرفع مضمومًا وفي النصب مفتوحًا وفي الجزم ساكنًا. وذلك
أنك تقول في الرفع: أنت تضرب، فتضم الباء، وتقول في النصب أنت لن تضرب فتفتح
الباء. وتقول في الجزم: أنت لم تضرب، فتسكن الباء، فلما يثبت الرابع على إعراب واحد
لم تبن الألف عليه وبنيت على الثالث إذ كان إعرابه لا يتغير. وكذلك تبتدئ بالكسر
قوله: {فقلنا اضربوه ببعضها} [البقرة: 72] {اضربوه}، {أن اضرب بعصاك الحجر}
[الشعراء: 63] (اضرب)، {بالذي هو خير اهبطوا مصرا} [البقرة: 61] (اهبطوا)،
{ربنا اكشف عنا العذاب} [الدخان: 12] تبتدئ، (اكشف)، {ربنا اطمس على
(1/157)
أموالهم}
[يونس: 88] تبتدئ (اطمس) ومثل {اكشف عنا العذاب}، {اصرف
عنا عذاب جهنم} [الفرقان: 65] {ابن لي صرحا} [غافر: 36]، {اقذفيه في اليم} [طه:
39] تبتدئ هذا وما أشبهه بالكسر لأن ثالث المستقبل مكسور. وذلك أنك تقول: ضرب
يضرب، هبط يهبط، صرف يصرف بني يبني، طمس يطمس، فتجد الثالث مكسورًا.
وتبتدئ أيضًا بالكسر قوله: {استعينوا بالله واصبروا}
[الأعراف: 128] {استعينوا بالصبر والصلاة} [البقرة: 153] وكذلك: {استحوذ عليهم
الشيطان} [المجادلة: 19] وكذلك: {استكبروا} [الأعراف: 75] لأن الألف مبنية على عين
الفعل وهي الباء في (يستكبر)، والواو في «يستحوذ» وذلك
(1/158)
أنك تقول: يستكبر ويستحوذ، فتجد الباء والواو مكسورتين
وهما بحذاء العين في يستفعل، فكسرت الألف بناء على عين الفعل، فإن قال قائل: كيف
جاز للألف في «استكبر»، و «استحوذ» أن تُبنى على الباء في «يستكبر» والواو في
«يستحوذ» وهما خامستان؟ وال: قد زعمت أن الألف تُبنى على الثالث. فيقال له: الباء
في يستكبر وإن كانت خامسة في اللفظ فهي ثانية في التقدير، وذلك أن أصول الحروف
الفاء والعين واللام، وما سوى هؤلاء الثلاثة الأحرف فزائد لا يلتفت إليه، فلما
قلنا: «يستكبر» و «يستحوذ» وجدنا وزنه من الفعل «يستفعل» فالكاف في
(1/159)
«يستكبر» والحاء في «يستحوذ» بحذاء الفاء، والباء في
«يستكبر» والواو في «يستحوذ» بحذاء العين، فعليهما يقع البناء، ولا يلتفت إلى
السين والتاء لأنهما زائدتان. فكل ما أتاك من هذا الجنس فابن الألف فيه على عين
الفعل ولا تلتفت إلى الزائد، من ذلك قوله تعالى: {اعتدوا منكم في السبت} [البقرة:
65] كسرت الألف بناء على عين الفعل وهي الدال في «يعتدي» ولم يلتفت إلى الياء
لأنها زائدة. وكذلك {اقتربت الساعة} [القمر: 1] بكسر الألف بناء على العين وهي
الراء في «اقترب». وكذلك {اقترب للناس حسابهم} [الأنبياء: 1] {انبعث أشقاها} [الشمس: 12] بكسر الألف
بناء على العين وهي العين في «ينبعث» فإن قال قائل: على أي شيء تبني ألف في قوله:
(واستعينوا) [البقرة: 45] قيل له: على العين
(1/160)
وهي الواو المكسورة في الأصل، وذلك أن الأصل في «نستعين»
نستعون، فاستثقلوا الكسرة في الواو فنقلوها إلى العين فصارت الواو ياء لانكسار ما
قبلها، فالألف مبنية على الواو المكسورة التي صارت ياء. وكذلك {استكبارًا في الأرض}
[فاطر: 43] تبتدئ الألف بالكسر بناء على العين وهي الباء في «يستكبر». وكذلك {فما اسطاعوا أن يظهروه}
[الكهف: 97] تبتدئ (اسطاعوا) بكسر الألف بناء على العين وهي الواو المكسورة في
الأصل، وذلك أن الأصل في المستقبل «يستطوع» فاستثقلوا الكسرة في الواو فنقلوها إلى
الطاء فصارت الواو ياء الانكسار ما قبلها وحذفوا التاء من «يستطيع» كما حذفوها من «استطاع»، قال
الحطيئة:
والشعر لا يسطيعه من يظلمه ... يريد أن يعربه فيعجمه
(1/161)
فكسرت الألف في «استطاعوا» بناء على الواو المكسورة التي
صارت ياء. وكذلك: {استغفروا ربكم} [هود: 3] تُبنى الألف على الفاء في يستغفر
وكذلك: {إذا السماء انفطرت} [الانفطار: 1] تبتدئ (انفطرت) بالكسر لأن الألف مبنية
على العين وهي الطاء في تنفطر. وكذلك: {إذا السماء انشقت} [الانشقاق: 1] تبتدئ (انشقت) بالكسر.
وتبتدئ أيضًا بالكسر: {اقضوا إلي ولا تنظرون} [يونس: 71] وكذلك: {وقال الملك ائتوني به} [يوسف:
50] تبتدئ {ائتوني به}. {ثم ائتوا صفا} [طه: 64] (ائتوا صفا) بكسر الألف لأنها
مبنية على العين وهي التاء في «يأتي» والضاد في «يقضي» فإن قال [قائل] لم ابتدأتها بالكسر
والضاد مضمومة في (اقضوا) وهي الثالث. والتاء مضمومة في
(1/162)
(ائتوا)
وهي الثالث؟ قيل له: الأصل في التاء الكسر، والدليل على
ذلك أنا نقول للرجل: أنت يا رجل، اقضي يا رجل، ونقول للاثنين ائتيا يا رجلان،
اقضيا يا رجلان، فتجد التاء والضاد مكسورتين في فعل الواحد والاثنين فبنينا الألف عليها،
وكان الأصل في الجمع «ائتيوا اقضيوا» فاستثقلوا الضمة في الياء فنقلوها إلى التاء
والضاد وأسقطوا الياء لسكونها وسكون واو الجمع. فإن قال: فلم ابتدأت الألف في (انشقت) بالكسر
ونحن نقول في المستقبل «تنشق» فلا تجد فيه حرفًا مكسورًا؟ قيل له: كان الأصل في
«تنشق» تنشقق، على وزن تنفعل، فاستثقلوا الجمع بين قافين متحركتين لأن العرب لا
تجمع بين حرفين متحركين من جنس واحد فأسقطوا حركة القاف الأولى وأدغموها في القاف
الثانية فصارتا قافًا مشددة. وكان الأصل في قولهم: ايت يا رجل إات يا رجل
(1/163)
إاتوا يا رجال، فجعلوا الهمزة الساكنة ياء لسكونها
وانكسار ما قبلها، وذلك أن العرب تجعل الهمزة ياء إذا انكسر ما قبلها وكانت ساكنة،
ويجعلونها ألفًا إذا سكنت وانفتح ما قبلها ويجعلونها واوًا إذا سكنت وانضم ما
قبلها. فأما الهمزة التي سكنت وانكسر ما قبلها فقولك: الذيب، كان الأصل فيه: الذئب
فأبدلوا من الهمزة ياء لسكونها وانكسار ما قبلها، وإنما حكمنا على الذئب بالهمز
لأنه مأخوذ من تذآب الريح وهو مجيئها من كله وجه قال ذو الرمة:
نبات يشئزه ثأد ويسهره ... تذؤب الريح والوسواس والهضب
فمعنى «يشئزه» يشخصه ويقلقه، والثأد الندى، وتذؤب الريح
تجيئها من كل وجه، والهضب الدفعات من المطر، وقال ذو الرمة أيضًا:
(1/164)
غدا كأن به جنا تذاءبه ... من كل أقطاره يخشى ويرتقب
فمعناه: كأنه به جنا تأخذه من كل وجه.
وأما الهمزة التي جعلت ألفا لانفتاح ما قبلها فقوله:
{آمن الرسول} [البقرة: 285] كان الأصل فيه «أأمن الرسول» فجعلوا الهمزة
الساكنة ألفًا لانفتاح ما قبلها، وذلك أنها إذا سكنت ضعفت فتغلب الحركة عليها.
وكذلك: {يا بني آدم} [الأعراف: 26] كان الأصل فيه «أأدم» فجعلوا الهمزة الساكنة
ألفًا لانفتاح ما قبلها.
وأما الهمزة التي سكنت وانضم ما قبلها فقولك «هو يومن»
كان الأصل فيه «يؤمن» فجعلت الهمزة الساكنة واوًا لانضمام ما قبلها.
فإن قال قائل: إذا قلنا في الدرج (لقاءنا ائت) [يونس:
15] فما هذه الهمزة؟ قيل له: هذه الهمزة هي الساكنة التي في
(1/165)
«إلت»
وهي عين الفعل وألف الوصل ساقطة. وقد أجاز الكسائي أن
تثبت الهمزتين في الابتداء، فأجاز للمبتديء أن يقول: {إئت بقرآن} [يونس: 15]
بهمزتين أخبرنا بها إدريس عن خلف عن الكسائي. قلت: وهذا قبيح لأن العرب لا تجمع
بين همزتين، الثانية منهما ساكنة، ومع هذا فإن أبا العباس حدثنا عن سلمة بن عاصم
عن الفراء أنه قال العرب لا تنطق بهمزة ساكنة إلا بنو تميم فإنهم يهمزون ... الذئب
والكأس والرأس وقوله عز وجل: {فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا} [المزمل: 19] هذه
الهمزة هي همزة ... وألف «اتخذ» ساقطة لأنها ألف وصل، وكان الأصل
(1/166)
في «شاء»
«شيأ» فجعلوا الياء ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها.
وكذلك: {فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت} [فصلت: 39] هذه الهمزة همزة الماء، وألف
«اهتزت» ساقطة لأنها ألف وصل، وكان الأصل فيه «فإذا أنزلنا عليها الموه» فجعلوا
الواو ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها، وأبدلوا من الهاء همزة لقرب مخرجها منها وذلك
أن أقصى مخارج الحلق للهاء والهمزة. وقوله عز وجل: {إذا شاء أنشره} [عس: 22] قرأ أبو
عمرو: (ثم إذا شا أنشره) بهمزة واحدة، والهمزة الثانية في قراءة أبي عمرو همزة
«أنشره» وهمزة «شاء» ساقطة اكتفاءً بالهمزة الثانية منها. وإنما ثبتت الألف في
«أنشره» لأنها ألف قطع، والدليل على هذا أنك تقول: أنشر
(1/167)
ينشر، فتجد أول المستقبل مضمومًا، وسنبين ألف القطع بعد
هذا إن شاء الله.
وإذا كان ثالث المستقبل مضمومًا ضممت الألف في الابتداء
كقوله: {يا أيها الناس اعبدوا ربكم} [البقرة: 21] تبتدئ: اعبدوا، بالضم لأنها
مبنية على ثالث المستقبل وهو الباء في «يعبد» وكذلك: {يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله}
[الأحزاب: 41] تبتدئ: اُذكروا، بالضم بناء على الثالث وهو الكاف في «يذكر»، وكذلك:
{وإذ قلنا للملائكة اسجدوا} [البقرة: 34] تبتدئ اُسجدوا. وكذلك: {ادخلوا عليهم الباب} [المائدة:
23] {ادع لنا ربك} [البقرة: 69]
{اقتلوا يوسف} [يوسف: 9] {انقص منه قليلا} [المزمل: 3]
{اسكن أنت وزوجك} [البقرة: 35] {اشكر لي ولوالديك} [لقمان: 14] {احشروا الذين
ظلموا} [الصافات: 22]
(1/168)
{انظر أنى يؤفكون} [المائدة: 75] {اركض برجلك} [ص: 42]
{اخلفني في قومي} [الأعراف:
142] {ادخلي الصرح} [النمل: 44] {ادخلوا الأرض المقدسة}
[المائدة: 21]، {انصرني بما كذبون} [المؤمنون: 26]
{انفخوا حتى إذا جعله نارا} [الكهف: 96]
وقوله جل ثناؤه: {ألا يسجدوا} [النمل: 25] اختلف القراء
فيها، فكان نافع وعاصم وأبو عمرو وحمزة يقرؤن: (ألا يسجدوا) بتثقيل «ألا». وكان
أبو عبد الرحمن السلمي والحسن وأبو جعفر وحميد والكسائي يقرؤون: (ألا يا اسجدوا) بتخفيف «ألا».
فمن قرأ (ألا يسجدوا) بتثقيل «ألا» وقف «ألا». فمن قرأ (ألا يسجدوا) بتثقيل «ألا»
وقف «ألا» وابتدأ: (يسجدوا). ومن قرأ «ألا» بالتخفيف وقف «ألا يا» وابتدأ:
(اسجدوا) بالضم لأن الألف مبنية على الثالث وهو الجيم في «يسجدوا» ومعنى هذه
القراءة: «ألا يا هؤلاء اسجدوا» فحذفوا هؤلاء وأبقوا
(1/169)
«يا» كما قال المرقش:
ألا يا اسلمي لا صرم لي اليوم فاطما ... ولا أبدًا ما
دام وصلك دائما
وقال الأخطل:
ألا يا اسلمي يا هند هند بني بدر ... وإن كان حيانا عدى
آخر الدهر
وقال الآخر: أنشدني المفضل: قال أبو بكر: وأنشدناه
أبو العباس:
ألا يا اسلمي قبل الفراق ظعينا ... تحية من أمسى إليك
حزينا
(1/170)
تحية من لا قاطع حبل واصل ... ولا صارم قبل الفراق قرينا
وقال العجاج:
يا دار سلمي يا اسلمي ثم اسلمي ... بسمسم أو عن يمين
سمسم
وقال ذو الرمة:
ألا يا اسلمي يا دارمي على البلى ... ولا ال منهلا
بجرعانك القطر
وقال الكميت:
ألا يا اسلمي يا ترب أسماء من ترب ... ألا يا اسلمي حييت
عني وعن صحبي
أراد في جميع هذه الأبيات: ألا يا هذه اسلمي: فحذف
(1/171)
«هذه» وترك «يا». وقال الآخر:
يا لعنة الله والأقوام كلهم ... والصالحين على سمعان من
جار
أراد: يا هؤلاء لعنة الله، فحذف «هؤلاء». وأنشد الفراء:
وقالت ألا يا اسمع نعظك بخطة ... فقلت: سميعا فانطقي
وأصيبي
أراد: وقالت ألا يا هذا، فحذف «هذا»، وأنشد الفراء أيضًا:
يا قاتل الله صبيانا تجيء بهم ... أم الهنيبر من زيند
لها وارى
(1/172)
أراد: يا هؤلاء قاتل الله، وقال أبو نخيلة:
أمسلم يا اسمع يا ابن كل خليفة ... ويا سائس الدنيا ويا
جبل الأرض
أراد: يا هذا اسمع، فحذف «هذا».
قال أبو بكر: فإن قال قائل لم حذفوا ألف «يا» من المصحف
في قوله: (ألا يا اسجدوا)؟ قيل له: العرب تحذف ألف «يا» من الكتاب. من ذلك أنهم
كتبوا {يقوم اعبدوا} [الأعراف: 59] بحذف الألف وإنما جاز حذف الألف من «يا» لأن
«يا» تدعي
بها الأسماء ولا تدعي بها الأفعال، فحذفوا الألف لكثرة الاستعمال.
وقال أبو عبيد القاسم بن سلام: الاختيار (ألا) بالتشديد
لأنها في بعض التفسير: وزين لهم الشيطان ألا يسجدوا. قال:
(1/173)
والتخفيف وجه حسن، إلا أن فيه انقطاع الخبر الذي كان من
أمر سبأ وقومها ثم يرجع بعد إلى ذكرهم. قال: والقراءة الأولى خبر يتبع بعضه بعضا
لا انقطاع في وسطه.
وقال الفراء: الاختيار التخفيف لأنها سجدة أمرنا بها ولو
كانت القراءة بالتثقيل لم يكن فيه أمر بسجود لأن المعنى: وزين لهم الشيطان ألا
يسجدوا. فهذا خبر عن أولئك وليس فيه دليل على الأمر بالسجود. وهي في قراءة عبد الله:
(هلا تسجدوا) بالتاء. وفي قراءة أبي: (ألا تسجدون لله الذي يعلم سركم وما تعلنون).
فهذا يدل على التخفيف لأن قولك: «ألا تقوم» بمنزلة قولك: «قم». وقال الفراء: حدثنا الكسائي عن
عيسى بن عمر قال: ما كنت أسمع المشيخة يقرؤونها إلا بالتخفيف على نية الأمر. وحكى
الفراء عن العرب: ألا يا ارحمونا، ألا يا تصدقوا علينا، بمعنى: ألا يا هؤلاء
افعلوا هذا.
(1/174)
وقوله تعالى: {وإذا قيل انشزوا فانشزوا} [المجادلة: 11]
اختلف القراء فيها، فكان ابن كثير والأعمش وأبو عمرو وحمزة والكسائي يقرؤونها:
(وإذا قيل انشزوا فانشزوا) بكسر الشين. فمن قرأ بهذه القراءة ابتدأ: (انشزوا) بكسر
الألف لأنها مبنية على الثالث، وهو الشين في «ينشز». وكان أبو جعفر وشيبة ونافع وعاصم
يقرؤونها: (انشزوا فانشزوا) بضم الشين. فمن قرأ بهذه القراءة ابتدأ: (انشزوا) بالضم
لأن الألف مبنية على الثالث وهو الشين في «ينشز». وإذا كان ثالث المستقبل مفتوحا
ابتدأت الألف بالكسر كقوله: {اذهب أنت وربك} [المائدة: 24] كسرت الألف لأن الثالث
مفتوح وهو الهاء في «يذهب». وكذلك:
{أن اصنع الفلك} [المؤمنون: 27] تبتدئ (اصنع) بكسر الألف
(1/175)
لأنها مبنية على الكسر لفتح الثالث، وذلك أنك تقول:
«يصنع» فتجد النون مفتوحة. وكذلك: {ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق} [الأعراف: 89]
تبتدئ (افتح) بكسر الألف لأن الثالث مفتوح، وهو التاء في «يفتح». وكذلك: {اركبوا فيها باسم
الله مجراها ومرساها} [هود: 41] كسرت الألف لأن الثالث مفتوح وهو الكاف في «يركب».
وكذلك {ائذن لي ولا تفتني} [التوبة: 49]، {اذهبا إلى القوم الذين كذبوا بآياتنا}
[الفرقان: 36]، {اذهبوا بقيمصي هذا} [يوسف: 93]، {اجعل على كل جبل منهن جزءا} [البقرة: 260]، {اجعلني على خزائن
الأرض} [يوسف: 55]، {اعملوا على مكانتكم} [الأنعام: 135]، {يا أرض ابلعي ماءك} [هود: 44] بالكسر
لأن الثالث مفتوح وهو اللام في «يبلع»، والماضي «بلع» بكسر
(1/176)
اللام. وكذلك: {اقرأ باسم ربك} [العلق: 1] تبتدئ (اقرأ)
بالكسر لأن الثالث مفتوح وهو الراء في «يقرأ».
فإن قال قائل: هلا فتحت اللام إذا كان الثالث مفتوحًا
كما تكسرها إذا كان الثالث مكسورًا وتضمها إذا كان الثالث مضمومًا؟ فقل: كرهت أن
أفتحها فيلتبس الأمر بالخبر، وذلك أني لو قلت في الأمر: اذهب يا رجل، أصنع يا رجل،
لالتبس بقولي في الخبر: أنا أذهب، أنا أصنع، فكسرناها لما بطل فيها الفتح لأن
الكسر أخو الفتح، وذلك أن الحركات ثلاث: فتحة وكسرة وضمة. فالفتحة أخف الحركات ثم
الكسرة تليها. والضمة أثقل الحركات، فحركت الألف بالكسر لما كانت الكسرة تقرب من
الفتحة، وتبتدئ أيضًا بالكسر قوله: {اثاقلتم إلى الأرض} [التوبة: 38] {اداركوا
(1/177)
فيها جميعا} [الأعراف: 28] لأن عين الفعل مفتوحة وهي
القاف في «يثاقل» والراء في «يدارك». وذلك أن وزن يثاقل ويدارك يتفاعل، فالقاف في
يثاقل بحذاء العين، والراء في يدارك بحذاء العين. وكذلك: {قالوا اطيرنا بك وبمن
معك} [النمل: 47] تبتدئ: (اطيرنا) بكسر الألف لأن عين الفعل مفتوحة وهي الياء في
«يطير»
ومثله: {بل ادارك علمهم في الآخرة} [النمل: 66] تبتدئ (ادارك) بكسر الألف لأن عين
الفعل مفتوحة وهي الراء في «يدارك». وكان الأصل في هذا «حتى إذا تداركوا» فأدغموا
التاء في الدال، فصارت دالاً ساكنة، فلم يصلح الابتداء بساكن فأدخلوا ألفًا يقع
بها الابتداء. وكذلك (قالوا اطيرنا) كان الأصل فيه: «قالوا تطيرنا» (في سبيل الله
اثاقلتم إلى الأرض) كان الأصل فيه «تثاقلتم» (بل ادارك) كان الأصل فيه «تدارك».
(1/178)
128 - حدثني أبي قال: حدثنا أبو منصور قال: حدثنا أبو
عبيد قال: حدثنا حجاج عن هارون قال: في حرف أبي بن كعب: (أم تدارك علمهم) وقال
الفراء: أنشدني الكسائي:
تولي الضجيع إذا ما استاقها خصرا ... عذب المذاق إذا ما
اتابع القبل
أرادك إذا ما تتابع القبل، فأدغم التاء الأولى في
الثانية فسكنت فلم يصلح الابتداء بساكن فأدخل ألفًا يقع الابتداء بها.
وقال الفراء: روي عن بعض القراء أنه كان يقرأ: (قالوا
(1/179)
اطيرنا بك)، (حتى إذا اداركوا فيها جميعا) بالجمع بين
ساكنين، والحجة له في هذا أن الطاء والدال الأوليين أصلهما الحركة، وذلك أن الأصل
فيهما: «قالوا تطيرنا، حتى إذا تداركوا» فلما كان أصلهما الحركة لم يعاملا معاملة
الساكن الحقيقي السكون.
وتبتدئ ألف القطع بالفتح كقوله تعالى: {ربنا أفرغ علينا
صبرا} [البقرة: 250] تبتدئ: (أفرغ) بالفتح لأن الألف فيه ألف قطع، والدليل على هذا
أنك تقول: «أفرغ يفرع» فتجد أول المستقبل مضمومًا. وكذلك: {أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق}
[الإسراء: 80] والدليل على أنها ألف قطع أنك تقول: «أدخل يدخل»، «وأخرج يخرج» فتجد
أول المستقبل مضمومًا. وكذلك:
(1/180)
{يا سماء أقلعي} [هود: 44] تبتبديء: (أقلعي) بالقطع والفتح
لأنك تقول: «أقلع يقلع» وكذلك: {أنزل علينا مائدة من السماء} [المائدة: 114] {أسمع
بهم وأبصر} [مريم: 38] {أمسك عليك زوجك} [الأحزاب: 37]، {ألهاكم التكاثر}
[التكاثر: 1] هؤلاء ألفات القطع لأنك تقول «أنزل ينزل وأسمع يُسمع، وأبصر يُبصر،
وألهى يُلهي». وكذلك: {قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين} [غافر: 11]
(أكرمن) و (أهانن) [الفجر: 15 ن 16]، {أنعمت عليهم} [الفاتحة: 7] هؤلاء ألفات القطع أيضًا
لأنك تقول أحيا يحيي، أمات يُميت، أكرم يُكرم، أهان يُهين، أنعم يُنعم.
وكان أبو جعفر محمد بن سعدان وغيره يقولون: هؤلاء ألفات
أصل. قال
أبو بكر: وهذا غلط لأن أصول الأسماء والأفعال ثلاثة: فاء وعين ولام. وكل ما زاد على
هؤلاء الثلاثة فهو زائد ليس بأصلي. فإذا قلنا: أفرغ وأكرم،
(1/181)
فوزنه من الفعل «أفعل» فالألف ليست فاء ولا عينًا ولا
لامصا. ولا ينبغي أن تسمى أصلية. وتبتدئ {رب أرني} [الأعراف: 142] بالفتح (أرني)
لأنها ألف قطع، والدليل على ذلك أنك تقول: «أرى يُري» فتجد أول المستقبل مضمومًا.
وقوله عز وجل {ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون} [غافر:
46] اختلف القراء فيه فكان أبو جعفر وشيبة ونافع ويحيى بن وثاب والأعمش وحمزة
والكسائي يقرؤونها: (أدخلوا) بفتح الألف في الوصل والابتداء، فمن قرأ بهذه القراءة
ابتدأ: (أدخلوا) بفتح الألف لأنها ألف قطع، الدليل على هذا أنك تقول: «أدخل يُدخل»
فتجد أول المستقبل مضمومًا، وتنصب
(1/182)
(آل فرعون) بوقوع الفعل عليهم، كما تقول «أدخل زيدًا
الدار». وكان عاصم وأبو عمرو يقرآن: (ويوم تقوم الساعة ادخلوا) بحذف الألف في
الوصل، فمن قرأ بهذه القراءة ابتدأ: (ادخلوا) بضم الألف بناء على ثالث المستقبل،
وهو الخاء في «يدخل» وتنصب (آل فرعون) على النداء كأنك قلت: «ادخلوا يا آل
فرعون».
واعلم أن ألف القطع إذا كانت في المصادر ابتدئت بالكسر
كقوله {ويخرجكم إخراجا} [نوح: 18] الألف في «إخراج» ألف قطع لأنك تقول: «أخرج
يخرج» فتجد أول المستقبل مضمومًا. وكذلك: {ومن يرد فيه بإلحاد بظلم} [الحج: 25]
الألف في «إلحاد» ألف قطع لأنك تقول: «ألحد يلحد» فتجد أول المستقبل مضمومًا.
فإن قال قائل: لم صارت ألف القطع مكسورة في المصدر؟ فقل:
كرهوا أن يفتحوها فيلتبس المصدر بالجمع وذلك أنهم لو قالوا في المصدر: «أخراج
وألحاد» لالتبس الجمع
(1/183)
كقولك «أبيات وأثواب وأجمال». والدليل على هذا أيضًا
أنهم لو ابتدؤوا [فقالوا]: «أخراج»
لالتبس بجمع «خرج» فكسروا الألف ليفرقوا بين المصدر
والجمع.
وأما ألف المخبر عن نفسه فإنك تعرفها بأن يحسن بعد الفعل
الذي هي فيه «أنا» ويكون الفعل مستقبلاً كقوله تعالى: {قل هذه سبيل أدعو إلى الله
على بصيرة} [يوسف: 108] هذه ألف المخبر عن نفسه لأنك تقول: «أدعو أنا غدا» فتجد الفعل
يحسن بعده «أنا» وهو مستقبل. وكذلك: {رب أرني أنظر إليك} [الأعراف: 143] الألف في
(أنظر) ألف المخبر عن نفسه لأنك تقول: «أنظر أنا غدا» فتجده يحسن بعده «أنا» وهو مستقبل.
وكذلك {آتوني أفرغ عليه قطرا} [الكهف: 96] الألف في (أفرغ) ألف المخبر عن نفسه لأنك تقول
«أفرغ أنا غدا».
(1/184)
فإن قال [قائل]: فلم فتحت الألف في قوله: (أدعو إلى
الله) وضمتها في (أفرغ) وكلتاهما ألف المخبر عن نفسه؟ فقل: إذا كان الماضي على أقل من
أربعة أحرف أو أكثر من أربعة أحرف، فألف المخبر [عن نفسه] مفتوحة، وإذا كان الماضي
على أربعة أحرف فألف المخبر مضمومة. فالذي تفتح فيه الألف لأن الماضي على أقل من
أربعة [أحرف] قوله: {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم} [الأنعام: 151] الألف في (أتل)
ألف المخبر عن نفسه لأنك تقول: «أتلو أنا غدا» وفتحتها لأن الماضي «تلا» فهو أقل
من أربعة [أحرف]. وكذل: {فاذكروني أذكركم} [البقرة: 152] الألف في «أذكر» ألف المخبر عن
نفسه لأنك
(1/185)
تقول:
«أذكر أنا غدا». وفتحتها لأن الماضي «ذكر». فهو أقل من
أربعة [أحرف]. وكذلك: {وأن أتلو القرآن} [النمل: 92] الألف في (أتلو) ألف
المخبر عن نفسه. وكذلك: {أجعل بينكم وبينهم ردما} [الكهف: 95]، {حتى أبلغ مجمع
البحرين أو أمضي} [الكهف: 60]
والذي تفتح فيه ألف المخبر عن نفسه لأن الماضي أكثر من
أربعة [أحرف] قوله عز وجل: {استخلصه لنفسي} [يوسف: 54] فتحت الألف لأن الماضي
«استخلص» وهو أكثر من أربعة أحرف. وكذلك: {أستجب لكم إن الذين يستكبرون} [غافر:
60] فتحت الألف لأن الماضي «استجاب» فهو أكثر من أربعة.
والذي تضم فيه ألف المخبر عن نفسه لأن الماضي على أربعة
(1/186)
[أحرف] قوله: {أفرغ عليه قطرا} [الكهف: 96] ألا ترى أنك
تقول في الماضي «أفرغ» فتجده على أربعة أحرف.
129 - وقوله: {قال أعلم أن الله على كل شيء قدير}
[البقرة: 259] اختلف القراء فيه فحدثني أبي قال: حدثنا أبو منصور قال: حدثنا أبو
عبيد قال: حدثنا حجاج عن هارون قال: في قراءة عبد الله: (قيل اعلم أن الله) على وجه الأمر،
وبالجزم قرأ حمزة والكسائي. فمن قرأ بهذه القراءة ابتدأ: (اعلم) بكسر الألف لأنها
ألف وصل كسرت لأن ثالث المستقبل مفتوح وهو اللام في «يعلم».
وقرأ أبو جعفر وشيبة ونافع وعاصم وأبو عمرو: (قال أعلم)
بفتح الألف وقطعها لأنها ألف المخبر عن نفسه.
(1/187)
وذلك أنك تقول: «أعلم أنا غدا» فتجد الفعل يحسن بعده
«أنا» وهو مستقبل وتقول في الماضي «علم» فتجده على أقل أربعة. فهذا يدلك على
فتحها، وألف المخبر عن نفسه في ما لم يسم فاعله لا تكون إلا مضمومة قلت حروف
الماضي أو كثرت كقولك: «أكرم، وأضرب، واستخلص».
وقوله تعالى {قال أتوني} [الكهف: 96] اختلف الفراء
فيه. فكان أبو جعفر وشيبة ونافع وأبو عمرو والكسائي يقرؤون: (آتوني) بالمد، على معنى أعطوني، فعلى
هذا المذهب تبتدئ (آتوني) بالمد لأنها ألف قطع، الدليل على ذلك أنك تقول «آتي
يؤتي» فتجد أول المستقبل مضمومًا.
وكان عاصم والأعمش وحمزة يقرؤون: (قال ائتوني) بلا
(1/188)
مد. ففي هذا وجهان: أحدهما أن يكون من «المجيء» فتبتدئ: «ايتوني»
بكسر الألف لأنها ألف وصل مبنية على ثالث المستقبل وهو التاء في «يأتي» فيكون
المعنى: «ايتوني بقطر»، أي: جيئوني به، فتسقط الباء من «القطر» كما تقول: «تعلقت الخطام»
بمعنى: تعلقت بالخطام، أنشد الفراء قال: أنشدني الكسائي:
تعلقت هندا ناشئا ذات مئزر ... وأنت قد فارقت لم تدر ما
الحلم
أراد: تعلقت بهند فأسقط الباء، وأنشد الفراء:
نغالي اللحم للأضياف نيئا ... ونرخصه إذا نضج القدور
أراد: نغالي باللحم فأسقط الباء. وقال الله جل وعلا، وهو
(1/189)
أدق قليلا، {وإذا كالوهم أو وزنوهم} [المطففين: 3]
فمعناه: وإذا كالوا لهم أو وزنوا لهم، فأسقط اللام، وقال أسراء: أنشدني القاسم،
يعني ابن معن:
قالت حذام فأنصتوها ... فإن القول ما قالت حذام
أراد: فأنصتوا لها، فحذف اللام. قال الفراء: وأنشدني
المفضل
إن كنت أزمعت الفراق فإنما ... زمت ركابكم بليل مظلم
أراد: إن كنت أزمعت على الفراق، فحذف «على».
وأنشد الفراء أيضًا:
وأيقنت التفرق يوم قالوا ... تقسم مال أربد بالسهام
(1/190)
أراد: بالتفرق فحذف الباء. وقال الفراء: أنشدني أبو
الجراح:
لقد طرقت رحال القوم ليلى ... فأبعد دار مرتحل مزارا
أراد: فأبعد بدار مرتحل، فحذف الباء. والحجة الأخرى لمن
قرأ: (قال أتوني) بالقصر أن يكون أراد «قال آتوني» بالمد فترك الهمزة الأولى
فرجعت الهمزة الثانية. فعلى هذا يكون المعنى: أعطوني قطرًا. ويكون الابتداء:
(آتوني) بالمد، على مذهب القراءة الأولى.
وألف الاستفهام التي تعرف بمجيء «أم» بعدها. قوله
تعالى: {أفترى على الله كذبا أم به جنة} [سبأ: 8] هذه ألف الاستفهام، الدليل على
ذلك مجيء «أم» بعدها. وكذلك: {أصطفى البنات على البنين} [الصافات: 153] هذه ألف
(1/191)
الاستفهام، الدليل على ذلك قوله: {أم لكم سلطان مبين}
[الصافات: 156]
وكذلك: «{اتخذتم عند الله عهدا} [البقرة: 80] الألف ألف
استفهام، الدليل على ذلك: {أم تقولون على الله ما لا تعلمون} [البقرة: 80] وكذلك:
{أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم} [المنافقون: 6] وكذلك: {أستكبرت أم كنت من العالين} [ص: 75] وكان
الأصل في هذا «أاستكبرت، أافترى على الله، أاصطفى البنات على البنين، أاستغفرت»
فحذف الألف الثانية لأنها ألف وصل.
فإن قال قائل:
هلا أتوا بمدة بعد الألف فقالوا: «آفترى، آصطفى» كما
قالا: {آلله خير} [النمل: 59]، {الذكرين حرم أم الأنثيين} [الأنعام: 143]، {الآن
وقد عصيت قبل} [يونس: 91]؟ فيقال له: كان الأصل في هذا: «أألذكرين،
(1/192)
أله خير، أالآن، فأبدلوا من الألف الثانية مدة ليفرقوا
بين الاستفهام والخبر، وذلك أنهم لو قالوا: الله خير بلا مد لالتبس الاستفهام
بالخبر». أنشد الفراء:
آلحق أن دار الرباب تباعدت ... أو انبت حبل أن قلبك طائر
ولم يحتاجوا إلى هذه المدة في قوله: {افترى على الله}
[سبأ: 8] لأن ألف الاستفهام مفتوحة، وألف الخبر مكسورة، وذلك أنك تقول في
الاستفهام: «أفترى، أصطفى، أستغفرت» بفتح الألف. وتقول في الخبر: «اصطفى، افترى،
استغفرت» فجعلوا الفرق بالفتح والكسر، ولم يحتاجوا إلى فرق آخر.
وقوله: {من الأشرار. أتخذناهم} [ص: 62، 63]
(1/193)
اختلف القراء فيه، فكان ابن كثير والأعمش وأبو عمرو
وحمزة والكسائي يقرؤونها: (من الأشرار اتخذناهم) بإذهاب الألف في الوصل. فعلى هذا المذهب
تبتدئ: (اتخذناهم) بكسر الألف لأنها مبنية على عين الفعل وهي الخاء في «يتخذ».
فإن قال قائل: إذا كانت الألف في (اتخذناهم) ألف وصل على
أي شيء ترد «أم»؟ فقل: في هذا وجهان: أحدهما أن تكون «أم» مردودة على قوله: {ما
لنا لا نرى رجالا} [ص: 62]. والوجه الآخر أن تكون «أم» نفسها هي الاستفهام، ولا
تكون مردودة على شيء، لأن العرب فرقت بين الاستفهام الذي سبقه كلام وبين الاستفهام
الذي لم يسبقه كلام، فجعلوا للاستفهام المبتدأ: هل والألف
(1/194)
وما أشبه ذلك. وجعلوا للاستفهام المتوسط «أم» ليفرقوا
بين الاستفهام المتقدم والمتوسط الدليل على هذا قوله تعالى: {الم. تنزيل الكتاب لا
ريب فيه من رب العالمين. أم يقولون افتراه} [السجدة: 1، 3]. أتى بـ «أم» ولم
يسبقها استفهام لما وصفناه، ومن ذلك قول امرئ القيس:
تروح من الحي أم تبتكر ... وماذا يضيرك لو تنتظر
أتى بـ «أم» ولم يسبقها استفهام، فجعلها هي الاستفهام
ليفرق بين المتقدم والمتوسط، وكذلك قول الأخطل:
كذبتك عينك أم رأيت بواسط ... غلس الظلام من الرباب
خيالا
(1/195)
قرأ أبو جعفر وشيبة ونافع وابن عامر الشامي وعاصم:
(أتخذناهم) بقطع الألف. فمن قرأ بهذه القراءة ابتدأ: (أتخذناهم) بفتح الألف لأنها
ألف الاستفهام وتكون «أم» مردودة عليها، والموضع الذي تعرفها فيه تحسُن «هل» في
موضعها قوله تعالى: {الم. أحسب الناس أن يتركوا} [العنكبوت: 1، 2] هذه ألف
الاستفهام لأنك لو أتيت بـ «هل» لصلح أن تقول: «الم، حل حسب الناس».
وألف ما لم يسم فاعله التي في أول الفعل قوله: {وقد
أخرجنا من ديارنا} [البقرة: 246]
الألف في «أخرج» ما لم يسم فاعله، ووزن «أخرج» من الفعل
(1/196)
«أفعل». وكذلك: {أخرجوا من ديارهم وأموالهم} [الحشر: 8].
وأما ألف «استفعل» فقوله: {استجيب له حجتهم داحضة}
[الشورى: 16] وكذلك: {استحفظوا من كتاب الله} [المائدة: 44]، {استخلف الذين من
قبلهم} [النور: 55]، {استحق عليهم
الأوليان} [المائدة: 107] من قرأ: (استحق) ابتدأ بالضم لأنها ألف ما لم يسم فاعله،
وهي ألف «استفعل». ومن قرأ: (من الذين استحق) بحذف الألف في الوصل ابتدأ: (استحق)
بالكسر لأنها ألف وصل مبنية على عين الفعل وهي القاف المكسورة، وذلك أن الأصل في
المستقبل «يستحق» فاستثقلوا الجمع بين حرفين متحركين من جنس واحد فأسقطوا كسرة
القاف الأولى بنقلها إلى الحاء، وأدغموها في القاف الثانية فصارتا قافًا مشددة، ومثل
هذه المسألة قوله: {فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت}
(1/197)
[الحج:
5] هذه الهمزة همزة الماء، وألف (اهتزت) ساقطة في الوصل.
وإذا ابتدأت (اهتزت) ابتدأت بكسر الألف لأنها مبنية على عين الفعل وهي الزاي المكسورة، وذلك
أن الأصل في المستقبل «يهتزز» فأسقطت كسرة الزاي الأولى وأدغمت في الزاي الثانية
فصارتا زايا مشددة.
وأما ألف «افتعل» فقوله عز وجل: {ابتلي المؤمنون} [الأحزاب: 11] {اضطر
غير باغ} [البقرة: 173] كان في الأصل فيه: «اضطر» فأسقطوا حركة الراء الأولى
وأدغموها في الراء الثانية وكذلك:
{اجتثت من فوق الأرض} [إبراهيم: 26] ألف (اجتثت) ألف
«افتعل» كان الأصل فيها: «اجتثت» فأسقطت حركة التاء الأولى وأدغمت
(1/198)
في التاء التي بعدها فصارتا تاء مشددة. وكذلك: {فليؤد
الذي اؤتمن أمانته} [البقرة: 283] تبتدئ: (اؤتمن) لأنها ألف «افتعل» وكان الأصل
فيه: «أأتمن» فجعلت الهمزة الساكنة واوًا لانضمام ما قبلها، وأجاز الكسائي أن يبتدأ: «أأتمن» بهمزتين.
وأما ألف «انفعل» فقولك في الكلام: «انقطع بالرجل». وقد تكون في سوى
هؤلاء الأمثلة الأربعة في غير القرآن، فلم نذكره إشفاقًا من الإطالة.
فإن قال قائل: لم صارت ألف ما لم يسم فاعله مضمومة؟ فقل: لأن فعل ما لم
يسم فاعله يقتضي اثنين: فاعلاً ومفعولاً. وذلك أنك إذا قلت: «ضرب وشتم» كان الفعل يدل على ضارب
ومضروب وشاتم ومشتوم. فضموا أوله لتكون الضمة دالة على اثنين كما قالوا: زيد حيث
عمرو. فأعطوا «حيث» الضمة في كل حال لأنها تدل على محلين. وذلك أنك إذا
(1/199)
قلت: زيد حيث عمرو، فمعناه: زيد في مكان فيه عمرو. وما تضمنت معنى
محلين أعطيت الضمة في كل حال. الدليل على قوله تعالى: {ومن حيث خرجت} [البقرة: 149] وقوله: {من حيث
لا يعلمون} [الأعراف: 182] دخل الخافض على «حيث» ولم يزل عنها ضمها للعلة التي ذكرناها.
وكذلك قالوا: «نحن قمنا» فجعلوا النون في «نحن» مضمومة في كل حال لأن «نحن» تتضمن
معنى التثنية والجمع. وذلك أنك تقول «نحن قمنا» مخبرًا عنك وعن آخر قام معك. وتقول
نحن قمنا مخبرًا عنك وعن جمع قاموا معك. فلما تضمن معنيين أعطي الضمة.
فكذلك فعل ما لم يُسم فاعله، لما تضمن معنى الفاعل
والمفعول جعل أوله مضمومًا في كل حال. فإن قال قائل: لم صار يتضمن معنيين يعطي
الضم؟ فقل لأنه يقوى فيُعطى أثقل
(1/200)
الحركات.
فإن قال لك قائل: زعمت أن ألف المخبر عن نفسه تعرف بأن
يحسن «أنا» بعد الفعل وقد وجدنا الألف مكسورة في قوله: {اصطفيتك على الناس}
[الأعراف: 144] و «أنا» يحسن بعده، لأنك تقول: اصطفيت أنا؟ فيقال له: إنما
تعرف ألف المتكلم بأن يحسن بعد الفعل «أنا» ويكون الفعل مستقبلاً و «اصطفيتك» فعل ماض
لا يصلح أن تقول فيه: اصطفيت غدا، فلما كان فعلاً ماضيًا بطل أن تكون الألف فيه
ألف المخبر عن نفسه. والألف في «اصطفى» ألف وصل، وهي مكسورة لأنها مبنية على عين
الفعل، وهي الفاء في «يصطفي» يُقاس على هذا كل ما يرد من ألفات الأفعال إن شاء
الله.
(1/201)
باب ذكر الألفات اللاتي يكن في أوائل الأسماء
اعلم أن ألفات الأسماء تنقسم على أربعة أقسام: ألف أصل
وألف قطع وألف وصل وألف الاستفهام.
فألف الأصل تعرفها بمحنتين، بأن تجدها فاء من الفعل
ثابتة في التصغير، من ذلك قوله تعالى: {وأخذتكم على ذلكم إصري} [آل عمران: 81] هذه
ألف أصل لأن (إصري) مثاله من الفعل «فعلي» فالألف بحذاء الفاء، وتقول في تصغيره «أصير» - كما ترى - فتجد
الألف ثابتة في الصغير.
واعلم أن ألف الأصل في الأسماء تكون مضمومة ومفتوحة
ومكسورة، فالمضمومة قوله تعالى: {قل أذن خير لكم} [التوبة: 61] الألف في (أذن) أصلية،
لأنك تقول في مثالها «فُعُل» فالألف بحذاء الفاء، وتقول في تصغيرها
(1/202)
«أذينة»
فتجد الألف ثابتة في التصغير. وكذلك: {يا أخت هارون}
[مريم: 28] الألف في (أخت) أصلية لأنها فاء من الفعل، وهي ثابتة في التصغير، ألا ترى
أنك تقول في التصغير «أخية».
والمفتوحة قوله: {أعجلتم أمر ربكم} [الأعراف: 150] الألف في (أمر)
أصلية لأنك تقول في مثاله «فعل» فتجد الألف بحذاء الفاء، وتقول في تصغيره «أمير»
فتجد الألف ثابتة في التصغير. وكذلك: {ما كان أبوك امرأ سوء} [مريم: 28] الألف في
«الأب» ألف أصل لأنك تقول في تصغيره «أبي» وتقول في مثاله «فعيل» فالألف بحذاء
الفاء.
والمكسورة قوله: {وأخذتم على ذلكم إصري} [آل عمران: 81].
والابتداء فيها بمثل الوصل، إذا وجدتها مكسورة في
(1/203)
الوصل كسرتها في الابتداء، وإذا وجدتها مضمومة في الوصل
ضممتها في الابتداء، وإذا وجدتها مفتوحة في الوصل فتحتها في الابتداء.
وألف القطع في الأسماء على وجهين: أحدهما أن يكون في
أوائل الأسماء المفردة. والوجه الآخر أن تكون في أوائل الجمع.
فالتي تكون في أول الأسماء المفردة تعرفها بثباتها في
التصغير وبأن تمتحن الألف فلا تجدها فاء ولا عينا ولا لامًا، من ذلك قوله: {فتبارك
الله أحسن الخالقين} [المؤمنون: 14] الألف في (أحسن) ألف قطع لأنك تقول في تصغيره «أحيسن»
(1/204)
فتجد الألف ثابتة في التصغير، وتقول في مثاله من الفعل
«أفعل» فتجد الألف ليست فاء ولا عينًا ولا لامًا. وكذلك: {وإذا حييتم بتحية فحيوا
بأحسن منها} [النساء: 86] الألف في «أحسن» ألف قطع لما ذكرنا.
فإن قال لك قائل: قد زعمت أن ألف الأصل تعرف بثباتها في
التصغير، وزعمت أيضًا أن ألف القطع تعرف بثباتها في التصغير، فما الفرق بينهما؟
فقل: الفرق بينهما أن ألف الأصل فاء من الفعل وألف القطع ليست فاء ولا عينًا ولا
لامًا.
وألف القطع في الجمع تعرفها بأن تجد الألف واللام يحسن
(1/205)
دخولهما عليها وتمتحنها فلا تجدها فاءً ولا عينًا ولا
لامًا كقوله تعالى: {وحمر مختلف ألوانها} [فاطر: 27] الألف في (ألوان) ألف قطع
لأنك تدخل عليها الألف واللام فتقول «الألوان» ومثالها من الفعل «أفعال»، فالألف
ليست فاءً ولا عينًا ولا لامًا. وكذلك: {فأخرجنا به أزواجًا} [طه: 53] الألف في
«أزواج» ألف قطع لأنك تدخل عليها الألف واللام فتقول: «الأزواج» و «أزواج» مثاله
من الفعل «أفعال» فالألف ليست فاء. وكذلك: {ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب}
[النحل: 116] الألف في «الألسنة» ألف قطع لأنك تدخل عليها الألف واللام فتقول:
«الألسنة» وليست فاء من الفعل.
وألف الاستفهام مع الأسماء تمتحن بمثل ما امتحنت به
(1/206)
مع الأفعال.
وألفات الوصل في الأسماء تسعة: ألف ابن وابنة اثنين
واثنين واثنتين وامريء وامرأة واسم واست. فهؤلاء الثمانية تكسر الألف في الابتداء
فيهن وتحذف في الوصل. والتاسعة التي تدخل مع اللام للتعريف، وهي مفتوحة في
الابتداء ساقطة في الوصل.
فأما الثمانية فإنك تعرفهن بالتصغير إذا وجدت الألف
ثابتة في التكبير ساقطة من التصغير علمت أنها زائدة، من ذلك قوله: {يا عيسى ابن مريم}
[المائدة: 116] إذا وقفت على (عيسى) ابتدأت (ابن مريم) بكسر الألف لأنها ألف وصل.
الدليل على ذلك أنها لا تثبت في التصغير. وذلك أنك تقول في التصغير «بُني» كما
ترى. وكذلك: {إن ابني من أهلي} [هود: 45]
(1/207)
إذا اضطررت إلى الوقف على (إن) ابتدأت (ابني) بكسر الألف
لما ذكرنا. وكذلك: {ومريم ابنت عمران} [التحريم: 12] تبتدئ (ابنة) بكسر الألف
لأنها ألف وصل، الدليل على ذلك أنك تقول في التصغير «بنية» فتجدها غير ثابتة في
التصغير.
فإن قال قائل: لم صارت ألف «ابن» تبتدأ بالكسر؟ فقل: لأن
أصله أمر من «بنيت» كان الأصل فيه «ابن» على وزن «اقض، ارم» ثم عربوه بتعريب الأسماء فرفعوه
ونصبوه وخفضوه ونونوه، وكسروا الألف في «ابنة». لأن الأنثى مبنية على الذكر.
وتبتدئ أيضًا بالكسر قوله: {وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا} [المائدة: 12]
تبتدئ (اثنى) بالكسر لأن الألف فيه ألف وصل، الدليل على ذلك أنك تقول في التصغير
«ثني عشر»
(1/208)
فتجدها غير ثابتة فيه. وكذلك: {حين الوصية اثنان}
[المائدة: 106] تبتدئ: {اثنان ذوا عدل منكم} بالكسر. وكذلك: {فانفجرت منه اثنتا
عشر عينا} [البقرة: 60] تبتدئ (اثنتا عشرة) بالكسر لأنك تقول في التصغير «ثنيتا عشرة»
فتجد الألف غير ثابتة فيه. وكذلك: {فإن كانتا اثنتين} [النساء: 176] تقف (كانتا) وتبتدئ (اثنتين)
بكسر الألف لما ذكرنا.
فإن قال قائل: لم صارت الألف في اثنين واثنتين مكسورة؟
فقل: لأن أصله أمر من «ثنيت» كان الأصل فيه «اثن يا رجل» على وزن «اقض يا رجل، ارم
يا رجل» ثم عربت بتعريب الأسماء فدخلت عليه ألف التثنية، وكسرت ألف اثنتين لأن
الأنثى مبنية على الذكر
(1/209)
وتبتدئ أيضًا بالكسر قوله: {إن امرؤ هلك} [النساء: 176]
إذا اضطررت إلى الوقف على (إن) ابتدأت (امرؤ هلك) بكسر الألف لأنك تقول في التصغير «مريء»
كما ترى، فتجدها غير ثابتة فيه فيستدل بهذا على أنها ألف وصل. وكذلك: {ما كان أبوك
امرأ سوء} [مريم: 28] تبديء: (امرأ سوء) بكسر الألف لما ذكرنا. وكذلك: {كل امريء
بما كسب رهين} [الطور: 21] من اضطر إلى الوقف على (كل) ابتدأ: (امرئ) بالكسر لما
ذكرنا. وكذلك: {إذا قالت امرأت عمران} [آل عمران: 35] تبتدئ: (امرأ) بكسر الألف لأنك تقول في
التصغير «مريئة»، كما ترى، فتجدها غير ثابتة فيه. وكذلك: {امرأة العزيز تراود
فتاها عن نفسه} [يوسف: 30]، {امرأة فرعون}
(1/210)
[القصص: 9] تبتدئ بالكسر لما ذكرنا.
فإن قال قائل: لم صارت الألف في «امرئ» تبتدأ بالكسر؟
فقل: كان ينبغي أن تُبنى على الثالث فبطل ذلك لأن الثالث لا يثبت على إعراب واحد؛
لأنه يكون في الرفع مضمومًا وفي النصب مفتوحًا، وفي الخفض مكسورًا، كما قال جل
ثناؤه في الرفع: (إن امرؤ هلك) فضم الراء. وقال في النصب: (ما كان أبوك امرأ سوء) ففتح الراء، وقال
في الخفض: (كل امرئ) فكسر الراء. فلما بطل أن يبنى على الثالث شبهت بأخواتها فكسرت
فيه كما كسرت في «ابن وابنة واثنين واثنتين».
وقال الكسائي والفراء: «امرؤ» معرب من مكانين: عرب من
الراء والهمزة. وإنما دعاهم إلى أن يعربوه من مكانين، والإعراب الواحد يكفي من
الإعرابين، أن آخره
(1/211)
همزة، والهمز قد يترك في كثير من الكلام فكرهوا أن
يفتحوا الراء ويتركوا الهمز فيقولوا «امرو» فتكون الراء مفتوحة والواو ساكنة فلا
تكون في الكلمة علامة للرفع فعربوه من الراء ليكونوا إذا تركوا الهمز آمنين من
سقوط الإعراب من الكلمة. وقال الفراء: من العرب من يعربه من الهمزة وحدها ويدع
الراء مفتوحة فيقولك «قام امرؤ، وضربت امرأ، ومررت بامرئ» وأنشد
بأبي امرؤ والشام بيني وبينه ... أتتني ببشرى برده
ورسائله
وأنشد الفراء أيضًا:
أنت امرؤ من خيار الناس قد علموا ... تغطي الجزيل وتغلي الحمد
بالثمن
(1/212)
وإذا أسقطت العرب الألف من «امرئ» كان لها فيه مذهبان:
التعريب من مكانين، والتعريب من مكان واحد. فإذا عربوه من مكانين قالوا: «قام مرؤ،
وضربت مرأ، ومررت بمرئ» وبهذه اللغة نزل القرآن، أعني بالتعريب من مكان واحد. قال
الله تعالى: {بين المرء وزوجه} [البقرة: 102] فاجتمع أكثر القراء على فتح الميم.
131 - وحدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن قال: حدثني أبي
قال: حدثني
العباس بن الفضل قال: سألت أبا عمرو عن قوله: {يحول بين المرء وقلبه} [الأنفال: 24]
فقال: أما أهل مكة فيقولون: جاءني المرء يا هذا، ومررت بالمرء
(1/213)
يا هذا، ورأيت المرأ يا هذا. قال العباس: وسألت أبا
الأشهب العقيلي فقرأ: (يحول بين المرء وقلبه) بالخفض. تبتدئ أيضًا بالكسر قوله:
{بكلمة منه اسمه المسيح} [آل عمران: 45]، تبتدئ: (اسمه)
بكسر الألف لأنك تقول في التصغير «سمى»، كما ترى، فلا تجد الألف ثابتة فيه.
فإن قال قائل: فلم كسرت الألف؟ فقل: لأن أصله أمر من «سميت» حذفت لامه
ثم عربت بتعريب الأسماء، ومن العرب من يقول: «اسم» بضم الألف، ولا نعلم أحدًا قرأ
بها. فسألت أبا العباس عن هذا فقال: من قال: «اسم» بكسر الألف أخذه من «سميت، أسمي»
ومن قال: «اسم» بضم الألف أخذه من «سموت، أسمو». ومن العرب من
(1/214)
يقول في الاسم: «سم وسم» أنشد الفراء:
وعامنا أعجبنا مقدمه ... يكني أبا السمح وقرضاب سمه
مبتركًا لكل عظم يلحمه
وأنشد الفراء أيضًا:
والله أسماك سما مباركا ... آثرك الله به إيثاركا
وأنشدني أبي قال: أنشدني أبو عكرمة الضبي:
بسم الذي في كل سورة سمه ... قد وردت على طريق تعلمه
قال: ويروى «سمه» بضم السين.
فأما «است» فإن الألف فيها ألف وصل، الدليل على هذا أنك
تقول في تصغيرها «ستيهة» كما ترى فتجد الألف غير ثابتة في التصغير وإنما كسرت
ألفها لأنها ألحقت بسائر أخواتها.
(1/215)
واعلم أن العرب تهمز ألف الوصل في ضرورة الشعر وهو مما
لا يلتفت إليه وإنما ذكرته لك لتعرفه. قال قيس بن الخطيم:
إذا جاوز الإثنين سر فإنه ... بنشر وتكثير الحديث قمين
فهمز ألف الاثنين وهي ألف وصل، وقال الآخر:
ألا لا أرى إثنين أحسن شيمة ... على حدثنا الدهر مني ومن
جمل
فإن قال قائل: ما تقول في بيت ابن قيس الرقيات:
(1/216)
قالت أبن قيس ذا ... وبعض الشيب يعجبها
لم قطع الألف؟ فقل: هذا البيت صواب، والألف المقطوعة
ليست ألف وصل إنما هي ألف استفهام وألف الوصل ساقطة، كان الأصل فيه «قالت أابن قيس
ذا» فحذف الألف الثانية للوصل وأبقى ألف الاستفهام.
وأما الألف التي تدخل مع اللام للتعريف فقوله جل وعز:
(بسم الله الرحمن الرحيم)، إذا وقفت على (الله) تعالى ابتدأت «الرحمن الرحيم»
بفتح الألف، وإذا وصلت أذهبتها وتعرفها بأن تمتحنها بالسقوط من الاسم الذي هي فيه،
وبدخول الألف واللام عليها، فإذا صلح سقوطها من الاسم
(1/217)
بطل دخول الألف واللام عليها فهي ألف وصل، وإذا كان غير
ذلك فهي ألف قطع. فإذا قلت «الرحيم الحمد لله» علمت أن الألف في «الحمد» ألف وصل
بأن تسقطها فتقول «حمد» ولا يحسن أن تدخل عليها الألف واللام. وكذلك: {حكيم.
الطلاق} [البقرة: 228، 229] تبتدئ «الطلاق» بالفتح لأنها ألف وصل، الدليل على ذلك أنك
تسقطها فتقول «طلاق» ولا يصح دخول الألف واللام عليها. وكذلك: {الحميد. الله الذي}
[إبراهيم: 1، 2] تبتدئ الحميد لأنها ألف وصل. وكذلك: {لخبير. القارعة} [العاديات 11، القارعة 1]
تبتدئ «القارعة» بالفتح لما ذكرنا. فإذا قلت: {ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم}
[النحل: 116] قطعت الألف في الوصل لأنه يمكنك أن تدخل عليها الألف
(1/218)
واللام فتقول «الألسنة» ولا يمكنك أن تسقط منها الألف
واللام. وكذلك قوله: {مختلف ألوانها} [فاطر: 27] هي ألف قطع لأنه يمكنك أن تدخل
عليها الألف واللام فتقول: «الألوان».
فإن قال لك قائل: لم صارت الألف التي تدخل مع اللام للتعريف
تبتدأ بالفتح؟ فقل: لأنهما بمنزلة حرف واحد. وذلك أن «ال» على وزن «هل وبل ومن وكم».
فإن قال لك قائل: هلا كسرت الألف تشبيهًا بـ «إن ومن»؟
فقل: كرهوا أن يكسروها فتلتبس بألف «اثنين واثنتين» ففتحوها ليفرقوا بينهما.
(1/219)
فإن قال لك قائل: إذا قلت «الرحمن» كم راء فيه؟ فقل:
راءان، الأولى هي اللام التي مع الألف اندغمت في الراء لقرب مخرجها منها. وذلك أن
المخرج الخامس من الفم للام، والمخرج السابع للراء. وكذلك: (الطلاق) فيه طاءان،
الطاء الأولى هي اللام اندغمت في الطاء لقرب مخرجها منها. وكذلك: (الصراط) فيه صادان،
الأولى هي اللام اندغمت في الصاد لقرب مخرجها منها، والأصل في هذا أن اللام تندغم
في أربعة عشر حرفًا: في التاء والثاء والدال والذال والراء والزاي والسين والشين
والصاد والضاد والطاء والظاء والنون واللام. وإنما اندغمت في هؤلاء
(1/220)
الأربعة عشر حرفًا ولم تدغم في سائر الحروف لقربها منها
ولعبدها من غيرها. الدليل على هذا قوله تعالى: {والأنعام والحرث} [آل عمران: 14]
لم تدغم اللام في الحاء لبعد مخرجها منها.
وذلك أن اللام من حروف الفم، والحاء من حروف الحلق. ومثله: {وهل
نجازي إلا الكفور} [سبأ: 17] لم تدغم اللام في (الكفور) لبعد مخرجها منها، وذلك أن
المخرج الثاني من الفم للكاف والمخرج الخامس لللام، فلما بعُد المخرجان بطل الإدغام.
يُقاس على هذا كل ما يرد من باب ألفا الأسماء إن شاء الله.
(1/221)
باب ذكر الياءات والواوات والألفات اللاتي
يحذفن [علامة] للجزم فلا يجوز إثباتهن في الوقف
اعلم أن الياءات والواوات [والألفات] يحذفن في الأمر
والنهي وجواب الأمر والجزاء وجواب الجزاء، وما ينسق على الجزاء وجوابه، وما جاء
بعد «لم وألما وأفلم وأفلما».
فمن ذلك قوله تعالى: {وليتق الله ربه} [البقرة: 283] تقف عليه (وليتق)
بلا ياء لأنه في موضع جزم بلام الأمر، وكذلك: {يا أيها النبي اتق الله} [الأحزاب:
1]، تقف عليه (اتق) بلا ياء لأنه في موضع جزم بتأويل لام ساقطة،
(1/222)
كان الأصل فيه «ليتق» فحذفت اللام والياء لكثرة
استعمالهم لأمر المواجه ثم أدخلوا ألفًا يقع بها الابتداء، والدليل على أن أصل
قوله «اتق» «ليتق» قوله (وليتق الله ربه) فأمر المخاطب بمنزلة أمر الغائب إلا أن
اللام تحذف من أمر المخاطب لكثرة الاستعمال وتثبت في أمر الغائب لقلة الاستعمال.
وكذلك قوله: (اهدنا الصراط) موضع (اهدنا الصراط) جزم
بتأويل لام ساقطة كأنه قال: «لتهدنا» فحذفت اللام والتاء لكثرة الاستعمال. وكذلك تقف على
قوله: {واتق الله} [الأحزاب: 37] بلا ياء لما ذكرنا. وكذلك: {وأن ألق عصاك}
[القصص: 31] (ألق). وكذلك: {ولتأت طائفة أخرى} [النساء: 102] (ولتأت). {فليأت مستمعهم بسلطان}
[الطور: 38] (فليأت). {وصل عليهم} [التوبة: 103] (وصل). {فول وجهك} [البقرة: 144]
(فول). {فأوف لنا الكيل} [يوسف: 88] (فأوف) {تول عنهم
(1/223)
حتى حين} [الصافات: 174] (فتول). {فاقض ما أنت قاض} [طه:
72] (فاقض). هذا كله وما يشبهه يوقف عليه بغير ياء لأنه في موضع جزم باللام
الساقطة، كان الأصل فيه «لتقض، لتصل» فحذفت اللام والياء لكثرة الاستعمال والدليل
على أن أمر المخاطب ينجزم بلام ساقطة قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بن
كعب {فبذلك
فلتفرحوا} [يونس: 58] وقول النبي صلى الله عليه وسلم في بعض غزواته: «لتأخذوا مصافكم».
ومما حذفت منه الواو للجزم قوله تعالى: {قالوا ادع لنا
ربك} [البقرة: 68] تقف عليه (ادع) لأنه في موضع جزم باللام الساقطة علامة الجزم
فيه سقوط الواو. وكذلك:
(1/224)
{فليدع نادية} [العلق: 17] تقف عليه بلا واو لأنه في
موضع جزم باللام. وكذلك: {واتل عليهم نبأ ابني آدم} [المائدة: 27] تقف عليه (واتل عليهم)
بلا واو. وكذلك: {فاعف عنهم} [آل عمران: 159 ي تقف عليه بلا واو للعلة التي تقدمت.
ومما حذفت منه الياء في النهي قوله: {ولا تبغ الفساد في
الأرض} [القصص: 77] تقف عليه (ولا تبغ) بلا ياء لأنه في موضع جزم بـ «لا» وكذلك:
{ولا تصل على أحد منهم} [التوبة: 84] تقف عليه (ولا تصل) بلا ياء. وكذلك: {ولا يأب
الشهداء} [البقرة: 28] {ولا يأب}. {ولا يأب كاتب} [البقرة: 282] (ولا يأب).
وحذفت الواو من قوله: {فلا تدع مع الله إلها آخر}
[الشعراء: 213] تقف عليه (ولا تدع). وكذلك:
(1/225)
{ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك} [يونس: 106]
تقف عليه (ولا تدع) لأنه في موضع جزم بـ «لا» علامة الجزم فيه سقوط الواو.
وحذفت الياء من جواب الأمر في قوله: {فألقوه على وجه أبى
يأت بصيرا} [يوسف: 93] تقف عليه (يأت) بلا ياء لأنه في موضع جزم على الجواب للأمر. وكذلك: {وأوفوا
بعهدي أوف بعهدكم} [البقرة: 40] تقف عليه (أوف) بلا ياء. وكذلك: {ويؤت كل ذي فضل فضله} [هود: 3]
نقف عليه (ويؤت) بلا ياء لأنه في موضع جزم على النسق على (يمتعكم) و (يبتعكم) هو
جواب الأمر.
وحذفت الواو من قوله: {قل تعالوا أتل} [الأنعام: 151]
(1/226)
تقف عليه (أتل) بلا واو لأنه جواب الأمر. وكذلك: {اقتلوا
يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم} [يوسف: 9] تقف عليه (يخل) بلا واو. وكذلك: {فقل
تعالوا ندع أبناءنا} [آل عمران: 61] تقف عليه (ندع) بلا واو.
وحذفت الياء من الجزاء في قوله: {وإن يأت الأحزاب}
[الأحزاب: 20] تقف عليه (يأت) بلا ياء لأنه في موضع جزم بـ (إن) وكذلك: {إن نعف عن
طائفة منكم} [التوبة: 66] تق فعليه (نعف) بغير واو. وكذلك {إنه من يتق ويصبر} [يوسف:
90] تقف عليه (يتق) بلا ياء. {ومن يبتغ غير الإسلام} [آل عمران: 85] (يبتغ) بلا
ياء. {ومن تق السيئات} [غافر: 9] تقف عليه
(1/227)
(تق) بلا ياء. وكذلك: {ومن يعص الله ورسوله} [الأحزاب: 36] تقف عليه
(يعص). {ومن يؤت الحكمة} [البقرة: 269] تقف عليه (يؤت). {ومن يتول الله ورسوله} [المائدة: 56]
[تقف عليه] (يتول). {ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد} [الحديد: 24] تقف عليه (يتول).
وحذفت الواو من قوله: {وإن تدع مثقلة إلى حملها} [فاطر:
18] تقف عليه (تدع) بلا واو لأنه في موضع جزم بـ (إن). وكذلك: {ومن يعش عن ذكر الرحمن} [الزخرف:
26] تقف على (يعش) بلا واو. وكذلك: {ومن يدع مع الله إلها آخر} [المؤمنون: 117] الوقف عليه
(يدع) بلا واو. وتقف على قوله {ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه} [النور: 52]
تقف عليه (ويخش)
(1/228)
بلا ياء لأنه في موضع جزم على النسق على (يطع) و (يطع) مجزوم
بـ (من).
وحذفت الياء من جواب الجزاء في قوله: {وإن يتفرقا يغن
الله كلا من سعته} [النساء: 130] تقف عليه بغير ياء لأنه في موضع جزم على الجواب
للجزاء.
فإن قال قائل: لم صار جواب الجزاء مجزومًا؟ فقل:
لمجاورته الفعل الأول وذلك أنه قال: (وإن يتفرقا) فموضع (يتفرقا) جزم بـ (إن)،
علامة الجزم فيه سقوط النون، وموضع (يغن) جزم على المجاورة لـ (يتفرقا).
وكذلك: {أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا} [البقرة: 148]
تقف عليه (يأت) بلا ياء لأنه جواب الجزاء. وكذلك قوله: {وما تنفقوا من شيء في سبيل
الله يوف إليكم}
(1/229)
[الأنفال: 60] تقف عليه (يوف) بلا ياء لأنه جواب الجزاء.
وكذلك: {أينما يوجهه لا يأت بخير} [النحل: 76] تقف عليه
(لا يأت) بغير ياء. وكذلك: {في السماوات أو في الأرض يأت بها الله} [لقمان: 16]
تقف عليه (يأت) بغير ياء. وكذلك: {ومن يؤمن بالله يهد قلبه} [التغابن: 11] تقف عليه (يهد) بلا ياء لما
ذكرنا. وكذلك: {ومن يفعل ذلك يلق أثاما} [الفرقان: 168] تقف عليه (يلق أثاما) [الفرقان: 68]
تقف عليه (يلق أثاما) بلا ياء. وكذلك:
{ما ننسخ من آية أو ننسها نأت} [البقرة: 106] تقف عليه
(نأت) بلا ياء. وكذلك: {إن يشأ يذهبكم أيها الناس ويأت بآخرين} [النساء: 133]
تقف عليه (ويأت) بلا ياء لأنه في موضع جزم على النسق على (يذهبكم). وكذلك: {إن يشأ يذهبكم
ويأت بخلق
(1/230)
جديد} [إبراهيم: 19] تقف عليه (ويأت) بلا ياء لأنه نسق
على جواب الجزاء.
وحذفت الواو من قوله: {أو يوبقهن بما كسبوا ويعف عن
كثير} [الشورى: 34] تقف عليه (ويعف) بلا واو لأنه في موضع جزم على النسق على جواب
الجزاء.
ومما جزم بـ «لم» قوله عز وجل: {ولم يؤت سعة من المال}
[البقرة: 247] تقف عليه (يؤت) بلا ياء لأنه في موضع جزم بـ «لم». ومثله: {ما لم
يؤت أحدا من العالمين} [المائدة: 20] تقف عليه (يؤت) بلا ياء. ومثله: {ما لم يأت آباءهم}
[المؤمنون: 68] تقف عليه (يأت). {فلم تغن عنكم} [التوبة: 25] تقف عليه (تغن).
وكذلك: {كأن لم تغن بالأمس} [يونس: 24] تقف عليه (تغن).
(1/231)
ومثله:
{أولم ير الذين كفروا} [الأنبياء: 30] تقف عليه {ير}.
وكذلك: {كلا لما يقض ما أمره} [عبس: 23] تقف عليه (يقض) بلا ياء لأنه في موضع جزم
بـ (لما)، علامة الجزم فيه سقوط الياء.
(1/232)
باب ذكر الياءات اللاتي يكن في أواخر الأسماء
اعلم أن الياء إذا سكنت ولقيها تنوين سقطت كقوله عز وجل:
{وقال للذي ظن أنه ناج منهما} [يوسف: 42] كان الأصل فيه «ناجي» فاستثقلوا الضمة في
الياء فحذفوها فبقيت الياء ساكنة، والتنوين ساكن فحذفوا الياء لاجتماع الساكنين فالوقف
عليه (ناج) بغير ياء لهذا المعنى.
فإن قال قائل: لم صارت الضمة تستثقل في الياء؟ فقل: لأن
الضمة إعراب، والياء تكون إعرابا فكرهوا أن يدخلوا إعرابًا على إعراب. وكذلك:
{والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك}
[النور: 3] تقف عليه (زان) بلا ياء للعلة التي تقدمت.
وكذلك {ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها}
(1/233)
[الأعراف: 195] تقف عليه (أيد) بلا ياء. وكذلك: {إن ما
توعدون لآت} [الأنعام: 134] تقف عليه (لآت).
وكذلك: {ما عندكم ينفد وما عند الله باق} [النحل: 96]
نقف عليه (باق) بلا ياء وكذلك: {فمنهم مهتد} [الحديد: 26] تقف عليه (مهتد). وكذلك:
{لهم من جهنم هاد ومن فوقهم غواش} [الأعراف: 41] تقف عليه (غواش).
وكذلك: {فاقض ما أنت قاض} [طه: 72] والأصل في هذا كله
«زاني، أم لهم أيدي، لآتي، باقي، قاضي» فاستثقلوا الضمة في الياء فحذفوها فسكنت
الياء فسقطت لسكونها وسكون التنوين.
قال أبو بكر: هذا مذهب القراء أجمعين، ومذهب الفراء
(1/234)
والكسائي ومن قال بقولهما. وكان بعض البصريين يقف على
هذا كله بالياء، فيقل: (لا ينكحها إلا زاني) بياء ويقف على قوله: (ومن فوقهم غواش)
غواشي بياء. ويقف على قوله: (إن ما توعدون لآت) (لآتي) بياء. وكذلك ما أشبه هذا.
وقد روي هذا عن بعض قراء البصريين واحتجوا بأن الياء حذفت في الوصل لسكونها وسكون التنوين،
فإذا وقفنا زال التنوين الذي أسقط الياء فرجعت الياء. وأبطل الكسائي والفراء هذا
وقالا: الكلام بني وقفه على وصله، فلا يحدث في الوقف ما لا يكون في الوصل.
وتحذف أيضًا الياء من المخفوض إذا لقيها التنوين كقوله:
{فمن اضطر غير باغ} [البقرة: 173] تقف عليه (باغ) بلا ياء. وكذلك: {فما له من هاد}
[الرعد: 33]
(1/235)
تقف عليه (هاد) بلا ياء والأصل فيه «غير باغي، من هادي»
استثقلوا الكسرة في الياء فحذفوها فبقيت الياء ساكنة والتنوين ساكن فأسقطوها
لسكونها وسكون التنوين.
فإن قال قائل: لم استثقلوا الكسرة في الياء؟ فقل: لأن
الكسرة إعراب والياء تكون إعرابًا، فكرهوا أن يدخلوا إعرابًا على إعراب، وقبل الياء
كسرة فثقلت الياء والضمة معها، وكذلك الكسرة والياء.
واعلم أن العرب تستثقل الضمة والكسرة في الياء المكسور
ما قبلها ولا يستثقلون الفتحة فيها فيقولون: هذا قاض وهذا داع على معنى هذا قاضي وداعي،
ومررت بداع وقاضي على معنى: مررت بقاضي وداعي، فاستثقلوا الضمة والكسرة في الياء فأسقطوهما.
ويقولون في النصب: رأيت داعيا وقاضيا وراميًا، فيثبتون الفتحة، ولا يستقلونها في
(1/236)
الياء. من ذلك قول الله تعالى: {يا قومنا أجيبوا داعي
الله} [الأحقاف: 21]، {ومن لا يجب داعي الله} [الأحقاف: 32] أثبت الفتحة في الياء
ولم يسقطها. والعلة في هذا أنهم استثقلوا الضمة والكسرة في الياء لثقلهما لأنهما
تخرجان بتكلف شديد، ولم يستثقلوا الفتحة فيها لأن الفتحة تخرج مع النفس بلا مؤونة،
وأنت تجد ذلك إذا امتحنت نفسك.
ومن العرب من يستثقل الفتحة في الياء فيسقطها فيقول:
(أجيبوا داعي الله) فيسكن الياء ويسقطها من اللفظ لسكونها وسكون اللام. ويقولون
أيضًا: «رأيت قاض وداع ورام» فيجعلون النصب بمنزلة الرفع والخفض. قال بشر بن أبي
خازم:
كفى بالنأي من أسماء كاف ... وليس لسقمه إذ طال شاف
(1/237)
أراد: كفى بالنأي من أسماء كافيًا، فأسقط الياء في
النصب،
وقال جرير:
فكسوت عار جنبه فتركته ... جذلان جاد قميصه ورداؤه
الجذلان: الفرح. وقال عمر بن أبي ربيعة
كم قد ذكرتك لو أجزى بذكركم ... يا أشبه الناس كل الناس
بالقمر
لأجذل أن أمشي مقابله ... حبا لرؤية من أشبهت في الصور
أراد: أن أمشي مقابله، فسكن الياء على ما ذكرنا.
قال أبو بكر: فإذا أضفت هذه الأسماء إلى شيء بعدها
(1/238)
أثبت الياء في الوقف وحذفتها في الوصل كقوله تعالى: {إلا
آتي الرحمن عبدا} [مريم: 93] إذا اضطررت إلى الوقف على (آتي) وقفت عليه (آتي)
بياء. وكذلك: {وما كنا مهلكي القرى} [القصص: 59] تقف عليه (مهلكي). وكان
الأصل فيه «مهلكين القرى» فسقطت النون للإضافة وسقطت الياء من اللفظ لسكونها وسكون اللام
وثبتت في الوقف لأنه لم يجتمع معها في الكلمة ساكن يوجب لها السقوط، إنما أتى
الساكن في حرف آخر. وكذلك: {غير محلي الصيد} [المائدة: 1] تقف عليه (غير محلي).
{غير معجزي الله} [التوبة: 2] تقف عليه (غير معجزي). {والمقيمي الصلاة} [الحج: 35] تقف
عليه (والمقيمي) بياء. وكان الأصل فيه «غير محلين الصيد، غير معجزين الله، والمقيمين الصلاة» فسقطت
النون للإضافة وسقطت الياء من اللفظ لسكونها
(1/239)
وسكون اللام، وثبتت في الوقف لأنه لم يجتمع معها في
الكلمة ساكن يوجب لها السقوط.
وحذفوا الياء من أربعة أحرف مضافة: {وإن الله لهاد الذين
آمنوا إلى صراط مستقيم} [الحج: 54] {حتى إذا أتوا على واد النمل} [النمل: 18]،
{وما أنت بهادي العمي} في سورة الروم [53] {إلا من هو صال الجحيم} [الصافات: 163] والعلة في هذا
أنهم بنوا الخط على الوقف.
واختلف القراء في هذا فكان حمزة والكسائي يقفان على (صال
الجحيم) (صال) بغير ياء اتباعًا للكتاب.
واختلفوا في الوقف على (واد النمل) فكان الكسائي يقف
عليه (وادي) الياء ويقول: اسمه وادي، فلا يتم إلا بالياء. وكان حمزة
(1/240)
يقف عليه بغير ياء اتباعًا للكتاب. واختلفوا في قوله
(وما أنت بهاد العمي) فكان أبو جعفر وشيبة وعاصم ونافع وأبو عمرو والكسائي يقرؤونها:
(بهاد العمي) بالإضافة.
وكان يحيى بن وثاب والأعمش وحمزة يقرؤونها: (تهدي العمي)
بالتاء ونصب (العُمي). وكان عبد الله بن عامر الشامي يقرؤها: (وما أنت بهادي
العمي) بتنوين «هاد» ونصب (العمي). وكان الكسائي يقف (بهادي) بإثبات الياء في سورة النمل والروم،
والحجة له في هذا أن الياء لم يقارنها ساكن يوجب لها السقوط. وقال الكسائي: من
قرأها (تهدي العمي) وقف على الياء.
(1/241)
قال أبو بكر: يجوز عندي لمن قرأها (تهدي العمي) أن يقف
(تهدِ) بغير ياء، لأن العرب تكتفي بالكسرة من الياء فتحذفها، من ذلك قوله: {ذلك ما
كنا نبغ} [الكهف: 64]، {ويوم يأت}
[هود: 105].
وسنذكر هذا مستقصى إن شاء الله. ومن قرأها: {وما أنت
بهاد العمي} [الروم: 53] بتنوين «هاد» وقف (بهاد) بغير ياء لأن الأصل فيه (بهادي العمي)
فاستثقلوا الكسرة في الياء فحذفوها فبقيت الياء ساكنة، والحرف الذي لقيها ساكن
فأسقطوا الياء لاجتماع الساكنين. وأسقطوا الياء في الرفع مع الألف واللام في قوله:
{يوم يدع الداع} [القمر: 6] وكذلك: {وله الجوار المنشآت} [الرحمن: 24] وكذلك: {يوم
يناد المناد} [ق: 41] وحذفوها في الخفض مع الألف واللام في قوله: {أجيب دعوة
الداع} [البقرة:
(1/242)
186] وفي قوله: {مهطعين إلى الداع} [القمرك 9] وحذفوها
من «المهتدي» في جميع القرآن إلا في الحرف الذي في سورة الأعراف: {من يهد الله فهو
المهتدي ومن يضلل فأولئك هم الخاسرون} [178].
فالموضع الذي ثبتت فيه الياء خرج على أصله وحقه لأن
الأصل فيه «يوم يدع الداعي، وله الجواري، فهو المهتدي» فاستثقلوا الضمة في الياء فحذفوها فبقيت
ساكنة ولم يلقها ساكن يوجب لها السقوط، والموضع الذي حذفت منه الياء بنيت فيه
المعرفة على النكرة واكتفى بالكسرة من الياء فسقطت الياء. وهذه لغة سائرة فاشية
عند العرب، قال محمد بن سعدان: سمعت الكسائي يقول: العرب تقول: هذا الوال والوالي،
وهذا
(1/243)
القاض والقاضي، وهذا الرام والرامين والداع والداعي.
وقال كعب بن مالك الأنصاري حجة لحذف الياء:
ما بال هم عميد بات يطرقني ... بالواد من هند إذ تعدو
عواديها
أراد: بالوادي من هند، فاكتفى بالكسرة من الياء وحذفها.
وقال كعب بن مالك أيضًا:
ولكن ببدر سائلوا عن بلائنا ... على الناد والأنباء
بالغيب تنفع
أراد: على النادي، فاكتفى بالكسرة من الياء، وقال الأعشى:
وأخو الغوان متى يشأ يصرمنه ... ويكن أعداء بعيد وداد
(1/244)
أراد:
أخو الغواني، فاكتفى بالكسرة من الياء. وقوله عز وجل:
{يومئذ يتبعون الداعي} [طه: 108] لا يجوز حذف الياء لأنها مفتوحة. والفتحة لا
تستثقل في الياء لأنها تخرج مع النفس بلا مؤونة، فلم يجز أن يكتفي بالكسرة من ياء مفتوحة.
فإن قال قائل: هلا بنيت المعرفة على النكرة؟ فقل: إذا
بنيت المعرفة على النكرة ثبتت الياء. وذلك أني أقول في الرفع والخفض: هذا داع وقاض،
ومررت بداع وقاض، فأجد الياء ساقطة فيهما فإذا بنيت المعرفة على هذا جاز الحذف،
وأقول في النصب: رأيت داعيًا وقاضيًا، فأجد الياء ثابتة، فإذا بنيت المعرفة على
هذا ثبتت الياء، ويجوز حذف الياء في النصب على لغة الذين يسكنونها في كل حال.
(1/245)
باب ذكر الياءات والواوات والألفات
المحذوفات اللاتي يجوز في العربية إثباتهن
قال أبو بكر: اعلم أن كل اسم منادى أضافه المتكلم إلى
نفسه فالياء منه ساقطة كقوله: {يا قوم اعبدوا الله} [الأعراف: 65]، {يا قوم اذكروا} [المائدة: 20]،
{ويا قوم استغفروا} [هود: 52] وكذلك قوله: {رب ارجعون} [المؤمنون: 99]، {رب اغفر لي}
[الأعراف: 151]، {رب احكم} [الأنبياء: 112]،
{رب
انصرني} [المؤمنون: 26]، {رب قد آتيتني من الملك} [يوسف: 101]، و {رب السجن أحب
إلي مما يدعونني إليه} [يوسف: 33]، وكذلك: {يا عباد فاتقون} [الزمر: 16]
(1/246)
{يا عباد الذين آمنوا اتقوا ربكم} في سورة الزمر [10]
إلا حرفين اثبتوا فيهما الياء، أحدهما في سورة العنكبوت {يا عبادي الذين آمنوا إن
أرضي واسعة} [56] والآخر في الزمر: {يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم} [53].
واختلف المصاحف في حرف في سورة الزخرف: {يا عباد لا خوف
عليكم اليوم} [68] فهو في مصاحف أهل المدينة بياء، وفي مصاحفنا بغير ياء، وكان أبو
عمرو يثبت الياء فيها ويحتج بأنه رآها في مصاحف أهل المدينة والحجاز بياء. وكان
اليزيدي يخالف أبا عمرو في هذا فيحذف الياء ويحتج بأن النداء مبناه على الحذف «يا
رب، يا قوم».
فالمواضع التي حذفت منها الياء الحجة فيها أنهم اكتفوا
(1/247)
بكسرة من الياء فحذفوها، وكثر استعمالهم لهذا الجنس فقوي
الحذف، أنشد الفراء:
يا عين جودي بدمع منك مجهودا ... وابك ابن أم إذا ما مات
مسعودا
ويروي: وابك ابن أمي إذا ما مات مسعودا.
وقال حسان بن ثابت:
يا عين بكي سيد الناس واسفحي ... بدمع فإن أنزفته فاسكبي
الدما
أراد: يا عيني، فاكتفى بالكسرة من الياء. وقال الآخر:
يا نفس صبرا على ما كان من مضض ... إذ لم أجد لفضول
الناس أقرانا
(1/248)
أراد: يا نفسي، فاكتفى بالكسرة من الياء.
والوقف على الحرفين اللذين في سورة العنكبوت أحدهما والآخر
في سورة الزمر بياء اتباعًا للكتاب، ولأنه أخرج على الأصل فثبتت الياء لأنها ياء
المتكلم. وكل ما في كتاب الله تعالى من ذكر العباد على غير معنى النداء فالياء فيه ثابتة
كقوله: {يرثها عبادي الصالحون} [الأنبياء: 105]، {قل لعبادي الذين آمنوا}
[إبراهيم: 31].
{وقليل من عبادي الشكور} [سبأ: 13] فالوقف على هذا وما
أشبهه بالياء إلا حرفًا في سورة الزمر: {فبشر عباد} [17] فالوقف عليه بغير ياء لأن
الياء ساقطة من الكتاب.
132 - وأخبرني أبو علي المقريء الدقاق قال: أقرأني محمد
بن غالب عن شجاع بن أبي نصر عن أبي عمرو: {فبشر
(1/249)
عبادي الذين} بفتح الياء. فمن أخذ بهذه القراءة وقف
الباء.
فالمواضع التي أثبتت فيها الياء أخرجت على الأصل لأنها
ياء المتكلم، والموضع الذي حذفت منه الياء اكتفى بالكسرة منها كما قال الشاعر:
فما وجد النهدي وجدا وجدته ... ولا وجد العذري قبل جميل
أراد: قبلي جميل، فاكتفى بالكسرة منها.
والياءات المحذوفات من كتاب الله عز وجل اكتفاء بالكسرة
منها على غير معنى نداء في سورة البقرة: {وإياي
(1/250)
فارهبون}
[40]، {وإياي فاتقون}
[42]، {واشكروا لي ولا تكفرون} [152] {أجيب دعوة الداع إذا دعان} [186]، {واتقون
يا أولي الألباب} [197] وفي سورة آل عمران: {ومن اتبعن} [20]، {وقل فاتقوا الله
وأطيعون} [50] {فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين} [175] وفي سورة النساء: {وسوف
يؤت الله المؤمنين أجرا عظيما}
[146] وفي سورة المائدة: {واخشون اليوم أكملت لكم دينكم}
[3]، {واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا} [44] وفي سورة الأنعام: {يقص الحق}
[57] وفيها: {وقد هدان} [80] وفي الأعراف: {ثم كيدون فلا تنتطرون} [195] وفي سورة يونس:
{ولا تنظرون. فإن توليتم} [71، 72]، {كذلك حقا علينا ننج المؤمنين} [103] وفي سورة
هود: {فلا تسألن ما ليس لك به علم}
(1/251)
[46]، {ثم لا تنظرون إني
توكلت} [55، 56]، {ولا تخزون في ضيفي} [78]، {يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه}
[105] وفي سورة يوسف: {فأرسلون. يوسف} [45، 46]،
{ولا
تقربون. قالوا سنراود} [60، 61] {حتى تؤتون موثقا من الله} [66]، {لولا أن تفندون. قالوا تالله} [94، 95] وفي سورة الرعد:
{الكبير المتعال} [0]، {وإليه متاب} [30]،
{وإليه مآب} [36]، {فكيف كان عقاب} [32]. وفي سورة إبراهيم: {لمن خاف مقامي وخاف
وعيد} [14]، {إني كفرت بما أشركتمون من قبل} [22]، {ربنا وتقبل دعاء} [40] وفي سورة الحجر: {فلا تفضحون} [68]،
{ولا تخزون} [69] وفي سور النحل: {لا إله إلا أنا فاتقون} [2] وفيها: {فإياي فارهبون}
[51] وفي سورة بني إسرائيل: {لئن أخرتن إلى يوم القيامة} [62] وفيها: {فهو المهتد} [97] وفي سورة
الكهف: {فهو المهتد} [17]، {وقل عسى أن
(1/252)
يهدين ربي} [24]، {إن ترن أنا أقل منك مالا وولدا. فعسى
ربي أن يؤتين خيرا من جنتك} [39، 40]، {على أن تعلمن مما علمت رشدا} [66]، {ذلك ما
كنا نبغ} [64]. وفي سورة طه: {ألا تتبعن أفعصيت أمري} [93] وفي سورة الأنبياءك
{لا إله إلا أنا فاعبدون} [25] {سأريكم آياتي فلا تستعجلون} [37]، {وأنا ربكم فاعبدون}
[92] وفي سورة الحج: {سواء العاكف فيه والباد} [25]، {وإن الله لهاد الذين آمنوا}
[54]، {فكيف كان نكير} [44] وفي سورة المؤمنين: {انصرني بما كذبون} [26]، {انصرني
بما كذبون. قال عما قليل} [39، 40]، {وأنا ربكم فاتقون} [52]، {وأعوذ بك رب أن
يحضرون} [98]، {قال رب ارجعون} [99]، {ولا تكلمون} [108]. وفي سورة الشعراء: {إني
أخاف أن يذكبون} [12]، {فأخاف أن يقتلون} [14]، {فهو يهدين} [78]، {يطعمني ويسقين}
[79]، {فهو يشفين} [80]، {ثم
(1/253)
مبين} [81] وفيها ثمانية مواضع: {وأطيعون} [108] وفيها:
{إن قومي كذبون} [117]، وفي سورة النمل:
{حتى إذا أتوا على واد النمل} [18]، {أتمدونن بمال فما
آتان له خير مما أتاكم} [36]، {ما كنت قاطعة أمرًا حتى تهدون} [32]، وفي سورة
القصص: {فأخاف أن يقتلون} [33] {إني أخاف أن يكذبون} [34] وفي سورة العنكبوت:
{فإياي فاعبدون} [56] وفي سورة الروم {وما أنت بهاد العمي} [53] وفي سورة سبأ: {وجفان كالجواب}
[13]، {فكيف كان نكير} [45]، وفي الملائكة: {فكيف كان نكير. ألم تر أن الله أنزل
من السماء ماء} [26، 27] وفي يس: {إن يردن الرحمن بضر، ولا ينقذون} [23]، {بربكم
فاسمعون} [25] وفي الصافات: {إن دكت لتردين} [56]، {إلى ربي سيهدين} [99]، {إلا من
هو صال الجحيم} [163] وفي
(1/254)
سورة ص: {بل لما يذوقوا عذاب} [8]، {فحق عقاب} [14] وفي
سورة الزمر {يا عباد فاتقون} [16]، {فبشر عباد} [17] وفي سورة المؤمن: {فكيف كان
عقاب} [5]، {يوم التلاق} [15]، {يوم التناد} [32]،
{يا قوم اتبعون} [38] وفي عسق: {ومن آياته الجوار} [32]، وفي الزخرف: {فإنه
سيهدين} [27]، {واتبعون هذا صراط مستقيم} [61]، {وأطيعون. إن الله هو ربي وربكم}
[63، 64]، وفي سورة الدخان: {أن ترجمون} [20]، {فاعتزلون} [21]، وفي سورة ق: {فحق وعيد}
[14]، {يناد المناد} [41]، {من يخاف وعيد} [45]، وفي سورة الذاريات: {إلا ليعبدون} [56]، {وما أريد أن يطعمون} [57]، {فلا
تستعجلون} [59] وفي القمر: {فما تغن النذر} [5]، {يوم يدع الداع إلى شيء نكر} [6]،
{مهطعين إلى
(1/255)
الداع}
[8]، وفيها
ستة مواضع: {عذابي ونذر} [16]، وفي سورة الرحمن: {وله الجوار المنشآت} [24]، وفي
سورة الملك: {كيف نذير} [17]، {فكيف كان نكير} [18] وفي نوح {واتقوه وأطيعون} [2]،
وفي المرسلات: {كيد فكيدون} [39]. وفي إذا الشمس كورت: {الجوار الكنس} [16]، وفي
الفجر: {والليل إذا يسر} [4]، {جابوا الصخر بالواد} [9]، {ربي أكرمن} [15]، {ربي
أهانن} [16]، وفي قل يا أيها الكافرون: {لكم دينكم ولي دين} [6].
فهذه الحروف كلها الياء منها ساقطة من المصحف، والوقف
سبها بغير ياء. وما سوى هذه الحروف فهو بياء كقوله تعالى في سورة البقرة: {فلا
تخشوهم واخشوني} [150] الوقف
(1/256)
على هذا بياء. وكذلك: {فاذكروني} [152] وفي سورة آل
عمران: {فاتبعوني يحببكم الله} [21] وفي هود {فكيدوني جميعا} [55] وفي يوسف: {أنا
ومن اتبعني} [108] وفي الكهف: {فإن ابتعتني فلا تسألني عن شيء} [70] وهو كثير في
القرآن، فكل ما أتاك سوى الحروف الأول فالياء فيه ثابتة.
واختلف القراء في الياءات المحذوفات من رؤوس الآي كقوله:
{وإياي فارهبون} [البقرة: 40] {وإياي فاتقون} [البقرة: 41] فكان القراء أجمعون
يحذفونها في الوصل والوقف إلا عيسى بن عمر فإنه كان يحذفها في الوقف ويثبتها في
الوصل.
133 - حدثنا بذلك عبيد الله بن عبد الرحمن قال: حدثنا
أحمد بن إبراهيم قال: حدثنا روح بن عبد المؤمن عن أحمد بن موسى
(1/257)
عن عيسى بن عمر بذلك.
134 - وقال إسماعيل بن مسلم: كان الحسن إذا وصلها جرها
وأشمها الياء، حدثنا بذلك إدريس عن خلف عن الخفاف عن إسماعيل.
135 - فمن حذفها في الوصل والوقف احتج أن رؤوس الآيات
فصل بينها وبين ما بعدها، واحتجوا أيضًا بحديث حدثناه، سليمان بن يحيى الضبي قال:
حدثنا محمد بن سعدان قال: حدثنا يحيى بن سعيد الأموي عن ابن جريج عن عبد الله بن
أبي مليكة عن أم سلمة: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ قطع قراءته آية
آية يقول: بسم الله الرحمن الرحيم. ثم يقف ثم يقول: الحمد لله رب العالمين. ثم
يقف. ثم يقول: الرحمن الرحيم مالك يوم الدين». قال محمد بن سعدان: فقلنا ليحيى
(1/258)
هكذا قرأ النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: هكذا قال ابن
جريج.
واحتج أصحاب هذا المذهب أيضًا بأن رؤوس الآيات بمنزلة
رؤوس الأبيات وذلك أن آخر الآية فصل بينها وبين ما بعدها كما أن آخر البيت فصل،
فحذفت من رؤوس الآيات كما تحذف من أواخر الأبيات، قال الأعشى:
ومن كاشح ظاهر غمره ... إذا ما انتسبت له أنكرن
أراد: أنكرني، فحذف الياء اكتفاء بالكسرة منها، وقال
لبيد:
فانتضلنا وابن سلمى قاعد ... كعتيق الطير يغضي ويجل
(1/259)
وقال الآخر:
إذا حاولت في أسد فجورا ... فإني لست منك ولست من
أراد: ولست مني، فحذف وقال أيضًا:
وهم وردوا الجفار على تميم ... وهم أصحاب يوم عكاظ إن
أراد: إني، فحذف.
والذين أثبتوا الياء في الوصل وحذفوها من الوقف قالوا:
أثبتناها في الوصل لأن إثباتها هو الأصل، [لأنها] ياء
الإضافة، وحذفناها في الوقف اتباعًا للمصحف.
وكان يعقوب الحضرمي يثبت الياء في الوصل والوقف والحجة
له في هذا أنه أخرجه على الأصل.
(1/260)
واختلف القراء في الياءات التي في قوله: {يوم يدع الداع}
[القمر: 6] و {أجيب دعوة الداع} [البقرة: 186] {يناد المناد} [ق: 41]. فكان أبو
جعفر وشيبة ونافع يثبتون الياء في الوصل ويحذفونها في الوقف. وكذلك كان أبو عمرو
بن العلاء يثبت الياء في الوصل في «الداع والمناد وجفان كالحواب» ويحذفها في الوقف.
وكان عاصم والأعمش وحمزة والكسائي يحذفونها في الوصل
والوقف. وقد تقدمت العلة في الإثبات والحذف في الباب الأول.
واختلفوا أيضًا في الياءات في قوله: {يوم يأت لا تكلم
نفس إلا بإذنه} [هود: 105] و {ذلك ما كنا نبغ} [الكهف: 64]، {والليل إذا يسر}
[الفجر: 4] فكان عاصم وحمزة يحذفان
(1/261)
في الوصل والوقف.
وكان نافع وأبو عمرو يثبتان الياء في الوصل ويحذفانها في
فمن أثبتها في الوصل قال: هي حرف من الفعل. من أن تأتي على وزن «يفعل» فالياء
بحذاء السلام. ما في الوصل لأنها حرف من الفعل وحذفناها في ... اتباعًا للمصحف.
وكان الكسائي يثبت الياء في قوله: (ذلك ما كنا نبغي) وصل
ويحذفها في الوقف. قال الفراء: فسألت الكسائي عن ذلك فقال: أستجيز أن أحذف الياء
في السكت لأن سكون عليه مجزوم فاستجزت الحذف للجزم فإذا وصلت
(1/262)
كانت في موضع رفع فأثبتها.
136 - أخبرنا محمد قال: أخبرنا إسماعيل بن إسحاق قال:
حدثنا قالون عن نافع أنه كان يقرأ في الكهف: {فلا تسألني عن شيء} [الكفه: 70]
ويقول: الياء مكتوبة. وفي هود: {فلا تسألن} [46 ي بنصب اللام وخفض النون بغير ياء.
137 - وحدثنا بهذا أيضًا إدريس عن خلف عن المسيبي عن
نافع.
والذين حذفوها في الوصل والوقف قالوا: اكتفينا بالكسرة
من الياء واجتمع لنا مع هذا موافقة المصحف. قال الفراء:
(1/263)
سمعت العرب تقول: «لا أدر، ولا لعمر» فيحذفون الياء في
السكوت، وأنشد:
ليس يخفي يسارتي قدر يوم ... ولقد تخف شيمتي إعساري
أراد: تخفي، فاكتفى بالكسرة من الياء. وقال:
كفاك كف ما تليق درهما ... جودا وأخرى تعط بالسيف الدما
وقال أبو خراش:
ولا أدر من ألقى عليه رداءه ... خلا أنه قد سل عن ماجد
محض
أراد: ولا أدري، فاكتفى بالكسرة من الياء. وكان
(1/264)
يعقوب الحضرمي يثبت الياء في جميع هذه الحروف في الوصل والوقف
ويحتج بأن إثباتها هو الأصل.
138 - وحدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن قال: حدثنا أحمد
بن إبراهيم قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا حجاج عن هارون قال: في مصحف أبي
وعبد الله بن مسعود: (يوم يأتي لا تكلم) بالياء. قال أبو عبيد: ورأيت أنا في الذي
يقال إنه الإمام مصحف عثمان، رحمة الله عليه، (يوم يأت لا تكلم) بغير ياء.
وكان الأصل في هذه الحروف: «ما كنا نبغي، يوم يأتي،
ينادي المنادي، والليل إذا يسري» فاستثقلوا الضمة في الياء فحذفوها فبقيت الياء
ساكنة فاكتفى بالكسرة منها.
وكان أبو عمرو يفتح الياء في قوله: {فما آتاني الله خير
(1/265)
مما آتاكم} [النمل: 36] فيلزمه أن يقف عليه بالياء.
وما سوى هذه الحروف فالوقف عليه بياء، والياء ثابتة فيه
في المصحف كقوله: {يوم تأتي السماء بدخان مبين} [الدخان: 10] الوقف عليه (تأتي)
بياء. وكذلك: {إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة} [الأنفال: 50] الوقف عليه
(يتوفى) بياء وكذلك: {ولو يرى الذين ظلموا} [البقرة: 165] تقف عليه (يرى) {إنما
يوفى الصابرون} [الزمر: 10] (يوفى) بياء. {فسيرى الله عملكم} [التوبة: 105] (فسيرى). {الله
يتوفى الأنفس} [الزمر: 42] (يتوفى)، {ويخشى الناس} [الأحزاب: 37] (ويخشى).
وكل ما كان خارجًا من الحروف التي عددتها أولاً
(1/266)
فالوقف عليه بياء. وقوله: {أتمدونن بمال} [النمل: 36]
اختلف القراء فيه فكان نافع يقرأ: (أتمدونني بمال) بإثبات الياء. وكان عاصم
والكسائي يقرآن: (أتمدونن بمال) بخفض النون مع حذف الياء. وكان أبو عمرو يقرأ
(أتمدونني بمال) بإثبات الياء في الوصل وحذفها من الوقف. وكان حمزة يقرأ:
(أتمدوني) بنون مشددة ويقف بالياء، وكذلك يصل.
قال أبو عبيد: الاختيار عندنا قراءة عاصم والكسائي لأنه
ليست فيها قراءة أشد موافقة للكتاب منها، إنما هما نونان في كل المصاحف.
واعلم أن الواو ثابتة في كل فعل لم يدخل عليه ما يجزمه
(1/267)
كقوله في سورة الرعد: {يمحو الله ما يشاء وثبت} [39]،
الوقف على هذا (يمحو) لأنه في موضع رفع بالياء التي في أوله، علامة الرفع فيه سكون
الواو، وذلك أنك تقول في النصب: «لن يمحو» وتقول في الجزم «لم يمح» فتجد الواو
مفتوحة في النصب ومحذوفة في الجزم. فإذا سكنت كان سكونها علامة الرفع.
وقد حذفت الواو من أربعة أفعال مرفوعة أولها: {ويدع
الإنسان بالشر} [الإسراء: 11] الوقف عليه (ويدع) بلا واو. وكذلك: {ويمح الله الباطل}
[الشورى: 24] تقف عليه (ويمح) بلا واو. وهو في موضع رفع على الاستئناف، ولا يجوز
أن يكون مجزومًا على معنى: «فإن يشأ الله يختم على قلبك ويمح» لأن الله تعالى قد شاء
أن يمحو
(1/268)
الباطل، فقال تعالى: {ليحق الحق ويبطل الباطل} [الأنفال:
8] والحجة في هذا أنهم اكتفوا بالضمة من الواو، وأنشد الفراء:
إذاه سيم الخسف آلي بقسم ... بالله لا يأخذ إلا ما احتكم
أراد: إذا هو، فحذف الواو.
وقال أبو جعفر محمد بن سعدان: الوقف على قوله: (ويمح
الله الباطل) (ويمح) بلا واو لأنه نسق على الجزاء، وهذا لا يصح للعلة التي تقدمت.
والحرف الثالث: (يوم يدع الداع) [القمر: 6] تقف عليه
(يدع) بلا واو، والحرف الرابع {سندع الزبانية} [العلق: 18] الوقف عليه (سندع)، والعلة في
هؤلاء
(1/269)
الأربعة أنهم اكتفوا بالضمة من الواو فأسقطوها، ووجدوا
الواو ساقطة من اللفظ لسكونها وسكون اللام فبني الخط على اللفظ.
وحكى الكسائي عن العرب: أقبل يضربه لا يأل، أراد: لا
يألو، فاكتفى بالضمة من الواو.
واعلم أن واو الجمع ثابتة في القرآن كله كقوله {إنهم
صالو النار} [ص: 59] الوقف عليه (صالوا)، وكان الأصل فيه «صالون» فأسقطوا النون
للإضافة وأسقطوا الواو لسكونها وسكون اللام. وكذلك: {إنا مرسلو الناقة} [القمر:
27] الوقف عليه (مرسلو)، {إنا كاشفو العذاب} [الدخان: 15] الوقف عليه «كاشفو».
وكذلك {قالوا الحق} [سبأ: 23] الوقف عليه (قالوا) وكذلك: {ولا تسبوا الذين يدعون
(1/270)
من دون الله} [الأنعام: 108] الوقف عليه (تسبوا) وموضع
(تسبوا) جزم على النهي بـ (لا)، كان الأصل فيه «تسبون» فسقطت النون للجزم. وكذلك:
(فيسبوا الله عدوا) الوقف عليه (فيسبوا) وموضع «يسبوا» نصب بالفاء، لأنها جواب
النهي، علامة النصب فيه سقوط النون. ومثله: {يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول
وتخونوا أماناتكم} [الأنفال: 27] الوقف على الأول والثاني (تخونوا) بالواو لأنها واو
الجمع، ولم تحذف الواو إذا كانت علامة الجمع في كتاب الله إلا في حرف واحد حكاه
الفراء: {نس الله فنسيهم} [التوبة: 67] قال الفراء: الواو ساقطة من المصحف، فالوقف
عليه (نس) بلا واو، والعلة في هذا أنهم وجدوا الواو ساقطة من اللفظ لسكونها وسكون
اللام فبنوا الخط على اللفظ، واكتفوا بالضمة من الواو.
(1/271)
قال أبو بكر: والذي وجدناه في مصاحفنا (نسوا) بالواو،
فالوقف عليه بالواو. والذي مضى حكاه بعض أصحابنا عن الفراء متأولاً عليه، وكلام
الفراء لا يدل على حذف الواو من (نسوا) في الخط، وحذف واو الجمع موجود كثير في
كلام العرب، أنشدني أبي قال: أنشدنا أبو الفتح النحوي
متى تقول خلت من أهلها الدار ... كأنهم بجناحي طائر طار
أراد: طاروا فاكتفى بالضمة من واو الجمع. وأنشدني أبي
قال: أنشدنا أبو الفتح:
فلو أن الأطبا كان حولي ... وكان مع الأطباء الشفاة
(1/272)
إذا ما اذهبوا وجدا بقلبي ... وإن قيل الشفاة هم الأساة
أراد: كانوا، فحذف واو الجمع. وأنشد الفراء في البيت
الأول:
وكان مع الأطباء الأساة
وأنشد في البيت الثاني:
وإن قيل الأطباء الشفاة
وأنشد الفراء:
إذا ما شاء ضروا من أرادوا ... ولا يألوا لهم أحد ضرارا
وأنشدني أبي قال: أنشدنا أبو موسى هارون بن الحارث صاحب
هشام بن معاوية الضرير:
شبوا على المجد وشابوا واكتهل ... لو أن قومي حين أدعوهم
حمل
على الجبال الصم لأرفض الجبل
(1/273)
أراد: اكتهلوا وحملوا، فاكتفى بالضمة من واو الجمع ثم
سكن اللام للقافية، وقال الآخر:
جزيت ابن أوفى بالمدينة قرضه ... وقلت لشفاع المدينة
أوجف
وقال الآخر:
لو ساوفتنا بسوف من تحيتها ... سوف العيوف لراح الركب قد
قنع
أراد: قد قنعوا، فحذف. وقال الآخر:
راحت بأعلاقه حولا يمانيه ... تدعوا العرانين من بكر وما
جمع
أراد: وما جمعوا، فحذف واو الجمع.
(1/274)
واعلم أن الفعل إذا تقدم كان موحدًا مع الاثنين والجمع
من ذلك قوله تعالى: {أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها} [النساء: 75] تقف عليه
(الظالم) بلا ياء لأن معناه «التي ظلم أهلها». فالفعل متقدم. وتقف على قوله: {إن
الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم} [النساء: 97] (ظالمي) بالياء لأنه متأخر بعد الأسماء،
كان الأصل فيه: «ظالمين أنفسهم» فسقطت النون للإضافة، وموضع «ظالمين» نصب على القطع من الهاء والميم
في (توفاهم). وتقف على قوله: {قال رجلان من الذين يخافون} [المائدة: 23] [قال]،
{وقال نسوة في المدينة} [يوسف: 30] (وقال) فنوحده، لأنه فعل متقدم. وتقف على قوله:
{ولقد آتينا داود وسليمان علما وقالا الحمد لله} [النمل: 15] (وقالا) لأنه فعل
متأخر. وكذلك:
(1/275)
{فلما أثقلت دعوا الله ربهما} [الأعراف: 189] تقف عليه
(دعوا). وكذلك: {واستبقا الباب} [يوسف: 25] تقف عليه (واستبقا). وكذلك: {وألفيا
سيدها} [يوسف: 25] تقف عليه (وألفيا).
ومعنى ألفيا وجدا.
قال الشاعر:
حفظت الذي ألفيت شيخك قد بنى ... فأسست بنيانا له ليس
يهدم
أراد: حفظت الذي وجدت. وتقف على قوله تعالى: {قل لعبادي
الذين آمنوا يقيموا الصلاة} [إبراهيم: 31] (يقموا). وكذلك: {وقل لعبادي يقولوا
التي هي أحسن} [الإسراء: 53] (يقولوا). {وأثاروا الأرض} [الروم: 9] (أثاروا). {وامتازوا
اليوم} [يس: 59] (وامتازوا). تقف على هذا وما أشبهه بالواو لأنه فعل
(1/276)
متأخر بعد الفاعلين.
وتقف على قوله: {يا أيها الناس اعبدوا ربكم} [البقرة:
21] (يا أيها) لأن الأصل فيه «يا هؤلاء الناس» فاكتفى بـ «الناس» من «أولاء»
فحذفوا. وكذلك: {يا أيها النبي} [الأنفال: 65] تقف (يا أيها) لأن الأصل فيه «يا
أيهذا النبي» فاكتفى بـ «النبي» من «ذا». قال الشاعر:
ألا أيهذا المنزل الدارس الذي ... كأنك لم يعهد بك الحي
عاهد
فأخرجه على أصله. وقال الآخر:
ألا أيهذا الزاجري أحضر الوغي ... وأن أشهد اللذات هل
أنت مخلدي
وقال الأخر:
(1/277)
ألا أيهذا لباخع الوجد نفسه ... لشيء نحته عن يديه
المقادر
ومن العرب من يقول: يأيه النبي، ويأيه الرجل. أنشد
الفراء:
يا أيه القلب اللجوج النفس ... أفق عن البيض الحسان
اللعس
ولا يجوز أ، يقرأ أحد بهذه اللغة لأنها تخالف المصحف.
فكل ما في كتاب الله من ذكر «يا أيها» فالوقف عليه بألف إلا ثلاثة أحرف في سورة
النور: {وتوبوا إلى الله جميعا أيه المؤمنون} [31] وفي سورة الزخرف: {وقالوا يا
أيه الساحر} [49] وفي سورة الرحمن: {سنفرغ لكم آيه الثقلان} [31] فالوقف على هؤلاء
الثلاثة بغير ألف اتباعًا
(1/278)
للمصحف.
وكان عبد الله بن عامر بضم الهاء في هؤلاء المواضع
الثلاثة. وقد اختلف القراء في الوقف عليهن. فكان أبو عمرو والكسائي يقفان عليهن
بالألف. وكان الكسائي يقول: هذا من عمل الكاتب. وكان نافع يقف عليهن بغير ألف
اتباعًا للكتاب.
فمن وقف عليهن بالألف قال: الأصل إثبات الألف. ومن حذفها
قال: اكتفيت
بالفتحة منها. وقال السجستاني: لا بد من إثبات الواو في الوقف في قوله: {ويدع
الإنسان} [الإسراء: 11] {سندع الزبانية} [العلق: 18]، {ويمح الله الباطل} [الشورى:
24]
(1/279)
وهذا غلط منه لأن العرب حذفت واو الجمع، فحذف واو الجمع
أغلظ من حذف لام الفعل فإذا جاز حذف ما يدل في الجمع كان حذف ما لا يدل على معنى
أسهل. ويدل على بطلان قوله اجتماع المصاحف على حذف اللام. يقاس على منا إن شاء
الله.
(1/280)
باب ذكر ما يوقف عليه بالتاء والهاء
اعلم أن كل هاء دخلت للتأنيث فالوقف عليها بالهاء والتاء
جائز. ألا [ترى] أنهم كتبوا في المصحف بعضها بالتاء وبعضها بالهاء. واختلف
القراء في ذلك، فكان أكثرهم يقولون: الوقف على ما في المصحف لا يتعدى. فما كان في
المصحف بالتاء وقفنا عليه بالتاء. وما كان بالهاء وقفنا عليه بالهاء. وقال آخرون: أنت مُخير في
ذلك. إن شئت وقفت على كل هاء للتأنيث في كتاب الله عز وجل بالهاء، وإن شئت وقفت
بالتاء. فإذا وقفت بالهاء احتججت بأنك مريد للسكت، وإذا وقفت بالتاء احتججت بأنك
مريد للوصل.
(1/281)
قال أبو بكر: وهذا المذهب لا يعجبنا لأنه لو جاز في
المصحف في الوقف جاز خلافه في الوصل. فلما اجتمع الفراء على ترك كل قراءة تخالف
المصحف كان كل من تعمد في المصحف في وصل أو وقف مخطئًا.
وقال الفراء: التاء هي الأصل، والهاء داخلة عليها.
أنك تقول: قامت وقعدت، فتجد هذا هو الأصل حتى يبنى عليه
ما فيه الهاء. قال: والدليل على أن التاء عند العرب هي الأصل أن طيئًا تقول
في الوقف: هذه مرأت، وهذه جاريت. فيصلون بالتاء ويقفون بالتاء.
وقال أبو محمد سلمة بن عاصم: قال بعض النحويين:
فاء في المؤنث هي الأصل في الأسماء، ليفرقوا بينها وبين
(1/282)
الأفعال، فتكون الأسماء بالهاء والأفعال بالتاء. وقال
سلمة: ربما قال الفراء بهذا أيضًا.
فكل ما في كتاب الله تعالى من ذكر الرحمة فالوقف عليه
بالهاء إلا سبعة أحرف، في البقرة: {أولئك يرجون رحمت الله} [218]، وفي الأعراف:
{إن رحمت الله قريب من المحسنين} [56]، وفي هود: {رحمت الله وبركاته} [73]، وفي مريم:
{ذكر رحمت ربك عبده} [2]، وفي الروم: {فانظر إلى آثار رحمت الله} [50]، وفي الزخرف: {أهم يقسمون رحمت ربك}
[32] وفيها: {ورحمت ربك خير مما يجمعون} [32].
وكل ما في كتاب الله من ذكر السنة فالوقف عليه بالهاء
إلا خمسة أحرف، في الأنفال: {فقد مضت سنت الأولين}
(1/283)
[34] وفي الملائكة: {فهل ينظرون إلا سنت الأولين فلن
لسنت الله تبديلا ولن تجد لسنت الله تحويلا} [43]، وفي المؤمن: {سنت الله التي قد
خلت في عباده} [85].
وكل ما في كتاب الله من ذكر «النعمة» فهو بالهاء إلا أحد
عشر حرفًا. وفي سورة البقرة: {اذكروا نعمت الله عليكم وما أنزل} [231] وفي سورة آل
عمران: {واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء} [103] وفي المائدة: {اذكروا نعمت
الله عليكم إذ هم قوم} [11] وفي إبراهيم: {ألم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله كفرا}
[28] وفيها: {وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها} [34] وفي النحل {وبنعمت الله هم يكفرون}
[72] وفيها: {يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها} [83] وفيها: {فاشكروا نعمت الله إن
كنتم إياه تعبدون} [114] وفي لقمان: {تجري في البحر بنعت الله ليريكم} [31] وفي
الملائكة: {اذكروا نعمت الله عليكم هل من خالق غير الله} [3] وفي الطور:
(1/284)
{فما أنت بنعمت ربك} [29].
وقوله عز وجل: {يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة
لائم} [المائدة: 43] الوقف عليه (لومة) بالهاء. وقوله: {بقيت الله خير لكم} [هود:
86] الوقف عليه (بقيت) بالتاء. وقوله: {قرت عين لي ولك} [القصص: 9] الوقف عليه
(قرت) بالتاء.
وكل ما في كتاب الله تعالى من ذكر «المرأة» فالوقف عليه
بالهاء إلا سبعة أحرف، في آل عمران: {إذ قالت امرأت عمران} [35] وفي يوسف: {امرأت العزيز
الآن حصحص الحق} [51] وفيها: {امرأت العزيز تراود فتاها عن نفسه} [30] وفي القصص:
{امرأت فرعون قرت عين} [9] وفي التحريم: {امرأت نوح وامرأت لوط} [10] و {امرأت
فرعون} [11].
(1/285)
وكل ما في كتاب الله تعالى من ذكر «الكلمة» فهو بالهاء
ثلاثة أمكنة، [في الأعراف] {وتمت كلمة ربك مني} [137]، وفي يونس: {حقت كلمت ربك على
الذين فسقوا} [33] وفي المؤمن: {حقت كلمت ربك على الذين كفروا} [6]
وكل ما في كتاب الله من ذكر «المعصية» فهو بهاء إلا في
المجادلة: {ويتناجون بالإثم والعدوان ومعصيت الرسول} [8] وفيها: {إذا تناجيتم فلا
تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصيت الرسول} [9].
وكل ما في كتاب الله من ذكر «اللعنة» فهو بالهاء إلا
مرتين في آل عمران: {فنجعل لعنت الله على الكاذبين} [1] وفي النور: {والخامسة أن
لعنت الله عليه} [7].
(1/286)
وكل ما في كتاب الله من ذكر «الثمرة» فهو بالهاء إلا
حرفًا واحدًا في سجدة الحواميم: {وما تخرج من ثمرات من أكمامها} [47].
وكل ما في كتاب الله تعالى من ذكر «الشجرة» فالوقف عليه
بهاء إلا حرفًا واحدًا في سورة الدخان: {إن شجرت الزقوم. طعام الأثيم} [43، 44].
فالمواضع التي يوقف عليها بالهاء الحجة فيها اتباع
المصحف وإنما كتبوها في المصحف بالهاء لأنهم بنوا الخط على الوقف. والمواضع اللاتي
كتبوها بالتاء الحجة فيها أنهم بنوا الخط على الوصل.
(1/287)
وكان حمزة يسكت على ستة أحرف بالتاء، على: {يا أبت}
[يوسف: 4] و {هيهات هيهات} [المؤمنون: 36]، {فنادوا آلات حين مناص} [ص: 3] {أفرأيتم اللات
والعزى} [النجم: 19]، {ومريم ابنت عمران} [التحريم: 12] {ابتغاء ... الله} [البقرة: 207].
وقال الكسائي: الوقف على «مرضاة» بالهاء لأنها مثل
«معصية» وكره أن يقف على: (ولات). وكان الكسائي ربما الوقف عليه بالتاء.
139 - وروى ابن الجهم عن الفراء عن الكسائي أنه كان يقف
على (ولات) «ولاه». وكذلك: (أفرأيتم اللات والعزى) كان يقف عليه «اللاه» بالهاء.
(1/288)
قال خلف: ووصل (ولات حين) أحب إلي لأنه بلغني عن أبي
عمرو أنه كره الوقف على (ولات). قال خلف: والوقف على (مرضاة) بالهاء، والبقية بالتاء
مثل قول حمزة (يا أبت) و (هيهات هيهات) و (اللات) و (مريم ابنت عمران). فأما
(يا أبت) فالوقف عليه بالتاء في جميع القرآن مثل قول حمزة إذا انكسرت التاء لأن بعدها
ياء الإضافة محذوفة.
وقال الفراء: الوقف على: (ولات حين مناص)، (أفرأيتم اللات) و {حدائق ذات بهجة} [النمل: 60] بالتاء أحب إلي
من الهاء. قال: وقد رأيت الكسائي سأل أبا فقعس الأسدي فقال: «ذاه» لـ (ذات). وقال: «أفرأيتم اللاه»
لأـ (اللات). وقال: (ولات حين مناص) ليس تحين فرار. والنوص التأخر في كلام العرب
والبوص
(1/289)
المتقدم. وأنشد لامرئ القيس:
أمن ذكر ليلى إذ نأتك تنوص ... فتقصر عنها خطوة وتبوص
فتبوص: تقدم، وتنوص: تأخر. وقال الفراء: لاختيار أن تنصب
بـ (لات) لأنها في معنى «ليس» وقال: أنشدني الفضل:
تذكر حب ليلى لات حينا ... وأضحى الشيب قد قطع القرينا
ومن العرب من يخفض بها. وأنشد الفراء:
ولات ساعة مندم
(1/290)
قال أبو بكر: وأول البيت:
فلتعرفن خلائقا مشمولة ... ولتندمن ولات ساعة مندم
وكان الكسائي والفراء والخليل وسيبويه والأخفش يذهبون
إلى أن «ولات حين»، التاء منقطعة من
«حين» التاء منقطعة من «حين» ويقولون: معناها «وليست». وكذلك هو في المصاحف الجدد والعتق
بقطع التاء من «حين». وإلى هذا كان يذهب أبو عبيدة
(1/291)
معمر بن المثنى. وأجاز بعض النحويين «ولات حين مناص» على
معنى. ولا هو حين مناص.
وقال أبو عبيد القاسم بن سلام: والوقف عندي على هذا
الحرف (ولا)، والابتداء (تحين مناص) فتكون التاء مع
(حين) لثلاث حجج: إحداهن أن تفسير ابن عباس يشهد. وذلك أنه قال: ليس حين نزو
وفرار، فقد علم أن «ليس» هي أخت «لا» وبمعناها. والحجة الثانية أنا لا نجد في شيء من كلام العرب
«ولا» إنما المعروفة «لا».
والحجة الثالثة أن هذه التاء إنما وجدناها تلحق مع «حين» ومع «الآن»
ومع «الأوان»، فيقولون: كان هذا تحين كان ذاك، وكذلك: تأوان. ويقال: اذهب تالآن فاصنع كذا
(1/292)
وكذا. قال: وقد وجدنا ذلك في أشعارهم وفي كلامهم. فمن
ذلك قول أبي وجزة السعدي، سعد بن بكر:
العاطفون تحين ما من عاطف ... والمطعمون زمان أين المطعم
قال: وقد كان بعض النحويين يجعل الهاء موصولة بالنون،
فيقول: العاطفونه. وهذا غلط بين لأنهم صيروا التاء هاء ثم أدخلوها في غير موضعها،
وذلك أن الهاء إنما تقحم على النون في مواضع القطع والسكوت. فأما مع الاتصال فإنه غير
موجود وإنما هي «تحين». ومن إدخالهم التاء في «أوان» قول أبي زبيد الطائي:
(1/293)
صبوا صلحنا ولا نأوان ... فأجبنا أن ليس حين بقاء
ومن إدخالهم التاء في «الآن» حديث ابن عمر، وسأله رجل عن
عثمان فذكر مناقبه ثم قال: اذهب بهذه تالآن إلى صاحبك.
قال: فهذا بين لك أن التاء لم تكن زيادتها مع «لا» بمن
توهم أنها «لات» من أجل أنه ليس في حديث ابن عمر ذكر «لا». وكذلك قول الشاعر:
ولي قبل يوم بيني جمانا ... وصلينا كما زعمت تلانا
فليس ههنا «لا».
(1/294)
قال أبو عبيد: ثم مع هذا كله إني تعمدت النظر إليه في
الذي يقال إنه الإمام مصحف عثمان، رحمة الله عليه، فوجدت التاء متصلة مع «حين» قد
كتبت «تحين»
وقال الفراء: الاختيار أن تقف بالتاء في قوله: {حدائق
ذات بهجة} [النمل: 60] لأنها لا تفرد. وقال أيضًا: الاختيار أن تقف على (اللات)
بالتاء لأنه حرف واحد لا نظير له كثُر به الكلام حتى صارت التاء فيه كأنها أصلية.
140 - قال وحدثني القاسم بن معن عن منصور عن مجاهد أنه
قرأها: (أفرأيتم اللات والعزى) قال: كان رجلاً يلت لهم السويق فهو الفاعل من لتت،
فعلى قراءة مجاهد
(1/295)
لا يجوز أن تقف عليه بالهاء.
وقوله: {يا أبت إني رأيت} [يوسف: 4] اختلف القراء فيه،
فكان نافع وعاصم والأعمش وأبو عمرو وحمزة والكسائي يقرؤون: (يا أبت) بخفض التاء.
وكان عبد الله بن عامر اليحصبي وأبو جعفر يزيد بن القعقاع يقرآن: (يا أبت) بفتح التاء.
وروي عن بعض القراء أنه كان يضم التاء فيقول: (يا أبت)
بالرفع. فمن قرأ: (يا أبت) بالخفض وقف على التاء. ولا يجوز أن يقف على الهاء لأن الخفضة
التي في التاء تدل على ياء المتكلم وإنما حذفت الياء لكثرة الاستعمال كما حذفت من
قوله: (يا قوم، يا عباد). ومن قرأ:
(1/296)
(يا أبت) بالنصب كان له مذهبان: أحدهما أن يقول: أردت
«يا أب» بالترخيم ثم أدخلت الهاء لأنها أشبع للكلام ثم عربتها بإعراب الباء. فمن
هذا الوجه يجوز أن تقف على الهاء. والوجه الآخر أن تقول: أردت الندبة «يا أبتاه»
فمن هذا الوجه لا يجوز الوقف على الهاء. أنشدنا أبو العباس:
كليني لهم يا أميمة ناصب ... وليل أقاسيه بطيء الكواكب
وقال لنا: يجوز أن يكون أراد الترخيم «يا أميم ناصب»
فأدخل الهاء. ويجوز أن يكون أراد الندبة «يا أميمتاه».
ومن قرأ (يا أبت) بالرفع جاز له أن يقف على الهاء قال الفراء:
ولا نعلم أحدًا قرأ بالرفع.
(1/297)
وقوله تعالى: {هيهات هيهات لما توعدون} [المؤمنون: 36]
من جعلها حرفًا واحدًا لا يفرد أحدهما من الآخر وقف على الثاني بالهاء ولم يقف على
الأول فيقول: (هيهات هيهاه) كما يقول: «خمس عشره» و «سبع عشره». ومن نوى
إفراد أحدهما من الآخر وقف فيهما جميعًا بالهاء وبالتاء لأن أصل الهاء تاء. قال
الفراء: وكأني أستحب الوقف على التاء لأن من العرب من يخفض التاء في كل حال فكأنها
مثل تاء عرفات وملكوت وما أشبه ذلك.
وكان عيسى بن عمر وأبو عمرو بن العلاء يقفان عليها
(هيهاه هيهاه) بالهاء. وقد روي أيضًا عن أبي عمرو أنه كان يقف على (هيهات) بالتاء.
(1/298)
قال أبو بكر: وفي «هيهات» سبع لغات: «هيهات لك» بفتح
التاء، و «هيهات لك» بخفض التاء – يروى عن أبي جعفر - و «هيهات لك» بالخفض
والتنوين. تروى عن عيسى بن عمر و «هيهات لك» برفع التاء و {هيهات لك} بالرفع
والتنوين. و «هيهاتًا لك» بالنصب والتنوين.
قال الأحوص:
تذكر أياما مضين من الصبا ... وهيهات هيهاتا إليك رجوعها
واللغة السابعة «أيهات أيهات» أنشد الفراء.
فأيهات أيهات العقيق ومن به ... وأيهات وصل بالعقيق
تواصله
(1/299)
فمن قال: «هيهات» بفتح التاء بغير تنوين شبه التاء
بالهاء ونصبها على مذهب الأداة. والذين قالوا: «هيهاتًا» بالتنوين شبهوه بقوله:
{قليلا ما يؤمنون} [البقرة: 88] أي: فقليلاً إيمانهم والذين قالوا: «هيهات لك»
بخفض التاء، شبهوه بـ «حذام وقطام» كما قال الشاعر:
أتاركة تدللها قطام ... وضنا بالتحية والكلام
ومن قال: «هيهات لك» بالخفض والتنوين شبهه بالأصوات
بقولهم «غاق وطاق». ومن قال: «هيهات لك» بالرفع بغير تنوين ذهب بها إلى الوصف
وقال: هي أداة والأدوات معرفة. ومن رفعها بالنون شبه التاء بتاء الجمع كقوله {فإذا
أفضتم من عرفات} [البقرة: 198]. ومن العرب
(1/300)
من يقول: «أيهان» بالنون. ومنهم من يقول: «أيها» بلا
نون، أنشد الفراء:
ومن دوني الأعيار والقنع كله ... وكتمان أيها ما أشت
وأبعدا
وقال الفراء: كان الكسائي يقف على قوله: (أفرأيتم اللات
والعزى) بالهاء.
141 - وأخبرنا الحسن بن الحباب قال: حدثنا أبو الحسن بن
أبي بزه قال: أقرأني عكرمة بن سلميان عن شبل بن عباد وإسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين
عن ابن كثير: (يا أبت) بكسر التاء في جميع القرآن. وقال البزي: والوقف عليها بالهاء.
{من ثمرة من أكمامها} [فصلت: 47] الوقف
(1/301)
عليها بالهاء. (هيهات هيهات) بفتح التاء فيهما، والوقف
على كل واحدة منهما بالهاء.
قال أبو بكر: والوقف على «ملكوت والطاغوت والتابوت»
بالتاء لا يجوز إلا ذلك فيما ذكر الفراء.
142 - حدثنا محمد بن سلميان قال: حدثنا محمد بن سعدان
قال حدثنا أبو أيوب سليمان بن داود الهاشمي عن إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب قال:
اختلفوا يومئذ، يعني اليوم الذي جمعوا فيه المصحف، في (التابوت) فقال زيد بن ثابت: (التابوه) وقال
ابن الزبير وسعيد وعبد الرحمن
(1/302)
(التابوت)
فرفعوا اختلافهم إلى عثمان، رضي الله عنه، فقال عثمان:
اكتبوه (التابوت) فإنه لسان قريش. وقال الفراء: هي لغة الأنصار معروفة يقفون على
الهاء في الوصل والقطع.
143 - وحدثنا إسماعيل بن إسحاق عن قالون عن نافع أنه قرأ:
(من ثمرت من أكمالها) بالجمع؛ وليست فيها ألف مكتوبة. قال أبو بكر: فمن بنى على هذه
القراءة لم يقف عليها بالهاء لأنها تاء الجمع كالتاء في «عرفات وقصبات».
وقوله تعالى: {فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه} [البقرة: 259]
اختلف القراء في الهاء، فكان أبو جعفر وشيبة ونافع وعاصم وابن كثير يثبتون الهاء
في (يتسنه) إن وصلوا وإن قطعوا. وكذلك: {فهبداهم اقتده}
(1/303)
[الأنعام: 90]، {يا ليتني لم أوت كتابيه. ولم أدر ما
حسابيه} [الحاقة: 25، 26] وكذلك: {وما أدراك ما هيه} [القارعة: 10] وكان أبو عمرو
يوافقهم في هؤلاء الحروف كلهن في الحرف الذي في الأنعام فإنه كان يحذف الهاء منه
في وصل ويثبتها في الوقف. كذا ذكر أبو عبيد في كتابه.
144 - حدثني أبي قال: حدثنا أبو خلاد عن اليزيدي عن أبي
عمرو أنه كان يثبت الهاء في (اقتده) في الوصل والوقف. وخالفه اليزيدي في هذا فكان
يثبت الهاء في
(1/304)
الوقف ويحذفها في الوصل ويقول: إنما تدخل الهاء للسكت.
وكان الكسائي يثبت الهاء في جميع القرآن في الوصل والوقف
إلا في حرفين، في سورة البقرة: {لم يتسنه} [259] وفي سورة الأنعام {فهبداهم اقتده}
[90] فكان
يحذف الهاء منهما في الوصل ويثبتها في الوقف.
وكان الأعمش وحمزة يثبتان الهاءات في الوقف ويحذفانها في
الوصل في قوله: (لم يتسنه) وفي قوله:
(فبهداهم اقتده) وفي حرفين، في الحاقة: {ماليه} [28]، و
{سلطانيه} [29] وفي القارعة: {ماهيه} [10] ويثبتان الهاء فيما سوى هؤلاء
الأحرف في الوصل والوقف.
قال أبو بكر: فمن أثبتها في الوقف وحذفها من الوصل
(1/305)
قال: إنما تدخل الهاء في السكت لتتبين بها الحركة التي قبلها. وذلك
أنا إذا قلنا: «كتابيه وحسابيه»، وجدنا الياء مفتوحة فكرهنا أن قف عليها من غير
هاء فلا تتبين الفتحة، فلما كانت إنما تدخل في السكت لتبين بها الحركة ثم زال السكت
زالت. ومن أثبتها في الوصل والوقف قال: أردت أن أبين بها الفتحة التي في آخر الحرف
وبنيت الوصل على الوقف.
وأما قوله: «لم يتسنه وانظر» فإن لمن أثبت الهاء في
الوصل والوقف حجتين: إحداهما أن يقول: كان الأصل فيه «يتسنه يا هذا» فلما دخل الجازم أسقط ضمة
الهاء فبقيت الهاء ساكنة ثابتة في الوصل والوقف لأنها بمنزلة الميم في «يقيم»
(1/306)
والدال في «يقعد». ومما يدل على صحة هذا المذهب أن العرب
تقول في تصغير السنة «سنيهة»، ويقال في جمعها «سنهات» على القياس. ولم يسمع الجمع من
العرب، والتصغير مسموع منهم. ويقال: عمل فلان مع فلان مسانهة فيدلك ثبات الهاء في هؤلاء
المواضع على أنها من نفس الكلمة. أنشدنا أبو العباس أحمد بن يحيى الشيباني حجة
لهذا المذهب:
ليست بسنهاء ولا رجبية ... ولكن عرايا في السنين الجوائح
فسنهاء على مثال حمراء والهاء فيها بحذاء الراء. فعلى
هذا المذهب لا يجوز حذف الهاء من «يتسنه» في وصل ولا وقف. والوجه الآخر أن يكون
الأصل فيه «يتسنى» على وزن
(1/307)
«يتقضى» فلما دخل الجازم أسقطت الياء فصار «لم يتسن» على
وزن «لم يتقض» فأدخلنا الهاء للسكت وأثبتناها في الوصل بناء على الوقف. ويجوز أن
تقول: كان الأصل فيه «يتسنن» فاستثقلت العرب الجمع بين ثلاث نونات لأن النون الأولى
مشددة، والحرف المشدد حرفان فأبدلوا من النون الثالثة ياء كما قالوا: «قد تظنيت» والأصل فيه
«تظننت» فاستثقلوا الجمع بين ثلاث نونات فأبدلوا من الثالثة ياء فصار «يتسنى» فلما
دخلت «لم» أسقطت الياء وأدخلت الهاء للسكت. والدليل على أن الأصل فيه «يسنن» قول
العرب: «هذه سنين كما ترى، وأتيتك سنينا، ونظرت إلى سنين» فيعربون النون بالرفع
والنصب والخفض لأنها عندهم من نفس
(1/308)
الحرف، ويقولون في الإضافة: «هذه سنينك، ورأيت سنينك،
وفكرت في سنينك» فيثبتونها ويعربونها في الإضافة: فلولا أنها عندهم من نفس الكلمة
لم تثبت في الإضافة. أنشدنا أبو العباس حجة لهذا المذهب:
ذراني من نجد فإن سنينه ... لعبن بنا شيبا وشبننا مردا
لحي الله نجدا كيف يترك ذا الغنى ... فقيرا وجلد القوم
تحسبه عبدا
فقال: فإن سنينه، فأثبت النون في الإضافة. والبيت
(1/309)
الذي قبل هذين أنشده الفراء:
متى تنج حبوا من سنين ملحة ... تثمر لأخرى تنزل الأعصم
الفردا
وأنشد الفراء:
ألم نسق الحجيج سلي معدا ... سنينا ما يعد لنا حسابا
وأنشدنا أبو العباس:
سنيني كلها قاسيت حربا ... أعد مع الصلادمة الكبار
فعلى هذا المذهب تقول: «عمل فلان مع فلان مسانة» بنون
مشددة.
ومن حذف الهاء في الوصل والوقف قال: إذا وقفت
(1/310)
أشرت إلى الحركة فكان ذاك كافيًا لي من إدخال الهاء.
وقال أبو عبيد القاسم بن سلام الأسدي: الاختيار عندي في هذا الباب كله الوقف عليها
[بالهاء] بالتعمد لذلك لأنها إن أدمجت في القراءة مع إثبات الهاء كان خروجًا من
كلام العرب وإن حذفت في الوصل كان خلاف الكتاب. فإذا صار قارئها إلى السكت عندها
على ثبوت الهاءات اجتمعت له المعاني الثلاثية؛ من أن يكون مصيبًا في العربية وموافقًا
للخط وغير خارج من قراءة القراء.
(1/311)
باب ذكر الحرفين اللذين ضم أحدهما إلى صاحبه
فصارا حرفا واحدا، لا يحسن السكوت على
أحدهما دون الآخر والحرفين اللذين يحسن الوقف
على أحدهما دون الآخر
قال أبو بكر: اعلم أن «إنما» تنقسم على قسمين. إذا لم
يحسن في موضع «ما» «الذي» فهي مع «إن» حرف واحد، لا يحسن السكوت على «إن» دونها
كقوله: {قالوا إنما نحن مصلحون} [البقرة: 11] لا يحسن السكوت على «إن» لأنك لا
تقول: «إن الذي نحن مصلحون».
(1/312)
وكذلك قوله: {إنما يريد الله ليعذبهم بها} [التوبة: 85]
لا يجوز الوقف على «إن» لأنك لا تقول: «إن» الذي يريد الله ليعذبهم. وقوله: {إن ما
توعدون لات} [الأنعام: 134] يجوز للمضطر أن يقف على «إن» لأن المعنى: «إن الذي توعدون لآت».
وكل ما في كتاب الله تعالى من ذكر «إنما» فهو في المصحف حرف واحد إلا هذا الحرف
الذي في الأنعام: (إن ما توعدون لآت). وقوله تعالى: {وقال إنما اتخذتم من دون الله
أوثانا مودة بينكم} [العنكبوت: 25] فيها ثلاثة أوجه: (مودة بينكم) بالنصب والإضافة. و (مودة
بينكم) بالرفع والإضافة. و (مودة بينكم) بتنوين المودة ونصب «بين». فمن رفع
«المودة» كان الأبين أن يجعل (إنما) حرفين، على معنى: «إن الذي اتخذتم من دون الله مودة»
(1/313)
«ما» اسم «إن» و «المودة» خبر «إن» و «الأوثان» بـ (اتخذتم). و «من»
المنصوب الثاني. ويجوز أن ترفع «المودة» بالمحل وهو قوله تعالى: (في الحياة الدنيا) لأنه قال:
«تواصلكم في الدنيا فإاذ صرتم إلى الآخرة زال».
«إنما» على هذا المذهب حرف واحد، ويجوز أن ترفع المودة،
بإضمار «ذلك مودة بينكم» و «هذه مودة بينكم» كما قال: {بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون}
[الأحقاف: 35] فرفع «البلاغ» بإضمار «ذلك بلاغ، وهو بلاغ». ويجوز في العربية
«بلاغًا» بالنصب، و «بلاغ» بالخفض. نصبه رده على قوله: (لم يلبثوا إلا ساعة بلاغا). من خفض رده على
قوله: (من نهار بلاغ). ولا يجوز لأحد أن يقرأ بهذين الوجهين لأنهما لا إمام لهما.
وأنشد الفراء في الإضمار:
(1/314)
فبعثت جاريتي فقلت لها اذهبي ... قولي محبك هائما مخبولا
أراد «قولي هذا محبك» فأضمر «هذا». ومثله قول سيدي
ومولاي وهو أصدق قيلا: {براءة من الله} [التوبة: 1] رفع «البراءة» بإضمار «هذه براءة»
و «إنما» على هذا المذهب حرف واحد، لا يجوز فيه الوقف على «إن».
ومن قرأ (مودة بينكم) بالنصب أوقع عليها (اتخذتم) و
«إنما» حرف واحد. ومن قرأ (مودة بينكم) نصب المودة بـ (اتخذتم) ونصب «بينا» على
المحل.
وقوله تعالى:
{إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم
بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا} [النور: 51] فيها أربعة أوجه: أحدهن أن تجعل «إنما»
حرفين، كأنك
(1/315)
قلت: «إن الذي كان قول المؤمنين» فـ «ما» اسم «إن»
وخبرها «أن يقولوا» واسم «كان» فيها مضمر كناية عن «ما» و «القول» خبر كان. والوجه
الثاني أن تجعل «إنما» حرفًا واحدًا، فتجعل «أن يقولوا» اسم الكون، و «القول» خبر
الكون. والوجه الثالث أن ترفع «القول» فتقول: «إنما كان قول المؤمنين» فيكون «القول» اسم
«كان» و «أن يقولوا» خبر «كان» و «إنما» حرف واحد. والوجه الرابع أن تجعل «إنما»
حرفين. وترفع «القول»، كأنك قلت: «إن الذي كان قول المؤمنين» فـ «ما» اسم «إن» و «أن يقولوا» خبر
«إن» و «القول» اسم الكون، وخبر الكون مضمر، كأنك قلت: «إن الذي كان قول المؤمنين»
أي: كان إياه. فالهاء المضمرة خبر «كان». قال الفراء: العرب تقول: كنتك
(1/316)
وكنتني فيشبونه بـ «ضربتك وضربتني» وأنشد الفراء:
كأن لم يكنها الحي إذ أنت مرة ... بها ميت الأهواء مجتمع
الشمل
فجعل «يكنها» بمنزلة «يضربها». وأنشد الفراء أيضًا:
تنفك تسمع ما حييت بهالك حتى تكونه
وقال أبو الأسود الدؤلي:
فإلا يكنها أو تكنه فإنه ... أخوها غذته أمه بلبانها
ويجوز أن ترفع القول بـ «كان» وتجعل «ما» مع «كان»
مصدرًا لا يحتاج إلى خبر كقولك في الكلام: «أعجبني كون الشيء» أي: وقوعه وحدوثه.
وقوله تعالى: {إنما يريد الله
(1/317)
أن يعذبهم بها في الدنيا} [التوبة: 85] في «إنما» وجهان:
إن شئت جعلت «إنما» حرفًا واحدًا، وجعلت (أن يعذبهم) في موضع نصب بـ «الإرادة»
كأنك قلت: «إنما يريد الله هذا الشيء» والوجه الآخر أن تجعل «إنما» حرفين، فتكون
«ما» اسم «إن» وخبر «إن» «أن يعذبهم» كأنه قال: «إن الذي يريده الله عذابهم».
وقوله تعالى: {إنما صنعوا كيد ساحر} [طه: 69] فيها ثلاثة
أوجه: أحدهن أن تجعل «إنما» حرفين، وتكون «ما» بمعنى الذي، كأنك قلت: «إن الذي صنعوه
كيد ساحر» فتكون «ما» اسم «إن» و «الكيد» خبر «إن»، والهاء المضمرة في «صنعوا» تعود على
«ما». والوجه الثاني أن تجعل «ما» بتأويل المصدر، كأنك قلت: «إن صنيعهم كيد ساحر»
فعلى هذا المذهب لا يحتاج إلى ضميرها
(1/318)
لأن «ما» إذا كانت مصدرًا لم تحتج إلى عائد، قال الله تعالى: {فاصدع
بما تؤمر} [الحجر: 94] معناه: فاصدع بأمري. «فما» لا عائد لها لأنها مصدر. وقال تعالى
في موضع آخر: {وما خلق الذكر والأنثى} [الليل: 2] فمعناه وخلقه الذكر والأنثى،
«فما» لا عائد لها لأنها مصدر والوجه الثاني: «إنما صنعوا كيد ساحر» تنصب «الكيد»
بـ (صنعوا) و «إنما» حرف واحد ولا أعلم له إماما.
وقوله: {ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير
لأنفسهم} [آل عمران: 178] يجوز للمضطر أن يقف على «أن» وذلك أنهما حرفان، كأنه قال: «أن
الذي نملي لهم خير» وقوله: {أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين. نسارع لهم في الخيرات}
[المؤمنون: 55، 56] (أنما) حرفان معناه: أن
(1/319)
الذي نمدهم به من مال فـ «ما» اسم أن وخبر أن ما عاد من
ذكر الخيرات في قول هشام بن معاوية أبي عبد الله الضرير كأنه قال: «نسارع لهم
فيها» فأظهر الهاء. فقال: «في الخيرات» كما تقول: «أبو سعيد رويت عن الخدري، تزيد:
رويت عنه» فأظهرت الهاء، فقلت: «عن الخدري». وكذلك: «علي لقيت الكسائي، تريد: لقيته» فأظهرت
الهاء. قال الشاعر:
لا أرى الموت يسبق الموت شيء ... نغص الموت ذا الغنى
والفقيرا
أراد: لا أرى الموت يسبقه شيء، فأظهر الهاء.
وأنشد الفراء:
(1/320)
متى تأت زيدًا قاعدًا عند حوضه ... لتهدم ظلمًا حوض زيد
نقارع
أراد: حوضه. فأظهر الهاء.
وروي عن الفراء أنه قال خبر (أن) موضع (نسارع).
وقوله تعالى: {إنما نملي لهم ليزدادوا إثما} [آل عمران:
178] لا يجوز الوقف على إن لأنه لا يحسن أن تقول: «إن الذي نملي لهم». وقوله:
{إنما حرم عليكم الميتة} [البقرة: 173] لا يجوز الوقف على «إن» لأن (الميتة)
منصوبة بـ (حرم) فـ (إنما) حرف [واحد]. ويجوز في العربية: إنما حرم عليكم الميتة، على
معنى: إن الذي حرم عليكم الميتة، ولا يجوز لأحد أن يقرأ بهذا لأنه لا إمام له.
ومثل هذا في الكلام قولك: إنما أ: لت طعامك، وإنما شربت ماؤك.
(1/321)
على معنى: إن الذي أكلته طعامك، وإن الذي شربته ماؤك.
قال الشاعر:
ذرني إنما خطأي وصوبي ... علي وإن ما أنفقت مال
أراد: وإن الذي أنفقته مال.
وروى خلف بن هشام عن الكسائي أنه قال في قوله: {أيحسبون
أنما نمدهم به من مال وبنين} «أنما» كلمة واحدة، كأنه قال: أيحسبون أنما نفعل كذا
وكذا، ثم أخبر عنهم فقال: {نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون}.
وقوله تعالى: {واعلموا أنما غنمتم من شيء} [الأنفال: 41]
أنما حرفان والمعنى: أن الذي غنمتم من شيء ومعنى (ما)
الجزاء والفاء في قوله تعالى: {فأن لله خمسه} جواب الجزاء
(1/322)
وخبر «أن» ما عاد من الهاء المتصلة بـ «الخمس». وروى خلف
عن الكسائي أنه قال: «أنما غنمتم» حرف واحد من قبل كل شيء.
وقوله: {فلما عتوا عن ما نهوا عنه} [الأعراف: 166]
(عن ما) حرفان لأن المعنى: «عن الذي نهوا عنه». ولم يقطع
في كتاب الله تعالى غيره. وقوله: {عما قليل ليصبحن نادمين} [المؤمنون: 40] «عما»
حرف لأن معناه «عن قليل» و «ما» توكيد للكلام.
وقوله: {في ما ههنا آمنين} [الشعراء: 146] (في ما) حرفان لأن
معناه: «في الذي ههنا». وقوله: {ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه} [الأحقاف: 26]
ههنا ثلاثة
(1/323)
أحرف «في» حرف، و «ما» و «أن» حرف.
واختلفوا في معنى «إن». فقال المفسرون والنحويون: معنى
«إن» الجحد كأنه قال: «في الذي لم نمكنكم فيه». وقال خلف بن هشام: معنى «إن» قد،
كأنه قال: «في الذي قد مكناكم فيه» كما قال في موضع آخر: {فذكر إن نفعت الذكرى} [الأعلى: 9]
معناه: «فذكر قد نفعت الذكرى» وهو في المصحف حرفان.
وقوله: {من ما ملكت أيمانكم} [النساء: 25] (من ما) حرفان
لأن المعنى: «من الذي ملكت أيمانكم».
وقوله: {ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين} [النحل: 24]
(ماذا) حرفان لأن المعنى: «ما الذي أنزل ربكم قالوا هو أساطير الأولين». وقوله:
{ماذا أنزل ربكم قالوا خير}
(1/324)
[النحل:
30] (ماذا) حرف واحد لأن المعنى «ما أنزل ربكم»، الدليل
على هذا أن الرجل إذا قال للرجل: ماذا قلت لفلان؟ فقال: كلامًا حسنا، بالنصب. فـ
«ماذا» حرف. وإذا قال: كلام حسن، بالرفع فـ «ماذا» حرفان، ويجوز أن تجعل «ماذا» حرفًا واحدًا
في قوله: (ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين) على معنى: ما أنزل. فتنصبه بـ «أنزل»
وترفع «الأساطير» بإضمار «هي أساطير الأولين» ويجوز أن تجعل «ماذا» حرفين في قوله:
(ماذا أنزل ربكم قالوا خيرا) فترفع «ما» بـ «ذا» و «ذا» بـ «ما»، وتنصب الخبر بإضمار
«قالوا أنزل خير»، قال الشاعر:
ألا تسألان المرء ماذا يحاول ... أنحب فيقضي أم ضلال
وباطل
لك في البيت أن تجعل «ماذا» حرفًا واحدًا فتنصبهما بـ
«يحاول»، ولك أن تجعل «ماذا» حرفين، فترفع «ما»
(1/325)
بـ «ذا» و «ذا» بـ «ما». وقوله: {يسألونك ماذا أحل لهم قال أحل لكم
الطيبات} [المائدة: 4] لك أن تجعل ماذا حرفًا واحدًا فترفعه بما عاد من «أحل»، ولك أن
تجعله حرفين فترفع «ما» بـ «ذا» و «ذا» بـ «ما». وقوله تعالى: {ويسألونك ماذا
ينفقون قل العفو} [البقرة: 219] كان أبو جعفر وشيبة ونافع وابن كثير وعاصم والأعمش
وحمزة والكسائي يقرؤون: (قل العفو) بالنصب. وكان الحسن وقتادة وأبو عمرو يقرؤونها:
(قل العفو) بالرفع.
فمن قرأ (قل العفو) بالنصب كان له مذهبان: أحدهما أن
يقول: جعلت «ماذا» حرفًا واحدًا، فنصبته
(1/326)
بـ «ينفقون»، ونصبت «العفو» بإضمار: قل ينفقون العفو. والوجه الآخر
أن يقول: جعلت «ماذا» حرفين، ورفعت «ما» بـ «ذا» و «ذا» بـ «ما» ونصبت العفو بإضمار
«ينفقون
العفو». والوجه المختار في نصب العفو أن تجعل ماذا حرفًا واحدًا، ويجوز لمن نصب
العفو أن يجعل ماذا حرفًا واحدًا فترفع ماذا بهاء مضمرة مع ينفقون كأنه قال: «ماذا
ينفقونه» كما تقول في الكلام: ما أكلت والتمر، وما شربت واللبن. يريد ما أكلته
والتمر، وما شربته واللبن، ومن رفع «العفو» أراد: «قل هو العفو». وله في «ماذا»
الأوجه التي ذكرناها في نصب العفو. قال الشاعر حجة لأن «ماذا» حرف واحد:
(1/327)
ذري ماذا علمت سأتقيه ... ولكن بالمغيب نبئيني
قال أبو بكر أراد «ذري ما علمت» فجعل «ماذا» حرفًا
واحدًا، هذا قول الأخفش. والذي أذهب إليه في هذا البيت أن تكون «ما» صلة و «ذا»
بمعنى «الذي»، كأنه قال: ذري الذي علمت، وأنشد الفراء في هذا:
يا خزر تغلب ماذا بال نسوتكم ... لا يستفقن إلى الديرين
تحتانا
أراد: «ما بال نسوتكم».
فإن قال قائل: لم جعل «ما» مع «ذا» حرفًا واحدًا؟
(1/328)
فقل: لأن ما عامة وذا عامة. وذلك أن ما تقع على كل الأشياء, و «ذا»
تقع على كل الأشياء، فلما اتفقا من جهة العموم ضم أحدهما إلى الآخر. سمعت أبا
العباس يحكي هذه الحجة عن أصحابه.
وقوله: {من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا} [الحديد: 11]
موضع من رفع بذا وذا بمن. ولا يجوز أن يكون «ذا» مع «من» حرفًا واحدًا، لأن «من» خاصة للناس و
«ذا» عام لكل الأشياء، فلا يجوز أن يضم العام إلى الخاص.
وقوله: {إنما توعدون لواقع} [المرسلات: 7] و {إنما
توعدون لصادق} [الذاريات: 5] (إنما) حرفان ولا يجوز أن يكون حرفًا واحدًا.
وقوله: {فإما تثقفتهم في الحرب فشرد بهم} [الأنفال: 57]،
(1/329)
{وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم} [الأنفال: 58]
{فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون} [الزخرف: 41] قال خلف: سمعت الكسائي يقول في
موضع: «فإن تثقفتهم، وإن تخافن من قوم خيانة، فإن نذهبن بك» قال: فإن شئت قطعت،
وإن شئت وصلت. ووصله أحب إلى الكسائي. ولم يقطع منها في المصحف إلا حرف في
آخر سورة الرعد: {وإن ما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك} [40] وقال أبو جعفر
محمد بن سعدان: ولا يصلح الوقف على إن دون ما لأن ما صلة لـ «إن» فهما كالحرف الواحد.
وقول ابن سعدان هو الذي أذهب إليه لأن إما حرف واحد بمنزلة «ربما وكلما».
واعلم أن «ما» إذا كانت توكيدًا للكلام لم يحسن الوقف
(1/330)
على ما قبلها. و «ما» في التوكيد هي التي يسميها العوام
صلة، ولا أستحب أن أقول في القرآن صلة لأنه ليس في القرآن حرف إلا له معنى. فمن
ذلك قوله: {مما خطيئاتهم أغرقوا} [نوح: 25] الوقف على «من» قبيح لأن «ما» توكيد معناه:
من خطاياهم. وكذلك: {أيما الأجلين قضيت} [القصص: 28] الوقف على أي قبيح لأن ما
توكيد، والمعنى: «أي الأجلين قضيت». وكذلك قوله: {أيا ما تدعوا} [الإسراء: 110]
الوقف على قوله: «أيا» قبيح لأن المعنى «أيا تدعو» فـ «ما» توكيد. والوقف على «ما» أحسن
من الوقف على «أي» قال أبو جعفر محمد بن سعدان: قد كان حمزة يوسليم يقفان جميعًا
على «أيا». قال: والوقف الجيد على ما لأن ما صلة لـ «أي». قال أبو بكر: قلت وأرى
لحمزة في هذا مذهبًا حسنا وهو أن يكون أراد: «أيا تدعو» فأتى بـ «ما» فعربها بمثل
تعريف «أي»
(1/331)
وجعلها تابعة لها لخلافها للفظها. قال الشاعر:
من النفر اللاء الذين إذا هم ... يهاب اللئام حلقة الباب
قعقعوا
فجعل «الذين» تابعين لـ «اللائي» لخلافهم للفظه، وقال
عنترة بن معاوية العبسي:
حييت من طل تقادم عهده ... أقوى وأقفر بعد أم الهيثم
فنسق «أقفر» على «أقوى»، ومعناه كمعناه لخلافه للفظه.
وقال الآخر:
ألا حبذا هند وأرض بها هند ... وهند أتى من دونها النأي
والبعد
(1/332)
فنسق بـ «البعد» على «النأي» ومعناه كمعناه لما خالف
لفظه.
وقال عدي بن زيد:
وقدمت الأديم لراهشيه ... وألفى قولها كذبا ومينا
فنسق بـ «المين» على «الكذب» ومعناه كمعناه لخلافه للفظه.
وقوله تعالى: {كانوا قليلا من الليل ما يهجعون}
[الذاريات: 17] فيها وجهان: إن جعلت «ما» توكيدًا وقفت عليها ولم تقف على ما
قبلها، ويكون المعنى: «كانوا يهجعون قليلا من الليل». وإن جعلت «ما» مع «يهجعون»
مصدرًا على معنى: «كانوا قليلاً من الليل هجوعهم» صلح للمضطر أن يقف على «ما». وقوله: {وقليل
ما هم} [ص: 24] في «ما» وجهان: إن جعلتها توكيدًا على معنى: «وقليل هم» وقفت عليها ولم تقف على ما
قبلها، وإن جعلتها اسمًا جاز لك أن تقف عليها إذا كنت مضطرًا.
(1/333)
وقوله:
{أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعًا} [البقرة: 148]
«أينما» حرف لأنها شرط. وكل ما في كتاب الله من ذكر «أينما» على معنى الشرط لم
يصلح الوقف على «أين» دون «ما» كقوله: {أينما يوجهه لا يأت بخير} [النحل: 76]
وقوله: {أينما كنتم تعبدون. من دون الله} الشعراء: 92، 93]، {أينما كنتم تدعون من دون
الله} [الأعراف: 37] الوقف على «أين» جائز للمضطر لأن المعنى «أين الذين كنتم
تعبدون» أين الذين كنتم تدعون وهما في المصحف حرف واحد، النون متصلة بالميم.
وقوله {كلما أوقدوا نارا للحرب} [المائدة: 64]، {كلما
خبت زدناهم سعيرا} [الإسراء: 97]، {كلما أرادوا أن
(1/334)
يخرجوا منها} بالحج: 22] تقف على «ما» إذا اضطررت ولا
تقف على «كل» لأن «ما» مع «كل» حرف. قال محمد بن سعدان: وهي في مصحف عبد الله منقطعة في
كل القرآن. قال: وأظن هذا من فعل الكاتب، كما كتبوا «الربو» بالواو. وكما كتبوا: {فما
الذين كفروا} [المعارج: 36] فقطعوا اللام من «الذين» في موضع ووصلوها في موضع آخر.
وقوله: {قال ابن أم} [الأعراف: 150] هو في المصحف في
سورة الأعراف حرفان، وفي سورة طه حرف واحد.
وقوله: {ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء} [الحج:
31]، {كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون} [الأنفال: 6].
وقوله: {ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين}
(1/335)
[الحجر: 2] لا يصلح الوقف على «كأن ورب» لأن «ما» مع ما
قبلها بمنزلة حرف واحد.
وقوله تعالى: {نعما يعظم به} [النساء: 58] وقوله: {إن
تبدوا الصدقات فنعما هي} [البقرة: 271] قال الكسائي: «نعمًا» حرفان لأن معناه:
«نعم الشيء». وقال: كتبا بالوصل، ومن قطعهما لم يخطيء. وحمزة يقف عليهما على الكتاب بالوصل.
قال خلف: واتباع الكتاب في مثل هذا أحب إلينا إذا صار قطعه ووصله صوابًا.
وقال الفراء في قوله: {إن تبدوا الصدقات فنعما هي} موضع
«هي» رفع
بـ «نعما». قال: و «ما» صلة لـ «نعم» وهي معها بمنزلة حرف واحد، بمنزلة «حبذا».
(1/336)
فعلى مذهب الفراء لا يجوز الوقف على «نعم» كما لا يجوز
الوقف على «حب» دون «ذا».
وقوله: {بئسما اشتروا به أنفسهم} [البقرة: 90] فيها
وجهان: أحدهما أن ترفع «بئسما» بما عاد من الهاء المتصلبة بالباء، وتخفض «أن يكفروا»
على الإتباع للهاء، كأنك قلت: «اشتروا أنفسهم أي باعوا أنفسهم بالكفر». فعلى هذا المذهب
لا يجوز الوقف على «بئس» لأنها مع «ما» حرف واحد. والوجه الآخر أن ترفع «ما» بـ
«بئس»، كأنك قلت: «بئس شراؤهم» وتجعل «أن يكفروا» في موضع رفع على الإتباع لـ «ما»
فعلى هذا المذهب يصلح الوقف على «بئس» لأنهما حرفان.
(1/337)
وقال الكسائي: «ما» مرفوعة بـ «بئس» وهي المرفوع الأول و
«أن يكفروا» المرفوع الثاني، كأنه قال: «بئس الشراء كفرهم» كما تقول في الكلام:
«بئس الرجل زيد» وذلك أن «بئس» تحتاج إلى مرفوعين. وفي المصحف: {فبئس ما
يشترون} [آل عمران: 187] حرفان. وكذلك: {لبئس ما قدمت لهم أنفسهم} [المائدة: 80]
وقوله: {ساء ما يحكمون} [العنكبوت: 4] و {ساء ما يزرون}
[الأنعام: 31] يجوز للمضطر أن يقف على ما وذلك أنها في موضع رفع على معنى: «ساء
حكمهم، وساء وزرهم».
وقوله: {فبما رحمة من الله} [آل عمران: 159] و {عما
قليل} [المؤمنون: 40] لا يصلح الوقف على «عن» لأن
(1/338)
معناه:
«عن قليل» و «ما» توكيد. فإن جعلت «ما» اسمًا مخفوضًا بـ
«عن» وخفضت «قليلا» على الإتباع لـ «ما» كان جائزًا الوقف على «عن» لأن «ما» اسم. أنشدنا أبو
العباس للفرزدق حجة لهذا المذهب:
إني وإياك إن بلغن أرحلنا ... كمن بواديه بعد المحل
ممطور
خفض «ممطورًا» على الإتباع لـ «من». وأنشد الفراء
للأنصاري:
لكفى بنا فضلا على من غيرنا ... حب النبي محمد إيانا
(1/339)
خفض «غيرا» على الإتباع لـ «من».
وقوله تعالى: {وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها}
[الأعراف: 132] «مهما» حرف واحد، كان الأصل فيه «ما [ما]» فأبدلوا من الألف هاء
ثم وصلوا «مه» بـ «ما» فبدلت على المعنى، ومعنى «مهما» الجزاء، وجواب الجزاء الفاء التي
في قوله: {فما نحن لك بمؤمنين} بالأعراف: 132]
قال امرؤ القيس:
أغرك مني أن حبك قاتلي ... وأنك مهما تأمري القلب يفعل
وقال زهير:
فلا تكتمن الله ما في صدوركم ... ليخفي ومهما يكتم الله
يعلم
(1/340)
وقال آخرون أصل «مهما» «ما» فوصلت العرب «ما» الأولى بـ
«ما» الثانية كما قالوا «أما» فوصولا «أن» بـ «ما» فثقل عليهم أن يقولوا «ماما» فأبدلوا
من الألف الأولى هاء ليفرقوا بين اللفظين. وقال آخرون في «مهما» معنى «مه» الكف
كما تقول للرجل «مه» إذا أمرته أن يكف ثم ابتدأ فقال: «ما تأتنا به من آية» فعلى مذهب هؤلاء
يحسن الوقف على «مه».
قال أبو بكر: والاختيار عندي ألا يوقف على «مه» دون «ما»
لأنهما في المصحف حرف واحد.
وقوله: {وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره} [البقرة: 144]
«حيثما» حرف واحد لا يصلح الوقف على «حيث» دون «ما» لأنه لا يحسن أن تقول: «حيث
الذي» و «حيثما»
(1/341)
بمنزلة {أينما تكونوا يدرككم الموت} [النساء: 78] لا يتم
الوقف على أين دون ما لما ذكرنا من أن ما مع من قبلها بمنزلة حرف واحد.
وقوله: (لكيلا) و (كي لا) قال الكسائي: «كيلا» فإن لأن
المعنى: كي يكون كذا وكذا، ولكي يكون كذا وكذا. قال: و «لا» لا تزيد في الإعراب
شيئًا ولا تنقص منه. وفي المصحف: {لكيلا تأسوا على ما فاتكم} [الحديد: 23] حرف
واحد، وفي سورة الحشر {كي لا يكون سرلة} [7] حرفان.
وقوله: {آلذكرين حرم أم الأنثيين أم ما اشتملت}
[الأنعام: 143] «أم ما» حرفان ومعناه: «أم الذي اشتملت عليه أرحام الأنثيين» وموضع
ما نصب على النسق على
(1/342)
«الذكرين والأنثيين» ومعنى الآية ألحقكم التحريم من جهة
الذكرين أم من جهة الأنثيين؟ فإن قالوا: من جهة الذكرين حرم عليهم كل ذكر، وإن
قالوا: من جهة الأنثيين حرمت عليهم كل أنثى. وإن قالوا: من جهة الرحم حرم عليهم
الذكر والأنثى. وهو في المصحف «أما» حرف واحد.
وقوله: {أمن جعل الأرض قرارا} [النمل: 61] «أمن» حرف واحد. وكل ما في
كتاب الله من ذكر «أمن» فهو في المصحف موصول إلا أربعة أحرف كتبت في المصحف
مقطوعة، في سورة النساء: {أم من يكون عليهم وكيلا} [109] وفي سورة التوبة: {أم من
أسس بنيانه على
(1/343)
شفا جرف هار} [109] وفي الصافات: {أمن من خلقنا إنا
خلقناهم من طين لازب} [11] وفي حم السجدة: {أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم
القيامة} [40] فالذي كتب موصولا الحجة فيه أن ميم أم اندغمت في ميم من فصارتا
«ميما» مشددة. وبُني الخط على اللفظ، والذي كتب مقطوعًا كتب على الأصل.
وقوله تعالى: {فإلم يتسجيبوا} هو في سورة هود [14] «إلم»
حرف واحد لا نون فيه. وفي سورة القصص {فإن لم} حرفان [50].
وقوله تعالى: {يوم هم بارزون} [غافر: 16] موضع «هم» رفع
بـ «بارزين» و «بارزون» بـ «هم». و (يوم هم) حرفان في هذه السورة، وفي سورة
الذاريات: {يوم هم على النار يفتنون} [13] وإنما صار هذا حرفين لأن (هم) في
(1/344)
موضع رفع بما عاد من (يفتنون)، وقوله: {يومهم الذي
يوعدون} [الزخرف: 83] و {يومهم الذي فيه يصعقون} [الطور: 45] (يومهم) حرف واحد لأن (هم)
في موضع خفض بإضافة «اليوم» إليه. والخافض والمخفوض بمنزلة حرف واحد.
وقوله:
{وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون} [المطففين: 3] كان عاصم
والأعمش وأبو عمرو والكسائي يقولون: (كالوهم) حرف واحد. والحجة في هذا أن المعنى:
«كالوا لهم أو وزنوا لهم» فحذفت اللام، وأوقع الفعل على (هم) فصارا حرفًا واحدًا
لأن المكني المنصوب مع ناصبه حرف واحد. والعرب تقول: قد كلتك طعامًا كثيرًا، ووزنتك
مالاً عظيما،
(1/345)
بمعنى: قد كلت لك ووزنت لك وأصدتك بمعنى: صدت لك. أنشد
الفراء:
ولقد جنيتك أكموءًا وعساقلاً ... ولقد نهيتك عن بنات
الأوبر
أراد: ولقد جنيت لك، فحذف اللام. وأنشد الفراء لعنترة:
ولقد أبيت على الطوى وأظله ... حتى أنال به كريم المأكل
أراد: وأظل عليه.
وكان عيسى بن عمر يقول: (كالوهم) حرفان، ويقف على 0
كالوا) و (وزنوا) ويبتدئ: (هم يخسرون) فموضع
(1/346)
(هم)، من قول عيسى بن
عمر، رفع على التوكيد لما في (كالوا) و (وزنوا) كما تقول في الكلام: «قالوا هم
وقعدوا هم» ويجوز أن يكون الكلام انقطع عند قوله: (وزنوا) ثم ابتدأ: (هم يخسرون) فرفع
(هم) بما عاد من (يخسرون). وقد روي مذهب عيسى بن عمر عن حمزة.
وقال أبو عبيد: الاختيار أن يكون (كالوهم ووزنوهم) حرفًا
واحدًا لعلتين: إحداهما أن المصاحف اجتمعت على طرح الألف من (كالوا) و (وزنوا) فدل هذا على أنهما حرف
واحد، لأن (كالوا) لو كان منفصلاً من (هم) لكتبوا فيه ألفًا كما كتبوا «قالوا
وجاءوا وذهبوا» بألف، والحجة الأخرى أن تأويل (كالوهم أو وزنوهم): كالوا لهم
ووزنوا لهم. فحذفت اللام.
(1/347)
وقد ذكرنا في هذا أبياتًا كثيرة في قوله: {قال آتوني
أفرغ عليه قطرا} [الكهف: 96]
وقوله: {وهم من فزع يومئذ آمنون} [النمل: 89] فقرأ عاصم
وحمزة والكسائي (من فزع يومئذ) بتنوين «الفزع» ونصب (يومئذ). وقرأ أبو عمرو:
(من فزع يومئذ) بإضافة «الفزع» إلى «اليوم» وخفض «اليوم». ويجوز في العربية: «من فزع
يومئذ» بإضافة «الفزع» إلى «اليوم» ونصب «اليوم» وهو مهب نافع فيما حدثنا به
إسماعيل عن قالون عنه.
فمن قرأ: (من فزع يومئذ) بتنوين «الفزع» لم يجز له أن
قيف على «اليوم» إلا إذا كان مضطرًا لأنه مضاف إلى «إذ»
(1/348)
وإنما أجزنا للمضطر أن يقف عليه لأنه حرف منفصل من الحرف
الذي بعده، والمعنى: «من فزع في يومئذ» فلما أسقطنا الخافض نصبنا.
ومن قرأ: (من فزع يومئذ) بكسر الميم جاز له أن يقف على
«اليوم» إذا كان مضطرًا لأنه حرف [واحد] منفصل من «إذ».
ومن قرأ: (من فزع مئذ) بإضافة «الفزع» إلى «اليوم» وفتح
الميم من «اليوم» لم يجز له أن يقف على «اليوم» لأنه مع «إذ» بمنزلة حرف. حكى
الكساي عن العرب: «مضى يومئذ بما فيه» بفتح «الميم» لأنهما حرف واحد. وأنشد الفراء:
رددنا لشعثاء الرسول ولا أرى ... كيومئذ شيئا ترد رسائله
(1/349)
وقال الفراء: «بعدئذ» ليس بمنزلة «يومئذ» لأن «اليوم»
يجعل مع «إذ» حرفًا واحدًا و «بعد» لا يجعل مع «إذ» حرفًا واحدًا.
وقوله تعالى: {قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم}
[المائدة: 119] الوقف على «اليوم» قبيح لأنه مضاف إلى (ينفع)، ويجوز للمضطر أن
يقف عليه. وقرأ الأعرج: (هذا يوم ينفع الصادقين) بنصب الميم على معنى: «هذا الأمر في
يوم ينفع الصادقين» فلما أسقط الخافض نصبه على المحل، ويجوز أن يكون منصوبًا على
أنه مضاف غير محض، وذلك أن العرب إذا أضافت المواقيت إلى الأفعال نصبوها على كل
(1/350)
حال، فقالوا: هذا يوم قام زيد، ونظرت إلى يوم قام زيد،
وأنشد الفراء:
على حين عاتبت المشيب على الصبا ... وقلت ألما تصح
والشيب وازع
وأنشد الفراء:
على حين انحنيت وشاب رأسي ... فأي فتى دعوت وأي حين
وقوله: {إني رأيت أحد عشر كوكبا} [يوسف: 4] الوقف على
(أحد) قبيح. وكذلك: {عليها تسعة عشر} [المدثر: 30] الوقف على (تسعة) قبيح لأن الأصل
فيه «عليها تسعة وعشرة» فحذفت الواو من العشرة، وجعل
(1/351)
الحرفان حرفًا واحدًا وعربًا بأخف الحركات لطول الاسم.
وقوله: {فاتقوا الله ما استطعتم} [التغابن: 16] الوقف
على (ما) قبيح لأنها في معنى الجزاء وهي مجهولة لأنه لا يمكن الجزم فيما بعدها.
وقوله: {خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض} [هود: 107] الوقف على (ما) قبيح
لأنها مجهولة، ليست بمعنى الذي ولا صلة، إنما معناها الجزاء. وكذلك {إنا لن ندخلها
أبدا ما داموا فيها} [المائدة: 24] لا يجوز الوقف على (ما) للعلة التي ذكرناها.
وقوله: {فما لكم في المنافقين فئتين} [النساء: 88]، {ما لكم
كيف تحكمون} [الصافات: 154]، {مالك لا تأمنا على يوسف} [يوسف: 11] قال خلف: سمعت
الكسائي يقول: هما حرفان. قال: ووجهه من الإعراب: ما قصتكم ما شأنكم، مالك، ما
شأنك.
(1/352)
وقوله:
{كأن لم تغن بالأمس} [يونس: 24]، {فظن أن لن نقدر عليه}
[الأنبياء: 87] حرفان في قياس العربية. وكذا هما في المصحف. وفي سورة القيامة:
{أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه} [3]. هو في المصحف حرف واحد، والقياس فيه كالقياس في
الحرف الذي سورة الأنبياء.
وقوله: {إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا ما بعوضة}
[البقرة: 26] من قال: «ما» توكيد، والمعنى «أن الله لا يستحي أن يضرب مثلاً بعوضة»
وقف على «ما» إذا كان مضطرًا، ولم يقف على المثل لأن ما إذا كانت توكيدًا لم يوقف
على ما قبلها، ومن نصب البعوضة على إسقاط «بين» فكأنه قال: «ما بين بعوضة إلى ما
فوقها» فلما أسقط «بين» كأنه جعل إعرابها في «البعوضة» ليعلم
(1/353)
أن معنى «ما» مراد، وهو بمنزلة قولهم: «له عشرون ما ناقة فجملا» المعنى:
ما بين ناقة وجمل فأسقط «بين» وجعل إعرابها في الناقة والجمل. وحكى الكسائي عن العرب:
«مطرنا ما زبالة فالنعلبية فزرود» على معنى: «ما بين زبالة» فلما سقطت «بين» جعل
إعرابها في «زبالة والثعلبية» وأنشد الفراء:
يا أحسن الناس ما قرنا إلى قدم ... ولا حبال محب واصل
تصل
(1/354)
أراد:
ما بين قرن إلى قدم. فعلى هذا المذهب يصلح الوقف على ما
قبل «ما» لأنها اسم وليست توكيدًا. ومن نصب «البعوضة» على الإتباع لـ «ما» ونصب
«ما» على الإتباع لـ «المثل» جاز له أيضًا أن يقف على ما قبل «ما» إذا كان مضطرًا لأنها
ليست توكيدًا، وقرأ رؤبة بن العجاج، وليس بإمام في القراءة: «ما بعوضة» بالرفع على
معنى «ما هي بعوضة» فأضمر «هي» كما قال الأعشى:
فأنت الجواد وأنت الذي ... إذا ما النفوس ملأن الصدورا
جدير بطعنة يوم اللقا ... ء تضرب منها النساء النحورا
أراد: وأنت الذي هو جدير، فأضمر «هو» وقال عدي بن زيد
العبادي:
(1/355)
لم أر مثل الفتيان في غبن ... الأيام ينسون ما عواقبها
أراد: ما هو عواقبها، فأضمر «هو»، فعلى هذا المذهب يجوز
للمضطر أن يقف على «المثل» لأن «ما» اسم.
(1/356)
باب ذكر التنوين وما يبدل منه في الوقف
اعلم أن المنصوب المنون يوقف عليه بالألف كقول الله
تعالى: {ضرب الله مثلا عبدا} [النحل: 75] الوقف عليه (مثلاً) بالألف. وكذلك: {عبدا
مملوكا} [النحل: 75]. وكذلك: {إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا} [البقرة: 26]، {ولما ضرب
ابن مريم مثلا} [الزخرف: 57]، {وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا} [الزخرف: 17].
ومثله: {وكان الله غفورا رحيما} [النساء: 96] الوقف عليه
(غفورًا
رحيمًا) بألف، وكذلك: {جعل لكم الأرض فراشا} [البقرة: 22] الوقف عليه (فراشًا)
بالألف.
(1/357)
ومثله:
{إن لدينا أنكالا وجحيما} [المزمل: 12]، {إلا قيلا سلاما
سلاما} [الواقعة: 26]، {ساء مثلا القوم}
[الأعراف: 177]، {مثلا أصحاب القرية} [يس: 13]،
{مثلا
رجلين} [النحل: 76]، {مثلا رجلا فيه شركاء} [الزمر: 29] هذه كلها الوقف: «مثلا
مثلا» بألف.
فإن كان المنصوب مضافا وقفت عليه بغير ألف كقوله: {واضرب
لهم مثل الحياة الدنيا} [الكهف: 45] تقف عليه (مثل) بغير ألف لأنه مضاف إلى
(الحياة). فإن قال [قائل]: لم صارت الألف لا تثبت في المضاف؟ فقل: لأن الألف بدل
من التنوين، فلا يجمع بين التنوين
(1/358)
والإضافة في اسم واحد لأن [؟ دلائل] الأسماء ثلاثة:
الألف واللام والتنوين والإضافة، ولا يجتمع دليلان منهن في اسم واحد. قال الله
تعالى: {فالصالحات قانتات} [النساء: 24] فأدخل الألف واللام في «الصالحات» ولم
ينون، وأدخل التنوين في (قانتات) ولم يدخل الألف واللام. وإنما لم يجمع بين دليلين
منهما لأن من شأن العرب الاختصار والإيجاز فاكتفوا بالدليل من الدليلين ولم يجمعوا
بينهما.
وكذلك: {إن مثل عيسى عند الله} [آل عمران: 59] الوقف عليه
(مثل) بغير ألف. وكذلك {أسلنا له عين القطر} [سبأ: 12] تقف على (عين) بغير ألف إذا
اضطررت. وكذلك: {غليظ القلب} [آل عمران: 159] تقف عليه (غليظ) بغير ألف لما ذكرنا. وكذلك: {نكال
الآخرة والأولى} [النازعات: 25] تقف عليه (نكال) بغير ألف. وقوله: {ليسجنن وليكونا
من الصاغرين}
(1/359)
[يوسف:
32] الوقف عليه (ليكونا) بالألف، فالألف بدل من التنوين.
وكذلك: {لنسفعا بالناصية} [العلق: 15] الوقف عليه (لنسفعا) بالألف، قال الأعشى:
وصل على حين العشنيات والضحى ... ولا تعبد الشيطان والله
فاعبدا
أراد: فاعبدن، فأبدل الألف من النون. وأنشد الفراء:
فهما تشأ منه فزارة تعطكم ... ومهما تشأ منه فزارة تمنعا
أراد: تمعن، فأبدل الألف من النون. وقال عمر بن أبي
ربيعة المخزومي
وقمير بدا ابن خمس وعشرين له قالت الفتاتان قوما
(1/360)
أراد: قومن، فأبدل الألف من النون. وقال الآخر:
فإن لك الأيام رهن بضربة ... إذا سبرت لم تدر من أين
تسبرا
أراد: تسبرن، فأبدل [الألف من النون] وأنشد الفراء:
يحسبه الجاهل ما لم يعلما ... شيخا على كرسيه معمما
أراد: ما لم يعلمن، فأبدل الألف من النون. وقال الفراء
وغيره: الألف في «يعلما» صلة لفتحة الميم وإنما فتحت الميم حملا على فتحة اللام.
وقد روي عن يحيى وإبراهيم أنهما قرأ: {ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم} [آل
عمران: 142] ففتحا الميم اتباعًا لفتحة اللام. ومعنى (لنسفعا بالناصية)
(1/361)
لنأخذن بالناصية إلى النار. قال الشاعر:
قوم إذا فزعوا الصريخ رأيهم ... من بين ملجم مهرة أو
سافع
أراد: أو آخذ بناصية فرس. وقال آخرون: لنسفعا بالناصية
معناه: لنسفعن الناصية بالسواد، أي لنسودن وجهه. فلما ذكرت الناصية اكتفى بها من
سائر الوجه لأنها في مقدم الوجه، قال الشاعر حجة لهاذ القول:
وكنت إذا نفس الغوي نزت به ... سفعت على العرنين منه
بميسم
أراد: وسمت على العرنين.
وقوله عز وجل: {ألا إن ثمودا كفروا ربهم} [هود: 68]
اختلف القراء فيه، فكان نافع وابن كثير وعاصم وأبو عمرو
(1/362)
يجرون (ثمودا) وبنونونه في أربعة مواضع، في هود: {ألا إن ثمودا كفروا
ربهم} [68] وفي الفرقان: {وعادا وثمودا وأصحاب الرس} [38] وفي العنكبوت: {وعادا وثمودا
وقد تبين لكم من مساكنهم} [38] وفي النجم: {وثمودا فما أبقى} [51]
وروي عن عاصم أنه كان لا يجري التي في «النجم» ولا
ينونها. وكان يحيى بن وثاب والأعمش يجريان «ثمودا» في كل شيء من القرآن وينونانه.
وكان حمزة لا يجري «ثمود» ولا ينونه في شيء من القرآن.
وكان الكسائي يجريه في الأربعة المواضع التي ذكرناها ويزيد
(1/363)
{ألا بعدا لثمود} [هود: 68]، فمن أجراه في المواضع
الأربعة احتج بأن الألف ثابتة فيهن في المصحف. ويقف أصحاب هذه القراءة: (ألا إن
ثمودا) ومن لم يجره وقف أيضًا (ألا إن ثمودا) بالألف اتباعًا. والحجة له في هذا أن
العرب تقف على المنصوب الذي لا يجري بالألف فيقولون: «رأيت سلاسلا وقواريرا، ورأيت
يزيدا» فإذا وصلوا لم ينونوا. حكى هذا الرؤاسي والكسائي عن العرب.
قال أبو بكر ولا أستحب لمن لم يجر «ثمود» أن عليه: (ألا
إن ثمود) بلا ألف لأنه يخالف المصحف. الحجة لمن أجرى «ثمودا» أن يقول: هو اسم لرجل
(1/364)
معروف فلذلك أجريته. قال الشاعر في إجرائه:
دعت أم غنم شر لص علمته ... بأرض ثمود كلها فأجابها
ومن لم يجر «ثمود» قال: هو اسم للأمة والقبيلة فصار
بمنزلة أسماء المؤنث.
قال الفراء: حدثني قيس بن الربيع الأسدي عن أبي إسحاق
الهمداني عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه أنه كان لا يجري «ثمود» في شيء من
القرآن. وقال الشاعر في ترك إجرائه:
إن أنت عقرتها وأرحت منها ... بلاد ثمود أنكحت الربابا
وقال أيضًا في إجرائه:
ونادى صالح يا رب أنزل ... بآل ثمود منك غدا عذابا
(1/365)
وزعم الكسائي أنه سمع أبا خالد الأسدي يقول: إن عاد وتبع
أمتان فلم يجرهما لأنه جعلهما اسمين للأمة، وأنشد الفراء:
أحقًا عباد الله جرأة محاق ... علي وقد أعييت عاد وتبعا
فلم يجرهما لذلك المعنى، وقال الآخر:
بكى الخز من روح وأنكر جلده ... وعجت عجيجا من جذام المارف
فلم يجر «جذام» لأنه جعله اسمًا للقبيلة.
وقال الفراء: قلت للكسائي: لم أجريت «ثمود» في قوله:
(ألا بعدا لثمود) ومن أصلك ألا تجرية إلا في موضع النصب اتباعًا للكتاب؟ فقال: لما
قرب من المجرى
(1/366)
وكان موافقًا له من جهة المعنى أجريته لجواره له.
وقوله: {قواريرا. قواريرا من فضة} [الإنسان: 15، 16] كان
الأعرج وأبو جعفر وشيبة ونافع وعاصم والأعمش والكسائي يقرؤون (سلاسلا) و (قواريرا)
بألف في الوقف والتنوين في الوصل.
وكان حمزة يقرأ: (سلاسل) و (قوارير. قوارير من فضة) بغير
إجراء ويقف عليهن بغير ألف. وكان أبو عمرو يصل: (قوارير قوارير) بلا إجراء، فإذا
وقف وقف على الأول بألف وعلى الثاني بلا ألف اتباعًا لمصحفهم. وكان خلف يختار
تنوين الأول (قواريرا) في الوصل والوقف عليه بالألف،
(1/367)
والثاني (قوارير من فضة) بغير ألف في الوقف، ولا تنوين
في الوصل، واحتج بأن الحرف الأول رأس آية، واحتج أيضًا بأنه في المصاحف كلها الجدد
والعتق بألف. والحرف الثاني (قوارير) فيه اختلاف فهو في مصاحف أهل المدينة وأهل الكوفة:
(قوريرا قواريرا من فضة) جميعًا بألف. وفي مصاحف أهل البصرة الأول بالألف والثاني بغير
ألف، قال خلف: وكذلك رأيت في مصحف ينسب إلى قراءة أبي بن كعب عند آل أنس بن مالك،
الأول بألف والثاني (قوارير) بغير ألف. وقال أبو عبيد: رأيتهما في الذي يقال إنه الإمام مصحف
عثمان الأولى (قوارير) بألف مثبتة، والثانية كانت بألف فحكت ورأيت أثرها بينا هناك.
فمن قرأ (قواريرا قواريرا) بإجرائهما جميعًا كانت له
(1/368)
ثلاث حجج: إحداهن أن يقول: نونت الأولى لأنها رأس آية،
ورؤوس الآيات جاءت بالنون كقوله: (مذكورا)، {سميعا بصيرا} [الإنسان: 1، 2] فنونا
الأول ليوافق بين رؤوس الآيات ونونا الثاني على الجوار للأول. والحجة الثانية
اتباع المصاحف وذلك أنهما جميعا في مصاحف أهل مكة والمدينة والكوفة بألف. والحجة الثالثة
أن العرب تجري لا ما لا يجري في كثير من كلامها، من ذلك قول عمرو بن كلثوم الغلبي:
كأن سيوفنا فينا وفيهم ... مخاريق بأيدي لاعبينا
فأجرى «مخاريق» وسبيله ألا يجرى. وقال لبيد:
وجزور أيسار دعوت لحتفها ... بمغالق متشابه أعلامها
(1/369)
وقال لبيد أيضًا:
فضلا وذو كرم يعين على الندى ... سمح كسوب رغائب غنامها
فأجرى «رغائب» وسبيلها ألا تجرى.
وقال الفراء: العرب تجري ما لا يجرى في الشعر إلا «أفعل»
الذي معه «من» فلا يقول أحد من العرب في شعر ولا غيره «هو أفعل منك» لأن «من»
تقوم مقام الإضافة، فلا يجمع بين تنوين وإضافة في حرف [واحد] لأنهما دليلان من
دلائل الأسماء ولا يجمع بين دليلين.
ومن لم يجرهن أخرجهن على حقهن لأنهن لا يجرين، وذلك أنك
تقول: «هذه قوارير» فتجد بعد ألفها ثلاثة أحرف،
(1/370)
وكل جمع بعد الألف منه ثلاثة أحرف أو حرفان أو حرف مشدد
لا يجرى في معرفة ولا في نكرة، فالذي بعد الألف منه ثلاثة أحرف قولك: قناديل
ودنانير ومناديل، والذي بعد الألف منه حرفان قول الله تعالى: {لهدمت صوامع} [الحج:
40] لم يجر (صوامع) لأن بعد الألف حرفين. وكذلك قوله: {ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا}
[الحج: 40] والذي بعد الألف منه حرف مشدد قولك: «مسان ودواب». وقال خلف: سمعت يحيى
بن آدم يحدث عن ابن إدريس قال: في المصاحف الأولى الحرف الأول والثاني بغير ألف،
فهذا حجة لمذهب حمزة. وقال خلف: رأيت في مصحف يُنسب إلى قراءة ابن مسعود الأول
بالألف والثاني
(1/371)
بغير ألف.
وقوله: {اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم} [البقرة: 61]
اختلف القراء فيها، فكان أبو جعفر وشيبة ونافع وعاصم وأبو عمرو وحمزة والكسائي
يقرؤون: (مصرا) بالإجراء. وكان الأعمش يقرأها: (مصر) بلا إجراء، وقال: هي مصر
التي عليها صالح بن علي فيجعلها معرفة. وقال الكسائي: هي في مصحف عبد الله وأبي بن
كعب بغير ألف. فمن أجراها وقف عليها بالألف، ومن لم يجرها كان له مذهبان أحبهما
إلي أن يقف بالألف اتباعًا للكتاب، ويجتمع له مع موافقة الكتاب مذهب من مذاهب
العرب لأن العرب تقف على ما لا يجرى
(1/372)
بالألف فيقولون: «رأيت يزيدا وعمرا» وإنما فعلوا ذلك
لأنهم وجدوا آخر الاسم مفتوحًا فوصلوا الفتحة بالألف، ويجوز أن تقف عليه بلا ألف
وتحتج بمصحف عبد الله وأبي. والحجة لمن أجرى «مصرا» أن يقول: هي مصر من الأمصار.
وذلك أنهم ملوا المن والسلوى فقالوا لموسى: {ادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض
من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها} [البقرة: 61] فقال لهم موسى: «أتستبدلون الذي
هو أدنى من الذي ذكرتم من البقل والقثاء بالذي هو خير أي بالمن والسلوى اهبطوا
مصرا من الأمصار فإنكم تجدون فيه ما سألتم. ومن لم يجرها قال: هي مصر المعروفة لا
تجرى لعلتين: إحداهما أنها معرفة، والمعرفة تثقل الاسم، والعلة الأخرى أنها اسم
(1/373)
لمؤنث. ولم يختلف القراء في ترك إجراء «مصر» في قوله:
{اليس لي ملك مصر} [الزخرف: 51] لأنها مصر المعروفة، أنشد الفراء:
من أناس بين مصر وعالج ... وأبين إلا قد تركنا لهم وترا
نحن قتلنا الأزد أزد شنوءة ... فما شربوا بعد على لذة
خمرا
لم يجر «مصر» لما ذكرنا.
وقوله تعالى: {وتظنون بالله الظنونا}، {وأطعنا الرسولا}،
{فأضلونا السبيلا} [الأحزاب: 10، 66، 67]
(1/374)
هؤلاء الثلاثة الأحرف كتبن في المصاحف بألف فكان أبو
جعفر وشيبة ونافع وعاصم يثبتون الألف في الوصل والوقف، وكان الأعمش وأبو عمرو
وحمزة يحذفون الألف في الوصل والقطع. وكان عيسى بن عمر الهمداني والكسائي يصلان
بغير ألف ويقفان بألف اتباعًا للكتاب.
قال أبو بكر: فمن أثبتهن في الوصل والوقف كانت له ثلاث حجج:
إحداهن أن من العرب من يقف على
(1/375)
المنصوب الذي فيه الألف واللام بألف فيقولون: «ضربت
الرجلا» ويقولون في الرفع: «هذا الرجلو» وفي الخفض: «مررت بالرجلي» والحجة الأخرى: أنهن
رؤوس آيات فحسن إثبات الألف لأن رأس الآية موضع سكت وقطع للفصل بينها وبين الآية
التي بعدها، الدليل على هذا أن العرب تزيد الألفات في قوافي أشعارها ومصاريعها لأنها
مواضع سكت وقطع ولا يفعلون ذلك في حشو الأبيات، قال الشاعر:
أسائلة عميرة عن أبيها ... خلال الجيش تعترف الركابا
وقال جرير:
ألا حي رهبي ثم حي المطاليا ... فقد كان مأنوسا فأصبح
خاليا
ومن حذف الألف في الوصل والوقف احتج بأن التنوين
(1/376)
لا يدخل مع الألف واللام، فلما لم يدخل التنوين لم يدخل
الألف لأن الألف مبدلة من التنوين، والحجة الثالثة لأصحاب القراءة الأولى اتباع
المصحف. قال خلف: رأيت في مصحف ينسب إلى قراءة أبي بن كعب: «الظنونا، والرسولا، والسبيلا»
بألف فيهن. وقال أبو عبيد: رأيت في الذي يقال إنه الإمام مصحف عثمان بن عفان، رحمة
الله عليه، الألف مثبتة في ثلاثهن.
ومن حذف الألف في الوصل وأثبتها في الوقف قال: جمعت قياس
العربية في أن لا يكون ألف في اسم فيه ألف ولام واتباع المصحف في إثبات الألف
فاجتمع لي الأمران.
وقوله: {جزاء من ربك} [النبأ: 26] تقف عليه (جزاء) بالمد
والهمز من قول أبي عمرو والكسائي وأبي عبيد لأن الأصل فيه «جزايا» فأبدلوا من
الياء همزة،
(1/377)
بدلوا من التنوين ألفا، فاجتمع ثلاث ألفات، الأولى
والثانية مبدلة من الياء، والثالثة مبدلة من التنوين. وكذلك {أنزل من السماء ماء}
[البقرة: 22] تقف عليه (ماء) بالمد والهمز، وكان الأصل فيه «موها» فأبدلوا من
الواو لتحركها وانفتاح ما قبلها، وأبدلوا من الهاء همزة مخرجها منها لأن الهمزة
أجهر من الهاء، وأبدلوا التنوين ألفًا ففيه ثلاث ألفات، والدليل على أن أصل الهمزة
في «الماء» هاء أن العرب تقول في جمعه «أمواه». وووكذلك: {دعاء ونداء} [البقرة: 171]
تقف عليه:
(1/378)
(دعاء ونداء) بالمد والهمز. وكان حمزة يسكت عليه بلا همز
ظاهر وهو يطالبه ويشير إليه.
145 - حدثنا أحمد بن سهل قال: أقرأني عبيد بن الصباح عن
أبي عمر حفص ابن سليمان قال: وأقرأني علي بن محصن وإبراهيم السمسار وغيرهما عن أبي
حفص عن أبي عمر حفص بن سليمان [عن عاصم] (دعا وندا) بترك الهمز من اللفظ في الوقف مع
الإشارة إليه مثل الذي روينا عن حمزة. والاختيار عندنا الوقف عليه بالهمز للعلة
التي تقدمت. ومن العرب من يقول في الوقف عليه: «أنزل من السماء مايا»، «إلا دعايا
وندايا» أنشدنا أبو العباس:
(1/379)
غداة تسايلت من كل أوب ... كنانة عاقدين لهم لوايا
وأنشدنا أبو العباس:
إذا ما الشيخ صم فلم يكلم ... ولم يك سمعه إلا ندايا
ومن العرب من يقول في الوقف عليه (أنزل من السماء ما)
وفي الوصل (من)، على لفظ من التي يستفهم بها، قال الله تعالى: {من ذا الذي يقرض
الله قرضا حسنا} [البقرة: 245] حكى الكسائي عن العرب: «اسقني شربة ما» بألف منونة.
وقوله تعالى: {والسماء بناء} [البقرة: 22] من العرب
(1/380)
من يقصر «البناء»، فيقول في الوقف عليه «بنى». فقال
الفراء: من قصره جعله جمع «بنية» كما تقول: «لحية ولحى وحلية وحلى» ومن العرب من يقول:
«بُنى» بالضم فيجعله جمع «بُنية» كما تقول: كسوة وكسى ورشوة ورشى، وقد حكى عن
العرب في جمع اللحية والحلية «حلى وحلى» بالضم.
وتقف على قوله: {فإذا لا يؤتون الناس نقيرا} [النساء:
53] بألف لأنه حرف ينفرد ويقع آخر الكلام فيقال: «زيد قائم إذًا» فكانت الألف في آخره
بدلاً من النون الخفيفة، ولم تلتبس بقوله: {إذا السماء انفطرت} [الإنفطار: 1] لأن
هذه لا تنفرد ولا تأتي آخر الكلام.
وتقف على قوله: {فمنهم من يمشي على بطنه} [النور: 45]
(من) بالنون لا غير في جميع القرآن والكلام لأنه حرف لا ينفرد
(1/381)
ولا يكون آخرًا فوقف على لفظه.
وتقف على قوله: {لن تنالوا البر} [آل عمران: 92] [لن]
بالنون لا غير لأنه أيضًا حرف لا ينفرد، ولا يأتي آخر الكلام فوقف عليه كما يوصل،
وقال الفراء: الأصل في «من» «ما» وفي «لن» «لا».
وتقف على قوله: {وكأين من نبي} [آل عمران: 146] بالنون
لأنها من نفس الحرف. ومن العرب من يقف عليه (وكأي) بغير نون فيشبهه بالتنوين الذي يتصل
بالإعراب ويسقط عند الوقف، هذه قراءة العامة. وقرأ ابن كثير: (وكاين) على مثال
«فاعل». فالاختيار الوقف عليه بالنون
(1/382)
ويجوز في النحو الوقف عليه بغير نون على ما مضى من
التفسير، وقرأ أبو محيصن: (وكين) على مثال «فعل» والوقف عليه كالوقف على الأولين.
(1/383)
باب ذكر مذاهب القراء في الوقف
146 - حدثنا سليمان بن يحيى قال: حدثنا محمد، يعني ابن
سعدان، قال: أخبرنا سليم بن عيسى عن حمزة أنه كان إذا وقف على حرف لم يهمزه وكان
يقف على الكتاب ما خلا أحرفًا يخالف فيها الكتاب: «الظنون والرسول والسبيل وسلاسل وقوارير
الأولى وثمود» ويقف على هذه الأحرف بغير ألف وهن في الكتاب بألف. قال أبو جعفر
محمد بن سعدان: وأحب إلي إذا وقفت أن أهمز.
(1/384)
147 - حدثنا سليمان قال: حدثنا محمد قال حدثنا إسحاق
المسيبي عن نافع أنه كان يقف على الكتاب وإذا وقف على حرف لم يدع الهمز فيه.
148 - حدثنا إدريس قال: حدثنا خلف قال: حدثنا سليم بن
عيسى الكوفي عن حمزة بن حبيب الزيات أنه كان يعجبه إشمام الرفع إذا وقف على الحروف
التي توصل بالرفع مثل قول الله تعالى في فاتحة الكتاب: {إياك نعبد} [5] يشم الدال الرفع.
وكذلك: {وإياك نستعين} و {الم. ذلك الكتاب} و {ختم الله} [البقرة: 1، 2، 7] و {يختص برحمته
من يشاء}، {وما محمد إلا رسول} [آل عمران
(1/385)
74، 144] بترك التنوين
ويشم الدال الرفع، فهذا كثير في القرآن.
قال خلف: وسمعت علي بن حمزة الكسائي يعجبه ذلك. وبعض
القراء يسكت عليه بغير إشمام الرفع، ويقول: إنما الإعراب في الوصل فإذا سكت لم أشم
شيئًا. قال خلف: وقول حمزة والكسائي أعجب إلينا لأن الذي يقرأ على من يتعلم منه إذا
قرأ عليه فأشم الحروف في الوقف علم معلمه كيف قراءته لو وصل، والمستمع أيضًا غير
المعلم يعلم كيف كان يصل الذي يقرأ. وقال أبو العباس أحمد بن إبراهيم الوراق:
الاختيار إشمام الحروف الرفع فرقًا بين ما يتحرك في الوصل وبينا ما هو ساكن في
الوصل والوقف، فأردنا أن
(1/386)
نجعل على الكلمة المعربة في الوصل علامة في الوقف ليعرف
السامع أنه لم يخطئ إعرابها.
149 - وحدثنا أحمد بن سهل عن الشيوخ الذين أمضينا ذكرهم
عن أبي عمر عن عاصم أنه كان يشير إلى إعراب الحروف عند الوقف في (نعبد) و (نستعين)
وما أشبههما مثل الذي روينا عن حمزة والكسائي. قال أبو بكر: وأنا سألت أحمد بن سهل
عن هذا فأخبرني به.
150 - حدثني أبي قال: حدثنا أبو الفتح النحوي قال: سمعت
يعقوب الحضرمي يشير إلى الحركات إذا وقف. وكان أبو العباس أحمد بن يحيى يختار
الإسكان في كل القرآن للحديث الذي جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، من الوقف على
كل آية.
(1/387)
وقال خلف: سمعت الكسائي يعجبه أن يشم آخر الحروف الرفع
في الهاء في قول الله تعالى: {فلما أضاءت ما حوله} [البقرة: 17] يشم الهاء الرفع
بعد نصبه اللام. وكذلك {فيعلمون أنه} [البقرة: 26] ومثله من الحروف يشم الهاء
الرفع بعد نصبه النون وكذلك: (نجمع عظامه) يشم الهاء الرفع بعد نصبه الميم، ومثله
من الحروف: {أن نسوي بنانه} و {ليفجر أمامه} [القيامة: 3، 4، 5] ومثله: {أن ينقض
فأقامه} [الكهف: 77] يشم الهاء الرفع بعد نصبه الميم ونحو هذا من الحروف.
قال: ومن [جنس] هذا جنس آخر، وهو قليل وهو بالخفض، قول
الله تعالى: {الحمد لله} [الكهف: 1] يشم الهاء الخفض في الوقف. وكذلك: {حذر الموت}
(1/388)
[البقرة: 19]، {لو كان لنا من الأمر شيء} [آل عمران:
154]، {وإليه مآب}، {وإليه متاب} [الرعد: 36، 30]،
{فكيف
كان نكير} [الحجج: 44] ونحو هذا من الحروف.
وقال أبو العباس أحمد بن يحيى: إنما اختار الكسائي
الإشارة إلى الضمة في قوله: (ما حوله)، (ليفجر أمامه) لأن الهاء خفية فقواها
بالحركة، والوجه الإسكان في كل القرآن.
وفي الوقف على الأسماء خمسة أوجه: أجودهن أن تقول في
الرفع «هذا زيد» بالإشارة إلى الضمة، وفي الخفض «مررت بزيد» بالإشارة إلى الكسرة،
و «رأيت زيدا» بإثبات الألف في النصب، ومنهم من يقول في رواية بعض البصريين «رأيت
زيد» فيشير إلى الفتحة، ولا يثبت الألف. ومنهم من يقول
(1/389)
في الرفع «هذا زيدو» وفي النصب «رأيت زيدا» وفي الخفض
«مررت بزيدي». ومنهم من ينقل الحركة إلى وسط الاسم إذا أمكن النقل إليها فيقول
«هذا بكر» في الرفع، و «رأيت بكر» في النصب، و «مررت ببكر» في الخفض. ومنهم من يقف
بغير إعراب فيقول «هذا زيد» و «رأيت زيد» و «مررت بزيد». والوجه الأول هو الوجه العالي
عند العرب، وهو عند النحويين أثبت في القياس، وآخر الخمسة في الوقف تشديد آخر
الاسم إذا أمكن ذلك كقولهم «هذا عمر» في «عمر».
والوقف على المنصوب بفتحة لا ألف معها ليس من قول
(1/390)
من يرجع إلى قوله، إنما حكاها من لا يوثق بعربيته. وقال
خلف: سمعت الكسائي يشم الكسر إذا وقف في قوله: {كماء أنزلناه من السماء} [يونس:
24] (كماء)، {ما لكم من ملجأ يومئذ} [الشورى: 47]،
(ملجأ)، {من ماء فأحيا} [البقرة:
164] (ماء)، و {من سبأ بنبأ يقين} [النمل: 22]، (سبأ) و
(بنبأ)، {من السماء} [البقرة: 19]، (السماء)، وإن كان هذا الحرف غير منون، ونحو
ذلك من الحروف. قال خلف: ومنه بالرفع قوله: {قل ما يعبأ بكم ربي} [الفرقان: 77]، {تالله تفتأ} [يوسف: 85]، {وقال الملأ} [الأعراف: 90]، {ويدرأ
عنها العذاب} [النور: 8]، (ويدرأ)، و {نبأ الذين كفروا} [التغابن: 5]، (نبأ)،
وحروف أيضًا بالرفع ممدودة: {كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء} [البقرة: 13]، {من عباده
(1/391)
العلماء} [فاطر: 28] {إن هذا لهو البلاء} [الصافات:
106]، {وما كان عطاء ربك} [الإسراء:
20]، وقوله:
(فجزاء مثل ما) (فجزاء) ونحو ذلك.
وكان الكسائي يمد في الوقف ما كان ممدودًا ويشم الهمزة
الرفع في ذلك كله. وكان حمزة يمد في الوقف ما كان ممدودًا.
قال خلف: وقريش لا تهمز، ليس الهمز من لغتها وإنما همزت
القراء بلغة غير قريش من العرب، فإذا كانت الهمزة في آخر الحرف فإشمام الحرف
الإعراب بغير إشمام الهمز أحب إلينا.
قال أبو بكر: والاختيار عندي أن يوقف على قوله:
(1/392)
{وقال الملأ من قومه الذين كفروا} [المؤمنون: 33] بغير
الهمز. وكذلك: {قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا} [الأعراف: 75]
يوقف عليهما وعلى ما أشبههما بألف اتباعًا للمصحف. والوقف على قوله: {فقال الملأ
الذين كفروا من قومه ما هذا إلا بشر مثلكم} [المؤمنون: 24] بالواو لأنه في المصحف بواو.
وكذلك: {وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه} [المائدة: 18] تقف عليه إذا
اضطررت «أبناو» بالواو لأنه في المصحف بواو.
وقال خلف: سمعت الكسائي يسكت على {هدى للمتقين} [البقرة:
8] (هدي) بالياء. وكذلك: {من مقام إبراهيم
(1/393)
مصلى}
[البقرة: 125] مصلي وكذلك: {أو كانوا غزى} [آل عمران:
156] و {من عسل مصفى} [محمد: 15]، {وأجل مسمى} [طه: 129] وقال الكسائي في (غزى)
وأخواتها بالياء سئل: «مرجي ومعلي» لمكان التشديد، ويسكت أيضًا على {سمعنا فتى} [الأنبياء: 60] و
{في قرى} [الحشر: 14] و {أن يترك سدى} [القيامة: 36] بالياء، وحمزة مثله. وقال الكسائي: من
لم يكسر، وفتح الحروف فقرأ (أبقى وأعطى وموسى وعيسى واليسرى والعسرى) ونحو ذلك،
يسكت على هذه الحروف بالفتح.
وقوله: {ويكأنه لا يفلح الكافرون} [القصص: 82] فيه ثلاثة
أوجه: إن شئت قلت: «ويك» حرف، و «أنه» حرف والمعنى: ألم تر أنه، الدليل على هذا
قول الشاعر:
(1/394)
سالتاني الطلاق إذ رأتاني ... قل ما لي قد جئتماني بهجر
ويك أن من يكن له نشب يخـ ... بب ومن يفتقر يعش عيش ضر
وقال الفراء: حدثني شيخ من أهل البصرة قال: سمعت أعرابية
تقول لزوجها: أين ابنك ويلك؟ فقال ويك أنه وراء البيت. فمعناه: أما ترينه وراء
البيت. والقول الثاني أن يكون «ويك» حرفًا و «أنه» حرفًا، والمعنى: ويلك اعلم
أنه، فحذفت اللام كما قالوا: قم لا أباك، يريدون «لا أبالك»، قال عنترة بن معاوية:
(1/395)
ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها ... قيل الفوارس: ويك عنتر
أقدم
قال الآخر:
أبا الموت الذي لا بد أني ... ملاق لا أباك تخوفيني
أراد: لا أبالك، فحذف اللام. وقال الفراء: لم نجد العرب
تضمر الظن وتعمله في «أن» وذلك أنه يبطل إذا كان من الكلمتين أو في آخر الكلمة،
فلما أضمر جرى مجرى الترك، والدليل على هذا أن العرب لا تقول: «يا هذا أنك قائم»
بلا: «يا هذا اعلم أنك قائم». والقول الثالث أن يكون «وي» حرفًا و «كأنه» حرفًا، فيكون
معنى «وي» للتعجب كما تقول: «وي لم فعلت كذا وكذا»، ويكون معنى
(1/396)
«كأنه» أظنه وأعلمه، كما تقول في الكلام: «كأنك بالفرج
قد أقبل» فمعناه: أظن الفرج مقبلاً.
فإن قال قائل: لم وصلوا الياء بالكاف فجعلا حرفًا واحدًا
وهما حرفان؟ قي له: لما كثر بهما الكلام جعلا حرفًا واحدًا كما جعلوا: {ينبؤم}
[طه: 94] في المصحف حرفًا واحدًا، وهما حرفان لكثرتهما، وهو في المصحف «ويكأنه»
حرف واحد.
وقوله تعالى: {إنما نحن مستهزؤون} [البقرة: 14] كان حمزة
يسكت على (مستهزون) فيمد يشبه الواو من غير إظهار الواو. وكذلك: {متكئون} [يس: 56] و {ليطفئوا
نور
(1/397)
الله}
[الصف: 8] (ليفطوا) و {ليواطئوا عدة ما حرم الله}
[التوبة: 37]، (ليواطوا). {كنتم تكسبون. يستنبئونك} [يونس: 52، 53] (ويستنبونك). {فمالئون
منها البطون} [الصافات: 66]، (فمالون) وما شبه ذلك.
قال خلف: سمعت الكسائي يقول: إذا مد الحرف ولم يظهر
الواو فقد همز همزًا حفيًا. والكسائي يهمز في الوقف كما يصل. وقال الكسائي: ومن
وقف بغير همز قال: (مستهزون) فرفع الزاي بغير مد. و (متكون) فرفع الكاف. وكذلك:
(ليطفوا) برفع الفاء. و (ليواطوا)
برفع الطاء.
(1/398)
و (يستنبونك) برفع الباء. (فمالون) ونحو ذلك. قال
الكسائي: فقال بعضهم: فأين لاكسرة في الحرف (مستهزون)؟. فأجاز الكسائي كسرة الزاي
ووقف الواو من غير همز وغير مد (مستهزون). وكذلك (متكون) كسر الكاف ووقف الواو من غير مد ولا
همز. وكذلك هذه الحروف وما يشبهها على هذا بكسر الحرف الذي قبل الواو ثم يجزم
الواو ولا يمد ولا يهمز فأجاز هذا القول، والثاني والأول أحب إليه، يعني رفع الزاي
والكاف والفاء والطاء بغير مد، يعني، من وقف بغير همز.
قال خلف: وقول الكسائي في وقفه بالهمز أحب إلينا لتبيان
الإعراب فيه.
(1/399)
وقال الفراء: للعرب في الهمز ثلاثة مذاهب: التحقيق
الهمز، وهو يراد، والإبدال منه. فمن حقق الهمز قال استهزأت ومستهزئون. ومن أبدل من
الهمزة قال: استهزيت، كما يقول: استقصيت، ويقول: مستهزون، يقول: مستقصون. ومن ترك الهمز،
وهو يريده، قال: استهزات، بغير همز. وقال: مستهزون، بكسر الزاي وتسكين الواو من
غير مد ولا همز. وكان أهل البصرة يسمون الهمز المحقق الهمز المشبع، ويسمون الذي
يترك همزه، وهو يراد، المشرب، لأنه اشرب حركة الهمزة واسقطت منه، ويسمون الذي يبدل
من همزة المقلوب.
وقال خلف: سمعت الكسائي يسكت على قوله: (وبالآخرة)
(1/400)
على «نعمة ومعصية ومرية والقيامة» ونحو ذلك بكسر راء في الآخرة،
والميم في «نعمة» والياء في «معصية» كذلك بقيتها وما يشبهها. وكان حمزة يفتحها قليلاً.
قال خلف: وفتح هذه الحروف في الوقف قليلاً أحب إلينا لأن
هذه الحروف في الوصل مفتوحة.
وقال أبو العباس: قال الكسائي أمال هذه الحروف الوقف لأن
الهاء أخت الياء والواو والألف، وإن نت متحركة، فإذا جاءت حركتها رجع إلى فتح
قبلها.
(1/401)
وكان حمزة يسكت على {يؤمنون} [البقرة: 3]، {أنى يؤفكون}
[المائدة: 75]، و {يؤثرون} [الحشر: 9] و {عليهم مؤصدة} [الهمزة: 8] ونحو ذلك بغير
همز إذا كانت الهمزة في وسط الحرف والكسائي يهمز ذلك كله في الوقف. قال خلف: وقول الكسائي
أعجب إلينا لأنه أبين للإعراب، كان بعض القراء لا يهمز (مؤصدة) يقول: هي من
أوصدت مثل أوقدت. فلو قرأ قارئ على معلم بحرف حمزة، فلم يهمز (مؤصدة) في السكت
لم يدر معلمه أكان يهمز في الوصل أم لا. قال خلف فالسكوت بالهمز على هذه الحروف
وما أشبهها أحب إلينا؛ وإنما ترك الهمز من ترك بناء على الفعل «آمن وآثر»
(1/402)
فله أن يهمز في المستقبل، وله أن يترك فمن همز فهو على
الأصل وم نترك بناه على لفظ «أمر»، والوجه الهمز لأنه هو الأصل، ومعنى مؤصدة عند العرب
مطبقة، قال الشاعر:
تبوأت جنات كريما مقامها ... وزحزحت عن باب من النار
مؤصد
معناه مطبق.
وكان حمزة يسكت على قوله: {إن الذين كفروا سواء}
[البقرة: 6] ويمد ثم يشم الرفع من غير همز. وكذلك: {ما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا
إلا خطأ} [النساء: 92]، {من الحق شيئًا}
[النجم: 28] {لو يجدون ملجأ} [التوبة: 57] أو نحوه فيسكت على هذا كله بغير همز،
ويسكت على (هزوًا)
(1/403)
[البقرة:
67] بالواو. وكذلك: {كفوا} [الإخلاص: 4] بالواو. ويسكت
على {كل جبار منهن جزءا} [البقرة: 260] بنصب الزاي لأنه ليس في الحرف واو فإذا ترك
الهمزة انتصبت الزاي. وكذلك: {ردءا يصدقني} [القصص: 34] (ردا) فينصب الدال إذا لم يهمزه.
والكسائي يهمز في ذلك كله ممدودًا كان أو مقصورًا وكتابه بالواو أو بغير الواو
ويحتج بأنه ترك التنوين ووقف بالهمز. قال خلف: وقوله أعجب إلينا – يعني الكسائي –
قال: والكسائي يشم الرفع الهمز ويمد، يعني في الوقف في قوله: {إن الذين كفروا
سواء} [البقرة: 6] وحمزة يشم الرفع (سواء).
وروى أبو بكر بن عياش عن عاصم أنه كان يقرأ: {ثم
(1/404)
اجعل على كل جبل منهن جزا} بضم الزاي. فإذا وقفت على هذه
القراءة كان لك مذهبان: أحدهما أن تقول (جزؤا) بالهمز، والوجه الآخر أن تقول:
(جزوا) بضم الزاي وإثبات الواو، ولا يجوز على هذه القراءة أن تقف (جزا) بفتح الزاي
لأن فيها واوًا.
وقال نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم القارئ: من قرأ (ردأ) بالهمز أراد
«عونا» ومن قرأ (ردًا) بلا همز أراد «زيادة»، واحتج بقول الشاعر:
وأسمر خطيا كأن كعوبه ... نوى القسب قد أردى ذراعًا على
العشر
فمعناه: قد زاد ذراعا.
(1/405)
151 - وحدثنا إسماعيل عن قالون عن نافع أنه كان يقرؤها
«ردًا» منونة غير مهموزة. وقال الفراء: الرد العون. يقال: أردأت الرجل إذا أعنته.
والحجة لحمزة في وقفه على (سواء) و (ماء) و (خطأ) و (كفؤ) و (جزء) بغير همز أن الألف
أبين في السكت من الهمز لأن الهمزة من أول المخارج. والحجة له في الوقف على
الممدود بغير همز نحو: {أنزل من السماء ماء} [الأنعام: 99] أنه يحكى عن العرب ترك
الهمز إذا كان بين ألفين، فإذا كانت الهمزة مكسورة أو مضمومة لم تقع بين ألفين فلم
تترك.
(1/406)
وكذلك الحكاية عنهم. والحجة لحمزة في تركه الهمز إذا لم
يقع بين ألفين نحو: {وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ} [النساء: 92] أن الياء
والواو والألف أبين عنده من الهمز في الوقف.
وقوله تعالى: {إن امرؤ هلك} [النساء: 176] كان الكسائي
يقف عليه (امرؤ) بالهمز. وكان حمزة يقف عليه (امرو) بالواو. وقال خلف: الوقف على مثل هذا
بترك الهمز أحب إلينا من الهمز لأنه في آخر الحروف، وإن كان بعده تنوين فإنه
بالرفع، ولا يمكن فيه إذا كان مرفوعًا ما يمكن في ما كان منه بالنصب مثل: {أنزل من
السماء ماء} [الأنعام: 99] فالهمزة في قوله (ماء) أشبع وأبين من
(1/407)
الهمز في (امرؤ) وإن كان بعد الهمزة تنوين.
قال خلف: سمعت الكسائي يقول في قوله: {أحيا الناس جميعا}
[المائدة: 32] الوقف عليه (أحيى) بالياء لمن كسر الحروف إلا من فتح فيفتح مثل
هذا. وقال الكسائي: إنما كتبوا (أحيا) بالألف للياء التي في الحرف فكرهوا أن
يجمعوا بين يائين. وكذلك «الدنيا والعليا».
وقوله تعالى: {لكنا هو الله ربي} [الكهف: 38] كان عاصم وأبو عمرو وحمزة
والكسائي يقرؤون: (لكن هو الله) بحذف الألف في الوصل وبإثباتها في الوقف، والحجة
لهم في هذا أن الأصل فيه «لكن أنا» فأسقطوا الهمزة وأدغموا النون الأولى في
الثانية فصارتا نونا مشددة،
(1/408)
وحذفت الألف في الوصل كما تحذفها من «أنا إذا قلت: أنا
قمت وأنا قعدت» وأثبت في الوقف كما تثبت الألف في «أنا» إذا وقفت عليها. وأرادوا
أن يجمعوا مع هذا اتباع الكتاب، والدليل على أن الأصل في «لكنا» «لكن أنا» قراءة
الحسن: (لكن أنا هو الله ربي).
152 - قال أبو العباس أحمد بن إبراهيم: حدثنا أبو خيثمة
قال: حدثنا يونس بن محمد عن هارون عن أبي حذيفة عن عمر عن الحسن أنه كان يقرؤها:
(لكن أنا هو الله ربي). وقال أحمد بن إبراهيم: حدثنا أبو خيثمة قال:
(1/409)
حدثنا يونس بن محمد عن هارون قال: في قراءة أبي بن كعب:
(لكن أنا هو الله ربي).
وقال الكسائي سمعت أعرابيًا يقول: «إن قائمًا» أنكرت
عليه ذلك وقلت: إن كان «قائم» اسمًا فينبغي له أن يأتي بالخبر، وإن كان خبرًا
فينبغي له أن يأتي بالاسم.
قال: «فاستثبته فإذا هو يريد: «إن أنا قائمًا» أي ما أنا
قائمًا. ترك همزة «أنا» وأدغم النون الأولى في الثانية فصارتا نونًا مشددة. وقال الفراء:
أنشدني أبو ثروان:
وترمينني بالطرف أي أنت مذنب ... وتقلينني لكن إياك لا
أقلي
(1/410)
أراد:
«لكن أنا إياك» فأسقط الهمزة وأدغم النون الأولى في
الثانية وحذف الألف من «أنا». ويجوز في العربية: «لكن هو الله ربي» بحذف الألف في
الوصل والوقف لأنها لغة معروفة للعرب، يقولون: «لكن والله» فيقفون بإسقاط الألف
ويجوز في العربية «لكنا هو الله ربي» بإثبات الألف في الوصل والوقف لأن من العرب
من يقول: «أنا قمت» بإثبات الألف في الوصل. أنشد الفراء لأبي النجم:
أنا أبو النجم إذا قل العذر
وأنشد الفراء أيضًا:
أنا سيف العشيرة فاعرفوني ... حميدًا قد تدريت السناما
(1/411)
واعلم أن «حتى» لا يجوز أن تمال إلى الكسرة لأنها أداة
بمنزلة «إلا» و «أما» والإمالة ممتنعة من الأدوات متلئبة في الأسماء والأفعال
كقيامهم في الاسم «فتي» وفي الفعل «قضي». وإنما امتنعت الأدوات من الإمالة لأنها
لا يعرف لها أصل من الياء ولا الواو فلزموا فيها الألف لخفتها، ولما عرفوا للاسم والفعل
أصلا في الياء والواو دلوا على أصل الياء بالإمالة.
وأما «بلى» فإن حمزة والكسائي أمالاها. فإن قال
(1/412)
قائل:
لم أميلت وهي أداة؟ قيل [له] لأن أصلها «بل» فزيدت عليها
الألف دلالة على أن السكوت عليها ممكن وأنها لا تعطف ما بعدها على ما قبلها كما
تعطفه «بل»، فوقف عليها بالياء وصلحت إمالتها لأنها
ألف تأنيث كالألف في «ليلى وحُبلى»
فأمكن دخول علامة التأنيث على الأداة ههنا كما أمكن
دخولها في «ربت وثمت» وكلتاهما أداة و «لات» مثلهما. ومن فتح «بلى» في كل حال آثر
الأخف وغلب اللفظ، وكتبت «بلى» بالياء بناء على الإمالة. وكتبت «حتى» بالياء، وهي
لا تمال فرقًا بين
(1/413)
دخولها على الظاهر والمكني فلزم فيها لفظ الألف مع
المكني في قولهم: «حتاي وحتاك وحتاه» وانصرف عن الألف إلى الياء مع الظاهر حين
قالوا: «حتى زيد وحتى عمرو» وكذلك فعل بـ «على وإلى» فقيل: «على زيد وإلى زيد،
وعليه وإليه». قال أبو العباس: بني ذلك على «قضي زيد وقضيت» لما كانت ألف قضى
ألفًا في اللفظ، وياء مع المكني.
وذلك أن حاجة «إلى وعلى وحتى» إلى ما بعدهن كحاجة «قضى»
إلى فاعله، فلذلك ألحقن به. وأصل «قضى زيد». «قضي» فصارت الياء ألفًا لتحركها
وانفتاح ما قبلها ولم
(1/414)
تغير الياء في «قضيت» لأنه أصل ترجع إليه الفروع، ولو
اعلت الأصول فسدت الفروع.
واعلم أن إمالة «حتى وأنى» ممكنة لأنهما بمعنى محلين،
والمحال أسماء.
واعلم أن ألف «تترى» تحتمل ثلاثة أوجه: إحداهن أن تكون
ألف التأنيث المقصورة، فتمنع الحرف الإجراء، ويقف عليها أصحاب الكسر بالإمالة
لأنها كألف «التقوى والبقوى» والوجه الثاني أن تكون الألف مشبهة بالأصلية تلحق الحرف
الذي هي فيه ببناء «جعفر ودرمك» فيصلح أن يوقف عليها بالفتح والإمالة. والوجه
الثالث أن تكون
(1/415)
الألف فيه بدلاً من التنوين فلا يوقف عليه إلا بالفتح
لأن ألفه كألف «رأيت عمرًا» فكما لا يجوز «عمري» كذلك لا يصلح أن يقال «تتري».
ووزنه على هذا الجواب «فعل» وأصله «وتر» فأبدلت التاء من الواو لما كانت تجانسها،
كما أبدلت في «التراث» وأصله «الوراث»، و «التخمة» أصلها «الوخمة» لأنها من الوخامة.
ورفع الحرف «تتر» وخفضه «تتر» ونصبه «تترا» في هذا الباب، وفي البابين الماضيين
تثبت الألف عند الوقف في الرفع والنصب والخفض، وتنوين «تترى» على الجواب الأول لا يصلح وتنوينه
على الوجه الثاني والوجه الثالث لا بد منه لأنه علامة جري الاسم،
(1/416)
ووقفك في الجواب الأول على ألف التأنيث. وفي الجواب
الثاني على الألف المشبهة بالأصلية. وفي المذهب الثالث على الراء في الرفع والخفض،
وعلى الألف المبدلة من التنوين في النصب.
واعلم أنك إذا وقفت على منصوب مقصور كقيلك: «نسأ الله
هدى، وأؤمل من الله رضى» وكقوله عز وجل: {سمعنا فتى} [الأنبياء: 60] كان وقفك على الألف
المبدلة من لام الفعل والألف المبدلة من التنوين أسقطت، اعتمادًا على أن الألف
الأولى تكفي منها وذلك أن الألف تقرب من الهمزة في المخرج، فلما اكتفوا بالهمزة
الأولى من الثانية في «آدم وآخر» و «شا أنشره» على قراءة من يسقط إحدى الهمزتين،
اعتمد على الألف الأولى وجعلت
(1/417)
كالكافية من الثانية. والأصل في الاسم «سمعنا فتيا»
فصارت الياء ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها وسقطت الألف الأولى لسكونها وسكون
التنوين، فلما وقف على الاسم زال التنوين، فرجعت الألف الأصلية المبدلة من الياء
وسقطت المبدلة من التنوين، هذا قول الكوفيين وإليه تذهب جماعة من البصريين.
وقال بعضهم الوقف في النصب: على الألف المبدلة من
التنوين، والألف الأصلية هي المحذوفة، واحتجوا بأن الساكنين إذا اجتمعا سقط الأول
منهما. فمن الحجة عليهم بعد الاحتجاج الذي أمضينا ذكره أن العرب تقول في الوقف:
«رأيت فتي» فتميل الألف إلى الياء، وألف النصب لا تمال، فلا يقال: «رأيت عمري» في «رأيت عمرًا» فهذا
يكشف غلط أصحاب هذه المقالة.
(1/418)
وقال أبو عمرو بن العلاء: همزة (أنشره) تكفي من همزة
(شاء) وخالفه من قاس هذا على (آدم) فجعل الهمزة الأولى تكفي من الثانية.
وقال خلف: سمعت الكسائي يقول في قوله: {ومن بلغ أئنكم
لشتهدون} [الأنعام: 19] هو في قياس النحو كما كتبوا في الشعراء: {أئن لنا لأجرا} [41]
وكتب في الأعراف: {إن لنا لأجرا} [113] قال: وهذا من أجل الكاتب، والإعراب فيه واحد.
قال: فمن وقف بغير همز وقف على الياء يشبه الهمز.
وقال الكسائي:
الوقف على: {ولقد جاءك نبأ من المرسلين} [الأنعام: 34]
من بني يشم الباء والألف الكسرة في الوقف قليلاً وكذلك. {من تلقاء نفسي} [يونس:
15] (تلقا)
(1/419)
يشم القاف والألف الكسر قليلا، ومثله: {وايتاء ذي
القربى} [النحل: 90] (وإيتا)، {وآناء الليل} [آل عمران: 113] (وآنا)، {وإيتاء الزكاة} [الأنبياء: 73]
(وإيتا)، و {بلقاء ربهم} [الأنعام: 154] (بلقا)، يشم الكسر قليلا الحرف الذي قبل
الألف واللام.
وكان حمزة يشم الياء في الوقف ما كان فيه مثل: (نبأ
المرسلين)، و (تلقاء نفسي) (تلقا). والاختيار {وإيتاء ذي القربى} {وإيتاي}، {ومن
آناء الليل} [طه: 13] (آناي)، قال خلف: وإشمام هذه الحروف كلها الكسر أحب إلينا.
وقال خلف: سمعت الكسائي يقول: {كهيئة الطير} [آل
(1/420)
عمران: 49] مهموز في الوقف، ومن لم يهمز قال: «كهية
وكهية» جميعًا.
وكان الكسائي يشم الهمز بعد الياء في قوله: {الذي يخرج
الخبء في السماوات والأرض} [النمل: 25] إذا وقف. وكان حمزة يقف عليه بغير إشمام
الهمز.
وكان الكسائي يقف على: {شاطئ الواد} بالقصص: 30] بهمزة
مختلسة. وحمزة لا يهمز مثل هذا، يقول: (شاطي) بالياء. ومذهب حمزة أحب إلى خلف.
وقوله تعالى: {كلا بل لا تكرمون اليتيم} [الفجر: 17] قال
الفراء: «كلا» بمنزلة «سوف» لأنها صلة، وهي حرف رد، فكأنها «نعم» و «لا» في الاكتفاء.
قال: وإن جعلتها صلة لما بعدها لم تقف عليها كقولك: «كلا ورب الكعبة»
(1/421)
لا تقف على «كلا» لأنها بمنزلة قولك: «أي ورب الكعبة»
قال الله تعالى {كلا والقمر} [المدثر: 32] فالوقف على (كلا) قبيح لأنها صلة
لليمين. قال الفراء: أنشدني الكسائي عن بعض العرب:
كلا وشمس لنخضبنهم دما
وقوله: {أحق هو قل إي وربي إنه لحق} [يونس: 53] قال خلف
سمعت الكسائي يقول: إي وربي حرفان. وقال الفراء: لا يقف على (إي) لأنها صلة لليمين.
وكان أبو جعفر محمد بن سعدان يقول في «كلا» مثل قول
الفراء. وقال الأخفش: معنى «كلا»
الردع والزجر. وقال المفسرون: معناها «حقًا». وقال
السجستاني: جاءت «كلا» في القرآن على وجهين، فهي في مواضع بمعنى: «لا يكون
(1/422)
ذلك» وهو رد للأول كما قال العجاج:
قد طلبت شيبان أن يصاكم ... كلا ولما تصطفق مآتم
المعنى: لا، لا يكون ذلك كما ظنوا، وليس ذلك كما ظنوا
حتى تصطفق المآتم، والمآتم النساء المجتمعات في خير أو شر. قال وتجيء في معنى:
«ألا» التي هي للتنبيه، يستفتح بها الكلام كقوله: {ألا إنهم يثنون صدورهم ليستخفوا
منه ألا حين يستغشون ثيابهم} [هود: 5] وهي زائدة في الكلام لو لم يأت بها لكان الكلام
تامًا مفهومًا. لو قلت: إنهم يثنون صدورهم لكان تامًا. قال: فما جاءت فيه «كلا»
بمعنى «ألا» قول العرب:
(1/423)
«كلا زعمت أن العير لا يقاتل»
وهو مثل للعرب، واحتج بقول أعشى بني قيس:
كلا زعمتم بأنا لا نقاتلكم ... إنا لأمثالكم يا قومنا
قتل
قلت: وهذا غلط منه. معنى «كلا» في المثل والبيت: «لا»
ليس الأمر على ما يقولون.
وقوله: {ألا تحبون أن يغفر الله لكم} [النور: 22] معنى
(ألا) ههنا مخالف لمعناها في قوله: {ألا إنهم هم المفسدون} [البقرة: 12]. وذلك
أنها في ذلك الموضع تقرير وفي هذا الموضع افتتاح للكلام، كان الأصل فيها «لا»
فأدخلت ألف الاستفهام على «لا» فصارت تقريرًا كما قال:
(1/424)
{أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى} [القيامة: 40].
قال أبو بكر وسمعت أنا أبا العباس يقول: لا يوقف على
«كلا» في جميع القرآن لأنها جواب، والفائدة تقع فيما بعدها. واحتج السجستاني في أن
«كلا» بمعنى «ألا» بقوله: {كلا إن الإنسان ليطغى} [العلق: 6] قال: فمعناه «ألا إن الإنسان»
وذلك أن جبريل عليه السلام، أول شيء نزل به من القرآن خمس آيات من سورة العلق
مكتوبة في نمط فلقنها النبي صلى الله عليه وسلم، آية آية والنبي صلى الله عليه
وسلم، يتكلم بها كما يُلقنه، فلما قال: (ما لم يعلم) طوى النمط.
قلت: فهذا يصحح مذهبين: مذهب من قال: معنى «كلا»
(1/425)
حقًا كأنه قال: حقًا إن الإنسان ليطغى. ومذهب من قال:
معنى «كلا» لا. كأنه قال: لا ليس الأمر على ما تظنون يا معشر الكفرة، كما قال في سورة
القيامة: {لا أقسم بيوم القيامة} [1] فـ «لا» رد لكلام ثم ابتدأ فقال: أقسم بيوم القيامة.
وقوله: {أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا. أطلع الغيب أم اتخذ عند
الرحمن عهدا. كلا} [مريم: 77، 78] الوقف على (كلا) جائز لأن المعنى [لا] «ليس
الأمر كذا».
ويجوز أن تقف على قوله (عهدا) وتبتدئ: (كلا سنكتب) أي
حقًا سنكتب. وكذلك قوله تعالى: {لعلي
(1/426)
أعمل صالحا فيما تركت كلا} [المؤمنون: 100] يجوز أن تقف
على (كلا) وعلى (تركت). وقوله: {ولهم علي ذنب فأخاف أن يقتلون. قال كلا} [الشعراء: 14،
15] الوقف على (كلا) لأن المعنى «لا ليس الأمر كما ظنوا فاذهبا» وليس للحق في هذا الموضع
معنى. وقوله: {قال أصحاب موسى إنما لمدركون. قال كلا} [الشعراء: 61، 62] الوقف على
(كلا) حسن لأن المعنى «لا لا يدر كونكم» ولا يجوز الوقف على (قال) والابتداء بـ (كلا) للمختار لأن ما
بعد القول حكاية. وقوله: {ومن في الأرض جميعا ثم ينجيه. كلا} [المعارج: 14، 15]
الوقف على (كلا) حسن لأن المعنى «لا لا يكون ما يود» ويجوز الوقف
(1/427)
على (ينجيه) والابتداء بـ (كلا) على معنى «حقًا إنها لظى».
ومثله: {أيطمع كل امرئ منهم أن يدخل جنة نعيم. كلا}
[المعارج: 38، 39] الوقف الجيد على (كلا) لأن معناها «لا لا يدلخها». ويجوز أن
تبتدئ (كلا إنا خلقناهم) على معنى «حقًا إنا خلقناهم» والأول أجود. ومثله: {بل
يريد كل امريء منهم أن يؤتى صحفا منشرة. كلا} [المدثر: 52، 53] تقف على (كلا) وعلى
ما قبلها. وقوله: {يقول الإنسان يومئذ أين المفر. كلا} [القيامة: 10، 11]، الوقف الجيد على (لا وزر) لأن فيه تقع الفائدة
كأنه قال: لا جبل يلجأون إليه. ويجوز أن تقف على ما قبل (كلا) وتبتدئ (كلا لا وزر)
على معنى: حقًا لا وزر. والوقف على (كلا) ليس بمحال. وقوله: {ثم إن علينا بيانه.
كلا بل تحبون العاجلة. وتذرون الآخرة} [القيامة: 19، 21]
(1/428)
الوقف على (الآخرة) حسن. والوقف على (كلا) قبيح لأن
الفائدة فيما بعدها وهو قوله: (بل تحبون العاجلة. وتذرون الآخرة). ويجوز الابتداء
بـ (كلا) على معنى «حقًا بل تحبون العاجلة». وكذلك: {تظن أن يفعل بها فاقرة}
[القيامة: 25] الابتداء بـ (كلا) على معنى «حقًا إذا بلغت التراقي». وقوله:
{الذي هم فيه مختلفون. كلا سيعلمون. ثم كلا سيعلمون} [عم: 3، 5] الوقف على (كلا) قبيح لأن الفائدة
فيما بعدها ولكن الوقف على قوله: (ثم كلا سيعلمون) جيد ويجوز أن تبتبديء (كلا
سيعلمون) على معنى «حقا سيعلمون». ومثله: {وأما من جاءك يسعى. وهو يخشى. فأنت عنه
تلهى. كلا إنها تذكرة} [عبس: 8، 11] الوقف على (ذكره) وعلى «التذكرة»
(1/429)
جيد. والوقف على (كلا) أيضًا جائز كأنه قال: لا ليس هو هكذا. وقوله:
{ثم إذا شاء أنشره. كلا لما يقض ما أمره} [عبس: 22، 23] الوقف على (أنشره) و (أمره) جيد. والوقف على
(كلاً) قبيح. ومثله: {في أي صورة ما شاء ركبك. كلا بل تكذبون بالدين} [الانفطار: 8،
9] الوقف الجيد على (الدين) وعلى (ركبك).
والوقف على (كلا) قبيح. ومثله: {يوم يقوم الناس لرب
العالمين. كلا إن كتاب الفجار لفي سجين} [المطففين 6، 7] الوقف الجيد على
(العالمين) وعلى (سجين). وكذلك: {إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين} [المطففين:
13] الوقف على (الأولين) وعلى (يكسبون) جيد. والوقف على (كلا) أيضًا حسن لأن معناه
«[لا]
ليس الأمر على ما يظن». وتبتدئ أيضًا: {كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون}
[المطففين: 15] أي:
(1/430)
حقًا.
والوقف على (كلا) ههنا قبيح. وكذلك: {ثم يقال هذا الذي
كنتم به تكذبون} [المطففين: 17] الوقف على (تكذبون) والابتداء (كلا إن كتاب
الأبرار) أي: حقًا إن كتاب الأبرار. والوقف على (كلا) ههنا قبيح. وقوله: {فيقول ربي أهانن.
كلا} [الفجر: 16، 17] الوقف على كلا جيد على معنى: [لا] ليس الأمر كما تظن. والوقف
على (أهانن) جيد. ثم تبتدئ: {كلا بل لا تكرمون اليتيم} بالفجر: 17] أي: حقًا بل لا تكرمون
اليتيم. ومثله: {وتحبون المال حبا جما}
[الفجر: 20] الوقف على (جما) والابتداء {كلا إذا دكت}
[الفجر: 21] أي حقًا إذا دكت. ويجوز الوقف على (كلا) على معنى «ليس الأمر كما
تظنون في محبته». وقوله: {ألم يعلم بأن الله يرى. كلا لئن لم ينته لنسفعا}
[العلق: 14، 15]
(1/431)
الوقف على (يرى) حسن. والوقف على (كلا) رديء. وكذلك:
{سندع الزبانية كلا لا تطعه} [العلق: 18، 19] الوقف على (الزبانية) والابتداء (كلا
لا تطعه). وفي سورة ألهاكم ثلاثة مواضع الوقف فيهن على ما قبل (كلا) لأن معناهن
«حقًا». وقوله: {يحسب أن ماله أخلده. كلا} [الهمزة: 3، 4] الوقف الجيد على (كلا) أي: لا لم يخلده.
ويجوز الوقف على (أخلده) والابتداء (كلا لينبذن) أي: حقًا لينبذن.
وقوله: {فلا تك في مرية منه} [هود: 109]، قال خلف: سمعت الكسائي
يقول: الوقف عليه: فلا تك في مرية منه بالتخفيف وجزم النون كما يوصل. وكذلك: {عما
(1/432)
نهوا عنه} [الأعراف: 166] بجزم النون في الوقف كما تصل.
وقال: يجوز (منه) برفع النون في الوقف كما يوصل، وكذلك:
(عنه) برفع النون في الوقف قال خلف: والتخفيف فيهما أحب إلى الكسائي. والقول في
هذا عندنا أن من وقف بتسكين النون قال: بنيت الوقف على الوصل. ومن وقف بضم النون
قال: نقلت
ضمة الهاء لما وقفت إلى النون كما قال الشاعر:
أنا جرير كنيتي أبو عمرو ... أضرب بالسيف وسعد في القصر
أراد: في القصر، فنقل كسرة الراء إلى الصاد. وأنشد
(1/433)
الفراء أيضًا:
فقلت للسائس قده أعجله
أراد: أعجله، فنقل ضمة الهاء إلى اللام. وقال الآخر:
من الناس من إن يستشرك فتجتهد ... له الرأي يستغششك ما
لم تتابعه
أراد: ما لم تتابعه، فنقل ضمة الهاء إلى العين.
وقال خلف: سمعت الكسائي يقول: من كسر {أن تكون أمة هي
أربى من أمة} [النحل: 92] فكسر (أربى) في الوصل: وقف عليه بالكسر مثل ما يصل،
وما كان مثله مثل «الدنيا والعليا»، {ومضى مثل الأولين} [الزخرف: 8] وما يشبهه، وحمزة
مثله. قال خلف سمعت الكسائي يقول: الوقف على قوله: {إلى المسجد الأقصى} [الإسراء:
1] بالياء. وقال: «الأقصى» مثل
(1/434)
«الأدنى». وكذلك في سورة القصص {أقصى المدينة} [20]
وكذلك في يس: {أقصى المدينة} [20] (أقصى) في الوقف.
وكذلك: {وجنى الجنتين دان} [الرحمن: 54] (وجني) إذا وقف
وقف بالياء. وكذلك: {طغى الماء} [الحاقة: 11] (طغي) في الوقف. قال: وإنما كتب بالألف للألف
واللام اللتين في الحرف الذي بعد هذه الحروف. قال: ومن فتح الحروف وقف على (أقصى)
بالألف. قال خلف: وسمعت نحويًا بصريًا يقف على (كلتا الجنتين) [الكهف: 33] (كلتا)
بألف.
قال أبو بكر: وأنا أقول: من أبطل إمالة (كلتا) قال:
ألفها ألف تثنية كألف «غلاما» وذوا، وواحد كلتا كلت، وألف
(1/435)
التثنية لا تعرف [إمالتها]. ومن وقف على (كلتا) بالإمالة
في: (كلتا) اسم واحد عبر عن التثنية وهو بمنزلة «شعرى بكرى». وقال الأخفش: قد يميل
قوم الشيء للإمالة التي تكون بعده، يقولون: «رأي» فيميلون الهمزة لإمالة الألف، ويميلون
الراء لإمالة الهمزة. وقد قرئ هذا الحرف مهموزًا ممالا: {رأى كوكبا} [الأنعام: 76]
و {نأى بجانبه} [الإسراء: 83] يميلون النون لإمالة الهمزة. وكذلك إذا كان الذي قبل
الياء همزة أو عينا. وقوله: {وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى} [الأنفال: 17]
الإمالة فيها قبيحة، أعني إمالة الراء.
وقد ذكروا أنها لغة لأنه لما أمال الميم أمال الراء
بإمالتها فإذا لقي الفعل ألف لام كان ترك الإمالة أجود كقوله تعالى: {فلما رأى
القمر بازغا} [الأنعام: 77] ترك الإمالة أجود للألف واللام.
(1/436)
وكذلك:
{كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر} [البقرة: 178]
وكذلك إن لقيها ساكن ليس مع الألف واللام كقوله: {هدى للمتقين} [البقرة: 2]، ويجوز
أن تميل مع الألف واللام لأن الألف واللام جاءتا بعدما أملت الحرف الذي قبل الألف. وقال الأخفش:
حُكي عن بعض القراء أنه قرأ (رأى) بكسر الراء، وفتح الهمز، ترك الراء ممالة وفخم
الهمزة لما ذهبت إمالة الألف، وكان ينبغي أن تذهب إمالة الراء. وقال الأخفش: فيما
كتب بالياء وهو من الواو: {والليل إذا سجى} [الضحى: 2] و (تليها) و {طحاها}
[الشمس: 2، 6] و {دحاها} [النازعات: 30] و {ما زكى منكم} [النور: 21] كتبت هذه
بالياء لأن أواخر الآي التي معها بالياء فكتبوها على مثل الذي هي معه،
(1/437)
يعني أن (سجى) سبقه (والضحى) و (تليها) سبقه و (ضحيها)،
قال: وإن شئت قلت: قلبوا (سجى) و (تلى) إلى الياء لأن الواو تنقلب إلى الياء
والحرف على عدده مثل «دعى» فكانت عودة الواو إلى الياء أكثر، ويقال: كتب في موضع
بالإتباع ثم كتب في كل مكان بتلك الصورة لئلا يفترق الخط مثل «قضي» بالياء لأنه يقال:
«قضيت وقضينا» فيكون الخط متفقًا. وكذلك: «لدى وعلى وإلى» كتبن بالياء لأنه كتب
«دليك وعليك وإليك» بالياء لأن يتفق الخط.
(1/438)
قال خلف: سمعت الكسائي يوقل: {لدا الباب قالت} [يوسف:
25] قال (لدى) كتب ههنا في «يوسف» بألف.
قال: «لدى وعلى وإلى» مخرجها من النحو واحد: «دليهم وعليهم
وإليهم». قال: فالوقف عليهن بالفتح. وحمزة مثله.
قال خلف: وكانا يفتحان، يعني حمزة والكسائي، {حتى نبعث
رسولا} [الإسراء: 15] يفتحان «حتى» كلها في الوقف، وإن كان كتابها بياء، يفتحانها
كما يصلان.
153 - حدثني أبي قال: حدثنا أبو جعفر الضني قال: حدثنا
سليمان بن حرب قال: حدثنا سعيد بن زيد قال: كتبت لأيوب كتابًا فكتبت «حتا» فقال:
اجعل «حتا» «حتى».
قال خلف: وسمعت الكسائي يقول: الوقف على
(1/439)
{ذكرى الدار، وإنهم عندنا} [ص: 46، 47] على (ذكرى)
بالياء كما في الكتاب لمن كسر الحروف ومن فتح الحروف وقف بألف.
وقوله عز وجل: {وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون}
[الصافات: 147] الوقف على (أو) قبيح لأن الفائدة فيما بعدها. وكذلك قوله: {فهي
كالحجارة أو أشد قسوة} [البقرة: 74] الوقف على (أو) قبيح، ويجوز للمضطر أن يقف
عليهما لأنهما في تأويل «بل» كأنه قال: «وأرسلناه إلى مائة ألف بل يزيدون» هذا قول
الفراء، والحجة له قول الشاعر:
بدت مثل قرن الشمس في رونق الضحى ... وصورتها أو أنت في
العين أملح
(1/440)
فمعناه:
«بل أنت في العين أملح». وقال غير الفراء: معناه «إلى
مائة ألف أو يزيدون عندكم». وكذلك قوله: {يقاتلونهم أو يسلمون} [الفتح: 16] يصلح
للمضطر أن يقف على (أو) لأنها في معنى «أو» الصحيحة في الشك.
وقوله تعالى: {ولا تطع منهم آثمًا أو كفورا} [الإنسا:
24] لا يصلح الوقف على (أو) لمختار ولا مضطر لأنها في معنى الواو كأنه قال: ولا
تطع منهم آثمًا وكفورًا. قال متمم بن نويره:
فلو كان البكاء يرد شيئًا ... بكيت على بجبير أو غفاق
على المرءين إذ هلكا جميعا ... لشأنهما بشجو واشتياق
أراد: بكيت على بجبير وغفاق. وقال جرير:
نال الخلافة أو كانت له قدرًا ... كما أتى ربه موسى على
قدر
(1/441)
أراد: نال الخلافة وكانت له. وقال توبة بن الحمير:
وقد زعمت ليلى بأني فاجر ... لنفسي تقاها أو عليها
فجورها
[أراد: وعليها فجورها] وقال قوم: معنى الآية: «ولا تطع
منهم آثما ولا كفورا» واحتجوا بقول الشاعر:
لا وجد ثكلى كما وجدت ولا ... ثكل عجول أضلها ربع
أو وجد شيخ أضل ناقته ... يوم توافي الحجيج فاندفعوا
أراد: ولا وجد شيخ.
وقال الفراء: إذا قلت: لأضربنك عشت أو مت، ولآتينك أعطيت
أو منعت، لم يصلح الوقف على «أو» ههنا لأن «أو» كأنها واو نسق والكلمة كلها
كالواحدة بعضها صلة لبعض فأحسن ذلك أن تقف عند آخر الكلام ولا تقف عند بعضه دون
بعض. قال: وهو جائز كما يجوز
(1/442)
الوقف على «الذي» دون صلته، وهو قبيح.
وقال خلف: سمعت الكسائي يقرأ (الأيكة) أربعة أحرف كلها
بالهمز في «الحجر» وفي «الشعراء» وفي «ص» وفي «ق». وكذلك إذا ابتدأ يبتدئ بألف.
وقال الفراء {أصحاب الأيكة} [الحجر: 78] كتابها بالألف
واللام. وفي «الشعراء»: {كذب أصحاب ليكة} [176] بلام واحدة كتبت على اللفظ، والابتداء
فيهما جميعا بالألف واللام.
154 - حدثنا إسماعيل عن قالون عن نافع {كذب
(1/443)
أصحاب ليكة} الهاء فيها، يعني في الشعراء وفي «ص»،
منتصبة غير مهموزة. وهي كذلك في المصحف في الموضعين معًا.
وقال الفراء: المذهب الأول أعجب إلي، يعني إثبات الألف
واللام، في الأربعة المواضع لأنها قصة واحدة واسم واحد في جميع هذه المواضع.
والحجة لأهل المدينة في خلالهم بينها وهي واحدة قوله تعالى: {وشجرة تخرج من طور
سيناء} [المؤمنون: 20] وقال في موضع آخر: {والتين والزيتون. وطور سينين} [التين: 1، 2]
و «سيناء» «سينين». وقال في موضع آخر: {وإن إلياس لمن
المرسلين} [الصافات: 123] ثم قال بعد: {سلام على إل ياسين}
(1/444)
[130] و «إلياس» هو «إل ياسين» وف يقراءة عبد الله: (وإن
إدريس لمن المرسلين سلام على إدراسين) فـ «إدريس» هو «إدراسين».
فإن قال قائل: لم خفضت «الأيكة» إذا كانت فيها الألف
واللام فقيل: (أصحاب الأيكة) ونصبت إذا لم يكن فيها الألف واللام فقيل (أصحاب
ليكة)؟ قيل له: نصبت إذا لم تكن فيها الألف واللام لأن فيها هاء التأنيث، وكل
اسم فيها هاء التأنيث لا يجرى في المعرفة كقولك «نظرت إلى عمرة وإلى حمزة» و
«ليكة» على مثال «بيضة»، فلذلك لم يجر، وخفضت إذا كانت فيها الألف واللام لأن كل
اسم لا يجرى إذا دخلت عليه الألف واللام جرى. وما يجرى يخفض في الخفض وما لا يجرى
ينصب في الخفض تقول من ذلك: «نظرت على
(1/445)
مساجد وصوامع» فتنصبها لأنها لا تجرى، فإذا دخلت عليها
الألف واللام قلت «نظرت إلى المساجد والصوامع» فتخفضها لدخول الألف واللام عليها.
ومعنى «الأيكة» في اللغة الغيضة، وجمعها أيك كما ترى. قال الشعر:
أفمن بكاء حمامة في أيكة ... يرفض دمعك فوق ظهر المحمل
وقال جرير في الجمع:
طرب الحمام بذي الأراك فشاقني ... لا زلت في غلل وأيك
ناضر
وقوله تعالى: {أئنا لمبعوثون. أو آباؤنا الأولون}
[الصافات: 16، 17] لا يصلح الوقف على (أو) والابتداء
(1/446)
(آباؤنا الأولون) لأن الواو واو نسق دخلت عليها ألف
الاستفهام، كان الأصل فيه، والله أعلم، «أئنا لمبعوثون وآباؤنا» ثم دخلت ألف
الاستفهام على واو النسق. وكذلك قوله: {أو ليس الله بأعلم} [العنكبوت: 10]، {أو عجبتم أن
جاءكم ذكر من ربكم} [الأعراف: 63] فالواو في هذه المواضع بمنزلة الفاء في قوله:
{أفلم يسيروا في الأرض} [يوسف: 109] فكما لا يجوز الوقف على الفاء لا يجوز الوقف على
الواو، فإن سكنت الواو فقلت: «أننا لمبعوثون أو آباؤنا». وكذلك إن قتل: {أو أمن
أهل القرى} [الأعراف: 98] بتسكين الواو صلح أن تقف على (أو) لأنها «أو» المعروفة.
155 - حدثنا إسماعيل عن قالون عن نافع أنه كان
(1/447)
يقرؤها: (أو أمن أهل القرى) بتسكين الواو.
وقال خلف: سمعت الكسائي يقول: الوقف على {ما آتيتم من
ربي ليربو} [الروم: 29] بالياء، ومثل هذا الحرف حروف في القرآن اللفظ فيها بالفتح
بالتنوين، وهي بالياء في الوقف. واعلم أن الحرف إذا كان ممدودًا بغير تنوين وقفت
عليه بالمد بغير همز كقوله عز وجل: {إذا طلقتم النساء} [الطلاق: 1] وكذلك: {أولياء تلقون
إليهم بالمودة} [الممتحنة: 1] تقف عليهما (النسا، أوليا)،
ومثلهما: {فمن ابتغى وراء ذلك} [المعارج: 31]، {تلقاء أصحاب النار} [الأعراف: 47]،
{ابتغاء وجه ربه الأعلى} [الليل: 20]
{دكا وخر موسى صعقا} [الأعراف: 143]، {حتى تفيء
(1/448)
إلى أمر الله} [الحجرات: 9] تقف [عليه] بالمد بغير همز،
فإذا كان الحرف ممدودًا بهمزة تستقبله وقفت عليه بغير مد كقوله: {كما آمن السفهاء} [البقرة: 13] تقف
عليه (كما) بغير مد لأنك إنما مددته للهمزة التي في (آمن)، ومثله: {ما إن مفاتحه لتنوء
بالعصبة} [القصص: 76]، {فلما أضاءت ما حوله} [البقرة: 17]، {قد يعلم ما أنتم عليه}
[النور: 64] وهو كثير في القرآن، تقف عليه بغير مد، فإذا كان الحرف ممدودًا
مخفوضًا وقفت عليه بالمد وإشمام الخفض كقوله: {ومن وراء إسحاق يعقوب} [هود: 71]
وكذلك: {من وراء حجاب} [الأحزاب: 53]، {إن الذين ينادونك من وراء الحجرات}
[الحجرات: 4] تقف عليه بالمد وإشمام الخفض.
(1/449)
واعلم أن الوقف يسمج على مثل قوله: {الله لا إله إلا هو}
[البقرة: 255] يقبح الوقف على (لا إله) وكذلك: {وما من إله} [آل عمران: 62] الوقف
عليه سمج. وكذلك: {قالوا اتخذ الرحمن ولدا} [مريم: 88] الوقف على (قالوا) والابتداء (اتخذ الرحمن)
قبيح. ولا تقف على قوله: {ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفتر} [إبراهيم: 22]
ولا على قوله: {ألا إنهم من إفكهم ليقولون} [الصافات: 151] ثم نبتديء: (ولد الله)
[152]. وكذلك يسمج الوقف على قوله:
{وقالت اليهود} [التوبة: 30] والابتداء: {عزير ابن الله}
[وكذلك لا تقف على قوله: {لقد كفر الذين
(1/450)
قالوا}
[المائدة: 17] وتبتدئ: {إن الله هو المسيح} وكذلك لا تقف
على (لقد كفر الذين قالوا) ثم تبتدئ: {إن الله ثالث ثلاثة} [المائدة: 73] ولا تقف
على قوله: {الم. ذلك الكتاب لا} [البقرة: 1، 2] ثم تبتدئ {ريب فيه}. وكذلك لا تقف
على (لا) ثم تبتبديء: {خير في كثير من نجواهم} [النساء: 14] ولو وقف واقف على هذا
لم يلحقه مأثم إن شاء الله لأن نيته للحكاية عمن قاله وهو غير معتقد له. وقد كان
حمزة وغيره يستسمجون الوقف على هذا لأن القارئ يقدر على تعهد هذا. فتجنبه الوقف
على هذا أعجب إلينا.
وكان حمزة يستسمج السكت على قوله: {يا ويلنا من بعثنا من
مرقدنا هذا}، والابتداء: {ما وعد الرحمن} [يس: 52].
(1/451)
وقال: السكت على (الرحمن). وهذا عند الفراء على معنيين:
أحدهما أن يكون (هذا) مرفوعًا بـ (ما وعد) و (ما) مرفوعة
بـ (هذا)، فيكون الوقف على (مرقدنا) والابتداء (هذا ما وعد الرحمن). والوجه الآخر
أن يكون (هذا) في موضع خفض على الإتباع لـ «المرقد» فيكون الوقف على (هذا) ثم يبتديء
(ما وعد الرحمن) على معنى «بعثكم ما وعد الرحمن» أي: بعثكم وعد الرحمن. يقاس على
كل ما يرد مما يشاكله إن شاء الله.
(1/452)
باب ذكر أوائل السور إذا وصلت بأواخر السور
التي قبلها وذكر الوقف على أسماء السور
إذا وصلت أول فاتحة الكتاب بـ (بسم الله الرحمن الرحيم)
كانت لك ثلاثة مذاهب: إحداهن أن تقول: {بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب
العالمين} [الفاتحة: 1، 2] فتسكن الميم من (الرحيم) وتقطع الألف من (الحمد) لتؤذن بانفصال
الآية التي قبلها، وهذا مذهب النبي صلى الله عليه وسلم، لأنه عليه السلام، كان إذا
قرأ قطع قراءته آية آية. والوجه الثاني أن تقول (الرحيم الحمد لله) فتخفض الميم من
(الرحيم) لسكونها وسكون اللام في (الحمد فتسقط
(1/453)
ألف (الحمد) للوصل. وذلك أنك تصل أول الآية بآخر الآية التي قبلها
كما تصل بعض الآية ببعض. ويجوز أن تقول: الكسرة في الميم علامة الخفض لأني بان على
الاتصال، فإذا كان مبناي على وصل أول الآية بآخر الآية التي قبلها كان كسر الميم
كسر النعت الذي هو إعراب ولم أبن الميم على أنها ساكنة للوقف يكسرها الساكن الذي
يلقاها. والوجه الثالث أن تقول: (الرحيم الحمد لله) فتفتح الميم من (الرحيم) لأنك
نقلت إليها فتحة الألف من (الحمد). وإنما صلح أن تنقل إليها حركة الألف لأنها رأس
آية مسكوت عليها، فكانت كالجزم، وهذا الوجه الثالث سمعه الكسائي من العرب، ولا
يجوز لأحد أن يقرأ به لأنه لا إمام له.
فإذا وصلت أول الكهف بآخر الأنعام كانت لك أربعة
(1/454)
مذاهب:
أحدهن أن تقول: {وإنه لغفور رحيم} [165] (الحمد لله)
[1]، وهو مذهب النبي صلى الله عليه وسلم، فتفعل ذلك لتؤذن بانفصال الآية من الآية
التي قبلها. والوجه الثاني أن تقول: (وإنه لغفور رحمن الحمد لله) فتخفض التنوين لسكونه
وسكون اللام، وتسقط ألف (الحمد) لأنك وصلت أول السورة بآخر السورة التي قبلها كما
تصل بعض السور ببعض. والوجه الثالث أن تقول: (وإنه لغفور رحمن الحمد لله) فتسكن
التنوين وتهمز ألف (الحمد) لأنك جعلت علامة انفصال الآية من الآية التي قبلها في
الآية الثانية. والوجه الرابع أن تقول: (وإنه لغفور رحيمن الحمد لله) فتفتح
التنوين لأن الأصل فيه (لغفور رحيمن الحمد لله) فنقلت فتحة الألف إلى التنوين وأسقطت
(1/455)
الألف كما قال: {الم. الله لا إله إلا هو} [آل عمران: 1،
2] فالأصل فيه «الم الله» فنقلوا فتحة الألف إلى الميم وأسقطوا الألف، ولك فيها
وجه خامس وهو أن تقول: (وإنه لغفور رحيم. الحمد لله) فتحذف التنوين لسكونه وسكون
اللام كما تقول في الكلام: «قام زيد الظريف» فتحذف التنوين من «زيد» لسكونه وسكون الظاء.
قرأ بعض القراء: {قل هو الله أحد. الله الصمد} [الإخلاص: 1، 2] فحذف التنوين
لسكونه وسكون اللام، قال ابن قيس الرقيات:
كيف نومي على الفراش ولما ... تشمل الشام غارة شعواء
تذهل الشيخ عن بنيه وتبدي ... عن خدام العقيلة العذراء
(1/456)
أراد: عن خدام العقيلة، فحذف التنوين لاجتماع السكانين.
وقال أبو الأسود الدؤلي:
فألفينه غير مستعتب ... ولا ذاكر الله إلا قليلا
أراد: ولا ذاكر الله، وأنشد الفراء:
لتجدني بالأمير برا ... وبالقناة مدعسا مكرا
إذا غطيف السلمي فرا
أراد: غطيف السلمي.
وإذا وصلت أول الأنعام بقوله: {ليكون للعالمين نذيرا}
[الفرقان: 1] كانت لك خمسة أوجه: أحدهن أن تقول: (ليكون للعالمين نذيرا الحمد لله)
ومثله: (نذيرا
(1/457)
الذي) فتسكن الألف من «نذير» وتقطع الألف من (الحمد) على مذهب
النبي صلى الله عليه وسلم. والوجه الثاني أن تقول: (ليكون للعالمين نذيرن الحمد)
فتكسر التنوين لاجتماع الساكنين. والوجه الثالث أن تقول (ليكون للعالمين نذيرا
الحمد) فتجعل علامة انفصال الآية من الآية التي قبلها في الآية الثانية. أنشد
الفراء حجة لهذا المذهب:
حتى أتين فتى تأبط خائفا ... ألسيف فهو أخو لقاء أروع
وأنشد الفراء أيضًا حجة لهذا:
ولا يبادر في الشتاء وليدنا ... ألقدر ينزلها بغير جعال
(1/458)
والوجه الرابع أن تقول: (نذيرن الذي) فنفتح التنوين لأنك
نقلت إليه فتحة ألف (الذي).
قال الكسائي: قرأ علي بعض العرب سورة «ق» فقال: {مناع
للخير معتد مريبن. الذي} [25، 26] فنقل فتحة (الذي) على التنوين ففتحه. والوجه
الخامس أن تقول: (ليكون للعالمين نذيرا الذي) فتحذف التنوين لسكونه وسكون اللام.
وإذا وصلت قوله تعالى: (الحمد لله رب العالمين) بأول
الأنعام كان لك مذهبان: أحدهما أن تقول: (الحمد لله رب العالمين الحمد لله) فتسكن
النون من (العالمين) وتقطع الألف من (الحمد) لتؤذن بانفصال الآية عن الآية التي قبلها.
والوجه الثاني أن تقول: (العالمين الحمد لله) فتفتح النون
(1/459)
من (العالمين) وتسقط الألف من (الحمد) لأنك وصلت أول الآية بآخر
الآية التي قبلها. ولا يجوز أن تقول: (العالمين الحمد لله) فتفتح النون من
العالمين وتقطع الألف من الحمد لأنك لا تقدر على تحريك حرف ينوي بما بعده الابتداء. وجاز أن تسكن
التنوين وتقطع ألف (الحمد) فتقول: (لغفور رحيم الحمد لله) لأن نون الإعراب ساكنة
فاصلة بين الاسم والفعل، والسكوت على كل ساكن ممكن في القطع والاتصال.
وإذا وصلت قوله: {يا أيها الذين آمنوا قوا} [التحريم: 6] بأول {اقرأ
باسم ربك} [العلق: 1] كان لك مذهبان: أحدهما أن تقول: (يا أيها الذين آمنوا قوا
اقرأ باسم ربكم فتسكن الواو من (قوا) وتقطع الألف من (اقرأ) لأنك تنوي
(1/460)
انفصال الآية من الآية التي قبلها. والوجه الثاني أن
تقول: (يا أيها الذين آمنوا قوا اقرأ) فتصل القاف الأولى بالثانية في اللفظ. وتحذف
الواو لسكونها وسكون القاف. وكذلك إذا وصلت (قوا) بأول القارعة قلت: (قوا القارعة)
وإن شئت [قلت] (قوا القارعة) فتصل القاف باللام في اللفظ فإذا وصلت (قوا) بـ (ألهاكم) قلت: (قوا
ألهاكم) فأثبت الواو لأن الألف في «ألهي» ألف قطع، الدليل على ذلك أنك تقول: «ألهي
يُلهي» فتجد أول المستقبل مضمومًا.
وإذا وصلت أول «ألهاكم» بآخر «القارعة» قلت: (نار حامية
ألهاكم) فتقطعها لأنها ألف قطع، فإذا وصلت آخر القارعة بأولها كانت لك خمسة أوجه:
أحدهن أن تقول: (نار حامية القارعة) فتسكن الهاء من (حامية) وتقطع الألف من
(1/461)
(القارعة)
على مذهب النبي صلى الله عليه وسلم، ويجوز من هذا الوجه
أن تقف على التاء فتقول: (نار حامية القارعة)، والوجه الثاني أن تقول (حاميتن
القارعة) فتكسر التنوين لاجتماع الساكنين والوجه الثالث أن تقول، (نار حاميتن
القارعة) فتسكن التنوين وتقطع ألف (القارعة). والوجه الرابع أن تقول: (نار حاميتن القارعة)
فتفتح التنوين لأنك نقلت إليه فتحة الألف من (القارعة) فتفتح التنوين لأنك نقلت
إليه فتحة الألف من (القارعة). والوجه الخامس أن تقول: (نار حامية القارعة) فتحذف التنوين
لاجتماع الساكنين.
وإذا وصلت قوله: {ليسجنن} [يوسف: 32] بأول (ألهاكم)
قلت: (ليسجنن ألهاكم) وإذا وصلته بأول (القارعة) قلت: (ليسجنن القارعة) فتقطع ألف (ألهاكم) وتحذف ألف
(القارعة).
(1/462)
وإذا وصلت أول (ألهاكم) بقوله: {لنسعفا بالناصية}
[العلق: 15] قلت: (لنسعفا ألهاكم) وكذلك: {وليكونن من الصاغرين} [يوسف: 32] تقول:
(وليكونن ألهاكم) فتسكن التنوين وتقطع ألف (ألهاكم). وإذا وصلتها بأول (القارعة)
قلت: (لنسفعا القارعة) و (ليكونا القارعة) فتحذف التنوين لسكونه وسكون اللام وتحذف
ألف (القارعة) للوصل.
وإذا وصلت أول (القارعة) بآخر (إذا زلزلت) كانت لك ثلاثة
مذاهب: أحدهن أن تقول: {ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره} [الزلزلة: 8] (القارعة) وهو مذهب النبي
صلى الله عليه وسلم والوجه الثاني أن تقول: (ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره)
(القارعة) فتحذف الواو لسكونها وسكون اللام.
(1/463)
وتحذف الألف لأنك نويت أن تصل أول السورة بآخر السورة
التي قبلها. والوجه الثالث أن تقول:
(ومن يعمل مثقال ذرة شرا ير هو القارعة) فتثبت الواو
وتقطع ألف القارعة لأنك جعلت علامة انقطاع الآية من الآية التي قبلها في الآية
الثانية. فإذا وصلت آخر (إذا زلزلت) التكبير قلت: (شرًا يره الله أكبر)، وإن شئت
قلت: (شرا ير هو الله أكبر). ولم يجز الفراء (شرا يرهو الله أكبر) لأن التكبير منقطع
من القراءة.
وإذا وصلت آخر (لم يكن) بأول (القارعة) كانت لك الثلاثة
الأوجه: أحدهن أن تقول: (لمن خشي ربه القارعة). والوجه الثاني: (ربه القارعة).
والوجه الثالث (ربهو القارعة). أنشد الفراء حجة لهذا المذهب الثالث:
(1/464)
لتسمعن وشيكا في دياركم ... الله أكبر يا ثارات عثمانا
وإذا وصلت: {ولو أنا كتبنا عليهم أن} [النساء: 66] بأول
(اقرأ) قلت: (أن اقرأ) فكسرت النون لسكونها وسكون القاف، ومن العرب من يقول: (أني
اقرأ) إذا نسي أحدهم الفعل الذي بعد (أن) فيتذكره وهو يريد الوصل فيجعل الياء صلة لكسرة
النون. زعم الفراء أن من العرب من يقول (أني اقتلوا)، (أني اضرب بعصاك الحجر)،
وليس مما قرأت به القراء، ولكنه مذهب للعرب غير داخل في القراءة.
فإذا وصلت: {ولو أنا كتبنا عليهم أن} [النساء: 66]
بقوله: {فليؤد الذي أؤتمن أمانته} [البقرة: 283] قلت:
(1/465)
(أن أؤتمن) فتكسر النون لسكونها وسكون الهمزة، وإن شئت
قلت: (أن اؤتمن) فضممت النون لأنها كانت ساكنة في الأصل فنقلت إليها ضمة الألف كما
قرأت القراء: {ولقد استهزئ برسل من قبلك} [الأنعام: 10] بكسر الدال وضمها.
وإذا وصلت أول (القارعة) بقوله: {فهبداهم اقتده}
[الأنعام: 90] كان لك مذهبان: أحدهما أن تقول: (فبهداهم اقتده القارعة). والوجه الثاني أن
تقول (فبهداهم اقتد القارعة). وكذلك: {يا ليتني لم أوت كتابيه} [الحاقة: 25]
(الحمد لله). وإن شئت قلت: (لم أوت كتابي الحمد لله). ومثله: {لم يتسنه} [البقرة: 259] (القارعة)، وإن
شئت قلت: (لم يتسن القارعة)
(1/466)
ولا يجوز أن تقول: (لم يتسن القارعة) بفتح النون في
(يتسن) وقطع الألف من (القارعة). وكذلك لا يجوز أن تقول: (فهبداهم اقتد القارعة) لأنك
لا تقدر على تحريك حرف تنوي بالحرف الذي بعده الابتداء.
وإذا وصلت أول (القارعة) بقوله: {تنزيلا ممن خلق الأرض
والسماوات العلي} [طه: 4] كان لك مذهبان: أحدهما أن تقول: (العلي القارعة). والوجه
الثاني أن تقول: (العل القارعة) فتحذف الياء لسكونها وسكون اللام. وكذلك: {يعلم
السر وأخفى} [طه: 7] {الله لا إله إلا هو} [طه: 8] فيه الوجهان اللذان وصفناهما.
وكذلك: {أليس ذلك بقادر على أن يحيى الموتى} [القيامة: 40] «الله أكبر» فيه وجهان: إن شئت قلت:
(الموتى الله أكبر)، وإن
(1/467)
قلت: (الموت الله أكبر) فحذفت الألف والياء.
كذلك: {قل إن هدى الله هو الهدى} [البقرة: 120].
وتقول: قرأت «هودا» فيكون لك وجهان: إن شئت قرأت «هودا»
بالتنوين على معنى «قرأت سورة هود» حذفت «السورة» وأقمت «هودا» مقامها كما قال:
{واسأل القرية} [يوسف: 82] على معنى «وأسأل أهل القرية»، أنشدنا أبو العباس:
قليل عيبه والعيب جم ... ولكن الغنى رب غفور
أراد: ولكن الغنى غنى رب غفور. فحذف «الغنى» وأقام الاسم
الذي بعده مقامه. فعلى هذا المذهب تقول: قرأت «هودا» بالألف. والوجه الثاني أن
تقول: قرأت «هود» بلا تنوين، فلا تجريه لعلتين: إحداهما أنه معرفة، والمعرفة تثقل الاسم،
والعلة الأخرى أنه لمؤنث
(1/468)
فعلى هذا المذهب تقول: قرأت «هود» بلا ألف، فإذا قلت:
قرأت «يونس وإبراهيم ولقمان» لم تنونهن ووقفت عليهن بغير ألف لعجمتهن. فإن قال
[قائل] فكيف جاز تنوين «هود» والوقف عليه بالألف وهو أعجمي؟
فقل: «هود» خف لقلة حروفه. فلذلك أجري.
وتقلو: قرأت «اقتربت» فيكون لك مذهبان إذا أردت الحكاية
قلت: قرأت (اقتربت) فحذفت الألف في الوصل. وإن ابتدأتها على هذا المذهب كسرتها فقلت: (اقتربت) قرأت
وإن جعلتها اسمًا للسورة قلت: قرأت (اقتربت) يا هذا، فتقطع الألف في الوصل
والابتداء لأنك جعلتها
(1/469)
مما للسورة. وقتول: قرأت (اقتربت) فيكون لك: إن أردت
الحكاية قلت: قرأت (اقتربت) تحذف الألف في الوصل وتسكن التاء. وإن جعلتها مما
للسورة وأخرجتها إلى الأسماء كل الإخراج قلت: قرأت (اقتربت) فتقطع الألف في الوصل والابتداء.
واختلف النحويون في الوقف عليها فقال الخليل بن أحمد وأصحابه:
نقول في الوقف: قرأنا (اقتربه) فتقف على الهاء كما نقول في سائر أسماء المؤنث:
رأيت طلحة وعمرو.
وقال الفراء: إذا أخرجتها إلى الأسماء قطعت الألف
(1/470)
ووقفت بالتاء، وأنكر قول الخليل وأصحابه في الوقف على
الهاء وقال: إنما سميتها بفعل لا باسم، فلو وقفت على الهاء كنت كأني سميتها باسم
لا فعل. وتقول: قرأت [اقرأ] يا هذا، فتحذف الألف وتسكن الهمزة إذا نويت
الحكاية فإذا جعلتها اسمًا للسورة قلت: قرأت (اقرأ) يا هذا، بقطع الألف الأولى في
الوصل والابتداء وهمز الثانية وفتحها. واعلم أنه لا يجوز الوقف على بعض الحروف دون
بعض، لا يجوز أن تقف على «ال» وتبتبديء «هاكم التكاثر»، ليس هذا من مذهب القراء
ولا من مذهب العرب الفصحاء، وربما فعل ذلك قوم من العرب فيقفون عند الساكن في
الحرف إذا
(1/471)
قطع نفس الرجل منهم، ولا يقف عند المتحرك ثم يعدون الذي
وقفوا عليه في الابتداء، إذا كان مدغمًا يقولون قام الرجل، فإذا انقطع نفس أحدهم
عند الألف واللام قال: قام الـ. ثم يقول بعد: الرجل فيدغمون لام في الرجل فيعيدونها
من أجل الإدغام، فإذا كانت لام غير مدغمة لم يعيدوها. من ذلك أنهم يقولون: قام
الحارث، فإذا اضطروا إلى الوقف على الألف واللام قالوا: ال، ثم يقولون في الابتداء: حارث، فلا
يعيدون الألف واللام لأن اللام ظهرت فكرهوا إعادتها لظهورها.
(1/472)
قال الفراء: أنشدني بعض العرب:
قلت لطاهينا المطري في العمل ... عجل لنا هذا وألحقنا
بذل
ألشحم إنا قد أجمنا ذا بجل
فأعاد الألف واللام في «الشحم» لاندغام اللام في الشين.
يقاس على هذا كل ما يشبهه إن شاء الله.
(1/473)
بسم الله الرحمن الرحيم
فاتحة الكتاب
قوله: (بسم الله الرحمن الرحيم) [1] الوقف على (بسم)
قبيح لأنه مضاف إلى (الله) تعالى، والمضاف والمضاف إليه بمنزلة حرف واحد. والوقف
على ([سم الله) حسن وليس بتام لأن (الرحمن)، نعت لـ (الله). والنعت متعلق بالمنعوت
فلا يحسن الابتداء به لأنه جار على ما قبله. وكذلك الوقف على (الرحمن). والوقف على
(الرحيم) تام.
والوقف على (الحمد) [2] قبيح لأنه مرفوع باللام،
والمرفوع متعلق بالرافع، لا يستغني عنه. والوقف على (الحمد لله) أحسن
(1/474)
وليس بتام لأن (الرحمن الرحيم) نعتان لـ (الله)، والنعت
متعلق بالمنعوت.
والوقف على (الرحمن الرحيم) [3] حسن وليس بتام لأن (ملك
يوم الدين) [4] نعت لـ (الله). والوقف على (ملك) قبيح لأنه مضاف إلى «اليوم»
أيضًا قبيح لأنه مضاف إلى (الدين)، والوقف على (الدين) تام لأن الكلام الذي بعده
مستغن عنه.
وقوله: (إياك نعبد) [5] الوقف على (إياك) قبيح لأنه
منصوب بـ (نعبد)، والمنصوب مضطر إلى الناصب.
والوقف على (نعبد) حسن، وليس بتام لأن قوله: (وإياك
نستعين) نسق على (إياك نعبد). والوقف على (إياك)
(1/475)
الثاني قبيح أيضًا لأنه منصوب بـ (نستعين). والوقف على
(نستعين) تام لأن الكلام الذي بعده مستغن عنه.
وقوله: (اهدنا الصراط المستقيم) الوقف على (اهدنا) قبيح
لأن «الصراط» منصوب به، والمنصوب متعلق بالناصب. والوقف على «الصراط» قبيح لأن «الصراط» نعته، والنعت
متعلق بالمنعوت. والوقف على (المستقيم) حسن وليس بتام لأن «الصراط» الثاني مترجم عن «الصراط»
الأول، والمترجم متعلق بالاسم الذي يترجم عنه. والوقف على «الصراط» الثاني قبيح
لأنه مضاف إلى (الذين).
والوقف على (الذين) [7] قبيح لأن (أنعمت عليهم) صلة
(الذين) والصلة والموصول بمنزلة حرف واحد. والوقف على (أنعمت) قبيح لأن (عليهم)
صلة (أنعمت).
والوقف على
(1/476)
(عليهم) حسن وليس بتام لأن قوله (غير المغضوب) خفض على
النعت لـ (الذين).
وقال الفراء: يجوز أن تخفضه على أن تكر «الصراط» عليه
كأنك قلت: «اهدنا الصراط المستقيم صراط غير المغضوب عليهم»، فعلى هذا المذهب أيضًا
لا يتم الوقف على (عليهم).
وقرأ ابن كثير (غير المغضوب عليهم) بالنصب على القطع من
الهاء والميم في (عليهم) ومن (الذين) فلا يتم على هذا المذهب أيضًا الوقف على
(عليهم) لأن المقطوع متعلق بالذي قطع منه.
وقال الأخفش: (غير المغضوب عليهم) منصوب على الاستثناء،
كأنه قال: «إلا المغضوب عليهم» فعلى هذا المذهب أيضًا لا يتم الوقف على (عليهم).
وقرأ ابن كثير (غير المغضوب عليهم) بالنصب على القطع من
الهاء والميم في (عليهم) ومن (الذين) فلا يتم هذا المذهب أيضًا الوقف على (عليهم) لأن
المقطوع متعلق بالذي قطع منه.
وقال الأخفش: (غير المغضوب عليهم) منصوب على الاستثناء، كأنه
قال: «إلا المغضوب عليهم» فعلى هذا المذهب أيضًا لا يتم الوقف على (عليهم) لأن
المستثنى متعلق بالمستثنى منه.
(1/477)
والوقف على (غير) قبيح لأنها مضافة إلى (المغضوب)،
والوقف على (المغضوب) قبيح لأن «على» في موضع رفع بـ (المغضوب)، وهي اسم ما لم يسم فاعله،
فالمرفوع متعلق بالرافع، والوقف على (المغضوب عليهم) حسن وليس تام لأن (ولا
الضالين) نسق على (غير المغضوب).
والوقف على (ولا) قبيح لأنها حرف نسق. والوقف على
(الضالين) تام.
ففي فاتحة الكتاب أربعة وقوف تامة على عدد أهل الكوفة:
أولها (بسم الله الرحمن الرحيم). والثاني (ملك يوم الدين). والثالث (وإياك
نستعين). والرابع (ولا الضالين). وفيها على عدد أهل المدينة وأهل البصرة ثلاثة
وقوف تامة: الأول (ملك يوم الدين). والثاني (وإياك نستعين). والثالث (ولا الضالين).
(1/478)
السورة التي تذكر فيها البقرة
إن قال قائل: كيف كتبوا في المصحف «الم، والمر، والر»
موصولاً، والهجاء مقطع لا ينبغي أن يتصل بعضه ببعض لأنك لو قال لك قائل: ما هجاء
«زيد» لكنت تقول «زاي ياء دال» وتكتبه مقطعًا لتفرق بين هجاء الحرف وبين قراءته؟
فيقال له: إنما كتبوا «المر» وما أشبهه موصولاً لأنه ليس بهجاء لاسم معروف. وإنما هي حروف
اجتمعت يراد بكل حرف منها معنى. ولو قطعت إذ جزمت
(1/479)
لكان صوابًا.
فإن قال قائل: لم كتبوا «حم عسق» بقطع الميم من العين،
ولم يقطعوا «المص» و «كهيعص»؟ قيل له: «حم» قد جرت في أوائل سبع سور فصارت كأنها اسم
للسور، فقطعت مما قبلها لأنها كالمستأنفة والعرب تقول: وقع في الحواميم وفي آل حميم،
وأنشد أبو عبيدة:
حلفت بالسبع اللواتي طولت ... وبمئين بعدها قد أميت
(1/480)
وبثمان ثنيت فكررت ... وبالطواسين اللواتي ثلثت
وبالحواميم اللواتي سبعت ... وبالمفصل اللواتي فصلت
وقال الكميت:
وجدنا لكم في آل حاميم آية ... تأولها منا تقي ومعرب
فمن قال: وقع في «ال حاميم» جعل «حاميم» اسمًا لكلهن.
ومن قال: وقع في الحواميم جعل «حاميم» كأنه حرف واحد بمنزلة «قابيل وهابيل».
ويقال: قد
(1/481)
وقع في «الطواسين» فتجمع «طسم» الطواسين لأنك بنيتها على
«طس» وتحذف الميم لأن الجمع لا يحتمل حروف اسم خامسي.
وقوله: {ق والقرآن المجيد} [ق: 1] و {ص والقرآن ذي
الذكر} [ص: 1] في «قاف» و «صاد» وجهان، فمن جزمهما كتبهما حرفًا، ومن قرأ «قاف وصاد»
فكسر الفاء والدال لاجتماع الساكنين لزمه أن يكتبه على لفظه لأنه قد خرج بالتعريب
من حد الهجاء.
وقال الفراء: لا أستحب هذه القراءة لأني لو أجزته لقضيت
على الكتاب بأن يتم.
وقال الأخفش: من قرأ (صاد) بخفض الدال أراد:
(1/482)
صاد الحق بعملك أي: تعمده يجعله أمرًا من صاديت أصادي،
فيكون على وزن «قاض يا رجل» من قاضيت، ورام من راميت. قال الشاعر:
وأخرى أصاد النفس عنها وإنها ... لفرصة حزم إن ظفرت
ومصدر
وقال الآخر:
أبيت على باب القوافي كأنما ... أصادي بها سربا من الوحش
نزعا
فعلى هذا المذهب تكتب «صاد» على لفظها لأنها قد خرجت من
حد الهجاء. وتفعل في «نون» و «يس» كما تفعل في «صاد» و «قاف». ومن قرأ [نون]
بالوقف كتبه حرفًا واحدًا. ومن قرأ «نون» بفتح النون لزمه أن
(1/483)
يكتبه على لفظه للإعراب الذي دخله. وكذلك «يس» من سكن
النون كتبها حرفين على اللفظ. وقرأ «يسين» بفتح النون عيسى بن عمر.
وقوله عز وجل: {سلام على ال ياسين} [الصافات: 130] كتبه
على التمام لأنها اسم وليست بهجاء.
وقوله: {ذلك الكتاب لا ريب فيه} [2] في (ذلك) خمسة أوجه:
إحداهن أن ترفعه بـ (الم)، والمعنى «هذه الكلمات يا محمد، ذلك الكتاب الذي وعدتك
أن أوحيه إليك» فعلى هذا المذهب لا يحسن الوقف على (الم) لأنها مرفوعة بـ (ذلك)، و
(ذلك)
مرفوع بها، والرافع مضطر
(1/484)
إلى المرفوع. والوجه الثاني أن ترفع (ذلك) بـ (هدى) و
(هدى) به. فعلى هذا المذهب يحسن الوقف على (الم) لأنها غير متعلقة بما بعدها.
والوجه الثالث أن ترفع (ذلك) بما عاد من الهاء المتصلة بـ (في). والوجه الرابع أن
ترفعه بموضع (لا ريب فيه) كأنك قلت: «ذلك الكتاب حق هدى». والوجه الخامس أن ترفع (ذلك) بـ (الكتاب)
و (الكتاب) به. فعلى هؤلاء الأربعة المذاهب يحسن الوقف على (الم) لأنها مستغنية
عما بعدها.
وقال الأخفش: (ذلك) مبتدأ و (الكتاب) نعته، و (لا ريب فيه) خبر
المبتدأ. وأنكر ذلك السجستاني وقال: أول سورة الرعد يدلك على أنه ليس كما ظن
الأخفش لأنه لم يذكر
(1/485)
ثم «ريبا» ولا شيئًا يكون خبرًا له. وهذا غلط من السجستاني لأنه
إذا جاء بعد الكتاب رافع كان نعتًا، وإذا لم يجيء رافع كان خبرًا. وفي أول سورة
الرعد {المر تلك آيات الكتاب} [1] لا يجوز أن تكون (آيات الكتاب) نعتًا لـ (تلك) لأن «هذا وذلك
وتلك» وما اشتق منهن لا يتبعهن إلا اسم فيه الألف واللام كقولك «هذا الرجل وذلك
الرجل وتلك المرأة».
والوقف على (ذلك) قبيح لأن (الكتاب) يبين جنسه، كقولك:
«ذلك الرجل وذلك الكتاب وذلك المال وذلك الدرهم» فإنما جنسه بالذي بعده.
والوقف على (الكتاب) قبيح لأن (لا ريب فيه) صلة
(1/486)
(الكتاب)، والصلة والموصول
بمنزلة حرف واحد، فإن جعلت (لا ريب فيه) خبرًا لـ (ذلك) لم يحسن الوقف أيضًا على (الكتاب) لأن
المرفوع مضطر إلى رافعه. والوقف على (لا) قبيح لأنها ناصبة لما بعدها مضطرة إليه.
وفي (هدى) سبعة أوجه: الرفع بإضمار «هو» كأنك قلت «هو هدى
للمتقين» فعلى هذا المذهب يحسن الوقف على (فيه)، ولا يتم لأن (هدى) مع رافعه
متعلقان بالأول، والوقف على «الريب»
قبيح لأن «فيه» خبر التبرئة، فهي مضطرة إلى ما قبلها.
والوجه الثاني أن ترفع (هدى) بـ (ذلك)، فعلى هذا المذهب لا يحسن الوقف على «الريب»
ولا على (فيه) لأنهما خبران لما قبلهما، والخبر مضطر إلى الذي خبر به عنه. والوجه الثالث
أن ترفع (هدى) على الإتباع لموضع (لا ريب فيه) كأنك قلت «ذلك الكتاب حق هدى» فعلى
هذا المذهب لا يتم الوقف على «الريب» ولا
(1/487)
يحسن، ويحسن الوقف على (فيه) لأن «الهدى» ليس بخبر لما
قبله. والوجه الرابع أن ترفع «الهدى» بـ (فيه) فيتم الكلام على قوله (لا ريب) ثم
تبتدئ (فيه هدى للمتقين) ويكون معنى (لا ريب) لا شك. قال أبو بكر: وحكى أن رجلاً
من النحويين طعن على هذا المذهب وقال: الوقف على (لا ريب) خطأ لأن (الكتاب) لا عائد
له في صلته وصفته، ومستحيل أن تخلو الصلة والصفة من عائد على الموصول والموصوف.
قال أبو بكر: وهذا تقحم منه وتعسف شديد لأن جماعة من أهل النحو تُرتضى مذاهبهم عرف
هذا من جوابهم وأخذه الناس عنهم بالقبول، ولم
(1/488)
يذهبوا إلى أن (الكتاب) خلا من عائد في صلته وصفته،
لكنهم أضمروا محلا تتصل به هاء. فالمحل خبر التبرئة، والهاء عائدة على (الكتاب)،
وألقي المحل والهاء، لوضوح معنييهما، ولو ظهرا في اللفظ لقيل: «لا ريب فيه هدى»
فكان الاختصار في هذا الموضع أولى وأشبه إذ خبر التبرئة لا يستنكر إضماره في حال
نصب الاسم ولا رفعه، فتقول العرب: «إن زرتنا فلا براح يا هذا، وإن زرتنا فلا براح»
وهم يضمرون في كلا الوجهين «لك». فهذا وجه صحيح في العربية غير بعيد في قياس أهل
النحو
(1/489)
وترتيبهم.
والوجه الخامس أن تنصب (هدى) على القطع من (ذلك).
[والوجه] السادس أن تنصبه على القطع من (الكتاب). والسابع أن تنصبه على القطع من
الهاء في (فيه). فعلى هؤلاء الثلاثة الأوجه لا يحسن الوقف على «الريب» ويحسن
على (فيه) ولا يتم لأن المقطوع متعلق بالمقطع منه. والوقف على (هدى) قبيح لأن
اللام صلته وهو ناقص مضطر إليها.
وقوله عز وجل: {الذين يؤمنون بالغيب} [3] في (الذين) أربعة
أوجه: الخفض على النعت لـ «المتقين»، والنصب على المدح لـ «المتقين»، والرفع على المدح، كأنك قلت:
«هم الذين يؤمنون بالغيب» فعلى هؤلاء الثلاثة
(1/490)
الأوجه يحسن الوقف على «المتقين» ولا يتم لتعلق النعت
بالمنعوت والمدح بالممدوح. والوجه الرابع أن ترفعهم بما عاد من قوله: {أولئك على
هدى من ربهم} [5] فعلى هذا المذهب يتم الوقف على «المتقين» لأن (الذين) غير متعلق
بهم. والوقف على (الذين) قبيح لأن (يؤمنون) صلة (الذين) والصلة والموصول بمنزلة
حرف واحد. والوقف على (يؤمنون) قبيح لأن (بالغيب) صلة (يؤمنون) وهي متعلقة بهم. والوقف على
«الغيب» حسن وليس بتام لأن قوله: (ويقيمون الصلاة) نسق على (يؤمنون بالغيب). والوقف على (يقيمون)
قبيح لأن (الصلاة) منصوبة بـ (يقيمون)، والناصب متعلق بالمنصوب. والوقف على (الصلاة) حسن
وليس بتام لأن (ينفقون) نسق على (يؤمنون) كأنه قال: «وينفقون مما رزقناهم»
والوقف
(1/491)
على (ومما) قبيح لأن «من» صلة (ينفقون) كأنه قال: «وينفقون مما
رزقناهم» و (رزقناهم) صلة «ما» كأنه قال: «ومن رزقنا إياهم ينفقون». والوقف على (ينفقون) حسن وليس
بتام لأن قوله: {والذين يؤمنون بما أنزل إليك} [4] نسق على (الذين يؤمنون بالغيب)،
والوقف على (الذين) وعلى (يؤمنون) قبيح لما وصفنا في الحرف الأول. والوقف على (بما)
وعلى (أولئك) قبيح لأن (أنزل) صلة «ما» و «إلى» صلة (أنزل) والوقف على (أولئك) ليس بتام لأن «ما»
الثانية نسق على الأول.
والوقف على «الآخرة» قبيح لأن الباء صلة (يوقنون).
والوقف على (هم) قبيح لأن (هم) مرفوعون بما عاد من (يوقنون). والوقف على (يوقنون) حسن وليس بتام
لأن الذي بعده متعلق به من جهة المعنى. والوقف على (أولئك) قبيح لأنهم مرفوعون بـ (على).
(1/492)
والوقف على ربهم حسن وليس بتام لأن قوله: {أولئك هم
المفلحون} [5] نسق على (أولئك على هدى من ربهم). وفي قوله: {وأولئك هم المفلحون}
وجهان: إن شئت رفعت (أولئك) بما عاد من (هم). ورفعت (هم) بـ «المفلحين» و
«المفلحين» بـ «هم» والوجه الثاني أن ترفع (أولئك) بـ «المفلحين» و «المفلحين» بـ
(أولئك) وتجعل (هم) عمادًا للألف واللام، فعلى هذا المذهب لا يتم الوقف على (أولئك) ولا (هم). والوقف
على قوله: (وأولئك هم المفلحون) تام لأن قوله: {إن الذين كفروا} [6] كلام مبتدأ
منقطع من الذي قبله. والوقف على (إن) قبيح، وعلى (الذين) قبيح لأن (كفروا) صلة (الذين)،
والصلة والموصول بمنزلة حرف واحد.
والوقف على (كفروا) قبيح لأن (سواء) خبر (إن). والوقف
على (سواء) قبيح
(1/493)
لأن قوله: (أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون) متعلق بـ
(سواء).
والوقف على (أأنذرتهم) قبيح لأن (أم) نسق على الفعل
الأول وهما بمنزلة حرف واحد. والوقف على (أم لم تنذرهم) قبيح لأن قوله: (لا
يؤمنون) فيه المعنى والفائدة. والوقف على (يؤمنون) حسن وليس بتام لأن قوله: {ختم
الله على قلوبهم} [7] متعلق بالأول من جهة المعنى. قال أبو بكر: هذا إذا أضمرت مع (ختم) «قد» وجعلته
حالاً للضمير الذي في (يؤمنون) وتقديره: «خاتمًا الله على قلوبهم» فإن جعلته
استئناف دعاء عليهم ولم تنو الحال كان الوقف على (يؤمنون) تامًا. والوقف على (ختم الله)
قبيح لأن (على) صلة (ختم)، والوقف على (قلوبهم) حسن وليس
(1/494)
بتام لأن قوله: (وعلى سمعهم) نسق على قوله: (وعلى
قلوبهم) والوقف على (سمعهم) حسن لأن قوله: (وعلى أبصارهم غشاوة) ابتداء، و «الغشاوة»
مرفوعة بـ (على).
156 - وروى المفضل عن عاصم (وعلى أبصارهم غشاوة) ففي نصب
«الغشاوة» وجهان: إن شئت نصبتها بـ «ختم» على معنى: «ختم عليها غشاوة». وإن شئت
نصبتها بإضمار «وجعل على أبصارهم غشاوة»، فإذا نصبتها بفعل مضمر كان الوقف على (أبصارهم) أحسن منه
إذا نصبت «الغشاوة» بـ «ختم» والوقف على «الغشاوة» حسن.
(1/495)
والوقف على قوله: (ولهم عذاب عظيم) تام.
والوقف على قوله: {ومن الناس} [8] قبيح لأن (من يقول)
مرفوعة بـ (من)، والوقف على (من) قبيح، لأن (يقول) صلة
(من)، والوقف على (يقول) قبيح لأن (آمنا بالله) كلام محكي، و (يقول) حكاية، فلا يتم الوقف على
الحكاية دون المحكي.
والوقف على قوله: (وما هم بمؤمنين) حسن وليس بتام لأن
قوله: {يخادعون الله} [9] في موضع نصب على من (هم)، كأنه قال: «مخادعين الله».
والوقف على قوله: (والذين آمنوا) حسن.
والوقف على قوله: (وما يخدعون) قبيح لأن (ما) جحد و
(إلا) محققة فلا يحسن الوقف قبلها، والوقف على قوله: (إلا أنفسهم) حسن.
(1/496)
والوقف على قوله: (وما يشعرون) حسن.
والوقف على قوله: {في قلوبهم مرض} [10] حسن. والوقف على
(قلوبهم) قبيح لأن «المرض» مرفوع بـ (في)، والمرفوع مضطر إلى الرافع. والوقف على
قوله (مرضًا) حسن. والوقف على قوله: (أليم) قبيح لأن (ما) صلة لقوله: (ولهم)، والصلة متعلقة بالموصول والوقف على (كانوا) قبيح
لأن خبر «كان» ما عاد من (يكذبون). والوقف على (يكذبون) حسن.
والوقف على: (إذا) [11] قبيح لأنها مع الفعل الذي بعدها
شرط والوقف على (قيل لهم) قبيح لأن قوله: (لا تفسدوا في الأرض) محكي. وكذلك الوقف
على القول في جميع القرآن قبيح لأن الكلام الذي بعده محكي. والوقف على «المصلحين»
حسن.
والوقف على: (ألا) [12] قبيح لأنها افتتاح الكلام،
(1/497)
والوقف على «المفسدين» حسن، والوقف على (يشعرون) حسن.
والوقف على قوله: {كما آمن الناس} [13] قبيح لأن (قالوا
أنؤمن) جواب لـ (إذا). والوقف على (يعلمون) حسن.
والوقف على «المستهزئين» [14] حسن.
والوقف على: (يعمهون) [15] حسن.
والوقف على: (مهتدين) [16] حسن.
وقال السجستاني: لا أحب استئناف (الله يستهزيء بهم) ولا
استئناف {والله خير الماكرين} [آل عمران: 54] حتى أصله بما قبله.
قال أبو بكر: ولا معنى لهذا الذي ذكره لأنه يحسن
الابتداء
(1/498)
بقوله:
(الله يستهزيء بهم) على معنى: «الله يجعلهم ويخطيء
فعلهم» كما تقول: إن فلانا ليستهزأ به مذ اليوم إذا فعل فعلاً عابه الناس وأنكروه
عليه، فكان عيب الناس له بمنزلة الاستهزاء به، والدليل على هذا قوله تعالى: {وقد
نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها} [آل عمران: 140] فالآيات لا
تعقل الاستهزاء والسخرية إنما المعنى «يكفر بها ويعاب». وقال أصحابنا: (الله يستهزيء بهم)
معناه: «يجازيهم على استهزائهم» فيكون الاستهزاء والمكر والخديعة واقعة بهم.
والوقف على: (يبصرون) [17] حسن.
وقوله: (صم بكم عمي) [18] مرفوعون على الذم بإضمار: «هم
صم بكم عمي».
(1/499)
وفي قراءة عبد الله: (صما بكما عميا) فيجوز النصب على
الذم كما قال: {ملعونين أين ما ثقفوا أخذوا} [الأحزاب: 61] وكما قال: {وامرأته
حمالة الحطب} [المسد: 4] وكما قال الشاعر:
سقوني الخمر ثم تكنفوني ... عداة الله من كذب وزر
فنصب «عداة الله» على الذم. والوقف على (يبصرون)، على
هذا المذهب، صواب حسن.
والوقف على «الظلمات» [19] غير تام لأن (لا يبصرون) في
موضع نصب على الحال كأنه قال: «غير مبصرين». والوجه الآخر أن تنصب «صما» بـ
«تركهم»، كأنه قال: «وتركهم
(1/500)
صمًا بكم عميًا» فعلى هذا المذهب لا يحسن الوقف على
(يبصرون).
والوقف على: (يرجعون) حسن وليس بتام لأن قوله: (أو كصيب
من السماء) نسق على قوله: (مثلهم كمثل الذي استوقد نارا) أو «كمثل صيب».
والوقف على: (آذانهم) غير تام لأن (حذر الموت) منصوب على
التفسير وهو متعلق بـ (يجعلون).
والوقف على «الكافرين» حسن.
والوقف على: (قاموا) حسن. والوقف على: (كل شيء قدير)
[20] تام.
وقال مجاهد: من أول البقرة أربع آيات في نعت المؤمنين
(1/501)
وآيتان في نعت الكافرين وثلاث عشرة آية في نعت
المنافقين، فأتم ما في العشرين من الوقف هؤلاء الثلاثة: الأولى: {وأولئك هم
المفلحون} [5] والثاني: {ولهم عذاب عظيم} [7] والثالث: {إن الله على كل شيء قدير}
[20].
والوقف على:
(تتقون) [21] حسن وليس بتام لأن قوله: {الذي جعل لكم الأرض
فراشا} [22] نعت لـ «الرب» جل وعز. والوقف على: (بناء) حسن. والوقف على قوله:
(رزقًا لكم) حسن، وهو أحسن من الأول لأنه لم يأت بعده ما يتعلق به في اللفظ. والوقف
على (تعلمون)
تام.
والوقف على: (عبدنا) [23] قبيح لأن (فأتوا)
(1/502)
جواب الجزاء. والوقف على (مثله) ليس بتام لأن (وادعوا)
نسق عليه. والوقف على: (صادقين) تام.
وقال جماعة من أهل التفسير: معنى الآية: «وادعوا شهداءكم
من دون الله إن كنتم صادقين ولن تفعلوا فإن لم تفعلوا فاتقوا النار». فعلى هذا
التفسير لا يتم الوقف على (صادقين). والوقف على (لم) في (تفعلوا) قبيح لأنه مجزوم
بـ (لم)،
والجازم والمجزوم بمنزلة حرف واحد. والوقف على (تفعلوا) الأول والثاني قبيح لأن
الفاء جواب الجزاء. والوقف على (النار) غير تام لأن (التي) نعتها. والوقف على قوله: (وقودها)
قبيح لأن «الوقود» مرفوع بـ (الناس)، وهما في صلة (التي)، والهاء تعود على (التي) فلا يحسن
الوقف على مرفوع
(1/503)
دون رافعه. والوقف على (الحجارة) على ضربين: إن جعلت (أعدت)
حالاً لـ (النار) على معنى «معدة للكافرين» وأضمرت معه «قد» كما قال: {أو جاؤوكم
حصرت} [النساء: 90] فمعناه «حصرة صدروهم» ومع (حصرت) «قد» مضمرة لأن الماضي لا يكون حالاً
إلا مع «قد».
قال الشاعر:
تصابى وأمسى علاه الكبر ... وأضحى لجمرة حبل غرر
أراد: وأمسى قد علا. فعلى هذا المذهب لا يتم الوقف على
(الحجارة)، والوجه الآخر أن تكون (أعدت
(1/504)
للكافرين)
كلاما منقطعا مما قبله كما قال: {وذلك ظنكم الذي ظننتم بربكم
أرداكم} [فصلت: 23] [فإذا بني الوقف على هذا] كان الوقف على (النار) أحسن منه في المذهب
الأول، وإنما لم أحكم عليه بالتمام لأنه متعلق به من جهة المعنى.
وقال السجستاني: (أعدت للكافرين) من صلة (التي) كما قال
في «آل عمران» {واتقوا النار التي أعدت للكافرين} [131] قال أبو بكر: وهذا غلط
لأن (التي) في سورة البقرة قد وصلت بقوله: (وقودها الناس) فلا يجوز أن يوصل بصلة ثانية.
وفي سورة آل عمران ليس لها صلة غير (أعدت).
والوقف على (آمنوا) [25] غير تام لأن (وعملوا) نسق
(1/505)
على (آمنوا). والوقف على (الصالحات) غير تام لأن (أن لهم) في موضع
نصب بـ (بشر) بمعنى «وبشر الذين آمنوا بأن لهم ولأن لهم» فلما سقط الخافض عمل. والوقف على (لهم)
قبيح لأن «الجنات» في موضع نصب بـ (أن).
والوقف على «الجنات» قبيح لأن (تجري) صلة «الجنات» والوقف على (الأنهار)
حسن وليس بتام لأن قوله: (كلما رزقوا منها من ثمرة) من وصف «الجنات». والوقف على
قوله: (متشابها)، وعلى (مطهرة) بمنزلة الوقف على (الأنهار). والوقف على (خالدين) تام.
والوقف على (الله) [26] قبيح لأن (لا يستحي) خبر (إن).
والوقف على (يستحي) غير تام لأن (أن يضرب) متعلق بـ (يستحي). وفي «البعوضة» أربعة أوجه:
إحداهن
(1/506)
أن تنصبها على الإتباع لـ «المثل» وتجعل (ما) توكيدًا،
كأنك قلت: «مثلا بعوضة» فعلى هذا المذهب يحسن الوقف على (ما). والوجه الثاني أن
تنصب (ما) على الإتباع لـ «المثل» وتنصب «البعوضة» على إسقاط «بين» كأنه قال: «مثلاً ما
بين بعوضة» فلما أسقط الخافض نصب لأنه جعل إعراب «بين» فيما بعدها ليعلم أن معناها مراد.
أنشدنا أبو العباس:
يا أحسن الناس ما قرنا إلى قدم ... ولا حبال محب واصل
تصل
أراد: ما بين قرن إلى قدم. فلما أسقط «البين» نصب.
(1/507)
وعلى هذا المذهب لا يحسن أن تقف على قوله: (مثلاً ما)
لأن «البعوضة» في صلة (ما). والوجه الثالث أن تنصب «البعوضة» في صلة (ما). والوجه
الثالث أن تنصب «البعوضة» على الإتباع لـ «ما» وتنصب (ما) على الإتباع لـ
«المثل»، فعلى هذا المذهب أيضًا لا يحسن الوقف على (ما) لأن البعوضة متممة لـ
(ما). ويجوز في العربية «مثلاً ما بعوضة» بالرفع على معنى «ما هي بعوضة»، فعلى هذا
المذهب لا يتم الوقف على (ما) لأن «البعوضة» في الصلة. والوقف على قوله: (فما فوقها) حسن.
والوقف على «البعوضة» غير تام لأن (ما فوقها) منسوق عليها. والوقف على (الذين
آمنوا) قبيح لأن الفاء جواب (أما).
(1/508)
والوقف على (ربهم) غير تام لأن (أما) الثانية منسوقة على
الأولى.
وقوله: {الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه} [27] في
(الذين) أربعة أوجه: الخفض على النعت لـ «الفاسقين». والنصب والرفع على الذم لهم.
فعلى هؤلاء الأوجه لا يتم الوقف على «الفاسقين». والوجه الرابع أن ترفعهم بما عاد
من قوله: (أولئك هم الخاسرون) فعلى هذا المذهب يتم الوقف على «الفاسقين».
وقوله: {كيف تكفرون بالله} [28]، الوقف على (كيف) قبيح لأنها
حرف الاستفهام. والوقف على (تكفرون بالله) غير تام وهو حسن وإنما لم نحكم عليه
بالتمام
(1/509)
لأن قوله:
(وكنتم أمواتا) حال كأنه قال: «كيف تكفرون بالله وهذه
حالكم». وقال السجستاني: الوقف على قوله: (فأحياكم) تام لأنهم إنما وبخوا بما
يعرفونه ويقرون به. وذلك أنهم كانوا يقرون بأنهم كانوا أمواتًا إذ كانوا نطفًا في أصلاب
آبائهم ثم أحيوا من النطف ولم يكونوا يعترفون بالحياة بعد الموت فقال الله موبخًا
لهم: (كيف تكفرون بالله) أي: ويحكم كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتًا فأحياكم. ثم
ابتدأ فقال: (ثم يمييتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون). قال أبو بكر: وهذا الذي قال تنقضه
الآية عليه لأنه زعم أن الله لا يوبخهم إلا على ما
(1/510)
يعترفون به وقد قال: (كيف تكفرون) فوبخهم بالكفر ولم
يكونوا يعترفون بأنهم كفار. فإن قال قائل: ما تقول في قوله: {وقالوا ما هي إلا
حياتنا الدنيا نموت ونحيا} [الجاثية: 24] كيف اعترفوا بحياة بعد موت؟ قيل له: معناه «نموت
وتحيا أولادنا بعدنا، فكأن حياة أولادنا حياة لنا» وقال قوم: معناه «نموت ونحيا بذكر
أولادنا لنا». وهو شبيه بالقول الأول.
وقال السجستاني: هذا من المقدم والمؤخر، أرادوا: «نحيا
ونموت» كما قال: {يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين} [آل عمران: 43]
فمعناه «واركعي مع الراكعين واسجدي»
وكما قال: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان
الرجيم} [النحل: 98] فمعناه «فإذا استعذت بالله من الشيطان الرجيم فاقرأ القرآن»
لأن الاستعاذة إنما تكون قبل القراءة لا بعدها واحتج بقول أبي النجم
(1/511)
يذكر مهرًا له يسقيه اللبن ... نعله من حلب وننهله
أراد: ننهله ونعله. لأن النهل الشربة الأولى والعلل بعد
ذلك كما قال:
وعللنا عللاً بعد نهل
وقال الآخر:
هل عند هند لفؤاد صد ... من نهلة في اليوم أو في غد
الصدي العطشان، يقال للعطشان: صاد وصد وصديان.
ويقال: صدياء وصاديه وصدية وصديانة. ويقال: نعله ونعله. فقوله:
(فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان
(1/512)
الرجيم)
معناه «فإذا استعذت فاقرأ» خطأن لأن المتعالم عند جميع
الناس أنه أراد: فإذا أردت قراءة القرآن فاستعذ، لأن الآية تدل على أنه أمرنا
بالاستعاذة وعلمناها عند قراءة القرآن ولو كان المعنى «فإذا استعذت فاقرأ» لم تكن الآية
تدل على أنا أمرنا بالاستعاذة بل كانت تدل على [أنا] أمرنا بالقراءة بعد
الاستعاذة، وجائز أن يستعيذ بالله من الشيطان ثم لا يقرأ شيئًا. فلو كان كما قال
لوجب على كل مستعيذ من الشيطان أن يقرأ القرآن. وقوله: {يا مريم اقنتي لربك واسجدي
واركعي مع الراكعين} [آل عمران: 43] إنما قدم السجود على الركوع لأن العرب إذا
وجدت الفعلين يقعان في وقت واحد في حال واحدة كان تقديم هذا على
(1/513)
هذا وهذا على هذا بمنزلة [واحدة]. فالركوع والسجود إنما
يقعان في حال واحدة. وكذلك قوله في سورة الأعراف: {وكم من قرية أهلكناها فجاءها
بأسنا بياتا} [الأعراف: 4] فالبأس الشدة، وإنما تقع الشدة بهم قبل وقوع
الهلاك. فقال الفراء: لما كانت الشدة والهلاك يقعان في وقت [واحد] كان تقديم هذا
على هذا وهذا على هذا بمنزلة، وهو قولك في الكلام: أعطيتني فأحسنت وأحسنت فأعطيتني،
لأن الإحسان والعطية يقعان في وقت، فهذا أصح من أن تجعله من التقديم والتأخير على
ما زعم السجستاني. والوقف عندي على (ترجعون) والوقف على: (فأحياكم) [28] غير تام
لأن قوله: (ثم يميتكم) نسق عليه ومتصل به، وليس هو مستأنفًا على ما زعم السجستاني.
والوقف على قوله: (جميعًا) حسن. والوقف على (عليم)
(1/514)
[29] تام.
والوقف على (إني أعلم ما لا تعلمون) [30] تام.
والوقف على (صادقين) [31] غير تام لأن (قالوا سبحانك)
[32] جواب من الملائكة لسؤال الله إياهم.
والوقف على (العليم الحكيم) أحسن من الوقف على: (صادقين).
والوقف على (تكتمون) [33] تام.
والوقف على قوله: (فسجدوا) [34] غير تام لأن (إلا إبليس)
مستثنى من السجود، ولا يتم الوقف على المستثنى منه دون الاستثناء. والوقف على (الكافرين) حسن.
والوقف على (الظالمين) [35] حسن.
والوقف على (فأخرجهما مما كانا فيه) [26] حسن.
والوقف على (وقلنا اهبطوا) حسن، ثم خبرهم أن بعضهم لبعض
(1/515)
عدو، فاستأنف (بعضكم) فرفعها بـ «العدو» و «العدو» بها.
والوقف على قوله: (قلنا اهبطوا منها جميعا) [38] حسن.
والوقف على (يحزنون) تام. والوقف على «خالدين» [39] تام.
والوقف على (فارهبون) [40] حسن غير تام لأن قوله:
(وآمنوا) [41] نسق على قوله: (فارهبون). والوقف على (فاتقون) حسن.
والوقف على (الراكعين) [43] حسن.
والوقف على (الخاشعين) [45] حسن غير تام لأن قوله:
(الذين يظنون) [46] نعت للخاشعين. والوقف على (يظنون) قبيح لأن (أن) منصوبة بـ
«الظن». والوقف على (ربهم)
(1/516)
غير تام لأن (أن) الثانية منسوقة على الأولى. والوقف على
قوله: (وأنهم إليه راجعون) تام.
والوقف على (العالمين) [47] حسن غير تام لأن قوله:
(واتقوا يومًا) [48] نسق على (اذكروا نعمتي) والوقف على «اليوم» قبيح لأن (لا تجزي
نفس) صلة لـ «اليوم».
والوقف على: (ينصرون) حسن غير تام لأن قوله: (وإذ
نجيناكم) [49] نسق على قوله: (واذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم) ويجوز أن تكون
«إذ» صلة
لفعل مضمر كأنه قال: «اذكروا إذ نجيناكم» فعلى هذا المذهب يحسن الوقف على
(ينصرون). والوقف على (عظيم) حسن.
(1/517)
والوقف على (تنظرون) [50] حسن.
والوقف على رأس كل آية إلى قوله: (ولكن كانوا أنفسهم
يظلمون) [57] حسن.
والوقف على: (خطاياكم) [58] وعلى (المحسنين) حسن.
والوقف على قوله: (قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو
خير) [61] حسن.
والوقف على (عدسها وبصلها) حسن غير تام لأن قوله: (قال أتستبدلون
الذي هو أدنى) جواب من الله لبني إسرائيل على جهة التوبيخ فيما سألوا. وقال بعض المفسرين:
هو من كلام موسى، وذلك أنه غضب لما سألوه هذا فقال: (أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي
هو خير). وقوله: (اهبطوا مصرا) من قول الله تعالى، لأنه قال: (فإن لكم ما سألتم)
فلا يكون
(1/518)
هذا إلا من قبل الله تعالى.
والوقف على (الذلة والمسكنة) حسن غير تام لأن قوله:
(وباءوا) نسق على (ضربت). والوقف على (من الله) حسن. والوقف على (الحق) حسن.
والوقف على قوله: (ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون) تام.
والوقف على (يحزنون) [62] حسن.
والوقف على قوله: (ورفعنا فوقكم الطور) [63] غير تام لأن
قوله: (خذوا ما آتيناكم بقوة) متعلق بـ «أخذ الميثاق».
وقال الأخفش: معناه «وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم
الطور فقلنا: خذوا ما آتيناكم بقوة».
والوقف على رؤوس الآي إلى قوله: (لا فارض لا بكر)
(1/519)
[68] ثم تبتدئ فتقول: (عوان بين ذلك) أي: هي عوان بين
الكبيرة والصغيرة. وهذا قول الفراء وقال الأخفش العوان مرفوعة على النعت لـ
«البقرة»، كأنه قال: إنها بقرة عوان. وهذا غلط لأنها إذا كانت نعتًا لها وجب
تقديمها إليها. فلما لم يحسن أن تقول: «إنها بقرة عوان بين ذلك لا فارض ولا
بكر» لم يجز قوله لأن ذلك كناية عن الفارض والبكر، فلا يتقدم المكني على الظاهر،
فلما بطل في التقدم بطل في التأخر.
والوقف على رؤوس الآي إلى قوله: (ولا تسقي الحرث) [71]
ثم تبتدئ فتقول: (مسلمة) على معنى «هي مسلمة» والوقف على (تثير الأرض) حسن.
(1/520)
وقال الفراء: لا تقفن على (ذلول) لأن المعنى «ليست بذلون
فتثير الأرض» فالمثيرة هي الذلول.
157 - قال أبو بكر: وحكى لي يموت عن السجستاني أنه قال:
الوقف (لا ذلول) والابتداء (تثير الأرض ولا تسقي الحرث) وقال: هذه البقرة وصفها
الله بأنها تثير الأرض ولا تسقي الحرث. قال أبو بكر: وهذا القول عندي غير صحيح لأن
التي تثير الأرض لا يعدم منها سقي الحرث. وما روى أحد من الأئمة الذين يلزمنا قبول
قولهم أنهم وصفوها بهذا الوصف ولا ادعوا لها ما ذكره هذا الرجل، بل المأثور في
تفسيرها: «ليست بذلول فتثير الأرض وتسقي الحرث». وقوله أيضًا يفسر بظاهر الآية لأنها
إذا أثارت الأرض كانت ذلولا. وقد نفى الله هذا الوصف عنها. فقول السجستاني في هذا
لا يؤخذ به ولا يعرج عليه.
(1/521)
والوقف على قوله: (لا شية فيها) حسن. والوقف على
(يفعلون) حسن.
والوقف على (فادارأتم فيها) [72] حسن والوقف على (تكتمون)
أحسن منه.
والوقف على قوله: (أو أشد قسوة) [74] حسن.
والوقف على قوله: (عند ربكم أفلا تعقلون) [76] تام.
والوقف على: (وما يعلنون) [77] حسن.
والوقف على: (يظنون) [78] حسن.
والوقف على قوله: (ثمنًا قليلاً) [79] حسن غير تام.
والوقف على (يكسبون) حسن.
والوقف على (فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) [81]
حسن.
والوقف على (الصالحات) غير حسن لأنه قد قال:
(1/522)
(فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) [81] فلو وقفنا على
(الصالحات) كنا قد أشركنا بينهم وبين أهل النار.
والوقف على (ميثاق بني إسرائيل) [83] غير تام لأن قوله:
(لا تعبدون إلا الله) متعلق بـ «أخذ الميثاق» كأنه قال: «أخذنا ميثاقكم بأن لا
تعبدوا إلا الله» فلما أسقط الخافض نصب. والوقف على قوله: (لا تعبدون إلا الله)
حسن ثم تبتدئ: (وبالوالدين إحسانا) على معنى: «واستوصوا بالوالدين إحسانا» الدليل على
هذا قوله: (وقولوا للناس) و (أقيموا) و (آتوا) فدل هذا على أمر مضمر. والوقف على قوله:
(وأنتم معرضون) حسن.
(1/523)
والوقف على قوله: (تشهدون) [84] حسن.
والوقف على قوله: (وهو محرم عليكم إخراجهم) [85] حسن.
والوقف على (تكفرون ببعض) حسن. والوقف على (الحياة الدنيا) [86] حسن. والوقف على
(أشد العذاب) حسن. والوقف على (وما الله بغافل عما تعملون) حسن غير تام. وقال السجستاني: هو تام. وهذا غلط
لأن قوله: (أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة) وصف، فلا يتم الوقف على ما قبل الوصف.
ثم الوقف على رؤوس الآيات إلى قوله: (فلما جاءهم ما
عرفوا كفروا به) [89] ثم الوقف على رؤوس الآي إلى قوله: (ولتجدنهم أحرص الناس على
حياة ومن الذين أشركوا) [96] أي: وأحرص من الذين أشركوا، يعني المجوس،
(1/524)
وذلك أن المجوس كانت تحية ملوكهم «زه هزار سال ... عش
ألف سنة» فقال الله تعالى: (ولتجدنهم) أي ولتجدن اليهود أحرص الناس على حياة وأحرص
من الذين أشركوا، يعني المجوس، ثم خبر عنهم فقال: (يود أحدهم لو يعمر ألف سنة). والوقف على (أن
يعمر) حسن.
والوقف على قوله: (والله بصير بما يعملون) تام. والوقف على
قوله: (ولكن الشياطين كفروا) [102] حسن غير تام لأن قوله: (يعلمون الناس السحر) حال من
(الشياطين) كأنه قال: «معلمين الناس السحر» أي: «لكن الشياطين كفروا في حال
تعليمهم الناس السحر».
(1/525)
وفي قوله: (وما أنزل على الملكين) وجهان: يجوز أن تكون
(ما) منصوبة على النسق على (السحر) أي: «ويعلمونهم ما أنزل على الملكين» ويجوز أن
تكون جحدًا، فإذا كانت جحدًا كان الوقف على (السحر) أحسن منه إذا كانت منسوقة على (السحر) لأنها إذا
نسقت على (السحر) كانت متعلقة به من جهة اللفظ والمعنى. وإذا كانت جحدًا كانت متعلقة به من جهة
المعنى لا من جهة اللفظ. ويجوز أن تكون منصوبة بالنسق على قوله: (واتبعوا ما تتلوا
الشياطين – وأما أنزل على الملكين).
والوقف على قوله: (فلا تكفر) حسن غير تام لأن قوله: (فيتعلمون منهما)
نسق على قوله: (يعلمون الناس السحر فيتعلمون) ويجوز أن يكون منسوقًا على قوله:
(إنما
(1/526)
نحن فتنة «فيأبون فيتعلمون» والوقف على قوله: (ولا ينفعهم)
حسن. والوقف على قوله: (لو كانوا يعلمون) [103] تام.
والوقف على قوله: (وقولوا انظرنا واسمعوا) [104] تام.
والوقف على قوله: (عذاب أليم) حسن.
والوقف على قوله: (من خير من ربكم) [105] حسن.
والوقف على قوله: (نأت بخير منها أو مثلها) [106] حسن
وليس بتام. وقال السجستاني: وهو تام. وهذا غلط لأن قوله: (ألم تعلم أن الله على كل
شيء قدير) تشديد وتثبيت لقدرة الله على المجيء بما هو خير من الآية المنسوخة وبما
هو أسهل فرائض منها. وقال أبو عبيدة: (نأت بخير منها) معناه «نأت منها بخير».
(1/527)
والوقف على قوله: (ملك السماوات والأرض) [107] حسن.
والوقف على قوله: (ولا نصير) حسن.
والوقف على قوله: (كما سئل موسى من قبل) [108] حسن.
والوقف على (السبيل) حسن.
والوقف على قوله: (من بعد إيمانكم كفارا) حسن غير تام
لأن قوله: (حسدا من عند أنفسهم) منصوب على التفسير عن الأول. والوقف على قوله: (من
بعد ما تبين لهم الحق) [109] حسن. وكذلك على (بأمره). والوقف على قوله: (إن الله
على كل شيء قدير) [تام].
والوقف على (الزكاة) [110] حسن. والوقف على (بما تعملون
بصير) تام.
(1/528)
والوقف على قوله: (تلك أمانيهم) [111] حسن.
والوقف على قوله: (إن كنتم صادقين) حسن غير تام لأن
قوله: (بلى من أسلم) [112] مردود على الجحد المتقدم. والوقف على (يحزنون) تام.
والوقف على (وهم يتلون الكتاب) [113] حسن. والوقف على
(يختلفون) تام.
والوقف على (في خرابها) [114] حسن. والوقف على (عظيم)
تام.
والوقف على (فثم وجه الله) [115] حسن.
وقوله: (فإنما يقول له كن فيكون) [117] على معنيين: إن
شئت جعلت (فيكون) نسقًا على (يقول) كأنه قال:
(1/529)
«فإنما يقول فيكون». والوجه الآخر أن تجعل (فيكون)
مرفوعًا على الاستئناف فعلى المذهب الثاني يكون الوقف على (كن) أحسن منه على
المذهب الأول. والوقف على: (فيكون) تام.
ومثله: (لقوم يوقنون) [118].
والوقف على قوله: (بشيرًا ونذيرًا) [119] حسن وليس بتام
لأن قوله: (ولا تسأل عن أصحاب الجحيم) متعلق بالأول، وذلك أن النبي صلى الله عليه
وسلم قال: «ليت شعري ما فعل أبواي؟» فأنزل الله عز وجل: {إنا أرسلناك بالحق بشيرا
ونذيرا ولا تسأل عن أصحاب الجحيم}. ومن قرأ (ولا تسأل) بالرفع على معنى «ولست تسأل»
(1/530)
كان الوقف على (نذيرًا) أحسن منه في المذهب الأول.
والوقف على (حتى تتبع ملتهم) [120] حسن. والوقف على (ولا
نصير) تام.
والوقف على قوله: (حق تلاوته) [121] قبيح لأن (الذين)
مرفوعون بما عاد من قوله: (أولئك يؤمنون به) والمرفوع متعلق بالرافع. والوقف على
(يؤمنون به) حسن. والوقف على (هم الخاسرون) تام.
والوقف على (العالمين) [122] غير تام لأن قوله: (واتقوا
يوما) [123] نسق على (اذكروا نعمتي). والوقف على (ينصرون) [123] تام.
والوقف على قوله: (ومن ذريتي) [124] حسن والوقف على
(الظالمين) تام.
(1/531)
وقوله:
(واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى) [125] يقرأ على وجهين:
(واتخذوا) بكسر الخاء. و (اتخذوا) بفتح الخاء. فمن قرأ (واتخذوا) بكسر الخاء وقف
على (مصلى)
وابتدأ آمرًا: (واتخذوا). ومن قرأ (واتخذوا) بفتح الخاء لم يكن وقفه على (مصلى)
تامًا لأن (واتخذوا) نسق على (وإذ جعلنا البيت مثابة – واتخذوا) والوقف على قوله: (والركع
السجود) تام.
والوقف على قوله: (وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت
وإسماعيل) [127] حسن ثم تبتدئ (ربنا تقبل منا) على معنى «يقولان ربنا تقبل منا».
وكذلك هي في قراءة ابن مسعود بإظهار القول.
(1/532)
والوقف على قوله: (واجعلنا مسلمين لك) [128] حسن وليس
بتام لأن قوله: (ومن ذريتنا) نسق على الأول كأنه قال: «واجعل من ذريتنا أمة مسلمة
لك». وكذلك الوقف على (لك) حسن وليس بتام. والوقف على (التواب الرحيم) تام.
والوقف على (من سفه نفسه) [130] حسن.
والوقف على (بنيه ويعقوب) [122] حسن. والوقف على (وأنتم
مسلمون) حسن.
والوقف على (آبائك) [133] ليس بتام لأن (إبراهيم
وإسماعيل وإسحاق) ترجمة عن الآباء. والوقف (إبراهيم وإسماعيل) قبيح لأن الثلاثة
بمنزلة حرف واحد.
والوقف على قوله: (ويعقوب) [136] حسن وليس بتام لأن
قوله: (إلهًا واحدًا) منصوب على القطع من (إلهك).
(1/533)
الوقف على قوله: (مسلمون) تام.
والوقف على (خلت) [134] حسن، والوقف على (لها ما كسبت)
حسن. وكذلك الوقف على (كسبتم). الوقف على قوله: (ولا تسألون عما كانوا يعملون) تام.
والوقف على (أو نصارى تهتدوا) [135] تام وكذلك الوقف على
(وما كان من المشركين).
والوقف على قوله: (وهو السميع العليم) [137] تام ثم
يبتديء: (صبغة الله) على معنى «الزموا صبغة الله أي دين الله». وكذلك الوقف على
قوله: (ونحن له عابدون). والوقف على قوله: (فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد
اهتدوا) [137] حسن.
(1/534)
والوقف على قوله: (أأنتم أعلم أم الله) [140] تام. وكذلك
الوقف على (وما الله بغافل عما تعملون).
وكذلك: (من يشاء إلى صراط مستقيم) [142].
ومثله: (ويكون الرسول عليكم شهيدا) [143].
وكذلك: (إلا على الذين هدى الله) [143]. وكذلك: (لرؤوف
رحيم) [143].
والوقف على قوله: (فولوا وجوهكم شطره) [144] حسن.
وكذلك: (وما بعضهم بتابع قبلة بعض) [145].
وكذلك: (ليكتمون الحق وهم يعلمون) [146] ثم تبتدئ (الحق
من ربك) [147] على معنى: «هو الحق من ربك».
والوقف على قوله: (ولأتم نعمتي عليكم ولعلكم تهتدون)
(1/535)
[150] على معنيين: إن جعلت (كما) صلة للكلام المتقدم
قبلها فالوقف على (تهتدون) غير تام. وإن جعلت (كما) جوابًا لقوله: (فاذكروني) [152] كأنه
قال: «فاذكروني أذكركم كما أرسلنا فيكم رسولا منكم» فالوقف على (تهتدون) تام.
والوقف على قوله: (ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون) [151]
تام إذا كانت (كما أرسلنا) صلة لما قبلها، فإن كانت (كما) جوابًا لقوله:
(فاذكروني) كان الوقف على (ما لم تكونوا تعلمون) غير تام.
والوقف على قوله: (والأنفس والثمرات) [155] حسن.
(1/536)
والوقف على (الصابرين) غير تام لأن (الذين إذا أصابتهم)
[156] نعت لـ (الصابرين).
والوقف على قوله: (أن يطوف بهما) [158] حسن وليس بتام.
والوقف على قوله (ويلعنهم اللاعنون) [159] غير تام لأن
(إلا) استثناء ولا يتم الكلام قبل الاستثناء.
والوقف على (وماتوا وهم كفار) [161] قبيح لأن قوله:
(أولئك عليهم لعنة الله) خبر (إن). والوقف على قوله: (عليهم لعنة الله) قبيح لأن
(الملائكة والناس) منسوقون على الله عز وجل. وقرأ الحسن: (والملائكة والناس أجمعون) بالرفع على معنى
«أن يلعنهم الله والملائكة»
(1/537)
فلا يتم أيضًا على هذا المذهب الوقف على (الله) لأن
(الملائكة والناس) منسوقون على التأويل، والتأويل للرفع. والوقف على (الناس
أجمعين) غير تام لأن (خالدين فيها) [162] منصوب على القطع من (الذين).
والوقف على (ينظرون) وعلى (الرحمن الرحيم) [163] تام.
والوقف على قوله: (إن في خلق السماوات والأرض) [164] إلى
آخر الآية غير تام لأن الكلام بعضه نسق على بعض. والوقف على (بين السماء والأرض)
قبيح لأن قوله: (لآيات) اسم (إن) وخبرها (في خلق السماوات والأرض).
والوقف على (وتقطعت بهم الأسباب) [166] حسن.
وقوله: (ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب)
(1/538)
[165] قرأ نافع وغيره من أهل المدينة وعبد الله بن عامر:
(ولو ترى الذين ظلموا) بالتاء. (إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد
العذاب) بفتح (أن). وقرأ ابن كثير وحميد وعاصم والأعمش وأبو عمرو وحمزة
والكسائي: (ولو يرى الذين ظلموا) بالياء (أن القوة لله جميعا وأن الله) بفتحهما
جميعًا. وكان أبو جعفر يزيد بن القعقاع يقرأ: (ولو يرى الذين ظلموا) بالياء. (إن القوة
لله جميعا وإن الله) بكسرهما جميعا. وروى إسماعيل عن الحسن: (ولو ترى الذين ظلموا)
بالتاء. (إن القوة لله جميعا وإن الله شديد) بكسرهما جميعًا. فمن قرأ: (ولو ترى الذين ظلموا) بالتاء
(أن القوة) بالفتح كان الوقف على (يرون العذاب) حسنًا
(1/539)
غير تام. و (أن) منصوبة على التكرير كأنه قال: «ولو ترى الذين ظلموا إذ
يرون العذاب ترى أن القوة لله جميعًا». ومن قرأ: (ولو يرى الذين ظلموا) بالياء وفتح
(أن)
ولم يقف على (يرون العذاب) لأن (أن) منصوبة بـ «يرى» وهي كافية من الاسم والخبر
فلا يتم الكلام قبلها. ومن قرأ: (ولو يرى الذين ظلموا) بالياء (إن القوة) بالكسر
كان الوقف على (يرون العذاب) حسنًا ثم تتبديء (إن القوة لله جميعًا) بكسر الألف،
والرؤية واقعة على (إذ يرون) مكتفية بها كما قال: {ولو ترى إذ الظالمون موقوفون عند
ربهم} [سبأ: 31]، {ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت} [الأنعام: 93] ومن قرأ:
(ولو ترى الذين ظلموا) بالتاء (إن القوة لله) بكسر الألف كان الوقف على (يرون
العذاب) حسنًا. وجواب (لو) في هؤلاء الأوجه محذوف، كأنه قال: «ولو يرى الذين كانوا
(1/540)
يشركون عذاب الآخرة لعلموا حين يرونه أن القوة لله
جميعًا وأن الله شديد العذاب» فحذف الجواب لمعرفة المخاطبين به كما قال: {أمن هو قانت آناء
الليل ساجدا وقائما} [الزمر: 9] فمعناه «أمن هو قانت خير أمن ليس بقانت» فحذف
الجواب، وهذا معروف في كلام العرب، قال امرؤ القيس:
ألا يا عين بكي لي شنينا ... وبكي للملوك الذاهبينا
ملوك من بني حجر بن عمرو ... يساقون العشية يقتلونا
فلو في يوم معركة أصيبوا ... ولكن في ديار بني مرينا
أراد: فلو في يوم معركة أصيبوا لكان كذا وكذا. فحذف
الجواب.
والوقف على: (وأن الله شديد العذاب) حسن وليس بتام لأن
قوله: (إذ تبرأ الذين اتبعوا) [166] مردود على
(1/541)
(إذ يرون العذاب) كأنه قال: «ولو يرى الذين ظلموا إذ
تبرأ الذين اتبعوا، والوقف على: (يحبونهم كحب الله) حسن. والوقف على (الذين آمنوا
أشد حبًا لله) تام. وكذلك: (وما هم بخارجين من النار) [167] وكذلك (فما أصبرهم على
النار) [175] تام.
والوقف على قوله: (ذلك بأن الله نزل الكتاب بالحق) [176]
حسن غير تام.
والوقف على (شقاق بعيد) تام.
والوقف على قوله (وحين البأس) حسن غير تام. وقال
السجستاني: هو تام. وهذا خطأ لأن قوله: (أولئك الذين صدقوا) [177] خبر وحديث عنهم،
فلا يتم الوقف قبله. والوقف على (المتقون) تام.
(1/542)
والوقف على (في القتلى) [178] حسن غير تام لأن قوله:
(الحر بالحر) تابسع لـ (القصاص) فلا يتم الوقف قبله. والوقف على قوله: (والأنثى
بالأنثى) حسن غير تام. والوقف على قوله: (ذلك تخفيف من ربكم ورحمة) حسن، وتمام
الكلام عند قوله: (فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم) [182].
والوقف على قوله (لعلكم تتقون) [183] قبيح لأن (أيامًا
معدودات) [184] منصوبة بـ (كتب) وهو الذي يسميه بعض النحويين خبر ما لم يسم فاعله.
والوقف على (معدودات) حسن. وكذلك:
(فعدة من أيام أخر). وكذلك: (طعام مسكين). والوقف على
قوله: (فهو خير له) حسن ثم تبتدئ: (وأن تصوموا خير لكم) على معنى «وصيامكم خير
لكم» والوقف على (إن كنتم
(1/543)
تعلمون) حسن وليس بتام لأن قوله: (شهر رمضان) [185]
مرفوع بإضمار: «ذلك شهر رمضان» فـ «ذلك»
إشارة إلى ما تقدم. وقرأ مجاهد (شهر رمضان)، فهذا على
معنيين: إن نصبت (شهر رمضان) بإضمار «صوموا شهر رمضان» حسن الوقف على (إن كنتم
تعلمون). وإن نصبت (شهر رمضان) بمشتق من الصيام كأنك قلت: «كتب عليكم الصيام،
تصومون شهر رمضان» لم يتم الوقف على (إن كنتم تعلمون) لأن (شهر رمضان) متعلق بـ «الصيام».
والوقف على (من الهدى والفرقان) حسن. وكذلك: (مواقيت
للناس والحج) [89] وكذلك: (من أبوابها)، و (لعلكم تفلحون)، (والفتنة أشد من القتل).
وكذلك (والحرمات قصاص) [194].
وكذلك (بمثل ما اعتدى عليكم).
(1/544)
وكذلك (واعلموا أن الله مع المتقين).
وكذلك (إن الله يحب المحسنين) [195].
وقوله: (وأتموا الحج والعمرة لله) [196] قرأت العوام:
(وأتموا الحج والعمرة لله) بنصب (العمرة). وقرأ عامر الشعبي: (وأتموا الحج والعمرة
لله) برفع
(العمرة) فمن نصب (الحج والعمرة) لم يقف على (الحج) لأن (العمرة) منسوقة عليه. ومن
رفع (العمرة) كان وقفه على (الحج) حسنًا لأن (العمرة) مرفوعة باللام. والوقف على (فما استيسر
من الهدي) حسن. وكذلك: (ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام) والوقف على (أن
الله شديد العقاب) تام.
وقوله: (فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج) [197] كان
شيبة ونافع وعاصم والأعمش وحمزة والكسائي
(1/545)
ينصبونهن كلهن بلا تنوين. وكان أبو جعفر يرفعهن كلهن
بالتنوين. وكان ابن كثير وأبو عمرو يرفعان (فلا رفث ولا فسوق) بالتنوين، وينصبان
(ولا جدال في الحج). فمن نصبهن كلهن وقف على (الحج) ولم يقف على (لا) ولا على ما
بعدها. ومن رفعهن كلهن، قال ابن سعدان: يصلح الوقف على (لا) إذا رفعت ما بعدها
وإنما يجوز هذا لمضطر. والوقف على (في الحج). ومن نصب (ولا جدال في الحج) ورفع ما
قبله وقف على (فلا رفث ولا فسوق) وابتدأ (ولا جدال في الحج) على معنى «ولا شك في
الحج أنه واجب في ذي الحجة». والوقف على قوله: (يعلمه الله) تام. والوقف على قوله:
(فإن خير الزاد التقوى) حسن.
(1/546)
والوقف على (واتقون يا أولي الألباب) [197] تام.
والوقف على (أن تبتغوا فضلا من ربكم) [198] حسن.
وكذلك الوقف على قوله: (أو أشد ذكرا) [200].
والوقف على (والله سريع الحساب) [202] تام.
والوقف على (في أيام معدودات) [203] حسن.
وكذلك الوقف على قوله: (لمن اتقى).
وقوله: (ويهلك الحرث والنسل) [205] قرأت العوام: (ويهلك
الحرث والنسل) بالنصب. وقرأ الحسن: (ويهلك الحرث والنسل) بالرفع. فمن قرأ:
(ويهلك الحرث) بالنصب نصبه على النسق على قوله: (ليفسد فيها) ولـ (يهلك
الحرث) فعلى هذا المذهب لا يوقف على (ليفسد فيها). ومن قرأ: (ويهلك الحرث) كان على
معنيين: إن رفعت (ويهلك الحرث) على الابتداء والاستئناف وهو قول أبي عبيد، وقفت
على قوله: (ليفسد فيها) وابتدأت (ويهلك). ومن رفع
(1/547)
(ويهلك)
على النسق على (ومن الناس من يعجبك) (ويهلك)، وهو قول
الفراء، ولم يقف على (ليفسد فيها) والوقف على ويهلك الحرث والنسل تام. وكذلك الوقف
على (الفساد).
والوقف على قوله: (فحسبه جهنم) [206] حسن.
والوقف على قوله: (ابتغاء مرضات الله) [207] تام. كذلك
الوقف على (العباد).
وقوله: (والملائكة وقضي الأمر) [210] يقرأ على وجهين:
قرأت العوام: (والملائكة وقضي الأمر) بالرفع. فعلى هذا المذهب يحسن أن تقف
على (الملائكة).
فقرأ أبو جعفر: (في ظل من الغمام والملائكة) بالخفض. فعلى هذا المذهب أيضًا يحسن
الوقف على (الملائكة)
(1/548)
والابتداء:
(وقضي الأمر). وقرأ معاذ بن جبل: (في ظل من الغمام
والملائكة وقضاء الأمر) بالخفض. فعلى هذا المذهب لا يحسن أن تقف على (الملائكة) ولكن
تقف على (قضاء الأمر) وتبتدئ: (وإلى الله ترجع الأمور). والوقف على (الأمور) تام.
والوقف على قوله: (من آية بينة) [211] حسن.
وكذلك: (ويسخرون من الذين آمنوا) وتبتدئ: (والذين اتقوا
فوقهم يوم القيامة) ثم تقف على (القيامة) [212].
والوقف على (من الحق بإذنه) [213] حسن.
وكذلك: (متى نصر الله) [214] والوقف على (إن نصر الله
قريب) تام.
والوقف على (وابن السبيل) [215] حسن. والوقف على
(1/549)
فإن الله به عليم) تام.
والوقف على (وهو كره لكم) [216] حسن. وكذلك: (وهو خير
لكم) وكذلك: (وهو شر لكم). و (أنتم لا تعلمون) تام.
و (المسجد الحرام) [217] حسن. وكذلك: (أكبر عند الله).
وكذلك (أكبر من القتل). وكذلك: (عن دينكم إن استطاعوا) والوقف على (هم فيها
خالدون) تام.
[وكذلك] (والله غفور رحيم) [218].
والوقف على قوله: (وإثمهما أكبر من نفعهما) [219] حسن
والوقف على قوله: (قل العفو) حسن.
وكذلك: (في الدنيا والآخرة) [220] وكذلك: (قل إصلاح لهم
خير). وكذلك: (وإن تخالطوهم فإخوانكم). وكذلك: (من المصلح). والوقف على (إن الله
عزيز حكيم) تام.
(1/550)
والوقف على (ولو أعجبتكم) [221] حسن. وكذلك: (ولو
أعجبكم). وكذلك: (إلى الجنة والمغفرة بإذنه). والوقف على (لعلهم يتذكرون) تام.
والوقف على (من حيث أمركم الله) [222] حسن.
وكذلك الوقف على (فأتوا حرثكم أنى شئتم) [223] وهو أتم
من الأول. والوقف على: (وقدموا لأنفسكم) حسن والوقف على: (واعلموا أنكم ملاقوه)
تام. وكذلك الوقف على: (المؤمنين).
والوقف على (يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء) [228] حسن. وكذلك: (إن
كن يؤمن بالله واليوم الآخر). والوقف على (وللرجال عليهن درجة) حسن. والوقف على
(والله عزيز حليم) تام.
والوقف على (أو تسريح بإحسان) [229] حسن. وكذلك: (فلا
جناح عليهما فيما افتدت به).
(1/551)
وكذلك الوقف على: (إن ظنا أن يقيما حدود الله) [230].
وكذلك الوقف على: (أو سرحوهن بمعروف) [231] وكذلك: (ولا
تمسكوهن ضرارا لتعتدوا). وكذلك: (فقد ظلم نفسه). وكذلك: (يعظكم به) وهو أتم مما
قبله. الوقف على (واعلموا أن الله بكل شيء عليم) تام.
والوقف على: (إذا تراضوا بينهم بالمعروف) [232] حسن.
وكذلك: (بالله واليوم الآخر) وكذلك: (أزكى لكم وأطهر).
وكذلك: (إلا وسعها) [233] وكذلك: (وعلى الوارث مثل ذلك).
وكذلك: (وتشاور فلا جناح عليهما). وكذلك: (إذا سلمتم ما آتيتم بالمعروف).
وكذلك: (فيما فعلن في أنفسهن بالمعروف) [224].
وكذلك: (إلا أن تقولوا قولا معروفًا) [235]
(1/552)
وكذلك: (حتى يبلغ الكتاب أجله). وكذلك: (يعلم ما في
أنفسكم فاحذروه).
وكذلك: (أو تفرضوا لهن فريضة) [236] وكذلك: (على المقتر
قدره).
وكذلك: (وأن تعفوا أقرب للتقوى) [237] وكذلك: (ولا تنسوا
الفضل بينكم).
والوقف على (الصلاة الوسطى) [238] حسن.
وكذلك: (فإن خفتم فرجالا أو ركبانا) [239].
وقوله: (وصية لأزواجهم) [240] قرأها نافع وغيره من أهل
المدينة والحسن في رواية ابن أرقم عنه وعاصم والكسائي (وصية لأزواجهم) بالرفع.
وكذلك قرأها الأعرج وابن أبي إسحاق. وكان الحسن في رواية هارون عنه، وأبو عمرو
وحمزة يقرؤون: (وصية لأزواجهم) بالنصب. فمن رفع (الذين يتوفون منكم) بما عاد من الهاء
والميم في قوله: (لأزواجهم) لم يتم الوقف على قوله: (ويذرون أزواجًا). ومن رفع
(1/553)
(الذين)
بإضمار «فيما وصفنا الذين يتوفون» و «فيما ذكرنا الذين
يتوفون» وقف على قوله: (ويذرون أزواجًا) وابتدأ (وصية لأزواجهم) على معنى «هي وصية
لأزواجهم». ويجوز أن ترفع على معنى «لأزواجهم وصية» لأنها في قراءة ابن مسعود،
(والوصية لأزواجهم). وكذلك تبتدئ (وصية) بالنصب على معنى «ليوصوا وصية». والوقف
على قوله: (غير إخراج) حسن. وكذلك (في ما فعلن في أنفسهن من معروف).
وكذلك (فيضاعفه له أضعافا كثيرا) [245].
وكذلك (وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا) [246] وكذلك
(تولوا إلا قليلا منهم).
وكذلك (ولم يؤت سعة من المال) [247]
(1/554)
و (زاده بسطة في العلم والجسم)، (يؤتي ملكه من يشاء).
(تحمله الملائكة).
(إلا من اغترف غرفة بيده) [249]، (غلبت فئة كثيرة بإذن
الله).
(فهزموهم بإذن الله) الوقف عليه حسن غير تام لأن قوله
(وقتل داود جالوت) نسق على (فهزموهم) (وعلمه مما يشاء) وقف تام.
(وأيدناه بروح القدس) [253] وقف حسن. (ولكن اختلفوا) حسن
غير تام.
(ولا خلة ولا شفاعة) [254] وقف حسن.
وكذلك (لا إله إلا هو الحي القيوم) [255]، (سنة ولا
نوم)، (وما في الأرض)، (إلا بإذنه)، (وما
خلفهم)، (إلا بما شاء)، (السماوات والأرض)، (ولا يؤوده حفظهما
(1/555)
وهو العلي العظيم) تمام الكلام ورأس الآية.
والوقف على (لا انفصام لها) [256] حسن. وكذلك (قد تبين
الرشد من الغي).
[وكذلك] (يخرجونهم من النور إلى الظلمات) [257]، (هم
فيها خالدون) وقف التمام.
والوقف على (فبهت الذي كفر) [258] وكذلك الوقف على
(والله لا يهدي القوم الظالمين) حسن وليس بتام لأن قوله (أو كالذي مر على قرية)
[259] نسق على قوله: (ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه) كأنه قال: «هل رأيت
كالذي حاج إبراهيم أو كالذي مر على قرية». والوقف على (كل شيء قدير) تام.
(1/556)
والوقف على (ولكن ليطمئن قلبي) [260] حسن.
والوقف على (حكيم) وعلى (يحزنون) [262] تام.
والوقف على (يتبعها أذى) [263] حسن.
وكذلك (ولا يؤمن بالله واليوم الآخر) [264].
الوقف على (فإن لم يصبها وابل فطل) [265] تام.
والوقف على (فاحترقت) [266] حسن. وكذلك (لعلكم تتفكرون).
(إلا أن تغمضوا فيه) [267]، (غني حميد) تام.
والوقف على (فقد أوتي خيرا كثيرا) [269] حسن.
وكذلك (فإن الله يعلمه) [270].
(ولكن الله يهدي من يشاء) [272].
(أغنياء من التعفف) [273]، (لا يسألون الناس إلحافا)،
(فإن الله به عليم) تام.
(1/557)
(يتخبطه الشيطان من المس) [275] حسن. وكذلك (إنما البيع
مثل الربى)، (وحرم الربى)، (وأمره إلى الله).
(ويربي الصدقات) [276] والوقف على (كفار أثيم) تام. والوقف على (فنظرة إلى ميسرة) [280]
حسن.
والوقف على (وهم لا يظلمون) [281] تام. وكذلك الوقف على
آخر الآية التي قبلها.
والوقف على قوله: (كاتب بالعدل) [282] حسن. وكذلك (كما
علمه الله فليكتب)، (ولا يبخس منه
شيئًا)، (وليه بالعدل). وقوله (أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى) والوقف على
(الأخرى) حسن. والوقف على (إحداهما) قبيح لأن معنى التذكير التقديم قبل الضلال
كأنه قال: «كي تذكر إحداهما الأخرى إن ضلت» ومن قرأ: (إن تضل إحداهما) بكسر (إن)
(فتذكر) بالرفع لم
(1/558)
يقف أيضًا على إحداهما لأن الفاء في (تذكر) جواب الجزاء.
و (تذكر) مرفوع على الاستئناف. وقرأ بالقراءة الأولى
نافع وغيره من أهل المدينة وعاصم وأبو عمرو والكسائي. وقرأ بالقراءة الثانية
الأعمش وحمزة. والوقف على (إذا ما دعوا) حسن. وكذلك (ألا تكتبوها)، (إذا
تبايعتم)، (ولا شهيد)، (فإنه فسوق بكم) أحسن من الذي قبله وهو شبيه بالتام. (ويعلمكم
الله) حسن.
(فرهان مقبوضة) حسن. وكذلك (وليتق الله ربه)، (فإنه آثم
قلبه والله بما تعملون عليم) تام.
ومثله (والله على كل شيء قدير) [284].
(بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون) [285] حسن.
وقوله: (لا نفرق بين أحد من رسله) من قرأ: (لا نفرق)
بالنون حسن له أن يقف على (ملائكته وكتبه
(1/559)
ورسله)
ثم يبتديء: (لا نفرق) على معنى «يقولون: لا نفرق» وهي
قراءة نافع وعاصم وأبي عمرو وحمزة والكسائي. وقرأ يحيى بن يعمر وسعيد بن جبير وأبو
زرعة بن عمرو بن جرير: (لا يفرق بين أحد من رسله) فعلى هذا المذهب لا يحسن الوقف على
(ورسله) لأن (لا يفرق) لـ «الرسول»، صلى الله عليه وسلم، و «المؤمنون» وهو متصل بالكلام
الذي قبله راجع إلى (كل). والوقف على (من رسله) حسن.
وكذلك (وعليها ما اكتسبت) [286]، (أو أخطأنا)، (من
قبلنا)، (ما لا طاقة لنا به)، (واعف عنا واغفر لنا وارحمنا). والوقف على (أنت مولانا)
حسن لأنك إذا وقفت عليه ابتدأت: (فانصرنا)، والابتداء بالفاء قبيح لأنها تأتي
بمعنى الاتصال بما قبلها.
(1/560)
السورة التي يذكر فيها آل عمران
الوقف على (الم) حسن لأنك ترفعها بمضمر ثم تبتدئ: (الله
لا إله إلا هو) [2] فترفعه بما عاد من (هو). والوقف على (هو) حسن غير تام لأن
قوله: (الحي القيوم) نعت لـ (الله) تعالى.
والوقف على قوله: (مصدقا لما بين يديه) [3] حسن غير تام
لأن الكلام الذي بعده منسوق عليه.
والوقف على قوله: (والإنجيل. من قبل) غير تام. وقد زعم
قوم أنه تام وهو خطأ منهم لأن (هدى) قطع من (التوراة والإنجيل) ولا يتم الوقف على
المقطوع منه دون القطع. والوقف على (من قبل هدى للناس) [4]
(2/563)
حسن غير تام. وقال السجستاني: هو تام، وهو خطأ منه لأن
قوله: (وأنزل الفرقان) نسق على ما قبله. والوقف على (وأنزل الفرقان) تام.
والوقف على قوله: (إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض)
[5] قبيح لأن قوله: (ولا في السماء) نق على ما قبله، ولأنا لو وقفنا على (في الأرض)
لذهب وهم السامع إلى أنا خصصنا الأرض دون السماء.
والوقف على قوله (كيف يشاء) [6] والوقف على (في الأرحام) غير تام
لأن المعنى واقع في قوله: (كيف يشاء)
وهو بمنزلة قوله: {في أي صورة ما شاء ركبك} [الانفطار: 8].
والوقف على (وأخر متشابهات) [7] حسن. وكذلك:
(2/564)
(وابتغاء تأويله). والوقف على (وما يعلم تأويله إلا
الله) تام لمن زعم أن «الراسخين في العلم» لم يعلموا تأويله. وهو قول أكثر أهل
العلم.
158 - حدثنا أحمد بن سعيد قال: حدثنا عبد الخالق قال:
حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا حجاج عن ابن جريج عن مجاهد في قوله: (والراسخون في
العلم) قال: «الراسخون في العلم يعلمون تأويله ويقولون آمنا به» فعلى مذهب مجاهد
(الراسخون) مرفوعون على النسق على (الله). والوقف
(2/565)
على (في العلم) حسن غير تام لأن قوله: (يقولون آمنا به) حال من
«الراسخين» كأنه قال: «قائلين آمنا به». فالوقف قبل الحال غير تام. ومن قال:
«الراسخون في العلم لم يعلموا تأويله» رفع «الراسخين» بما عاد عليهم من ذكرهم، وذكرهم
في (يقولون) ولا يتم الوقف على في (العلم) من هذا المذهب ولا يحسن لأن «الراسخين»
مرفوعون بما عاد من (يقولون) ولا يحسن الوقف على المرفوع دون الرافع. وفي قراءة
ابن مسعود تقوية لمذهب العامة: (إن تأويله إلا عند الله والراسخون في العلم
يقولون) وفي قراءة أبي: (ويقول الراسخون في العلم). والوقف على (آمنا به) حسن.
والوقف على قوله: (كل من عند ربنا)
(2/566)
تام، وقال السجستاني: (الراسخون) غير عالمين بتأويله،
ولم يعرف المذهب الثاني، واحتج بأن «الراسخين» في موضع [رفع]: «وأما الراسخون في العلم فيقولون آمنا
به». فهذا ليس بحجة على أصحاب القول الثاني لأن الذين قالوا بالقول الثاني أخرجوا
«الراسخين» من معنى الابتداء وأدخلوهم في النسق فلا يلزمهم أن يدخلوا على المنسوق.
إما لأن (أما) إنما تدخل على الأسماء المبتدأ ولا تدخل على الأسماء المنسوقة. وقال
السجستاني الدليل على أن الموضع موضع مبتدأ «وأما الراسخون فيقولون» (أما) لا تكاد
تجيء وما بعدها رفع حتى تثنى أو تثلث أو أكثر، كما قال الله تعالى: {أما السفينة
فكانت لمساكين} [الكهف: 79] ثم أتبعها {وأما الغلام} [80]، {وأما الجدار} [82]. وقال ههنا:
(فأما
(2/567)
الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشاء به منه) ثم لم يقل
(وأما) ففيه دليل أن الموضع موضع مبتدأ منقطع من الكلام الذي قبله. وهذا غلط لأنه
لو كان المعنى «وأما الراسخون في العلم فيقولون» لم يجز أن تحذف (أما) والفاء
لأنهما ليستا مما يضمر.
والوقف على قوله: (بعد إذ هديتنا) [8] حسن والوقف على
(الوهاب) تام.
والوقف على (ليوم لا ريب فيه) [9] حسن. والوقف على
(الميعاد) تام.
والوقف على (أولئك هم وقود النار) [10] غير تام لأن
قوله: (كدأب آل فرعون) متصل بالكلام الذي قبله كأنه قال: «كفرت اليهود ككفر آل
فرعون»، وقال امرؤ القيس:
(2/568)
وإن شفائي عبرة مهراقة ... فهل عند رسم دارس من معول
كدأبك من أم الحويرث قبلها ... وجارتها أم الرباب بمأسل
فمعناه «كما كنت تلقى من هاتين المرأتين من المكروه
والبكاء» و «الدأب» الحال والعادة.
والوقف على قوله: (فأخذهم الله بذنوبهم) [11] حسن،
والتمام على (شديد العقاب).
والوقف على (فئتين التقتا) [13] حسن ثم تبتدئ: (فئة
تقاتل في سبيل الله) على معنى «إحداهما فئة» أنشدني أبو العباس:
(2/569)
إذا مت كان الناس نصفين شامت ... وآخر مثن بالذي كنت
أفعل
فمعناه «كان الناس نصفين أحدهما شامت» ويجوز في العربية
«فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة» بالخفض على الإتباع للفئتين المخفوضتين،
ويجوز في العربية: «فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة» بالنصب على معنى «التقتا مختلفتين»
فعلى هذين المذهبين لا يتم الوقف على (التقتا) والوقف على (مثليهم رأي العين) حسن. والوقف على
(والله يؤيد بنصره من يشاء) تام.
والوقف على (الأنعام والحرث) [14] حسن غير تام.
والوقف على (ذلك متاع الحياة الدنيا) حسن غير تام. وزعم
السجستاني أنه تام، وهذا غلط لأن قوله: (والله عنده
(2/570)
حسن المآب) متعلق بمعنى الكلام الذي قبله. والوقف على
(المآب) تام.
والوقف على (بخير من ذلكم) [15] حسن ثم تبتدئ: (للذين
اتقوا عند ربهم جنات) فترفع «الجنات» باللام. وقد أجاز قوم (جنات تجري) بالخفض على
الإتباع لـ (خير). فعلى هذا المذهب لا يتم الوقف على (خير من ذلكم). والفراء ينكر الخفض
ويرده. والوقف على (خالدين فيها) [غير] تام لأن قوله: (وأزواج مطهرة) نسق على «الجنات».
والوقف على (ورضوان من الله) تام، وعلى (العباد) حسن غير تام لأن
(الذين يقولون) [16] نعت لـ (العباد). والوقف على (فاغفر لنا ذنوبنا) حسن. والوقف
على (النار) تلم إذا نصبت (الصابرين والصادقين) على المدح، فإذا خفضتم
(2/571)
على معنى «الذين اتقوا عند ربهم الصابرين والصادقين» لم
يتم الوقف قبلهم. وفي مصحف عثمان، رضي الله عنه، تقوية لنصب (الصابرين) على المدح
في سورة التوبة {التائبون العابدون} [التوبة: 112]. وفي قراءة ابن مسعود
(التائبين العابدين). والوقف على (والمستغفرين بالأسحار) تام.
والوقف على (بالقسط) [18] حسن. وعلى (الحكيم) تام لمن كسر (إن الدين) وكان
الكسائي يقرأ: (أن الدين عند الله) بالفتح، فعلى مذهبه لا يتم الوقف على (الحكيم) لأن قوله: (أن
الدين عند الله) نسق على الأول كأنه قال: «شهد الله أنه لا إله إلا هو وأن الدين»،
ويجوز أن تكون (أن) الثانية منصوبة بالشهادة، والأولى منصوبة بفقد الخافض،
(2/572)
والتقدير:
«شهد الله أن الدين عند الله الإسلام لأنه لا إله إلا هو
وبأنه لا إله إلا هو وعلى أن الدين». (عند الله الإسلام) [19] حسن.
وكذلك (بغيًا بينهم)، (سريع الحساب).
(ومن ابتعن)، (والأميين ءأسلمتم) [20]، (فقد اهتدوا)،
(فإنما عليك البلاغ).
(والآخرة) [22] حسن. (وما لهم من ناصرين) تام.
(تذل من تشاء بيدك الخير) [26] حسن. (إنك على كل شيء
قدير) تام.
(بغير حساب) تام.
(أولياء من دون المؤمنين) [18] تام. (فليس من الله في
شيء) وقف حسن.
(2/573)
ومثله: (ويعلم ما في السموات وما في الأرض) [29] والوقف
على (يعلمه الله) تام.
والوقف على (ما عملت من خير محضرا) [30] حسن إذا رفعت
(وما عملت من سوء) بموضع (تود) لعودته بذكر (ما) وذكرها الهاء التي في (بينها).
وإن جعلت (ما) منصوبة بمعنى «وتجد ما عملت من سوء» لم يتم الوقف على قوله:
(محضرا) لأن الثاني منسوق عليه. والوقف على قوله: (أمدا بعيدا) تام. (ويحذركم الله
نفسه) حسن.
ومثله: (ويغفر لكم ذنوبكم)، (والله غفور رحيم) [31] تام.
ومثله: (ويغفر لكم ذنوبكم)، (والله غفور رحيم) [31] تام.
والوقف على قوله: (وآل عمران على العالمين) [33] غير تام
لأن قوله: (ذرية بعضها من بعض) [34]
(2/574)
منصوب على القطع من (آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران).
وقوله: (والله أعلم بما وضعت) [35] قرأ الأسود ويحيى بن
وثاب وأبو جعفر وشيبة ونافع وأبو عمرو وحمزة والكسائي: (بما وضعت) بفتح العين وجزم
التاء، فعلى هذه القراءة يحسن الوقف على (وضعتها أنثى) ثم تبتدئ: (والله أعلم بما وضعت)
لأنه من كلام الله، والذي قبله من كلام أم مريم وقرأ إبراهيم وعاصم في رواية أبي
بكر: (والله أعلم بما وضعت) [26] بتسكين العين وضم التاء، فعلى هذه القراءة لا
يحسن الوقف على (وضعتها أنثى) لأن الكلام الثاني متصل بالذي قبله وهو من
(2/575)
كلام أم مريم. وقوله: (وليس الذكر كالأنثى) [26] يمكن أن
يكون الكلام من كلام الله تعالى ويمكن أن يكون من كلام أم مريم (وإني سميتها مريم)
من كلامها.
(قالت هو من عند الله) [37] وقف حسن، وهو من كلام مريم.
(إلا رمزا) [41] حسن غير تام. (والأبكار) تام.
(نوحيه إليك) [44] وقف حسن. (أيهم يكفل مريم) حسن.
(عيسى ابن مريم) [45] وقف غير تام لأن (وجيها) منصوب
(2/576)
على القطع من (عيسى).
والوقف على قوله: (وجيها في الدنيا والآخرة) حسن. وقال
السجستاني: هو وقف تام. وهذا خطأ منه لأن قوله: (ومن المقربين) نسق على «وجيه»
كأنه قال: «وجيها ومقربا» فلا يتم الوقف على النسق قبل ما نسق عليه. والدليل على ما ذكرت
قوله في الآية الثانية: (ويكلم الناس في المهد وكهلا) فنسق «الكهل» على قوله: (في
المهد) كأنه قال: «ويكلم الناس صغيرًا وكهلا».
(فيكون طيرا بإذن الله) [49] حسن. ومثله: (وما تدخرون في
بيوتكم) ومثله: (إن كنتم مؤمنين)
(2/577)
ثم تبتدئ: (ومصدقًا) [50] على معنى «وجئت مصدقا».
والوقف على قوله: (فيوفيهم أجورهم) [57] حسن.
(ثم قال له كن) [59] وقف حسن.
(فيكون) وقف تام.
(لهو القصص الحق) [62] حسن. ومثله (وما من إله إلا الله).
وكذلك: (لو يضلونكم) [69 ي، (وما يشعرون) تام.
وقوله: (أن يؤتي أحد مثل ما أوتيتم) [73] قرأت العامة:
(أن يؤتى أحد) بفتح (أن) من غير استفهام. وقرأ مجاهد: (آن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم)
[73] قرأت العامة: (أن يؤتى أحد) بفتح (أن) من غير استفهام. وقرأ مجاهد: (آن يؤتى) باستفهام. وروي
عن الأعمش: (إن يؤتى أحد) بكسر (إن) فمن قرأ (أن يؤتى)
(2/578)
بفتح (أن) لم يقف على (هدى الله) لأن (أن) متصلة بالكلام الذي قبلها
كأن قال: «ولا تؤمنوا أي: لا تصدقوا أن يؤتى أحد» ويجوز أن يكون المعنى «إن البيان بيان
الله فقد بين أن لا يؤتى أحد» ومن الوجهين جميعًا لا يوقف على (هدي الله). ومن
قرأ: (آن يؤتى أحد) بالمد وقف على (هدى الله) وابتدأ: (آن يؤتى) على معنى «ألان
يؤتى أحد مثل ما أوتيتم لا يؤمنون» كما قال في سورة «نون» (أن كان ذا مال وبنين) [14] فمعناه
«ألأن كان ذا مال وبنين يطيعه». ومن قرأ: (إن يؤتى) بكسر الألف وقف على (هدى الله)
وابتدأ: (إن يؤتى أحد) على معنى «ما يؤتى أحد». (أو يحاجوكم عند ربكم) وقف حسن.
ومثله: (إلا ما دمت عليه قائمًا) [75].
(وجاءهم البينات) [86] حسن. والوقف على (إيمانهم) وعلى
(أن الرسول حق) قبيح لأن الذي بعده منسوق عليه.
(2/579)
(والناس أجمعين) [87] وقف ير تام لأن (خالدين) [88]
منصوب على القطع.
(فإن الله غفور رحيم) [89] تام.
(ولو افتدى به) [91] حسن.
(مما تحبون) [92] مثله.
وكذلك: (من قبل أن تنزل التوراة) [93].
(قل صدق الله) [95] حسن. (حنيفًا) مثله. (من المشركين)
تام.
(فيه آيات بينات) [97] وقف حسن ثم تبتدئ: (مقام إبراهيم)
على معنى «منها مقام إبراهيم» وقرأ ابن عباس: (فيه آية بينة) فعلى هذه القراءة لا
يحسن الوقف على (بينة) لأن (مقام إبراهيم) ترجمة عن الآية. وقال
(2/580)
السجستاني:
من قرأ: (فيه آيات بينات) فالوقف (كان آمنا) ومن قرأ
(آية بينة) فالوقف (مقام إبراهيم). وهذا غلط لأن قراءة الذين قرؤوا: (فيه آيات)
بالجمع لا توجب تعلق «المقام» بقوله: (ومن دخله كان آمنًا) وقراءة الذين تمرؤوا:
(آية بينة) بالتوحيد لا توجب استغناء «المقام» عن قوله: (ومن دخله كان آمنا). (من استطاع إليه
سبيلا) وقف حسن.
وكذلك: (وفيكم رسوله) [101].
والوقف على (ولا تموتن) [102] قبيح حتى تقول: (إلا وأنتم
مسلمون).
(فأنقذكم منها) [103] حسن.
(2/581)
ومثله: (نتلوها عليك بالحق) [108].
(وتؤمنون بالله) [110]، (خيرًا لهم).
(يولوكم الأدبار) [111] حسن غير تام لأن (ثم تتعلق بما
قبلها).
(ليسوا سواء) [113] وقف تام ثم تبتدئ (من أهل الكتاب
أمة) فترفع «الأمة» بـ (من) فإن رفعت «الأمة» بمعنى (سواء) كأنك قلت: «ليست تستوي
من أهل الكتاب أمة قائمة وأخرى غير قائمة» لم يتم الكلام على (سواء) وكان تمام الكلام
على (يسجدون).
(وما تخفي صدورهم أكبر) [118] وقف تام. وكذلك في «براءة»
(ورضوان من الله أكبر) [72].
وفي العنكبوت: (ولذكر الله أكبر) [45].
(2/582)
(قل موتوا بغيظكم) [119] وقف حسن.
(لا يضركم كيدهم شيئا) [120] وقف حسن.
ومثله: (ولتطمئن قلوبكم به) [126].
(فينقلبوا خائبين) [127] وقف غير تام إذا نصبت (أو يتوب
عليهم) على النسق على (ليقطع طرفا)، فإن نصبت (أو يتوب عليهم) على معنى «حتى يتوب
عليهم» وإلا أن يتوب عليهم كان وقف التمام على قوله: (فينقلبوا خائبين). أنشد الفراء
لامريء القيس.
بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه ... وأيقن أنا لاحقان
بقيصرا
(2/583)
فقلت له لا تبك عينك إنما ... نحاول ملكا أو نموت فتعذرا
أراد: حتى نموت. وأنشد:
لا أستطيع نزوعا عن مودتها ... أو يصنع الحب بي غير الذي
صنعا
أراد: حتى يصنع الحب. وقال بعض البصريين (يتوب) منصوب
على معنى «ليس لك من الأمر شيء أو من أن تتوب عليهم».
والوقف على (فإنهم ظالمون) [128] تام.
والوقف على (يحب المحسنين) [134] غير تام لأن
(2/584)
(والذين إذا فعلوا فاحشة) [135] نسق على (المحسنين).
(فاستغفروا لذنوبهم) وقف حسن. (ومن يغفر الذنوب إلا
الله) حسن غير تام لأن قوله: (ولم يصروا على ما فعلوا) متعلق بقوله: (ذكروا الله).
وقوله: (خالدين فيها) [136] وقف حسن.
(كتابا مؤجلاً) [145] وقف تام.
(وكأين من نبي قاتل) [146] وقف حسن ثم تبتدئ: (معه
ربيون) على معنى: «قاتل النبي صلى الله عليه وسلم، ومعه جموع كثيرة فما ضعفوا لقتل
نبيهم ولا استكانوا»، الدليل على هذا قوله (أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم) [144] وهذا القول
حكاه أبو عمرو عن بعض المفسرين.
وقال قوم: «الربيون» مرفوعون بـ (قتل)، و «القتل»
(2/585)
واقع بهم كأنه قال: «قتل بعضهم فما وهن الباقون لقتل من
قتل منهم ولا ضعفوا ولا استكانوا» وهذا معروف في كلام العرب أن يقولوا «قتل بنو
فلان» وإنما قتل بعضهم. و «جاءتك تميم» وإنما جاءك بعضهم. وقال الشماخ:
وجاءت سليم قضها بقضيضها ... تمسح حولي بالبقيع سبالها
فمعنى قوله: «قضها بقضيضها» كلها، ومحال أن يكونوا جاءوا
كلهم لأنهم متفرقون في أقطار الأرض، فعلى هذا المذهب لا يتم الكلام على (قتل) لأن «الربيين» مرفوعون
به. وبهذه القراءة قرأ ابن عباس ونافع وأبو عمرو. وقرأ أبو جعفر وشيبة
(2/586)
وعاصم والأعمش وحمزة والكسائي: (قاتل معه ربيون) فعلى
هذا المذهب لا يتم الوقف على (قاتل) لأنه فعل لأ «الربيين».
والوقف على قوله: (وحسن ثواب الآخرة) [148] حسن.
ومثله: (ومأواهم النار) [151] والتمام على (وبئس مثوى
الظالمين).
ومثله (ولقد عفا عنكم) [152] وقف حسن. والتمام على
(المؤمنين).
(ولا ما أصابكم) [153] وقف حسن.
ومثله: (قل إن الأمر كله لله) [154]، (إلى مضاجعهم)،
(ولقد عفا الله عنهم) [155].
(2/587)
(حسرة في قلوبهم) [156]. (والله يحيى ويميت).
(لنت لهم) [159]، (لانفضوا من حولك) أحسن من الذي قبله.
(وشاورهم في الأمر) حسن. (إن الله يحب المتوكلين) أحسن من الذي قبله.
(أن يغل) [161] حسن. (وهم لا يظلمون) تام.
(ومأواه جهنم) [162] وقف حسن.
ومثله: (هم درجات عند الله) [163].
(قل هو من عند أنفسكم) [165]
(أقرب منهم للإيمان) [167].
(ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا) [169]
الوقف على «الأموات» قبيح لأن المعنى فيما بعد (بل).
(من بعد ما أصابهم القرح) [172] وقف حسن.
ومثله: (يخوف أولياءه فلا تخافوهم) [175] ثم تبتدئ:
(وخافون إن كنتم مؤمنين)
(2/588)
والوقف على (وابتغوا رضوان الله) [174] حسن.
ومثله: (أنما نملي لهم خير لأنفسهم) [178].
(من رسله من يشاء) [179]، (بالله ورسله)، (هو خيرًا لهم)
حسن غير تام.
(كل نفس ذائقة الموت) [185] وقف حسن.
ومثله: (أجوركم يوم القيامة)، (وأدخل الجنة فقد فاز)،
(إلا متاع الغرور) وقف تام.
(بمفازة من العذاب) [188] وقف حسن. (عذاب أليم) تام.
(بربكم فآمنا) [193] حسن.
(من ذكر أو أنثى) [195] وقف غير تام. وقال السجستاني: هو
تام. وهذا غلط لأنه متعلق
(2/589)
بالأول في المعنى كأنه قال: «لا أضيع عمل بعضكم من بعض»
فلما أخرت «بعض» ارتفعت بالصفة وكذلك قوله في النساء: (والله أعلم بإيمانكم بعضكم
من بعض) [25] معناه «بإيمان بعضكم من بعض» فمعنى «بعض» التقديم فلا يتم الوقف قبلها. وهذا مذهب أبي
العباس واختياره. وغيره يقول: «بعضكم» رفع بالصفة، والصفة من التقدير: «كلكم
متساوون مجتمعون في عدل الله آمنون من أن يحيف عليكم». ومن ذهب إلى هذا القول كان
وقفه على (أنثى) حسنًا.
والوقف على قوله: (في البلاد) [196] حسن غير تام.
وقال السجستاني: هو تام، وهذا غلط لأن قوله: (متاع قليل)
[197] مرفوع بإضمار «ذلك متاع قليل» أي:
(2/590)
تقلبهم متاع قليل. فهو متعلق بالأول من جهة المعنى.
(نزلاً من عند الله) [198] وقف حسن. (خير للأبرار) وقف
تام.
(2/591)
السورة التي يذكر فيها النساء
(رجالاً كثيرًا ونساء) [1] وقف حسن. (واتقوا الله الذي
تساءلون به) الوقف على (به) غير تام لأن (الأرحام) منسوقة على (الله) تعالى. وكذلك
من قرأها: (والأرحام) خفضها على النسق على الهاء كأنه قال «به والأرحام»، كما تقول: «أسألك بالله
والرحم» الوقف على (الأرحام) حسن.
ومثله (وبدارا أن يكبروا) [6] ومثله: (فليأكل بالمعروف)،
(وكفى بالله حسيبا) تام.
ومثله: (نصيبا مفروضًا) [7].
(فارزقوهم منهم) [8] حسن.
(2/592)
[ومثله]: (خافوا عليهم) [9]
(إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا) [10] تام.
(مثل حظ الأنثيين) [11] حسن. (فلهن ثلثا ما ترك)، (إن
كان له ولد)، (فلأمه الثلث)، (فلأمه السدس)، (يوصي بها أو دين) تام، ثم تبتدئ:
(آباؤكم وأبناؤكم) فترفعهن بموضع (لا تدرون) لأنه عاد بذكرهم وذكرهم في الهاء والميم
في (أيهم). (إن الله كان عليما حكيما) تام. وليس في الآية الأولى وقف دون قوله: (أو
دين) لأن هذه المواريث إنما تصل إلى أهلها من بعد وصية يوصى [بها] ومن بعد الدين.
والوقوف التي وصفناها وقوف
(2/593)
حسنة غير تامة.
وقال السجستاني الوقف على قوله: (غير مضار) [12] [تام].
وهذا غلط لأن الوصية متعلقة بالكلام المتقدم كأنه قال: «لكل واحد منهما السدس وصية
من الله». والوقف على قوله: (وصية من الله) حسن.
وكذلك: (والله عليم حليم).
(تلك حدود الله) [13].
(وله عذاب مهين) [14] تام.
(فأعرضوا عنهما) [16] حسن، (كان توابا رحيما) تام.
(فأولئك يتوب الله عليهم) [17] حسن. ومثله: (عليما حكيما).
(2/594)
(قال إني تبت الآن) [18] وقف غير تام لأن قوله: (ولا
الذين يموتون) نسق على (الذين)، كأنه قال: «وليست التوبة للذين يعملون السيئات ولا
الذين يموتون». (عذابا أليما) تام.
(أن ترثوا النساء كرها) [19] وقف حسن إذا كان (ولا تعضلوهن)
في موضع جزم على النهي، فإن كان في موضع نصب على النسق على قوله: (لا يحل لكم أن
ترثوا النساء كرها) ولا أن (تعضلوهن) لم يتم والوقف على: (أن ترثوا النساء كرها) وكان الوقف على
قوله: (ويجعل الله فيه خيرا كثيرا).
(وأخذن منكم ميثاقا غليظا) [21] تام.
(إلا ما قد سلف) [22] حسن غير تام.
(وساء سبيلا) تام.
(2/595)
(وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم) [23] غير تام لأن
قوله: (وأن تجمعوا بين الأختين) نسق على قوله: (حرمت عليكم أمهاتكم) و (أن تجمعوا
بين الأختين إلا ما قد سلف) وقف حسن (غفورا رحيما) تام.
(إلا ما ملكت أيمانكم) [24] وقف حسن إذا نصبت (كتاب الله) على الإغراء
كأنه قال: «الزموا كتاب الله» فحذف الفعل واكتفى منه بـ (عليكم). وإن نصبته على معنى «كتب
الله له كتابا» حسن أيضًا الوقف على (ما ملكت أيمانكم) فإن نصبته على القطع
مما قبله على معنى «كتابا من الله» لم يتم الوقف على: (ما ملكت أيمانكم)، و (كتاب
الله عليكم) وقف تام.
(ذلك لمن خشي العنت منكم) [25] وقف حسن.
(2/596)
(والله غفور رحيم) تام.
(عن تراض منكم) [29] حسن.
ومثله: (فسوف نصليه نارا) [30]، (على الله يسيرا) تام.
(ما فضل الله به بعضكم على بعض) [32] وقف حسن. ومثله:
(نصيب مما اكتسبن).
وكذلك: (مما ترك الوالدان والأقربون) [33] ثم تبتدئ:
(والذين عقدت أيمانكم فأتوهم نصيبهم) فترفع (الذين) بما عاد من الهاء والميم
اللتين في (أتوهم).
(وبما أنفقوا من أموالهم) [34] وقف حسن. ومثله: (بما حفظ
الله)، (فلا تبغوا عليهن سبيلا).
(يوفق الله بينهما) [35]، (وابن السبيل وما ملكت أيمانكم)
[36].
(2/597)
(فساء قرينا) [38] وقف تام.
(وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) [41] حسن غير تام.
(ولا يكتمون الله حديثنا) [42] تام.
(إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا) [43] حسن. (فامسحوا
بوجوهكم وأيديكم) حسن.
(عفوا غفورا) تام.
(والله أعلم بأعدائكم) [45] حسن.
ومثله: (وطعنا في الدين) [46]، (لكان خيرًا وأقوم)، (إلا
قليلا) تام. (كما لعنا أصحاب السبت) [47] حسن.
(مفعولاً) تام.
(ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) [48] حسن.
ومثله: (إلى الذين يزكون أنفسهم) [49] والأولى أحسن منه.
(2/598)
(أولئك الذين لعنهم الله) [52] حسن.
ومثله: (ومنهم من صد عنه) [55].
وأحسن منه: (ليذوقوا العذاب) [56]، (إن الله كان عزيزا
حكيما) تام.
(أن تحكموا بالعدل) [58] حسن. ومثله: (نعما يعظكم به).
(إلا ليطاع بإذن الله) [64].
(ما فعلوه إلا قليل منهم) [66].
والشهداء والصالحين) [69].
(يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما) [73] تام. والوقف
على (كنت معهم) غير تام لأن (فأفوز) جواب التمني. وقد روي عن بعض القراء
(فأفوز) بالرفع، فله في هذا مذهبان: إن شاء قال: رفعته على معنى «يا ليتني أكون
(2/599)
فأفوز»
لأن الماضي في التمني بمنزلة المستقبل. وذلك أن الرجل لا
يتمنى ما كان إنما يتمنى ما لم يكن فعلى هذا المذهب لا يتم الوقف أيضًا على (كنت
معهم) لأن (فأفوز) نسق. والوجه الثاني أن يكون (فأفوز) مرفوعًا على الاستئناف. فعلى هذا المذهب
يحسن الوقف على (كنت معهم) ولا يتم لأن الفاء تتصل بما قبلها.
(الظالم أهلها) [75] حسن.
ومثله (يقاتلون في سبيل الطاغوت) [76].
(ولو كنتم في بروج مشيدة) [78]، (قل كل من عند الله)،
(وما أصابك من سيئة فمن نفسك) [79] حسن. وفي قراءة ابن مسعود: (فمن نفسك وأنا
كتبتها عليك)،
(2/600)
(وأرسلناك للناس رسولا) وقف حسن (شهيدا) وقف تام.
(لأتبعتم الشيطان) [83] وقف غير تام لأن (إلا قليلا)
مستثنى من قوله: (أذاعوا به) (إلا قليلا). وقال قوم: هو مستثنى من قوله: (الذين
يستنبطونه – إلا قليلا) والوقف على (إلا قليلا) تام.
(وحرض المؤمنين) [84] حسن.
ومثله: (يكن له كفل منها) [85]، (على كل شيء مقيتا) تام.
(بأحسن منها أو ردوها) [86] حسن.
(لا ريب فيه) [87]
(فما لكم في المنافقين فئتين) [88] حسن غير تام لأن
المعنى في قوله: (والله أركسهم) وذلك أن هذه الآية نزلت في قوم هاجروا من مكة
إلى المدينة سرا فاستثقلوها فرجعوا سرًا
(2/601)
إلى مكة فقال بعض المسلمين: «إن لقيناهم قتلناهم
وسلبناهم لأنهم قد ارتدوا» وقال قوم: «أتقتلون قوما على دينكم من أجل أنهم استثقلوا
المدينة فخرجوا عنها» فبين الله نفاقهم فقال: {فما لكم في المنافقين فئتين} أي
مختلفين. (والله أركسهم بما كسبوا) أي ردهم إلى الكفر. (والله أركسهم بما كسبوا) وقف
حسن. ومثله: (أن تهدوا من أضل الله).
(فتكونون سواء)، (حيث وجدتموهم)، (ولا نصيرا) غير تام
لأن قوله: (إلا الذين يصلون) [90] مستثنى من الهاء والميم.
(فلقاتلوكم) حسن غير تام.
ومثله: (أركسوا فيها) [91]، (لكم عليهم سلطانا مبينا)
تام.
(إلا خطأ) [92] حسن. قال الأخفش وأبو عبيدة:
(2/602)
معناه «ولا خطأ» فعلى مذهبهما يحسن الوقف عليه. وقال الفراء: معناه
«لكن إن قتله خطأ فعليه تحرير رقبة». فعلى مذهبه لا يتم الوقف على (خطأ). (فتحرير
رقبة مؤمنة) غير تام. وكذلك (ودية مسلمة إلى أهله)، (إلا أن صدقوا) وقف حسن. ومثله: (فتحرير
رقبة مؤمنة)، (فصيام شهرين متتابعين) غير تام. (توبة من الله). حسن.
(فتبينوا) [94] حسن. (فعند الله مغانم كثيرة) حسن.
ومثله: (فمن الله عليكم فتبينوا).
(بما تعملون خبيرا) تام.
(لا يستوي القاعدون من المؤمنين) [95] غير تام لأنها
نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم، (لا يستوي القاعدون من
(2/603)
المؤمنين والمجاهدون) فجاء ابن أم مكتوم فقال: «يا رسول
الله أنا رجل أعمى لا أستطيع الجهاد» فأنزل الله تعالى: {غير أولي الضرر}. وفي
(غير) أربعة أوجه: النصب على الاستثناء، وعلى القطع من «القاعدين»، والرفع على
النعت لـ «القاعدين»، والخفض على النعت لـ «المؤمنين». (وكلا وعد الله الحسنى) وقف حسن.
ومثله: (ومغفرة ورحمة) [96]، (وكان الله غفورا رحيما)
وقف التمام.
(فتهاجروا فيها) [97] حسن غير تام. ومثله: (وساءت مصيرا).
(مراغما كثيرا وسعة) [100] حسن.
ومثله: (وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم) [102]
(2/604)
(فيميلون عليكم ميلة واحدة)، (وخذوا حذركم)، (وعلى
جنوبكم) [103]، (فأقيموا الصلاة)، (كتابًا موقوتًا) تام.
(لتحكم بين الناس) [105] غير تام لأن قوله: (بما أراك
الله) صلة لـ (تحكم). والوقف على (أراك الله) حسن. (للخائنين خصيما) تام.
(وما يضرونك من شيء) [113] وقف حسن.
ومثله: (ولا أماني أهل الكتاب) [123].
(ولا يظلمون نقيرا) [124] تام.
(واتخذ الله إبراهيم خليلا) [125] تام. وكذلك (واتبع ملة
إبراهيم حنيفا).
(قل الله يفتيكم فيهن) [127] غير تام لأن قوله: (وما
يتلى عليكم في الكتاب) نسق على الهاء والنون كأنه قال: «فيهن وفيما يتلى عليكم»
ويجوز أن تكون (أن) في موضع
(2/605)
رفع على النسق على (الله) تعالى كأنه قال: «وما يتلى
عليكم يفتيكم أيضا». (وأن تقوموا لليتامى بالقسط) وقف حسن. (كان به عليما) وقف تام.
(والصلح خير) [128] وقف حسن. ومثله (وأحضرت الأنفس الشح).
وكذلك: (ولو حرصتم) [129]، (فتذروها كالمعلقة).
(يغن الله كلا من سعته) [130]، (واسعًا حكيمًا) [132]
تام.
(أن اتقوا الله) [131]، (وما في الأرض)، (بالله وكيلا)
تام.
(ويأت بآخرين) [133] حسن.
(فعند الله ثواب الدنيا والآخرة) [134] حسن.
(2/606)
ومثله: (الهوى أن تعدلوا) [135].
(والكتاب الذي أنزل من قبل) [136] تام.
ومثله: (إنكم إذًا مثلهم) [140].
وقوله: (إلا من ظلم) [148] يقرأ على وجهين: قرأ أبو جعفر
وشيبة ونافع وعاصم والأعمش وأبو عمرو وحمزة والكسائي: (إلا من ظلم) بضم الظاء.
وقرأ الضحاك بن مزاحم وزيد بن أسلم: (إلا من ظلم) بفتح الظاء فمن قرأ: (إلا من ظلم)
بضم الظاء كان له مذهبان: أحدهما أن ينصب (من) على الاستثناء المنقطع. والوجه الثاني أن
يرفعها بتأويل الجهر كأنه قال: «لا يحب الله أن يجهر بالسوء من القول إلا المظلوم»
فعلى هذه القراءة يتم الوقف على قوله:
(شاكرًا عليا)، ومن قرأ: (إلا من ظلم) فنصبه على
(2/607)
الاستثناء المنقطع كأنه قال: «لكن من ظلم» ثم الوقف على
قوله: (شاكرًا عليمًا) [147].
159 - أخبرنا إدريس قال: حدثنا خلف قال: حدثنا الخفاف
قال: وقال إسماعيل: كان الضحاك يقول: هذا من التقديم والتأخير، كأنه قال: «ما يفعل
الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم إلا من ظلم» فعلى هذا المذهب لا يتم الوقف على قوله:
(شاكرًا عليمًا).
(أولئك هم الكافرون حقًا) [151] وقف حسن.
(فبما نقضهم ميثاقهم) [155] معناه: «فبنقضهم ميثاقهم
لعناهم» فحذف الجواب لمعرفة المخاطبين به وليس فيه وقف
(2/608)
تام إلى قوله: (وأعتدنا للكافرين منهم عذابا أليما)
[161] إلا أن بعض المفسرين قال: (إلا اتباع الظن) [157] وقف تام ثم ابتدأ: (يقينا.
بل رفعه الله إليه) [157، 158] فهذا على معنيين: إن نصبت (يقينا) بـ «رفعه» كان
خطأ لأن (بل) أداة لا ينصب ما بعدها ما قبلها، وإن نصبت (يقينًا) بجواب لقسم محذوف كأنه
قال: «يقينا لنرفعنه» فحذف الجواب واكتفى منه بقوله: (بل رفعه الله إليه) كان هذا
وجهًا جائزًا، فالهاء على مذهب هذا المفسر تعود على عيسى ابن مريم، والأظهر في
الهاء عند المفسرين والنحويين أن تكون تعود على «الظن» كأنه قال: «وما قتلوا ظنهم يقينا».
والوقف على (بل رفعه الله إليه) حسن.
ومثله:
(2/609)
(وكان الله عزيزا حكيما).
ومثله: (يكون عليهم شهيدا) [159].
(وآتينا داود زبورا) [163] وقف غير تام لأن قوله: (ورسلا
قد قصصناهم) [164] نسق على الذي قبله كأنه قال: «وبثعنا رسلا لم نقصصهم عليك».
وقف حسن، (موسى تكليما) وقف غير تام لأن قوله: (رسلا مبشرين) [165] تابع لـ «الرسل» الأول.
(إلى مريم وروح منه) [171] حسن.
ومثله: (ولا الملائكة المقربون) [172].
وكذلك: (مثل حظ الأونثيين) [76].
(2/610)
السورة التي تذكر فيها المائدة
(أوفوا بالعقود) [1] وقف تام.
(إلا ما يتلى عليكم) وقف غير تام لأن قوله: (غير محلي
الصيد) منصوب على الحال كأنه قال «لا محلي الصيد» والوقف على (وأنتم حرم) حسن.
ومثله: (يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا) [2] وكذلك:
(فاصطادوا)، (عن المسجد الحرام أن تعتدوا)، (ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)، (إن
الله شديد العقاب) تام.
(ذلكم فسق) [3] تام. (فلا تخشوهم واخشون) حسن. ومثله:
(ورضيت لكم الإسلام دينا).
(2/611)
(من الجوارح مكلبين) [4]، (مما علمكم الله)، (واذكروا
اسم الله عليه واتقوا الله إن الله سريع الحساب) تام.
(ولا متخذي أخدان) [5] وقف حسن.
ومثله: (وأيديكم منه) [6]،
(وليتم
نعمته عليكم وقف غير تام لأن معنى «لعل»
كي، كأنه قال: «ويتم نعمه عليكم كي تشكروا» ومثله في
سورة البقرة: (اعبدوا ربكم) [21] «كي تتقوا».
(إذ قلتم سمعنا وأطعنا) [7] وقف حسن.
(شنآن قوم على ألا تعدلوا) [8] وقف حسن تبتدئ: (اعدلوا
هو أقرب للتقوى) وقف حسن.
(وعملوا الصالحات) [9] وقف غير تام لأن قوله (لهم مغفرة)
هو الكلام المحكي وتأويل القول، كأنه قال: «قال الله لهم مغفرة» (وأجر عظيم)
(2/612)
وقف تام.
(فكف أيديهم عنكم) [11] وقف حسن.
(بعثنا منهم اثني عشر نقيبا) [12] حسن. ومثله:
(ولأدخلنكم جنات تجري من تحتها الأنهار)، (فقد ضل سواء السبيل) تام.
(ميثاقهم لعناهم) [13] حسن غير تام. ومثله: (وجعلنا
قلوبهم قاسية) لأن قوله: (يحرفون الكلم) حال، كأنه قال: «محرفين الكلم»، (إلا
قليلاً منهم) وقف حسن.
ومثله: (والبغضاء إلى يوم القيامة) [14].
(ويعفو عن كثير) [15]، (وكتاب مبين).
(من اتبع رضوانه سبل السلام) [16]، (إلى النور بإذنه)،
(إلى صراط مستقيم) تام.
(ومن في الأرض جميعا) [17] تام.
(2/613)
(ويعذب من يشاء) [18] تام. (وما بينهما) تام. (إليه
المصير) أتم منه.
(فقد جاءكم بشير ونذير) [19] تام. (والله على كل شيء
قدير) أتم منه.
(التي كتب الله لكم) [21] وقف حسن.
(حتى يخرجوا منها) [22] حسن. (فإنا داخلون) مثله.
(من الذين يخافون أنعم الله عليهما) [23] غير تام لأن
قوله: (ادخلوا عليهم الباب) حكاية ولا يتم الوقف على الحكاية دون المحكي. (ادخلوا
عليهم الباب) حسن غير تام.
(فإنكم غالبون) أحسن منه وليس بتام أيضًا. (إن كنتم
مؤمنين) أحسن من الأولين وليس بتام.
(قال رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي) [25] وقف حسن. و
«الأخ» منسوق على «النفس» وزعم السجستاني
(2/614)
أن بعض المفسرين قال: الوقف (إلا نفسي) وأراد بقوله
(وأخي): وأخي لا يملك إلا نفسه. وهذا قول فاسد لأنه لو كان كذا كان الكلام يدل على
أن موسى لا يملك أخاه، والقرآن لا يدل على هذا، ولو كان كذا لقال: «لا أملك إلا
نفسي وأخي وقومي» لأنه غير مالك لقومه كما أنه غير مالك لأخيه، فلأي معنى خص أخاه بالذكر
وهو لا يملكه ولا يملك قومه، ولم يقل بها أحد يعرف من المفسرين. وسئل أبو العباس
عنه فلم يعرفه ولم يجزه.
قال أبو بكر: فإن ذهب ذاهب إلى أن «الأخ» مستأنف مرفوع
بما عاد من الفعل المضمر على معنى: «إني لا أملك إلا نفسي ولا أملك أمر بني
إسرائيل وأخي قصته كقصتي في أنه لا يملك أمرهم ولا ينقادون لقوله ولا يقفون عند
أمره
(2/615)
ونهيه»
فهو مذهب يوجب لـ «الأخ» الاستئناف والأول أجود منه على
الحالين كلتيهما. وفي إعراب «الأخ» خمسة أوجه: النصب بالنسق على (نفسي) والنصب
بالنسق على الياء في (إني)، والرفع بالنسق على الياء أيضًا من أجل ضعف «إن» وأن
النصب لا يظهر في الياء والرفع بالنسق على الضمير الذي في (أملك) والرفع على الاستئناف
بما عاد من الضمير.
وقوله: (أربعين سنة) [26] ينصب من وجهين: إن شئت نصبتها بـ
(محرمة عليهم) فلا يتم الوقف على (عليهم). وإن شئت نصبتها بـ (يتيهون في الأرض).
فعلى هذا المذهب يتم الوقف على (عليهم).
(2/616)
(ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك) [28] حسن.
ومثله: (فتكون من أصحاب النار) [29].
(كيف يواري سوءة أخيه) [31]، (فأصبح من النادمين) وقف
حسن.
وقال قوم لا معرفة لهم بالعربية: الوقف (من أجل ذلك)
[32] وهذا غلط منهم لأن (من) صلة لـ (كتبنا)، كأنه قال: «من أجل قتل قابيل هابيل
كتبنا على بني إسرائيل» فلا يتم الوقف على الصلة دون الموصول.
قال أبو بكر: فإن ذهب ذاهب إلى أن (من) صلة لـ
«النادمين» والمعنى «فأصبح من الذين ندموا من أجل قتل قابيل هابيل»، أو إلى أن
(من) صلة لـ «أصبح»، ينوي بها
(2/617)
«فأصبح من أجل قتله أخاه من النادمين» كان الوقف على (من
أجل ذلك) جائزًا. والاختيار الأول، أعني الوقف على (النادمين)، (فكأنما أحيا
الناس جميعا) وقف التمام.
(ذلك لهم خزي في الدنيا) [33] وقف حسن غير تام. ومثله (ولهم في الآخرة
عذاب عظيم) لأن قوله: (إلا الذين تابوا) [34] منصوب على الاستثناء. ولا يتم الوقف
على المستثنى منه دون الاستثناء. والوقف على (من قبل أن تقدروا عليهم) حسن.
(واعلموا أن الله غفور رحيم) وقف تام.
(وابتغوا إليه الوسيلة) [35] حسن غير تام، (وجاهدوا في
سبيله) لأن المعنى «وجاهدوا في سبيله كي تفلحوا».
(ما تقبل منهم) [36] حسن.
ومثله: (وما هم بخارجين منها) [37]، (ولهم عذاب مقيم)
وقف التمام.
(2/618)
(نكالاً من الله) [38] حسن. (والله عزيز حكيم) أحسن منه.
(فإن الله يتوب عليه) [39] حسن.
(إن الله غفور رحيم) تام.
(يعذب من يشاء) [40] حسن. (والله على كل شيء قدير) تام.
وقوله (سماعون للكذب) [41] فيه وجهان: يجوز أن يكون
مرفوعًا من (الذين هادوا) فيكون الوقف على (ولم تؤمن قلوبهم) ولا يحسن الوقف على
(الذين هادوا) من هذا الوجه لأن (من) رافعة لـ «سماعين» ولا يحسن الوقف على رافع دون
مرفوع. والوجه الثاني أن تكون (من) منسوقة على قوله: (لا يحزنك الذين يسارعون في
الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم) (ومن الذين هادوا) ثم تبتدئ
(2/619)
(سماعون للكذب) [42] على معنى «هم سماعون للكذب».
ويجوز في العربية من هذا الوجه «سماعين للكب» بالنصب على
الذم كما قال: (ملعونين أين ما ثقفوا أخذوا) [الأحزاب: 61] فنصب (ملعونين) على
الذم. ومعنى قوله: (سماعون للكذب) «يسمعون ليكذبوا» والمسموع حق. والوقف على (الكذب) غير تام
لأن قوله: (سماعون لقوم آخرين) تابع للأول. والوقف على (لم يأتوك) حسن غير تام لأن
قوله: (يحرفون الكلم) حال مما في (يأتوك) كأنه قال: «لم يأتوك في حال تحريفهم».
(وإن لم تؤتوه فاحذروا) حسن، أحسن من الذي قبله. (فلن تملك له من الله شيئًا) حسن،
(أن يطهر قلوبهم) وقف قبيح لأن (أولئك) مرفوعون بما عاد من الهاء والميم في قوله: (لهم في
الدنيا
(2/620)
خزي).
(ولهم في الآخرة عذاب عظيم) حسن ثم تبتدئ: (سماعون
للكذب) على معنى: «هم سماعون للكذب». (أكالون للسحت) وقف حسن. ومثله: (أو أعرض
عنهم).
(ثم يتولون من عبد ذلك) [43].
(وكانوا عليه شهداء) [44]، (واخشون)، (فهو كفارة له)،
(أن النفس بالنفس والعين بالعين) [45]. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم، (والعين
بالعين) بالرفع، وبها كان يقرأ الكسائي. فعلى هذا المذهب يحسن الوقف على (النفس)
ثم تبتدئ: (والعين بالعين) فترفع العين بالباء الزائدة. وكانت العوام مجتمعة على
نصب (والعين بالعين) على إضمار «أن». فعلى مذهبهم لا يحسن الوقف
(2/621)
على (بالنفس). ومثله: (والجروح قصاص) من رفعها وقف على
ما قبلها ومن نصبها لم يقف على ما قبلها.
(فاحكم بينهم بما أنزل الله) [48] وقف حسن. (فبما آتاكم)
حسن. (فاستبقوا الخيرات) أحسن منه.
(واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك) [49] حسن
مثله.
ومثله: (أن يصيبهم ببعض ذنوبهم).
(لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء) [51] حسن. (بعضهم
أولياء بعض) أحسن من الذي قبله.
وقوله: (ويقول الذين آمنوا) [53] قرأ أبو عمرو وابن أبي
إسحاق: (ويقول) بالنصب. وقرأها الكوفيون: (ويقول)
(2/622)
بالرفع.
وقرأ أهل المدينة: (يقول الذين آمنوا) بلا «واو» فمن رفع
(يقول) بواو وبغير واو حسن له أن يقف على (نادمين) [52] ومن نصب لم يحسن أن يقف
على (نادمين)
لأن (يقول) نسق على قوله: (فعسى الله أن يأتي بالفتح) و (أن يقول الذين آمنوا)،
(فأصبحوا خاسرين) وقف تام.
(ولا يخافون لومة لائم) [54] وقف حسن.
ومثله: (والكفار أولياء) [57]، (إن كنتم مؤمنين) أحسن
منه.
(بشر من ذلك مثوبة عند الله) [60] وقف حسن، إذا رفعت
(من) بإضمار «هو من لعنه الله» فإن خفضتها بإضمار «بشر من ذلك فمن لعنه الله» لم
يحسن الوقف على (من ذلك) لأن (من) تابعة لـ (بشر).
(2/623)
(ينفق كيف يشاء) [64] وقف حسن.
ومثله: (من تحت أرجلهم) [66] ثم تبتدئ: (منهم أمة
مقتصدة) فترفع «الأمة» بـ «من». والوقف على (مقتصدة) حسن غير تام.
(وما أنزل إليكم من ربكم) [68] حسن. فلا تأس على القوم
الكافرين. تام.
(وأرسلنا إليهم رسلا) [70] حسن.
(ثم عموا وصموا) [71] حسن ثم تقول: (كثير منهم) على معنى
«عمي كثير منهم» وإن شئت على معنى «ذلك عمى كثير منهم»، فإن رفعت «كثيرًا» بـ
«عموا» وجعلت الواو علامة لفعل الجميع كما قالت العرب: «أكلوني البراغيث» لم يحسن
الوقف على (صموا) لأنه فعل لـ (كثير).
(ومأواه النار) [72] وقف حسن.
(2/624)
ومثله: (إلا إله واحد) [73].
(كانا يأكلان الطعام) [75].
(عن منكر فعلوه) [79].
(واحفظوا أيمانكم) [89].
(صيد البحر وطعامه) [96] حسن غير تام لأن قوله: (متاعًا
لكم) منصوب متعلق بالأول. (ما دمتم حرما) وقف حسن. (إليه تحشرون) تام.
(والهدي والقلائد) [97] حسن.
ومثله (ما على الرسول إلا البلاغ) [99].
(ولو أعجبك كثرة الخبيث) [100].
(عفا الله عنها) [101].
(لا يضركم من ضل إذا اهتديتم) [105].
(حين الوصية) [106] وقف غير تام لأن قوله: (اثنان ذوا
عدل) مرفوعان بمعنى «الشهادة» كأنه قال:
(2/625)
«ليشهدكم اثنان ذوا عدل». وقال الأخفش: الاثنان خبر
الشهادة، كأنه قال: «شهادة بينكم بشهادة اثنين»، فحذفت الشهادة الثانية وأقيم
«الاثنان» مقامهما كما قال: {واسأل القرية التي كنا فيها} [يوسف: 82]، (فأصابتكم
مصيبة الموت) وقف تام. (فيقسمان بالله) وقف حسن غير تام لأن قوله: (إن ارتبتم)
متعلق بـ (تحبسونهما) كأنه قال: «إن ارتبتم حبستموهما»، (من بعد الصلاة) وقف غير تام
لأن قوله (فيقسمان) نسق على (تحبسونهما)، (من الذين استحق عليهم الأوليان) [107] وقف غير
تام لأن قوله: (فيقسمان بالله) نسق على (فآخران يقومان مقامهما)، (فيقسمان بالله).
(وما اعتدينا إنا إذا لمن الظالمين) وقف حسن.
(2/626)
(أو يخافوا أن ترد أيمان بعد أيمانهم) [108] وقف حسن وهو
أحسن من الأول.
(واتقوا الله واسمعوا) وقف حسن.
(قالوا لا علم لنا إنك أنت علام الغيوب) [109] تام.
و (تكلم الناس في المهد وكهلا) [110].
(واشهد بأننا مسلمون) [111] تام.
(فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين) [115] تام.
(ما يكون لي أن أقول ما ليس لي) [116] وقف حسن. وقال
قوم: الوقف (ما يكون لي أن أقول ما ليس لي) ثم تبتدئ: (يحق إن كنت قلته). وهذا خطأ
لأن الباء في (حق) تبقى متعلقة بغير شيء ولا يجوز أن
(2/627)
يكون هذا يمينا لأن اليمين لا جواب لها ههنا.
(كنت أنت الرقيب عليهم) [117] وقف حسن.
ومثله: (هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم) [119]، (ورضوا عنه).
(2/628)
السورة التي تذكر فيها الأنعام
(ثم قضى أجلا) [2] وقف حسن لأن «الأجل المسمى»، الذي
عنده لا يعلمه غيره. والأجل الأول أجل الدنيا وانقضاؤها.
(فأهلكناهم بذنوبهم) [6] حسن غير تام.
(والأرض قل لله) [12] وقف حسن.
ومثله: (فاطر السماوات والأرض) [14]، (قل إني أمرت أن
أكون أول من أسلم)، (يومئذ فقد رحمه) [16].
(قل أي شيء أكبر شهادة قل الله) [19]
(2/629)
وقوله (ليجمعنكم إلى يوم القيامة) [12] فيه وجهان: إن شئت جعلت الكلام
تامًا على قوله: (على نفسه الرحمة) ثم تبتدئ: (ليجمعنكم)، وإن شئت جعلت اللام في موضع
نصب بـ (كتب) كما قال: (كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل) [54] وقوله: (لأنذركم
به ومن بلغ) وقف حسن على معنى «ومن بلغه القرآن» (ليجمعنكم إلى يوم القيامة)، (لا
ريب فيه) وقف تام. (وهو يطعم ولا يطعم) وقف حسن. ومثله: (قل لا أشهد)، (مما تشركون) تام.
(كما يعرفون أبناءهم) [20] حسن.
ومثله: (أو كذب بآياته) [21].
وكذلك: (أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا) [25].
(2/630)
(وما نحن بمبعوثين) [29] وقف تام. قال أبو بكر: وقوم لا
معرفة لهم بالعربية يكرهون الوقف على هذا لسماجته في اللفظ، ولا أعلم في هذا شيئًا
يوجب كراهة الوقف عليه لأنه حكاية عن الكفرة. فالذي يقف عليه غير مليم لأنه لم يقل
شيئًا يعتقده إنما حكاه عن غيره. وجواب: (ولو ترى إذ وقفوا على النار) [27] محذوف.
(فتأتيهم بآية) [25] وقف حسن. وجواب الجزاء محذوف كأنه
قال: «فإن استطعت فافعل» فحذف الجواب. وقال الفراء إنما حذف الجواب لأنه وصله بالاستطاعة
وفيها معنى تضرع فصار بمنزلة قولك للرجل: «إن رأيت أن تقوم معنا، وإن رأيت ألا
تؤذينا» معناه «وإن رأيت أن لا تؤذينا فافعل» فحذف الجواب لأن تأويل هذا الشرط
(2/631)
كأنه قال: «قم معنا» إلا أنه وقر الذي يخاطبه فقال: «إن
رأيت أن تقوم معنا».
(إنما يستجيب الذين يسمعون) [36] وقف حسن ثم تبتدئ:
(والموتى يبعثهم الله) فترفع (الموتى) بما عاد عليهم من الهاء، (ثم إليه يرجعون) وقف
التمام.
(إلا أمم أمثالكم) [38] حسن غير تام.
(صم وبكم في الظلمات) [39] تام. (يجعله على صراط مستقيم)
أتم من الذي قبله.
(من إله غير الله يأتيكم به) [46] وقف حسن. (ثم هم
يصدفون) وقف التمام.
(إن أتبع إلا ما يوحى إلي) [50] حسن. (أفلا تتفكرون) وقف
التمام.
(وما من حسابك عليهم من شيء) [52] غير تام لأن قوله:
(فتطردهم) جواب للجحد. والوقف على (فتطردهم)
(2/632)
غير تام لقوله (فتكون من الظالمين) جواب للنهي. (فتكون
من الظالمين) وقف حسن.
(فقل سلام عليكم) [54] حسن، والأول أحسن منه.
(أنه من عمل منكم سوءًا بجهالة) [54] كان أبو جعفر وشيبة
ونافع يقرؤون: (أنه من عمل) (فأنه غفور رحيم) بفتح الألف في الأول وكسرها في
الثاني. كان عاصم يقرأ بفتح الألف فيهما جميعا. وكان ابن كثير والأعمش وأبو عمرو
وحمزة والكسائي يقرؤون: (إنه من عمل) (فإنه غفور) بكسر الألف فيهما جميعا. فمن فتح
الأول وكسر الثانية لم يقف على «الرحمة» لأن (أن) منصوبة بـ (كتب) ولا
(2/633)
يقف أيضًا على (وأصلح) لأن الفاء الداخلة على (أن) جواب
الجزاء. ومن فتحهما جميعًا لم يقف أيضًا على «الرحمة» لما ذكرنا من وقوع (كتب) على
(أن) ولا يقف أيضًا على (وأصلح) لأن الثانية انفتحت لأنها معطوفة على الأولى. ومن كسرهما
جميعًا كان له مذهبان: أحدهما أن يقول: تم الكلام على «الرحمة» ثم ابتدأ: (إنه من
عمل منكم سوءًا) فكسر (إن) على الاستئناف والابتداء. والوجه الآخر أن يقول: معنى
(كتب ربكم) قال ربكم فكسرت (أن) على الحمل على معنى القول. فعلى هذا المذهب لا
يصلح الوقف على «الرحمة» لأن (إن) مع ما يتعلق بها كلام محكي. و (كتب ربكم)
الحكاية وإن كان لفظه مخالفًا للفظ القول. ولا يصلح من هذين الوجهين الوقف على
(وأصلح) لن الفاء جواب الجزاء. ورؤي عن الأعرج أنه
(2/634)
كان يكسر الأولى فيقول: (إنه من عمل) ويفتح الثانية
فيقول: (فأنه غفور رحيم) فالعلة في هذا أنه فتحها تقديرًا أن الأولى مفتوحة وإن
كنت مكسورة. ويجوز أن تكون (أن)
مرفوعة بإضمار «فله أنه غفور رحيم» أي «له مغفرة الله»
(فأنه غفور رحيم) وقف التمام.
(وكذبتم به) وقف حسن.
(لقضي الأمر بيني وبينكم) [58] حسن.
(إلى الله مولاهم الحق) [62] حسن. ومثله: (ألا له
الحكم)، والأول أحسن منه.
(ويذيق بعضكم بأس بعض) [65] حسن.
(ولكن ذكرى) [69] غير تام لأن معناه «ولكن تذكرهم ذكرى
كي يتقوا» ويجوز أن يكون المعنى «ولكن
(2/635)
هي ذكرى».
(ليس لها من دون الله ولي ولا شفيع) [70] حسن.
(لا يؤخذ منها) أحسن من الذي قبله. والوقف على قوله:
(لكل نبأ مستقر) [67] حسن.
(كالذي استهوته الشياطين في الأرض حيران) [71] تام.
و (الصلاة واتقوه) [72] حسن.
(ويوم يقول كن) [73] حسن. (فيكون) تام. والوقف على قوله:
(إلى الهدى ائتنا) حسن. (يوم ينفخ في الصور) حسن. (وهو الحكيم الخبير) تام.
(وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر) [74] كان ابن كثير وعاصم
والأعمش وأبو عمرو وحمزة والكسائي يقرؤون: (آر) بالنصب في اللفظ. وقرأها الحسن
وأبو زيد المدني: (آزر)
(2/636)
بالرفع. وروي عن ابن عباس: (أإزر) بفتح الألف الأولى
وكسر الثانية ونصب «الأزر». وقرأ بعضهم: (أأزرًا) بفتح الألفين جميعًا ونصب
«الأزر» من قول الله تعالى: {اشدد به أزري} [طه: 31] فمن قرأ: (آزر) بالنصب قال: هو في موضع
خفض على الترجمة عن الأب ونصب في اللفظ لأنه لا يجري وما لا يجرى يكون في الخفض نصبًا.
فعلى هذا المذهب لا يصلح الوقف على «الأب».
ومن قرأ (آزر)
بالرفع كان له مذهبان أجودهما أن يكون مرفوعًا على
النداء كأنه قال: «يا آزر أتتخذ أصنامًا» وهي في قراءة أبي بن كعب: (يا آزر أتخذت
آلهة) من دون الله تعالى. فعلى هذا المذهب يحسن الوقف على «الأب» وتبتدئ:
(2/637)
(آزر أتتخذ) كما قال: {يوسف أعرض عن هذا} [يوسف: 29]
والوجه الآخر أن يكون مرفوعًا على الترجمة كأنه قال: «هو آزر».
160 - قال أبو بكر: سألت أبا العباس عن «مررت بزيد أخوك»
فأجازه على معنى «هو أخوك» فعلى هذا المذهب لا يحسن أن تقف على «الأب» إذا رفعت
(آزر) على الترجمة ويكون الوقف على (آزر) حسنًا ثم تبتدئ: (أتتخذ أصنامًا) وإذا
رفعته على النداء لم يصلح الوقف عليه.
(ملكوت السماوات والأرض) [75] حسن ثم تبتدئ (وليكون من
الموقنين) على معنى «وليكون من الموقنين بربه» واللام صلة لفعل مضمر.
(إني بريء مما تشركون) [78] حسن.
(2/638)
ومثله: (وما أنا من المشركين) [79].
(إلا أن يشاء ربي شيئا) [80]، (كل شيء علما).
(إن كنتم تعلمون) [81] حسن.
(وهم مهتدون) [82] تام.
(نرفع درجات من نشاء) [83] حسن.
(وعيسى وإلياس) [85] حسن غير تام. ومثله: (كل من
الصالحين) لأن قوله: (وإسماعيل) [86] وما بعده من الأسماء منسوق على الأسماء الأولى.
(إلى صراط مستقيم) [87] حسن.
(يهدي به من يشاء من عباده) [88] حسن. ومثله (لحبط عنهم
ما كانوا يعملون)، (الحكم والنبوة) [89].
(فبهداهم اقتده) [90] وقف تام. (إن هو إلا ذكرى
للعالمين) أتم من الذي قبله.
(2/639)
(نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا)
[91] كان ابن كثير وأبو عمرو يقرآن: (يجعلونه قراطيس يبدونها ويخفون كثيرا)
بالياء. وكان مجاهد والحسن والأعمش وحمزة والكسائي يقرؤون: (تجعلونه قراطيس
تبدونها وتخفون كثيرا) بالتاء. فمن قرأ (تجعلونه قراطيس) بالتاء جعله خطابا متصلاً
بقوله: (قل من أنزل الكتاب) (تجعلونه) ولا يحسن الوقف من هذه القراءة على (هدى للناس)
لأن (تجعلونه قراطيس) حكاية. ومن قرأ: (يجعلونه قراطيس) بالياء حسن أن يقف على
(هدى للناس) لأن (يجعلونه) بالياء خبر عنهم وليس بحكاية. (أنتم ولا آباؤكم قل
الله) حسن. (في خوضهم يلعبون) تام.
(سأنزل مثل ما أنزل الله) [93] حسن.
(2/640)
ومثله: (وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم) [94].
(فالق الحب والنوى) [95] (ومخرج الميت من الحي)، (فأنى
تؤفكون) حسن غير تام لأن قوله: (فالق الإصباح) [96] تابع لقوله: (فالق الحب)،
(والقمر حسبانا)، (العزيز العليم) تام.
(في ظلمات البر والبحر) [97].
(فمستقر ومستودع) [98].
(إلى ثمره إذا أثمر وينعه) [99].
(وجعلوا لله شركاء الجن) [100] حسن غير تام، ثم نبتدئ:
(وخلقهم) بفتح اللام. وقرأ يحيى بن يعمر: (وخلقهم) بتسكين اللام وفتح القاف على
معنى «وجعلوا خلقهم» أي: قالوا إن الجن شركاء لله في خلقه إيانا. فعلى هذه القراءة
لا يحسن الوقف على (الجن) لأن «الخلق» منسوقون على «الشركاء».
(2/641)
(لا إله إلا هو) [102] حسن. ومثله (فاعبدوه).
وقوله تعالى: (وما يشعركم أنها إذا جاءت) [109] كان
مجاهد وابن كثير وأبو عمرو يقرؤونها بالكسر، وكان أبو جعفر وشيبة ونافع والأعمش
وحمزة يقرؤون: (أنها) بالفتح. فمن قرأ: (إنها) بالكسر وقف على (وما يشعركم)
وابتدأ: (إنها). ومن قرأ: (أنها) بالفتح كان له مذهبان: أحدهما أن يكون المعنى «وما
يشعركم بأنهم يؤمنون أولا يؤمنون ونحن نقلب أفئدتهم». فعلى هذا المذهب لا يحسن
الوقف على (يشعركم) لأن (أن) متعلقة به. والوجه الآخر أن يكون المعنى «وما يشعركم لعلها
إذا جاءت لا يؤمنون» فيحسن الوقف على (يشعركم) والابتداء بـ (أن) مفتوحة. حُكي عن
العرب: «ما أدري أنك صاحبها» المعنى «لعلك صاحبها»
(2/642)
وقرأ حمزة: (أنها إذا جاءت لا يؤمنون) على خطاب الكفرة
إليكم.
(الكتاب مفصلا) [114] حسن.
(فلا تكونن من الممترين) تام.
(إلا ما اضطررتم إليه) [119] حسن.
ومثله: (وباطنة) [120].
(وإنه لفسق) [121] أحسن من الذي قبله.
(قالوا شهدنا على أنفنسا) [130] أحسن من الذي قبله.
(أنهم كانوا كافرين) أحسن من الأولين.
والوقف على قوله: (في الظلمات ليس بخارج منها) [122] حسن.
(2/643)
ومثله: (أوتي رسل الله) [124].
(من ذرية قوم آخرين) [133] تام.
(إن ما توعدون لآت) [124] حسن. (وما أنتم بمعجزين) تام.
(فهو يصل إلى شركائهم) [136] حسن.
ومثله: (وليلبسوا عليهم دينهم) [137]، (ما فعلوه).
(لا يذكرون اسم الله عليها افتراء عليه) [138].
(فهم فيه شركاء) [139]، (إنه حكيم عليم) تام، (سيجزيهم
وصفهم) حسن غير تام.
(افتراء على الله) [140] حسن. (مهتدين) تام.
(ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين) [142] غير
تام لأن (ثمانية أزواج) [143] منصوب بـ «أنشأ ثمانية أزواج» وهو تابع للأول.
(2/644)
(إذ وصاكم الله بهذا) [144].
(أو لحم خنزير) [145] غير تام لأن قوله: (أو فسقًا) نسق
على قوله: (إلا أن يكون ميتة)، (أو فسقا أهل لغير الله به) حسن.
(كل ذي ظفر) [146] [حسن] والأول أحسن منه.
(إلا ما حملت ظهورهما) غير تام لأن (الحوايا) منسوقة على
«الظهور» كأنه قال: «إلا ما حملت ظهورهما أو حملت الحوايا»، (أو ما اختلط بعظم)
وقف حسن.
(ولا حرمنا من شيء) [148] حسن.
ومثله: (والذين لا يؤمنون بالآخرة وهم بربهم يعدلون)
[150] تام.
(وبالوالدين إحسانا) [151] حسن. ومثله: (التي
(2/645)
حرم الله إلا بالحق).
وقوله: (وأن هذا صراطي مستقيما) [153] كان نافع وعاصم
وأبو مرو يقرؤون: (أن هذا صراطي) بفتح (أن) وتشديد نونها. فعلى هذه القراءة لا
يصلح الوقف على (لعلكم تذكرون) [152] لأن (أن) منسوقة على قوله: (ذلكم وصاكم به)
وبـ (أن
هذا صراطي)، وإن شئت جعلتها منسوقة على قوله: (اتل ما حرم ربكم عليكم) «واتل أن هذا
صراطي» ومن هذا الوجه أيضًا لا يتم الوقف على (لعلكم تعقلون). وكان الأعمش وحمزة والكسائي يقرؤون:
(إن هذا) بكسر (إن)، فعلى هذه القراءة يصلح الوقف على قوله: (لعلكم تعقلون) ويتم
أيضًا. وقرأ ابن أبي إسحاق: (وأن هذا صراطي) بفتح الألف وتخفيف النون. فعلى
(2/646)
هذه القراءة لا يتم الوقف على (لعلكم تذكرون) لأن (أن)
منسوقة على قوله: (ألا تشركوا به شيئا) (وأن هذا صراطي).
(وتفصيلاً لكل شيء وهدى ورحمة) [154] وقف حسن. (ربهم
يؤمنون) وقف تام.
(أنزلناه مبارك فاتبعوه) [155] وقف حسن إذا نصبت (أن) بـ
(اتقوا) كأنك قلت: «واتقوا أن تقولوا» حسن أن تقف على (فاتعبوه)، وإن جعلت (إن)
مخفوضة من قول الكسائي بمعنى «وهذا كتاب أنزلناه مبارك لأن لا تقولوا وبأن لا تقولوا»
لم يحسن الوقف على (فاتبعوه). والوقف على (لعلكم ترحمون) من الوجهين جميعًا غير
تام.
(بينة من ربكم وهدى ورحمة) [157] وقف حسن.
(2/647)
(بما كانوا يصدفون) تام.
(أو يأتي بعض آيات ربك) [158] حسن. ومثله: (أو كسبت في
إيمانها خيرا) وهو أتم من الذي قبله. (إنا منتظرون) تام وهو أتم من الذي قبله.
(وهو رب كل شيء) [164] وقف حسن. ومثله: (إلا عليها).
وكذلك (ليبلوكم في ما آتاكم) [165] والتمام آخر السورة.
والوقف على قوله: (سريع العقاب) قبيح لأن قوله: (وإنه لغفور رحيم) مقرون بالأول
وهو بمنزلة قوله: (نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم. وأن عذابي هو العذاب الأليم) [الحجر: 49، 50]
فالثاني مقرون بالأول.
(2/648)
السورة التي يذكر فيها الأعراف
الوقف على (المص) [1] حسن ثم تبتدئ: (كتاب أنزل إليك)
[2] على معنى «هذا كتاب أنزل إليك» أنشد القراء:
فبعثت جاريتي فقلت لها اذهبي ... قولي محبك هائما مخبولا
أراد: «قولي هذا محبك»، ويجوز أن يرفع «الكتاب» بـ
(المص) فلا يحسن الوقف على (المص) من هذا الوجه.
161 - قال أبو بكر: سألت أحمد بن يحيى عن هذا فقال: إذا
رفعت ما بعد الهجاء به فالهجاء مرتفع به. وإذا
(2/649)
رفعت ما بعد الهجاء بمضمر أضمرت للهجاء ما يرفعه. وقال
السجستاني: الوقف على قوله: (فلا يكن في صدرك حرج منه) كاف. وهذا خطأ لأن معنى
(لتنذر به) [2] التقديم كأنه قال: «المص كتاب أنزل إليك لتنذر به فلا يكن في
صدرك حرج منه». فلا يحسن الوقف على قوله: (حرج منه). والوقف على (لتنذر به) حسن
غير تام لأن قوله (وذكرى للمؤمنين) منصوب بفعل منسوق على (لتنذر) كأنه قال: «لتنذر وتذكرهم
به ذكرى»، وإن شئت جعلت «الذكرى» في موضع رفع على النسق على «الكتاب»
(2/650)
فلا يتم من هذا الوجه أيضًا الكلام على (لتنذر به).
وقوله: (اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم) [3] على معنيين:
إن شئت قلت: هو خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، فجمع الفعل لأن النبي صلى الله
عليه وسلم، إذا خوطب بشيء فأمته مخاطبة به، الدليل على ذلك قوله: {يا أيها النبي
إذا طلقتم النساء} [الطلاق: 1] فعلى هذا المذهب يحسن الوقف ويتم أيضًا على قوله (وذكرى للمؤمنين).
والوجه الآخر أن تقول: «إنما قال اتبعوا» لأن معنى الآية أن القول كأنه قال:
«لتقول لهم اتبعوا» فعلى هذا المذهب لا يتم الوقف على (وذكرى للمؤمنين) لأن قوله:
(اتبعوا ما أنزل إليكم) محكي، و (لتنذر به) حكاية ولا يتم الوقف على الحكاية دون
المحكي. (لا تتبعوا من دونه أولياء) تام. (قليلا ما تذكرون) أتم منه.
(فلنقصن عليهم بعلم) [7] حسن غير تام. (وما كنا غائبين)
تام.
(2/651)
(والوزن يومئذ الحق) [8] حسن. (فأولئك هم المفلحون) أحسن
من الذي قبله.
(بما كانوا بآياتنا يظلمون) [9] تام.
(وجعلنا لكم فيها معايش) [10] حسن. (ما تشكرون) تام.
(وعن أيمانهم وعن شمائلهم) [17] حسن.
ومثله: (اخرج منها مذءوما مدحورا) [18]، (منكم أجمعين)
تام.
(فدلاهما بغرور) [22] حسن غير تام.
(قال اهبطوا) [24] حسن. ومثله: (لبعض عدو) وأحسن منه
(مستقر ومتاع إلى حين).
وقوله: (ولباس التقوى ذلك خير) [26] كان مجاهد وابن كثير
وعاصم والأعمش وأبو عمرو وحمزة يقرؤون: (لباس التقوى) بالرفع. فعلى هذه القراءة
يحسن أن تقف على «الريش» وتبتدئ: (ولباس التقوى) وترفع «اللباس» بـ (خير) و «خيرًا» به، وتجعل ذلك
تابعًا لـ «اللباس». وكان
(2/652)
أبو جعفر وشيبة ونافع والكسائي يقرؤون: (ولباس التقوى)
بالنصب، فعلى هذه القراءة لا يحسن الوقف على «الريش» لأن «اللباس» منسوق على قوله:
(قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم) (ولباس التقوى). والوقف على قوله: (ذلك خير)
حسن. (لعلهم يذكرون) وقف تام.
(من حيث لا ترونهم) [27] وقف حسن.
ومثله: (والله أمرنا بها) [28] (إن الله لا يأمر
بالفحشاء)، (ما لا تعلمون) وقف التمام.
(كما بدأكم تعودون) [29] حسن.
(فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة) [30] فيها وجهان:
إن شئت نصبت الفريق الأول والثاني بـ (تعودون)
(2/653)
كأنه قال: «تعودون على حال الهداية والضلالة» الدليل على
هذا قراءة أبي: (كما بدأكم تعودون فريقين فريقا هدى) فمن هذا الوجه لا يتم الوقف
على (تعودون) لأنه ناصب لـ «الفريقين» والوجه الثاني أن تنصب الفريق الأول والثاني بـ (حق عليهم الضلالة)
فمن هذا الوجه يحسن الوقف على (بدأكم تعودون) ويتم أيضًا (حق عليهم الضلالة) حسن.
(أنهم مهتدون) تام.
(خالصة يوم القيامة) [32] حسن.
ومثله: (أو كذب بآياته) [37].
(من الجن والإنس في النار) [38].
(في سم الخياط) [40].
(من فوقهم غواش) [41]، (وكذلك نجزي الظالمين) وقف التمام.
(2/654)
(لقد جاءت رسل ربنا بالحق) [43] وقف حسن. (بما كنتم
تعملون) وقف التمام.
(قالوا نعم) [44] حسن.
ومثله: (يعرفون كلا بسيماهم) [46].
وقوله: (لم يدخلوها وهم يطمعون) فيه وجهان: إن شئت قلت:
الوقف على قوله: (لم يدخلوها) ثم تبتدئ: (وهم يطمعون) أي «وهم يطمعون في دخولها»
وإن شئت قلت: المعنى دخلوها وهم لا يطمعون في دخولها، فيكون الجحد منقولاً من «الدخول» إلى
«الطمع» كما تقول في الكلام: «[ما] ضربت عبد الله وعنده
(2/655)
أحد» فمعناه «ضربت عبد الله وليس عنده أحد» فالجحد منقول من الضرب
إلى آخر الكلام. حُكي عن العرب: «ما كأنها أعرابية» بمعنى «كأنها ليست أعرابية» وأنشد الفراء:
ولا أراها تزال ظالمة ... تحدث لي نكبة وتنكؤها
أراد: «وأراها لا تزال ظالمة» فمعنى الجحد الأول
التأخير، وأنشد الفراء أيضًا:
إذا أعجبتك الدهر حال من امريء ... فدعه وأوكل حاله
واللياليا
يجئن على ما كان من صالح به ... وإن كان فيما لا يرى
الناس أليا
أراد: «وإن كان فيما لا يرى الناس لا يألو» فعلى هذا
(2/656)
المذهب الثاني لا يحسن الوقف على قوله: (لم يدخلوها).
والوقف على قوله: (أن سلام عليكم) حسن. والوقف على قوله: (عذابًا ضعفا من النار)
[38] حسن. (ولكن لا تعلمون) تام.
(فما كان لكم علنيا من فضل) [39] حسن. ومثله: (وبينهما حجاب)
[46]. (لا ينالهم الله برحمة) [49] وقف حسن: (ولا أنتم تحزنون) [تام]. والوقف
على قوله: (ادخلوا الجنة) حسن غير تام. (على الكافرين) حسن غير تام لأن (الذين
اتخذوا) [51] نعت لـ (الكافرين).
(وغرتهم الحياة الدنيا) حسن.
(كما نسوا لقاء يومهم هذا) وقف غير تام لأن قوله: (وما
كانوا بآياتنا يجحدون) نسق على «اليوم» كأنه قال: «لقاء يومهم هذا ولقاء ما كانوا
يجحدون» ومعنى (ما) المصدرية،
(2/657)
كأنه قال: «ولقاء جحدهم».
(هل ينظرون إلا تأويله) [53] وقف حسن. (فيشفعوا لنا) غير
تام لأن قوله: (أو نرد) منسوق على الأول ومعه استفهام مضمر كأنه قال: «أو هل
نرد». (فنعمل غير الذي كنا نعمل) وقف حسن، (وضل عنهم ما كانوا يفترون) وقف التمام.
(ثم استوى على العرش) [54] حسن ومثله (والنجوم مسخرات
بأمره). ومثله: (ألا له الخلق والأمر)، (تبارك الله رب العالمين) تام.
(تضرعا وخفية) [55] حسن. (إنه لا يحب المعتدين) تام.
(2/658)
(وادعوه خوفا وطمعا) [56] حسن.
(إن رحمت الله قريب من المحسنين) تام.
(فأخرجنا به من كل الثمرات) [57] حسن غير تام. (لعلكم
تذكرون) [تام].
(والذي خبث لا يخرج إلا نكدا) [58] حسن.
ومثله (ما لكم من إله غيره) [59] وكذلك (عذاب يوم عظيم).
(إنهم كانوا قوما عمين) [64] تام.
(قال قد وقع عليكم من ربكم رجس وغضب) [71] وقف حسن.
ومثله: (وقطعنا دابر الذين كذبوا بآياتنا وما كانوا
مؤمنين) [72] وقف تام.
(قد جاءتكم بينة من ربكم) [73] حسن غير تام. ومثله:
(فذروها تأكل في أرض الله) وكذلك (فيأخذكم عذاب أليم).
(2/659)
(وتنحتون الجبال بيوتا) [74].
(فأوفوا الكيل والميزان) [85] (إن كنتم مؤمنين).
(وتبغونها عوجا) [86] أحسن من الذي قبله (إذ كنتم قليلا
فكثركم)، (كيف كان عاقبة المفسدين) أحسن من الذي قبله.
(وسع ربنا كل شيء علما) [89] حسن.
ومثله: (على الله توكلنا)، (وأنت خير الفاتحين) تام.
ومثله: (فأصبحوا في دارهم جاثمين) [91].
(كأن لم يغنوا فيها) [92] حسن.
(كانوا هم الخاسرين) أحسن من الذي قبله.
(حتى عفوا) [95] حسن غير تام لأن قوله: (وقالوا) نسق على
(عفوا). (فأخذناهم بغتة) غير تام لأن قوله: (وهم لا يشعرون) حال كأنه قال: «أخذاهم بغتة
وهذه
(2/660)
حالهم»
(ولكن كذبوا) [96] غير تام لأن قوله: (فأخذناهم بغتة)
نسق على (كذبوا).
(بياتا وهم نائمون) [97] غير تام لأن قوله تعالى: (أو
أمن أهل القرى) [98] نسق على الأول كأنه قال: «وأمن أهل القرى» فدخلت ألف الاستفهام
على واو النسق. ومثله (وهم يلعبون).
(أفأمنوا مكر الله) [99] حسن غير تام. (إلا القوم
الخاسرون) تام.
(أن لو نشاء أصبناهم بذنوبهم) [100] حسن غير تام. (فهم
لا يسمعون) حسن.
ومثله: (تلك القرى نقص عليك من أنبائها) [101]، (ليؤمنوا
بما كذبوا من قبل). كذلك (يطبع الله على قلوب الكافرين)
(لأكثرهم من عهد) [102]، (وإن وجدنا أكثرهم
(2/661)
لفاسقين) تام.
(فظلموا بها) [103] حسن. (كيف كان عاقبة المفسدين) تام.
(أن لا أقول على الله إلا الحق) [105] حسن.
(قال ألقوا) [116] غير تام لأن قوله: (فلما ألقوا) تبيين
عن الكلام الأول. (واسترهبوهم) غير تام لأن قوله: (وجاءوا بسحر عظيم) نسق على
(سحروا) ومثله: (وجاءوا بسحر عظيم)
(ربنا أفرغ علينا صبرا) [116] حسن غير تام. (وتوفنا
مسلمين) أحسن من الذي قبله.
(ويذرك وآلهتك) [127] كان أبو جعفر وشيبة ونافع وعاصم
وأبو عمرو وحمزة والكسائي يقرؤون: (ويذرك)
(2/662)
بالنصب.
وكان الحسن يقرأ: (ويذرك) بالرفع. فمن قرأ: (ويذرك)
بالنصب كان له مذهبان: أحدهما أن يقول: نصبته على الصرف عن قوله: (أتذر موسى) ومعنى
الصرف الحال كأنه قال: «أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض في حال تركهم إياك
وآلهتك»، ويقوي هذا المذهب أنها في قراءة أبي بن
كعب: (أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض وقد تركوك أن يعبدوك) ... . فعلى هذا
المذهب لا يحسن أن تقف على (ليفسدوا في الأرض) ولا يتم لأن الحال يتعلق بها ما قبلها. وقال
اليزيدي (ويذرك) منصوب على معنى «ليفسدوا في الأرض وليذرك وآلهتك». فعلى هذا المذهب
لا يحسن الوقف على (في الأرض). ومن قرأ (ويذرك) بالرفع جعله نسقًا على قوله: (أتذر
موسى) (ويذرك وآلهتك) فلا يتم الوقف من هذه القراءة على (في الأرض). والوقف على
(ويذرك وآلهتك) حسن.
(يورثها من يشاء من عباده) [128] حسن غير تام.
(2/663)
والتمام على قوله: (والعاقبة للمتقين).
(ومن بعد ما جئتنا) [129] [حسن]. (فينظر كيف تعملون)
أحسن من الذي قبله.
(قالوا لنا هذه) [131] حسن غير تام. ومثله: (يطيروا
بموسى ومن معه). (ولكن أكثرهم لا يعلمون) أحسن من الأولين.
(وكانا عنها غافلين) [136].
(مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها) [137] وقف حسن.
وقال السجستاني: نصبوا (مشارق الأرض ومغاربها) بقوله: (وأورثنا) ولم ينصبوها
بالظرف، ولم يريدوا «في مشارق الأرض وفي مغاربها» فإنكاره النصب على معنى: «في
مشارقها ومغاربها» خطأ لأن المشارق والمغارب فيها وجهان:
(2/664)
أحدهما أن تكون منصوبة بـ (أورثنا) على غير معنى محل،
والمحل هو الذي يسميه الكسائي صفة، والخليل وأصحابه من البصريين ظرفًا. والوجه
الثاني أن ينصب (التي) بـ (أورثنا) وينصب «المشارق والمغارب» على المحل كأنك
قلت: «وأورثنا القوم الأرض التي باركنا فيها في مشارقها ومغاربها» فلما أسقطت
الخافض نصبت. وإذا نصبت «المشارق والمغارب» بوقوع الفعل عليها على غير معنى محل جعلت
(التي باركنا فيها) نعتًا لـ «المشارق والمغارب». وأجاز الفراء وجهًا ثالثًا وهو
أن تنصب «المشارق والمغارب» بوقوع الفعل عليها على غير معنى محل، ويجعل (التي
باركنا) في موضع خفض على النعت للأرض كأنه قال: «مشارق الأرض التي باركنا فيها».
(على بني إسرائيل بما صبروا) وقف حسن.
(2/665)
(وما كانوا يعرشون) وقف غير تام لأن قوله: (وجاوزنا ببني
إسرائيل البحر) [138] نسق على (دمرنا).
(يسومونكم سوء العذاب) [141] حسن غير تام.
(فتم ميقات ربه أربعين ليلة) [142] حسن (ولا تتبع سبيل
المفسدين) تام.
(وأمر قومك يأخذوا بأحسنها) [145] وقف حسن.
(وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا) [146] حسن. (وكانوا
عنها غافلين) تام.
(حبطت أعمالهم) [147] حسن.
(ولا يهديهم سبيلا) [148] حسن.
ومثله: (أعجلتم أمر ربكم) [150]، (وكادوا يقتلونني)
وأحسن منهن: (ولا تجعلني مع القوم الظالمين).
(وأدخلنا في رحمتك) [151]. حسن (وأنت أرحم الراحمين) تام.
(2/666)
(وذلة في الحياة الدنيا) [152] حسن.
ومثله: (قال رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي) [155]،
(فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين).
(إنا هدنا إليك) [156].
(في التوراة والإنجيل) [157]، (والأغلال التي كانت
عليهم). (هم المفلحون) تام.
(يحيي ويميت) [158]، (لعلكم تهتدون) تام.
ومثله: (وبه يعدلون) [159].
(اثنتي عشرة أسباطا أمما) [160] حسن. (قد يعلم كل أناس
مشربهم) حسن.
(ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) حسن.
(نغفر لكم خطيآتكم) [161] حسن، وأحسن منه (من السماء بما
كانوا يظلمون) [162]
(ويوم لا يسبتون لا تأتيهم) [163] وقف حسن.
(2/667)
(أو معذبهم عذابا شديدا) [164] وقف حسن غير تام ثم
تبتدئ: (قالوا معذرة إلى ربكم) بالرفع على معنى «قالوا هي معذرة». وقرأ طلحة بن
مصرف واليزيدي: (قالوا معذرة) بالنصب على معنى «قالوا اعتذرنا معذرة».
(وقطعناهم في الأرض أمما) [168] حسن. (ومنهم دون ذلك)
أحسن منه.
(وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه) [169] حسن. ومثله: (أن لا
يقولوا على الله إلا الحق) وكذلك: (ودرسوا ما فيه). (للذين يتقون أفلا تعقلون) غير
تام لأن قوله: (الذين يمسكون بالكتاب) [170] نسق على (الذين يتقون). (وأقاموا الصلاة)
حسن. (إنا لا نضيع أجر المصلحين) تام.
ومثله: (لعلكم تتقون) [171]
(2/668)
(قالوا بلى شهدنا) [173] قال السجستاني: ألوقف على
(شهدنا). قال أبو بكر: وهذا غلط لأن (أن) متعلقة بالكلام الذي قبلها كأنه قال:
«وأشهدهم على أنفسهم لأن لا يقولوا إنا كنا عن هذا غافلين» فحذفت «لا» واكتفي منها
بـ «أن» كما قال: (يبين الله لكم أن تضلوا) [النساء: 176] معناه «لأن لا تضلوا»
وكما قال: {وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم} [النحل: 15] فمعناه «لأن لا تميد بكم»
فحذف (لا) واكتفى منها بـ (أن)، قال الراعي:
أيام قومي والجماعة كالذي ... لزم الرحالة أن تميل مميلا
أراد: «أن لا تميل» فاكتفى بـ «أن» من «لا».
(2/669)
وقال القطامي يصف ناقة:
رأينا ما يرى البصراء فيها ... فآلينا عليها أن تباعا
فمعناه: «بأن لا تباع» فاكتفى بـ «أن» من «لا» وتمام
الكلام على قوله: (ولعلهم يرجعون) [174].
(أخلد إلى الأرض) [176] (واتبع هواه) وقف حسن. ومثله:
(ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا). (لعلهم يتفكرون) تام.
ومثله: (وأنفسهم كانوا يظلمون) [177] وأواخر الآيات
بعدها.
(أولئك كالأنعام بل هم أضل) [179] وقف حسن. (أولئك هم
الغافلون) وقف التمام.
(فادعوه بها) [180] حسن. (الذين يلحدون في أسمائه) أحسن
من الذي قبله. (سيجزون ما كانوا يعملون) تام.
(2/670)
(وأملي لهم) [183] وقف حسن.
(أولم يتفكروا) [184] وقف التمام. وكذلك في سورة الروم:
(أولم يتفكروا في أنفسهم) [8] وقف التمام. ثم تتبديء: (ما خلق الله السماوات
والأرض وما بينهما إلا بالحق) وكذلك في سورة سبأ (ثم تتفكروا) [46] ثم تبتدئ: (ما بصاحبكم
من جنة). (ما بصاحبكم من جنة) وقف حسن. ثم تبتدئ: (إن هو إلا نذير مبين) بمعنى «ما
هو إلا نذير مبين» والوقف على (مبين) تام.
(وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم) [185] وقف حسن.
وقوله: (ويذرهم في طغيانهم يعمهون) [186] كان نافع وغيره
من أهل المدينة يقرؤون: (ونذرهم في طغيانهم) بالنون والرفع. وكان عاصم وأبو عمرو
يقرآنها: (ويذرهم) بالياء والرفع. وكان الأعمش وحمزة والكسائي
(2/671)
يقرؤونها:
(ويذرهم) بالياء والجزم فمن قرأ: (ونذرهم) بالنون والرفع
حسن له أن يقف على قوله: (فلا هادي له) ثم يبتديء مستأنفًا: (ونذرهم). وكذلك من
قرأها بالياء والرفع إلا أن الاستئناف مع النون أحسن. ومن قرأ: (ويذرهم) بالياء والجزم
جزمه على النسق على محل الفاء في قوله: (فلا هادي له) لأنها قد حلت في محل الجواب،
وجواب الجزاء مجزوم، وأنشد هشام:
أيا صرفت فإنني لك كاشح ... وعلى انتقاصك في الحياة
وازدد
فجزم: «وازدد» على النسق على محل الفاء، وأنشد الأخفش
البصري:
(2/672)
دعني فأذهب جانبا ... يوما وأكفك جانبا
فجزم: «وأكفك» على النسق على محل الفاء. فعلى هذه
القراءة لا يحسن الوقف على قوله: (فلا هادي له) لأن الفعل المجزوم متعلق بالأول.
(لا يجليها لوقتها إلا هو) [187] ثم تبتدئ: (ثقلت في
السماوات والأرض) على معنى «ثقل علمها على أهلا السماوات والأرض أن يعلموه». (لا
تأتيكم إلا بغتة) وقف حسن. (إنما علمها عند الله) وقف حسن. والأول أحسن منه. (ولكن
أكثر الناس لا يعلمون) وقف التمام. (ولا ضرا إلا ما شاء الله) وقف حسن. ومثله: (وما مسني
السوء) وهو أحسن منه وأتم. (لقوم يؤمنون) تام، وهو أتم من الذي قبله.
(ليسكن إليها) [189] وقف حسن. (حملت حملا
(2/673)
خفيفًا فمرت به) حسن.
ومثله: «جعلا له شركاء فيما آتاهما فتعالى الله عما
يشركون» [190] أحسن من الذي قبله.
(وهم يخلقون) [191] غير تام لأن قوله: (ولا يستطيعون لهم
نصرا) [192] نسق على (لا يخلق شيئا). (ولا أنفسهم ينصرون) وقف التمام.
(لا يتبعوكم) [193] وقف حسن. ثم تبتدئ: (سواء عليكم
أدعوتموهم أم أنتم صامتون) فترفع (سواء) بمعنى الفعلين اللذين بعدها، كأنك قلت
«سواء عليكم دعاؤكم أو صمتكم».
قال أبو بكر: سألت أبا العباس أحمد بن يحيى عن هذا فقال:
(سواء) مرفوعة بمضمر إذا قلت: «سواء علي أقمت أم قعدت» فهو مرفوع بإضمار «إن قمت
أو قعدت فهو
(2/674)
سواء علي». (أم أنتم صامتون) تام. ومثله: (إن كنتم
صادقين) [194] (أم لهم آذان يسمعون بها) [195] حسن. (ثم لا تنظرون) تام.
(إن وليي الله الذي نزل الكتاب) [196] حسن. (وهو يتولى
الصالحين) تام.
ومثله: (ولا أنفسهم ينصرون) [197]، (وهم لا يبصرون)
[98]، (فاستعذ بالله) [200] وقف حسن. (إنه سميع عليم) تام.
(أم لهم آذان يسمعون بها) حسن. (فلا تنظرون) تام.
(إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا) [201] غير تام لأن
قوله: (فإذا هم مبصرون) متعلق بـ (تذكروا) كأنه قال: «تذكروا فأبصروا» والوقف على
(فإذا هم مبصورن) تام ثم تبتدئ (وإخوانهم يمدونهم في الغي) [202] على معنى
(2/675)
«وإخوان المشركين يمدونهم في الغي» (ثم لا يقصرون) حسن.
(قالوا لولا اجتبيتها) [203] وقف حسن. ومثله: (ما يوحى
إلي من ربي). (هذا بصائر من ربكم) غير تام لأن «الهدى» منسوق على «البصائر».
(لعلكم ترحمون) [204] تام.
(2/676)
السورة التي تذكر فيها الأنفال
(قل الأنفال لله والرسول) [1] وقف حسن. (وأطيعوا الله
ورسوله إن كنتم مؤمنين) وقف التمام إذا كانت (كما أخرجك ربك من بيتك بالحق) [5]
صلة لضمر. فإن قال قائل: كيف تكون (كما) صلة لمضمر؟ قيل له: معنى هذا أن النبي صلى الله
عليه وسلم، لما نظر إلى قلة المسلمين يوم بدر وإلى كثرة المشركين قال: «من قتل قتيلا
فله كذا وكذا ومن أسر أسيرًا فله كذا وكذا» ليرغبهم في القتال. فلما هزمهم الله
وأظفره بهم قام إليه سعد بن عبادة فقال له: يا رسول الله إن أعطيت هؤلاء ما وعدتهم
بقي خلق من المسلمين بغير شيء. فأنزل الله تعالى {قل الأنفال لله والرسول} يصنع
فيها ما يشاء فأمسكوا لما سمعوا ذلك على كراهية منهم له فأنزل
(2/677)
الله تعالى (كما أخرجك ربك من بيتك بالحق) أي: امض لأمر
الله في الغنائم كما مضيت لأمر الله في خروجك وهم له كارهون فعلى هذا المذهب يحسن
الوقف على قوله: (لله والرسول) ويتم الوقف على قوله: (إن كنتم مؤمنين).
ويحسن الوقف على قوله أيضًا: (ومما رزقناهم ينفقون) [3]
ويتم على قوله: (ومغفرة ورزق كريم) [4].
ويجوز أن تكون (كما) صلة لقوله: (يسألونك عن الأنفال)
كأنه قال: «يسألونك عن الأنفال كما جادلوك يوم بدر. فقالوا: لم تخرجنا للقتال
فنستعد له وإنما أخرجتنا للغنيمة» الدليل على هذا قوله: (يجادلونك في الحق بعدما
تبين) [6] فعلى هذا المذهب لا يحسن الوقف على ما قبل (كما).
قال أبو عبيدة: معنى (كما أخرجك ربك من بيتك بالحق)
(2/678)
اليمين كأنه قال: «والذي أخرجك من بيتك بالحق» كما قال:
{وما خلق الذكر والأنثى} [الليل: 3] فمعناه «والذي خلق الذكر والأنثى» فالوقف من هذا
الوجه يتم ويحسن على ما قبل (كما). وروى أبو عبيد عن الفراء أنه قال: جواب (كما
أخرجك ربك من بيتك بالحق) (وإن فريقا من المؤمنين لكارهون). وقال الكسائي: قد يكون
قوله: (يجادلونك في الحق) هو الجواب. يقول: «فمجادلتهم إياك الآن كما أخرجك ربك من
بيتك بالحق». فعلى مذهب الكسائي لا يحسن الوقف على قوله: (وإن فريقا من المؤمنين
لكارهون) لأن (كما) متعلقة بـ (يجادلونك) وقال بعض أهل اللغة معنى (كما) «إذ» كأنه
قال: «إذ أخرجك ربك بالحق» واحتج بقوله تعالى: {وأحسن كما أحسن الله إليك} [القصص:
77] فمعناه «وأحسن إذا أحسن الله إليك»
فعلى هذا المذهب يحسن الوقف على ما قبل (كما) لأنها
متعلقة بمضمر.
(2/679)
والوقف على قوله: (أولئك هم المؤمنون حقا) [4] حسن لمن
لم يعلق (كما) بـ (يسألونك عن الأنفال)، والوقف على (كما أخرجك ربك من بيتك بالحق)
قبيح من مذهب الكسائي لأن (يجادلونك) عنده جواب (كما). والوقف عليه أيضًا قبيح من
المذهب الذي رواه أبو عبيد عن الفراء.
(كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون) [6] وقف التمام.
(أن غير ذات الشوكة تكون لكم) [7] وقف حسن.
(ولو كره المجرمون) [8] وقف حسن.
ومثله: (إن الله عزيز حكيم) [10].
(واضربوا منهم كل بنان) [12] حسن.
(ذلكم فذوقوه) [14] حسن ثم تبتدئ: (وأن للكافرين عذاب
النار) بمعنى «واعلموا أن للكافرين» كما قال الشاعر، أنشده الفراء وغيره:
(2/680)
تسمع للأحشاء منه لغطا ... ولليدين جسأة وبددا
فمعناه: «تسمع للأحشاء لغطا وترى لليدين جسأة» لأن
«الجسأة» لا تسمع، فإن جعلت (أن) مفخوضة من قول الكسائي على معنى «وبأن للكافرين»
كان الأول أحسن منه لأن الأول كأنه منه منقطع مما قبله. ويجوز أن تكون (أن) في
موضع رفع على معنى «ذلك فذوقوه وذلكم أن الكافرين» (عذاب النار) تام. والوقف على قوله:
(فذوقوه) من الوجوه كلها غير تام. (وأن للكافرين عذاب النار) تام.
(ومأواه جهنم) [16] وقف حسن. (وبئس المصير) حسن.
وقوله عز وجل: (ذلكم وأن الله موهن كيد
(2/681)
الكافرين)
[18] في (ذلكم) وجهان: أحدهما أن يكون في موضع نصب على
معنى «فعل ذلكم» ويكون في موضع رفع على معنى «هو ذلكم» أو «ذلكم الشأن ذلكم
الأمر»، قال الشاعر:
ذاك وإني على جاري لذو حدب ... أحنو عليه كما يحني على
الجار
أراد: «ذاك الأمر، ذاك الشأن» فإذا رفعت (ذلكم) بمضمر
حسن أن تقف عليه ثم تبتدئ (وأن الله موهن) على معنى «وذلكم أن الله موهن»، (موهن
كيد الكافرين) تام.
(فهو خير لكم) [19] حسن. وأحسن منه: (فئتكم شيئا ولو
كثرت). وقوله: (وأن الله مع المؤمنين)، كان
(2/682)
أبو جعفر وشيبة ونافع يقرؤون: (وأن الله مع المؤمنين)
بالفتح فعلى هذا المذهب لا يحسن الوقف على (ولو كثرت) لأن (أن) في موضع خفض على
معنى «فلن تغني عنكم فئتكم شيئًا لكثرتها ولأن الله مع المؤمنين». وكان عاصم
والأعمش وأبو عمرو وحمزة والكسائي يقرؤون: (وإن الله) بكسر الألف، فعلى هذه
القراءة يحسن الوقف على (ولو كثرت) لأن (إن) مستأنفة، ومما يدل على صحة معنى
الاستئناف قراءة عبد الله: (ولو كثرت والله مع المؤمنين)، والوقف على قوله: (مع المؤمنين)
تام.
والوقف على (وأنتم تسمعون) [20] حسن غير تام لأن قوله:
(ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا) [21] نسق على الأول.
(2/683)
(خيرًا لأسمعهم) [23] وقف حسن. (وهم معرضون) وقف تام.
(إذا دعاكم لما يحييكم) [24] حسن.
(لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) [25] حسن. والأول أحسن
منه. (واعلموا أن الله شديد العقاب) أحسن من الأولين.
(ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم) [29] وقف حسن. (ذو الفضل
العظيم) تام.
(أو يخرجوك) [30] حسن. (خير الماكرين) تام.
(وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون) [33] قال الضحاك:
الهاء والميم الأوليان للكفار والهاء والميم الثانيتان للمؤمنين. وقال بعض أهل
اللغة: الأوليان والثانيتان للكفار. فإن قال قائل: كيف يوصف الكفار بالاستغفار؟ قيل
له: معنى الآية: «وما كان الله معذب الكفار وهم يستغفرون»
(2/684)
أي: لم يكن معذبهم لو كانوا يستغفرون. فأما إذا كانوا لا يستغفرون
فهم مستحقون للعذاب. قال: وهو في الكلام بمنزلة قولك للرجل: «ما كنت لأهينك وأنت تكرمني»
فمعناه: ما كنت لأهينك لوأكرمتني فأما إذا كنت غير مكرم لي فأنت مستحق لهواني.
فعلى مذهب الضحاك تم الوقف على (وأنت فيهم) لأن المعنى «وما كان الله ليعذب الكفار
وأنت فيهم» ثم تبتدئ: (وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون) على معنى «وما كان الله
معذب المسلمين وهم يستغفرون». وعلى مذهب اللغوي لا يتم الوقف على (وأنت فيهم) لأن
القصة كلها للمشركين، (وهم يستغفرون) وقف حسن.
ومثله: (وما كانوا أولياءه) [34]، (ولكن أكثرهم لا
يعلمون) تام.
(إلا مكاء وتصدية) [35] حسن.
(2/685)
(ليصدوا عن سبيل الله) [26] حسن. ومثله: (ثم يغلبون).
(فيجعله في جهنم) [37] حسن. والذي قبله أحسن منه. (أولئك
هم الخاسرون) تام.
(ويكون الدين كله لله) [39] حسن.
ومثله: (فاعلموا أن الله مولاكم) ب 40]، (ونعم النصير)
تام.
(يوم التقى الجمعان) [41] حسن. (والله على كل شيء قدير)
أحسن منه.
(ولكن الله سلم) [43] حسن.
ومثله: (ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله) [47].
(إني أرى ما لا ترون) [48].
(يضربون وجوههم وأدبارهم) [50].
(وأن الله ليس بظلام للعبيد) [51] غير تام لأن الكاف
(2/686)
في (كدأب) [54] صلة لما قبلها.
(فانبذ إليهم على سواء) [58] حسن غير تام.
ومثله: (ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا) [59]، (إنهم لا
يعجزون) تام.
(الله يعلمهم) [60] وقف حسن. ومثله: (وألف بين قلوبهم)
[63].
(يا أيها النبي حسبك الله) [64] وقف حسن إذا نصبت (ومن
اتبعك من المؤمنين) بفعل مضمر كأنك قلت: «يكفيك الله ويكفي من اتبعك من المؤمنين»،
قال الشاعر:
إذا كانت الهيجاء وانشقت العصا ... فحسبك والضحاك سيف
مهند
(2/687)
أراد:
«يكفيك ويكفي الضحاك» وإن جعلت (من) في موضع رفع على
النسق على (الله) لم يحسن الوقف على الله تعالى. وقال السجستاني: معناه «ومن اتبعك
من المؤمنين حسبهم الله» قال أبو بكر: وهذا غلط لأن المفسرين والنحويين على خلافه،
وإنما رغب النحويون عنه لأنه ينقطع من الأول إذا فعل به ذلك، وهو متصل على مذهبهم
فليست بهم حاجة إلى قطعه منه.
(أولئك بعضهم أولياء بعض) [72] وقف حسن.
ومثله: (والذين كفروا بعضهم أولياء بعض) [73] وأحسن منه
(تكن فتنة في الأرض وفساد كبير).
(أولئك هم المؤمنون حقا) [74] حسن.
(فأولئك منكم) [75] حسن. ومثله: (بعضهم أولى ببعض في
كتاب الله) والتمام آخر السورة.
(2/688)
السورة التي تذكر فيها التوبة
(إلى الذين عاهدتم من المشركين) [1] حسن غير تام لأن
قوله: (وأذان من الله ورسوله) [3].
نسق على (براءة).
وكذلك الوقف على (وأن الله مخزي الكافرين) [2].
(أن الله بريء من المشركين) كان القراء كلهم يفتحون ألف
(أن) إلا الحسن البصري فإنه كان يكسرها. فعلى مذهب العامة لا يحسن الوقف على (يوم
الحج الأكبر) لأن (أن) متعلقة بما قبلها كأنه قال: «لأن الله وبأ، الله» وعلى مذهب
الحسن يتم الوقف على (الحج الأكبر) لأن (إن) مكسورة على الابتداء. وقوله: (أن الله
بريء من المشركين
(2/689)
ورسوله)
اجتمعت القراء على رفع «الرسول» إلا عيسى بن عمر وابن
أبي إسحاق فإنهما كانا ينصبانه. فمن رفعه كان له مذهبان: أحدهما أن يقول نسقته على
ما في (بريء) من ذكر الله فعلى هذا المذهب يحسن الوقف على «الرسول» ولا يحسن على «المشركين». والوجه
الآخر أن تقول: رفعته على الاستئناف وأضمرت له رافعًا كأني قلت: «أن الله بريء من
المشركين ورسوله بريء منهم» فعلى هذا المذهب يحسن الوقف على «المشركين» ولا يحسن
على «الرسول» وعلى مذهب ابن أبي إسحاق وعيسى بن عمر يحسن الوقف على «الرسول» ولا
يحسن على «المشركين» لأن «الرسول» نسق على (الله) تعالى. (غير معجزي الله) وقف حسن.
(بعذاب أليم) غير تام لأن الاستثناء قد جاء بعده، (إن الله يحب المتقين) [4] تام.
(2/690)
(ثم أبلغه مأمنه) [6] حسن.
ومثله: (إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام) [7].
(لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة) [8].
(فصدوا عن سبيله) [9].
(فإخوانكم في الدين) [11] وقف تام.
(وهم بدؤوكم أول مرة) [13] وقف حسن. وقال السجستاني:
الوقف على (أتخشونهم). قال أبو بكر وليس كذلك لأن قوله تعالى: (فالله أحق أن تخشوه) منعقد بـ
«الخشية» الأولى.
(ويذهب غيظ قلوبهم) [15] وقف حسن ثم تبتدئ: (ويتوب الله)
بالرفع، وكان الأعرج وابن أبي إسحاق يقرآن: (ويتوب الله) بالنصب، فعلى مذهبهما لا يوقف على
(ويذهب غيظ قلوبهم) لأن (ويتوب) منصوب على
(2/691)
الصرف عن قوله: (يعذبهم الله) [14] و (يخزهم).
(ولا المؤمنين وليجة) [16] وقف حسن.
ومثله: (لا يستوون عند الله) [19].
(خالدين فيها أبدا) [22]، (إن الله عنده أجر عظيم) تام.
(إن استحبوا الكفر على الإيمان) [23] حسن. (فأولئك هم
الظالمون) تام.
(ومساكن ترضونها) [24] قبيح لأن (أحب إليكم) خبر كان.
(حتى يأتي الله بأمره) حسن.
ومثله: (إلا ليعبدوا إلها واحدا) [31].
والوقف على (فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء) [28] حسن.
ومثله: (فلا تظلموا فيهن أنفسكم) [36].
(2/692)
(ليواطئوا عدة ما حرم الله) [37]، (زين لهم سوء أعمالهم).
(بالحياة الدنيا من الآخرة) [38]، (إلا قليل) تام.
(ولا تضروه شيئا) [39] أحسن.
(إن الله معنا) [40]، (وجعل كلمة الذين كفروا السفلى)
حسن. ثم تبتدئ: (وكلمة الله هي العليا) فترفع «الكلمة» بما عاد من (هي) وترفع
(هي) بالعليا و (العليا) بها. وقرأ الحسن: (وكلمة الله هي العليا) بالنصب على معنى
«وجعل
كلمة الله». قال أبو بكر: وفي هذه القراءة قبح لأنه لو كان كذلك لكانت «وجعل كلمته
هي العليا» ولم يكن (وكلمة الله). وبعد فالقراءة بالنصب جائزة معروفة في كلام العرب،
قال الشاعر:
(2/693)
لا أدري الموت يسبق الموت شيء ... نغص الموت ذا الغنى
والفقيرا
أراد «لا أرى الموت يسبقه شيء» فأظهر الهاء. والوقف على
قراءة الحسن على (العليا). (والله عزيز حكيم) وقف التمام.
(واليوم الآخر) [45]، (أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم) وقف
حسن.
ومثله: (وفيكم سماعون لهم) [47].
(ولا تفتني) [49].
(إلا ما كتب الله لنا هو مولانا) [51]، (فليتوكل
المؤمنون) أحسن من الذي قبله.
(بها في الحياة الدنيا) [55] وقف حسن، ولا يتم الوقف على
قوله: (وأولادهم) لأن قوله: (في الحياة الدنيا (صلة لـ (تعجبك))) كأنه قال: «ولا
تعجبك أموالهم ولا
(2/694)
أولادهم في الحياة الدنيا إنما يريد الله ليعذبهم بها في
الآخرة» فيكون هذا من المقدم والمؤخر فإن قلت: «إنما يريد الله ليعذبهم بها في
الحياة الدنيا»، أي: يعذبهم بالإنفاق كرها في الدنيا، ثم يعذبهم بها في الآخرة بعد
عذاب الدنيا حسن الوقف على (أولادهم).
(ويؤمن للمؤمنين) [61]، (ورحمة للذين آمنوا منكم) وقف
تام. (لهم عذاب أليم) أتم منه.
(إنما كنا نخوض ونلعب) [65] وقف حسن.
والوقف على قوله: (فأن له نار جهنم خالدا فيه) [63] حسن.
ومثله: (قد كفرتم بعد إيمانكم) [66].
(هي حسبهم ولعنهم الله) [68].
(ومساكن طيبة في جنات عدن) [72] وقف حسن ثم
(2/695)
تبتدئ: (ورضوان من الله أكبر) فترفع «الرضوان» بـ (أكبر)
و (أكبر) به. والوقف على قوله: (ورضوان من الله أكبر) أحسن أيضًا.
(عذابًا أليما في الدنيا والآخرة) [74] وقف حسن.
والوقف على قوله: (ومأواهم جهنم) [73] حسن.
وكذلك: (يحلفون بالله ما قالوا).
(فيسخرون منهم) [79]، (سخر الله منهم).
(فلن يغفر الله لهم) [80]، (والله لا يهدي القوم
الفاسقين) تام.
والوقف على قوله: (وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله
من فضله) [74] حسن.
والوقف على قوله: (رضوا بأن يكونوا مع الخوالف) [87] حسن.
(2/696)
ومثله: (وقعد الذين كذبوا الله ورسوله) [90].
(إذا نصحوا لله ورسوله) [91]، (من سبيل).
(ما ينفقون) [92]
(رضوا بأن يكونوا مع الخوالف) [93].
(لن نؤمن لكم) [94]، (وسيرى الله عملكم ورسوله) حسن غير
تام لأن (ثم) تتعلق بما قبلها.
وكذلك: (ويتربص بكم الدوائر) [98] حسن. (والله سميع
عليم) تام.
وكذلك: (الله عليم حكيم) [106].
(لا تقم فيه أبدا) [108] وقف حسن إذا رفعت (الذين اتخذوا
مسجدا) بإضمار «فيما وصفنا الذين اتخذوا، وفيما يذكر الذين اتخذوا» فإن رفعت
(الذين) بما عاد من الهاء والميم في قوله: (لا يزال بنيانهم الذي بنوا) [110]
(2/697)
لم يحسن الوقف على (لا تقم فيه أبدا). وكذلك الوقف على
قوله: (أحق أن تقوم فيه) [108] حسن إذا رفعت (الذين) بمضمر، فإذا رفعتهم بما عاد
من الهاء والميم لم يحسن الوقف عليه.
والوقف على قوله: (عليهم دائرة السوء) [99] حسن.
وكذلك (وصلوات الرسول ألا إنها قربة لهم).
(فانهار به في نار جهنم) [109] حسن، إذا رفعت (الذين
اتخذوا) بمضمر.
(إلا أن تقطع قلوبهم) [110] حسن.
ومثله: (في التوراة والإنجيل والقرآن) [111]، (وذلك هو
الفوز العظيم) وقف حسن ثم تبتدئ: (التائبون العابدون) [112] فترفعهم بإضمار «هم
التائبون العابدون»
(2/698)
وفي مصحف عبد الله: (التائبين العابدين) فلك في هذا وجهان:
إن شئت خفضتهم على النعت لـ «المؤمنين» على معنى «من المؤمنين التائبين» فلا يحسن الوقف على
(الفوز العظيم)، وإن شئت نصبتهم على المدح فيحسن الوقف على (الفوز العظيم)، (والحافظون لحدود الله) وقف حسن.
(عدو لله تبرأ منه) [114] ومثله: (لأواه حليم) تام.
(حتى يبين لهم ما يتقون) [115] حسن.
(فريق منهم ثم تاب عليهم) [117] حسن.
ومثله (ثم تاب عليهم ليتوبوا) [118].
(ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه) [120]، (إلا كتب لهم به
عمل صالح) وقف غير تام لأن قوله: (ولا ينفقون) نسق على (لا يصيبهم ظمأ)، (ولا
ينفقون نفقة) [121]
(2/699)
وكذلك الوقف على قوله: (إن الله لا يضيع أجر المحسنين) غير
تام لهذه العلة. وقال السجستاني: الوقف على قوله: (إلا كتب لهم). وهذا غلط لأن
قوله: (ليجزيهم الله) متعلق بـ (كتب) كأنه قال: «إلا كتب لهم به عمل صالح لكن ليجزيهم» وقال
السجستاني: اللام في (ليجزيهم) لام اليمين، كأنه قال: «ليجزينهم الله» فحذفوا النون وكسروا
اللام وكانت مفتوحة فأشبهت في اللفظ لام «كي» فنصبوا بها كما نصبوا بلام (كي).
وهذا غلط لأن لام القسم لا تُكسر ولا ينصب بها، ولو جاز أن يكون معنى (ليجزيهم)
«ليجزينهم» لقلنا: «والله ليقم زيد» بتأويل «والله ليقومن» وهذا معدوم في كلام العرب، واحتج بأن
العرب تقول في التعجب: «أظرف بزيد»
فيجزمونه لشبهه لفظ الأمر.
(2/700)
وليس هذا بمنزلة ذاك لأن التعجب عدل إلى لفظ الأمر، ولام
اليمين لم توجد مكسورة قط في حال ظهور اليمين ولا في حال إضمارها.
(وليجدوا فيكم غلظة) [123] وقف حسن.
وقوله عز وجل: (بالمؤمنين رؤوف رحيم) [128] هذا وقف
التمام. وقال بعض المفسرين: قوله: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم
حريص عليكم) ثم ابتدأ فقال: (بالمؤمنين رؤوف رحيم). والأظهر في هذا أن يكون الكلام كله
متصلاً، و (رؤوف) نعت لـ «الرسول».
(2/701)
السورة التي يذكر فيها يونس
(أن لهم قدم صدق عند ربهم) [2] حسن. قال السجستاني: هو
تام. وليس بتام لأن قوله: (قال الكافرون إن هذا لساحر مبين) جواب لـ «الوحي». وهذا
إشارة إليه. والوقف على (لساحر مبين) تام.
(ما من شفيع إلا من بعد إذنه) [3] حسن. ومثله: (ربكم
فاعبدوه).
(إليه مرجعكم جميعا) [4] حسن غير تام. وقوله: (حقا إنه
يبدأ الخلق) كان أبو جعفر يفتح ألف (أن) وسائر القراء على كسرها. فمن فتحها وقف:
(مرجعكم جميعا وعد الله) وابتدأ: (حقا أنه يبدأ الخلق) على معنى «حقا
(2/702)
بدؤه الخلق»، أنشدنا أبو العباس لابن الدمينة:
أحقًا عباد الله أن لست خارجا ... ولا والجا إلا على
رقيب
ولا ماشيا فردا ولا في جماعة ... من الناس إلا قيل أنت
مريب
فرفع «أن» بمعنى «حق» وقال السجستاني: من فتح «أن» نصبها
بالوعد كأنه قال: «وعد الله أنه يبدأ الخلق» وليس كما ظن لأن كسر «أن» يدل على
أنها غير معلقة بالوعد، ومن كسر «أن» وقف (وعد الله حقا) وابتدأ (إنه) بالكسر. (ثم
يعيده) وقف حسن. ومثله: (عملوا الصالحات بالقسط).
(لتعلموا عدد السنين والحساب) [5].
(2/703)
(ما خلق الله ذلك إلا بالحق) حسن ثم تبتدئ: (نفصل)
بالنون. وكذلك قرأ نافع وابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي. وكان أبو عمرو يقرأها:
(يفصل) بالياء. فعلى قراءة أبي عمرو الوقف (لقوم يعلمون).
(يهديهم ربهم بإيمانهم) [9] حسن.
ومثله: (وتحيتهم فيها سلام) [10].
(لقضى إليهم أجلهم) [11].
(كأن لم يدعنا إلى ضر مسه) [12]
(بقرآن غير هذا أو بدله) [15]
(أو كذب بآياته) [17].
(شفعاؤنا عند الله) [18].
(أمة واحدة فاختلفوا) [19].
(فقل إنما الغيب لله) [20] حسن غير تام. (من المنتظرين)
تام.
(2/704)
(قل الله أسرع مكرا) [21] حسن.
ومثله: (في البر والبحر) [12].
(يبغون في الأرض بغير الحق)، [23] (متاع الحياة الدنيا)
كان القراء أجمعون يرفعون «المتاع» إلا ابن أبي إسحاق ومن أخذ بقوله فإنه كان
ينصبه. فمن رفعه رفعه من وجهين: أحدهما أن يكون مرفوعًا بإضمار «ذلك متاع الحياة الدنيا»
وتكون (على) رافعة لـ «البغي» فيحسن أن تقف على (أنفسكم). والوجه الآخر أن ترفع
«البغي» بـ «المتاع» فلا يحسن الوقف على (أنفسكم) ومن نصب «المتاع» حسن له الوقف (على أنفسكم) وليس
كحسن الوجه الأول في الرفع.
(مما يأكل الناس والأنعام) [24] وقف حسن.
(2/705)
ومثله: (كأن لم تغن بالأمس).
(الحسنى وزيادة) [26]، (قتر ولا ذلة)، (قطعًا من الليل
مظلما) [27].
(فزيلنا بينهم) [28].
(إلا أن يهدي فما لكم) [35] وقف حسن غير تام على معنى
التوبيخ كما تقول للرجل: «مالك ويلك»، ثم تبتدئ: (كيف تحكمون)، والتمام على
(تحكمون).
(ولما يأتهم تأويله) [29] وقف حسن.
ومثله: (ومنهم من لا يؤمن به) [40].
(إلا ساعة من النهار يتعارفون بينهم) [45].
(إلا ما شاء الله) [49].
(قل إي وربي) [53] وقف حسن كما تقول في الكلام:
(2/706)
«إي لعمري» ثم تبتدئ: (إنه لحق) والوقف على «حق» حسن
أيضًا.
(لافتدت به) [54] وقف حسن.
(ما في السماوات والأرض) [55] مثله.
(لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) [62] وقف غير تام لأن
قوله: (الذين آمنوا) [63] نعت لـ (أولياء الله).
(شهودا إذ تفيضون فيه) [61] حسن.
(ولا يحزنك قولهم) [65] حسن.
(الكذب لا يفلحون) [69] تام.
ثم تبتدئ (متاع في الدنيا) [70]، على معنى «ذلك متاع
الدنيا»
(2/707)
(ربنا ليضلوا عن سبيلك) [88] وقف حسن.
(آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنوا إسرائيل) [90]
كان أبو جعفر وشيبة ونافع وعاصم وأبو عمرو يقرؤون: (أنه) بفتح الألف. وكان يحيى بن
وثاب والأعمش وحمزة والكسائي يقرؤون: (إنه) بالكسر. فمن قرأ: (أنه) بالفتح لم يقف
على (آمنت) لأنه عامل في (أن). ومن قرأ: (إنه) بالكسر كان له مذهبان: أحدهما أن يقف
على (آمنت) ويبتديء: (إنه) بالكسر. والوجه الآخر أن يقول: إنما كسرت «إن» لأن تأويل (آمنت)
«قلت»، كأني قلت: «إنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل». فعلى هذا المذهب لا
يحسن الوقف على (آمنت) لأن (إنه)
ما بعدها حكاية.
(2/708)
(ورزقناهم من الطيبات) [93] وقف حسن. (حتى جاءهم العلم).
(فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك) [94].
(أن تؤمن إلا بإذن الله) [100].
(ماذا في السماوات والأرض) [101].
(خلوا من قبلهم) [102].
(والذين آمنوا) [103] ثم تبتدئ: (كذلك حقا علينا ننج
المؤمنين) وقف التمام.
(فلا كاشف له إلا هو) [107] وقف حسن.
(وهو الغفور الرحيم) وقف التمام.
(2/709)
السورة التي يذكر فيها هود
(الر) [1] وقف حسن إذا رفعت «الكتاب» بإضمار «هذا كتاب»
فإن رفعت «الكتاب بـ (الر) لم يحسن الوقف عليها، (من لدن حكيم خبير) غير تام لأن
(ألا تعبدوا إلا الله) [2] متعلق بقوله: (ثم فصلت) بـ (ألا تعبدوا). (إلا الله)
وقف حسن. (نذير وبشير) وقف غير تام لأن (وأن استغفروا) [3] منسوق على (ألا تعبدوا)
(ويؤت كل ذي فضل فضله) حسن».
[ومثله]: (ليقولون ما يحبسه) [8].
(2/710)
(ذهب السيئات عني إنه لفرح فخور) [10] غير تام لأن
الاستثناء قد جاء بعده.
(إنما أنت نذير) [12] حسن.
ومثله: (هل يستويان مثلا) [24].
(إني لكم نذير مبين) [25] كان أبو جعفر وأبو عمرو
والكسائي يقرؤون: (أني لكم) بفتح الألف، وكان شيبة ونافع وعاصم وحمزة يقرؤون: (إني
لكم) بكسر الألف؛ فمن قرأ: (أني) بالفتح لم يقف على (قومه) لأن الإرسال «عامل» في «أن». ومن قرأ:
(إني) بالكسر وقف على (قومه) وابتدأ (إني) بالكسر.
(إنما يأتيكم به الله إن شاء) [23] حسن.
(2/711)
(يريد أن يغويكم) [44] حسن أيضًا.
وكذلك (إلا من قد آمن) [36].
(بأعيننا ووحينا) [37].
(من كل زوجين اثنين وأهلك) [40] قال السجستاني: هو وقف.
قال أبو بكر: وليس يوقف لأن الاستثناء قد جاء بعده (إلا من سبق عليه القول ومن
آمن) وقف حسن.
(وما آمن معه إلا قليل) تام.
(مجراها ومرساها) [41] حسن (لغفور رحيم) تام.
(إلا من رحم) [43] حسن.
ومثله: (يا سماء أقلعي) [44] قال السجستاني: (واستوت على
الجودي) وقف كاف. وهذا غلط لأن قوله: (وقيل
(2/712)
بعدا) نسق على (غيض الماء). ولو حسن الوقف على (الجودي)
على ما ذكر لحسن الوقف على (الماء) وعلى (الأمر).
(إنه عمل غير صالح) [46] قرأ النبي صلى الله عليه وسلم،
وابن عباس وعروة بن الزبير وعكرمة والكسائي:
(إنه عمل غير صالح) بكسر الميم وفتح اللام، وكان ابن
مسعود والشعبي والحسن وأبو جعفر وشيبة ونافع وابن كثير وعاصم والأعمش وأبو عمرو وحمزة
يقرؤون: (إنه عمل غير صالح) بفتح الميم وضم اللام. فمن قرأ: (إنه عمل غير صالح) لم يقف
على (ليس من أهلك) لأن الهاء الثانية تعود على الهاء الأولى. ومن قرأ: (إنه عمل غير
صالح) وقف على (ليس من أهلك) لأن الهاء تعود على السؤال فانقطعت مما قبلها كأنه
قال: «إن سؤالك إياي ما ليس لك به
(2/713)
علم عمل غير صالح». قال أبو بكر: وقد أجاز بعض أهل
العربية إعادة الهاء في (وانه) على «الابن» و (عمل) و (غير) مرفوعان. وقال: المعنى عندي
«إن ابنك ذو عمل غير صالح» فحذف «ذو» وقام: (عمل) مقامه كما قالت العرب: عبد الله إقبال
وإدبار. وهم يريدون عبد الله ذو إقبال وإدبار. ومثله: «يومنا مطر وريح» يعني به
«ذو مطر وريح». فمن بنى على هذا القول ألحق هذه القراءة بقراءة من قرأ: (إنه عمل
غير صالح) في الوقف ولم يجعل بينهما فرقًا.
(وعلى أمم ممن معك) [48] حسن.
ومثله: (في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة) [60].
(2/714)
(فمن ينصرني من الله إن عصيته) [63].
(ومن خزي يومئذ) [66].
(كأن لم يغنوا فيها) [68].
(قالوا لا تخف) [70] وقف حسن ثم تبتدئ (إنا أرسلنا إلى
قوم لوط) والوقف على (لوط) تام. وفي قوله: (ومن وراء إسحاق يعقوب) [71] القراء
مجمعون على رفع (يعقوب) إلا عبد الله بن عامر وحمزة فإنهما ينصبانه. وروى ذلك أبو
عمرو عن عاصم. قال أبو بكر: فمن رفعه وقف على (فبشرناها بإسحاق) وابتدأ: (ومن وراء
إسحاق يعقوب) كان الاختيار أن يقف على آخر الآية، ويجوز أن
(2/715)
يقف على إسحاق ثم يبتديء: (ومن وراء إسحاق يعقوب) على
معنى «وهبنا لها يعقوب». وقال السجستاني: النصب ليس بالمختار لأنه لم يبشره إلا بواحد
كما قال: {فبشرناه بغلام حليم} [الصافات: 101]. وهذا غلط منه لأن الذين نصبوا (يعقوب) لم يدخلوه
في «البشارة» لأنه يفسد أن ينسق على (إسحاق) الأول لدخول (من) بينما، وذلك أنه لا يجوز: «مررت
بعبد الله ومن بعده محمد» فأصحاب النصب لم يريدوا هذا الوجه الخطأ وإنما أرادوا أن
يضمروا فعلا ينصبونه كما تقول: «مررت بعبد الله ومن بعده محمدًا» على معنى: «وجدت
من بعده محمدًا».
(أتعجبين من أمر الله) [73] وقف حسن. ومثله: (أهل
البيت)، (حميد مجيد) أحسن منه.
(يجادلنا في قوم لوط) [74] حسن.
(2/716)
ومثله: (إن موعدهم الصبح) [8] لأن بعض المفسرين قال: إن
(لوطا) قال: لا تؤخروهم إلى الصبح. فقالت الرسل: (أليس الصبح بقريب).
(منضود) [82] غير تام لأن (مسومة) [83] نعت لـ «الحجارة».
(أو قوم هود أو قوم صالح) [89] حسن.
(بقيت الله خير لكم إن كنتم مؤمنين) [86] وقف حسن.
ومثله: (ورزقني منه رزقا حسنا) [88] والجواب محذوف كأنه
قال: «أفتأمرونني أن أعصيه».
(2/717)
(كأن لم يغنوا) [95] وقف التمام.
(فاتبعوا أمر فرعون) [97] حسن. (وما أمر فرعون برشيد)
أحسن من الأول.
(وأتبعوا في هذه لعنة ويوم القيامة) [99] حسن، أي:
وأتبعوها يوم القيامة.
(منها قائم وحصيد) تام.
(لمن خاف عذاب الآخرة) [103] حسن.
ومثله: (ذلك يوم مجموع له الناس) [103].
(ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك) [107].وقف
حسن. ومعنى الاستثناء ههنا الزيادة لا النقصان، كأنه قال: «سوى ما شاء ربك من
الزيادة لهم على مقدار ديمومة السماوات والأرض».
(2/718)
(مما يعبد هؤلاء) [109] حسن.
(فاختلف فيه) [110] تام. (لقضي بينهم).
(ليوفينهم ربك أعمالهم) [111].
(ومن تاب معك) [112]، (ولا تطغوا)، (فتمسكم النار).
(من أولياء ثم لا تنصرون) [113] وقف التمام.
(وزلفا من الليل) [114] حسن.
(يذهبن السيئات)
(ممن أنجينا منهم) [116] حسن.
ومثله: (لجعل الناس أمة واحدة) [118].
(ولذلك خلقهم) [119].
(ما نثبت به فؤادك) [120].
(2/719)
السورة التي يذكر فيها يوسف
(فيكيدوا لك كيدا) [5] وقف حسن.
(كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق) [6] حسن.
(أرسله معنا غدا يرتع ويلعب) [12] [حسن].
(قا يا بشرى هذا غلام) [19] حسن.
وقوله: (ولقد همت به وهم بها) [24] فيه ثلاثة أقوال قال
عامة أهل العلم: هم بها معناه «قعد منها مقعد الرجل من المرأة» فتمثل له يعقوب
عاضًا على إصبعه يقول: يوسف يوسف. فالوقف من هذا المذهب على (لولا أن رأى برهان
ربه)، والتمام (إنه من عبادنا المخلصين).
وقال
(2/720)
آخرون:
الأنبياء، عليهم السلام، معصومون لا يعصون ولا يهمون
بالكبائر. وقالوا: معنى الآية «لولا أن رأى برهان ربه لهم بها» فالوقف من هذا
المذهب على (ولقد همت به) ثم تبتدئ: (وهم بها لولا أن رأى برهان ربه) أي: لولا أن رأى برهان
ربه لهم بها. وقال آخرون: الهاء كناية عن الفرة كأنه قال: «ولقد همت به وهم
بالفرة» فعلى هذا المذهب يحسن الوقف على (لولا أن رأى برهان ربه) ويتم على
(المخلصين) ولا يتم على (ولقد همت به) لأن (هم بها) نسق عليه.
(قال هي راودتني عن نفسي) [26] وقف حسن.
(يوسف أعرض عن هذا) [29] تام. (إنك كنت من الخاطئين) أتم
منه.
(2/721)
(وقلن حاش لله ما هذا بشرا) [31] حسن.
(ولقد راودته عن نفسه فاستعصم) [32] حسن.
(من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه حتى حين) [35] وقف حسن.
(بتأويله قبل أن يأتيكما) [37] حسن. (مما علمني ربي) حسن.
(وإسحاق ويعقوب) [38] حسن. (علينا وعلى الناس) أحسن منه.
(ولكن أكثر الناس لا يشكرون) تام.
(فيصلب فتأكل الطير من رأسه) [41] تام وإنما صار تامًا
لأن المفسرين قالوا: إن يوسف لما عبر رؤياهما على ما يكرهان قالا كذبنا لم ير
شيئًا، فقال يوسف: (قضي الأمر الذي فيه تستفيتان)
(وأخر يابسات) [43 ي حسن غير تام.
(2/722)
(قالوا أضغاث أحلام) [44] حسن أيضًا.
(أنا أنبئكم بتأويله) [45] حسن. (فأرسلون) حسن.
(وأخر يابسات) [46] حسن.
(وفيه يعصرون) [49] تام.
(ما علمنا عليه من سوء) [51] حسن. فقالت المرأة: (الآن
حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين) فقال يوسف: (ذلك ليعلم أني لم
أخنه بالغيب) [52] فتم الكلام على قوله: (وأن الله لا يهدي كيد الخائنين). فقال جبريل،
وغمزه، ولا حين هممت؟ فقال: (وما أبرئ نفسي) [53] وقال أبو عبيد: حدثنا حجاج عن
ابن جريح قال: (ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن
(2/723)
إن ربي بكيدهن عليم)، (ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب)
قال ابن جريج: وبين هذا وذالك ما بينه. قال: وهذا من تقديم القرآن وتأخيره. قال
أبو عبيد: يذهب ابن جريج إلى أن قوله تعالى: (ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب) متصل
بقوله: (قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم).
يقول: «إنه تكلم بهذا كله قبل خروجه من السجن»، فعلى مذهب ابن جريج لا يتم الوقف على قوله: (أنا
راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين) قال أبو بكر: ومن الناس من يقول: (ذلك ليعلم
أني لم أخنه بالغيب) (وأن الله لا يهدي كيد الخائنين) (وما أبرئ نفسي إن النفس) إلى
قوله: (إن ربي غفور رحيم) من كلام امرأة العزيز لأنه متصل
(2/724)
بقولها:
(أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين) وهذا مذهب الذين
ينفون «الهم» عن «يوسف» فمن بنى على قولهم قال: من قوله: (قالت امرأة العزيز)
إلى قوله: (إن ربي غفور رحيم) كلام متصل بعضه ببعض ولا يكون فيه وقف تام على
حقيقة، ولسنا نختار هذا القول ولا نذهب إليه.
(يتبوأ منها حيث يشاء) [56] وقف حسن.
(للذين آمنوا وكانوا يتقون) [57] وقف تام.
(قالوا يا أبانا ما نبغي) [65] في (ما) وجهان: يجوز أن
تكون جحدًا على معنى «لسنا نبغي دراهمك»، ويجوز أن تكون منصوبة على معنى «أي شيء
نبغي»
(2/725)
والوقف على (نبغي) إذا كانت (ما) جحدًا أحسن منه إذا
كانت منصوبة لأنها إذا كانت منصوبة كان المعنى «أي شيء نبغي وهذه بضاعتنا ردت
إلينا».
(لتأتني به إلا أن يحاط بكم) [66] وقف حسن.
وكذلك: (كدنا ليوسف) [76] حسن. (إلا أن يشاء الله) تام.
ثم تبتدئ: (نرفع درجات من نشاء) بالنون. وروي عن بعض القراء أنه قرأ: (يرفع درجات
من يشاء) بالياء فعلى هذا المذهب لا يتم الوقف على (إلا أن يشاء الله) ويتم على (كل
ذي علم عليم).
(وقد أخذ عليكم موثقًا من الله) [80] وقف حسن إذا كان المعنى
«من قبل ما فرطتم في يوسف» و (ما) توكيد، وإن شئت جعلت (ما) مصدرًا على معنى «ومن
قبل تفريطكم
(2/726)
في يوسف» فعلى هذا المذهب يحسن الوقف أيضًا على (من
الله). (ما فرطتم في يوسف) وقف حسن.
(فصبر جميل) [83] حسن.
(والأرض يمرون عليها) [105] لا يجوز أن تقف على
(السماوات) وتبتدئ: (والأرض يمرون عليها) بالرفع لأن الابتداء إنما يكون على نية
الوصل، ولم يقرأ بالرفع أحد من القراء ولا له معنى، ومن نصب (الأرض) كان وقفه على (السماوات) حسنًا
لأن (الأرض) تنتصب بقوله: (يمرون عليها) لأن التأويل: «والأرض يجوزونها». وقرأ السدي بالنصب،
ومعناه ضعيف كضعف معنى الرفع.
162 - أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد قال: حدثنا أبو
(2/727)
عمر الدوري قال: حدثنا أبو عمارة قال: حدثنا علي بن
الحسن عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت السدي يقرأ: (والأرض يمرون عليها) بنصب الأرض.
(سوف أستغفر لكم ربي) [98] وقف حسن يقال: أخرهم إلى وقت
السحر ليلة الجمعة.
(على بصيرة أنا ومن اتبعني) [108] هذا هو الوقف و (أنا)
توكيد لما في (أدعو على بصيرة) صلة (أدعو) والمعنى «أدعو على بصيرة لا على
غير بصيرة»، ويجوز أن يكون الوقف على (أدعو إلى
الله) ثم تبتدئ: (على بصيرة
(2/728)
أنا ومن اتبعني) فترفع (أنا) بـ (على). (وما أنا من
المشركين) حسن.
(من أهل القرى) حسن. (عاقبة الذين من قبلهم) حسن. وكذلك:
(ننجي من نشاء) [110].
(2/729)
السورة التي يذكر فيها الرعد
(المر) [1] وقف حسن. (آيات الكتاب) وقف تام إذا رفعت
(الذي أنزل إليك من ربك) بـ (الحق) و (الحق) به. فإن جعلت (الذي) في موضع خفض على
معنى «تلك آيات الكتاب وآيات الذي أنزل إليك» لم يحسن الوقف على الكتاب وحسن على
(من ربك) ثم تبتدئ (الحق ولكن) على معنى «هو الحق». (ولكن أكثر الناس لا يؤمنون)
وقف تام.
(الله الذي رفع السماوات) [2] حسن ثم تبتدئ: (بغير عمد
ترونها) أي: ترونها بلا عمد ويجوز أن يكون المعنى «الله الذي رفع السماوات بعمد لا
ترون تلك العمد»
(2/730)
فيكون معنى الجحد النقل من «العمد» إلى «الرؤية» ويكون
الوقف على (ترونها) وفي الهاء وجهان: يجوز أن يكون لـ «العمد» ويجوز أن يكون لـ
«السماوات». (وكل يجري لأجل مسمى) حسن.
(جعل فيها زوجين اثنين) [2] حسن.
(وجنات من أعناب) [4] الجنات منسوقة على القطع. وروي عن
الحسن: (وجنات) على معنى «رفع السماوات وجنات». قال أبو بكر: هذا قول بعضهم. والذي
أختاره: (وسخر الشمس والقمر) و (جنات)
(2/731)
أي: وجعل فيها رواسي وجنات. (نسقي بماء واحد) حسن، ثم
تبتدئ: (ونفضل) بالنون، وهي قراءة نافع وابن كثير ويحيى وعاصم وحميد وأبي عمرو.
وكان الأعمش وحمزة والكسائي يقرؤون: (ويفضل) بالياء، فعلى هذه القراءة لا يتم
الوقف على (يسقى بماء واحد) ويتم على (لآيات لقوم يعقلون).
(وقد خلت من قبلهم المثلات) [6] حسن.
(ولكل قوم هاد) [7] تام.
(وما تزداد) [8] حسن. (وكل شيء عنده بمقدار) حسن.
(2/732)
(ومن جهر به) [10] [حسن]. وكذلك (وسارب بالنهار).
(يحفظونه من أمر الله) [11] تام. والمعنى «يحفظونه بأمر
الله» ويجوز أن يكون هذا من المقدم والمؤخر، كأنه قال: «له معقبات من أمر الله
يحفظونه». ويحسن الوقف على (يحفظونه) وتبتدئ: (من أمر الله) أي: ذلك الحفظ من أمر الله.
(وما هو ببالغه) [14] حسن.
(السماوات والأرض قل الله) [16] وقف حسن. (حتى يغيروا ما بأنفسهم) وقف
حسن. (فلا مرد له) تام. (له دعوة الحق) حسن شبيه بالتام. (أم هل تستوي الظلمات
(2/733)
والنور) حسن. (فتشابه الخلق عليهم) حسن.
ومثله: (أو متاع زبد مثله) [17]، (وأما ما ينفع الناس
فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال) تام.
(لربهم الحسنى) [18] تام. (لافتدوا به) حسن. ومثله:
(ومأواهم جهنم وبئس المهاد) تام.
وكذلك (كمن هو أعمى) [19].
ومثله: (ولا ينقضون الميثاق) [20] وقال السجستاني: هو
وقف. وليس كما قال لأن قوله (والذين صبروا) [22] مع خبره نسق على الكلام الأول.
(أولئك لهم عقبى الدار) حسن.
ومثله: (من كل باب) [23].
(بما صبرتم فنعم عقبى الدار) تام.
(2/734)
ومثله: (ولهم سوء الدار) [25].
(لمن يشاء ويقدر) [26]، (إلا متاع).
(ويهدي إليه من أناب) [27].
(تطمئن القلوب) [28].
(وحسن مآب) [29].
(وهم يكفرون بالرحمن) [30]، (لا إله إلا هو)، (وإليه
متاب) وقف غير تام إذا كان جواب (ولو أن قرآنا سيرت به الجبال)، (وهم يكفرون
الرحمن) كأنه قال: «وهم يكفرون ولو فعل بهم ذلك» فإن كان جواب (ولو أن قرآنا)
محذوفًا لعلم المخاطبين به. كان الوقف على قوله (وإليه متاب).
(أو كلم به الموتى) [31] حسن. (بل لله الأمر جميعا) تام.
(ثم أخذتهم) [32] حسن.
(2/735)
(لتتلو عليهم الذين أوحينا إليك) [30] وقف حسن.
(أفمن هو قائم على نفس بما كسبت) [23] وقف حسن، والمعنى «كآلهتهم
التي لا تضر ولا تنفع» فحذف الجواب لأن قوله: (وجعلوا لله شركاء) دال عليه، كما
قال في سورة الحديد (لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح) [10] فمعناه «ومن بعد
الفتح» فاكتفى بدلالة قوله: (أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا).
وكذلك {جعل لكم سرابيل تقيكم الحر} [النحل: 81 ي معناه «تقيكم الحر والبرد» (أم
بظاهر من القول) وقف حسن، ومعناه «ظاهر في اللفظ باطن في الحقيقة» (وصدوا عن
السبيل) حسن. ومثله: (فما له من هاد).
(2/736)
(ولعذاب الآخرة أشق) [34].
(التي وعد المتقون) [35] غير تام لأن موضع (تجري من
تحتها الأنهار) رافع لـ (مثل الجنة). وذلك أنه لما قال: (مثل الجنة) كان معناه
«صفات الجنة» ثم خبر عنها فقال: (تجري من تحتها الأنهار أكلها دائم وظلها). وقال
أبو العباس: «المثل» مرفوع بإضمار «فيما وصفنا مثل الجنة، وفيما ذكرنا مثل الجنة»
(أكلها دائم وظلها) تام. (تلك عقبى الذين اتقوا) تام. وأتم منه: (وعقبى الكافرين
النار).
(أن يأتي بآية إلا بإذن الله) [38]. (لكل أجل كتاب) تام.
(يمحو الله ما يشاء ويثبت) [39] حسن. (وعنده أم الكتاب)
تام.
(2/737)
(ننقصها من أطرافها) [41] تام.
(فلله المكر جميعا) [42] تام. (ما تكسب كل نفس) تام.
(ومن عنده علم الكتاب) [43] يقرأ على وجهين: روي عن
النبي صلى الله عليه وسلم، وابن عباس ومجاهد: (ومن عنده علم الكتاب)، وسائر القراء
يقرؤون: (ومن عنده) بفتح الميم، فمن قرأ: (ومن عنده) وقف على قوله: (شهيدا بيني
وبينكم) ثم يبتديء: (ومن عنده علم الكتاب). وكذلك من قرأ: (ومن عنده علم الكتاب). ومن قرأ: (ومن
عنده) وقف على آخر السورة، ولم يقف على (بيني وبينكم).
(2/738)
السورة التي يذكر فيها إبراهيم
(الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض) [2] قرأ أبو
جعفر وشيبة ونافع وعبد الله بن عامر: (الله الذي) بالرفع. وكان ابن كثير وعاصم
والأعمش وأبو عمرو وحمزة والكسائي يقرؤون (الله الذي) بالخفض. فمن قرأ بالرفع وقف
على (الحميد)
[1]. ومن قرأ: (الله الذي) وقف على (ما في الأرض).
(ليبين لهم) [4] وقف حسن. (ويهدي من يشاء) حسن. (وعاد
وثمود) [9] وقف تام ثم تبتدئ: (والذين
(2/739)
من بعدهم لا يعلمهم إلا الله).
ومثله: (لنسكننكم الأرض من بعدهم) [14]، (وخاف وعيد) تام.
ومثله: (وما هو بميت) [17].
(مما كسبوا على شيء) [18].
(السماوات والأرض بالحق) [19] ولو قرأ قارئ: (خالق
السماوات) بالنصب على أنه نعت لـ (الله) والخبر (إن يشأ يذهبكم) كان الوقف على
(خلق جديد).
(بما أشركتموني من قبل) [22] تام.
(خالدين فيها بإذن ربهم) [23] تام. (تحيتهم فيها سلام)
تام.
(2/740)
(كل حين بإذن ربها) [25] حسن.
(ما لها من قرار) [26] تام.
(في الحياة الدنيا وفي الآخرة) [27] تام. (ويضل الله
الظالمين) غير تام لأن قوله: (ويفعل الله ما يشاء) نسق على (يضل الله الظالمين)،
(ما يشاء) تام.
(دار البوار) [28] غير تام لأن (جهنم) منصوبة على
الترجمة عن دار البوار، فلو رفعها رافع بإضمار على معنى «هي جهنم» أو بما عاد من
الهاء في (يصلونها) لحسن الوقف على (دار البوار).
(جهنم يصلونها) [29] حسن. (وبئس القرار) تام. (ليضلوا عن
سبيله) [30] حسن.
(وآتاكم من كل ما سألتموه) [34] قرأت العوام:
(2/741)
(من كل ما سألتموه) بالإضافة. وقرأ سلام أبو المنذر: (من
كل ما سألتموه) بالتنوين. فمن قرأ: (من كل ما سألتموه) بالإضافة لم يقف على
(كل) ومن نون حسن له أن يقف على (كل) ثم يبتديء: (ما سألتموه) أي: لم تسألوه.
163 - سألت أبا العباس عن هذا فقال لي: من أضاف أراد
«وآتاكم من كل ما سألتموه لو سألتموه» ومن نون أراد «آتاكم من كل لم تسألوه. وذلك
أنا لم نسأل الله شمسًا ولا قمرا ولا كثيرًا من نعمه». والوق فعلى (سألتموه) تام.
والوقف على (إنهن أضللن كثيرا من الناس) [36] حسن.
(2/742)
(وما نعلن) [38] حسن شبيه بالتام. (ولا في السماء) تام.
(ربنا وتقبل دعاء) [40] حسن.
(يوم يقوم الحساب) [41]، (إنما يؤخرهم ليوم) [42] قرأت
العوام (يؤخرهم) بالياء. وقرأ السلمي والحسن: (نؤخرهم) بالنون. فمن قرأ:
(نؤخرهم) بالنون وقف على «الظالمين» وابتدأ: (إنما). ومن قرأ: (يؤخرهم) بالياء وقف
على (لا يرتد إليهم طرفهم) [43]، (وأفئدتهم هواء) تام.
(ونتبع الرسل) [44] تام.
(لكم الأمثال) [45] تام.
(غير الأرض والسماوات) [48] حسن.
(2/743)
السورة التي يذكر فيها الحجر
(وقرآن مبين) [1] تام.
(ويلههم الأمل) [3] (تام). فيما زعم السجستاني. وهو عندي
غير تام لأن قوله (فسوف يعلمون) تهدد متصل بما قبله، (يعلمون) تام.
(إن كنت من الصادقين) [7] تام.
(ومن لستم له برازقين) [20] تام.
(بقدر معلوم) [21] تام.
(لآية للمؤمنين) [77] تام.
(وإنهما لبإمام مبين) [79] تام.
(2/744)
(وما بينهما إلا بالحق) [85] تام. مثله: (فاصفح الصفح
الجميل).
(والقرآن العظيم) [87].
(الذين جعلوا القرآن عضين) [91] وقف حسن، أي: فرقوه. ثم
ابتدأ: (فوربك لنسألنهم أجمعين) [92] أي: لنسألن قريشًا وغيرها من الأمم الذين
فرقوه، وتفريقهم إياه أن بعضهم قال: «هو سحر» وقال بعضهم: «هو كذب».
(فسوف يعلمون) [96] وقف التمام.
(2/745)
السورة التي يذكر فيها النحل
(فلا تستعجلوه) [1] تام (عما يشركون) حسن.
(أنا فاتقون) [2] تام.
(والأرض بالحق) [3] حسن.
(إلا بشق الأنفس) [7] حسن.
(لتركبوها) [8] حسن ثم تبتدئ: (وزينة) على معنى «وزينة
فعل ذلك». والوقف على قوله: (إن ربكم لرؤوف رحيم) غير تام لأن الخيل والبغال
والحمير تنتصب على النسق على (خلق)، ويجوز أن تنصبها بإضمار «وسخر لكم الخيل
والبغال»، فيحسن الوقف على قوله: (لرؤوف رحيم).
(وزينة) وقف تام.
(2/746)
ومثله: (ومنها جائر) [9].
(لعلكم تهتدون) [15].
(وعلامات) [16] حسن.
(لا تحصوها) [18] حسن. (لغفور رحيم) تام. (وما تعلنون)
حسن.
(والذين يدعون من دون الله) [20] كان الحسن ونافع
والأعمش وأبو عمرو وابن كثير يقرؤون (والذين تدعون) بالتاء. وكان عاصم يقرأ:
(والذين يدعون) بالياء. فمن قرأ: (والذين تدعون) بالتاء لم يقف على (تعلنون)
ووقف على (يخلقون). ومن قرأ: (والذين يدعون) بالياء. فمن قرأ: (والذين تدعون) بالتاء
لم يقف على (تعلنون) ووقف على (يخلقون). ومن قرأ: (والذين يدعون) بالياء وقف على
قوله: (وما تعلنون). والوقف على (يخلقون) تام إذا رفعت «الأموات» بإضمار (هم
أموات) فإذا رفعت «الأموات» بقوله: (والذين يدعون من دون
(2/747)
الله أموات) لم يتم الوقف على (يخلقون).
(أيان يبعثون) [21] تام.
(إلهكم إله واحد) [22] تام.
(ما كنا نعمل من سوء) [28] تام.
(بما كنتم تعلمون) تام.
(خالدين فيها) [29] تام.
(قالوا خيرا) [30] تام. (في هذه الدنيا حسنة) حسن.
ومثله: (ولدار الآخرة خير ولنعم دار المتقين) تام إذا رفعت «الجنات» بما عاد من
الهاء في (يدخلونها) [31] فإن رفعت «الجنات» بـ «نعم» لم يحسن الوقف على (المتقين).
(كذلك فعل الذين من قبلهم) [33] وقف حسن.
(من حقت عليه الضلالة) [36] حسن.
(2/748)
ومثله: (لا يهدي من يضل) [37].
(لا يبعث الله من يموت) [38] وقف حسن.
(لنبوئنهم في الدنيا حسنة) [41] وقف حسن.
ومثله: (بالبينات والزبر) [44].
(من نعمة فمن الله) [53].
(ليكفروا بما آتيناهم) [55].
(أم يدسه في التراب) [59].
(مثل السوء) [60] (المثل الأعلى)، (العزيز الحكيم) تام.
(ما يكرهون) [62 ي حسن، (أن لهم الحسنى) حسن.
(فاسلكي سبل ربك ذللا) [69] حسن. (فيه شفاء للناس) حسن.
(لكي لا يعلم بعد علم شيئا) [70] حسن.
ومثله: (إلا كلمح البصر أو هو أقرب) [77].
(ما يمسكهن إلا الله) [79].
(2/749)
(شهيدًا على هؤلاء) [89].
(وإيتاء ذي القربى) [90]، (والمنكر والبغي) تام.
(يعظكم لعلكم تذكرون) تام، ومعناه «يعظكم الله».
(من بعد قوة أنكاثا) [92] حسن، (هي أربى من أمة) حسن، (ما
كنتم فيه تختلفون) تام.
(ويهدي من يشاء) حسن.
ومثله: (وما عند الله باق) [96].
(إنما أنت مفتر) [101].
(إنما يعلمه بشر) [103].
(إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون) [116]. وقف
تام. وقال السجستاني: (لما تصف ألسنتكم الكذب) وقف كاف. وهذا غلط لأن قوله: (هذا
حلال وهذا حرام)
(2/750)
حكاية ولا يتم الوقف على الحكاية دون المحكي.
(شاكرًا لأنعمه) [121] حسن.
(بمثل ما عوقبتم به) [126] حسن.
(وجادلهم بالتي هي أحسن) [125] [مثله].
(2/751)
السورة التي يذكر فيها بنو إسرائيل
(لنريه من آياتنا) [1] حسن.
(من دوني وكيلا) [2] حسن ثم تبتدئ: (ذرية من حملنا مع
نوح) [3] على معنى «يا ذرية من حملنا» وقال قوم: «الذرية» منصوبة بقوله: (ألا
تتخذوا من دوني) (ذرية من حملنا مع نوح) (وكيلا). فعلى هذا المذهب يكون الوقف
على (نوح)، (عبدا شكورا) تام.
(عسى ربكم أن يرحكم) [8] حسن ثم تبتدئ: (وإن عدتم عدنا).
(ولتعلموا عدد السنين والحساب) [12] حسن.
(عليك حسيبا) [14] حسن.
(2/752)
(وزر أخرى) [15] حسن. ومثله: (حتى نبعث رسولا).
(من عطاء ربك) [20]
(كيف فضلنا بعضهم على بعض) [21]
(وبالوالدين إحسانا) [23]، (كما ربياني صغيرا) تام.
(التي حرم الله إلا بالحق) [33] حسن.
(حتى يبلغ أشده) [34] حسن.
ومثله: (إليك ربك من الحكمة) [39].
(لا تفقهون تسبيحهم).
(وفي آذانهم وقرا) [46].
(أو إن يشأ يعذبكم) [54].
(بمن في السماوات والأرض) [55] حسن.
(إلا أن كذب بها الأولون) [59] حسن.
ومثله: (أحاط بالناس) [60]، (الملعونة في القرآن).
(2/753)
(والأولاد وعدهم) [64].
(ليس لك عليهم سلطان) [65].
(ضل من تدعون إلا إياه) [67]، (إلى البر أعرضتم).
(خلافك إلا قليلا) [76] حسن، ثم تبتدئ: (سنة من قد
أرسلنا) [77] فتنصب «السنة» بإضمار «يعذبون كسنة من قد أرسلنا» فلما سقطت الكاف عمل
الفعل. (من رسلنا) وقف حسن.
ومثله: {إلى غسق الليل} [78] وهو غير تام لأن قوله:
(وقرآن الفجر) منسوق على قوله: (أقم الصلاة)، (وقرآن الفجر) أي: وصلاة الفجر.
(مقاما محمودا) [79] تام.
(2/754)
(ورحمة للمؤمنين) [82] حسن.
(إلا خسارا) تام.
(حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه) [93] تام.
(خشية الإنفاق) [100] حسن.
ومثله: (اسكنوا الأرض) [104]، (جئنا بكم لفيفا).
(وبالحق نزل) [105] تام. (إلا مبشرا ونذيرا) تام إذا نصب
«القرآن» بـ «فرقناه» فإذا نصبته بـ (أرسلناك) على معنى «وما أرسلناك إلا مبشرا وقرآنا،
أي: ورحمة» لم يتم الوقف على (ندير).
(أولا تؤمنوا) [107] تام.
(أو ادعوا الرحمن) [110] حسن. ومثله: (فله الأسماء
الحسنى)، (وابتغ بين ذلك سبيلا)
(2/755)
السورة التي يذكر فيها الكهف
(عوجا) [1] غير تام لأن المعنى «الحمد لله الذي أنزل على
عبده الكتاب قيما ولم يجعل له عوجا».
(الذين قالوا اتخذ الله ولدا) [4] تام، ولا يلتفت إلى
كراهية من يكره الوقف على هذا فإنهم لا علم لهم.
(ولا لآبائهم) [5] تام.
(بهذا الحديث أسفا) [6] تام.
ومثله: (وهم في فجوة منه) [17]، (من آيات الله).
(وهم رقود) [18] حسن. ومثله: (ذات اليمين وذات الشمال)،
(ذراعيه بالوصيد).
(ربهم أعلم بهم) [21] تام.
(2/756)
(ما يعلمهم إلا قليل) [22] حسن.
ومثله: (غدا. إلا أن يشاء الله) [23، 24].
(وازدادوا تسعا) ب 25] تام.
(أبصر به وأسمع) [26] حسن.
ومثله: (يريدون وجهه) [28].
(وكان أمره فرطا) تام.
(فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) [29] تهدد لا يحسن الوقف
عليه إلى قوله: (وساءت مرتفقا).
(إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا) [30] تام، إذا جعلت (إنا
لا نضيع) في موضع خبر. (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات)، وإن جعلت الخبر ما عاد
من قوله: (أولئك لهم جنات عدن) [31] لم يتم الكلام على قوله: (وساءت مرتفقا) إلى قوله:
(نعم الثواب). (وساءت مرتفقا) تام، والمعنى: «وحسنت
(2/757)
الجنات مرتفقا»، ومعنى (وساءت مرتفقا) «وساءت النار
مرتفقا».
(بينهما زرعا) [32] حسن.
ومثله: (ولم تظلم منه شيئا) [33]، (خلالهما نهرا).
(ولا أشرك بربي أحدا) [38] تام.
(ينصرونه من دون الله) [43].
(الولاية لله الحق) [44]، (وخير عقبا).
(زينة الحياة الدنيا) [46] (وخير أملا) تام.
ومثله: (إلا أحصاها) [49]، (ما عملوا حاضرا)
(وهم لكم عدو) [50] (بئس للظالمين بدلا).
(ولا خلق أنفسهم) [51] (المضلين عضدا).
(ما قدمت يداه) [57] حسن. (وفي آذانهم وقرا) تام، ومثله:
(فلن يهتدوا إذا أبدا).
(الغفور ذو الرحمة) [58] حسن. (لعجل لهم العذاب) تام.
(2/758)
(فاتخذ سبيله في البحر سربا) [61] معناه «فاتخذ الحوت
سبيله ذهابا في الأرض» قال الشاعر:
وكل أناس قاربوا قيد فحلهم ... ونحن خلعنا قيده فهو سارب
أي: ماض في الأرض ذاهب.
وقوله: (واتخذ سبيله في البحر عجبا) [63] قال المفسرون:
تم الكلام على قوله: (واتخذ سبيله) ثم قال مبتدئًا: (عجبا) على معنى «أعجب لذلك
عجبا» وقال عيسى بن عمر: قال الحسن: عجبا لسيره في البحر. وقال غيرهما: معناه «يفعل عجبا يمضي
عجبا».
(ذلك ما كنا نبغ) [64] تام.
(2/759)
(يستخرجا كنزهما) [82] حسن، ثم قال: (رحمة من ربك) فنصبه
على معنى «فعلته رحمة من ربك».
(لم نجعل لهم من دونها سترا. كذلك) [90، 91] وقف التمام.
(وقد أحطنا بما لديه خبرا) حسن.
ومثله: (أفرغ عليه قطرا) [96].
(قال هذا رحمة من ربي) [98] وقف حسن غير تام، وهو من
كلام ذي القرنين إلى قوله: (وعد ربي حقا).
(يموج في بعض) [99].
(أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء) [102 ي أحسن من الأول.
(2/760)
سورة مريم عليها السلام
(كهيعص) [1] وقف حسن، ثم تبتدئ: (ذكر رحمة ربك) [2] على
معنى «هذا ذكر رحمة ربك» فإن رفعت «الذكر» بـ (كعيعص) لم يتم الوقف على (كهيعص)
ولم يحسن.
(واجعله رب رضيا) ب 6] وقف تام.
(ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا) [10] وقف حسن، وهو من
المقدم والمؤخر كأنه قال: «ألا تكلم الناس سويا أي: وأنت سوي الخلق غير أخرس».
(2/761)
(بكرة وعشيا) [11] وقف التمام.
(الحكم صبيا) [12] غير تام لأن «الحنان» منسوق على ما
قبله.
(من لدنا وزكاة) [13] وقف حسن.
ومثله: (فاتخذت من دونهم حجابا) [17].
(قال ربك هو على هين) [21] وقف تام، والمعنى «قال ربك
خلقه على هين»، ثم قال (ولنجعله آية للناس) على معنى «ولكي نجعله آية للناس
نخلقه». وقال السجستاني: المعنى «ولنجعلنه» وهو خطأ لعلة شرحناها في صدر الكتاب.
(ورحمة منا) وقف تام.
(2/762)
(فأشارت إليه) [29] حسن. (من كان في المهد صبيا) تام.
(وبرا بوالدتي) [32] حسن.
(ذلك عيسى ابن مريم قول الحق) [34] كان الحسن وابن كثير
ونافع وأبو عمرو وحمزة يقرؤون: (قول الحق) بالرفع. وكان عاصم وابن أبي إسحاق يقرآن
(قول الحق) بالنصب. وكذلك قرأ ابن عامر، فمن قرأ (قول الحق) بالرفع لم يقف على (ابن مريم) لأن
(قول الحق) نعت لـ (عيسى). ومن قرأ: (قول الحق) نصبه على وجهين: أحدهما أن ينصبه
على المصدر كأنه قال: «أقول قولا حقا». والوجه الآخر أن ينصبه على خبر (ذلك) ويجعل
(ذلك) في مذهب «كان» كما تقول: «هذا زيد أخاك» و «هذا
(2/763)
الخليفة قادمًا» فتنصبه لأنك قرنت بـ «هذا وذلك» الفعل
ونصبت به كما تنصب بـ «كان»، فمن الوجه الأول
يحسن الوقف عليه للمضطر. ومن الوجه الثاني لا يحسن الوقف عليه، أعني: على ابن
مريم. كما لا يحسن الوقف على اسم كان دون الخبر.
(أن يتخذ من ولد سبحانه) [35] وقف حسن.
(وإن الله ربي وربكم) [36] كان عاصم والأعمش وحمزة
والكسائي يكسرون: (إن الله ربي). وكان نافع وأبو عمرو يفتحانها. فمن كسرها وقف على
(كن فيكون) وابتدأ بها، ومن فتحها لم يقف على (فيكون) لأنها منسوقة على (وأوصاني بالصلاة)
[31] وبـ (أن الله) وقال قوم: هي منسوقة على قوله: (وإذا قضى أمرا) وقضى (أن الله
ربي
(2/764)
وربكم).
ويجوز أن يكون في موضع رفع على معنى «ذلك عيسى ابن مريم
وذلك أن الله» فمن الوجه الأول لا يحسن الوقف على قوله: (جبارا شقيا) [32] ومن
الوجه الثاني يحسن الوقف عليه.
(ربي وربكم فاعدبوه) تام.
(وأبصر يوم يأتوننا) [38] وقف حسن.
ومثله: (سلام عليك) [47]
(ممن هدينا واجتبينا) [58]
(له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك) [64] وقف
التمام.
(واصطبر لعبادته) [65] وقف حسن.
(2/765)
(يزيد الله الذين اهتدوا هدى) [76] تام.
(أم اتخذ عند الرحمن عهدا. كلا) [78، 79] وقف التمام،
على معنى «لا لم يتخذوا» ويجوز أن تقف (عهدا) ثم تبتدئ: (كلا سنكتب) على معنى «حقا
سنكتب». وقد فسرناه فيما مضى من الكتاب.
(2/766)
سورة طه
من قال: (طه) [1] افتتاح للسورة وقف (طه) وابتدأ: (ما
أنزلنا عليك القرآن لتشقى) [2] ومن قال: (طه) معناه «يا رجل» لم يقف عليها.
(تذكرة لمن يخشى) [3] حسن.
(لا إله إلا هو) [8] حسن. (له الأسماء الحسنى) تام.
(المقدس طوى) [12] حسن.
ومثله: (أكاد أخفيها) [15] غير تام لأن قوله: (لتجزي كل
نفس) متعلق بالأول كأنه قال: «لكي تجزي». وقال السجستاني: معناه «لتجزين كل نفس»
على القسم وهو خطأ
(2/767)
لما ذكرنا.
و (من آياتنا الكبرى) [23] حسن.
ومثله: (سؤلك يا موسى) [36].
(كي تقر عينها ولا تحزن) [40]
(من نبات شتى) [53]
(ومنها نخرجكم تارة أخرى) [55].
(وأن يحشر الناس ضحى) [59].
(فيسحتكم بعذاب) [61]
(من البينات والذي فطرنا) [72]، (هذه الحياة الدنيا)
(وما أكرهتنا عليه من السحر) [73]، (خير وأبقى) تام.
(خالدين فيها) [76] تام. (جزاء من تزكى) أتم منه. (لا
تخاف دركا ولا تخشى) [77] [تام] وقرأ الأعمش وحمزة:
(2/768)
(لا تخف دركا ولا تخشى) فعلى هذه القراءة يحسن الوقف
(دركًا) ثم تبتدئ: (ولا تخشى) على معنى «ولست تخشى». فإن كان (تخشى) في موضع جزم
ثبتت الياء فيه على لغة الذين يقولون: «لم آتيك» لم يحسن الوقف على (لا تخاف
دركًا) لأن (ولا تخشى) نسق عليه.
(فغشيهم من اليم ما غشيهم) [78].
(قومه وما هدى) [79] تام.
(وإله موسى فنسي) [88] تام.
ومثله: (ضرا ولا نفعا) [89]
(وزرًا. خالدين فيه) [100، 101] حسن.
(2/769)
(إن لبثتم إلا عشرا) [103] أحسن منه.
(طريقة إن لبثتم إلا يوما) [104] تام.
ومثله: (ورضي له قولا) [109]
(من حمل ظلما) [111] تام.
ومثله: (ولا هضما) [112]
(لهم ذكرا) [113]
(الملك الحق) [114]، (من قبل أن يقضي إليك وحيه)، (رب
زدني علما).
(ولا تضحى) [119] تام.
(قال اهبطا منها جميعًا) [123] حسن. (بعضكم لبعض عدو)
حسن شبيه بالتام.
(وكذلك اليوم تنسى) [126] حسن.
(من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه) [127] تام.
(2/770)
ومثله: (لكان لزاما وأجل مسمى) [129]
(لنفتنهم فيه) [131].
(نحن نرزقك) [132]
(فتربصوا) [135] حسن غير تام. (ومن اهتدى) تام.
(2/771)
السورة التي يذكر فيها الأنبياء عليهم السلام
(لاهية قلوبهم) [3] حسن. (وأسروا النجوى) حسن ثم تبتدئ:
(الذين ظلموا) على معنى «أسرها الذين ظلموا» فإن جعلت (الذين) في موضع خفض على
النعت للناس كأنه قال: «اقترب للناس الذين ظلموا» لم يحسن الوقف على قوله: (لاهية قلوبهم)
ولا على (النجوى) وإن جعلت (الذين) في موضع رفع بـ (أسروا) والواو علامة لفعل
الجمع كما تقول قاموا إخوتك لم يحسن الوقف على (أسروا). (أفتأتون السحر وأنتم تبصرون) تام.
(قبلهم من قرية أهلكناها) [6].
(2/772)
(لا يأكلون الطعام) [8] حسن غير تام، والمعنى «وما
جعلناها بشرا إلا ليأكلوا الطعام وما كانوا خالدين بأكلهم».
(لاتخذناه من لدنا) [17] غير تام لأن (أن) متعلقة بالأول
كأنه قال: «إن كنا فاعلين ولكنا لا نفعله». وقال المفسرون: اللهو الولد. و (إن كنا
فاعلين) معناه «ما كنا فاعلين»، فعلى هذا المذهب يتم الوقف على (لدنا).
(فإذا هو زاهق) [18] حسن.
(والنهار لا يفترون) [20] وقف حسن. وقال بعض المفسرين:
الوقف (يسبحون الليل) ثم ابتدأ فقال: (والنهار
(2/773)
لا يفترون). وهذا غلط لأنهم لا يوصفون بأنهم يسبحون
الليل دون النهار ولا النهار دون الليل، الدليل على ذلك قوله: {فإن استكبروا
فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسأمون} [فصلت: 38] والتسبيح
الصلاة. يقال: قد فرغت من سجتي أي: من صلاتي.
(لفسدتا) [22] وقف حسن. ومثله: (عما يصفون). (لا يسأل
عما يفعل) [23] حسن. (وهم يسألون) مثله.
وكذلك: (ذكر من قبلي) [24]، (بل أكثرهم لا يعلمون الحق)
وقف حسن. وروي عن بعض القراء (الحق) بالرفع على معنى «هو الحق» فعلى هذا المذهب
يحسن أن تقف على (يعلمون) وتبتدئ: (الحق فهم معرضون) كما تبتدئ في البقرة: (الحق
من ربك) [147] على معنى «هو الحق».
(2/774)
(وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه) [26] وقف حسن غير تام.
(بل عباد مكرمون) تام والمعنى «بل هم عباد مكرمون».
(نجزيه جهنم) [29] حسن.
ومثله: (والنهار والشمس والقمر) [33].
(ذائقة الموت) [35].
(يذكر آلهتكم) [36] حسن.
ومثله: (من عجل) [37].
(ولا عن ظهورهم ولا هم ينصرون) [39] حسن. والجواب محذوف
كأنه قال: «لو يعلم الذين كفروا ما استعجلوا».
(والنهار من الرحمن) [42] حسن.
(حتى طال عليهم العمر) [44] تام. (ننقصها من أطرافها)
حسن.
(2/775)
(إنما أنذركم بالوحي) [45] تام.
(فلا تظلم نفس شيئا) [47] حسن.
(ووهبنا له إسحاق) [72] وقف حسن ثم تبتدئ: ويعقوب نافلة
على معنى «وزيادة يعقوب نافلة»، لأن (يعقوب) لـ (إسحاق) وهو لـ (إبراهيم) نافلة.
والوقف على (نافلة) حسن.
(إنه من الصالحين) [75] تام، ثم تبتدئ: (ونوحًا) [76]
على معنى «واذكر نوحًا».
ومثله في التمام: (فأغرقناهم أجمعين) [77].
(ففهمناها سليمان) [79] حسن. (يسجن والطير) تام.
(وإدريس وذا الكفل) [85] وقف حسن.
(2/776)
(إنهم من الصالحين) [86] تام.
(فظن أن لن نقدر عليه) [87] غير تام لأن النسق قد جاء
بعده. وفي (نقدر عليه) ثلاثة أقوال، قال الفراء: معناه «أن لن نقدر عليه ما
قدرنا». أنشدنا أبو العباس لأبي صخر:
فليس عشيات اللوى برواجع ... لنا أبدا ما أبرم السلم
النضر
ولا عائدا ذاك الزمان الذي مضى ... تباركت ما تقدر يقع
ولك الشكر
فمعناه «ما تقدر يقع»، وقال الأخفش: معناه «فظن أنه
يفوتنا». وقال قوم: معناه «فظن أن لن يضيق عليه» واحتجوا بقوله: {يبسط الرزق لمن
يشاء ويقدر} [الرعد: 26] فمعناه
(2/777)
«يضيق على من يشاء» وقال قوم: معنى هذا الكلام الاستفهام
كأنه قال: «أفظن أن لن نقدر عليه». وقال آخرون معناه «مغاضبًا لبعض الملوك».
(وكانوا لنا خاشعين) [90] وقف حسن.
ومثله: (آية للعالمين) [91].
(وتقطعوا أمرهم بينهم) [93] تام.
(أنهم لا يرجعون) [95] تام أي: لا يتوب منهم تائب.
(قد كنا في غفلة من هذا) [97] تام. (بل كنا ظالمين) تام.
وقوله: (فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا) وقف حسن. وقال
السجستاني: لما قال: (حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج
(2/778)
وهم من كل حدب ينسلون) [96] كان الأول بغير جواب، فلما
قال: (فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا) كان في ذا ما يغني عن الجواب. قال أبو
بكر: وليس كما قال لأن قوله: (واقترب الوعد الحق) [97] هو الجواب كأنه قال «حتى
إذا فتحت يأجوج ومأجوج اقترب» والواو مقحمة لمعنى التعجب كما يقول في الكلام «وأي رجل
زيد».
(كما بدأنا أول خلق نعيده) [104] حسن. (وعدًا علينا)
حسن. (إنا كنا فاعلين) تام.
(على سواء) [109] حسن.
(قل رب احكم بالحق) [12] حسن شبيه بالتام.
(2/779)
سورة الحج
(لنبين لكم) [5] وقف حسن ثم تبتدئ: (ونقر في الأرحام ما
نشاء) بالرفع. ولم يقرأ أحد (ونقر) بالنصب إلا ما يرويه المفضل عن عاصم. (ثم
نخرجكم طفلا) حسن. (من بعد علم شيئا) تام.
(عن سبيل الله) [9] حسن.
(لمن ضره أقرب من نفعه) [13] وقف حسن. وقال السجستاني:
لا يكون (أقرب من نفعه) وقفًا تامًا لأن خبر المبتدأ لم يأت بعد. وإنما هو قوله:
(لبئس المولى ولبئس العشير) و (يدعو) بمعنى «يقول» فإنكاره الوقف على قوله: (أقرب
(2/780)
من نفعه) خطأ منه لأن (من) منصوبة بـ (يدعو) واللام لام
اليمين كأنه قال «يدعو من لضره، أي: من والله لضره أقرب من نفعه». فنقلت اللام
من الضر، فأدخلت على (من) لأنها حرف لا يتبين فيه الإعراب، حكي عن العرب: «عندي
لما غيره خير منه» يعني «عندي ما لغيره». وسمعت أبا العباس يقول: كان الأخفش يقول:
المعنى لمن ضره أقرب من نفعه إليه فحذف الإله، قال: وأخطأ الأخفش في هذا لأن
المحلوف عليه لا يحذف إذا قلت: «والله لأخوك زيد» لم يحسن أن تحذف «زيد» لم يحسن أن
تحذف «زيدا» فتقول: «لأخوك». وفي هذه المسألة أقوال كثيرة اكتفينا منها بهذا.
(ولبئس العشير) تام.
(2/781)
(تجري من تحتها الأنهار) [14] [تام].
(وكثير من الناس) [18] تام. وروي عن ابن عباس أنه قال:
«المعنى» وكثير من الناس في الجنة وكثير حق عليه العذاب. فعلى هذا المذهب يتم
الوقف على (عليه العذاب).
(ما في بطونهم والجلود) [20] حسن.
ومثله: (أعيدوا فيها) [22].
(من ذهب ولؤلؤا) [23] كان نافع وغيره من أهل المدينة
وعاصم الجحدري يقرؤون: (ولؤلؤا) بالنصب، وسائر القراء يقرؤون (ولؤلؤ) بالخفض. فمن
قرأ بالخفض وقف
(2/782)
على «اللؤلؤ» ولم يقف على «الذهب». وقال السجستاني: من
نصب «اللؤلؤ» فالوقف الكافي: (من ذهب)
لأن المعنى «ويحلون لؤلؤا». وليس كما قال: لأنا إذا
خفضنا «اللؤلؤ» نسقناه على لفظ «الأساور» وإذا نصبناه نسقناه على تأويل «الأساور»
كأنا قلنا: «يحلون فيها أساور ولؤلؤا» فهو في النصب بمنزلته في الخفض ولا معنى لقطعه من
الأول. (ولباسهم فيها حرير) حسن.
وقوله: (سواء العاكف فيه والباد) [25] قرأت العوام [سواء] بالرفع. وروي
عن الأعمش (سواء) بالنصب. وروي عن بعض القراء (سواء) بالنصب. (العاكف فيه
(2/783)
والباد)
بالخفض. فمن قرأ: (سواء) بالرفع رفعها بـ (العاكف) و
(العاكف) بها، و (الباد) نسق على (العاكف) الهاء التي في (فيه) خبر (جعلنا).
فعلى هذا المذهب لا يتم الوقف على (جعلناه للناس) ويجوز أن يكون معنى «جعلناه
نصيبا للناس» فيتم الوقف على (الناس) وتبتدئ: (سواء العاكف) فترفع (سواء) بـ (العاكف).
ومن قرأ: (العاكف فيه والباد) خفضه على معنى «جعلناه
للناس العاكف فيه والباد» ومن نصب (سواء) أراد «الذي جعلناه سواء» ويرتفع (العاكف) و (الباد)
بمعنى (سواء) كما تقول: «رأيت زيدا قائما أبوه». فمن هذين الوجهين لا يحسن الوقف
على (الناس) ويحسن على (الباد).
(من كل فج عميق) [27] غير تام لأن قوله: (ليشهدوا
(2/784)
منافع لهم) [28] متعلق بـ (يأتين). والوقوف على (كل
ضامر) غير تام. وقال الأخفش: هو تام. وهذا غلط لأن (يأتين) صلة (كل ضامر) كأنه قال: «وعلى
كل ضامر يأتين» وفي قراءة ابن مسعود: (يأتون من فج عميق) على معنى «يأتوك رجالة يأتون».
ويجوز في العربية، «يأتوا من كل فج عميق» بالجزم، على أن يجعله تابعًا لـ (يأتوك).
و «العميق» في هذا الموضع البعيد.
(من بهيمة الأنعام) وقف التمام.
ومثله: (فهو خير له عند ربه) [30].
(غير مشركين به) [31].
(2/785)
(من تقوى القلوب) [32].
(إلا أن يقولوا ربنا الله) [40]، (يذكر فيها اسم الله
كثيرًا)، (ولينصرن الله من ينصره).
(ونهوا عن المنكر) [41].
(وأصحاب مدين) [44] حسن. ومثله: (وكذب موسى)، (ثم أخذتهم
فكيف كان نكير).
(وقصر مشيد) [45] تام.
ومثله: (ثم أخذتها) [48].
(إلى صراط مستقيم) [54 ي.
(لله يحكم بينهم) [56].
(لينصرنه الله) [60].
(ثم يميتكم ثم يحييكم) [66].
(وما ليس لهم به علم) [71].
(ضرب مثل فاستعموا له) [73]، (لا يستنقذوه منه)،
(2/786)
ضعف الطالب والمطلوب).
(حق قدره) [74]
(في الدين من حرج) [78] وقف حسن ثم تبتدئ: (ملة أبيكم
إبراهيم) على معنى «الزموا ملة أبيكم إبراهيم» ويجوز أن تكون «الملة» منصوبة على
معنى «وسع عليكم كملة أبيكم». وذلك أنه لما قال: (وما جعل عليكم في الدين من حرج)
كان المعنى «وسعه وسمحه» فتكون «الملة» منصوبة إذا سقطت الكاف الخافضة، والدليل
على صحة المذهب الأول قوله: (يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا) [77] فدل على
«والزموا ملة أبيكم» ومن أخذ بالفعل الثاني لم يقف على (من حرج) [لأن] (من الملة)
متصلة بما قبلها. (أبيكم
(2/787)
إبراهيم)
وقف حسن. (هو سماكم المسلمين من قبل) معناه «الله
سماكم». وقال الحسن: معناه «إبراهيم سماكم» لقوله: {واجعلنا مسلمين لك} [البقرة:
128] فإبراهيم سأل الله لهم هذا الاسم. (وتكونوا شهداء على الناس) وقف التمام.
(2/788)
سورة المؤمنين
(قد أفلح المؤمنون) [1] وقف حسن غير تام لأن (الذين هم
في صلاتهم خاشعون) [2] نعت لـ «المؤمنين».
164 - حدثنا أبو محمد بن أبي العنبر قال: حدثنا العباس
بن محمد قال: حدثنا عبيد الله بن موسى قال: حدثنا عيسى بن عمر قال: سمعت طلحة بن
مصرف يقرأ: (قد أفلحوا المؤمنون) فقلت له: أتلحن؟ فقال: نعم، كما يلحن أصحابي. قال أبو
بكر: فجائز أن يرتفع (المؤمنون) بمشتق من (أفلحوا)
(2/789)
وممكن أن يرتفعوا بـ (أفلحوا)، فمن اشتق فعلاً بناء على
«قد افلحوا قد أفلح المؤمنون». وقال البصريون: (المؤمنون) يرتفعون على البدل من
الضمير الذي في (أفلحوا).
(الذين يرثون الفردوس) [11] وقف تام. وأتم منه: (هم فيها
خالدون).
(ثم أنشأناه خلقا آخر) [14] وقف حسن. وكذلك: (أحسن
الخالقين).
وروي عن طلحة بن مصرف أنه قرأ: (قد ألفحوا) فعلى مذهبه
يحسن الوقف على (أفلحوا) ثم تبتدئ: (المؤمنون) على معنى (أفلح المؤمنون) فإن
رفعت «المؤمنين» بـ (أفلحوا) وجعلت الواو علامة لفعل الجميع كما قال الشاعر:
يلومونني في اشتراء النخـ ... يل أهلي فكلهم ألوم
(2/790)
رفع «الأهل» بـ «يلومونني» وجمع الفعل لم يحسن الوقف على (أفلحوا)،
وإن رفعت «المؤمنين» على الإتباع لما في (أفلحو) لم يحسن الوقف عليه.
(ثم إنكم بعد ذلك لميتون) [15] وقف حسن.
ومثله: (تبعثون) [16]
(سبع طرائق) [17]
(بأعيننا ووحينا) [27]، (من كل زوجين اثنين وأهلك)،
(القول منهم).
(فجعلناهم غثاء) [41].
(أمة رسولها كذبوه) [44]، (وجعلناهم أحاديث)
(من مال وبنين) [55] وقف حسن على هذا المذهب الذي رواه
خلف عن الكسائي أنه قال: (أنما نمدهم) (أنما) حرف وحد. ومن قال: (أنما) حرفان
والخبر
(2/791)
ما عاد من (الخيرات) [56] وموضع (نسارع) لم يتم له الوقف
على (وبنين). وقال السجستاني: لا يحسن الوقف على (وبنين) لأن (يحسبون) يحتاج إلى
مفعولين، فتمام المفعولين في (الخيرات) وهذا خطأ لأن (أن) كافية من اسم (يحسبون) وخبرها، ولا يجوز
أن يؤتى بعد (أن) بمفعول ثان (بل لا يشعرن) وقف تام.
ومثله: (وهم لها سابقون) [61].
(إلا وسعها) [62] حسن.
(فكنتم على أعقابكم تنكصون) [66].
(مستكبرين) [67] حسن ثم تبتدئ: (به سامرا تهجرون) على
معنى «بالبيت العتيق تهجرون النبي صلى الله عليه وسلم، والقرآن في وقت سمركم»،
ويجوز أن يكون معنى «تهجرون
(2/792)
تهذون» يقال: هجر المريض إذا هذى. ومن قرأ: (تهجرون)
أراد «تتكلمون بالكلام الفاسد». يقال: قد أهجر الرجل في منطقة قال الكميت
ولا أشهد الهجر والقائليه ... إذا هم بهينمة هتملوا
(أم يقولون به جنة) [70] حسن.
ومثله (السماوات والأرض ومن فيهن) [71].
(اختلاف الليل والنهار) [80] تام.
ومثله (ولعلا بعضهم على بعض) [91].
(ادفع بالتي هي أحسن السيئة) [96].
(بما صبروا أنهم هم الفائزون) [111] قرأ الأعمش
(2/793)
وحمزة والكسائي: (إنهم هم الفائزون) فعلى هذا المذهب
يحسن الوقف على (صبروا). وقرأ نافع وعاصم وأبو عمرو: (أنهم هم الفائزون) بفتح الألف،
فلا يحسن الوقف على (صبروا) لأن المعنى «جزيتهم لأنهم وبأنهم» فلما أسقطنا الخافض
نصبنا. (هم الفائزون) وقف تام.
(2/794)
سورة النور
(أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين) [6] وقف حسن ثم
تبتدئ: (والخامسة أن لعنة الله عليه) [7] فترفع (الخامسة) بـ (أن) و (أن) بـ
(الخامسة). وقرأ طلحة بن مصرف وأبو عبد الرحمن: (والخامسة) بالنصب. فعلى هذا
المذهب لا يتم الوقف على قوله: (إنه لمن الصادقين) لأنه مردود على قوله: (وليشهد
عذابهما طائفة من المؤمنين) [2] «وليشهد الخامسة بأن لعنة الله عليه».
(ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله تواب حكيم) [10]
وقف تام. والجواب محذوف كأنه قال: «ولولا فضل الله عليكم ورحمته لهلكتم أو لعذبكم»
فحذف الجواب.
(2/795)
وقوله:
(ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم
في ما أفضتم فيه عذاب عظيم) [14] جواب (لولا) (لمسكم) (فيه عذاب عظيم) حسن.
ومثله: (لا تحسبوه شرا لكم) [11]، (خير لكم).
(ما اكتسب من الإثم).
(بأربعة شهداء) [13]
(عذاب أليم في الدنيا والآخرة) [19]
(ما زكى منكم من أحد أبدا) [21] جواب (لولا). (ولكن الله
يزكي من يشاء) وقف حسن. (وليعفوا وليصفحوا) [22] حسن. ومثله: (أن يغفر الله
لكم).
(فيها متاع لكم) [20].
(يغنهم الله من فضله) [32]، (من مال الله الذي آتاكم)
[33] تام. (لتبتغوا عرض الحياة الدنيا) حسن.
(2/796)
(الله نور السماوات والأرض) [35] وقف حسن، ثم تبتدئ:
(مثل نوره كمشكاة فيها مصباح) على معنى «[مثل] نور محمد صلى الله عليه وسلم»، وقال
قوم: معناه «مثل نور القرآن». وقال قوم: معناه «مثل نور المؤمن». ولا يجوز أن تكون الهاء
لله تعالى، لأن الله لا حد لنوره. (فيها مصباح) حسن. ومثله: (المصباح في زجاجة)،
(ولو لم تمسه نار)، (لنوره من يشاء)، (ويضرب الله الأمثال للناس)، (والله بكل شيء
عليم) غير تام لأن قوله: (في بيوت) [36] حال. سمعت أبا العباس يقول: هو حال لـ
«المصباح» و «الزجاجة» و «الكوكب» كأنه قال: «وهي في بيوت». فإن جعلت «في» متعلقة
بـ (يسبح) أو رافعة
(2/797)
لـ «الرجال» حسن الوقف على قوله: (والله بكل شيء عليم)، (يسبح له
فيها بالغدو والآصال) كان الحسن وعاصم في رواية أبي بكر عنه يقرآن: (يسبح له فيها) بفتح الباء. وكان
نافع وأبو عمرو وحمزة يقرؤون: (يسبح) بكسر الباء. وكذلك روى أبو عمر عن عاصم. فمن
قرأ: (يسبح) بفتح الباء كان على معنيين: إن رفع الرجال بمعنى «يسبحه رجال» كما
تقول: ضرب زيد عمرو. على معنى «ضربه عمرو» حسن الوقف على (الآصال) وليس بتام.
والوجه الآخر أن يرتفع «الرجال» بقوله:
(في بيوت أذن الله أن ترفع) (رجال) و (يسبح له فيها
رجال) مما في (ترفع)
(2/798)
كأنه قال: «أن ترفع مسبحا له فيها». ومن قرأ: (يسبح) بكسر
الباء لم يقف على (الآصال) لأن (يسبح) فعل لـ «الرجال» والفعل مضطر إلى فاعله.
(فيه القلوب والأبصار) [37] غير تام لأن المعنى «يخافون
يوما لكي يجزيهم». وقال السجستاني هذه لام اليمين كأنه قال: ليجزينهم. وهذا خطأ
لما ذكرنا.
(ويزيدهم من فضله) [38] وقف حسن.
(من فوق موج) [40] غير تام لأن قوله: (من فوقه سحاب) صلة
«الموج». والوقف على قوله: (من فوقه سحاب) حسن. ثم تبتدئ: (ظلمات بعضها فوق بعض)
على معنى «هي ظلمات بعضها فوق بعض»، وروي عن أهل مكة أنهم قرؤوا: (ظلمات بعضها فوق بعض)
على معنى «أو كظلمات
(2/799)
بعضها فوق بضع» فعلى هذا المذهب لا يحسن الوقف على
«السحاب». (لم يكد يراها) وقف تام. والمعنى «لم يرجها ولم يكد».
(والطير صافات) [41] حسن. (صلاته وتسبيحه) حسن.
(يذهب بالأبصار) [43] تام.
ومثله: (يقلب الله الليل والنهار) [44].
(يمشي على أربع) [45]، (يخلق الله ما يشاء). (لقد أنزلنا
آيات مبينات) [46] حسن.
(فريق منهم من بعد ذلك) [47] حسن. (وما أولئك بالمؤمنين)
تام.
ومثله: (فريق منهم معرضون) [48].
(يأتوا إليه مذعنين) [49].
(2/800)
(أن يحيف الله عليهم ورسوله) [50] حسن.
(أن يقولوا سمعنا وأطعنا) [51].
(قل لا تقسموا) [53] وقف تام ثم تبتدئ: (طاعة) على معنى
«يقولون منا طاعة».
(وإن تطيعوه تهتدوا) [54] تام.
ومثله: (من بعد خوفهم أمنا) [55] (لا يشركون بي شيئًا).
(من بعد صلاة العشاء) [58] حسن ثم تبتدئ: (ثلاث عورات
لكم) على معنى «هي ثلاث عورات» وقرأ عاصم في رواية أبي بكر عنه والأعمش وحمزة
والكسائي: (ثلاث عورات) بالنصب. فلا يتم الوقف من هذه القراءة على قوله: (من بعد
صلاة العشاء) لأن (ثلاث عورات) رد على
(2/801)
قوله:
(ثلاث مرات)، (ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن) وقف حسن
ثم تبتدئ: (طوافون عليكم) على معنى: «هم طوافون». ومثله: (بعضكم على بعض).
(كما استأذن الذين من قبلهم) [59].
(غير متبرجات بزينة) [60]، (خير لهن) تام.
(أو أشتاتا) [61] حسن. (لعلكم تعقلون) تام. (مباركة
طيبة) وقف حسن.
(حتى يستأذنوه) [62 ي تام. (أولئك الذين يؤمنون بالله
ورسوله) حسن.
(كدعاء بعضكم بعضا) [63] حسن.
(ما أنتم عليه) [64] تام. (فينبئهم بما عملوا) تام.
(2/802)
السورة التي يذكر فيها الفرقان
(ليكون للعالمين نذيرا) [1] غير تام لأن (الذي له ملك
السماوات والأرض) [2] نعت (الذي نزل الفرقان). (فقدروه تقديرا) تام.
(وهم يخلقون) [3] حسن. (ولا نشورا) تام.
ومثله: (جنة يأكل منها) [8] تام.
(هنالك ثبورا) [13] حسن.
(ما يشاؤون خالدين) [16] تام.
(لبعض فتنة أتصبرون) [20] تام. (بصيرًا) أتم منه. (أو
نرى ربنا) [21] حسن.
(ويقولون حجرا محجورا) [22 ي حسن. والمعنى «يقولون: أي
وتقول الملائكة: حرامًا محرمًا أن تكون لهم البشرى»
(2/803)
قال الشاعر:
ألا أصبحت أسماء حجرا محرما ... وأصبحت من أدنى حموتها
حما
أراد: ألا أصبحت أسماء حرامًا محرمًا. وروي عن الحسن أنه
قال: (ويقولون حجرا) وقف تام، ومن قول المجرمين. فقال الله تعالى: (محجورا) عليهم
أن يعاذوا أو يجاروا. فحجر الله ذلك عليهم يوم القيامة. والقول الأول قول ابن عباس،
وبه قال الفراء.
(عن الذكر بعد إذ جاءني) [29] تام لأنه من كلام الظالم
إلى هذا الموضع، فقال الله تعالى: (وكان الشيطان للإنسان خذولا).
(2/804)
(عدوًا من المجرمين) [31] تام.
(جملة واحدة كذلك) [32] قال الفراء فيه وجهان: إن شئت
قلت: الوقف على (كذلك)، والمعنى «قال الذين كفروا هل نزل القرآن على محمد جملة
واحدة كما أنزلت التوراة على موسى جملة واحدة» فيتم الوقف على (كذل) ثم تبتدئ:
(لنثبت به فؤادك) على معنى «أنزلناه عليك متفرقا لنثبت به فؤادك». ويجوز أن يكون على
قوله: (جملة واحدة) ثم تبتدئ: (كذلك لنثبت به فؤادك) أي: أنزلناه كذلك متفرقًا
لنثبت به فؤادك. والوجه الأول أجود وأحسن. والقول الثاني قد جاء به التفسير.
165 - أخبرنا محمد بن عثمان العبسي قال: حدثنا منجاب
قال: حدثنا بشر بن عمارة عن أبي روق عن الضحاك عن ابن
(2/805)
عباس في قوله: {إنا أنزلناه في ليلة القدر} [القدر: 1]
قال: نزل القرآن جملة واحدة من عند الله في اللوح المحفوظ إلى السفرة الكرام
الكاتبين في السماء الدنيا فنجمته السفرة الكرام على جبريل عشرين ليلة ونجمه جبريل
على محمد صلى الله عليه وسلم، عشرين سنة. قال: فهو قوله: {فلا أقسم بمواقع النجوم} [الواقعة: 75]
يعني نجوم القرآن. (وإنه لقسم لو تعلمون عظيم) [76] (إنه لقرآن كريم) [77] قال:
فلما لم ينزل على محمد صلى الله عليه وسلم، جملة (قال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن
جملة واحدة) يقولون: لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة. فقال الله تعالى: (كذلك
لنثبت به فؤادك) يا محمد. (ورتلناه ترتيلا) يقول: ورسلناه ترسيلا. يقول: شيء بعد شيء.
(ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا) [33]
(2/806)
يقول:
لو أنزلنا عليك القرآن جملة واحدة ثم سألوك ولم يكن عندك
ما تجيب ولكن تمسك عليك فإذا سألوك أجبت. (ورتلناه ترتيلا) تام. ومثله: (وأحسن
تفسيرا).
(إلى القوم الذين كذبوا بآياتنا) [26] وقف حسن. والمعنى:
فبلغناه الرسالة فلم يقبلوا منهما فقال عز وجل: (فدمرناهم تدميرا). وروي عن علي بن
أبي طالب رضي الله عنه، (فدمرانهم). فعلى هذا المذهب لا يحسن الوقت على (بآياتنا) والمعى في هذا
«أنهم لما عصوهما كانا سببًا لهلاكهم».
(للناس آية) [37] حسن.
(وقرونا بين ذلك كثيرا) [38] حسن.
(2/807)
(وكلا ضربنا له الأمثال) [39] حسن. (وكلا تبرنا تتبيرا)
تام.
ومثله: (أفلم يكونوا يرونها) [40].
(أهذا الذي بعث الله رسولا) [41] حسن.
(لولا أن صبرنا عليها) [42] تام.
(ولقد صرفناه بينهم ليذكروا) [50] حسن.
ومثله: (في كل قرية نذيرا) [51].
(نسبًا وصهرًا) [54 ي.
(ولا يضرهم) [55].
(وسبح بحمده) [58].
(ثم استوى على العرش الرحمن) [59] وقف تام. ويحسن أن تقف
على «العرش» ثم تبتدئ (الرحمن) على معنى «هو الرحمن». ويجوز أن يكون من قول
الكسائي تابعًا لما
(2/808)
في (استوى) ولا يجوز هذا من قول الفراء لأن التابع مبين
والمكني لم يكن عنه حتى عرف ثم تبتدئ:
(فاسأل به خبيرا) المعنى «فاسأل عنه» أي: اسأل عن الله
أهل العلم يخبروك، فلم يشكك صلى الله عليه وسلم، ولم يسأل. وهو بمنزلة قوله: {فإن
كنت في شك مما أنزلنا إليك فأسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك} [يونس: 94] ومعنى الباء
«عن» كأنه قال: «فاسأل عنه» كما قال عز وجل: {سأل سائل بعذاب واقع} [المعارج: 1]
فمعناه «عن عذاب» وكما قال علقمة بن عبدة:
فإن تسألوني بالنساء فإنني ... بصير بأدواء النساء طبيب
(2/809)
أراد: فإن تسألوني عن النساء. وقال الأخطل:
دع المغمر لا تسأل بمصرعه ... واسأل بمصقلة البكري ما
فعلا
وقوله: (أنسجد لما تأمرنا) [60] قرأ الحسن والأعرج ويحيى
وعاصم وأبو جعفر وشيبة ونافع وأبو عمرو: (لما تأمرنا) بالتاء وقرأ عبد الله بن
مسعود والأسود بن يزيد والأعمش وحمزة والكسائي: (لما يأمرنا) بالياء. فمن قرأ: (يأمرنا) حسن أن
يقف على (وما الرحمن) ثم يبتديء: (أنسجد لما يأمرنا) بالياء. ومن قرأ (تأمرنا)
(2/810)
بالتاء لم يقف على (وما الرحمن) لأن الذي بعده متعلق به
(وزادهم نفورا) وقف تام.
(إن عذابها كان غراما) [65] وقف حسن.
ومثله (ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم) [77]، (فسوف يكون
لزاما) تام.
(2/811)
سورة الشعراء
(طسم) [1] حسن.
(آيات الكتاب المبين) [2] تام.
(فقد كذبوا) [6] حسن. (يستهزئون) تام.
(إن في ذلك لآية) [8] حسن. (مؤمنين) أتم منه.
(قوم فرعون) [11] حسن.
(ويضيق صدري) [13] قرأت العوام بالرفع. وقرأ الأعرج:
(ويضيق صدري) بالنصب. فمن رفع وقف على (يكذبون) وابتدأ: (ويضيق صدري)، ومن نصبه على
معنى: «أن يكذبون وأن يضيق صدري». لم يقف على: (يكذبون). قال أبو بكر: هذا الذي
وصفته قول
(2/812)
الأخفش. وقال الفراء: من رفع (يضيق) جعله نسقًا على
(أخاف) كأنه قال: إني أخاف تكذيبهم ويضيق منه صدري. فعلى هذا المذهب لا يحسن الوقف
على (تكذبون).
(أن أرسل معنا بني إسرائيل) [17] وقف حسن. وقال قوم معنى
قوله: (وتلك نعمة تمنها علي) [22]
الاستفهام، كأنه قال: أو تلك نعمة. قال أبو بكر: وهذا
قبيح لأن الاستفهام لا يكاد يضمر إذا لم يأت بعده «أم».
(إنه لكبيركم الذي علمكم السحر) [49] حسن غير تام.
(فلسوف تعلمون) [تام].
(ومقام كريم) [58] حسن ثم تبتدئ: (كذلك) [59]
(2/813)
على معنى «كذلك فعلنا» (وأورثناها بني إسرائيل).
(وأمطرنا عليهم مطرا) [173] حسن.
(زبر الأولين) [196] تام.
قال بعض المفسرين: ليس في الشعراء وقف تام إلا قوله:
(لها منذرون) [208] وهذا عندنا وقف حسن، ثم تبتدئ: (ذكرى) [209] على معنى «هي ذكرى
أو يذكرهم ذكرى»، والوقف على (ذكرى) أجود، وعلى «الظالمين» أتم.
(وانتصروا من بعد ما ظلموا) [227] تام.
(2/814)
سورة النمل
(وسبحان الله رب العالمين) [8] تام. والوقف على (ومن
حولها) حسن إن كان (سبحان الله) خارجًا من النداء.
(مدبرًا ولم يعقب) تام.
(ولها عرش عظيم) [23] وقف حسن. ولا يجوز أن تقف على
العرش وتبتدئ: (عظيم وجدتها) [23، 24] إلا على قبح لأن «عظيما» نعت لـ «العرش» ولو
كان معلقًا بـ (وجدتها) لقلت: عظيمة وجدتها. وهذا محال من كل وجه.
166 - حدثني أبو بكر محمد بن الحسن بن شهريار قال: حدثنا
أبو عبد الله الحسين بن الأسود العجلي عن بعض أهل
(2/815)
العلم أنه قال: الوقف (ولها عرش) والابتداء: (عظيم) على
معنى «عظيم عبادتهم الشمس والقمر». قال أبو بكر: وقد سمعت من يؤيد هذا المذهب
ويحتج بأن عرشها أحقر وأدق شأنًا من أن يصفه الله بالعظم، والاختيار عندي ما ذكرته
أولاً أنه ليس على إضمار عبادة الشمس والقمر دليل، وغير منكر أن يصف الهدهد عرشها بالعظم
إذ رآه متناهي الطول والعرض. وجريه على إعراب عرش دليل على أنه نعته. (فهم لا
يهتدون) غير تام لمن شدد (ألا) [25] لأن المعنى «زين لهم الشيطان ألا يسجدوا». ومن
قرأ: (ألا) بالتخفيف وقف (فهم لا يهتدون ألايا) وابتدأ: (اسجدوا) على معنى «اسجدوا
لله» بالأمر.
(2/816)
(وجعلوا أعزة أهلها أذلة) [34] هذا وقف تام. فقال الله
تعالى: {وكذلك يفعلون}. وشبيه به في سورة الأعراف: {قال الملأ من قوم فرعون إن هذا
لساحر عليم. يريد أن يخرجكم من أرضكم} [109، 110] تتم الكلام فقال فرعون: {فماذا تأمرون}
(أأشكر أم أكفر) [40] وقف تام.
ومثله: (كأنه هو) [42].
(وصدها ما كانت تعبد من دون الله) [43 ي الوقف على (من
دون الله) حسن. والمعنى «منعها من أن تعبد الله ما كانت تعبد من الشمس والقمر»
ويجوز أن يكون المعنى «وصدها سليمان ما كانت تعبد» أي: حال بينها وبينه، ويجوز أن يكون
المعنى «وصدها» أي: منعها الله.
(2/817)
فـ (ما) من هذين الوجهين منصوبة.
(كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم) [51] كان الأعمش وابن
أبي إسحاق وعاصم وحمزة والكسائي يقرؤون: (أنا) بالفتح فعلى هذا المذهب لا يحسن
الوقف على قوله: (عاقبة مكرهم) لأن (أنا دمرناهم) خبر (كان). ويجوز أن تجعلها في
موضع رفع على الإتباع للعاقبة ويجوز أن تجعلها في موضع نصب من قول الفراء، وخفض من
قول الكسائي على معنى «بأنا دمرناهم ولأنا دمرناهم» ويجوز أن تجعلها في موضع نصب
على الإتباع لموضع (كيف) فمن هذه المذاهب لا يحسن الوقف على (مكرهم). وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو:
(2/818)
(إذا دمرناهم) بكسر الألف. فعلى هذا المذهب يحسن الوقف
على (مكرهم).
(الذين اصطفى) [59] تام.
(أن تنبتوا شجرها) [60] حسن، ثم قال: (أإله مع الله)
[63] على جهة التوبيخ كأنه قال: أمع الله، ويلكم، إله. فـ «الإله» مرفوع بـ (مع)،
ويجوز أن يكون مرفوعًا بإضمار «أإله مع الله يخلق». والوقف على (الله) حسن.
(يعدلون) حسن غير تام. (بين البحرين حاجزًا) حسن. وقال السجستاني: (أإله مع الله)
ارتفع لأن قبله مضمرًا، كأنه قال: أمن يجيب المضطر إذا دعاه خير أما تشركون. فأضمر «هذا» ثم
قال: أإله مع الله. وهذا غلط لأن (من) على هذا المذهب في معنى «الذي»، كأنه قال:
أم الذي يجيب
(2/819)
المضطر إذا دعاه خير أما تشركون، فـ (خير) خبر «الذي»،
وخبر «الذي» لا يحذف على اختيار. قال: ويجوز أن يكون المعنى «أآلهتكم خير أم من
يجيب المضطر إذا دعاه» وهذا أيضًا فاسد لأنه حذف المنسوق عليه وأبقى النسق.
(وما يشعرون أيان يبعثون) [65] تام.
(تكلمهم أن الناس) [82] كان الحسن وابن أبي إسحاق وعاصم
وحمزة والكسائي يقرؤون: (أن الناس) بفتح الألف. وكان نافع وأبو عمرو يقرآن:
(تكلمهم إن الناس) [بكسر الألف]. وكذلك قرأ أبو جعفر وشيبة وابن كثير وابن عامر.
فمن فتح الألف لم يقف على (تكلمهم) لأن المعنى «لأن الناس
(2/820)
وبأن الناس». ومن قرأ: (إن الناس) وقف على (تكلمهم)
وابتدأ بالكسر. ويروى عن ابن عباس (تكلمهم) يريد: تجرحهم. ويجوز أن تكون (تكلمهم)
بالتشديد في هذا المعنى أن تسم المؤمن بنقطة بيضاء في وجهه فيبيض لها وجه، وتسم
الكافر بنقطة سوداء في وجهه فيسود لها وجهه.
(إلا من شاء الله) [87] تام.
ومثله: (وهي تمر مر السحاب) [88]، (أتقن كل شيء).
(وجوههم في النار) [90].
(وأن أتلو القرآن) [92].
(سيريكم آياته فتعرفونها) [93].
(2/821)
سورة القصص
(عدوا وحزنا) [8] وقف حسن.
(قرت عين لي ولك لا تقتلوه) [9] وقف حسن.
167 - وقال الفراء: سمعت محمد بن مروان، الذي يقال له
السدي، يذكر عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس أنه قال: لما قالت (قرت عين لي ولك
لا) ثم قال: (تقتلوه). قال الفراء: وهو لحن وإنما حكم عليه باللحن لأنه لو كان كذلك
لكان «يقتلونه» بالنون لأن الفعل المستقبل مرفوع حتى يدخل عليه الناصب أو الجازم.
فالنون فيه علامة الرفع. قال الفراء: ويقويك على رده قراءة عبد الله (وقالت امرأة
فرعون لا تقتلوه قرت عين لي ولك).
(2/822)
(من خير فقير) [24] تام.
(ولم يعقب) [31] تام.
ومثله: (إليكما بآياتنا) [35].
(في هذه الدنيا لعنة) [42] حسن.
(ولولا أن تصيبهم مصيبة بما قدمت أيديهم) [47] الجواب
محذوف لمعرفة المخاطبين به.
(مثل ما أوتي موسى) [48] حسن.
ومثله: (بغير هدى من الله) [50].
(قالوا آمنا به) [53].
(نتخطف من أرضنا) [57].
(فمتاع الحياة الدنيا وزينتها) [60].
(يخلق ما يشاء ويختار) [68] تام، إذا كانت (ما) جحدًا
(2/823)
يراد بها «ليس لهم الخيرة» أي ليس لهم أن يختاروا إنما
الخيرة لله تعالى. وإن كانت (ما) في موضع نصب بـ (يختار) لم يحسن الوقف على
(ويختار) من أجل أن المعنى «ويختار الذي كان لهم الخيرة» أي كان لهم خيرته. فنابت
الألف واللام عن الهاء. وهذه الهاء تعود على (ما). ويجوز أن تكون (ما) منصوبة بـ (يختار)، ومعناها
مع (كان) المصدر، ويستغنى عن العائد. وتقدر: ويختار كون الخيرة لمن يختص من عباده.
ومثله: (ما كان لهم الخيرة).
(يأتيكم بضياء) [71].
(بليل تسكنون فيه) [72].
(على علم عندي) [78] حسن. وقال الفراء: في (عندي) وجهان:
إن شئت قلت: المعنى «أوتيته على
(2/824)
فضل عندي من العلم أعطيته، وأنا له مستحق لفضل علمي».
قال: ويجوز أن يكون المعنى «قال إنما أوتيته على علم» ثم قال: «عندي» أي: كذلك أرى
كما قال: {أوتيته على علم بل هي فتنة} [الزمر: 49] (قوة وأكثر جمعًا) حسن.
ومثله (آمن وعمل صالحا) [80].
(لخسف بنا) [82].
(علوا في الأرض ولا فسادا) [83].
(لرادك إلى معاد) [85] تام.
(بعد إذ أنزلت إليك) [87] تام.
(كل شيء هالك إلا وجهه) [88] [حسن].
(2/825)
سورة العنكبوت
(ولقد فتنا الذين من قبلهم) [3] حسن.
(فإن أجل الله لآت) [5] حسن، (وهو السميع العليم) تام.
(فإنما يجاهد لنفسه) [6] حسن. (لغني عن العالمين) تام.
(بوالديه حسنا) [8] حسن. ومثله: (فلا تطعهما).
(ليقولن إنا كنا معكم) [10].
(ولنحمل خطاياكم) [12].
و (أثقالاً مع أثقالهم) [13].
(واعبدوه واشكروا له) [17] تام.
ومثله: (فقد كذب أمم من قبلكم) [18].
(اقتلوه أو حرقوه) [24]، (فأنجاه الله من النار)
(2/826)
تام. (لآيات لقوم يؤمنون) أتم مما قبله.
(من دون الله أوثانا) [25] وقف حسن لمن رفع «المودة»
بإضمار (ذلك مودة بينكم) ومن رفع «المودة» على أنها خبر (إن) لم يقف على
«الأوثان». ومن قرأ: (مودة بينكم) و (مودة بينكم) لم يقف أيضًا على «الأوثان» ووقف
على (في الحياة الدنيا).
(وتأتون في ناديكم المنكر) [29] حسن.
وقال الأخفش:
(كمثل العنكبوت) [41] وقف تام، ثم قص قصتها فقال: (اتخذت
بيتا)، وهذا غلط لأن (اتخذت) صلة (العنكبوت) كأنه قال: «كمثل التي اتخذت بيتا» فلا
يحسن الوقف على الصلة دون الموصول، وهذا بمنزلة قوله: {كمثل
(2/827)
الحمار يحمل أسفارا} [الجمعة: 5] فـ «يحمل» صلة
(الحمار)، ولا يحسن الوقف على (الحمار) دون (يحمل). وقال القراء: هذا مثل ضربه الله لمن اتخذ
من دونه آلهة لا تنفعه ولا تضره كما أن بيت العنكبوت لا يقيها حرا ولا بردا، فلا يحسن
الوقف على (العنكبوت) لأنه إنما قصد بالتشبيه لبيتها الذي لا يقيها من شيء فشبهت
الآلهة التي لا تضر ولا تنفع به.
(لو كانوا يعلمون) وقف حسن.
(خلق الله السماوات والأرض بالحق) [44] حسن.
(ولذكر الله أكبر) [45] تام.
(أنزلنا إليك الكتاب) [47] حسن. (من يؤمن به) حسن.
ومثله: (لارتاب المبطلون) [48].
(2/828)
(في صدور الذين أوتوا العلم) [49].
(عليك الكتاب يُتلى عليهم) [51] تام.
(يعلم ما في السماوات والأرض) [52] حسن.
(لجاءهم العذاب) [53] حسن.
(تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها) [58] حسن. (أجر
العاملين) تام.
(والقمر ليقولن الله) [61] حسن.
ومثله: (ويقدر له) [62].
(ليقولن الله قل الحمد لله) [63].
(إلا لهو ولعب) [64] تام.
وقوله: (وليتمتعوا) [66] الاختيار أن تكون اللام لام
الأمر وهو أمر في اللفظ وتهدد في المعنى فيكون الوقف
(2/829)
على قوله: (بما آتيناهم)، ويقوي هذا المذهب قراءة نافع
والأعمش وحمزة (وليتمتعوا) بجزم اللام، ويجوز أن تكون لام كي، كأنه قال: لكي
يكفروا بما آتيناهم ولكي يتمتعوا. فيحسن الوقف على (يتمتعوا) ويتم على (يعلمون).
(أو كذب بالحق لما جاءه) [68] وقف حسن.
(2/830)
سورة الروم
(الم) [1] وقف حسن.
(في بضع سنين) [2] تام. ومثله: (من قبل ومن بعد).
(ينصر من يشاء) [5].
(لا يخلف الله وعده) [6] حسن. (لا يعلمون) تام.
(أولم يتفكروا في أنفسهم) [8] تام. (وأجل مسمى) تام.
(السوأى أن كذبوا بآيات الله) [10] حسن. (يستهزئون) تام.
(ثم إليه ترجعون) [11] وقف تام. وروي عن أبي عمرو: (ثم
إليه يرجعون) بالياء، فعلى هذا المذهب يتم
(2/831)
الوقف على قوله: (ثم يعيده). ومن قرأ: (ترجعون) بالتاء
وقف عليه ولم يقف على (يعيده).
(في العذاب محضرون) [16] تام.
(بعد موتها) [19] حسن. (وكذلك تخرجون) تام.
(وجعل بينكم مودة ورحمة) [21] تام.
(ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض) [25] غير تام لأن (إذا
أنتم تخرجون) جواب (إذا) الأول كأنه قال: إذا دعاكم خرجتم. وقال المفسرون: الكلام
يتم على (ثم إذا دعاكم دعوة) ثم قال: (من الأرض إذا أنتم تخرجون) أي: إذا أنتم
تخرجون من الأرض. وهذا خطأ في العربية لأن
(2/832)
(إذا) لا يعمل ما بعدها فيما قبلها.
(وهو أهون عليه) [27] تام.
(كخيفتكم أنفسكم) [28] وقف حسن.
(فمن يهدي من أضل الله) [29] تام.
(ولكن أكثر الناس لا يعلمون) [30] وقف غير تام لأن
(منيبين إليه) [31] منصوب على الحال كأنه قال: فأقم وجهك للدين منيبين إليه. وإنما
جمع والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، وحده لأن النبي صلى الله عليه وسلم، إذا
خوطب وقع الخطاب بأمته، الدليل على هذا قوله: {يا أيها النبي إذا طلقتم النساء} [الطلاق: 1]
(بما لديهم فرحون) [32] تام.
(ليكفروا بما آتيناهم) [34] حسن غير تام. (فسوف تعلمون)
تام.
(2/833)
(والمسكين وابن السبيل) [38] حسن.
ومثله: (فلا يربوا عند الله) [39].
(من ذلكم من شيء) [40] تام.
(بما كسبت أيدي الناس) [41] غير تام لأن معناه «لكي
نذيقهم» فـ «كي» متعلقة بالأولى. وقال السجستاني: معنى: «(ليذيقهم) ليذيقنهم
على القسم». وهذا خطأ لأن القسم لا تكسر لامه وقد بينا فساد هذا فيما مضى من الكتاب.
(لا مرد له من الله) [43] وقف حسن. (يومئذ يصدعون) تام.
(وعملوا الصالحات من فضله) [45] حسن.
(وكان حقا علينا نصر المؤمنين) [47] الاختيار ا، يكون
«النصر» اسم (كان) و «الحق» خبر (كان) و «على» متعلقة بـ «الحق» كأنه قال: وكان نصر
المؤمنين حقًا علينا.
(2/834)
ويجوز أن تضمر في (كان) اسمها وتنصب «الحق» على الخبر،
فترفع «النصر» بـ «على» كأنك قلت:
فانتقمنا من الذين أجرموا وكان انتقامنا حقًا. فيحسن
الوقف ههنا ثم تبتدئ: (علينا نصر المؤمنين) [أي]: إن علينا أن ننصر المؤمنين
بالانتقام من أعدائهم وهم الذين أجرموا. ومن الوجه الأول لا يحسن الوقف على «الحق»
ويتم الكلام على (المؤمنين).
(ضعفا وشيبة) [54] تام. (يخلق ما يشاء) حسن.
ومثله: (ما لبثوا غير ساعة) [55]، (يؤفكون) تام.
(في هذا القرآن من كل مثل) [58] تام، وأتم منه: (إلا
مبطلون).
(على قلوب الذين لا يعلمون) [59] حسن.
(2/835)
سورة لقمان
قوله: (هدى ورحمة للمحسنين) [3] كان نافع وأبو عمرو
وعاصم والكسائي يقرؤون: (هدى ورحمة) بالنصب. وكان حمزة يقرأ: (هدى ورحمة) بالرفع.
فمن قرأ: (هدى ورحمة) بالنصب رفع (تلك) بـ «الآيات» و «الآيات» بها. ونصب (هدى) على القطع
من (تلك). ومن قرأ: (هدى ورحمة) رفع (تلك) بـ «الآيات» ورفع (هدى) بإضمار «هو هدى»،
ومن الوجهين جميعًا يحسن الوقف على (الحكيم) [2].
(ويتخذها هزوا) [6] كان نافع وعاصم وأبو عمرو
(2/836)
يقرؤون:
(يتخذها هزوا) بالرفع. وكان الأعمش وحمزة وأبو عمرو عن
عاصم يقرؤون: (يتخذها) بالنصب. فمن قرأ: (ويتخذها) بالرفع نسقه على (من يشتري)
فـ «يتخذ» نصبه على معنى «ليضل ويتخذها»، فمن الوجهين جميعًا لا يحسن الوقف على قوله:
(بغير علم). والوقف على قوله: (بغير علم). والوقف على قوله: (هزوا). (لهم عذاب مهين)
تام.
(لهم جنات النعيم. خالدين فيها) [8، 9] وقف حسن غير تام.
(خلق الذين من دونه) [11] تام.
(أن اشكر لله) [12] تام.
(بوالديه) [14] حسن. ومثله: (وهنًا على وهن وفصاله
(2/837)
في عامين). (لي ولوالديك) تام.
(فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفًا) [15]، (من أناب
إلي).
(واغضض من صوتك) [19] تام.
وما قبله من الأمر يحسن أن تقف عليه كقوله: (أقم الصلاة)
[17]، (بالمعروف)، (عن المنكر)، (ما أصابك).
(ظاهرة وباطنة) [20] تام.
(عليه آباءنا) [21] حسن.
(بالعروة الوثقى) [22] تام.
ومثله: (فلا يحزنك كفره) [23]، (فنبئهم بما عملوا) حسن.
(ليقولن الله) [25] حسن.
ومثله: (قل الحمد لله).
(2/838)
(ما في السماوات والأرض) [26].
(ما نفدت كلمات الله) [27].
(إلا كنفس واحدة) [28] معناها «إلا كخلق نفس واحدة».
(ليريكم من آياته) [31] تام. (لكل صبار شكور) أتم منه.
(فمنهم مقتصد) [32] تام.
ومثله (إن وعد الله حق) [33]، (الحياة الدنيا) حسن.
ومثله: (بالله الغرور).
(إن الله عنده علم الساعة) [34] حسن. (وينزل الغيث) حسن.
ومثله: (ويعلم ما في الأرحام)، (ماذا تكسب غدا)، (بأي
أرض تموت إن الله عليم خبير) تام.
(2/839)
سورة السجدة
(بل هو الحق من ربك) [3] حسن غير تام لأن قوله: (لتنذر)
متعلق بالأول. (لعلهم يهتدون) تام.
(ثم استوى على العرش) [4] حسن.
(السمع والأبصار والأفئدة) [9].
(فاسقًا لا يستوون) [18].
(بآيات ربه ثم أعرض عنها) [22].
(هدى لبني إسرائيل) [23].
(تأكل منها أنعامهم وأنفسهم) [27].
(2/840)
سورة الأحزاب
(لرجل من قلبين في جوفه) [4] حسن. (منهن أمهاتكم) حسن.
ومثله: (أدعياءكم أبناءكم)، (بأفواهكم)، (ومواليكم).
(وأزواجه أمهاتهم) [6]، (إلى أوليائكم معروفًا).
(عن صدقهم) [8]، (عذابًا أليمًا) تام.
(وجنودًا لم تروها) [9] حسن.
(إن بيوتنا عورة وما هي بعورة) [13] حسن.
ومثله: (أو أراد بكم رحمة) [17].
(ولا يأتون البأس إلا قليلا) [18] غير تام لأن (أشحة)
[19] متعلق بالأول وهو ينتصب من أربعة أوجه: أحدهن أن تنصبه على القطع من
المعوقين، كأنه قال: قد يعلم الله
(2/841)
الذين يعوقون عند القتال ويشحون عن الإنفاق على فقراء
المسلمين، ويجوز أن يكون منصوبًا على القطع من القائلين أي: هم أسحة. ويجوز أن
تنصبه على القطع مما في (يأتون) كأنه قال: ولا يأتون البأس إلا جبناء بخلاء. ويجوز أن
تنصب (أشحة) على الذم. فمن هذا الوجه الرابع يحسن أن تقف على قوله: (إلا قليلا). (أشحة
عليكم) حسن. ومثله: (أشحة على الخير).
(وذكر الله كثيرًا) [21] وقف التمام.
ومثله: (إلا إيمانًا وتسليمًا) [22].
(وأرضًا لم تطؤوها) [27] حسن.
ومثله: (إن اتقينن) [32].
(2/842)
(أن يكون لهم الخيرة من أمرهم) [36].
(والله أحق أن تخشاه) [37]، (منهن وطرا).
(فيما فرض الله له) [38]، (في الذين خلوا من قبل).
(أحدًا إلا الله) [39].
(وخاتم النبيين) [40].
(يوم يلقونه سلام) [44].
(ولا مستأنسين لحديث) [53]، (فيستحي منكم)، (من الحق)
تام.
ومثله (لقلوبكم وقلوبهن)، (من بعده أبدًا) حسن.
[ومثله: (يصلون على النبي)] [56].
(فلا يؤذين) [59] حسن.
(قليلاً. ملعونين) [60، 61] حسن. (وقتلوا تقتيلا) تام.
(2/843)
(خلوا من قبل) [62] حسن.
ومثله (علمها عند الله) [63].
(خالدين فيها أبدا).
(وأشفقن منها) [72]، (ظلوما جهولا) تام.
(2/844)
سورة سبأ
(وربي لتأتينكم) [30] حسن على قراءة الذين قرؤوا: (عالم
الغيب) بالرفع، وهم أبو جعفر وشيبة ونافع، وقرأ عاصم وأبو عمرو: (عالم الغيب).
فعلى هذه القراءة لا يحسن الوقف على قوله (لتأتينكم). (إلا في كتاب مبين) حسن غير تام.
(ورزق كريم) تام.
ومثله: (افترى على الله كذبا أم به جنة) [8].
(وما خلفهم من السماء والأرض) [9] حسن.
(أوبي معه والطير) [10] حسن.
(وقدر في السرد) [11] [تام].
(2/845)
ومثله: (عين القطر) [12]، (بين يديه بإذن ربه) حسن.
(وقدور راسيات) [13] تام. (اعملوا آل داود شكرا) وقف
حسن. وأجاز السجستاني الوقف على (آل داود) وابتداء (شكرا) على معنى «اشكروا الله
شكرا». وهذا عندي بعيد لأن المعنى «اعملوا شكرًا لله فيما أنعم به عليكم» فإذا
وقفنا على (آل داود) وابتدأنا (شكرًا) زال هذا المعنى.
(كلوا من رزق ربكم واشكروا له) [15] تام.
(وقدرنا فيها السير) [18] حسن.
ومثله: (ممن هو منها في شك) [21].
(إلا لمن أذن له) [23] تام.
(والأرض قل الله) [24] حسن.
(2/846)
ومثله (بعضهم إلى بعض القول) [31].
(ويقدر له) [39] تام.
ومثله: (كانوا يعبدون الجن) [41].
(إلا إفك مفترى) [43].
(من كتب يدرسونها) [44] حسن. ومثله: (من نذير).
(فكذبوا رسلي) [45].
(ثم تتفكروا) [46] تام. ومثله: (ما بصاحبكم من جنة)،
(عذاب شديد) تام.
(2/847)
سورة الملائكة
(وثلاث ورباع) [1] حسن. (ما يشاء) حسن. (إن الله على كل
شيء قدير) تام.
(فاتخذوه عدوا) [6] حسن.
(كذلك النشور) [9] تام.
ومثله: (فلله العزة جميعا) [10]، (وإليه يصعد الكلم
الطيب) وقف حسن ثم تبتدئ: (والعمل الصالح يرفعه) على معنى «يرفعه الله»، ويجوز أن
يكون المعنى «والعمل الصالح يرفع الكلم الطيب». (لهم عذاب شديد). (ومكر أولئك هو يبور) تام.
(ولا ينقص من عمره إلا في كتاب) [11] وقف حسن.
(2/848)
(على الله يسير) تام.
ومثله: (ربكم له الملك) [13] تام.
ومثله: (يكفرون بشرككم) [14].
(ولو كان ذا قربى) [18]، (وأقاموا الصلاة)، (فإنما يتزكى
لنفسه) وأتم منه (وإلى الله المصير).
(ولا الظل ولا الحرور) [21] حسن.
(إن الله يسمع من يشاء) [22] حسن.
ومثله: (من في القبور).
(أنت إلا نذير) [23] [تام].
ومثله: (إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا) [24]، (إلا خلا
فيها نذير).
(وغرابيب سود) [27] حسن.
(مختلف ألوانه كذلك) [28] تام. ومثله (من عباده
(2/849)
العلماء)، (تجارة لن تبور).
(ويزيدهم من فضله) [30] حسن.
(لما بين يديه) [21] تام.
(من عبادنا) [22] حسن. ومثله: (بالخيرات بإذن الله).
(من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير) [33] تام.
ومثله: (ولا يمسنا فيها لغوب) [35].
(ولا يخفف عنهم من عذابها) [36]، (كذلك نجزي كل كفور)
تام.
(وجاءكم النذير فذوقوا) [37] حسن. (من نصير) تام.
(فعليه كفره) [39] حسن. ومثله: (عند ربهم إلا مقتا)،
(إلا خسارا).
(فهم على بينة منه) [40] تام.
(2/850)
(السماوات والأرض أن تزولا) [41] حسن.
ومثله: (ما زادهم إلا نفورا) [42].
(ومكر السيء) [43] تام. ومثله: (إلا بأهله)، (إلا سنة
الأولين) حسن. ومثله: (لسنة الله تبديلا)، (لسنة الله تحويلا).
(وكانوا أشد منهم قوة) [44] حسن. (ولا في الأرض).
(على ظهرها من دابة) [45]، (إلى أجل مسمى).
(2/851)
سورة يس
(يس) [1] وقف حسن لمن قال: هو افتتاح السورة ومن قال:
معنى «يس» يا رجل لم يقف عليه.
(ما قدموا وآثارهم) [12] حسن.
(قالوا طائركم معكم) [19]، (أئن ذكرتم) كان شيبة ونافع
وأبو عمرو يقرؤون: (آن) بهمزة واحدة ممدودة. وكان يحيى وعاصم وحمزة والكسائي يقرؤون:
(أئن ذكرتم) بكسر الألف الثانية. فمن قرأ بهاتين القراءتين وقف: (طائركم معكم). وكان زر بن حبيش
يقرأ: (أأن ذكرتم) بهمزتين وبفتح الثانية. وروي عن بعض القراء: (طائركم معكم أين
ذكرتم) فعلى مذهب زر بن حبيش يحسن الوقف على
(2/852)
قوله:
(معكم) ثم تبتدئ: (أئن ذكرتم) على معنى (ألأن ذكرتم
طائركم معكم) ومن قرأ (أين ذكرتم) لم يحسن أن يقف على قوله: (طائركم معكم) لأن (أين)
متعلقة به كأنه قال: طائركم في أي موضع ذكرتم، (أئن ذكرتم) حسن.
(يا حسرة على العباد) [30] تام.
(وما خلفكم لعلكم ترحمون) [45] غير تام لأن قوله: (إلا كانوا
عنها معرضين) [46] جواب (اتقوا)، وجواب: (وما تأتيهم من آية) وإنما صلح أن يكون
جوابًا لشيئين لأن كل واحد منهما يطلب الآخر.
(من بعثنا من مرقدنا) [52] وقف حسن ثم تبتدئ: (هذا ما
وعد الرحمن). وقال ابن عباس: قالت الملائكة:
(2/853)
(هذا ما وعد الرحمن). وقال الحسن: بل المؤمنون قالوا هذا
القول. ويجوز أن تقف على (من مرقدنا هذا) فتخفض (هذا) على الإتباع لـ «المرقد»
وتبتدئ: (ما وعد الرحمن). (يا ويلنا) وقف حسن. ثم تبتدئ: (من بعثنا)، وروي عن بعض
القراء: (يا ويلينا من بعثنا) فعلى هذا المذهب لا يحسن الوقف على قوله: (يا ويلينا) حتى يقول: (من
مرقدنا)، وفي قراءة ابن مسعود (من أهبنا من مرقدنا) فهذا دليل على صحة مذهب العامة.
وقوله: (لهم ما يدعون) [57] وقف حسن ثم تبتدئ
(2/854)
(سلام)
[58] على معنى: «ذلك لهم سلام» ويجوز أن يرفع «السلام»
على معنى «ولهم ما يدعون مسلم خالص». فعلى هذا لامذهب لا يحسن الوقف على (يدعون).
و «القول» ينتصب من وجهين: أحدهما أن يكون خارجًا من «السلام» كأنه قال: قال قولا. والوجه الآخر أن
يكون خارجًا من قوله: (ولهم ما يدعون) (قولا) أي: عدة من الله، فعلى المذهب الثاني
لا يحسن الوقف على (يدعون). وقال السجستاني: الوقف على قوله (سلام) تام. وهذا خطأ
لأن «القول» خارج مما قبله. وفي مصحف أبي وابن مسعود
(2/855)
(سلامًا قولا). فعلى هذا المذهب لا يحسن الوقف على
(يدعون).
(أيها المجرمون) [59] تام.
(إنه لكم عدو مبين. وأن اعبدوني) [60، 61] وقف حسن.
(الشعر وما ينبغي له) [69] تام.
ومثله: (فلا يحزنك قولهم) [76].
(على أن يخلق مثلهم) [81].
(كن فيكون) [82].
(2/856)
سورة الصافات
(إن إلهكم لواحد) [4] جواب القسم وهو وقف حسن ثم تبتدئ:
(رب السماوات والأرض) [5] على معنى «هو رب السماوات والأرض».
(ويقذفون من كل جانب. دحورا) [8، 9] وقف حسن. والمعنى
«يقذفون من كل جانب طردا وإبعادا» كما قال: {أخرج منها مذموما مدحوار} [الأعراف:
18] وكما قال أمية:
وبإذنه سجدوا لآدم كلهم ... إلا لعينا خاطئا مدحورا
(خلقا أم من خلقنا) [11] وقف حسن. ومثله:
(2/857)
(من طين لازب).
(وقالوا يا ويلنا) [20] وقف تام، فقالت الملائكة: (هذا
يوم الدين. هذا يوم الفصل) [20، 21] ويجوز أن يكون: (هذا يوم الدين) [20] من كلام
الكفرة لما عاينوا الحساب قالوا يا ويلنا هذا يوم الدين أي: يوم الحساب. فقالت الملائكة:
(هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون) فالوقف من هذا المذهب على (الدين).
(إن هذا لهو الفوز العظيم) [60] تام.
ومثله: (لمثل هذا فليعمل العاملون) [61].
(أن يا إبراهيم. قد صدقت الرؤيا) [104، 105].
(وباركنا عليه وعلى إسحاق) [113].
(وتذرون أحسن الخالقين. الله ربكم) [125، 126] كان
الربيع بن خيثم وأبو إسحاق والحسن ويحيى بن وثاب وابن
(2/858)
أبي إسحاق والأعمش وحمزة والكسائي يقرؤون: (الله ربكم)
بالنصب. وكان أبو جعفر وشيبة ونافع وابن كثير وعاصم وأبو عمرو يقرؤون: (الله ربكم)
بالرفع فمن نصب أو رفع لم يقف على (أحسن الخالقين) على جهة التمام لأن (الله) عز
وجل مترجم عن (أحسن) من الوجهين جميعًا.
(وإنكم لتمرون عليهم مصبحين. وبالليل) [137، 138] وقف
تام. (أفلا تعقلون) أتم منه.
(ولد الله وإنهم لكاذبون) [152] وقف حسن ثم تبتدئ:
(أصطفى البنات) [153] على معنى التوبيخ، كأنه قال: ويحكم أصطفى البنات.
(إلا من هو صال الجحيم) [163] تام.
(2/859)
سورة صاد
قوله عز وجل: (ص والقرآن ذي الذكر) [1] فيه أوجه: أحدهن
أن يكون جواب القسم «صاد» كما تقول: حقًا والله نزل، والله وجب، والله. فيكون
الوقف من هذا الوجه على قوله: (والقرآن ذي الذكر) حسنا. وعلى (في عزة وشقاق) [2] تامًا. والوجه
الثاني أن يكون جواب (والقرآن) (كم أهلكنا) كأنه قال: والقرآن لكم أهلكنا. فلما تأخرت (كم)
حذفت اللام منها لاتباعها ما قبلها.
فمن هذا الوجه لا يتم الوقف على قوله: (في عزة وشقاق).
وقال قوم: وقع القسم على (إن كل إلا كذب الرسل) [14]. وهذا قبيح لأن الكلام قد طال
فيما بينهما وكثرت الآيات والقصص.
(2/860)
وقال آخرون: وقع القسم على قوله: (إن ذلك لحق تخاصم أهل
النار) [64 ي. وهذا أقبح من الأول لأن الكلام أشد طولاً فيما بين القسم وجوابه.
(أأنزل عليه الذكر من بيننا) [8] تام.
(أولئك الأحزاب) [13] حسن.
(اصبر على ما يقولون) [17] تام. (داود ذا الأيد) حسن.
ومثله: (والطير محشورة) [19].
(قالوا لا تخف) [22] ثم تبتدئ: (خصمان) على معنى «نحن
خصمان» أنشد الفراء:
تقول ابنة الكعبي يوم لقيتها ... أمنطلق في الجيش أم
متثاقل
(2/861)
أراد: أأنت منطلق؟ ويجوز: خصمين بغى بعضنا على بعض، على
معنى «جئناك خصمين».
(إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات) [24] تام. ثم تبتدئ
(وقليل ما هم) على معنى «وقليل هم». ويجوز أن تجعل (ما) اسمًا فترفعها بـ «قليل» و
«قليلا» بها.
(فغفرنا له ذلك) [25] تام.
ومثله: (فيضلك عن سبيل الله) [26]، (نسوا يوم الحساب).
(ذلك ظن الذين كفوا) [27] حسن.
(المتقين كالفجار) [28] تام.
(لداود سليمان) [30] حسن.
(بالسوق والأعناق) [33] تام.
(2/862)
(فاضرب به ولا تحنث) [44] تام.
(فبئس المهاد) [56] حسن.
ومثله: (حميم وغساق) [57] ولك في هذا وجهان: إن شئت
رفعته بـ «الحميم» و «الحميم» به، كأنك قلت: هذا حميم وغساق فليذوقوه. فمن هذا الوجه
لا يحسن الوق فعلى (فليذوقوه). والوجه الآخر: أن ترفع (هذا) بما عاد من الهاء في «يذوقوه» وترفع
«الحميم» بإضمار: منه حميم وغساق فمن هذا الوجه يحسن أن تقف على (فليذوقه) ولا يتم
من الوجهين جميعًا.
(ما له من نفاد) [54] هذا وقف حسن ثم تبتدئ: (وإن
للطاغين) [55].
(أنتم قدمتموه لنا) [60] حسن.
(ضعفا في النار) [61] تام.
(من الأشرار. أتخذناهم سخريا) [62، 63] كان ابن كثير
(2/863)
والأعمش وأبو عمرو وحمزة والكسائي يقرؤون: (من الأشرار.
اتخذناهم) بحذف الألف في الوصل. وكان أبو جعفر وشيبة وعاصم ونافع وابن عامر
يقرؤون: (من الأشرار اتخذناهم) بقطع الألف، فمن قرأ: (من الأشرار. اتخذناهم) بحذف
الألف لم يقف على (الأشرار) على جهة التمام لأن (اتخذناهم) حال، كأنه قال: قد
اتخذناهم. وقال السجستاني: هذا نعت للرجال وهو خطأ لأن النعت لا يكون ماضيًا ومستقبلاً.
و (أم) من هذا الوجه مردود على قوله: (ما لنا لا نرى
(2/864)
رجالا) ومن قرأ (اتخذناهم) بقطع الألف وقف على (الأشرار).
وقوله: (فالحق والحق أقول) [84] قرأ مجاهد وعاصم الأعمش
وحمزة برفع الأول ونصب الثاني وكان أبو جعفر وشيبة ونافع وأبو عمرو والكسائي
ينصبونهما جميعًا. فمن رفع الأول بإضمار: فأنا الحق، وقف عليه وابتدأ: (والحق أقول). ومن رفع الأول
بـ (لأملأن) كما تقول: عزمة صادقة لآتينك، لم يتم الوقف عليه. ومن نصب الحق الأول
بإضمار: قولوا الحق، حسن أن يقف عليه، ومن نصبه بـ (لأملأن) كأنه قال: حقًا
لأملأن، ثم أدخل عليه الألف واللام وتركه على نصبه لم يحسن الوقف عليه، ومن خفض
(الحق) بإضمار واو القسم فقرأ: (قال الحق والحق أقول) لم يقف
(2/865)
على (الحق) الأول لأنه حرف القسم، والقسم لا غنى به عن جوابه.
والوقف على (الحق) الثاني قبيح لأنه منصوب بـ (أقول) ولا يوقف على منصوب دون ناصبه، ويجوز
في العربية: قال فالحق والحق أقول، برفعهما جميعًا. فالأول مرتفع بـ (لأملأن) والثاني
معطوف عليه. و (أقول) صلة الثاني، والهاء المضمرة تعود عليه، وتلخيصه: قال فالحق
والذي أقوله. ولا يجوز أن ترفع الحق الثاني برجوع الهاء المضمرة مع (أقول) لأن
الهاء إذا لم تلفظ بها كان الفعل أنفذ عملاً منها، ولا يوقف من هذا الوجه على
(الحق) الأول والثاني لافتقارهما إلى بعدهما.
(2/866)
سورة الزمر
(فاعبد الله مخلصا له الدين) [2] تام.
ومثله: (ألا لله الدين الخالص) [3].
(ثم جعل منها زوجها) [6] حسن.
(من الأنعام ثمانية أزواج) تام. (في ظلمات ثلاث) تام.
ومثله: (وجعل لله أندادًا ليضل عن سبيله)، (الذين يعلمون
والذين لا يعلمون)، (ويرجو رحمة ربه).
(اتقوا ربكم) [10] حسن. (في هذه الدنيا حسنة) تام.
ومثله: (وأرض الله واسعة).
(فاعبدوا ما شئتم من دونه) [15]، (وأهليهم يوم القيامة)
حسن.
ومثله: (يخوف الله به عباده) [16]، (يا عباد فاتقون) تام.
(2/867)
ومثله: (فبشر عباد) [17].
ثم تبتدئ: (الذين يستمعون القول) [18] فترفع «الذين» بما
عاد من قوله: (أولئك الذين هداهم الله).
(أفمن حق عليه كلمة العذاب) [19] وقف حسن، والمعنى «أفمن
حق عليه كلمة العذاب كمن وجبت له الجنة» ثم تبتدئ: (أفأنت تنقذ من في النار) أي:
أتستطيع أن تنقذ هذا الذي وجبت له النار.
(مبنية تجري من تحتها الأنهار) [20] تام. وأتم منه (لا
يخلف الله الميعاد).
(فتراه مصفرًا ثم يجعله حطاما) [21] حسن.
(أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب يوم القيامة) [24] وقف حسن.
والمعنى «هذا خير أم من يدخل الجنة؟».
(2/868)
(في ضلال مبين) [22] تام.
ومثله: (إلى ذكر الله) [23]، (ذلك هدى الله يهدي به من
يشاء).
(هل يستويان مثلا) [29].
(ويخوفونك بالذين من دونه) [36].
(والتي لم تمت في منامها) [42] حسن. (إلى أجل مسمى) حسن.
(من سوء العذاب يوم القيامة) [47] تام.
ومثله: (وبدا لهم سيئات ما كسبوا) [48].
(وجوههم مسودة) [60] حسن.
(له مقاليد السماوات والأرض) [63].
(والسماوات مطويات بيمينه) [67].
(يسبحون بحمد ربهم) [75]
(وقضي بينهم بالحق) [69].
(2/869)
سورة المؤمن
(ذي الطول) [3] حسن. وأحسن منه (لا إله إلا هو إليه
المصير) تام.
(والأحزاب من بعدهم) [5] حسن. ومثله: (كل أمة برسولهم
ليأخذوه).
(أنهم أصحاب النار) [6].
(ويستغفرون للذين آمنوا) [7] حسن.
ومثله: (وقهم السيئات) [9]، (فقد رحمته وذلك هو الفوز
العظيم) وقف تام.
ومثله: (إلى الإيمان فتكفرون) [10].
(رفيع الدرجات ذو العرش) [15] حسن.
ومثله: (لمن الملك اليوم) [16] فلما لم يجبه أحد قال:
(2/870)
(لله الواحد القهار).
(لا ظلم اليوم) [17] تام.
ومثله: (لدي الحناجر كاظمين) [18]، (ولا شفيع يطاع).
(وما تخفي الصدور) [19].
(من دونه)، (لا يقضون بشيء) [20].
(واستحيوا نساءهم) [25].
(وقال رجل مؤمن) [28] وقف حسن ثم تبتدئ: (من آل فرعون
يكتم إيمانه) فلا يكون الرجل من (آل فرعون) على هذا المذهب. ومن قال: هو من (آل
فرعون) وقف على (فرعون). والوقف عليه وعلى (يكتم إيمانه) غير تام لأن قوله:
(أتقتلون رجلا) حكاية. (وعاد وثمود والذين من بعدهم) تام.
(2/871)
ومثله: (ما لكم من الله من عاصم) [23].
(الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم) [25]
قبيح لأن الخبر (إن في صدورهم إلا كبر) [56] والوقف على المخبر عنه دون الخبر قبيح.
(ما هم ببالغيه) حسن.
(فستذكرون ما أقول لكم) [44] حسن.
(النار يعرضون عليها غدوا وعشيا) [46] تام.
ومثله: (قالوا فادعوا) [50].
(في الحياة الدنيا) [51].
(لا ينفع الظالمين معذرتهم) [52].
(ما هم ببالغيه) [56] حسن.
(وعملوا الصالحات ولا المسيء) [58].
(أستجب لكم) [60] وقف حسن. (جهنم داخرين) تام.
(والنهار مبصرا) [61] حسن.
(2/872)
(مخلصين له الدين) [65] [تام].
(إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل) [71] وقف حسن. ثم
تبتدئ: (يسحبون في الحميم) [71، 72] وروي عن ابن عباس (والسلاسل يسحبون) على معنى
«ويسحبون سلاسلهم في النار». ويجوز في العربية: (والسلاسل) بالخفض (يسحبون). وقال بعض
المفسرين: «في أعناقهم وفي السلاسل»، والخفض على هذا المعنى غير جائز لأنك إذا
قلت: زيد في الدار. لم يحسن أن تضمر «في» فتقول: زيد الدار، ولكن الخفض جائز على
معنى «إذ أعناقهم في الأغلال والسلاسل» فيخفض (السلاسل) على النسق على تأويل
«الأغلال» لأن «الأغلال» في تأويل خفض كما تقول:
(2/873)
خاصم عبد الله زيد العاقلين، فتنصب «العاقلين»، ويجوز
رفعهما لأن أحدهما إذا خاصم صاحبه فقد خاصمه صاحبه، أنشد الفراء:
قد سالم الحيات منه القدما ... الأفعوان والشجاع الأرقما
فنصب الأفعوان «على الإتباع لـ «الحيات» لأن «الحيات»
إذا سالمت القدم فقد سالمها القدم، فمن نصب (السلاسل) أو خفضها لم يقف عليها،
والتمام على (كذلك يضل الله الكافرين)».
(ذلكم بما كنتم تفرحون) [75]، (ذلكم) مرفوع بإضمار «ذلكم
لكم». والوقف على (تمرحون) حسن.
وعلى (المتكبرين) [76] تام.
(2/874)
ومثله: (ومنهم من لم نقصص عليك) [78]، (إلا بإذن الله)
حسن.
ومثله: (فرحوا بما عندهم من العلم) [83].
(إيمانهم لما رأوا بأسنا) [85] تام، ومثله: (التي قد خلت
في عباده).
(2/875)
حم السجدة
(فصلت آياته قرآنا عربيا) [3] «القرآن» ينتصب من وجهين
على القطع وعلى الخبر كأنه قال: فصلت آياته كذلك، فالوقف من الوجهين على قوله:
(قرآنا عربيا) غير تام لأن اللام التي في «القوم» صلة لـ (فصلت). والوقف على (يعلمون) غير تام،
لأن (بشيرا ونذيرا) [4] حال لـ «القرآن» والوقف على (نذيرا) حسن.
(إليه واستغفروه) [6] تام.
(وتجعلون له أندادا) [9] تام. (رب العالمين) تام.
وقوله: (ذلكم ظنكم الذين ظننتم بربكم أرداكم) [23]،
(2/876)
في (أرداكم) ثلاثة أوجه: إن شئت جعلته حالاً لـ (ذلكم) ورفعت
(ذلكم) بـ «الظن» كأنه قال: وذلكم ظنكم مرديا لكم، فمن هذا الوجه يحسن الوقف على (ظننتم بربكم) ولا
يتم، والوجه الثاني أن ترفع (ذلكم) بما عاد من (أرداكم) وتجعل «الظن» تابعًا لـ (ذلكم)، وهذا
وجه يبطل من أجل قول القراء إلا أنه قد حكاه عن قوم واستقبحه. فمن هذا الوجه لا
يحسن الوقف على (ظننتم بربكم). والوجه الثالث أن ترفع (ذلكم) بـ «الظن» و «الظن» به، ولا تجعل
(أرداكم) حالاً كأنه قال: هو أرداكم. فمن هذا الوجه يحسن الوقف على (ظننتم بربكم).
(الحسنة ولا السيئة) [34] وقف حسن.
ومثله: (اهتزت وربت) [39].
(لا يخفون علينا) [40] تام. ومثله: (اعملوا ما شئتم).
(من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) [42]
(2/877)
وقف تام إذا جعلت خبر (إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم)
[41] مضمرًا، فإن كان الخبر ما عاد من قوله: (أولئك ينادون من مكان بعيد) لم يتم
الوقف إلا على (مكان بعيد) [44].
(إلا ما قد قيل للرسل من قبلك) [42] تام إذا كان الخبر
مضمرًا.
(لقالوا لولا فصلت آياته) [44] حسن. (أعجمي وعربي) تام.
ومثله: (موسى الكتاب فاختلف فيه) [45].
(ومن أساء فعليها) [46].
(يرد علم الساعة) [47] حسن.
(ما كانوا يدعون من قبل وظنوا) [48] تام. إذا كان «الظن»
بمعنى الكذب، فإن كان تأويله: وعلموا. فالوقف على (محيص).
(2/878)
(ولا تضع إلا بعلمه) [47] تام. ومثله: (ما منا من شهيد).
(من دعاء الخير) [49] حسن.
ومثله: (إن لي عنده للحسنى) [50].
(حتى يتبين لهم أنه الحق) [53] تام.
ومثله: (في مرية من لقاء ربهم) [54].
(2/879)
حم عسق
(حم. عسق) [1، 2] وقف حسن ثم تبتدئ: (كذلك يوحي إليك
وإلى الذين من قبلك الله) [2] فـ «ذلك» إشارة إلى (حم. عسق). قال الفراء: يقال
إنها أوحيت إلى كل نبي كما أوحيت إلى محمد صلى الله عليه وسلم.
(يتفطرن من فوقهن) [5] تام. ومثله: (ويستغفرون لمن في
الأرض).
(وتنذر يوم الجمع لا ريب فيه) [7].
(من يشاء في رحمته) [8].
(فحكمه إلى الله) [10] حسن.
(ولا تتفرقوا فيه) [13] تام. ومثله: (ما تدعوهم إليه).
(بغيًا بينهم) [14] حسن. ومثله: (لقضي بينهم)،
(2/880)
(لفي شك منه مريب) تام.
(ولا تتبع أهواءهم) [15] حسن.
(بالحق والميزان) [17] تام.
ومثله: (ويعلمون أنها الحق) [18].
(ولولا كلمة الفصل لقضي بينهم) [21].
(وهو واقع بهم) [22].
(إلا المودة في القربى) [23]، (نزد له فيها حسنا) حسن.
(يختم على قلبك) [24] تام.
ومثله: (يزيدهم من فضله) [26].
(ويعفو عن كثير) [30] تام.
(ويعف عن كثير) [34] حسن غير تام. قال السجستاني: هو
تام. وهذا غلط لأن قوله: (ويعلم الذين يجادلون) [35] منصوب على الصرف عن (يوبقهن)
والمصروف عنه متعلق
(2/881)
بالصرف. ومن قرأ: (ويعلم الذين يجادلون) بالجزم لم يتم
له أيضًا الوقف على (كثير) لأن (ويعلم) منسوق على (يوبقهن). ومن رفع «العلم» وقف على ما قبله.
(ما لهم من محيص) تام.
(هم ينتصرون) [39] حسن.
ومثله: (سيئة مثلها) [40].
(ما عليهم من سبيل) [41] تام.
ومثله: (فما له من ولي من بعده) [44].
(من طرف خفي) [45].
(ينصرونهم من دون الله) [46].
(إن عليك إلا البلاغ) [48] تام.
(من يشاء عقيما) [50] حسن.
(ما في السماوات وما في الأرض) [53] تام.
(2/882)
[سورة] الزخرف
قال أبو بكر: من جعل جواب (والكتاب) [2] (حم) [1] كما
تقول: نزل والله، وجب والله. وقف على (الكتاب المبين) ومن جعل جواب القسم (إنا
جعلناه) [3] لم يقف على (الكتاب المبين).
(خلقهن العزيز العليم) [9] وقف تام.
ومثله: (إلى ربنا لمنقلبون) [14].
(ما عبدناهم) [20].
(يقسمون رحمة ربك) [32] حسن. (ليتخذ بعضهم بعضا سخريا)
تام.
ومثله: (يتكئون) [34].
(2/883)
(وزخرفا)، (متاع الحياة الدنيا) [35].
(فهو له قرين) [36].
(فبئس القرين) [38].
(لذكر لك ولقومك) [44].
(إلا هي أكبر من أختها) [48].
وقوله: (أما أنا خير من هذا الذي هو مهين) [52] قال
الفراء: في (أم) وجهان: إن شئت جعلتها هي الاستفهام. وإن شئت جعلتها نسقا على
قوله: (أليس لي ملك مصر) [51]، وقال بعض المفسرين: الوقف على قوله: (أفلا تبصرون)
أم، أي: أتبصرون. وقال قوم: الوقف على قوله: (أفلا تبصرون) ثم ابتدأ: (أما أنا خير)
بمعنى «بل أنا خير» أنشد الفراء:
(2/884)
بدت مثل قرن الشمس في رونق الضحى ... وصورتها أو أنت في
العين أملح
فمعناه «بل أنت». وأنشد الفراء:
فوالله ما أدري أسلمى تغولت ... أم النور أم كل إلى حبيب
فمعنى «أم» ههنا «بل». وروى أبو زيد الأنصاري عن العرب
أنهم يجعلون «أم» زائدة.
168 - وقال الفراء أخبرني بعض المشيخة أنه بلغه أن بعض
القراء قرأ: (أما أنا خير). فمعنى هذا «لست خيرا».
(2/885)
(ما ضربوه لك إلا جدلا) [58] حسن.
(مثلا لبني إسرائيل) [59] تام.
ومثله: (ملائكة في الأرض يخلقون) [60].
(هو ربي وربكم فاعبدوه) [64] حسن.
(لبعض عدو إلا المتقين) [67] تام.
ومثله: (ولا أنتم تحزنون) [68].
(قال إنكم ماكثون) [77].
(قل إن كان للرحمن ولد) [81] قال الحسن: معناه «ما كان
للرحمن ولد»، والوقف على «الولد» ثم تبتدئ: (فأنا
أول العابدين) على أنه لا ولد له.
والوقف على (العابدين) تام.
(وقيله يا رب) سألت أبا العباس: بأي شيء تنصب «القيل»؟
فقال: أنصبه على (وعنده علم الساعة) و «يعلم قيله»، فمن
(2/886)
هذا الوجه لا يحسن الوقف على ترجعون وعلى (يعلمون) [86]
ويحسن الوقف على (يكتبون) [80] وأجاز الفراء أن تنصب «القيل» على معنى «لا تسمع
سرهم وقيله». فمن هذا الوجه لا يحسن الوقف على (يكتبون). وأجاز الفراء أيضًا أن تنصبه
على معنى «وقال قيله، وشكى شكواه إلى الله» كما قال كعب بن زهير بن أبي سلمى يمدح
النبي صلى الله عليه وسلم:
يمشي الوشاة جنابيها وقيلهم ... إنك يا ابن أبي سلمى
لمقتول
أرد: ويقولون قيلهم. ومن قرأ: (وقيله) بالخفض على معنى
«وعنده علم الساعة وعلم قيله»، ويجوز في العربية و «قيله» بالرفع على أن ترفعه بـ
(إن هؤلاء قوم لا يؤمنون) [88]، وقد قرأ بالرفع الأعرج.
(2/887)
حم الدخان
قال أبو بكر: إن جعلت (حم) [1] جواب القسم وقفت على
(المبين) [2] وإن جعلت «إن» جواب القسم وقفت على (منذرين) [3] وابتدأت: (فيها يفرق كل
أمر حكيم) [4].
(إنه هو السميع العليم) [6] وقف حسن ثم تبتدئ: (رب
السماوات) [7] على معنى «هو رب السماوات». ولو خفض على الإتباع لـ (ربك) كان
الوقف (موقنين).
(أم قوم تبع) [37] حسن. ومثله: (من قبلهم أهلكناهم).
(2/888)
(ذق إنك أنت العزيز الكريم) [49] اجتمعت العوام على كسر
«إن». وروي عن الحسن بن علي، رضي الله عنه، (ذق أنك) بفتح «أن» وبذلك كان يقرأ
الكسائي، فمن كسر «ان» وقف على (ذق). ومن فتحها لم يقف على (ذق) لأن المعنى «ذق
لأنك وبأنك».
(فضلاً من ربك) [57] تام.
(2/889)
سورة الجاثية
(لآيات للمؤمنين) [3] وقف حسن ثم تبتدئ (وفي خلقكم وما
يبث من دابة آيات) [4] فترفع «الآيات» بـ (في)، وعلى هذا أكثر القراء. وكان الأعمش
وحمزة والكسائي يقرؤون: (وما يبث من دابة آيات).
(وتصريف الرياح آيات) [5] على إضمار، فعلى هذه القراءة
لا يتم الوقف على قوله: (آيات لقوم يعقلون).
(جميعا منه) [13] وقف حسن. ومن قرأ: (منه)
(2/890)
على معنى «من به منة» وقف أيضًا على «المنة»، ويجوز في
العربية «منة» بالرفع، على معنى «هو منة» ويجوز أيضًا ما روي عن بعض القراء (وما
في الأرض جميعا منه) على معنى «ذلك منه».
169 - وأخبرنا أبو بكر قال أخبرنا أبو علي المقرئ قال:
حدثنا شريح بن يونس قال: حدثنا عبد الله بن رجاء المكي عن العباس بن أبي مرحب قال:
سمعت عبد الله بن عبيد بن عمير يقرأ: (وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا
منة) يعني من المنن.
(سواء محياهم ومماتهم) [21] كان أكثر القراء يرفعون
(سواء). وكان الأعمش وحمزة والكسائي يقرؤون: (سواء محياهم) بالنصب. فمن نصب (سواء)
جعلها خبر (نجعلهم).
(2/891)
ومن رفعها جعل الخبر ما عاد من الهاء والميم في (محياهم). ويجوز في
العربية (سواء محياهم ومماتهم) بالنصب على معنى «سواء في محياهم ومماتهم» فلما أسقطنا
الخافض نصبناه على المحل.
(السماوات والأرض بالحق) [22] تام.
ومثله: (وما يهلكنا إلا الدهر) [24].
(إلى يوم القيامة لا ريب فيه) [26] حسن.
(وترى كل أمة جاثية) [28] حسن ثم تبتدئ. (كل أمة تدعى)
بالرفع. وروي عن بعض القراء (كل أمة) بالنصب، فعلى هذه القراءة لا يحسن الوقف (إلى
كتابها).
(ومأواكم النار) [34] حسن.
(وغرتكم الحياة الدنيا) [35] تام.
(2/892)
سورة الأحقاف
(وأجل مسمى) [3] تام.
(أم لهم شرك في السماوات) [4] حسن.
(بما تفيضون فيه) [8] تام.
(فآمن واستكبرتم) [10] حسن.
ومثله: (لو كان خيرا ما سبقونا إليه) [11].
(كتاب موسى إماما ورحمة) [12] وقوله تعالى: (وبشرى
للمحسنين) قال: الفراء «البشرى» في موضع رفع على النسق على «الكتاب» كأنه قال: وهذا
كتاب وبشرى. فمن هذا الوجه لا يحسن الوقف على (الذين ظلموا). قال: ويجوز أن تنصب «البشرى» على معنى
«لتنذر الذين ظلموا وتبشرهم بشرى»، فمن هذا الوجه أيضًا لا يحسن الوقف
(2/893)
على (الذين ظلموا) على أنك تنوي التمام. ويجوز أن تنصب
«البشرى» على معنى «إمامًا ورحمة وبشرى» فلا يحسن الوقف أيضًا على (الذين ظلموا)
على أنك تنوي التمام ويجوز أن ترفع «البشرى» باللام التي في (المحسنين)، فيحسن من
هذا الوجه أن تقف على (الذين ظلموا).
(وضغته كرها) [15] حسن. ومثله: (ثلاثون شهرا).
(في أصحاب الجنة) [16] حسن غير تام.
(إلا ساعة من النهار) [35] وقف حسن ثم تبتدئ: (بلاغ) على
معنى «ذلك بلاغ»، ويجوز في العربية بلاغًا وبلاغ النصب
على معنى «إلا ساعة بلاغا»، والخفض على معنى «من نهار بلاغ». وبالنصب قرأ عيسى بن
عمر، وروي عن بعض القراء: (بلغ) على الأمر، فعلى هذه القراءة يكون
(2/894)
الوقف (من نهار) ثم تبتدئ: (بلغ)، وقال قوم: الوقف (ولا تستعجل)
والابتداء: (لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ) أي:
لهم بلاغ. وهذا خطأ لأنك قد فصلت بين «البلاغ» وبين اللام، وهي رافعته بشيء ليس منهما.
(2/895)
سورة محمد صلى الله عليه وسلم
(وأصلح بالهم) [2] تام.
(الحق من ربهم) [3] حسن. (وأمثالهم) حسن.
ومثله: (تضع الحرب أوزارها) [4]، (ليبلو بعضكم ببعض).
(الجنة عرفها لهم) [6].
(ويثبت أقدامكم) [7].
(فتعسا لهم) [8 ي وقف غير تام لأن قوله: (وأضل أعمالهم)
نسق على (فتعسًا لهم) كأنه قال: أتعسهم الله وأضل أعمالهم.
(دمر الله عليهم) [10] وقف حسن ثم تبتدئ: (وللكافرين
أمثالهم) أي: أمثال ما أصاب قوم نوح وعادًا
(2/896)
وثمودًا لأهل مكة وعيد من الله، (أمثالها) حسن.
(لا مولى لهم) [11] تام.
ومثله: (تجري من تحتها الأنهار) [12]، (والنار مثوى لهم).
(فلا ناصر لهم) [13].
(فقطع أمعاءهم) [15].
(إذا جاءتهم ذكراهم) [18].
(وللمؤمنين والمؤمنات) [19]، (متقلبكم ومثواكم).
(فأولى لهم) حسن ثم تبتدئ: (طاعة) [21] على معنى «يقولون
منا طاعة».
(وقول معروف) حسن. (لكان خيرًا لهم) تام.
(2/897)
(وتقطعوا أرحامكم) [22] حسن.
(أم على قلوب أقفالها) [24] تام.
(الشيطان سول لهم وأملى لهم) [25] كان إبراهيم النخعي
وأبو جعفر ونافع وابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي يقرؤون: (وأملى لهم) على معنى
«فأملى الله لهم». وكان شيبة وأبو عمرو يقرآن: (وأملي لهم) بضم الألف وفتح الياء
على أنه فعل ما لم يُسم فاعله. وروي عن مجاهد (وأملي لهم) بضم الألف وتسكين الياء
على معنى «وأملي أنا لهم». فمن فتح الألف لم يتم الوقف على (سول لهم) لأن (أملي لهم)
نسق عليه. ومن ضم الألف وقف على (سول لهم).
(يربون وجوههم وأدبارهم) [27] حسن.
(أضغانهم) [29] تام.
(2/898)
(فلعرفتهم بسيماهم) [30] حسن.
(ونبلو أخباركم) [31] تام.
(والله معكم) [35] تام. وكذلك: (لن يتركم أعمالكم).
(فإنما يبخل عن نفسه) [38]، (وأنتم الفقراء) تام.
(2/899)
سورة الفتح
(فتحا مبينا) [1] غير تام لأن قوله تعالى: {ليغفر لك
الله} [2] متلق بـ «الفتح» كأنه قال: إنا فتحنا لك فتحا مبينا لكي يجمع الله لك مع
الفتح المغفرة فيجمع لك ما تقر به عينك في الدنيا والآخرة. وقال السجستاني: هي لام
القسم. وهذا خطأ لأن لام القسم لا تكسر، وقد ذكرنا هذا في غير موضع.
(الظانين بالله ظن السوء) [6] وقف حسن. ومثله: (عليهم
دائرة السوء)، (جهنم وساءت مصيرا) وقف التمام.
(وتعزروه وتوقوره) [9] معناه «وتعزروا النبي صلى الله
عليه وسلم وتوقوره». فالوقف عليه غير تام لأن قوله: (وتسبحوه بكرة وأصيلا) نسق
عليه. والتسبيح لا
(2/900)
يكون إلا لله عز وجل.
(أو أراد بكم نفعا) [11] وقف حسن.
(ويهديكم صراطا مستقيما) [20] وقف حسن.
(والهدي معكوفا أن يبلغ محله) [25] تام.
ومثله: (أحق بها وأهلها) [26].
(ومقصرين لا تخافون) [27] حسن.
(ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل) [29] قال
الفراء: فيه وجهان: إن شئت قلت: المعنى «ذلك مثلهم في التوراة وفي الإنجيل أيضا
كمثلهم في القرآن» فيكون الوقف على (الإنجيل)، وإن شئت قلت: تمام الكلام على قوله: (ذلك مثلهم في
التوراة) ثم ابتدأ فقال: (ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه) وقوله تعالى: (أشداء على الكفار)،
(2/901)
(أشداء) ارتفعوا بـ (محمد) صلى الله عليه وسلم و (الذين
معه).
وروي عن بعضهم (أشداء) بالنصب على الحال، فالخبر ما عاد
من الهاء والميم في قوله تعالى: (تراهم ركعا سجدا)
(2/902)
سورة الحجرات
(والفسوق والعصيان) [7] وقف حسن.
ومثله: (فضلا من الله ونعمة) [8].
(الفسوق بعد الإيمان) [11].
(وقبائل لتعارفوا) [13] وقف تام.
(ولما يدخل الإيمان في قلوبكم) [14] وقف حسن.
(لا يلتكم من أعمالكم شيئا) وقف تام.
(2/903)
سورة ق
(ذلك رجع بعيد) [3] وقف حسن.
ومثله: (فهم في أمر مريج) [5].
(كذلك الخروج) [11] تام.
(وقوم تبع) [14] حسن. ومثله: (فحق وعيد).
(أفعيينا بالخلق الأول) [15].
(وما أنا بظلام للعبيد) [29] تام.
ومثله: (ولدينا مزيد) [35].
وقرأت العوام: (فنقبوا في البلاد) [36] بفتح القاف. وقرأ
يحيى بن يعمر (فنقبوا) بكسر القاف، فمن فتحها لم يقف على (بطشا)، ومن كسرها
وقف عليه وابتدأ: (فنقبوا). (هل من محيص) تام.
ومثله: (من لغوب) [38].
(وأدبار السجود) [40].
(2/904)
سورة الذاريات
جواب القسم (إنما توعدون لصادق) [5].
(وإن الدين لواقع) [6] وقف تام.
ومثله: (عنه من أفك) [9].
(أيان يوم الدين) [12] حسن.
(هذا الذي كنتم به تستعجلون) [14] تام.
(كانوا قليلا من الليل ما يهجعون) [17] في (ما) وجهان:
إن شئت جعلتها توكيدًا للكلام، والخبر ما عاد من (يهجعون)، كأنه قال: كانوا يهجعون
قليلاً من الليل. والوجه الثاني أن تجعل (قليلاً خبر «كان» وترفع (ما) بمعنى «قليل»، كأنه قال:
كانوا قليلاً من الليل هجوعهم، فمن الوجهين جميعًا لا يحسن أن يوقف إلا على
(يهجعون). وروي عن يعقوب
(2/905)
الحضرمي أنه قال اختلفوا في تفسير هذه الآية فقال بعضهم:
كانوا قليلا. معناه «كان عندهم يسيرا» ثم ابتدأ فقال: (من الليل ما يهجعون). قال
أبو بكر: وهذا فاسد لأن الآية إنما تدل على قلة نومهم لا على قلة عددهم. وبعد فلو
ابتدأنا (من الليل ما يهجعون) على معنى «من الليل يهجعون» لم يكن في هذا مدح لهم
لأن الناس كلهم يهجعون من الليل إلا أن نجعل (ما) جحدا.
(حق للسائل والمحروم) [19] وقف حسن.
وكذلك: (في أنفسكم) [21].
(قالوا سلاما) [25] وقف حسن على أن تنصب «السلام» بوقوع
الفعل عليه، ثم تبتدئ: (قال سلام) على معنى «نحن سلام». وكذلك تبتدئ: (قال سلام)
على
(2/906)
معنى «قال عليكم سلام»، أنشدنا أبو العباس:
فقلنا السلام فاتقت من أميرها ... فما كان إلا ومؤها
بالحواجب
فيجوز في «السلام» النصب والرفع على ما ذكرنا. و (قال
سلام) وقف حسن، ثم تبتدئ: (قوم منكرون) على معنى «أنتم قوم منكرون».
(قالوا كذلك قال ربك) [30] وقف تام.
ومثله: (إني لكم منه نذير مبين) [51].
وكذلك: (أتواصوا به) [53] حسن.
(2/907)
سورة والطور
(إن عذاب ربك لواقع) [7] جواب القسم.
(ما له من دافع) تام.
(إلى نار جهنم دعا) [13] وقف حسن. سمعت أبا العباس يقول:
معناه «يدفعون إلى نار جهنم دفعا».
(سواء عليكم) [16] حسن (ما كنتم تعملون) تام.
ومثله: (وزوجناهم بحور عين) [20].
(من عملهم من شيء) [21] تام، ومثله: (بما كسب رهين).
(لا لغو فيها ولا تأثيم) [23] حسن.
(2/908)
(كأنهم لؤلؤ مكنون) [24] تام.
(إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم) [28] كان أبو
جعفر ونافع والكسائي يقرؤون: (أنه هو البر الرحيم) بفتح الألف. وكان عاصم والأعمش
وأبو عمرو وحمزة يقرؤون: (إنه) بكسر الألف، فمن قرأ بالكسر وقف على (ندعوه) وابتدأ: (إنه).
ومن قرأ: (أنه) بالفتح لم يقف على (ندعوه) لأن «أن» متعلقة بما قبلها، والمعنى
«ندعوه لأنه وبأنه».
(فذكر) [29] وقف حسن.
ومثله: (سحاب مركوم) [44].
(كيدهم شيئا ولا هم ينصرون) [46] تام.
(2/909)
سورة والنجم
جواب القسم (ما ضل صاحبكم وما غوى) [2].
والوقف على قوله: (وما ينطق عن الهوى) [3] حسن غير تام.
وقال السجستاني: إن شئت أبدلت وبدأت (إن هو إلا وحي يوحى) [4] [من] (ما ضل
صاحبكم). وهذا غلط لأن (إن) المخففة لا تكون مبدلة من «ما». الدليل على هذا أنك لا
تقول: والله ما قمت إن أنا لقاعد.
(وما تهوى الأنفس) [23] وقف تام.
وقوله: (فاستوى. وهو بالأفق الأعلى) [6، 7] الوقف
(2/910)
على (استوى) قبيح لأن (هو) نسق على ما في (استوى). والمعنى «فاستوى
جبريل ومحمد، عليهما السلام، بالأفق الأعلى»، أخبرنا بهذا أبو العباس، وأنشد الفراء:
ألم تر أن النبع يصلب عوده ... ولا يستوي والخروع
المتقصف
جعل «الخروع» نسقًا على ما في «يستوي».
(فلله الآخرة والأولى) [25] وقف تام.
ومثله: (لمن يشاء ويرضى) [26].
(وإن الظن لا يغني من الحق شيئا) [28].
(ذلك مبلغهم من العلم) [30] والمعنى «قدر عقولهم ومبلغ
أفهامهم أن آثروا الدنيا على الآخرة. وقال قوم:
(2/911)
معناه «قدر عقولهم ومبلغ أفهامهم أن جعلوا الملائكة بنات
الله سبحانه»
(إن ربك واسع المغفرة) تام. (بمن اتقى) [32].
ومثله: (فبأي آلاء ربك تتمارى) [55].
(من النذر الأولى) [56].
(ليس لها من دون الله كاشفة) [58]
(وأنتم سامدون) [61].
(2/912)
سورة القمر
(وكذبوا واتبعوا أهواءهم) [3] وقف حسن.
(وكل أمر مستقر) تام.
(ما فيه مزدجر) [4] وقف حسن إذا رفعت «الحكمة» بإضمار
«هي حكمة بالغة» فإن رفعت «الحكمة» على الإتباع لـ «ما» لم يحسن الوقف على (مزدجر)
على أنك تنوي التمام.
والوقف على (بالغة) [5] حسن.
(فتول عنهم) [6] وقف غير تام. (إلى شيء نكر) تام.
ومثله: (هذا يوم عسر) [8].
(أن الماء قسمة بينهم) [28] حسن. ومثله: (كل
(2/913)
شرب محتضر).
(كهشيم المحتظر) [31] تام.
(نعمة من عندنا) [35] حسن. (نجزي من شكر) تام.
(فطمسنا أعينهم) [37] حسن. (عذابي ونذر) تام.
ومثله: (فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر) [42].
(والساعة أدهى وأمر) [46].
(إلا واحدة كلمح بالبصر) [50].
(فعلوه في الزبر) ب 52].
(وكبير مستطر) [53]
(2/914)
سورة الرحمن «عز وجل»
(علمه البيان) [4] وقف حسن.
(ألا تطغوا في الميزان) [8] وقف حسن إذا جعلت (تطغوا) في
موضع نصب، فإن جعلته مجزومًا بـ «لا» على النهي لم يكن (وأقيموا) [9] مستأنفًا،
وكان منسوقًا عليه لأن الأمر ينسق على النهي فيحسن الوقف عليه من هذا الوجه. (ولا تخسروا
الميزان) وقف تام.
(والنخل ذات الأكمام) [11] وقف غير تام لأن (الحب) نسق
على (الفاكهة). وفي مصاحف أهل الشام (والحب ذا العصف) بالنصب. على معنى «وخلق الحب». فمن هذا
الوجه يحسن
(2/915)
الوقف على (ذات الأكمام)، (والحب ذو العصف والريحان)
[12] وقف تام.
ومثله: (في البحر كالأعلام) [24].
(ذو الجلال والإكرام) [27].
(يسأله من في السماوات والأرض) [29].
وقوله: (سنفرغ لكم أيها الثقلان) [31] كان أبو جعفر
وشيبة ونافع وعاصم وأبو عمرو يقرؤون: (سنفرغ) بالنون، وكان يحيى والأعمش وحمزة
والكسائي يقرؤون: (سيفرغ) بالياء. فمن قرأها بالنون حسن له أن يقف على (شأن) وهو ينوي
التمام. ومن قرأ (سيفرغ) بالياء لم يتم الوقف على (في شأن) لأنه كلام واحد.
(2/916)
(من أقطار السماوات والأرض فانفذوا) [33] تام. (إلا بسلطان)
وقف حسن.
(فلا تنتصران) [30] تام.
(وجنى الجنتين دان) [54] حسن.
(وبين حميم آن) [44] تام.
ومثله: (إلا الإحسان) [60].
(ومن دونهما جنتان) [62].
(2/917)
سورة الواقعة
قوله تعالى: (ليس لوقعتها كاذبة) [2] وقف حسن. ترفع
«الكاذبة» بـ (ليس) ثم تبتدئ: (خافضة رافعة) [3] على معنى «هي خافضة رافعة» وعلى
هذا اجتماع العامة. وقرأ الزيزيد: (خافضة رافعة) بالنصب على معنى «إذا وقعت
الواقعة خافضة رافعة» أي: تخفض أقوامًا إلى النار، وترفع آخرين إلى الجنة، وتنصب خافضة
رافعة على الحال من الواقعة، ولك أن تنصبها على مذهب المدح كما تقول: جاءني عبد الله
العاقل، وأنت تمدحه. وكذلك: كلمني زيد الفاسق، وأنت تذمه.
(2/918)
(وكنتم أزواجا ثلاثة) [7] حسن ثم تبتديى: (فأصحاب
الميمنة ما أصحاب الميمنة) [8]
«فالأصحاب» الأولون مرفوعون بما عاد من «الأصحاب»
الآخرين، و (ما) تعجب كأنه قال: فأصحاب الميمنة ما هم وقال السجستاني يجوز أن تجعل
(ما) صلة، كأنك قلت: فأصحاب الميمنة أصحاب الميمنة، وهذا خطأ لأنه قد علم أن
(أصحاب الميمنة) ضد (أصحاب المشأمة) فليس في هذا فائدة، وكل كلام لا فائدة فيه فهو
محال. فإن قال قائل: كيف جاز (والسابقون السابقون) [10] ولم يجز «فأصحاب الميمنة
أصحاب الميمنة»؟ قيل له معنى قوله: (السابقون السابقون) (السابقون) إلى النبي صلى
الله عليه وسلم، هم السابقون إلى الجنة. ولو قلنا: أصحاب اليمين أصحاب اليمين، لم
يكن في هذا فائدة. وقال الفراء: «إن شئت
(2/919)
رفعت «السابقين» الأولين بالآخرين والآخرين بالأولين. وإن شئت جعلت
«السابقين» الآخرين نعتًا للأولين، ورفعت الأولين بما عاد من (أولئك المقربون) [11]. فمن الوجه الأول
يحسن الوقف على السابقين الآخرين. ومن المذهب الثاني لا يحسن الوقف عليهم. قال أبو
بكر: ومن حمل الآية الأولى على معنى «فأصحاب الميمنة الذين يعطون كتبهم بأيمانهم
هم أصحاب الميمنة»، أي: هم أصحاب التقدم والثرة وعلو المنزلة، جاز له أن يرفع
«الأصحاب» الأولين بالأصحاب الآخرين، والآخرين بالأولين. وتكون (ما) توكيدًا لا
موضع لها من الإعراب، يقول الرجل من العرب لمخاطبة: اجعلني في يمينك ولا تجعلني في
شمالك، أي. أجعلني من أهل التقدم عندك ولا تلحقني تقصيرًا وتأخيرًا؛ فاليمين كناية عن
التقدم، والشمال كناية عن التأخر، أنشدنا أبو العباس لابن الدمينة:
(2/920)
أبيني أفي يمنى يديك جعلتني ... فأفرح أم صيرتني في
شمالك
أراد التقدم والتأخر.
(ولحم طير مما يشتهون) [21] وقف حسن ثم تبتدئ: (وحور
عين) [22] على معنى «وعندهم حور عين». وبهذه القراءة قرأ نافع وابن كثير وعاصم وأبو
عمرو. وكان أبو جعفر والأعمش وحمزة والكسائي يقرؤون: (وحور عين) بالخفض، فعلى هذا المذهب
لا يحسن الوقف على (يشتهون) لأن «الحور» منسوقات على «الأكواب». وإن شئت جعلتهن
نسقًا على قوله: (في جنات النعيم) [12] وفي (حور عين). وقال السجستاني: لا يجوز أن
تكون «الحور» منسوقات على «الأكواب» لأنه لا يجوز أن يطوف الولدان بـ «الحور
العين». وهذا خطأ منه لأن العرب تتبع اللفظة
(2/921)
وإن كنت غير موافقة لها في المعنى. من ذلك قراءة أكثر
الأئمة في سورة المائدة (وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين) [6] فخفضوا «الأرجل» على
النسق على «الرؤوس»، وهي تخالفها في المعنى لأن «الرؤوس» تمسح و «الأرجل» تغسل، قال الخطيئة:
إذا ما الغانيات برزن يوما ... وزججن الحواجب والعيونا
فنسق «العيون» على «الحواجب»، و «العيون» لا تزجج إنما
تكحل، وهذا كثير في كلام العرب. وقال الفراء: يلزم من رفع «الحور العين» لأنهن لا
يطاف بهن أن يرفع «الفاكهة واللحم» لأنهما لا يطاف بهما إنما يطاف بـ «الخمر»
وحدها. وقال الفراء: الخفض وجه القراءة، وبه يقرأ أصحاب عبد الله. وفي قراءة أبي بن
كعب: (وحورًا عينا) بالنصب،
(2/922)
على معنى «ويزوجون حورا عينا، ويعطون حورا عينا» فمن هذه
القراءة أيضًا يحسن الوقف على (يستهون).
(إلا قيلا سلاما سلاما) [26] وقف حسن.
وقوله: (لأصحاب اليمين) [38].
(ثلة من الأولين) [39].
(وثلة من الآخرين) [40] إن رفعت الثلتين باللام لم يحسن
الوقف على (أصحاب اليمين) وإن رفعت الثلتين بإضمار «هما ثلة من الأولين وثلة من
الآخرين» حسن أن تقف على (أصحاب اليمين) واللام صلة لما قبلها، (من الآخرين) حسن.
ومثله: (لا بارد ولا كريم) [44].
(إلى ميقات يوم معلوم) [50].
(2/923)
(هذا نزلهم يوم الدين) [56].
(في ما لا تعلمون) [61].
(تنزيل من رب العالمين) [80].
(وتصلية جحيم) [94].
(إن هذا لهو حق اليقين) [95] [تام].
(2/924)
سورة الحديد
(ثم استوى على العرش) تام. ومثله: (وما يعرج فيها)، (أين
ما كنتم).
(له ملك السماوات والأرض) [5].
(بالله ورسوله) [7]، (مستخلفين فيه).
(ليخرجكم من الظلمات إلى النور) [9] تام.
(من قبل الفتح وقاتل) [10] تام. ومثله: (من بعد
وقاتلوا)، (وكلا وعد الله الحسنى) أتم من الذي قبله.
(بين أيديهم وبأيمانهم) [12] حسن.
ومثله: (فالتمسوا نورا) [13].
(النار هي مولاكم) [15]
(الصديقون) [19] تام. ومثله: (لهم أجرهم ونورهم).
(يكون حطاما) [20]، (ومغفرة من الله ورضوان)
(2/925)
تام، (إلا متاع الغرور) تام.
(للذين آمنوا بالله ورسله) [21] حسن، ومثله: (يؤتيه من
يشاء)، (والله ذو الفضل العظيم) تام.
(إلا في كتاب من قبل أن نبرأها) [22] حسن. والمعنى «من
قبل أن نبرأ النسمة».
(ولا تفرحوا بما آتاكم) [23] حسن.
ومثله: (ويأمرون الناس بالبخل) [24]
(رأفة ورحمة) [27] وقف حسن ثم تبتدئ: (ورهبانية
ابتدعوها) أي: ابتدعوا رهبانية لم نكتبها عليهم. وروى بعضهم أن في مصحف أبي (ما
كتبتها عليهم ولكن ابتدعوها). (فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم) حسن (وكثير منهم
فاسقون) تام.
(2/926)
(ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم) [28] حسن غير تام،
والتمام آخر السورة (ويغفر لكم والله غفور رحيم) وقف تام لأن قوله: (لئلا يعلم أهل
الكتاب) صلة لما قبله، والمعنى «لأن يعلم أهل الكتاب».
(2/927)
سورة المجادلة
{وإنهم ليقولون منكرا من القول وزورا} [2] حسن. {وإن
الله لعفو غفور} تام.
{من قبل أن يتماسا} [3] حسن، وأحسن منه: {ذلكم توعظون
به}. {والله بما تعملون خبير} تام.
{أحصاه الله ونسوه} [6] حسن.
ومثله: {إلا هو معهم أين ما كانوا} [7]، {بما عملوا يوم
القيامة}، {إن الله بكل شيء عليم} تام.
{لولا يعذبنا الله بما نقول} [8] حسن. ومثله: {حسبهم
جهنم يصلونها}.
{بين يدي نجواكم صدقات} [13]، {وأطيعوا الله ورسوله}،
{والله خبير بما تعملون}.
(2/928)
(أعد الله لهم عذابًا شديدًا) [15] حسن. (ساء ما كانوا
يعملون) تام.
(ويحسبون أنهم على شيء) [18] حسن.
ومثله: (أولئك حزب الشيطان) [19].
(أولئك في الأذلين) [20] تام.
(لأغلبن أنا ورسلي) [21] حسن.
ومثله: (أو إخوانهم أو عشيرتهم) [22]، (ورضوا عنه)،
(أولئك حزب الله).
(2/929)
سورة الحشر
(وهو العزيز الحكيم) [1] تام.
(من ديارهم لأول الحشر) [2] وقف حسن. ومثله: (ما ظننتم
أن يخرجوا)، (وأيدي المؤمنين)، (فاعتبروا يا أولي الأبصار) أحسن من الذي قبله.
(ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله) [4]، (فإن الله شديد
العقاب) تام.
(يسلط رسله على من يشاء) [6] حسن.
(دولة بين الأغنياء منكم) [7]، (وما نهاكم عنه فانتهوا).
(ولو كان بهم خصاصة) [9] تام.
(غلا للذين آمنوا) [10] حسن. (إنك رؤوف رحيم) [تام].
ومثله: (ثم لا ينصرون) [12].
(2/930)
(أو من وراء جدر) [14]، (جميعا وقلوبهم شتى) حسن.
(أنهما في النار خالدين فيها) [17] كان القراء مجمعين
على نصب (خالدين) إلا الحسن فإنه كان يرفع (خالدان فيها). فمن نصب (خالدين) نصب
على القطع من (النار) وذلك أنه عاد بذكرها فصار كأنه لها، وذكرها الهاء
والألف المتصلتان بـ (في)، فمن هذا الوجه يحسن الوقف على (النار) ولا يتم على قراءة
الحسن، ولا يحسن الوقف ولا يتم على (النار) لأن (خالدين) خبر «أن».
(فذاقوا وبال أمرهم) [15] حسن.
(لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة) [20] تام.
(متصدعًا من خشية الله) [21] تام، (له الأسماء الحسنى)
حسن.
(2/931)
سورة الممتحنة
(يخرجون الرسول وإياكم) [1] حسن غير تام لأن قوله: (أن
تؤمنوا بالله ربكم) متعلق بالأول كأنه قال: يخرجون الرسول لأن لا تؤمنوا بالله
ربكم. ويجوز أن يكون المعنى «يخرجون الرسول وإياكم لإيمانكم». والوقف على (أن
تؤمنوا بالله ربكم) حسن غير تام لأن قوله: (إن كنتم خرجتم جهادا في سبيلي) متعلق بالأول
كأنه قال: لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء إن كنتم خرجتم جهادًا في سبيل. (وأنا أعلم
بما أخفيتم وما أعلنتم) حسن.
(إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء) [2] حسن. (ودوا لو
تكفرو) تام.
ومثله: (لن تنفعكم أرحامكم ولا أولادكم) [3]، (يوم
القيامة يفصل بينكم).
(2/932)
والوقف على قوله: (في إبراهيم والذين معه) [4] غير تام.
وكذلك: (إنا براء منكم ومما تعبدون من دون الله). وكذلك: (حتى تؤمنوا بالله وحده)
لأن قوله: (إلا قول إبراهيم) منصوب على الاستثناء كأنه قال: قد كانت لكم أسوة حسنة
في إبراهيم والذين معه إلا في قوله لأبيه: (لأستغفرن لك) فأنزل الله تعالى في ذلك:
{وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله
تبرأ منه} [التوبة: 114]، (وما أملك لك من الله من شيء) تام.
(لمن كان يرجو الله واليوم الآخر) [6] حسن.
(من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم) [9] حسن
أيضًا.
(2/933)
سورة الصف
(وهو العزيز الحكيم) [1] تام.
ومثله: (أن تقولوا ما لا تفعلون) [3]
(كأنهم بنيان مرصوص) [4]
(إني رسول الله إليكم) [5] (أزاغ الله قلوبهم)، وأتم منه
(والله لا يهدي القوم الفاسقين).
(يأتي من بعدي اسمه أحمد) [6] حسن.
ومثله: (الكذب وهو يدعى إلى الإسلام) [7]
(ومساكن طيبة في جنات عدن) [12]
(وفتح قريب) [13] تام وأتم منه (وبشر المؤمنين) (قال
الحواريون نحن أنصار الله) [14] حسن. ومثله: (طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة).
(2/934)
سورة الجمعة
(يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض الملك القدوس)
[1] قرأ نافع وغيره من أهل المدينة وعاصم وأبو عمرو والكسائي: (الملك القدوس
العزيز الحكيم) بالخفض.
وقرأ شقيق أبو وائل: (الملك القدوس العزيز الحكيم)
بالرفع. فمن فخض وقف على (الحكيم) ولم يحسن له أن يقف على (ما في الأرض) ومن رفع
حسن له أن يقف على (ما في الأرض) ويبتدئ: (الملك) على معنى «هو الملك».
(يحمل أسفارًا) [5] حسن.
ومثله: (وذروا البيع) [9].
(وتركوك قائما) [11]
(2/935)
سورة المنافقين
(فصدوا عن سبيل الله) [2] حسن.
(يحسبون كل صيحة عليهم) [4] تام. (فاحذرهم) حسن.
(حتى ينفضوا) [7] تام.
ومثله: (ليخرجن الأعز منها الأذل) [8]
(2/936)
سورة التغابن
(ما في السماوات وما في الأرض) [1] حسن، وأحسن منه: (وهو
على كل شيء قدير).
(فمنكم كافر ومنكم مؤمن) [2] حسن.
(وصوركم فأحسن صوركم) [3] تام.
(أبشر يهدوننا) [6] حسن.
(والنور الذي أنزلنا) [8] تام.
ومثله: (ذلك يوم التغابن) [9]، (خالدين فيها أبدا) حسن.
(ذلك الفوز العظيم) تام.
ومثله: (إلا بإذن الله) [11]، (وأنفقوا خيرا لأنفسكم)
[16].
(2/937)
سورة الطلاق
(فطلقوهن لعدتهن) [1] حسن. [ومثله]: (وأحصوا العدة
واتقوا الله ربكم)، (إلا أن يأتين
بفاحشة مبينة)، (وتلك حدود الله)، (فقد ظلم نفسه) تام. ومثله: (بعد ذلك أمرا).
(من كان يؤمن بالله واليوم الآخر) [2]. (ويرزقه من حيث
لا يحتسب) [3] حسن، (فهو حسبه) تام.
ومثله: (اللاتي لم يحضن) [4]، (أن يضعن حملهن).
(ذلك أمر الله أنزله إليكم) [5].
(لتضيقوا عليهن) [6] حسن. ومثله: (وأتمروا بينكم بمعروف).
(لينفق ذو سعة من سعته) [7]، (نفسا إلا ما آتاها) تام.
(2/938)
(الذين آمنوا) [10] وقف حسن. (قد أنزل الله إليكم ذكرا)
حسن غير تام. وقال السجستاني: هو تام. وهذا خطأ لأن «الرسول» منصوب على الإتباع لـ
«الذكر» ولا يحسن الوقف على متبوع دون تابع، ولو رفع رافع «الرسول» على معنى «هو رسول»
حسن الوقف على «الذكر»، فإن قال قائل: كيف يكون «الرسول» تابعًا لـ «الذكر» و «الرسول»
لا ينزل وإنما ينزل القرآن؟ قيل له: «أنزل» محمول على معنى «أظهر وبين» كما قال
الشاعر:
إذا تغنى الحمام الورق هيجني ... ولو تعزيت عنها أم عمار
فنصب «أم عمار» بـ «هيجني» بمعنى «ذكرني»، وقال بعض
البصريين: الرسول منصوب على الإغراء بإضمار «عليكم رسولا، ابتغوا رسولا» وإنما صلح
وقوع الإغراء بنكرة
(2/939)
لأنها وصلت بـ «يتلو» فأدنتها الصلة من المعرفة. فمن
أخذ بهذا القول قال: الوقف على «ذكر»
تام. وفي «رسول» وجه ثالث وهو أن ينصب بمشتق من «ذكر»
يراد به «قد أنزل الله إليكم ذكرا يذكر رسولا» فمن أخذ بهذا قال: الوقف على «ذكر»
حسن وليس بتام.
(وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور) [11] تام.
(ومن الأرض مثلهن) [12] حسن. (يتنزل الأمر بينهن) غير
تام لأن اللام التي في (لتعلموا) لام كي، هي معلقة بما قبلها.
(2/940)
سورة التحريم
(تبتغي مرضات أزواجك) [1] حسن. (والله غفور رحيم) تام.
(تحلة أيمانكم) [2] حسن، ومثله: (والله مولاكم).
(وجبريل وصالح المؤمنين) [4]، (بعد ذلك ظهير) تام.
(ثيبتات وأبكارا) [5] حسن.
(يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه) [8]، (بين
أيديهم وبأيمانهم)، (واغفر لنا).
(واغلظ عليهم) [9]، (ومأواهم جهنم).
(2/941)
سورة الملك
(من تفاوت) [3] حسن.
ومثله: (وأعتدنا لهم عذاب السعير) [5]، (وجعلناها رجوما
للشياطين) وقف حسن.
ومثله: (فاعترفوا بذنبهم) [11].
(وكلوا من رزقه) [15].
(عليكم حاصبا) [17].
(فوقهم صافات ويقبضن) [19]، (ما يمسكهن إلا الرحمن).
(ينصركم من دون الرحمن) [20].
(بل لجوا في عتو ونفور) [21] تام.
(والأبصار والأفئدة) [23].
(آمنا به وعليه توكلنا) [29]
(2/942)
سورة ن
(وإنك لعلى خلق عظيم) [4] تام.
ومثله: (بأيكم المفتون) [6].
(وهو أعلم بالمهتدين) [7]
(لو تدهن فيدهنون) [9]
(أن كان ذا مال وبنين) [14] قرأ أبو جعفر وحمزة بهمزتين
(أأن) بإدخال الاستفهام على (أن). وقرأ شيبة ونافع وأبو عمرو والأعمش والكسائي:
(أن كان ذا مال وبنين) بغير استفهام، فمن قرأها بالاستفهام حسن أن يقف على (زنيم) [13] ويبتدئ: (آن
كان ذا مال وبنين) على معنى ألأن «كان ذا مال وبنين تطيعه»، ويجوز أن يكون التقدير
(ألأن كان ذا مال وبنين).
(2/943)
(إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين) [15] ومن
قرأها بغير استفهام لمن يحسن أن يقف على (زنيم) لأن المعنى «لأن كان وبأن كان». فـ
«أن» متعلقة بما قبلها.
(سنسمه على الخرطوم) [16] تام.
(ولا يستثنون) [18] حسن.
ومثله: (أن لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين) [24]
(وكذلك العذاب) [33] تام.
(عند ربهم جنات النعيم) [34] تام.
(ما لكم كيف تحكمون) [36] حسن.
ومثله: (لما تخيرون) [38].
(إن لكم لما تحكمون) [39].
(فلا يستطيعون) [42]
(ترهقهم ذلة) [43]، (وهم سالمون) تام.
(بهذا الحديث) [44] حسن.
(2/944)
سورة الحاقة
(وما أدراك ما الحاقة) [3] تام.
(وعاد بالقارعة) [4] حسن.
[ومثله]: (وثمانية أيام حسوما) [7]
(فهل ترى لهم من باقية) [8] تام.
ومثله: (فأخذهم أخذة رابية) [10].
(وتعيها أذن واعية) [12].
(لا تخفى منكم خافية) [18].
(قطوفها دانية) [23] حسن.
(بما أسلفتم في الأيام الخالية) [24] تام.
(هلك عني سلطانية) [29] حسن.
(2/945)
(سبعون ذارعا فاسلكوه) [32] حسن.
ومثله: (ولا يحض على طعام المسكين) [24]
(لا يأكله إلا الخاطئون) [37] تام.
(وما هو بقول شاعر) [41] ثم تبتدئ: (قليلا ما تؤمنون)
على معنى «يؤمنون قليلا» وما توكيد للكلام.
وكذلك (ولا بقول كاهن) [42] ثم تبتدئ: (قليلا ما تذكرون)
(تنزيل من رب العالمين) [43] تام.
ومثله: (فما منكم من أحد عنه حاجزين) [47]
(وإنه لحق اليقين) [51] حسن.
(2/946)
سورة سأل سائل
(من الله ذي المعارج) [3] حسن.
(كان مقداره خمسين ألف سنة) [4] تام.
ومثله: (فاصبر صبرا جميلا) [5]
(ونراه قريبا) [7]
(ولا يسأل حميم حميما) [10]
(يبصرونهم) [11]
(وإذا مسه الخير منوعا) [21] وقف غير تام لأن قوله: (إلا
المصلين) [22] مستثنى من (الإنسان).
و (الإنسان) بتأويل الناس ومثله قوله: {إن الإنسان لفي
خسر. إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات} [العصر: 2، 3] هذا قول الفراء. وقال قوم:
هو مستثنى من قوله (تدعو من أدبر وتولى وجمع فأوعى) [17، 18] (إلا المصلين).
(2/947)
وقوله تعالى: (كلا إنها لظى. نزاعة للشوى) [15، 16] قرأ
أبو جعفر وشيبة ونافع وعاصم في رواية أبي بكر عنه والأعمش وأبو عمرو وحمزة
والكسائي: (نزاعة للشوى) بالنصب. فمن رفع كان له مذهبان: أحدهما أن يجعل (لظى) خبر
«إن» ويرفع
(نزاعة) بإضمار «هي نزاعة». فمن هذا الوجه يحسن الوقف على (لظى). والوجه الآخر أن
يجعل الهاء عمادًا ويرفع (لظى) بـ (نزاعة) و (نزاعة) بـ (لظى) كما تقول: إنها قائمة جاريتك. فمن
هذا الوجه لا يحسن الوقف على (لظى)
لأنها مع (نزاعة) في موضع خبر «إن» ومن نصب (نزاعة) حسن
له أن يقف على (لظى) وينصب (نزاعة) على القطع من (لظى) إذا كانت نكرة متصلة
بمعرفة، ويجوز نصبها على المدح «اذكر نزاعة» كما تقول: مررت به العاقل الفاضل.
(ترهقهم ذلة) [44] تام.
(2/948)
سورة نوح «عليه السلام»
(ويجعل لكم أنهارا) [12] وقف حسن.
(وقد خلقكم أطوارا) [14] تام.
ومثله: (وجعل الشمس سراجا) [16].
(ويخرجكم إخراجا) [18].
(سبلا فجاجا) [20]
(يغوث ويعوق ونسرا. وقد أضلوا كثيرا) [23، 24]
(2/949)
سورة الجن
قوله تعالى: (وأنه تعالى جد ربنا) [3] كان علقمة ويحيى
والأعمش وحمزة والكسائي ينصبون «أن» في جميع السورة إلا قوله: (إنما أدعو ربي)
[20] وما بعده فإنهم كانوا يكسرونه غير قوله: (ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم)
[28] وكذلك
روى أبو عمر عن عاصم، فعلى هذا المذهب لا يتم الوقف إلى قوله: (إلا بلاغا من الله
ورسالاته) فبلوغ الوقف التام في هذه السورة لا يطيقه القارئ ولكنه يتعمد الوقف على
رؤوس الآي. وكان عاصم في رواية أبي بكر عنه يكسرها كلها إلا قوله: (وأن المساجد
لله) [18 ي فإنها عنده بالنصب. فعلى هذه القراءة يتم الوقف على قوله: (فلا تدعوا
مع الله أحدا) وكان أبو عمرو يكسرهن كلهن
(2/950)
حتى ينتهي إلى قوله (وأولوا استقاموا) [16] فإنه كان
ينصبها وما بعدها، فعلى هذه القراءة لا يتم الوقف إلى قوله: (إلا بلاغا من الله
ورسالاته)
(من أضعف ناصرا وأقل عددا) [24] تام أيضًا.
فمن فتح (أن) في جميع السورة جعلها نسقًا على قوله:
(آمنا به) و (أنه تعالى جد ربنا). ومن كسر نسقها على (فقالوا إنا) [1] ويجوز لمن
فتح أن يجعلها نسقًا على قوله: (قل أوحي إلي أنه استمع) (وأنه تعالى جد ربنا) وإن كان
فيها ما لا يحسن عطفه على (آمنا به) وحمل على معنى «ألهمنا وخبرنا وأقسمنا وما
أشبه ذلك». ومن كسر الحروف وفتح (وألو استقاموا على الطريقة) «أضمر يمينا
(2/951)
تأويلها: والله أن لو استقاموا على الطريقة». كما يقال
في الكلام: والله أن لو قمت لقمت، والله لو قمت لقمت، كما قال الشاعر:
أما والله أن لو كنت حرا ... وما بالحر أنت ولا العتيق
ومن فتح ما قبل «أن» المخففة نسقها على المخففة على
(أوحي إلي أنه) و (أن لو استقاموا) وعلى (آمنا به) وبـ (أن لو استقاموا)، ويجوز
لمن كسر الحروف كلها إلى «أن» الخفيفة أن يعطف المخففة وما بعدها على (أوحي إلي
أنه) أو على (آمنا به) ويستغني عن إضمار اليمين.
(2/952)
سورة المزمل
(إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا) [5] تام.
(ومهلهم قليلا) [11] وقف حسن.
وقوله: (فكيف تتقون إن كفرتم يوما يجعل الولدان شيبا).
(إن) من صلة (تتقون) و «اليوم» منصوب بـ «تتقون». والمعنى «فكيف تتقون يوما يجعل الولدان
شيبا إن كفرتم». وقال بعض المفسرين: وقف التمام على قوله: (إن كفرتم) والابتداء:
(يوم يجعل الولدان شيبا) يذهب إلى أن «اليوم» منصوب بـ (يجعل) والفعل له، كأنه قال: يجعل الله
الولدان شيبًا في يوم. وهذا لا يصح لأن اليوم هو الذي يفعل هذا من شدة هوله. ومنهم
من ينصب «اليوم»
(2/953)
بـ (كفرتم) وهذا قبيح جدًا لأن اليوم إذا علق بـ (كفرتم) احتاج إلى
صفة (كفرتم)
لـ «يوم» فإن احتج محتج بأن الصفة قد تحذف وينصب ما بعدها احتججنا عليه بقراءة عبد
الله (فكيف تتقون يوما يجعل الولدان شيبا إن كفرتم)
(السماء منفطر به) [18] تام. (مفعولاً) تام.
ومثله: (اتخذ إلى ربه سبيلا) [19].
(وطائفة من الذين معك) [20] وقف حسن. ومثله: (ما تيسر من
القرآن)، (يقاتلون في سبيل الله) حسن، (ما تيسر
منه) تام. (قرضا حسنا) حسن. (وأعظم أجرا) تام.
(2/954)
سورة المدثر
(قم فأنذر) [2] وقف حسن. وقال بعض المفسرين: معناه «يا
أيها المدثر قم نذيرًا للبشر» وهذا قبيح لأن الكلام قد طال فيما بينهما.
(ولربك فاصبر) [7] وقف حسن.
(على الكافرين غير يسير) [10] تام.
(لا تبقي ولا تذر) [28] وقف حسن ثم تبتدئ: (لواحة للبشر)
[29] على معنى «هي لواحة للبشر».
(عليها تسعة عشر) [30] وقف حسن.
ومثله: (ماذا أراد الله بهذا مثلا) [31].
وكذلك (كلا) [32]
(ويهدي من يشاء)، (وما يعلم جنود ربك إلا هو)
(2/955)
تام. ومثله: (إلا ذكرى للبشر).
(إنها لإحدى الكبر) [35] حسن غير تام.
(نذيرا) [36] ينتصب من ثلاثة أوجه: إن شئت نصبته على
القطع من (إحدى الكبر) وإن شئت نصبته على المصدر كأنك قلت: إنذارًا للبشر. وإن شئت
نصبته على القطع من عائد (سقر).
(أن يتقدم أو يتأخر) [37] حسن.
ومثله: (بما كسبت رهينة) [38] وهو غير تام لأنه قد جاء
الاستثناء بعده.
(إلا أصحاب اليمين) [39] وقف تام.
(ما سلككم في سقر) [42] حسن.
ومثله: (فرت من قسورة) [51].
و (كلا) [53] قد استقصينا أمرها في صدر الكتاب.
(2/956)
سورة القيامة
قال أبو بكر: قد ذكرنا ما في «لا» من الاختلاف في صدر
الكتاب. وجواب القسم محذوف، كأنه قال: لتبعثن لتحاسبن، فدل قوله: (أيحسب الإنسان
ألن نجمع عظامه) [3] على الجواب فحذف (ألن نجمع عظامه).
(بلى) [4] وقف حسن، ثم تبتدئ: (قادرين) على معنى «بل
نجمعها قادرين». أنشدنا أبو العباس للفرزدق:
على قسم لا أشتم الدهر مسلما ... ولا خارجًا من في زور
كلام
أراد: لا أشتم ولا يخرج، فلما صرف يخرج إلى خارج
(2/957)
نصب. بني على هذا بعض النحويين وقال: نصب (قادرين) لأنه صرف عن
يقدر. فرد الفراء هذا وقال: يلزم قائليه أن يجيزوا «قائمًا أنت» يريدون: أتقوم أنت. ونصب «قائم» في
هذا الموضع محال بإجماع إلا أنه يصلح نصب (قادرين) على التكرير «بلى فليحسبنا
قادرين» ويجوز في النحو «بلى قادرون» بتأويل: بلى نحن قادرون. وأما بيت الفرزدق
فإنه «خارجا» فيه منسوق على موضع «أشتم»، والتقدير «عاهدت
ربي لا شاتما ولا خارجا»، لأن البيت الأول:
ألم ترني عاهدت ربي وأنني ... لبين رتاج قائمًا ومقام
(كلا لا وزر) [11] وقف حسن. والمعنى «لا ملجأ
(2/958)
يلجأون إليه».
(بما قدم وأخر) [13] حسن.
(ولو ألقى معاذيره) [15] تام.
(لتعجل به) [16] حسن.
(إلى ربك يومئذ المساق) [30] [حسني.
(ثم أولى لك فأولى) [35] تام.
ومثله: (أن يترك سدى) [36].
(الذكر والأنثى) [39] حسن.
سورة الإنسان
(لم يكن شيئا مذكورا) [1] حسن. ومعنى (هل أتى) «قد أتى».
(من نطفة أمشاج) [2] غير تام لأن (نبتليه) معناه
(2/959)
«التأخير» كأنه قال: (فجعلناه سمعيا بصيرا) ولـ (نبتليه)
والوقف على (نبتليه) تام.
(إما شاكرًا وإما كفورًا) [3] تام.
(يفجرونها تفجيرا) [6] حسن.
(عبوسا قمطريرا) [10] تام.
(كان سعيكم مشكورا) [22] تام.
ومثله: (ويذرون وراءهم يوما ثقيلا) [27].
(من يشاء في رحمته) [31] حسن.
سورة المرسلات
قال أبو بكر: جواب القسم (إنما توعدون لواقع) [7] وهو
الوقف التام.
(2/960)
(لأي يوم أجلت) [12] وقف حسن إذا جعلت اللام في (يوم
الفصل) صلة للفعل المضمر، كأنك أضمرت (أجلت) فتكون اللام الأولى صلة للظاهر
والثانية للمضمر، فإن جعلت اللام الثانية توكيدًا للأولى لم يحسن الوقف على قوله:
(ليوم الفصل) [13].
(وما أدراك ما يوم الفصل) [14] تام.
(ألم نهلك الأولين) [16] حسن.
(ثم نتبعهم الآخرين) [17] مرفوع على الاستئناف، وقف حسن.
(فقدرنا) [23] وقف حسن. وكل وقف تتصل به فاء فهو غير تام
في الحقيقة من أجل أن الفاء تصل ولا يستأنف بها.
وما لا يكون مستأنفًا فالسكوت على ما قبله لا يتم. فإن
مر بك
(2/961)
في الكتاب وقف تام قبل فاء فمعناها كالتمام إن كان
مستغنيًا عما بعده ولو لم تتصل به. وإن الفاء تشبه الواو في عطف المتأخر على
المتقدم غير أنها لما يلزمها من الاتصال لا يتم وقف قبلها. (فنعم القادرون) وقف
تام.
(وأسقيناكم ماء فراتا) [27] تام.
ومثله (كأنه جمالت صفر) [32].
(ويل يومئذ للمكذبين) [37].
سورة عم يستاءلون
قوله تعالى: (عم يتساءلون) [1] فيه وجهان إن شئت جعلت
«عن» الأولى صلة للفعل الظاهر، والثانية صلة لفعل مضمر كأنك قلت: عن أي شيء
يتساءلون، يتساءلون عن النبأ العظيم. فمن هذا الوجه يحسن الوقف على (يتساءلون). والوجه الآخر
(2/962)
أن تجعل «عن»
الثانية توكيدًا للأولى كما قرأ عبد الله بن مسعود:
{والظالمين أعد لهم عذابا أليما} [الإنسان: 31] فجعل اللام الثانية توكيدًا
للأولى، وأنشد الفراء:
أقول لها إذا سألت طلاقًا ... إلام تسارعين إلى فراقي
فأكد الأولى بالثانية.
(وجنات ألفافا) [16] وقف التمام.
ومثله: (وسيرت الجبال فكانت سرابا) [20].
(وكذبوا بآياتنا كذابا) [28].
(فلن نزيدكم إلا عذابا) [20]
(وكأسا دهاقا) [34] حسن.
ومثله: (عطاء حسابا) [36] ثم تبتدئ: (رب السماوات والأرض)
[37] بالرفع. ومن قرأ: (رب
(2/963)
السماوات) بالخفض وقف على (الرحمن).
(وقال صوابا) [38] تام.
(اتخذ إلى ربه مآبا) [39] تام.
(يوم ينظر المرء ما قدمت يداه) [40] وقف حسن. ومعناه
«يرقب المرء أي شيء قدمت يداه».
سورة النازعات
جواب القسم محذوف كأنه قال: والنازعات لتبعثن ولتحاسبن،
فاكتفى بقوله: (أإذا كنا عظاما نخرة) [11] من الجواب، كأنهم قالوا؛ لما قيل
لهم لتبعثن: أنبعث
(2/964)
أإذا كنا عظاما نخرة؟. وقال قوم: وقع القسم على قوله تعالى:
(إن في ذلك لعبرة لمن يخشى) [26] وهذا قبيح لأن الكلام قد طال فيما بينهما. وقال
السجستاني: يجوز أن يكون هذا من التقديم والتأخير، كأنه قال: (فإذا هم بالساهرة)
[14]، (والنازعات غرقا). وهذا خطأ لأن الفاء لا يفتتح بها الكلام. (فإذا هم بالساهرة)
تام. ومثله: (إن في ذلك لعبرة لمن يخشى).
(أأنتم أشد خلقا أم السماء) [27] وقف حسن، ثم فسر أمرها
فقال: (بناها. فع سمكها فسواها) [27، 28]، وقال بعض المفسرين: الوقف على (بناها)
(متاعًا لكم ولأنعامكم) [32] حسن.
(وبرزت الجحيم لمن يرى) [36] مثله.
(2/965)
سورة عبس
(أو يذكر فتنفعه الذكرى) [4] وقف حسن.
(فأنت عنه تلهى) [10] وقف حسن.
ومثله: (فمن شاء ذكره) [12].
(كرام بررة) [16] تام.
ومثله: (ثم إذا شاء أنشره) [22].
(لما يقض ما أمره) [23] حسن.
وقوله: (أنا صببنا الماء صبا) [25] قرأ أبو جعفر وشيبة
ونافع وأبو عمرو: (إنا صببنا الماء) بكسر الألف. وقرأ الأعمش وعاصم وحمزة
والكسائي: (أنا صببنا الماء صبا) بفتح الألف. فمن قرأ بالكسر وقف على (إلى طعامه)
[24] وابتدأ:
(إنا) ومن قرأ: (أنا) بالفتح جعل (أنا) في
(2/966)
موضع خفض على الترجمة عن الطعام كأنه قال: (فلينظر
الإنسان إلى طعامه) إلى (أنا صببنا) فلا يحسن الوقف على (طعامه) من هذه القراءة.
وكذلك إن رفعت «أن» بإضمار «هو أنا صببنا الماء صبا» لأنها في حال رفعها مترجمة عن
«الطعام». وقرأ بعض القراء: (أني صببنا الماء صبا) فمن أخذ بهذه القراءة قال: الوقف على
(طعامه) تام. ومعنى (أنى) «أين»، إلا أن فيها كناية عن الوجوه وتأويلها: من أي وجه
صببنا الماء، قال الكميت:
أنى ومن أين آبك الطرب ... من حيث لا صبوة ولا ريب
(وصاحبته وبنيه) [36] تام.
ومثله: (يومئذ شأن يغنيه) [37]
(ضاحكة مستبشرة) [39]
(2/967)
سورة إذا الشمس كورت
جواب (إذا) [1] (علمت نفس ما أحضرت) [14] وهو تمام
الكلام.
(مطاع ثم أمين) [21] تام وهو أتم من الذي قبله لأن الفاء
لا يتم قبلها كلام على حقيقة إذا كانت تأتي بمعنى الاتصال.
ومثله: (فأين تذهبون) [26]
(لمن شاء منكم أن يستقيم) [28]
سورة إذا السماء انفطرت
(علمت نفس ما قدمت وأخرت) [5] جواب (إذا) [1] وهو وقف
التمام.
ومثله: (يعلمون ما تفعلون) [12] ثم قال: (ما أدراك
(2/968)
ما يوم الدين) [18] وقف حسن ثم تبتدئ: (يوم لا تملك نفس)
[19] بالرفع على معنى «هو يوم لا تملك». وبهذه القراءة قرأ ابن أبي إسحاق وأبو
عمرو. وقرأ أبو جعفر وشيبة ونافع ويحيى بن وثاب وعاصم وحمزة والكسائي: (يوم لا
تملك) بالنصب، على أنه في موضع رفع إلا أنه نصب لأنه مضاف غير محض، كما تقول: أعجبني يوم يقوم
زيد، أنشد أبو العباس:
من أي يومي من الموت أفر ... أيوم لم يقدر أم يوم قدر
فاليومان الثانيان مخفوضان على الترجمة عن اليومين
الأولين إلا أنهما نصبا في اللفظ لأنهما أضيفا إلى غير محض، وقال قوم: اليوم
الثاني منصوب على المحل، كأنه قال: في يوم لا تملك نفس لنفس شيئًا.
(2/969)
سورة المطففين
(أو وزنوهم يخسرون) [3] وقف تام.
ومثله: (لرب العالمين) [6]
(كتاب مرقوم) [20] تام، والمعنى «كتاب مكتوب» أنشدنا أبو
العباس:
سأرقم في الماء للقراح إليكم ... على بعدكم إن كان للماء
راقم
فمعناه «سأكتب».
(يشهده المقربون) [21] تام.
ومثله: (يشرب بها المقربون) [28]
(2/970)
سورة إذا السماء انشقت
قال أبو بكر: قال بعض المفسرين: جواب (إذا السماء انشقت)
(أذنت لربها وحقت) [2] وزعم أن الواو مقحمة. وهذا غلط لأن العرب لا تقحم الواو إلا
مع «حتى
إذا» كقوله: {حتى إذا جاؤها وفتحت أبوابها} [الزمر: 73] ومع «لما» كقوله: {فلما
أسلما وتله للجبين. وناديناه} [الصافات: 103، 104] معناه «ناديناه» والواو لا تقحم مع غير هذين.
وقال قوم: جواب (إذا) محذوف لعلم المخاطبين به، ويجوز أن يكون الجواب فاء مضمرة،
كأنه قال: (إذا السماء انشقت) فـ (يا أيها الإنسان إنك كادح).
(2/971)
(إلى أهله مسرورا) [9] وقف حسن.
(إنه ظن أن لن يحور. بلى) [13، 14] وقف حسن.
(إن ربه كان به بصيرا) [15] تام.
ومثله: (لتركبن طبقا عن طبق) [19].
(فبشرهم بعذاب أليم) [24] حسن.
(إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات) [25] استثناء منقطع
كأنه قال: لكن الذين آمنوا وعملوا الصالحات، كما قال في سورة البقرة: {لئلا يكون
للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا منهم} [150] فمعناه «لكن الذين ظلموا فإنهم لا حجة
لهم». و (غير ممنون) معناه «غير مقطوع».
سورة البروج
قال أبو بكر: جواب (والسماء ذات البروج) [1]
(2/972)
محذوف.
وقوله عز وجل: (قتل أصحاب الأخدود) [4] في موضع الجواب.
وقال السجستاني: معناه «قتل أصحاب الأخدود والسماء ذات البروج». وهذا غلط لأنه
لا يجوز لقائل أن يقول: والله قام زيد. على معنى «قام زيد والله». وقال قوم: جواب القسم
(إن بطش ربك لشديد) [12] وهذا قبيح لأن الكلام قد طال فيما بينهما. (قتل أصحاب
الأخدود) وقف غير تام لأن قوله: (النار ذات الوقود) تابع لـ «الأخدود».
(الذي له ملك السماوات والأرض) [9] تام.
(لهم جنات تجري من تحتها الأنهار) [11] حسن.
(فعال لما يريد) [16] تام.
(فرعون وثمود) [18] حسن.
(والله من ورائهم محيط) [20] حسن.
(2/973)
سورة الطارق
(إن كل نفس لما عليها حافظ) [4] جواب القسم، وهو وقف حسن.
فلينظر الإنسان مم خلق [5] حسن أيضًا.
ومثله (يخرج من بين الصلب والترائب) [7].
(إنه على رجعه لقادر) [8] حسن.
(من قوة ولا ناصر) [10] تام.
ومثله: (هو بالهزل) [14]
سورة سبح اسم ربك الأعلى
(فجعله غثاء أحوى) [5] تام.
ومثله: (إنه يعلم الجهر وما يخفى) [7]
(ونيسرك لليسرى) [8] حسن.
(2/974)
(فذكر إن نفعت الذكرى) [9] تام.
(ثم لا يموت فيها ولا يحيى) [13] تام.
ومثله: (وذكر اسم ربه فصلى) [15]
(والآخرة خير وأبقى) [17] تام.
سورة الغاشية
(حديث الغاشية) [1] تام.
ومثله: (ولا يغني من جوع) [7]
(لا تسمع فيها لاغية) [11] حسن.
ومثله: (فيها عين جارية) [12]
(زرابي مبثوبة) [16] تام.
(وإلى الأرض كيف سطحت) [20] حسن.
(لست عليهم بمصيطر) [22] غير تام. وقال السجستاني: هو
تام وهذا خطأ لأن (من) منصوبة على الاستثناء من الكلام الذي يقع عليه التذكير وإن
لم يذكر. كأنه قال: فذكر الناس إلا من تولى وكفر. وقال الفراء: هو بمنزلة قولك
(2/975)
في الكلام: اذهب فغظ وذكر إلا من لا يطمع فيه. فمعناه
«اذهب فعظ وذكر الناس». ويجوز أن تكون (من) منصوبة على الاستثناء المنقطع كأنه قال:
لكن من تولى وكفر فيعذبه الله. فيكون من هذا الوجه بمنزلة قولك في الكلام: قعدنا
نتحدث ونتذاكر الخير إلا أن كثيرا من الناس لا يرغب فيما كنا فيه.
سورة الفجر
(إن ربك لبالمرصاد) [14] جواب القسم، وهو وقف التمام.
(فيقول ربي أكرمن) [15] وقف حسن.
وكذلك: (فيقول ربي أهانن) [16].
وكذلك: (وتحبون المال حبا جما) [20]
(2/976)
(وجييء يومئذ بجهنم) [23] وقف حسن أيضًا.
وكذلك: (يا ليتني قدمت لحياتي) [24]
(لا يعذب عذابه أحد) [25]
(ولا يوثق وثاقه أحد) [26]
سورة البلد
(لقد خلقنا الإنسان في كبد) [4] حسن.
ومثله: (يقول أهلكت مالا لبدا) [6]
(أيحسب أن لم يره أحد) [7] تام.
(فلا اقتحم العقبة) [11] حسن، ومعناه «فلم يقتحم العقبة».
وكذلك: {فلا صدق ولا صلى} [القيامة: 31] معناه «فلم يصدق
ولم يصل»، قال زهير:
وكان طوى كشحا على مستكنة ... فلا هو أبداها ولم يتقدم
(2/977)
معناه «لم يبدها ولم يتقدم»
(أو مسكينا ذا متربة) [16] وقف تام.
(وتواصوا بالمرحمة) [17] وقف حسن.
(أولئك أصحاب الميمنة) [18] تام.
سورة والشمس وضحاها
(قد أفلح من زكاها) [9] جواب القسم، والمعنى «والشمس
وضحاها لقد ألفح»، فلما تأخر جواب القسم جرى على (ألهمها)
[8] فحذفت اللام منه لذلك، وهذا يقوله بعض الناس. والاختيار عندنا أن يكون جواب
القسم محذوفًا لباين معناه. يراد به: والشمس وضحاها لقد سعد أهل الطاعة وشقي أهل المعصية،
فدل على المحذوف (قد أفلح من زكاها. وقد خاب من دساها) [9، 10]
(2/978)
سورة والليل
(إن سعيكم لشتى) [4] وقف التمام وهو جواب القسم.
(فسنيسره لليسرى) [7] وقف حسن.
وكذلك: (فسنيسره للعسرى) [10] وقف حسن.
(إذا تردى) [11] تام، والأول تام.
ومثله: (الذي كذب وتولى) [16].
(إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى) [20]
سورة والضحى
(ما ودعك ربك وما قلى) [3] وقف التمام وهو جواب القسم.
ومثله: (من الأولى) [4].
(فترضى) [5]
(فإغنى) [8]
(2/979)
[سورة] ألم نشرح
(ورفعنا لك ذكرك) [4] تام.
(إن مع العسر يسرا) [6] تام.
(فانصب) [7] حسن.
(فارغب) تام. وهو أتم من الذي قبله إذا لم تتصل به فاء.
سورة التين
(في أحسن تقويم) [4] حسن، وأحسن منه (وعملوا الصالحات)
[6]
ومثله: (أجر غير ممنون) وأحسن من هذا كله (فما يكذبك بعد
بالدين) [7].
سورة العلق
(باسم ربك الذي خلق) [1] وقف حسن.
(من علق) [2] تام.
(2/980)
ومثله: (ما لم يعلم) [5].
(أن رآه استغنى) [7].
(إن إلى ربك الرجعى) [8]
سورة القدر
(وما أدراك ما ليلة القدر) [2] حسن.
(خير من ألف شهر) [3] حسن أيضًا.
(من كل أمر) [4] وقف حسن ثم تبتدئ: (سلام هي حتى مطلع
الفجر) [5] فترفع «السلام» بـ (هي).
170 - وقال الفراء: حدثني أبو بكر بن عياش عن الكلبي عن
أبي صالح عن ابن عباس أنه كان يقرأ: (من كل امرئ. سلام). فعلى هذه القراءة الوقف
على «السلام»،
والمعنى
(2/981)
(من كل امرئ من الملائكة سلام على المؤمنين والمؤمنات) و
«السلام» من هذه القراءة مرفوع بـ (من) و (هي) رفع بـ (حتى).
سورة لم يكن
(حتى تأتيهم البينة) وقف حسن ثم تبتدئ: (رسول من الله)
[2] على معنى «هو رسول من الله».
(فيها كتب قيمة) [3] تام.
ومثله: (من بعد ما جاءتهم البينة) [4]
(ذلك دين القيمة) [5]
(أولئك هم شر البرية) [6] وقف حسن.
ومثله: (خير البرية) [7]
(ورضوا عنه) [8] تام.
(2/982)
سورة إذا زلزلت
(بأن ربك أوحى لها) [5] تام.
(ليروا أعمالهم) [6] حسن.
ومثله: (خيرا يره) [7]
سورة العاديات
(وإنه لحب الخير لشديد) [8] [تام]
سورة القارعة
(وما أدراك ما القارعة) [3] تام.
ومثله: (كالعهن المنقوش) [5]
سورة التكاثر
(حتى زرتم المقابر) [2] حسن.
ومثله: (لو تعلمون علم اليقين) [5] والمعنى «لو
(2/983)
تعلمون علم اليقين ما ألهاكم التكاثر» «فحذف الجواب
لمعرفة المخاطبين به».
سورة العصر
الوقف التام فيها آخرها.
سورة الهمزة
(يحسب أن ماله أخلده. كلا) [3، 4] حسن.
ومثله: (وما أدراك ما الحطمة) [5] ثم تبتدئ: (نار الله)
[6] على معنى «هي نار الله»، والوقف على (الأفئدة) [7] تام.
سورة الفيل
(ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل) [1] وقف حسن.
(2/984)
سورة لإيلاف
قال قوم: اللام في «إيلاف» صلة لقوله: (ألم تر كيف فعل
ربك بأصحاب الفيل) وذلك أنه ذكر أهل مكة نعمه عليهم في إنجائه إياهم من أهل
الحبشة وإهلاك الحبشة، ثم قال: (لإيلاف قريش) [1] أي ذلك نعته عليهم في رحلة
الشتاء والصيف أي نعمة إلى نعمة ونعمة لنعمة. وقال قوم: اللام صلة لقوله: {فجعلهم كعصف
مأكول} [الفيل: 5] أي جعلهم كذلك لتأتلف قريش. فعلى هذا المذهب الأول والثاني لا
يحسن الوقف على قوله: (فجعلهم كعصف مأكول) لأن أول لإيلاف متعلق أول سورة الفيل
وآخرها، وقال قوم: اللام صلة لفعل مضمر كأنه قال: اعجب يا محمد لنعم
(2/985)
الله على قريش في إيلافهم رحلة الشتاء والصيف، فلا
تتشاغلن بذلك عن الإيمان بالله واتباعك، الدليل على هذا قوله (فليعبدوا رب هذا
البيت. الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف) [3، 4] أنشد هشام بن معاوية حجة لأن
اللام من صلة التعجب:
أتخذل ناصري وتعز عبسا ... أيربوع بن غيظ للمعن
فمعناه «اعجبوا للمعن»، والمعن المعترض. والوقف على
(إيلاف قريش) قبيح لأن «الإيلاف» الثاني مخفوض على الإتباع لـ «الإيلاف» الأول.
واجتمعت القراء على (إلافهم) [2]، وروي عن أبي جعفر (ألفهم) و (إيلافهم)
(2/986)
فمن قرأ (إيلافهم) أخذه من «آلف، يولف، إيلافا» كما قال
ذو الرمة يصف ظبية:
من المؤلفات الرمل أدماء حرة ... شعاع الضحى في لونها
يتوضح
ويروى «في متنها» وقال آخر:
المطعمين إذا النجوم تحيرت ... والظاعنين لرحلة الإيلاف
ومن قرأ (إلافهم) أخذه من «ألفت، ألف إفًا وإلافا»، وكلك
من قرأ (إلفهم). وقال الفراء: يجوز أن يكون الإلف من يولفون، وأجود من ذلك أن
يكون من «يألفون» ومعنى يولفون «يهيئون ويجهزون». ويجوز في العربية (لإيلاف قريش إلا
فهم) بنصب الثاني على أنه مصدر
(2/987)
لـ «الإيلاف» الأول كما تقول: العجب لدخولك دخولاً دارنا. ويجوز
(إيلافهم رحلة الشتاء والصيف) بخفض «الرحلة» على أن تجعلها تابعة لـ «الإيلاف»
وكأنك قلت: العجب لرحلتهم شتاء وصيفا، وقال الشاعر:
زعمتم أن إخوتكم قريشًا ... لهم إلف وليس لكم إلاف
فجمع بين اللغتين.
سورة أرأيت
(ولا يحض على طعام المسكين) [3] تام.
[سورة] الكوثر
الوقف آخر السورة، والوقف أيضًا على قوله: (وانحر) [2]
تام لأن معناها الاستئناف.
(2/988)
سورة قل يا أيها الكافرون
(ولا أنتم عابدون ما أعبد) [3] وقف حسن ثم تبتدئ: (ولا
أنا عابد ما عبدتم) [4] وإنما كرر هذا اللفظ لمعنى التغليظ كما قال: {كلا سوف تعلمون.
ثم كلا سوف تعلمون} [التكاثر: 3، 4] وقال قوم: إنما كرر هذا لأن معناه «لا أعبد ما
تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد في هذا الوقف ولا أنا عابد ما عبدتم ولا أنتم
عابدون ما أعبد فيما يستقبل».
وقال آخرون: نزلت هذه السورة في قوم سبق في علم الله
أنهم لا يؤمن منهم واحد، وهم المقتسمون الذين جعلوا القرآن عضين،
(2/989)
العاص بن وائل والوليد بن المغيرة والأسود بن عبد يغوث
والأسود بن المطلب وعدي بن قيس.
سورة النصر
(واستغفره) [3] وقف حسن، والتمام آخر السورة.
[سورة] تبت
(تبت يدا أبي لهب وتب) [1] وقف حسن.
(وامرأته حمالة الحطب) [4] في «المرأة» ثلاثة أوجه:
أحدهن أن ترفعها على النسق على ما في (سيصلى) [3] فيحسن الوقف عليها ثم تبتدئ:
(حمالة الحطب) على معنى «هي حمالة الحطب» والوجه الثاني أن ترفع «المرأة» بما
عاد من الهاء والألف في قوله: (في جيدها) [5] فلا يحسن الوقف
(2/990)
من هذا الوجه على «المرأة». والوجه الثالث أن ترفع
«المرأة» بـ (حمالة) و (حمالة) بها، فمن هذا الوجه يحسن الوقف على (حمالة الحطب) ثم
تبتدئ: (في جيدها حبل من مسد) فترفع «الحبل» بـ (في). وقرأ ابن أبي إسحاق وعيسى بن
عمر: (حمالة الحطب) بالنصب على الذم والشتم كما تقول: قام زيد الفاسق الخبيث،
ويجوز النصب على الحال كأنه قال: حمالة للحطب وفي قراءة عبد الله: (ومريته حمالة
للحطب)، و (جيدها) عنقها. و (حبل من مسد) هي السلسلة التي في النار. وقال قوم: هو
ليف المقل. وقال أبو عبيدة المسد عند العرب حبال تكون من ضروب، وأنشد:
(2/991)
ومسد أمر من أيانق ... صهب عتاق ذات مخ زاهق
والوقف التام في سورة الإخلاص والفلق والناس آخر السورة.
آخر كتاب إيضاح الوقف والابتداء
في كتاب الله عز وجل
(2/992)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق